الثمن الباهظ للصفقة الإيرانية - الغربية

تاريخ الإضافة الجمعة 18 تشرين الأول 2013 - 8:19 ص    عدد الزيارات 347    التعليقات 0

        

 

الثمن الباهظ للصفقة الإيرانية - الغربية
عبد الكريم أبو النصر
"إنجاز الصفقة التاريخية المنشودة بين القيادة الإيرانية والدول الغربية البارزة وعلى رأسها الولايات المتحدة قضية بالغة التعقيد والصعوبة إذ انها تتطلب أساساً أن تتخلى إيران عن طموحاتها النووية الواسعة وأن تقلص حجم برنامجها النووي المتطور الذي ربطت قوة نظامها به وانفقت عشرات المليارات من الدولارات من أجل بنائه وأن ترضخ لمطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي وتقبل ما رفضته طوال السنين العشر الأخيرة، في مقابل إنهاء حال العداء مع الغرب وتحقيق تقارب تدريجي مع دوله ورفع العقوبات الدولية المفروضة عليها على مراحل بحيث تترافق هذه الخطوات مع تغيير ملموس في السياسات الإقليمية للجمهورية الإسلامية ينسجم مع مصالح الدول الغربية والدول المعتدلة في المنطقة. فخطوات الانفتاح الرمزية التي قام بها الرئيس حسن روحاني وفريقه حيال أميركا والغرب ليست كافية بل يمكن أن تكون مضللة وتشكل غطاء لمواصلة السياسات الإيرانية النووية والإقليمية ذاتها، وعلى هذا الأساس فإن المطلوب أن يمهد الانفتاح الكلامي لإجراءات وقرارات جديدة وجريئة تتخذها القيادة الإيرانية وتنسجم فعلاً مع مطالب الغرب والمجتمع الدولي عموماً لكي يحدث التغيير المنشود في العلاقات الإيرانية - الغربية - الدولية".
هذا ما أدلى به الينا مسؤول غربي بارز في باريس وثيق الصلة بالمفاوضات الإيرانية - الغربية. وأوضح "ان التوجهات الجديدة لروحاني والدعم المشروط الذي يقدمه له المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي من طريق دعوته الى تبني إستراتيجية "المرونة البطولية" في التعامل مع الغرب لم تبدل المعطيات الأساسية لهذه القضية ولم تضع حداً للتهديدات والتحديات التي تواجهها إيران والمرتبطة بخططها النووية. فالإدارة الأميركية لا تزال مصممة على استخدام كل الخيارات بما فيها الخيار الديبلوماسي - التفاوضي والخيار العسكري من أجل منع إيران من امتلاك السلاح النووي، ومجموعة الدول الست، وهي أميركا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا، ترفض التعايش مع إيران المسلحة نووياً وتتعاون معاً ومنذ سنوات من أجل إقناع القيادة الإيرانية من طريق المفاوضات وسياسة الضغوط والعقوبات بالتخلي عن مساعيها لإنتاج السلاح النووي. كما ان إسرائيل مستعدة فعلاً لضرب المنشآت النووية والحيوية الإيرانية ولجر أميركا الى الحرب مع إيران إذا فشلت المفاوضات. إضافة الى ذلك، فإن القيادة الإيرانية تتفاوض مع الدول الغربية من موقع ضعف إذ انها تواجه أوضاعاً داخلية إقتصادية ومالية ومعيشية وسياسية بالغة الصعوبة مردها الى خضوعها لعقوبات دولية قاسية جداً وهي لن تستطيع الإعتماد على القيادة الروسية لمساندتها لأن موسكو تضغط عليها وتدفعها الى الرضوخ للمطالب الدولية". وأضاف المسؤول الغربي ان أميركا والدول المؤثرة الأخرى تريد أن تدفع القيادة الإيرانية ثمناً باهظاً وأن تنفذ الخطوات والإجراءات الآتية من أجل تحقيق التقارب مع الدول الغربية وتحسين العلاقات معها:
أولاً - إتخاذ قرار رسمي وعلى أعلى مستوى يقضي بالتخلي فعلاً عن كل خططها وجهودها التي تمنحها القدرة على إنتاج السلاح النووي ومنها وقف تخصيب الأورانيوم في أراضيها أو تحديد نسبة التخصيب بأقل من خمسة في المئة واقفال بعض المنشآت المرتبطة ببرنامجها النووي.
ثانياً - إخضاع كل المنشآت والمواقع النووية المعلن عنها والسرية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وللرقابة المشددة لمفتشيها التي تشمل زيارات مفاجئة لمنشآتها.
ثالثاً - التعاون الكامل والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإجابة عن كل أسئلتها وتنفيذ مطالبها المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني إذ ان الوكالة تشكو من رفض الإيرانيين التعاون الكامل معها. وقد رفضت هذه الوكالة طوال السنين الأخيرة إصدار أي تقرير رسمي يؤكد ان البرنامج النووي الإيراني هو للأغراض السلمية المدنية ويضمن عدم وجود نشاطات نووية سرية عسكرية إيرانية.
رابعاً - التخلي عن إنتاج الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية حربية.
وخلص المسؤول الغربي الى القول: "لن تتحرر إيران من العقوبات الدولية الشديدة الوطأة عليها ولن تنجز أي صفقة حقيقية مع أميركا والغرب قبل أن تتأكد الدول الغربية فعلاً من أن القيادة الإيرانية تخلت عن خططها النووية العسكرية وانها تريد الاكتفاء ببرنامج نووي سلمي، وقبل أن تنفذ كل الخطوات والإجراءات المطلوبة منها دولياً. ويتحقق ذلك في ظل الرقابة المشددة للمفتشين الدوليين. ويمكن التحرك في هذا المجال خطوة خطوة لكن الاختراق الحقيقي في العلاقات مع الغرب يتطلب تنازلات إيرانية كبيرة وغير مسبوقة".

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,365,674

عدد الزوار: 7,629,999

المتواجدون الآن: 0