سلطتان فلسطينيتان متناحرتان والقدس والضفة الى تهويد كامل وشعب غزة في الخيم!!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 آذار 2010 - 6:44 ص    عدد الزيارات 1027    التعليقات 0

        

إسرائيل توجّه <لكمة> للإدارة الأميركية وجعلت رئيسها بدون عضلات
سلطتان فلسطينيتان متناحرتان والقدس والضفة الى تهويد كامل وشعب غزة في الخيم!!
<عدوى الفساد والبذخ انتقلت من قادة سلطة الضفة الى قادة سلطة حماس في القطاع>

يتساءل الكثيرون في الوطن العربي والعالم حول ماهية الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على خلفية الإهانة التي وجهتها حكومة بنيامين نتانياهو لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي جاء مسرعاً الى المنطقة عندما أعلنت الحكومة الفلسطينية موافقتها على إجراء مباحثات غير مباشرة حتى وإن لم توقف حكومة اسرائيل بناء المستوطنات·

لغاية الآن لا أحد يدري من هي الجهة الحكومية المسؤولة عن هذه الإهانة التي تمثلت بإعلان اسرائيل عزمها على بناء 1600 وحدة سكنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحيطة بمدينة القدس، الإهانة التي تراها الإدارة الأميركية ليس في عزم اسرائيل على بناء 1600 وحدة سكنية جديدة، فهذا <العزم> والتصميم لم تتراجع عنهما حكومة نتانياهو، وإنما في إعلان ذلك أثناء وجود بايدن في تل أبيب وفي ذات الساعة التي كان يعقد فيها الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية مع أركان الحكومة الإسرائيلية·

على العموم توجد أزمة <شكلية> معلنة بين أميركا وإسرائيل يعمل نتانياهو على إصلاحها، بالاعتذار تارة، وبإعلانه تشكيل لجنة تحقيق حكومية لمعرفة الجهة التي سرّبت هذا القرار في ذلك الوقت، ولم تنتظر حتى مغادرة بايدن الأراضي الفلسطينية المحتلة تارة أخرى·

طبعاً نتانياهو ليس وحيداً، ولن يكون وحيداً لمواجهة هذه الأزمة، التي رأت فيها الإدارة الأميركية إهانة لواشنطن وأميركا، فالمنظمات اليهودية - الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية بدأت تتحرك لامتصاص غضب الرئيس أوباما ونائبه بايدن ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وغيرهم، وأكبر هذه المنظمات التي تملك أدوات الضغط على الإدارة الأميركية منظمة <إيباك> التي تتحضر لعقد مؤتمرها السنوي قريباً، ومن المعروف أنه في هذا المؤتمر تظهر الإدارة الأميركية عبر رأس هرم السلطة كل ما تستطيع من وسائل الدعم لإسرائيل وأمنها وأمانها واقتصادها، وهي محاولة سنوية تؤكد من خلالها الإدارة الأميركية <المؤكّد> والثابت الوحيد من ثوابت الحكومات الأميركية المتعاقبة منذ إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948·

من الطبيعي القول أن ما قامت به حكومة نتانياهو ليس <إهانة> للإدارة الأميركية وللمؤسسات الأميركية، وإنما هي <صفعة> أو <لكمة> لتحقيق الفوز النهائي على إدارة أوباما، الذي كلّف نفسه وجاء منذ أكثر من عام مضى الى شرم الشيخ وألقى خطاباً موجهاً للشعوب الاسلامية والعربية فيه كل النوايا والتوجهات الطيبة، وهذه <اللكمة> لإعطاء الإدارة الأميركية الحالية درساً في عدم التفكير في ممارسة أي ضغوط على الحكومة الاسرائيلية·

ومن المعلوم أن إدارة أوباما كلّفت الدبلوماسي صاحب الخبرة جورج ميتشل متابعة ملف التسوية الفلسطينية - الاسرائيلية منذ الأسبوع الأول لاستلام أوباما السلطة، وخلال عام مضى أعلنت إدارة أوباما موافقتها على طلب السلطة الفلسطينية ضرورة <وقف بناء المستوطنات أثناء المفاوضات>، وبأن معلومات أن إدارة أوباما تراجعت أمام إصرار حكومة نتانياهو الاستمرار في بناء المستوطنات·

فمنذ أشهر تراجعت إدارة أوباما عن ضغوطها لمنع الاستمرار في بناء المستوطنات، فالدهاء جاء من حكومة اسرائيل عندما أعلنت أنها لن تصدر قرارات جديدة ببناء مستوطنات جديدة <وإنما لن توقف تنمية المستوطنات>، والتنمية تعني استمرار توسيع المستوطنات عبر أبنية جديدة ومصادرة أراضٍ جديدة·

هذا من جهة العدو مغتصب الأرض، وماذا عن أصحاب الأرض؟

في المساحة المتبقية من الضفة الغربية سلطة فلسطينية هزيلة لا حول لها ولا قوة، أعضاء الحكومة الفلسطينية أنفسهم يخضعون للتفتيش على الحواجز الاسرائيلية عندما يتنقلون في الضفة الغربية من مدينة الى أخرى أو من قرية الى أخرى، لا همّ لهم سوى مناكفة حركة حماس ووقف نموّها، كي لا تخطف منهم <السلطة> كما خطفتها في فطاع غزة·

وفي قطاع غزة سلطة حكومة حماس التي تعتبر صمودها أمام الضغوط المتنوعة انتصاراً لها (وليس انتصاراً للشعب الفلسطيني)، وهي تخطط وتسعى وتعمل لكي تستمر في سلطة لا تتمتع بأية سيادة سوى التسلط علىأهل غزة الذين لا حول لهم ولا قوة أمام سلاح حماس الذي أصبح يخدم مهمة واحدة فقط وهي استمرار سلطة حماس على هذه المساحة الصغيرة، وتؤكد مصادر قيادية في المنظمات الفلسطينية الأخرى في القطاع أنهم يتعرضون للقمع والاعتقال في حال نفذوا أية عملية مقاومة·

كلِا السلطتين باتتا في وادٍ والشعب الفلسطيني في وادٍ آخر·

الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس يتعرض لأبشع أنواع القمع من قوات الاحتلال وسكان القدس لا يقدّم لهم أي دعم من أجل صمودهم في منازلهم··، وسكان غزة ما زالوا يعيشون في الخيم فيما بدأت مظاهر الغنى والبذخ التي يعيشها قادة حماس (عدوى انتقلت إليهم من قيادات فتح في الضفة الغربية) ظاهرة أمام سكان غزة·

في الوقت الذي تعمل فيه حكومة العدو على اغتصاب ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، فما هو معروض للتفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحدود 15 بالمائة من أراضي الضفة، والقدس باتت مهوّدة، وفي الوقت الذي جعلت فيه اسرائيل أوباما يقف أمام مشاريعها بدون عضلات، ما زال الانقسام الفلسطيني تتسع مساحته يومياً من أجل <هلاهيل> سلطة·

والحقيقة التي لا جدال فيها أنه في حال استمر الوضع الفلسطيني على حالته التي يعيشها، فإن ما تبقى من أرض فلسطين سيذهب باتجاه التهويد، فلا قدس ولا دولة وبالتالي ولا سلطة·

فإلى متى يتماهى هذا الوضع الفلسطيني مع الوضع العربي، فما هو قائم يتطلب خطوات جريئة من كِلا الطرفين في الضفة وفي غزة، وإلا فالقضية أمام أزمة جديدة نتائجها أسوأ بكثير من نتائج اغتصاب فلسطين عام 1948·

حسن شلحة


 

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,861,356

عدد الزوار: 7,801,536

المتواجدون الآن: 1