قوس الأزمات... المشتعل

تاريخ الإضافة السبت 3 آذار 2012 - 6:34 ص    عدد الزيارات 829    التعليقات 0

        

 

قوس الأزمات... المشتعل
جاسوانت سنغ
قبل 33 سنة، تحدّث مستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك، زبيغينو بريجنسكي عن «قوس أزمة» يشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. واليوم، يبدو ان الأحداث الجارية في سوريا وباكستان، والتفجيرات الأخيرة في بانكوك ونيودلهي، توحي بأن «قوس» بريجنسكي أصبح أكثر بروزاً من أي وقت مضى.
ومن بين المخاطر الكثيرة المتوافرة في هذا القوس اليوم، هناك المخاوف الناجمة عن ردّ إسرائيل والولايات المتحدة، على ما قد ستؤول إليه الأمور إذا وصل البرنامج النووي الإيراني إلى نقطة اللارجوع، بعد أن تبين أن طهران قد أقامت منشآت لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، قرب مدينة «قم» المقدسة، لا يمكن تدميرها إلا عبر قصفها بقنبلة نووية.
الصقور الإسرائيليون يقولون ان وقت الضربة العسكرية قد حان الآن، قبل أن تتوصل إيران إلى إنتاج سلاح نووي. أما واشنطن فتحذّر من التسرّع، قائلة إن العقوبات قد تؤتي ثمارها. وإذا تحركنا شرقاً ضمن هذا «القوس»، نرى أن باكستان تنحدر أكثر فأكثر إلى الفوضى. وفي الغرب، يبدو أن الوضع في سوريا يتدهور يوماً بعد يوم. والدعم الخارجي للمتمردين السوريين لا يستهدف نظام الرئيس بشار الأسد فحسب، بل أيضاً النظام الإيراني.
وعلى مدى امتداد هذا «القوس»، تبدو الأخطار الأمنية مخيفة ومترابطة في ما بينها. فإلى الخطر النووي يجب ان نضيف التطرف الإسلامي والإرهاب الناجم عنه أحياناً، ناهيك عن أخطار الميليشيات العقائدية مثل «طالبان» والأحزاب الدينية الأخرى. وهذا التعقيد الكبير هو الذي يعيد إلى الذهن فكرة أخرى كان طرحها بريجنسكي وهي: «ان الاستقرار في آسيا لم يعد بالإمكان فرضه عبر الاستخدام المباشر للقوة العسكرية الأميركية».
إذا كان التحدي يتمثل في وقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، «فلمَ لا ينطبق هذا على إسرائيل؟»، كما يتساءل كثيرون في المنطقة. أما الجواب، من وجهة النظر الأميركية والغربية، فهو أن إيران، بكل بساطة، لا يمكن الوثوق بها، بألا تستخدم برنامجها التخصيبي لأهداف سلمية. لكن الواضح بالنسبة إلى الأميركيين هو أنه ما من مسؤول إيراني يستطيع قبول الإذلال والتخلي عن الحق في استخدام الطاقة النووية لأهداف مدنية، بحسب ما تنص عليه معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي وقعتها طهران عندما كان الشاه يحكمها.
لا حاجة هناك إلى خيال واسع لإدراك أسباب ودوافع السياسة الغربية تجاه إيران، ومنها التعقيدات الأمنية في المنطقة، وسباق التسلح مع كل من تركيا والسعودية ومصر. غير ان الخطر الأكبر هو ان الرهانات كبيرة لدرجة أن أي خطوة خاطئة يمكن ان تتحول إلى أزمة غير معروفة الأبعاد.
ولإيران أيضاً مخاوف أمنية واجتماعية مباشرة في جارتها أفغانستان. وبسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية لها مع الولايات المتحدة، لا تبادر طهران إلى وضع إطار لاتفاقية سلام قابلة للحياة، من أجل فرض الاستقرار من أفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية منها. وهي أيضاً لها مخاوفها من باكستان التي تؤوي ميليشيات مناوئة لإيران، وتقوم، بصورة منتظمة بتقتيل الأقلية الشيعية.
وبدلاً من أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتفكيك صواعق هذه الأزمات المعقدة، نراهم يعملون على تكثيف هذه الصواعق. وهذا يعني أن «قوس الأزمات» يمكن أن يتحول إلى «دائرة من نار».
جاسوانت سنغ، وزير الخارجية والدفاع الهندي السابق.
ترجمة: جوزيف حرب

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,664,172

عدد الزوار: 7,587,261

المتواجدون الآن: 1