المشاركون في مؤتمر «نصرة سوريا»: حزب الله منظمة إرهابية... دول عربية وأوروبية مستعدة لتسليح المعارضة بدلا من واشنطن...

البيت الأبيض يعلن تأكده من استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ... ودعم عسكري للمعارضة....الأمم المتحدة: الأطفال يُستخدمون دروعاً بشرية في سوريا والضحايا تجاوزوا الـ93 ألفاً....ديبلوماسيون غربيون يلتقون غداً باللواء إدريس في تركيا لبحث تسليح "الجيش الحر"

تاريخ الإضافة السبت 15 حزيران 2013 - 6:28 ص    عدد الزيارات 1796    القسم عربية

        


 

أوباما قلق بشدة من التدهور في سورية ويدرس الخيارات
لندن، نيويورك، جنيف - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أبدى الرئيس الأميركي باراك اوباما قلقه الشديد من الوضع المتدهور في سورية، وقال انه يدرس اتخاذ مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة، بعدما اعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد قتلى النزاع السوري الى 93 ألفاً حتى نهاية نيسان (ابريل) الماضي محذرة من مخاطر «انتصار» قوات النظام في حلب وتكرار «ما حصل» في مدينة القصير لدى سيطرة الجيش النظامي و«حزب الله» عليها.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني امس ان اوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سورية بقلق شديد وسيتخذ اي قرار بشأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وأضاف «الرئيس وكل عضو في فريقه للأمن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سورية».
وتابع كارني «الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الأخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وأيضاً لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات اضافية في سوريا.. وتتواصل هذه العملية». وتابع «بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سورية يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة تجاه سورية بما يحقق افضل مصالح الولايات المتحدة». وأشار الى ان الترتيبات لعقد مؤتمر «جنيف-2» لا تزال متواصلة.
في هذا الوقت، دعا «مؤتمر علماء الأمة الإسلامية» المنعقد في القاهرة الى «النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سورية»، معتبراً مشاركة ايران و«حزب الله» في القتال الى جانب قوات النظام «اعلان حرب».
وقال المشاركون في بيان صدر في ختام «مؤتمر موقف علماء الأمة من القضية السورية» حضره رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي و65 رجل دين: «ان ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سورية، حرب معلنة على الإسلام والمسلمين بعامة».
وطالب المشاركون حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بـ «موقف حازم ضد النظام الطائفي وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه»، اضافة الى «قطع التعامل» مع الصين وروسيا وقبول تمثيل سفراء لـ»الثوار السوريين» بدلاً من الحكومة.
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي صرحت في جنيف امس: «أخشى أن يحدث (في حلب) ما حدث في القصير. كل التقارير التي اتلقاها هي عن زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة» باتجاه حلب. وأضافت: «هذا ليس سيناريو او مسرحاً مناسباً للتفاوض في هذه المرحلة. هل تبدأ التفاوض مع اناس عازمين على الخروج كمنتصرين من صراع سمته العنف؟».
وأعلنت مصادر ديبلوماسية غربية ان لقاء كان مقرراً بين مسؤولين غربيين ورئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس في اسطنبول يوم السبت، قدم الى اليوم، مشيرة الى ان قادة «الجيش الحر» يريدون استعجال تسليح المعارضة قبل بدء معركة حلب.
وأعلنت بيلاي أن 93 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع في سورية حتى نهاية نيسان (أبريل) الماضي، مشيرة إلى أن الرقم الحقيقي «يمكن أن يكون أكبر بكثير». وقالت: «يعكس معدل القتل البالغ الارتفاع شهراً بعد شهر النمط المتدهور جداً للصراع على مدى العام المنصرم». ودعت «الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون»، موضحة أن «المجازر مستمرة على مستويات كبيرة». وقرر مجلس الأمن عقد جلسة مخصصة لبحث الوضع الإنساني في سورية في ٢٠ الشهر الحالي يستمع فيها الى تقرير من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس.
وتمكنت الأمم المتحدة من توثيق مقتل 6561 قاصراً على الأقل بينهم 1729 طفلاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات، في وقت أكدت الأمم المتحدة في تقرير منفصل إن الأطفال يشكلون أهدافاً لقناصة ويُستخدمون دروعاً بشرية في الحرب في سورية. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير، أن الحرب الدائرة منذ 26 شهراً تلقي بعبء «غير مقبول وغير محتمل» على الأطفال الذين قتل منهم الآلاف حتى الآن.
وأكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي، أنه تلقى «تقارير تم التحقق منها بأن أطفالاً سوريين قتلوا أو أصيبوا في عمليات قصف عشوائية أو أصيبوا برصاص قناص أو استخدموا دروعاً بشرية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية». وأكدت أن قوات الرئيس بشار الأسد استخدمت العنف الجنسي ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات.
ميدانياً، قصف «الجيش الحر» مطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع ما ادى الى تأخير ثلاث رحلات وجرحى في ركاب بعض الطائرات. وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجزي الكتيبة والمداجن التابعين لكتيبة عسكرية على الطريق الدولي بين مورك في حماة وخان شيخون في إدلب شمال غربي البلاد.
وفيما استمرت الاشتباكات في حي وادي السايح في حمص الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليه للتقدم نحو حيي الخالدية وحمص القديمة، قال «المرصد» ان قوات النظام و «حزب الله» اقتحمت قرية الحسينية في الريف الجنوبي.
 
البيت الأبيض يعلن تأكده من استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ... ودعم عسكري للمعارضة
واشنطن - يو بي أي، ا ف ب
أعلن البيت الأبيض عن تأكده بعد إجراء تقييم استخباراتي معمق بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية تسببت بمقتل ما بين 100 و150 سورياً حتى الآن.
وأصدر نائب مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية بن رودس بياناً قال فيه انه "بعد مراجعة دقيقة، توصل المجتمع الاستخباراتي لدينا إلى خلاصة مفادها ان نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد استخدم أسلحة كيميائية، بما في ذلك غاز السارين الذي يؤثر على الأعصاب، بنسبة صغيرة ضد المعارضة مرات عدة العام الماضي".
وأكد رودس ان الثقة عالية في هذا التقييم نظراً للمعلومات المستقلة ومتعددة المصادر. وذكر ان "المجتمع الاستخباراتي يقدر ان ما بين 100 و150 شخصاً قتلوا حتى الآن نتيجة هجمات استخدمت فيها أسلحة كيميائية، لكن بيانات الضحايا غير مكتملة".
وشدد رودس "على رغم ان ضحايا هذه الهجمات هي جزء بسيط من الخسائر الكارثية في الأرواح بسوريا، والتي تزيد عن 90 ألف حالة وفاة، فإن استخدام أسلحة كيميائية ينتهك المعايير الدولية ويعتبر تخطياً واضحاً لخطوط حمر موجودة في المجتمع الدولي طوال عقود". وقال "ليست لدينا أية معلومات ثقة وموثقة تشير إلى امتلاك المعارضة السورية أو استخدامها أسلحة كيميائية".
واستعرض المنهجية التي اتبعت للتوصل إلى هذا التقييم، وأشار إلى ان أميركا وحلفاءها يعدون لتقديم قضية ذات مصداقية وغنية بالأدلة لتشاركها مع المجتمع الدولي وعلى العلن.
وذكّر بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان واضحاً بأن استخدام أسلحة كيميائية أو نقلها إلى مجموعات "إرهابية" يعد خطاً أحمر بالنسبة لأميركا، وأشار إلى ان هذا أمر سيغير الحسابات "وقد غيرها بالفعل".
ولفت رودس إلى انه "بعد الأدلة ذات الثقة عن استخدام النظام أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري، رفع الرئيس من مساعدتنا غير الفتاكة للمدنيين، كما سمح بزيادة مساعدتنا للمجلس العسكري الأعلى، وسنستمر في التشاور مع الكونغرس حول هذه المسائل في الأسابيع المقبلة".
وشدد على ان "الهدف من هذا الجهد هو تعزيز فاعلية المجلس العسكري الأعلى والمساعدة في تنسيق المساعدة التي تقدمها أميركا وشركاءها وحلفاءها".
وقال رودس "ببساطة، على الأسد أن يعلم ان أفعاله دفعتنا لزيادة مساعدتنا للمعارضة، بما في ذلك الدعم المباشر للمجلس العسكري الأعلى، وستستمر هذه الجهود في الزيادة". وأضاف ان "لدى أميركا والمجتمع الدولي عدداً من الردود القانونية والمالية والديبلوماسية والعسكرية المتوافرة، ونحن مستعدون لكل حالات الطوارئ، وسنتخذ القرارات بناء على جدولنا الزمني".
في المقابل، اكد رودس ان البيت الابيض لم يتخذ بعد قرارا بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، لكنه اوضح ان الولايات المتحدة ستقدم "دعما عسكريا" لمقاتلي المعارضة السورية من دون ان يشير الى تسليم اسلحة، الامر الذي رفضت واشنطن القيام به حتى الان.
واكد ان الخطوات التي ستقدم عليها الادارة الاميركية للتعامل مع هذا التطور سيتم درسها "بعناية بالغة"، معترفا في الوقت نفسه بان استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية والدعم العسكري المتزايد الذي يحصل عليه من كل من ايران وحزب الله "أضافا الصفة الملحة" على هذه العملية.
ولاحقا، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، قال رودس للصحافيين ان واشنطن ابلغت موسكو بما لديها من معلومات عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، ولكن روسيا لا تزال على موقفها الرافض لتنحي الاسد.
وختم رودس بالقول ان "أي تحرك في المستقبل سيتخذ بما يتماشى مع مصلحتنا القومية، ويجب أن يدفع أهدافنا التي تتضمن تحقيق تسوية سياسية تقوم على التفاوض للتوصل إلى سلطة قادرة على توفير الاستقرار الأساسي وإدارة مؤسسات الدولة، وحماية حقوق كل السوريين وضمان الأسلحة التقليدية المتقدمة وغير التقليدية ومواجهة النشاط الإرهابي".
ورحب السناتوران الجمهوريان النافذان جون ماكين وليندسي غراهام في بيان مشترك بالخطوة التي اقدمت عليها ادارة اوباما، لكنهما طالباها بأخذ "خطوات حاسمة اكثر" لانهاء دوامة العنف الدموي في سوريا.
وكان ماكين اعلن في الكونغرس في وقت سابق ان مقاتلي المعارضة السورية سيتلقون قريبا اسلحة اميركية، مستندا الى "العديد من المصادر ذات الثقة"، لكنه سرعان ما تراجع عن هذه التصريحات.
وقال ماكين للصحافيين "لقد ابلغت من مصادر ثقة بأن الرئيس ... قرر، وصل الى خلاصة بانهم (النظام السوري) استخدموا السلاح الكيميائي وبانهم (الادارة الاميركية) سيسلمون اسلحة" الى مقاتلي المعارضة السورية. واضاف "بما انه (اوباما) لم يعلن عن هذا الامر فربما تراجع عنه. ولكن قيل لي ان هذا ما حصل".
 
الأمم المتحدة: 93 ألف قتيل في سورية ... والعدد الحقيقي أكبر بكثير
جنيف، نيويورك - رويترز
أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس، أن 93 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع في سورية حتى نهاية نيسان (أبريل) الماضي، مشيراً إلى أن الرقم الحقيقي «يمكن أن يكون أكبر كثيراً».
وجاء في أحدث دراسة لرصد عدد القتلى الموثقين، أن اكثر من خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم شهرياً منذ تموز (يوليو) الماضي، وأن منطقتي ريف دمشق وحلب في الشمال، سجلتا أكبر أعداد للقتلى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في بيان: «يعكس معدل القتل بالغ الارتفاع شهراً بعد شهر النمط المتدهور جداً للصراع على مدى العام المنصرم». ودعت «الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون»، موضحة أن «المجازر مستمرة على مستويات كبيرة».
وكانت الأمم المتحدة قدرت العدد في أيار (مايو) الماضي بنحو 80 ألف قتيل في الصراع الذي بدأ أولا باحتجاجات سلمية ثم تحول إلى صراع مسلح بعدما قمع الرئيس السوري بشار الأسد التظاهرات السلمية.
واستند أحدث تحليل إلى بيانات من ثمانية مصادر، منها الحكومة السورية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره بريطانيا. ولا يتم توثيق حالات القتل إلا إذا توافرت أسماء الضحايا وتواريخ وأماكن قتلهم.
وقالت بيلاي: «هناك أيضاً حالات موثقة جيداً لتعذيب أطفال وإعدامهم وذبح أسر بكاملها، بينها رضع، وهو ما يدل بشدة -إضافة إلى هذا العدد الكبير جداً من القتلى- على مدى الوحشية التي أصبح يتسم بها الصراع».
وتمكنت الأمم المتحدة من توثيق مقتل 6561 قاصراً على الأقل بينهم 1729 طفلاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات، في وقت أكدت الأمم المتحدة في تقرير منفصل إن الأطفال يشكلون أهدافاً لقناصة ويُستخدمون دروعاً بشرية في الحرب في سورية.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير، أن الحرب الدائرة منذ 26 شهراً تلقي بعبء «غير مقبول وغير محتمل» على الأطفال الذين قتل منهم الآلاف حتى الآن.
وأكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي، أنه تلقى «تقارير تم التحقق منها بأن أطفالاً سوريين قتلوا أو أصيبوا في عمليات قصف عشوائية أو أصيبوا برصاص قناص أو استخدموا دروعاً بشرية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية».
وقدمت زروقي التقرير الذي أفاد أن فتيانً في العاشرة وما فوق استخدموا من طرف مجموعات مسلحة للعمل كمقاتلين وحمالين، مشيرة إلى تزايد المعلومات عن قيام «الجيش الحر» بتجنيد فتيان، ولا سيما بين 15 و17 عاماً من العمر.
وأكدت أن قوات الأسد استخدمت العنف الجنسي ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات. وأوضح التقرير أن معتقلين يافعين في سن الرابعة عشرة وما فوق عذبوا كالبالغين «بما في ذلك إخضاعهم لصدمات كهربائية والضرب واتخاذ وضعيات مؤلمة والتهديد والتعذيب الجنسي»، كما أن آلاف الاطفال «شاهدوا عناصر من عائلاتهم يقتلون أو يصابون» وفق التقرير.
وصرحت زروقي: «على كل الضالعين في النزاع اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال». وتابعت أن «إجازة الحصول على مساعدة إنسانية حيوية ضروري. لا يمكن أن نسمح باستمرار وفاة الأطفال الأبرياء لتعذر رؤيتهم طبيباً أو لعجزهم عن تلبية حاجاتهم الأساسية».
 
المعارضة تسيطر على نقطة استراتيجية في حماة ... وتقصف مطار دمشق
لندن - «الحياة»
سيطر مقاتلو المعارضة على حاجزين لقوات النظام على طريق استراتيجية تربط حماة في وسط البلاد بدمشق في الجنوب وعلى حاجز للجيش النظامي في شمال شرقي البلاد، في وقت اقتحم مقاتلو النظام و «حزب الله» قرية في ريف حمص وسط البلاد. وقصف «الجيش الحر» مطار دمشق الدولي فأوقع إصابات وعطل بعض الرحلات.
وقالت مصادر معارضة إن لواء «أهل السنة» التابع لـ «حركة أحرار الشام» تمكن من السيطرة على حاجزي الكتيبة والمداجن التابعين لكتيبة عسكرية على الطريق الدولي بين مورك في حماة وخان شيخون في إدلب شمال غربي البلاد، وهي الطريق التي تربط الشمال بالجنوب. وأضافت المصادر أن العملية استمرت ربع ساعة وأسفرت عن السيطرة على ثلاث دبابات وأربعة رشاشات ثقيلة وذخائر، إضافة الى قتل ستة من عناصر قوات النظام.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش النظامي قصف المنطقة وحشد قواته لاستعادة الحاجزين لان «الكتيبة مهمة جداً من الناحية الاستراتيجية لوقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر إلزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات إلي حلب والى خان شيخون في محافظة إدلب وصولاً الى جنوب معرة النعمان» حيث كانت قوات النظام كسرت حصار قوات المعارضة على معسكري الحامدية ووادي الضيف في نيسان (ابريل) الماضي. وتعرضت بلدة كفرنبودة في ريف حماة للقصف من قبل القوات النظامية، في وقت قصفت طائرات مروحية قرية النعيمية ببراميل متفجرة وصواريخ.
وأفاد «المرصد» أن قوات النظام قصفت أحياء الخالدية والورشة والصفصافة في حمص (وسط)، وشنت طائرات حربية غارات على حي الصفصافة، في وقت سقطت قذيفة هاون على حي الحمراء. وقتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدة وطفلة في احياء حمص المحاصرة، نتيجة قصف الطيران الحربي. وقضى رجل تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد القوات النظامية. واستمرت الاشتباكات في حي وادي السايح الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليه للتقدم نحو حيي الخالدية وحمص القديمة. وقال «المرصد» ان قوات النظام و «حزب الله» اقتحمت قرية الحسينية بالريف الجنوبي مع ورود أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وفي إدلب شمال غربي البلاد، قصفت قوات النظام قرى في جبل الزاوية، فيما شنت طائرات حربية غارة على مناطق في بلدة التمانعة، بالتزامن مع قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة.
واعلن «المرصد» أن قذيفة هاون سقطت أمام مبنى حزب «البعث» في حي الجميلية في حلب شمالاً. وحصلت مواجهات عنيفة عند فرع المرور في باب أنطاكية بين الكتائب المقاتلة من طرف والقوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها من طرف آخر، بعد استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية. وسقطت قذائف على حي قسطل مشط في حلب القديمة، في حين دارت اشتباكات في حيي صلاح الدين والإذاعة غرب المدينة.
وفي ريف حلب، دارت اشتباكات قرب المطار الدولي في الشرق، ترافقت مع تنفيذ الطيران الحربي غارات على مناطق تتمركز فيها الكتائب المقاتلة أسفرت عن جرحى، وفق «المرصد»، الذي أضاف أن مناطق في بلدة تيارة في الريف الشرقي تعرضت لقصف صاروخي من القوات النظامية، وسط اشتباكات عند أطرافها. كما حصلت مواجهات في محيط قريتي الدويرنة والنقارين عند أطراف مدينة حلب رافقها سقوط قذائف على المنطقة. وقصف طائرات حربية بلدة اعزاز وأطراف مطار «منغ» العسكري الذي تقدمت قوات المعارضة فيه وسيطرت على مواقع أساسية بداخله. وطاول القصف أيضاً بلدات ومدن دير حافر وحريتان والسفيرة ورسم العبود وأطراف مطار كويرس العسكري في شمال شرقي حلب.
وفي مناطق شمال شرقي البلاد، استمرت الاشتباكات في محيط الفرقة 17 في مدينة الرقة وأسفرت عن سقوط تسعة من مقاتلي المعارضة. وحلق الطيران المروحي في سماء الفرقة 17 وألقى مظلات حوت مواد غذائية وذخيرة لعناصر القوات النظامية المحاصرين. وقتل رجل برصاص قناص في منطقة الحسينية في دير الزور، في وقت نفذت طائرات حربية غارة على حي الصناعة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على الحي الذي سيطرت المعارضة على بعض مناطقه قبل يومين. ودارت اشتباكات عند حاجز خراب عسكر جنوبي بلدة تل حميس في ريف الحسكة، وترددت أنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على الحاجز، وسقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، وفق «المرصد».
وفي دمشق، سقطت قذائف على حي القابون في شمال شرق العاصمة، بالتزامن مع اشتباكات عند أطراف بساتين حي برزة في محاولة جديدة من القوات النظامية لاقتحام الحي الذي سيطر على معظمه مقاتلو المعارضة. وقصف «الجيش الحر» مطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع. وقال وزير النقل محمود إبراهيم سعيد للتلفزيون الحكومي: «إن قذيفة هاون سقطت على طرف المطار قريبة من المدرج ما أدى إلى تأخير هبوط طائرتين قادمتين من اللاذقية والكويت وتأخير إقلاع طائرة سورية إلى بغداد»، مشيراً إلى أن قذيفة أخرى سقطت قرب أحد المستودعات، ما تسبب بجرح عامل.
وفي مناطق ريف دمشق، دارت اشتباكات على المتحلق الجنوبي من جهة عبارة القابون ومعمل الصابون وسط تحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة. وقصفت قوات النظام البساتين الشمالية لبلدة المليحة، فيما قصفت قوات النظام المناطق الجنوبية الغربية من مدينة داريا جنوب دمشق، حيث هاجم مقاتلو المعارضة أطراف المدينة قبل يومين. وطاول القصف مناطق خان الشيح بين دمشق والجولان وصولاً إلى شن غارات جوية على مناطق في بلدة رنكوس قرب حدود لبنان. وتعرضت قرية دير ماكر في ريف القنيطرة في الجولان لقصف القوات النظامية وسط انقطاع للتيار الكهربائي.
وبين دمشق وحدود الأردن، جددت القوات النظامية قصفها بقذائف الهاون على المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة الحارة في ريف درعا، فيما تعرضت مناطق في مدينة انخل لقصف عنيف من القوات النظامية. وقتلت سيدة برصاص قناص تابع للقوات النظامية بالقرب من حاجز الدوار في بلدة الشيخ مسكين. كما قتلت سيدة وأصيب ثلاثة أطفال بجروح جراء القصف الذي تعرضت له قرية الشجرة. وطاول القصف العنيف بلدات الكرك الشرقي والحارة وطفس واليادودة والنعيمة. وقال «المرصد» إن مواجهات دارت في محيط كل من المشفى الوطني ومسجد الشيخ عبد العزيز أبازيد عند أطراف حي طريق السد داخل مدينة درعا.
 
"علماء الأمة" يستنكرون تدخل إيران و"حزب الله" وكلينتون لأوباما: علينا تسليح الثوار
(رويترز، أ ف ب، يو بي أي، "المستقبل")
أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يراجع ويدرس كل الخيارات بشأن سوريا، فيما طالبه الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون بعدم البقاء متفرجاً والتحرك للتدخل في سوريا من دون ان يزج بقوات أميركية في المعركة، بل من خلال السماح بتسليح المعارضة.
جاء كلام البيت الأبيض فيما يناقش ديبلوماسيون غربيون غدا في تركيا تسليح الثوار مع رئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحر" سليم إدريس. وفي الوقت ذاته، دق "علماء الأمة" المسلمون السنّة ناقوس خطر الفتنة السنية ـ الشيعية، التي يستدرجها تدخل "حزب الله" والميليشيات الطائفية العراقية وإيران في سوريا لمصلحة النظام وضد الشعب السوري.
كما جاء كلام البيت الأبيض مع رفع الأمم المتحدة الصوت عالياً، عبر إشارتها في تقرير أمس إلى أن عدد ضحايا الحرب في سوريا فاق 93 ألفاً، وأن الأطفال خصوصاً يدفعون ثمناً غالياً خلالها. أما ميدانياً، ورغم التقدم الذي حققه تحالف "حزب الله" ـ بشار الأسد ـ إيران، في القصير، فإن الثوار تمكنوا أمس من السيطرة على موقع استراتيجي في ريف حماة يقع على طريق رئيسي بين دمشق وحلب، كما قصفوا بقذائف الهاون، مطار دمشق الدولي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، "الرئيس وكل عضو في فريقه للأمن القومي مهتمون كثيراً بالوضع الفظيع في سوريا والواقع الذي يسوء أكثر". أضاف "الرئيس (أوباما) يراجع ويأخذ في الاعتبار خيارات اخرى متاحة له وللولايات المتحدة وكذلك حلفاؤنا وشركاؤنا لخطوات اضافية في سوريا، وهذه العملية متواصلة".
واضاف كارني "بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه (أوباما) اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة تجاه سوريا بما يحقق أفضل مصالح الولايات المتحدة"، مشددا على ان اوباما مهتم بألا تزيد التحركات في سوريا الوضع سوءاً.
وأوضح البيت الابيض أن "التخطيط لمؤتمر جنيف بشأن سوريا مستمر، لكنه (أوباما) يواصل ايضا بحث ما يمكن عمله لدعم المعارضة على الارض، كما قال إنه يتوقع تماما ان تكون سوريا موضوعا للنقاش في قمة مجموعة الثماني الاسبوع المقبل".
وانضم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الى مجموعة السياسيين الاميركيين التي تطالب بمساعدة الثورة السورية بالشكل اللازم وانقاذ الشعب السوري من آلة القتل والمجازر.
وأوضح موقع "بوليتيكو" الالكتروني ان كلينتون اعلن موقفه هذا يوم الثلاثاء الفائت خلال اجتماع مغلق في ضيافة السيناتور الجمهوري جون ماكين المعروف بموقفه المؤيد للثوار السوريين.
وقال كلينتون خلال اللقاء ان اوباما ينظر كثيرا الى استطلاعات الرأي بأن الشعب الاميركي لا يريد حربا في سوريا "ولكن هذا الامر لا يعني انه لا ينبغي ان تتحرك انما يعني اذا اردت التحرك فتحرك بحذر، والجميع يدرك ان ارسال جنود اميركيين الى سوريا امر غير وارد. لكن من غير الممكن مع المشاركة الواضحة للروس وايران وحزب الله حتى اخمص قدميهم مع بشار الاسد ان نقف نتفرج ولا نعطي الثوار القدرة على مقارعتهم بشكل متوازن خاصة وان غالبية الشعب السوري تقف مع الثوار".
ولمح الرئيس الاميركي السابق الى ان الوضع في سوريا لا يشبه العراق ولا افغانستان انما البوسنة "حيث كان الصرب المدججون بالأسلحة يستهدفون المناطق المسلمة ويرتكبون الفظائع وفي هذا اشارة واضحة الى القرار الذي اتخذه بالتدخل عسكريا مع حلف الناتو لوقف تلك الحرب الطائفية".
وحذر كلينتون من ان اي "رئيس اميركي قد يظهر بمظهر الأخرق في حال اولى اهمية مطلقة لاستطلاعات الرأي وتجاهل العمل الحقيقي الذي يجب عليه عمله خاصة بشأن الصراعات الدائرة حول العالم".
وتابع كلينتون "لا احد يطلب ان يتجه الاميركيون الى ميدان المعركة ولكن مع توغل الروس وايران وحزب الله سابقين الجميع الى هناك بـ39 ميلاً للاشيء، فإنه يجب علينا مساعدة الثوار الذين يلتف حولهم اغلب الشعب السوري كي يحصلوا على فرصة متوازنة في المعركة الدائرة. على الاقل علينا ان نحاول ما يمكننا لتقديم المساعدة وليس التردد في اتخاذ اي قرار. الرئيس الاميركي يكون قادرا على رؤية آخر الطريق ويتخذ القرار على هذا الاساس".
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون غربيون غدا مع رئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحر" سليم إدريس في شمال تركيا، لدراسة تسليح الثوار.
وقال ديبلوماسيون ومحللون إنه إذا قرر أوباما عدم تسليح مقاتلي المعارضة أو القيام بدور أكثر إيجابية في تنسيق تدفق السلاح والمال من دول أخرى فربما يجد دولاً مثل المملكة العربية السعودية وقطر تضخ المزيد من المساعدات المادية والعينية.
وقال ديبلوماسي طلب عدم نشر اسمه "إذا لم يتخذ قرار (أميركي) هذا الأسبوع.. أعتقد أن أطرافا أخرى ستتصرف. العرب لا يمكنهم تحمل ضياع سوريا".
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته أمس في نيويورك من ان الاطفال يشكلون اهدافا لقناصة ويستخدمون دروعا بشرية في الحرب في سوريا، مشيرة الى ان ضحايا الحرب الدائرة هناك تجاوز 93 ألفاً.
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في التقرير ان الحرب الدائرة في سوريا منذ 26 شهرا في سوريا تلقي بعبء "غير مقبول وغير محتمل" على الاطفال الذين قتل منهم الالاف حتى الان.
واعلنت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي امس ان اكثر من 93 الف شخص بينهم 6500 طفل على الاقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا، مشيرة الى ارتفاع كبير في عدد القتلى كل شهر.
وقالت بيلاي "ادعو الطرفين الى اعلان وقف فوري لاطلاق النار قبل ان يقتل او يجرح آلاف آخرون"، موضحة ان "المجازر مستمرة على مستويات كبيرة ويسجل اكثر من خمسة آلاف وفاة كل شهر منذ تموز و27 الفا آخرين منذ الاول من كانون الاول"، مؤكدة ان العدد الحقيقي للقتلى قد يكون اكبر من ذلك بكثير.
ميدانيا استولى الثوار أمس على مركز سرية لقوات الأسد في بلدة مورك في حماة الواقعة على طريق دمشق ـ حلب الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن "الكتيبة مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية نظرا لوقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر الزامي لقوات النظام في نقلها التعزيزات إلى حلب والى خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب) وصولاً الى جنوب معرة النعمان".
وقصف الثوار أمس مطار دمشق الدولي بقذيفتي هاون. وذكر المرصد السوري ان "مقاتلين من الكتائب المقاتلة استهدفوا مطار دمشق الدولي بعدد من الصواريخ محلية الصنع".
وأفاد المرصد السوري بسقوط قذائف على حي القابون في شمال شرقي مدينة دمشق فجر امس، وعن اشتباكات بين مقاتلين من الثوار وقوات النظام عند اطراف حي برزة في شمال العاصمة من جهة البساتين عند منتصف ليل الاربعاء ـ الخميس في محاولة من القوات النظامية اقتحام الحي.
وتمكن "الجيش السوري الحر" من قتل 12 عنصراً من قوات الأسد وتدمير دبابة "تي 72" خلال الاشتباكات على حاجز البشائر في تلفيتا بريف دمشق.
ومع التدخل المتزايد والعلني لـ"حزب الله" وميليشيات طائفية عراقية وإيران في سوريا الى جانب النظام ومشاركتهم في مجازر ضد الشعب السوري، اعلن مؤتمر "علماء الأمة" الذي نظمته "رابطة علماء المسلمين"، المنضوي تحت لوائها علماء من السنة، أمس في القاهرة "وجوب الجهاد" في سوريا، معتبرا ما يجري في سوريا حربا على الاسلام من النظام السوري "الطائفي"، وداعيا الى مقاطعة الدول الداعمة له وعلى راسها روسيا وايران.
واعلن بيان المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "دور العلماء في نصرة سوريا" عن "وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا، بالنفس والمال والسلاح، وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفي".
واعتبر البيان الذي القاه الشيخ السلفي المصري محمد حسان ان "ما يجري في ارض الشام من عدوان سافر من النظام الايراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين يعد حربا معلنة على الاسلام والمسلمين".
وطالب المؤتمر حكومات الغرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية بموقف حازم ضد النظام السوري الذي وصفه "بالمجرم"، كما طالب بدعم الشعب السوري بالسلاح.
كما اوصى بوقف التعاون مع الدول الداعمة للنظام السوري، وهي الصين وروسيا وايران ودعا المؤتمر لمقاطعة البضائع الايرانية.
 
"أوكسفام" تطلق حملة كبرى هذا الصيف لحض الناس على إبداء التضامن مع الشعب السوري
الأمم المتحدة: الأطفال يُستخدمون دروعاً بشرية في سوريا والضحايا تجاوزوا الـ93 ألفاً
(أ ف ب، يو بي أي)
حذرت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته أمس في نيويورك من أن الأطفال يشكلون أهدافاً لقناصة ويستخدمون دروعاً بشرية في الحرب في سوريا، مشيرة الى أن عدد ضحايا الحرب الدائرة هناك تجاوز 93 ألفاً.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير أن الحرب الدائرة في سوريا منذ 26 شهراً في سوريا تلقي بعبء "غير مقبول وغير محتمل" على الأطفال الذين قتل منهم الآلاف حتى الآن.
وأكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي أنه تلقى "تقارير تم التحقق منها بأن أطفالاً سوريين قتلوا أو أصيبوا في عمليات قصف عشوائية أو أصيبوا برصاص قناص أو استخدموا دروعاً بشرية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية".
وقدمت زروقي التقرير الذي أفاد بأن فتياناً في العاشرة وما فوق استخدموا من طرف مجموعات مسلحة للعمل كمقاتلين وحمالين.
وأكد التقرير أن العنف الجنسي استخدم من طرف قوات بشار الأسد ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات بحسب الممثلة الخاصة.
وأكد أن معتقلين يافعين في سن الرابعة عشرة وما فوق عذبوا كالبالغين "بما في ذلك إخضاعهم لصدمات كهربائية والضرب واتخاذ وضعيات مؤلمة والتهديد والتعذيب الجنسي".
كما أن آلاف الأطفال "شاهدوا عناصر من عائلاتهم يقتلون أو يصابون" بحسب التقرير.
وأشار التقرير الى تزايد المعلومات عن قيام "الجيش السوري الحر" بتجنيد فتيان ولا سيما بين 15 و17 عاماً من العمر.
وصرحت زروقي "على كل الضالعين في النزاع اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال".
وتابعت أن "إجازة الحصول على مساعدة إنسانية حيوية ضروري. لا يمكن أن نسمح باستمرار وفاة الأطفال الأبرياء لتعذر رؤيتهم طبيباً أو لعجزهم عن تلبية حاجاتهم الأساسية".
وأعلنت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس أن أكثر من 93 ألف شخص بينهم 6500 طفل على الأقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا، مشيرة الى ارتفاع كبير في عدد القتلى كل شهر.
وقالت بيلاي "أدعو الطرفين الى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يُقتل أو يُجرح آلاف آخرون"، موضحة أن "المجازر مستمرة على مستويات كبيرة ويسجل أكثر من خمسة آلاف وفاة كل شهر منذ تموز و27 ألفاً آخرين منذ الأول من كانون الأول"، مؤكدة أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر من ذلك بكثير.
ومعظم القتلى الذين وثقتهم الأمم المتحدة من الرجال لكن الخبراء لم يتمكنوا من الفصل بين المقاتلين والمدنيين. أما أعمار الضحايا فغير معروفة في ثلاثة أرباع الحالات. لكن الأمم المتحدة تمكنت من توثيق 6561 قاصراً على الأقل بينهم 1729 طفلاً تقل أعمارهم عن العشر سنوات.
وسجل العدد الأكبر من القتلى في ريف دمشق (17 ألفاً و800) وحمص (16 ألفاً و400) ومناطق حلب (11 ألفاً و900) وإدلب (عشرة آلاف و300) ودرعا (8600) وحماة (8100) ودمشق (6400) ودير الزور (5700).
وتابعت بيلاي بأسف أن "هناك حالات موثقة لأطفال تم تعذيبهم وإعدامهم وكذلك لعائلات بأكملها بما في ذلك أطفال رضع، قتلت. وهذه الحالات والحصيلة المرتفعة جداً للوفيات تشكل تذكيراً رهيباً للمنحى السيئ الذي اتخذه النزاع".
وهذه الدراسة الأخيرة هي تحديث لتقرير سابق سمح بإحصاء حوالى ستين ألف قتيل بشكل موثق حتى 30 تشرين الثاني 2012. وقد أنجزت بناء على لائحة تضم 265 ألفاً و55 حالة وفاة استبعدت منها الأسماء غير الكاملة وغير المعرفة مع مكان وتاريخ الوفاة. وكل حالة ينقصها الحد الأدنى من هذه المعلومات استبعدت.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ذكر في 14 أيار الماضي أن 94 ألف شخص قتلوا في النزاع في سوريا حتى الآن.
وأشار تحليل الأمم المتحدة الى ارتفاع واضح في معدل القتلى الذين يسقطون شهرياً منذ بداية النزاع، مشيراً الى مقتل خمسة آلاف شخص كل شهر منذ تموز 2012 مقابل نحو ألف صيف 2011.
في المجال الإنساني أيضاً، أعلنت منظمة الإغاثة البريطانية (أوكسفام) أمس أنها ستطلق خلال صيف العام الحالي حملة بعنوان أحبوا سوريا، لدعوة الناس إلى إظهار حبهم لشعب سوريا، والذي قالت إنه يعاني من أزمة إنسانية واسعة النطاق.
وقالت "أوكسفام" إنها ستطلب من عشرات الآلاف من الناس خلال هذا الصيف أن يحبوا سوريا من خلال تقاسم رمز بصري من الدعم، والتوقيع على نداء المنظمة الخيرية الداعي إلى المزيد من المساعدات والسلام.
وأضافت أن الأوضاع الإنسانية في سوريا تتدهور يومياً وأجبر الصراع العنيف أكثر من 8 ملايين شخص على مغادرة منازلهم ويعيش 1,5 مليون شخص منهم كلاجئين الآن في دول الجوار، ومن بينهم تلاميذ وطلاب وموسيقيون ومحاسبون ومدرسون وأشخاص من جميع مناحي الحياة فقدوا كل شيء.
وأشارت المنظمة الخيرية البريطانية إلى أنها تهدف للوصول إلى 650 ألف سوري في الأشهر المقبلة، غير أن الزيادة الهائلة في أعداد اللاجئين السوريين جعلت وكالات الإغاثة تعمل فوق طاقتها وتكافح لمواجهة الموقف.
وقالت إنها ستشارك في 17 مهرجاناً هذا الصيف في بريطانيا لحث أكبر عدد ممكن من الناس على إظهار حبهم وتضامنهم مع الشعب السوري.
وأضافت "أوكسفام" أن ناشطيها سيتجولون في مواقع هذه المهرجانات لدعوة الناس إلى توقيع عريضة تحثّ الحكومة البريطانية على تأمين احتياجات المتضررين من خلال زيادة المساعدات الدولية داخل سوريا والمنطقة، ودعم الجهود الرامية إلى ايجاد حل سلمي وليس عسكرياً لإنهاء الأزمة في سوريا.
وقال بن فيليبس مدير الحملات في أوكسفام "إن المهرجانات في المملكة المتحدة تشتهر بعكس الشعور الجماعي.. وهذا العام نحن بحاجة حقاً لأن يُظهر الناس حبهم لسوريا، حتى نتمكن من مساعدة أولئك الذين هم في حاجة ماسة للعون".
إلى ذلك، أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث في رئاسة الوزراء التركية، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية تخطى الـ200 ألف شخص.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، عن الإدارة، أن عدد السوريين اللاجئين في المخيمات التركية بلغ 200091 شخصاً، وأن هذه المخيمات توزعت على عدد من المحافظات التركية بواقع 5 مخيمات في هاتاي، و2 في شانلي أورفا، و3 في غازي عنتاب، ومخيم واحد في كل من العثمانية، وقهرمان مرعش، وأضنة، وأضيامان، وكيليس. وقالت الإدارة التركية إن 324,290 سورياً عبروا إلى تركيا منذ بدء الإضطرابات في بلادهم قبل أكثر من عامين، عاد منهم 124,199 إلى سوريا....
 
ديبلوماسيون غربيون يلتقون غداً باللواء إدريس في تركيا لبحث تسليح "الجيش الحر"
الثوار يحررون موقعاً مهماً على طريق دمشق ـ حلب ويقصفون مطار العاصمة
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، "سانا الثورة"، أ ش أ)
على الرغم من قوة الدفع التي امتلكها النظام السوري بدخول "حزب الله" وايران والميليشيات الطائفية العراقية السافر الى جانبه، وإحاطة نفسه بهالة نصر، عقب انسحاب مقاتلي المعارضة من بلدة القصير المدمرة، فإن الثوار يحققون إنجازات ميدانية في غير مكان وخصوصاً تحريرهم أمس موقعاً عسكرياً استراتجياً على طريق دمشق ـ حلب في ريف حماة، فيما قصفوا أمس مطار دمشق الدولي بقذيفتين.
ولو سمح المجتمع الدولي للثوار بالتسلح، فإن موازين القوى لا بد أن تتغير، وهو ما يمكن تبيانه غداً خلال اجتماع من المقرر أن يعقده ديبلوماسيون غربيون مع قائد أركان "الجيش السوري الحر" في شمال تركيا غداً.
فقد استولى الثوار أمس على مركز سرية لقوات الأسد في بلدة مورك في حماة الواقعة على طريق دمشق ـ حلب الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن "مقاتلي الكتائب المقاتلة سيطروا على سرية عسكرية عند الأطراف الشمالية لبلدة مورك في ريف حماة الشمالي واغتنموا أسلحة وذخائر بعد اشتباكات عنيفة وقعت فجراً" بينهم وبين قوات النظام في المكان، وتسببت بمقتل ستة عناصر من جنود الأسد.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "الكتيبة مهمة جداً من الناحية الاستراتيجية نظراً لوقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر الزامي لقوات النظام في نقلها التعزيزات إلى حلب والى خان شيخون في محافظة إدلب (شمال غرب) وصولاً الى جنوب معرة النعمان".
وقال المرصد إن السرية تعرضت للقصف من قوات النظام بعدما حررها الثوار، بالتزامن مع استقدام تعزيزات لهذه القوات لاستعادتها.
وقصف الثوار أمس مطار دمشق الدولي بقذيفتي هاون. وذكر المرصد السوري أن "مقاتلين من الكتائب المقاتلة استهدفوا مطار دمشق الدولي بعدد من الصواريخ محلية الصنع".
وقال وزير النقل للتلفزيون في حكومة الأسد، محمود ابراهيم سعيد "إن قذيفة هاون سقطت على طرف المطار قريبة من المدرج ما أدى الى تأخير هبوط طائرتين قادمتين من اللاذقية والكويت وتأخير إقلاع طائرة سورية الى بغداد، ولم يصب أي منها ومن ركابها بأذى". وأشار الى أن "قذيفة أخرى سقطت قرب أحد المستودعات، ما أدى الى تناثر زجاج وإصابة عامل".
وذكرت إذاعة "الاتجاه" العراقية ظهر أمس أن طائرة مدنية عراقية أصيبت جراء سقوط عدد من الصواريخ على مطار دمشق، وأن عدداً من ركابها أصيبوا بجروح، من دون أن تعطي تفاصيل أكثر عن الحادثة.
وأعلن مقاتلون معارضون مراراً استهداف مطار دمشق، لكن نادراً ما أفيد عن سقوط قذائف داخله.
ويشهد محيط المطار الواقع على بعد نحو 25 كيلومتراً جنوب شرقي دمشق اشتباكات تعنف حيناً وتتراجع أحياناً، وتسببت المعارك قبل اشهر بقطع الطريق المؤدي اليه لفترة طويلة.
وشهدت حركة الملاحة في المطار تراجعاً حاداً بعد امتناع معظم شركات الطيران عن تسيير رحلاتها من دمشق واليها.
وأفاد المرصد السوري بسقوط قذائف على حي القابون في شمال شرقي مدينة دمشق فجر أمس، وعن اشتباكات بين مقاتلين من الثوار وقوات النظام عند أطراف حي برزة في شمال العاصمة من جهة البساتين عند منتصف ليل الاربعاء ـ الخميس في محاولة من القوات النظامية اقتحام الحي.
وتمكن "الجيش السوري الحر" من قتل 12 عنصراً من قوات الأسد وتدمير دبابة "تي 72" خلال الاشتباكات على حاجز البشائر في تلفيتا بريف دمشق.
وعلى الحدود التركية ـ السورية، أعلن الجيش التركي، أمس، أنه حصل تبادل لإطلاق النار مع مجموعة من 500 شخص كانوا يحاولون عبور الحدود من الجانب السوري بشكل غير شرعي.
وقال الجيش التركي إن المجموعة كانت تحمل الوقود، وقد وُجهت عدة إنذارات لها قبل أن تفرّ باتجاه الداخل السوري بعد إطلاق النار.
الجولان
وبشأن الفراغ الذي تركته القوة النمسوية التي انسحبت من عديد المراقبين الدوليين (الأندوف) في الجولان، بدأت الأمم المتحدة محادثات مع السويد لتشارك في قوة حفظ السلام على ما أعلن أمس مسؤولون سويديون واسرائيليون.
وصرح إريك زيغا المتحدث باسم وزير الخارجية السويدي كارل بيلد "كنا على اتصال بالأمين العام للامم المتحدة إنهم يتحققون من الإمكانات لدى دول عدة".
وأوضح أن "لم يقدم بعد أي طلب رسمي وبالتالي من السابق لأوانه" التكهن بالرد النهائي للسويد.
وسألت الأمم المتحدة بيلد ما اذا كانت بلاده تنوي إرسال قوات في إطار قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان لتحل مكان الكتيبة النمساوية التي تنسحب تدريجياً.
وقال الوزير للاذاعة العامة إن السويد "تجري مشاورات مع دول أخرى".
وصرح مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه أن المباحثات "في مرحلة أولية. لم يحدد بعد البلد الموافق على ذلك أو الراغب في ذلك. الشروط غير واضحة".
وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية إن السويد لن ترسل قوات في إطار قوة شمالية تشمل كتائب فنلندية ونروجية ودنماركية.
وكتبت الصحيفة أن "السويديين يريدون تعزيز مهمة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان وتحويلها الى قوة أكثر متانة قادرة على الدفاع عن نفسها في حال الهجوم عليها".
وهذا ما نفاه زيغا الذي أكد أنه "خلافاً لما قالته هآرتس السويد ليست طرفاً في مفاوضات حول تفويض القوة او تركيبتها".
وصرح وزير الدفاع النروجي لوكالة الأنباء النروجية أن الأمم المتحدة أجرت اتصالات بأوسلو في هذا الخصوص وأن أي قرار لم يتخذ بعد.
أما الفنلنديون فقد استبعدوا المشاركة في القوة. وقالت متحدثة إن "وزير خارجيتنا بحث في المسألة مع الامم المتحدة وأبلغت فنلندا الأمم المتحدة بأنه ليس لدينا إمكانات لإرسال قوات لتحل مكان الكتيبة النمساوية".
تسليح "الجيش الحر"
في المداولات الجارية لتسليح الثوار، قال ديبلوماسيون إن مسؤولين غربيين سيجتمعون غداً مع رئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحر" سليم إدريس في شمال تركيا.
وفي إبراز لمخاوف الغرب من أن تشهد سوريا عمليات إراقة دماء طائفية تخرج عن نطاق السيطرة قالت مصادر المعارضة السورية الأربعاء أن مقاتلين سنة قتلوا نحو 60 شيعياً في بلدة تسيطر عليها المعارضة في شرق سوريا.
وأبدت دول غربية في الأسابيع القليلة الماضية قدراً من الإصرار على القيام بدور نشط في الحرب الجارية في سوريا بعد أن ظلت بدرجة كبيرة تقف على الهامش وتدعو الى تنحي الأسد طوال عامين.
وتغير الموقف على الأرض بدرجة كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن دخل "حزب الله" بقوة الى جانب الأسد في معركة القصير التي دمرت بقصف دام أكثر من شهر.
وتريد فرنسا وبريطانيا التصدي لنفوذ التيار الطائفي بين الجانبين بتقديم مزيد من الدعم لمقاتلين معتدلين في مسعى لإنهاء الحرب وإسقاط الأسد.
وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء بأن الولايات المتحدة تجري محادثات بشأن ما يمكن أن تفعله لمساعدة المعارضة السورية في حربها ضد الحكومة لكنه لم يقدم تفاصيل.
ومنذ أن سيطرت قوات "حزب الله" ـ الأسد المشتركة على بلدة في الأسبوع الماضي عقد كبار مستشاري الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سلسلة من الاجتماعات لبحث الخطوات الأخرى - إن كانت هناك أي خطوات أخرى - لمساعدة المعارضة.
وساعدت عدة عوامل على إعادة الولايات المتحدة تقييم سياستها في سوريا مثل سقوط القصير وظهور مؤشرات على أن كفة الميزان العسكري قد تميل لصالح قوات الأسد وكذلك تدخل مقاتلي "حزب الله" ومقاتلين من العراق وايران لدعم الأسد وتزايد الاقتناع بصحة ما تردد حول استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية.
وستتيح قمة مجموعة الثماني في الأسبوع المقبل فرصة لأوباما لبحث الخيارات مع زعماء بريطانيا وفرنسا وروسيا ومن الممكن أن تؤثر على أي قرار بتسليح مقاتلي المعارضة أو تقديم المزيد من الدعم لهم.
وقال ديبلوماسيون ومحللون إنه إذا قرر أوباما عدم تسليح مقاتلي المعارضة أو القيام بدور أكثر إيجابية في تنسيق تدفق السلاح والمال من دول أخرى فربما يجد دولاً مثل المملكة العربية السعودية وقطر تضخ المزيد من المساعدات المادية والعينية.
وقال ديبلوماسي طلب عدم نشر اسمه "إذا لم يتخذ قرار (أميركي) هذا الأسبوع... أعتقد أن أطرافاً أخرى ستتصرف. العرب لا يمكنهم تحمل ضياع سوريا".
وقال آرون ديفيد ميلر وهو مسؤول رفيع سابق في وزارة الخارجية الأميركية ويعمل الآن في مركز "وودرو ويلسون" للباحثين الدوليين في واشنطن "إذا لم نتصرف... سينتهي الأمر بتقديم سلاح عربي وأوروبي". ومضى يقول "النتيجة المنطقية هي الإسراع برفع درجة... الخلل الوظيفي والافتقار إلى التنظيم القائم (بالفعل) بين هذه الجماعات".
وظهرت أولى بشائر احتمال إعادة الولايات المتحدة النظر في سياستها تجاه سوريا مع قرار كيري تأجيل رحلة إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية للبقاء في واشنطن والمشاركة في اجتماع حول سوريا.
لكن لم تظهر مؤشرات تذكر عن موقف أوباما من مسألة تسليح المعارضة أو ضلوع الولايات المتحدة بدور أكبر في تنسيق تقديم السلاح والمال من دول أخرى أو ربما اتخاذ موقف أكثر قوة مثل قصف أهداف عسكرية سورية.
ومن الممكن جداً ألا يتخذ أي قرار هذا الأسبوع أو في أي وقت قريب. وقال ديبلوماسيان إنهما لا يتوقعان قراراً هذا الأسبوع ولمح محللون إلى احتمال أن يحجم أوباما عن اتخاذ قرار إلى أن يتشاور مع قوى كبرى أخرى في قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وقال بوب كوركر، السناتور الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأربعاء إنه يعتقد أن أوباما سيقرر قريباً تسليح وتدريب مقاتلي المعارضة قائلاً إنها أفضل طريقة لتغيير ميزان القوى. وأضاف خلال مؤتمر استضافه مركز "نيو أميركان سكيوريتي" في واشنطن "إذا كان لي أن أراهن اليوم... أعتقد أن هذا ما ستقوم به الإدارة خلال الفترة القصيرة جداً القادمة". ومضى يقول "إذا أمكننا أن نساعد في تغيير ذلك التوازن ـ مرة أخرى دون إرسال جنود ـ وإنما بمساعدتهم بتلك الطريقة... فأعتقد أن لدينا فرصة أكبر بكثير لخروج من خلال التفاوض... خاصة إذا شاهدت روسيا هذا يحدث".
ولم يخف أوباما سراً رغبته في تجنب التورط العسكري في سوريا بعد أن سحب قواته من العراق وفي وقت يحاول فيه إنهاء الحرب الأميركية في أفغانستان..
 
غارات جوية كثيفة على قرى حلب والمعارضة تتهم أكراداً بمساعدة النظام في منغ
الرأي..دمشق - وكالات - استمرت المعارك بين قوات النظام السوري و«حزب الله» من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى، في ريف حلب وبعض احياء المدينة نفسها كحي الشيخ مقصود، كما في مطار منغ العسكري، حيث اتهم مقاتلو المعارضة عناصر كردية بالقتال الى جانب النظام.
واشارت لجان التنسيق المحلية الى مقتل 4 من عناصر «حزب الله» اثناء محاولتهم التسلل الى منطقة جبل شويحنة القريبة من بلدة معارة الارتيق، وان قوات النظام ارسلت عربة «بي أم بي» لسحب جثثهم.
وقالت ان المقاتلين استنفروا قواتهم تحسبا لانسحاب الجيش السوري من مطار منغ المحاصر الى قريتي نبل والزهراء، ولصد تعزيزات قوات حزب الاتحادي الديموقراطي الكردي التابع لحزب العمال الكردستاني وعناصر من جيش النظام الذين تم إنزالهم في قرية كفر جنة لمؤازرة قواته بالمطار.
كما قصف الطيران الحربي محيط مطار حلب الدولي بالبراميل المتفجرة تزامناً مع اشتباكات بين الثوار وعناصر النظام جنوبه.
وفي الوقت نفسه، استهدف الطيران الحربي محيط بلدة دير حافر بالرشاشات الثقيلة بالتزامن مع قصف مدفعي مصدره مطار كويرس العسكري.
وكذلك شن الطيران غارات على بلدتي اعزاز وكفر حمرة، وادى القصف على اعزاز الى وقوع عدة إصابات بين المدنيين إضافة لتدمير منزلين وأربع سيارات.
ودكت قوات النظام بلدة تيارة في الريف الشرقي لحلب، بصواريخ «غراد» تزامناً مع اشتباكات متقطعة على أطرافها.
وفي السفيرة، قام عناصر الجيش الحر بتدمير سيارتين بكل من فيهما، الأولى على طريق الزراعة والثانية على طريق البحوث العلمية، وفق ما اعلنت لجان التنسيق المحلية.
ونفت اللجان ما اعلنته وسائل الإعلام الرسمية السورية التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام على على مناطق في حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية داخل حلب.
وفي ريف حماة، استولى مقاتلو المعارضة على مركز سرية في الجيش السوري في بلدة مورك على طريق دمشق حلب الدولي وحشد النظام قوات لاستردادها. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مقاتلي المعارضة اغتنموا اسلحة وذخائر بعد اشتباكات عنيفة وقعت فجرا» في المكان.
واشار الى مقتل ستة عناصر من القوات النظامية واندلاع النيران في عدد من الآليات العسكرية داخل السرية.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان السرية مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية نظرا لوقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر الزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات الى حلب والى خان شيخون في محافظة ادلب وصولا الى جنوب معرة النعمان.
وقال المرصد ان السرية تعرضت للقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع استقدام تعزيزات لهذه القوات لاستعادتها.
وفي تطور لافت، أفاد مراسل قناة «روسيا اليوم» في دمشق أن مطار دمشق الدولي تعرض الى قصف بقذائف صاروخية ما أدى الى إصابة طائرة عراقية وجرح 4 من ركابها.
ونقل عن مصادر من داخل المطار، أن الهجوم أدى أيضا الى جرح 4 من عناصر حماية وموظفي المطار.
وأشار إلى أن الطائرة العراقية كانت تحمل زوارا عراقيين كانوا اتين لزيارة العتبات الدينية في سورية. وأضاف أن القصف أدى أيضا إلى وقوع أضرار مادية في محيط المطار.
وسقطت قذائف على حي القابون شرق دمشق، ودارت اشتباكات عند اطراف حي برزة في شمال العاصمة من جهة البساتين في محاولة من القوات النظامية اقتحام الحي.
وتدور منذ اسابيع اشتباكات في حي برزة الذي سيطر على معظمه مقاتلو المعارضة.
وأسقط مقاتلون سوريون ينتمون إلى «لواء الإسلام» طائرة استطلاع من دون طيار في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
 
المشاركون في مؤتمر «نصرة سوريا»: حزب الله منظمة إرهابية... اجتماع القاهرة ذكر بتحذيرات علماء السعودية من حسن نصر الله ودعا لفتح باب الجهاد

جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: وليد عبد الرحمن ... قال المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي «موقف علماء الأمة تجاه القضية السورية»، في ختام اجتماعاتهم بالقاهرة أمس، إنه عندما حذر علماء المملكة العربية السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كانوا يهاجَمون واتهموا بالطائفية، مؤكدين أن «أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وأن أهل السنة في نظر الشيعة كفار ويجب قتلهم»، مؤكدين أن «حزب الله منظمة إرهابية ومرتزقة دخلوا الإسلام وخرجوا بارتكاب المكفرات».
واختتم المؤتمر أعماله في القاهرة أمس، الذي نظمه «المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي» بأحد الفنادق الكبرى بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة) بحضور الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر نائبا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشارك في فعالياته شخصيات سياسية ودينية في مقدمتهم الدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس محمد مرسي للتواصل المجتمعي، والدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، والداعية السلفي محمد حسان، والشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة المصرية، إلى جانب وفود إسلامية من السعودية وسوريا والأردن والكويت. ونبه حضور المؤتمر إلى «ضرورة فتح باب الجهاد ودعم سوريا بالمال والسلاح لنصرة الإسلام، وتوحيد جهود أهل السنة في جبهة عامة للدفاع عن حريتهم وحقوقهم ومقاومة المشروع الصفوي في بلاد الإسلام»، مشددين على أن «مجاهدي سوريا يحاربون الجيش السوري وإيران وحزب الله».
من جانبه، أكد الشيخ يوسف القرضاوي، أن الشعب السوري أول من ابتلي بالحكام العسكريين، مضيفا: «حين جاء حافظ الأسد الرئيس السوري السابق فرض على الشعب السوري أن يعيش هذا الحكم خلفا عن سلف، وكانت سوريا عزبة لديه حتى ورثها (الجزار) بشار الأسد و(شياطينه)».
وقال القرضاوي في كلمته أمس، إن شعب سوريا خرج ليعلن عن حاجته، ويطالب بحقوقه من أول يوم في الثورة، مؤكدا أن السوريين لم يكونوا يحملون سلاحا في بداية ثورتهم. وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: «وقفت مع كل الثورات العربية من أول يوم وأقسمت أن يسقط الطغاة، وسيسقط الأسد وسنصلي في المسجد الأموي قريبا - بإذن الله - والله لن ينصر الظلم على الحق»، موضحا أن كثيرا من جنود الجيش السوري «النظامي» استجابوا لدعوته، وتركوا جيش بشار الأسد، وشكلوا الجيش السوري الحر حتى يسقطوا بشار.
وأوضح الشيخ يوسف القرضاوي أن النظام السوري يأتيه دعم من روسيا وإيران وحزب الله، ولديه أسلحة متطورة ويستخدمها في قتل الشعب، مضيفا أن «حزب الشيطان (حزب حسن نصر الله) دخل سوريا علنا جهارا نهارا ليقتل أهل السنة بالقصير». مطالبا العرب بـ«الوقوف موقف رجولة ضد الطائفية التي تريد قتل السنة».
ووجه القرضاوي رسالة إلى روسيا قائلا: «لقد تعامل معكم العرب لعشرات السنين وبعتوهم، واليوم تقدمون الأسلحة لدعم بشار في قتل شعبه، وإذا كانت روسيا تريد صداقة العرب والمسلمين، فلا بد أن يكفوا عن دعم الأسد»، وأشار القرضاوي إلى أن «الأمة مستعدة للتضحية والجهاد، ولا بد لنا أن ننادى بالجهاد للدفاع عن دين وشرع الله».
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن شيخ الأزهر، أكد الدكتور حسن الشافعي، أن الأزهر يدعم الثورة السورية وأصدر أكثر من وثيقة تتحدث عن علاقة الشريعة بالسلطة. وقال الشافعي إن الظروف السيئة هي التي حالت دون حضور شيخ الأزهر للمؤتمر، مشيرا إلى أن «سوريا لن تكون ساحة التصفية للطائفيين من الشيعة، بل ستعود سوريا سنية». ووجه الشافعي رسالة إلى المحللين العرب «الذين اتهمونا بالطائفية، نقول لهم: ماذا يعني خروج حزب الله ليسيل الدم البريء في مدينة القصير؟ ولماذا يذهبون إلى هناك؟ إنها حرب على السنة، وإنها الطائفية التي عليها الشيعة».
واستنكر الشافعي موقف الدول الأجنبية التي تصمت على دماء الشعب السوري، مضيفا: «لن يكون هناك هلال خصيب تحت قيادة طائفية شيعية، لكنه سيبقى كما هو سنيا وسينتصر الحق».
وكشف الداعية الإسلامي صفوت حجازي، عضو رابطة علماء أهل السنة، عن قيام الرابطة بتقديم السلاح والذخيرة لمجاهدي الجيش الحر في سوريا لمحاربة بشار الأسد، مضيفا: «النظام السوري مجرم كافر، وحزب الله منظمة إرهابية ومرتزقة دخلوا الإسلام وخرجوا بارتكاب المكفرات، والقتال في سوريا واجب وفرض».
وقال الداعية السلفي محمد حسان، إن الاكتفاء بيانات الإدانة لما يحدث في سوريا هو انتقاص من دور الأمة في نصرة الشعب السوري، داعيا إلى وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح، مطالبا باعتبار ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين وغيرهم من المعاونين لبشار، إعلان حرب على الإسلام والمسلمين. ودعا حسان إلى مقاطعة النظام السوري على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي.
من جهته، قال الداعية السعودي محمد بن عبد الرحمن العريفي، إنه «عندما حذر العلماء في السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كنا نهاجم ونتهم بالطائفية، لكن أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وتأكد للجميع أن أهل السنة في نظر الشيعة كفار يجب قتلهم».
وأكد الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، أن «الحرب في سوريا عقائدية، ولا بد للأمة الإسلامية أن تكون يدا واحدة». وأضاف أبو إسماعيل في تصريحات له أمس، على هامش المؤتمر: «لم نعد نتحدث برفاهية تجاه هؤلاء الذين يعملون على محاربة الإسلام»، مشيرا إلى «ضرورة أن تكون وحدتنا من أجل نصرتنا على كل من يحارب الإسلام»، مؤكدا أنه «عندما ننجح وننتصر على النظام في سوريا، فستتحول سوريا لنظام آخر يحارب الشيعة»، وتابع بقوله: «نحن أصحاب رسالة، ولا بد من إنشاء دولة إسلامية عقائدية سنية».
في السياق ذاته، قال الدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس المصري في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «مؤتمر نصرة سوريا يعد صرخة لنصرة المستضعفين». وأضاف عبد الغفور: «وجهنا من خلال المؤتمر رسالة للعالم بمد أيديهم لنصرة الشعب السوري، وبينا للعالم الحقائق والظلم الذي يقع على الشعب السوري».
بدوره، قال الشيخ منيف محمد الطوالة، رئيس المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي، إن فكرة المؤتمر جاءت بهدف دفع الأمة تجاه مسؤوليتها الشرعية لفهم أعدائها ومن يمكرون بها، من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والشبكة العنكبوتية وكل الوسائل المتاحة والمباحة.
 
دول عربية وأوروبية مستعدة لتسليح المعارضة بدلا من واشنطن... تركيز على الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني

لندن: «الشرق الأوسط» .... تسعى ألمانيا لحث القيادة الروسية على ممارسة مزيد من الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد بهدف تهدئة القتال في سوريا، وذلك خلال اجتماعات مجموعة الثماني المزمع عقدها في آيرلندا الشمالية الاثنين المقبل. ووفقا لمصادر دبلوماسية ألمانية، تقع على عاتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مسؤولية خاصة وتأثير قوي في وقف التصعيد العسكري لا سيما أنه مورد السلاح للأسد». وتضيف المصادر أن الخطر لم يعد يتعلق بسوريا إنما بأمن منطقة الشرق الأوسط بالعموم، لا سيما أن الحرب بين السنة والشيعة قد تمتد إلى لبنان والعراق.
وتتلاقى المساعي الألمانية مع جهود سيبذلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الروس أيضا لتحقيق ذات الهدف، إذ قال كاميرون أمس إنه سيلتقي ببوتين في لندن الأحد المقبل قبل التوجه إلى العاصمة الآيرلندية، دبلن، للمشاركة في قمة الثماني، وسيكون «الحوار مفتوحا وصريحا مع القيادة الروسية. نود أن نركز على الخطوات الملموسة التي يمكننا اتخاذها للمساعدة في التوصل لعملية انتقال سياسي»، على حد وصف رئيس الوزراء البريطاني.
ويفهم من التصريحات الصادرة عن عواصم الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة أن هناك إصرارا على القيام بدور نشط في الصراع السوري، إلا أن الأقوال إلى أن تترجم إلى أفعال بانتظار «تزحزح» في الموقف على الطرف الآخر من الأطلسي، الولايات المتحدة. ومع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزال حتى الآن معارضا للعب دور أكبر فيما يخص سوريا، فإنه عاد قبل أيام وطلب من «فريق الأمن القومي بحث كل الخيارات الممكنة» لمساعدة المعارضة.
وبعيدا عن التصريحات الإعلامية الصادرة عن قادة الدول الكبرى حول سوريا، يسعى الجميع إلى إبقاء الكرة في غير ملاعبهم، إذ تريد واشنطن من الأوروبيين أن يقاسموها «هم ومشكلات» إدارة شؤون العالم، بينما لا يرى الأوروبيون في أنفسهم قدرة على حمل عبء تسليح المعارضة السورية لوحدهم، والدليل على ذلك هو ما نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية على لسان وزير الخارجية لوران فابيوس، الذي طالب أول من أمس «المجتمع الدولي بوقف تقدم قوات النظام السوري بدعم من إيران وحزب الله (اللبناني) باتجاه مدينة حلب»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا.
ويبدو من خلال المشهد العام لمنطقة الشرق الأوسط بالعموم وللمعالجة الدولية للأزمة السورية على وجه الخصوص، أن النظام متعدد الأقطاب ليس بالنظام الذي يستطيع تحقيق الاستقرار والأمن للعالم، في ترجمة حرفية لما كان علماء العلوم السياسية يحذرون منه منذ عقود. ويستطيع الباحثون السياسيون استنباط الكثير من البراهين التي تكشف عورات «التعددية القطيبة»، إلا أن تمحور أفق الحل السياسي في سوريا حول التوافق الأميركي الروسي في جنيف، وربط نجاح الحل العسكري في سوريا بـ«المشاركة الأميركية الفاعلة» لهو أفضل براهن على صحة هذا الاستنتاج.
وتقول النظرية الواقعية، المدرسة الرائدة في تحليل العلاقات الدولية، إن الاستقرار على المستوى العالمي لا يتأتى إلا بوجود قوتين عالميتين تشكلان قطبين يدور حول فلكهما بقية دول العالم. وتبرهن هذه النظرية على صحة ادعائها من خلال حالة «اللاحرب أو الحرب الباردة» التي شهدها النظام العالمي عقب بروز الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة كقوتين عظميين بعد الحرب العالمية الثانية. ونتيجة للقطبية الثنائية تلك، عاشت الدول داخل «مناطق النفوذ القطبي» حالة من الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي، فـ«العدو معروف والصديق كذلك،» وفقا كينيث والتز، أحد أبرز فقهاء «الواقعية البنوية» في عصرنا.
وتقول نظرية الهيمنة، إن الاستقرار على المستوى العالمي يتحقق في حالة وجود «بنية من القيم والمفاهيم الاقتصادي والسياسية، لا العسكرية، يكون نظاما يديره ويروج لتوسعته دولة عظمى، وتقبله بقية الدول بالرضا»، ويستدل روبيرت كوكس، أبرز منظري هذه المدرسة، بعصر «السلم البريطاني» الذي امتد مائة عام في العالم الغربي (1815 - 1914) وعصر «السلم الأميركي» الذي شهده العالم الغربي أيضا منذ عقد اتفاقية بريتون وودز (1944) وحتى منتصف ثمانينات القرون العشرين.
وعلى الرغم من اختلاف رؤى كلتا النظريتين حول الأسلوب الأمثل لتحقيق الاستقرار في العالم، فإن عاملا مهما يوحدهما، ألا وهو التحذير من النظام متعدد الأقطاب، الذي يحول القوة العسكرية من المفهوم المطلق إلى النسبي، بالشكل الذي يجعل القوة العسكرية عُملة نادرة يسعى الجميع للحصول عليها، ويسعون لمنع الآخرين من التحصل عليها في الوقت ذاته.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,019,992

عدد الزوار: 6,975,542

المتواجدون الآن: 71