تقارير..من سيدفع فاتورة التدخل العسكري الأردني في سوريا؟..الأمازيغ في المغرب مستاؤون من التلكؤ في ترسيم لغتهم

إسرائيل: صعود مفاجئ لحزب العمل بقيادة يحيموفتش......مراجعة لكتاب "النووي الإيراني في العقل الإسرائيلي" ...شبكة إيرانية في العراق لتزويد الأسد و"حزب الله" بالسلاح

تاريخ الإضافة الإثنين 8 تشرين الأول 2012 - 7:03 ص    عدد الزيارات 1965    القسم دولية

        


 

إسرائيل: صعود مفاجئ لحزب العمل بقيادة يحيموفتش
الحياة...القدس المحتلة - أمال شحادة
أطلق رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتانياهو الشرارة الأولى في مسيرة تقريب موعد الانتخابات البرلمانية، مع أنه غير مقتنع تماماً بالفكرة. فهو يجري حسابات كثيـرة ومـعقدة حول الموضـوع ويدخـل في نقـاشات حادة وصـراعات مع بعض حلفائه في الائتلاف، مثل حزب «اسـرائيـل بيتـنا» برئاسة وزير الخارجية، أفيغدور ليـبرمان، الذي لا يرى ضرورة للانتـخابات، وحزب «الاستقلال» برئاسة وزيـر الدفـاع، ايـهود بـاراك، الذي يخشى أن يختفي من الـحيـاة السـياسيـة. وخـطأ نتـانـياهـو أنـه ربط بين تبكير موعد الانتخابات والمصادقة على موازنة عام 2013 ، والتي تتضمن تقليصاً كبيراً في موازنات الوزارات المختلفة وتمس في شكل خطير بالمواطنين.
تهديدات نتانياهو لا تستهدف موضوع الموازنة. فقد جرت العادة أن تدور نقاشات حادة قبل كل موعد تصويت على الموازنة، وأن تتأجج الخلافات والصراعات، داخل أحزاب الائتلاف وكذلك مع المعارضة، اذ إن هذه الفترة تكون موسماً لخروج الوزراء والنواب إلى الصحافة، كل يدافع كلٌ عن حصة وزارته ووزارات حزبه، أو يحتج على التقليصات التي تفرض على بعض الوزارات، بخاصة الرفاه الاجتماعي والصحة. ويلعب الجيش ووزيره دوراً أساسياً في المعركة كي لا تلبي الحكومة مطلب وزارة المالية تخفيض الموازنة العسكرية، والجيش يطلب في كل سنة زيادة الموازنة العسكرية تحت شعار «ضرورة تعزيز القدرات على مواجهة التحديات الأمنية المحدقة بإسرائيل».
كانت الحكومة تنجح في التوصل إلى تفاهمات بين أحزابها وتعبر الموازنة بسلام. بل إن حكومة نتانياهو نجحت في إقرار موازنة سنتين معاً. وبكلمات أخرى، فإن الموازنة ما هي إلا حجة يتذرعون بها في المعركة. فرئيس الحكومة يطرح قضية الموازنة، لكي يبرر إسقاط حكومته والذهاب إلى الانتخابات المبكرة وعدم الانتظار حتى يحل موعدها المقرر في تشرين الأول (أكتوبر) 2013، الأمر الذي يجعل السؤال اكثر إلحاحاً: لماذا يريد زعيم الليكود انتخابات مبكرة؟
نتانياهو لم يتخذ قراراً بعد في هذا الشأن. والمقربون منه يؤكدون أنه يتنازل عن الفكرة في كل وقت، مع أن الوقت يداهمه، إذ إن فكرة الانتخابات سيطرت على الأجواء الاسـرائيـلية ولـم يعد سهلاً التراجع.
من جهة، يخشى نتانياهو من إدارة معركة انتخابات لمدة سنة كاملة ستتمكن خلالها الأحزاب المنافسة له من كل صوب من أن تنتظم جيداً لمواجهته والترويج لانتقاد سياسته... والانتقادات كـثيـرة. فهناك مشـكلة في سـياسته الاقتـصادية الاجتماعية، ظهرت بوضوح في هبّة الاحتجاج الكبرى في صيف 2011. وهناك انتقادات لسياسته في الموضوع الايراني، اذ يقف في معارضته غالبية وزرائه وجميع قادة الأجهزة الأمنية السابقين والحاليين، ودول العالم. وهناك انتقادات شديدة له بسبب تدهور العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما.
 تدهور شعبية نتانياهو
استطلاعات الرأي الاسرائيلية تؤكد ان شعبية نتانياهو تدهورت. وتشير إلى وجود أزمة قيادة أيضاً. فعندما يُسأل المستطلعون عن آرائهم عن أية شخصية يرونها مناسبة لرئاسة الحكومة، يتغلب نتانياهو على جميع قادة الأحزاب، والسبب أنه لا يوجد منافس جدي له. والمنافس الجدي الوحيد له، هو ايهود أولمرت، الذي ينوي العودة إلى الحلبة السياسية بعدما برّأته المحكمة من تهم الفساد التي كانت أدت إلى سقوط حكومته وخروجه من الحلبة السياسية. وينتظر أولمرت بعض القضايا الإجرائية في محاكمة فساد أخيرة، حتى يعلن عودته. وهذا يخيف نتانياهو ويدفعه إلى تبكير موعد الانتخابات إلى آذار وحتى شباط (فبراير) المقبل، حتى لا يتمكن أولمرت من الاستعداد.
سبب آخر لخوف نتانياهو، يتعلق بالرئيس أوباما. فليس سراً أن أوباما غاضب من نتانياهو، لأنه تدخل في شكل فظ في الانتخابات الأميركية، ووقف لمصلحة المرشح الجمهوري ميت رومني. ويخشى نتانياهو من أن يفوز أوباما في الانتخابات في الشهر المقبل، وينتقم منه. لهذا يميل إلى تبكير موعد الانتخابات، لكنه يدخل في صراع مع نفسه في الاتجاه الآخر. فهناك أحزاب حليفة له ليست معنية بالانتخابات. والأحزاب المعنية بالانتخابات، تبني مواقفها على رفض الإجراءات لتقليص الموازنة، وتظهر نفسها على أنها رفضت الموازنة لأنها ترفض إلقاء أعباء على المواطنين. وعملياً التصقت بنتانياهو تهمة توجيه الضربات الاقتصادية الى المواطنين. وهذه تهمة أُسقطت في الماضي ويمكنها أن تسقط في المستقبل حكومات اسرائيلية.
 تقليص الموازنة
ووفق ما ظهر من مشروع الموازنة، فإن وزارة المالية تطلب تقليصها بمبلغ هائل يقدر بـ 12 – 15 بليون شيكل. وأي باب يتم التقليص منه سيواجه بحملة كبيرة في صفوف المواطنين أو جهاز التعليم أو الجيش. وحتى لو لم يتم تمرير هذه الموازنة، فإن وصمتها التصقت برئيس الحكومة، ووزير ماليته، يوفال شتاينتس. وكلاهما من حزب الليكود. ورفاقهما في الحزب بدأوا يسمعون أصوات التذمر. وهذا بحد ذاته، أدخل اسرائيل في اجواء انتخابية. واستغلت احزاب المعارضة أيضاً، خصوصاً «كاديما» و «العمل»، هذا الوضع للانطلاق في المعركة. والتصريحات التي يطلقها زعيما الحزبين، شيلي يحيموفتش وشاؤول موفاز، تتركز حول القضايا الاجتماعية من جهة وحول الأزمة التي افتعلها نتانياهو مع الرئيس اوباما.
ومن السيناريوات التي تطرح في هذا النقاش بدأت تُرسم صور اولية لشكل هذه المعركة. ابرزها ان يخوض ايهود اولمرت الانتخابات، وكذلك الزعيمة السابقة لحزبه، تسيبي ليفني، التي قررت هي أيضاً العودة الى الحلبة السياسية. ولا يستبعد سياسيون ان يشكل اولمرت وليفني وموفاز ومعهم الاعلامي يئير لبيد كتلة مركز كبيرة بصورة مشتركة. ومن غير المستبعد ايضاً ان يدخل لاعبون جدد الى الساحة يغيرون قواعد اللعبة في معركة الانتخابات.
ولا يسقط بعضهم من توقعاته ان يفاجئ ايهود باراك الجميع بضربة غير متوقعة سياسياً، بخاصة بعد احتدام الخلاف بينه وبين نتانياهو ورفض الاخير ان يمنحه وعداً بإبقائه وزيراً للدفاع.
 واقعية وبراغماتية
حتى اللحظة، وعلى رغم ان نتانياهو سيحسم قراره حول تبكير موعد الانتخابات قبل الخامس عشر من الشهر الجاري، موعد افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، إلا ان الشخصيات السياسية التي ترى نفسها بديلة بدأت تسيطر على الإعلام الاسرائيلي بتصريحاتها ومواقفها المعادية لرئيس الحكومة. ومع ان الأنظار تتجه نحو ايهود اولمرت بانتظار قراره في خوض المعركة الانتخابية، إلا ان زعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، تتفوق على غيرها.
«واقعية وبراغماتية» و «النجمة الأعلى في السياسة الاسرائيلية القادرة على تجسيد احتمال التحول»، هكذا وصفها البعض. فقد استبقت يحيموفتش غيرها في دعوة نتانياهو الى الاعلان عن الانتخابات المبكرة وعدم مواصلة حال عدم اليقين في شأن الانتخابات، والاتفاق مع باقي الأحزاب على موعد محدد لإجراء الانتخابات «لأن ذلك سيضع حداً لغياب الحكم الفعلي الذي يميز الحكومة اليوم بسبب عدم وجود موازنة»، كما تقول يحيموفتش. وظهور هذه النائبة العمالية استدعى البعض للفت نظر من يجد نفسه قائداً سياسياً ومرشحاً قوياً امام نتانياهو، الى اهمية عدم تجاهلها بل التعامل معها كمرشحة قوية قادرة على قيادة السياسة الاسرائيلية.
الخبير في الشؤون السياسية، ارييه شبيط، فاجأ بعض هؤلاء عندما وصفهم بـ «السياسيين الضالين» ودعاهم الى فحص امكانية التحالف مع يحيموفتش. اذ يرى ان وضعيتها تستدعي زعيمة حزب «كاديما» السابقة، تسيبي ليفني وزعيم الحزب الحالي، شاؤول موفاز، وحاييم رامون وغيرهم الى التحالف معها. ووفق شبيط، فإن «وضع يحيموفيتش الجديد يستدعي ليفني ورامون وكديما ان يتفحصوا نهجهم. فعشية الانتخابات السابقة طلبت كديما برئاسة ليفني وقيادة رامون من اليسار ان ينتحر كي تتغلب تسيبي على بيبي (بنيامين نتانياهو). ولم تتغلب تسيبي على بيبي في الحقيقة، لكن اليسار انتحر اذ ضعف حزب العمل جداً وكاد ميرتس ان يُمحى. وانقلبت الامور الآن رأسا على عقب»، كما يرى شبيط ويقول: «اذا كان ليفني ورامون وكديما ملتزمين حقاً بتبديل نتانياهو، فعليهم ان يفعلوا الآن ما طلبوا من الآخرين فعله قبل ثلاث سنوات ونصف سنة (خلال معركة الانتخابات البرلمانية السابقة)، فعليهم ان ينضموا الى يحيموفيتش أو ألا يقفوا في طريقها على الأقل».
وأصحاب هذه الدعوة يرون انه «اذا اجتمع النواب الضالون من المركز في منظومة سياسية جديدة برئاسة العمل فستصبح لإسرائيل كتلة سياسية مستنيرة كبيرة تستطيع العودة الى قيادة الحكومة».
والدعوة لم تقتصر على «الضالين» انما تشمل ايضاً رجال الاعمال، اذ يرى شبيط ان «أكثر أصحاب الاموال في اسرائيل يكرهون يحيموفيتش، فهم يرونها غوغائية خطيرة لا تفهم شيئاً في الاقتصاد. وهم يرونها اشتراكية حمراء ستدمّر الاقتصاد وتحول اسرائيل لتصبح مثل اليونان. لكن الصحيح انه يتوجب على أصحاب العمل الاسرائيليين ان يفهموا ان يحيموفيتش تعبر اليوم عن توق الجمهور الاسرائيلي العريض الى الاصلاح الداخلي. وتمثل يحيموفيتش الطموح في اعادة اسرائيل الى القيم والى العدل والتقدم. وعلى ذلك يجب محاورتها بدل مشاجرتها. وسيُفاجأ كثيرون كم أن الزعيمة المقاتلة واقعية وبراغماتية».
 
  
الأمازيغ في المغرب مستاؤون من التلكؤ في ترسيم لغتهم
موقع إيلاف..يحيى بن الطاهر            
نصّ الدستور المغربي الجديد على أن الأمازيغية، إلى جانب العربية، تعد لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، تعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها. لكنّ ترسيم اللغة على أرض الواقع يواجه صعوبات.
الرباط: في غياب قانون تنظيمي يتعلق باللغة الأمازيغية التي اعترف بها الدستور المغربي الجديد كلغة رسمية للمغرب إلى جانب اللغة العربية، يستمر الجدل بين الفاعلين في الحركة الأمازيغية والحكومة المغربية بخصوص كيفية ترسيم الأمازيغية، والبطء الحكومي الشديد في الإسراع بتنزيل بند الدستور المتعلق بهذا الخصوص، فيما يرى محللون ضرورة تهيئ الشروط الكفيلة بإشاعة الأمازيغية بين المواطنين المغاربيين.
مآخذ على الحكومة
يؤاخذ رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان بوبكر أونغير الحكومة المغربية على تأخرها بالعمل على الإسراع بترسيم الأمازيغية، وفي إخراج القانون التنظيمي الخاص الذي لم يصدر بعد.
الحركة الأمازيغية المغربية تطالب بالإسراع في ترسيم الأمازيغية
وينص الفصل الخامس من الدستور المغربي على أن الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، تعد أيضا " لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء." وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها.
يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية.
ولم يخف أنغير استياءه من استمرار الهيئات الحكومية المختصة عدم قبول تسجيل الأسماء الأمازيغية للمواليد الجدد وهو ما اعتبره لا يتماشى وروح الدستور الجديد.
وقال لـ"إيلاف": " يستمرّ رفض تسجيل الأسماء الأمازيغية للمواليد الجدد، والأمر لا يتعلق فقط بداخل المغرب بل أيضا على مستوى الجالية في الخارج إذ ترفض مجموعة من القنصليات المغربية تسجيل أسماء أمازيغية لمواليد جدد بمبرر أنها أسماء غير موجودة أو غير مغربية، وهي كلها نعتبرها مبررات غير ذات صدقية."
وأضاف: "ثم من جانب آخر، هناك مماطلة من وزارة التعليم في تدريس اللغة الأمازيغية، إذ إن هناك مدرسين تم تخصيصهم لتدريس الأمازيغية لكن من دون أن يتلقوا تكوينات في المجال، إذ هناك ارتجال، وعلى مستوى الحكومة، هناك تلكؤ في مجال ترسيم الأمازيغية وإدخالها إلى الحياة العامة."
واعتبر كل هذه المظاهر مؤشرات على عدم جدية الحكومة في التعاطي مع المسألة الأمازيغية في المغرب، في "غياب حوار وطني حول الأمازيغية ومنح الطابع الجدي للقضية" كما قال.
ونفى وزير الداخلية المغربي محند العنصر أن تكون وزارته قد أقدمت على منع تسجيل أسماء أمازيغية لمواليد جدد.
ولم ينف الوزير المغربي وقوع حالات منع تسجيل بعض الأسماء ببعض القنصليات المغربية في الخارج، واعتبره اجراءا "استثنائيا".
وقال العنصر: "قد يكون المنع طال هذه الأسماء لأنها غير مفهومة أو أنها غريبة أولها معنى يسيء لحامله ويخلق له مشاكل مع محيطه، خاصة وأن هناك أسماء ـ يستطرد العنصرـ لا يفهم معناها سواء كانت بالعربية أو الأمازيغية، وأنا كأمازيغي صراحة لا أفهم معنى بعض الأسماء."
ترسيمها يتطلّب وقتًا
من جهة اخرى، قال الباحث في القانون الدستوري بن يونس المرزوقي: "فيما يتعلق بموضوع ترسيم الأمازيغية، وعلاقة بالدستور الجديد الذي جعل من اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، تنبغي الإشارة إلى أن الجهات المدعوة إلى تنزيل الدستور هي السلطة التنفيذية (الحكومة) من خلال إخراجها إلى حيز الوجود وقانونين تنظيميين يتعلقان بهذا المجال."
رفض تسجيل الأسماء الأمازيغية للمواليد الجدد من قبل السلطات المغرب يثير الاستياء
وأضاف المرزوقي لـ"إيلاف": "نلاحظ على أن هناك مجالين مختلفين فيما يخص الأمازيغية، تتعلق بالقانون التنظيمي الخاص بالإستراتيجية أوالخطوات والبرامج المرتبطة بإدماج الأمازيغية في التعليم ثم في الحياة العامة ذات الأولوية من أجل تمكين اللغة الأمازيغية لتصبح ممارسة."
ولم يخف المرزوقي من أن هناك "نوعا من الاعتراف الواضح على أنه لا يمكن إنزال اللغة الأمازيغية مباشرة، إذ لا بد من التحضير لها أولا عبر برنامج قصد إدماجها وخاصة في مجال التعليم، إذ إن الترسيم يقتضي أن تكون الأمازيغية شائعة بين المواطنين والمواطنات ليس على مستوى النطق بها فقط ولكن كذلك على مستوى كتابتها وخاصة على مستوى الإدارات الحكومية."
 
وأشار إلى أن الدستور المغربي نص على إحداث مجلس أعلى للثقافة واللغات ليكون بمثابة المحرك في اتجاه ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية على أرض الواقع، لأن في واقع الحال لدينا مؤسسات مشتتة وحان الوقت قصد تجميعها في مجلس واحد.
ويتوفر المغرب على مؤسستين خاصتين باللغة الأمازيغية واللغة العربية هما مؤسسة محمد السادس للغة العربية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وينص الدستور المغربي الجديد على إحداث مجلس وطني للغات والثقافة المغربية، مهمته، على وجه الخصوص، حماية وتنمية اللغتين العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية باعتبارها تراثا أصيلا وإبداعا معاصرا. ويضم كل المؤسسات المعنية بهذه المجالات.ويحدد قانون تنظيمي صلاحياته وتركيبَته وكيفيات سيره.
وأضاف المرزوقي: "هناك انتظارات كثيرة في هذا الاتجاه وكل واحد يركز على جانب ما، وهذا الجانب هو جزء في قضية ترسيم الأمازيغية برمتها."
واعتبر الباحث أن مشكل رفض تسجيل أسماء أمازيغية بالنسبة للمواليد الجدد، "ليس مرتبطا فقط بالأمازيغية بل بالعربية أيضا، إذ إن هناك أسماء عربية كثيرة يتم رفضها رغم أنها أسماء عادية." مؤكدا ضرورة أن تكون سياسة الحكومة واضحة في مجال تسجيل الأسماء في دفتر الحالة المدنية ليشمل اللغتين معا العربية والأمازيغية على السواء.
وارتباطا بالتعليم الذي يعتبر أساسيا في هذا المجال، لاحظ الباحث "أن الحركة الأمازيغية، على الرغم من أنها تنادي بترسيم الأمازيغية، لم يقع الانتباه إلى ضرورة إدماج اللغة الأمازيغية في معاهد التكوين، إذ كيف يعقل أن نتحدث عن تعليم اللغة الأمازيغية في الوقت الذي لا تقدم فيه مؤسسات تكوين الأساتذة والمعلمين أفواجا في المستوى المطلوب."
للإشارة، توجد بالمغرب ثلاث مجموعات لغوية أمازيغية كبرى هي تاريفيت وتاشلحيت وتامازيغت.
 
من سيدفع فاتورة التدخل العسكري الأردني في سوريا؟
موقع إيلاف..نهاد إسماعيل   
تورط الأردن في حرب مع سوريا لم يعد مسألة هل سيحدث بل متى؟
أحببنا أم كرهنا فان الأردن يقترب رويدا رويدا من مواجهة عسكرية مع الجيش السوري. رغم الحذر والتركيز على الحل السياسي الا ان الأردن لا يستطيع الوقوف متفرجا على الانتهاكات السورية المتتالية للاجواء والأراضي الأردنية وقد تشتعل الجبهة في أي لحظة. الأردن يواجه نظام يائس وانتحاري قادر على ارتكاب حماقات متهورة ضد الأردن وبمساعدة ايران وحزب الله.
ضغوط على الأردن لأخذ موقف واضح وحاسم
وفي الوقت ذاته يتعرض الأردن لضغوط دولية وعربية ان يخرج من موقفه المبهم والغير واضح ويأخذ موقف حاسم ضد نظام سوريا. وكنت قد تناولت هذا الموضوع في أكثر من مقال للدور الذي يمكن أن تلعبه الأردن في مساعدة الشعب السوري المنكوب. وكما أوضحت موقف العاهل الأردني في مقابلته التلفزيونية الهامة مع الاعلامي الأميركي تشارلز روز بمقال عنوانه: العاهل الأردني: بشار الأسد لم يتعلم من تجربة القذافي وسيقود سوريا للهاوية – بتاريخ 14 أغسطس آب 2012.
وكتبت بتاريخ 10 ابريل 2012 أنه يتعين على الأردن الوقوف مع الشعب السوري ضد نظام المجازر ويعلن ذلك رسميا. وقلت ان الاستمرار في الحياد الحذر ليس من مصلحة الأردن. الصمت والحياد لم يعد خيارا.
بينما كان يسود الموقف الأردني بعض الابهام فقد حسمت قطر والسعودية وتركيا مواقفها وأعلنت بكل صراحة رغبتها في اسقاط النظام ورحيل الطاغية بشار الأسد.
النقطة الرئيسية وقلت ذلك في مقال آخر وسياق أنه لا يتوقع من الأردن تحمل عبء مضاد للنظام السوري بدون دعم مادي سخي من قطر والسعودية وتركيا. الأردن في وضع لا يحسد عليه بسبب موقعه الجغرافي واستقباله عدد كبير من اللاجئين السوريين حيث تجاوز عدد اللاجئين السوريين في الأردن 100 ألفًا، وهذا يضع عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة في وقت تمر فيه الأردن بضائقة اقتصادية ومالية ناتجة عن قلة الموارد الطبيعية وافتقاره للنفط والغاز والماء. و لذا ليس من العدل او المنطق تحميل الأردن أكثر من طاقته فأي دور يقوم به الأردن يحتاج لدعم اقتصادي ومالي وعسكري من الدول العربية المتعاطفة مع الشعب السوري. وكل الدلائل تشير ان الأردن سيخوض مواجهة عسكرية مع الجيش السوري في أي لحظة.
وجهات نظر الراشد والقلاب من تصاعد الدور الأردني
وفي هذا السياق أشار الكاتب المعروف عبد الرحمن الراشد للدور الأردني المتصاعد في مقال هام في الشرق الأوسط بتاريخ 26 سيبتمبر ايلول 2012 وقال الراشد أن الأردن قد يجد نفسه في حرب مع سوريا اذا اقتحمت القوات السورية الحدود الأردنية ونقلت المعركة الى التراب الأردني او تم تحريك الخلايا النائمة في المملكة. ويرسم الراشد سيناريو خطير حيث قد تستغل اسرائيل الفوضى الناتجة من الأزمة السورية كذريعة لتحقيق حلم تحويل الأردن لوطن بديل للفلسطينيين. رغم استبعادي لهذا السيناريو الا انه احتمال قائم ولا يمكن تجاهله. و احتمال انتقام سوريا من الأردن وارد خاصة اذا قامت الأردن بتسهيل الممرات الآمنة للمعارضة المسلحة وسمحت لهم بتأسيس قواعد للعمل والتنسيق ضد النظام.
ويقدر الراشد المخاطر التي قد يتعرض لها الأردن ولكن بنفس الوقت يقول ان هذه فرصة للأردن ان يكون المعبر الى التغيير الايجابي في دمشق وهذه فرصة تاريخية.
وفي مقاله في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 19 تموز 2012 كتب صالح القلاب بعنوان "سر" تصاعد الموقف الأردني تجاه الأزمة السورية!!" حيث أشار القلاب للتصريح التصعيدي الذي أطلقه رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة من براغ حيث كان في زيارة رسمية إلى العاصمة التشيكية، والذي قال فيه: «إن الحوار لم يعد مجديا في سوريا، وإنه لا بد من دور أكثر فاعلية للمجتمع الدولي». وهذا يعزز الاعتقاد ان الأردن على وشك التحرك عسكريا ضد نظام العصابات الاجرامي في دمشق. واستعرض القلاب باختصار تاريخ العلاقة السورية الأردنية الغير ودية والمحاولات السورية للتدخل في الشأن الأردني وخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار في البلد.
طرد السفير السوري
النظام السوري يهدد ويتوعد ويجب أخذ هذه التهديدات على محمل الجد. منذ الثمانينات حاول نظام عصابات دمشق العبث بالأردن كما فعل في لبنان ولكنه فشل وأشرت في مقالات لدور السفير السوري في الأردن المشبوه وأكرر طلبي بطرده واغلاق السفارة السورية التي هي في الواقع وكر التأمر وتسهيل دخول عناصر تخريبية بجوازات سفر مزورة. السفير بهجت سليمان حول السفارة الى مركز للتجسس وغرفة عمليات لأعمال التخريب وزعزعة الاستقرار في الأردن. وأكرر ما ناديت به سابقا "احلقوا للشبيح بهجت سليمان عالناشف".
الأردن ليس لبنان
الأردن لن يكون لقمة سائغة في حلق بشار الأسد والأردن ليس لبنان وسيحبط الأردن أي محاولات او مغامرات عسكرية. الأردن مجتمع متماسك خلف قيادة هاشمية حكيمة وواعية وصلبة وأجهزة أمنية يقظة وجيش محترف قادر على مواجهة وهزيمة جيش مجند اجباريا يتشاطر على المدنيين وعلى اللبنانيين ومخيمات الفلسطينيين ولا يجرؤ على اطلاق رصاصة واحدة تجاه الجولان المحتل. غالبية الشعب الأردني يدين نظام دمشق بدون تحفظ والاستثناء هو حفنة من اليساريين القومجيين والاعتذاريين والمبررين لمجازر النظام. هذه فئة قليلة منافقة فقدت مصداقيتها حيث تطالب بالاصلاح والتغيير في الأردن ولكنها تحرّمه على الشعب السوري. لا يوجد انقسام طائفي وولاءات لدمشق وطهران واذا وجدت فهي محدودة جدا وفي صفوف بعض الاغبياء الذين ابتلعوا اكذوبة المملنعة التي لا تمانع والمقاومة التي لا تقاوم.
أين الدعم المالي والعسكري؟
لا يمكن استبعاد احتمال مواجهة عسكرية حامية الوطيس بين الأردن والنظام البعثي المتهالك وهذا فيه مجازفة خطيرة للأردن خاصة اذا تورط في حرب مع نظام دمشق قد تستمر لاسابيع ولكن هذا التطور يحتاج الى دعم مادي ومالي واقتصادي ولوجستي وسياسي. والسؤال هل ستقدم دول نادي اصدقاء سوريا وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية وفرنسا الدعم الاقتاصدي والعسكري للأردن لتمكينه من اكمال المهمة والقيام بدوره الايجابي.
الأردن جاهز وراغب وقادر ان يقوم بدوره لمساعدة الشعب السوري حتى لو عنى ذلك الخوض في حرب ضد النظام السوري المدعوم ايرانيا وستكون مهمة صعبة ولكن السؤال هل الدول العربية النفطية الشقيقة جاهزة وراغبة وقادرة على تحمل المسؤولية في دعم الأردن عسكريا واقتصاديا وماليا في مرحلة مفصلية من تاريخ المنطقة.

 

 

 

طائرات "أجنحة الشام" المملوكة لرامي مخلوف تنقل الشحنات عبر مطار النجف
شبكة إيرانية في العراق لتزويد الأسد و"حزب الله" بالسلاح
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
كشفت مصادر استخباراتية عراقية استمرار إيران بإرسال امدادت الأسلحة والمقاتلين الى سوريا لدعم نظام بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً من خلال شبكة عملاء توفر الدعم اللوجستي والاستخباراتي وتتخذ من العراق محطة لها لتهريب الأسلحة الى سوريا ولبنان، فيما تتولى طائرات "أجنحة الشام" المملوكة لرامي مخلوف، قريب الرئيس السوري بشار الأسد، نقل الشحنات عبر مطار النجف.
وأفصحت المصادر لـ"المستقبل" عن أن "معسكر كرمنشاه (إمام خميني) يشكل في الوقت الحاضر أهمية كبيرة لاستخبارات "الحرس الثوري، كركيزة أساسية لأنشطة إيران وعملياتها الاستخباراتية في كل من العراق وتركيا وسوريا وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية".
ويقع هذا المعسكر في منطقة "تنكه كلش" سابقاً وكان معسكراً لتدريب عناصر "فيلق 9 بدر"، والتي باتت لاحقاً تعرب بمنظمة بدر، الجناح العسكري السابق للمجلس الأعلى بزعامة السيد عمار الحكيم، واستخدمته قيادة استخبارات الحرس الثوري في ما بعد لتدريب عناصر الميليشيات التي يتم إرسالها الى العراق وسوريا.
وأشارت الى أنه "غالباً ما يستدعى الى هذا المعسكر سياسيون وأعضاء برلمان وضباط كبار من الجيش والشرطة من العراق وأفغانستان والسودان والصومال واريتريا واليمن وقيادات من حزب العمال الكردستاني وقيادات معارضة من دول الخليج لغرض التنسيق بما يخدم الأهداف الإيرانية في المنطقه". وأوضحت المصادر أن "المعسكر يضم مختصين في علم النفس والباراسايكولوجي وقسم كامل لغرض دراسة وتحليل للأشخاص الذين يتم تجنيدهم من خارج المجالات المذكورة اعلاه والذين يعملون بمجالات الصحافة ومؤسسات المجتمع المدني"، مشيرة الى أنه "يوجد في المعسكر مؤسسة دينية من رجال الدين (الشيعة والسنة) واجبهم القيام بعمليات غسل دماغ الأشخاص الذين يتم تجنيدهم للقيام بعمليات القتال والعمليات الانتحارية".ولفتت المصادر الى أن "المعسكر يحوي مهبطاً للطائرات المروحية وكتائب صواريخ مضادة للجو، والمعسكر محمي من قبل لواء الإمام علي، التابع لفيلق القدس وتحديداً الكتيبة الثانية بإمرة المقدم جمشيد نصرتي حيث يشرف على معسكر الإمام خميني، العميد علي بور زاده والعقيد شهيد الله كرماني وضابط استخبارات الحرس العقيد علي جبر الأسدي (عراقي الأصل)".
وكشفت المصادر أيضاً أن "الأسلحة التي تصل الى سوريا وتمر عبر العراق تدخل الى المجاميع المرتبطة بإيران وبخاصة عصائب أهل الحق، بالتواطؤ مع ضباط وموظفين تابعين لأحزاب موالية لإيران ومتنفذة في الحكومة العراقية ويعملون في معبر مهران الحدودي، من خلال شحنها مع سيارات الفواكه والخضر، كما يتم شحنها مع السيارات الناقلة لمواد البناء والإعمار بالاضافة مع السيارات التي يتم استيرادها من إيران مثل سايبا وسمند وبيجو". وبينت أنه "بعد دخول هذه الشحنات الى العراق يتم إيقافها في منطقة تسمى الدجيلي تابعة لمحافظة واسط تبعد 20 كلم عن الحدود مع إيران حيث يتم إفراغ الشحنات من الأسلحة والمتفجرات ويتم نقلها بواسطة سيارات تابعة لوزارة النقل العراقية وبإشراف ضابطين من فيلق القدس الإيراني لتنقلها الى أماكن في بغداد تخزن فيها لحين تسليمها الى عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله".
وأوضحت المصادر أن "شحنات الأسلحة التي ترسل الى حزب الله اللبناني يشرف عليها أحد الوزراء العراقيين المعروفين بولائهم لإيران، ويتم إرسالها بواسطة طائرات مدنية تكون غالباً مؤجرة من شركات لبنانيه تعود ملكيتها سراً الى حزب الله"، منوهة الى أن "عناصر الميليشيات الإيرانية لا يستخدمون أسطول الطائرات العراقية خوفاً من اكتشاف أمرها. كما ترسل شحنات الأسلحة الى حركة الجهاد الإسلامي بالطريقة ذاتها وحزب الله مسؤول عن ايصالها"، والى أنه "في الفترة الأخيرة بدأت إيران تستخدم هذه الطريقة في إدخال الأسلحة الى مصر وتهرب من خلال معبر رفح الحدودي".
وأكدت المصادر أن "شحنات الأسلحة التي تُرسل الى سوريا يتم إرسالها عن طريق العراق بطريقتين، الأولى عن طريق السيارات المبردة الخاصة باللحوم، وقد اكتشفت هذه الطريقة من قبل المعارضة السورية، والأخرى عن طريق الجو من مطار النجف بواسطة طائرات مؤجرة حصراً من شركة أجنحة الشام، المملوكة لرجل الأعمال رامي مخلوف قريب الرئيس السوري بشار الأسد"، موضحة أن "شحن الأسلحة ونقل المقاتلين لدعم بشار الأسد مستمر من خلال استخدام المطارات العراقية في بعض المدن لنقلهم سراً".
في سياق متصل قلل القيادي الكردي محمود عثمان من قدرة الحكومة العراقية بالسيطرة على تفتيش جميع الطائرات الإيرانية العابرة لأجوائها رغم تزايد الضغط الأميركي بهذا الشأن.. وقال في تصريح صحافي إن "الولايات المتحدة تضغط على الحكومة العراقية وبشكل علني وكبير لكي تتمكن الأخيرة من فرض سيطرتها على الطائرات الإيرانية"، مشيراً الى أن "الحكومة العراقية لن تستطيع السيطرة على جميع الطائرات الإيرانية العابرة لإجوائها وتفتيشها بالكامل لكثرة تلك الطائرات".
ووصف النائب الكردي موقف الحكومة العراقية بـ"الحرج لوجود ضغط أميركي عليها لتتخذ موقفاً تجاه النظام السوري، ومن جهة أخرى إيران تضغط ليكون موقف العراق ليس بالضد من ذلك النظام"، مرجحاً "تأثر العراق من الناحية الطائفية في حال سقوط النظام السوري كونه بلداً جاراً"، ومشيراً الى أنه "من الممكن أن تؤدي تركيا دوراً لصالح العرب السنة في العراق بعد سقوط النظام، وإيران ستحاول نقل نشاطها الى العراق بعد أن تفقد ذلك النظام".
وسبق أن اتهم مسؤولون أميركيون بارزون في الشهر الماضي إيران أنها استأنفت شحن التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية فيما طالبت الحكومة العراقية واشنطن بتقديم الدليل في حين فتش العراق أول طائرة إيرانية متجهة الى سوريا في الثالث من الشهر الجاري وسمح للطائرة بالسفر إلى سوريا بعدما لم يعثر على أسلحة.
وتشهد سوريا منذ مطلع العام الماضي انتفاضة شعبية تطالب بإنهاء حكم نظام بشار الأسد، وتحولت الانتفاضة الى صراع مسلح مع القوات الحكومية أودى بحياة الآلاف.

 

 
النهار...حسين أبو النمل

مراجعة لكتاب "النووي الإيراني في العقل الإسرائيلي"

 

واكَبَت مؤسسة الدراسات الفلسطينية المشروع النووي الإيراني والموقف الإسرائيلي تجاهه من خلال مستوى أول هو نشرتها اليومية التي ترصد الصحافة الإسرائيلية وما يرِد بها من شؤون ساخنة بينها "المشروع النووي الإيراني" الذي كان أيضاً موضوع الكتاب الأول(*) في سلسلة "قضايا إستراتيجية - وجهات نظر إسرائيلية"، فكان بذلك المستوى الثاني الذي بحثت من خلاله مؤسسة الدراسات المشروع النووي الإيراني.

أحمد خليفة، الأستاذ الكبير والخبير المخضرم بالإسرائيليات، أشرف وحرر مادة الكتاب التي أعدَّتها رندة حيدر، المتابعة المعروفة للشؤون الإسرائيلية، ما منح الكتاب قيمة إضافية، لأنه مع أحمد ورندة نفترض أننا ضَمَنَّا ترجمة دقيقة لمادة فكرية نوعية. يعود تقديرنا هذا إلى أن وسائل الإعلام حافلة بالإسرائيليات، لكنها ليست جميعاً ما يوفر معنى لما يرد، ويذهب بها إلى ما وراءها متقصياً أبعادها وخلفياتها وإحتمالاتها.
تندرج مادة الكتاب في فئة النصوص الإسرائيلية النوعية، التي قلَّما تتاح للقارئ العربي، على الرغم من الترجمات العديدة واليومية عن العبرية التي تملأ الصحافة العربية. لعل "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، في كتابها الجديد هذا عن النووي الإيراني، تستعيد ما بدأته في ثمانينات القرن العشرين، إنطلاقاً من المناخات الفكرية الضاغطة والأسئلة الحساسة الواجبة التي فرضتها نتائج حرب 1973.
ليس هذا أوان طرح سؤال: لماذا توقفت جهود "المركز" و "المؤسسة" في هذا المجال، بل وقت قول شكراً لعمل نوعي أنجزته "مؤسسة الدراسات"، ويقدم موجزاً مكثفاً وكافياً للتعرف على كيف يفكر العقل الإسرائيلي، من خلال تعاطيه مع مسألة محددة هي "المشروع النووي الإيراني".
يقع الكتاب في خمسة دراسات مترجمة، أربع عن العبرية وواحدة عن الإنجليزية، فضلاً عن مقدمة، هي بمثابة دراسة مستقلة لأحمد خليفة، تعكس قراءته فإستشرافه للمتوقع حدوثه في موضوع "السلاح النووي الإيراني"، على خلفية ما ورد في الدراسات الخمس، وإنطلاقاً من ثقافة خليفة الواسعة بالعنوان الإسرائيلي.
قدم خليفة تكثيفاً للدراسات الخمس وفق الآتي: الاولى (شموئيل بار): "الإستراتيجيا التي يتبناها الغرب في مواجهة هذا المشروع والفرضيات التي تستند إليها وتطبيقاتها العملية وما حققته [...] إستراتيجيا فاشلة لم تحقق نتائج جوهرية. [...] السبيل الوحيد لكبح إيران [...] اللجوء إلى الخيار العسكري مهما تكن التكلفة".
الثانية (اميلي لنداو): "الوسائل التي إستخدمت وما زالت لكبحها [...] لا ترتقي إلى مرتبة إستراتيجيا [...] لا الغرب ولا إسرائيل لديه إستراتيجيا أو نية حقيقية للقيام بعمل عسكري".
 الثالثة (افرايم اسكولاي): كما لخصها خليفة، عدم جدوى "تحقيق نتيجة إستراتيجية، إذا أقدمت إسرائيل منفردة على مهاجمة إيران، ولعدم رغبة الولايات المتحدة أو حلف الأطلسي، في الإقدام على ذلك"!
الرابعة (عاموس يدلين، يوئيل غوزانسكي): بإمكان إيران إغلاق مضيق هرمز، لكن الولايات المتحدة ستتمكن من فتحه بعد فترة وجيزة. لذا على الغرب، رداً على التهديد، التلويح بخيار عسكري ذي صدقية.
 الخامسة (آني صموئيل): الهجوم الخارجي على ايران "سيؤدي، في الغالب، إلى تدعيم النظام الإيراني وشد عزيمة أنصاره، وسيزيد في تصميم الإيرانيين على السعي للوصول إلى القدرة النووية".
تندرج الدراسات من ضمن رؤية إستراتيجية لموضوع النووي الإيراني، والسيناريوات المختلفة المحتملة. قد تبدو النتيجة التي إنتهت إليها هذه الدراسة أو تلك متداولة، مثل ضرورة اللجوء إلى الخيار العسكري مهما تكن التكلفة. ما ليس بجديد، هو الحيثيات العميقة والخطيرة والعنصرية التي قُدِّمت كموجبات لضرب إيران. هنا تكمن قيمة عمل نحن بصدده لناحية أنه يُعَرِّفنا على نمط التفكير الإسرائيلي الذي سيأخذ القرار.

 

فرضية "إيران الخطرة بالضرورة"

تقوم الفكرة التأسيسية للكتاب على "لا عقلانية القيادة الإيرانية"، ما قاد إلى فرضية تأسيسية ثانية هي "إيران الخطِرة بالضرورة"، ما طرح سؤالا حول سبب ذلك: "ألأنها نووية تسليحا أم لطبيعتها الدينية"؟ يقطع سياق البحث أن إيران خطِرة بالضرورة؛ ليس لأنها نووية أو دينية، بل لأنها إسلامية؛ أي غير عقلانية!
ويلاحظ الدأب لتثبيت مقولة أن المهدي المنتظر وصفة مضمونة لشن إيران حرب نووية حتمية، لأنه [من شأن مجابهة المؤمنين لأعداء المهدي المنتظر أن تستحث ظهوره وتعجل في قدومه]، ص. (10).
تؤسس الفرضية السابقة لتوليد فرضية  أخطر هي أن عقلانية الغرب تقتضي منه المبادرة لإجتثاث الخطر النووي الإيراني، قبل أن يتحقق عمليا نتيجة حوافز دينية راسخة تدفع  نحو كل سلوك غير عقلاني!

 

معيار وجود إستراتيجيا

تعتمد الفرضيات السابقة المتناسلة على فرضية مؤسِّسة هي أن ما جرى، من مفاوضات وعقوبات وحشود، "لا يرتقي إلى مرتبة إستراتيجيا" ص. (42)، ما يدفع للسؤال حول ماهية الأفعال التي ترتقي إلى هذه المرتبة. يقدم الكتاب تعريفا مبتكرا هو أن النتائج تحدد صحة المقدمات؛ أي أن معيار وجود إستراتيجيا تفاوض صحيحة هو قدرتها على تحقيق أهدافها، ما يؤسس لفرضية: مفاوضة إيران تحت التهديد بالنار، بصفتها الوحيدة الكفيلة بسد ثغرة إنعدام التناظر، بين الطرفين المتفاوضين خلال فترة المفاوضات.  
هذا ما يمكن إستنتاجه من نص، منحنا أيضا فرصة إستنتاج وجود من هو  مسكون بأن في اميركا ثمة من لا يرى رأي إسرائيل في حجم مخاطر المشروع النووي الإيراني، كما أن إستخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية ضده ليس مضموناً، على خلفية أنها تخشى كلفة حربها على إيران، خاصة أن بإمكانها إحتواء سلاح إيران النووي ومنعها من إستخدامه بالردع المضاد، ما يحرم إيران من الفوائد العملية لإمتلاكه.
يقوم منطق  الردع النووي على المعادلة الصفرية الميكانيكية، أي أن النتيجة العملية لإمتلاك السلاح النووي تساوي عدم استخدامه تساوي عدم إمتلاكه، لأن النتيجة الإيجابية له هي صفر. بديلا من ذلك جرى صوغ المعادلة الدينامية، التي ترى أن مكاسب إمتلاك إيران سلاحا نوويا ستتحقق، إستُخدِم هذا ماديا أم لا،  وستكون على حساب الأقليم، حيث أن نفوذ الولايات المتحدة هو من سيدفع ثمن المكاسب الإيرانية، ما  يعني أن مصالح الولايات المتحدة ستكون المتضرر الوحيد، ما يقتضي منها توجيه ضربة لها. يتم هذا التحريض تحت ضغط فرضية أن الولايات المتحدة فقط قادرة على ضربة مدمرة للنووي الإيراني.
فرضية  حتمية الضربة النووية الأولى
حين كرس النص فرضية أن إيران عدوانية بطبيعتها وتنزع الى الحرب بالضرورة، مهد لفرضية أن  الضربة الإيرانية النووية الأولى للآخرين حتمية، ما يطرح سؤال: لماذا تغامر إسرائيل بتلقي الضربة الأولى، مع أنه لا ضمانة لبقاء الطرف المضروب قادرا على توجيه ضربة ثانية ذات صدقية؟ ص. (3). يتقرر الجواب ربطا بالناظم الفكري للقرار الإستراتيجي الإسرائيلي المتمحور حول عدم المغامرة، مهما كان الخطر قليلاً أو بعيداً.
بين مقتضيات توفير نظرية حرب حتمية ضد إيران كان لا بد للبحث من معالجة مستفيضة  لمسألة ذات صلة خلاصتها: أن إيران تستطيع إغلاق مضيق هرمز، لكن أميركا تستطيع فتحه وتعويضه نفطياً"، أي أن إغلاق هرمز ليس سلاحاً إستراتيجياً بيد إيران، ما يعني  إزالة إحدى العقبات أمام شن الحرب عليها.  
جرى تناول الوضع الداخلي الإيراني من خلال نص مركب، مفاده أن البرنامج النووي الإيراني صار عنوان الكرامة الدينية والقومية. نص، يتحدث في بُعده الأول عن إلتفاف جماهيري حول النظام لو تعرض لعدوان خارجي، خاصة إذا كان ذلك بسبب برنامجه النووي، لكنه في بُعده الثاني يقول بعدم المراهنة على الوضع الداخلي الإيراني لتغيير النظام، ما يعني أن الوسيلة الوحيدة الممكنة لإسقاطه هي تغييره من الخارج.
يقطع البحث بعدم جدوى الضغوط، فقط لأن التوتير المتأصل الدائم، والبقاء على حافة الحرب، هما بمثابة نظام حياة لإيران. نجد هنا مفردات منسوبة للنظام الإيراني عن أن الحرب "أداة مفيدة جداً"؛ "النزاع نعمة"؛ "الأخطار فضيلة" ...الخ، ص. (85)، ما يسمح بإستنتاج أن موجبات ضرب النظام الإيراني تتجاوز سبباً عابراً، وإن مُهِمّا هو السلاح النووي، إلى طبيعته ذاتها وما تولِّده من توتير لا حل معه وله إلا بإسقاطه!

 

معضلة الإدارة الإيرانية للصراع

أختم بضرورة التعاطي مع النووي الإيراني على نحو يتجاوز العجالات الصحافية ولغة الإثارة المرضية لرغباتنا. لا أريد الوقوع في خطأ منهجي، فأخلط الفكر الإسرائيلي بالأداء الإيراني، بما هو شأن أكثر جدية من أن يعالج على هامش موضوع آخر، وإن متصل. لكن المصلحة العامة تقتضي الإسراع بذكر فكرة، تضمنتها دراستي الأم التي إستللت منها النص، ونجدها في عنوان مكتف بذاته هو: معضلة الإدارة الإيرانية للصراع: تناقض حداثة القوة الخشنة مع بدائية القوة الناعمة. ليس تفصيلاً عدم تناظر القوتين الناعمة والخشنة!
دون دخول في ما إذا كان نمط التعبئة الأيديولوجية السائد إيرانيا الآن سليماً أم لا، المؤكد أن مفاعيل التعبئة الأيديولوجية عالية الوتيرة، مضمونة النتائج داخلياً، في المدى القصير على الأقل، لكن "الخطاب الداخلي" ليس، بأي حال، هو الخطاب الخارجي المناسب لخوض معركة وجود، تستحق حسابات دقيقة تؤمنها العقول العلمية الباردة؛ المنفتحة والنسبية، مع الإحترام للعقول الأيديولوجية الإطلاقية الساخنة.

 

(اقتضى ضيق المساحة نشر اجزاء مطولة من هذه المراجعة)  
 


* المشروع النووي الايراني: الرؤية الاسرائيلية لابعاده وأشكال مواجهته – اشراف وتحرير: احمد خليفة – اعداد: رندة حيدر (مؤسسة الدراسات الفلسطينية 2012).

أكاديمي وسياسي فلسطيني مقيم في بيروت 

 


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,112,924

عدد الزوار: 6,978,845

المتواجدون الآن: 71