أخبار سوريا..استهداف شاحنات يرجح حملها أسلحة..وصمت في طهران وبغداد ودمشق..11 قتيلاً في غارات على الحدود العراقية ـ السورية..حَراك أميركي - بريطاني في «الركبان»: رغبةٌ أوّلية في استنساخ «الذاتية»..إصابة 15 عنصراً من قوات النظام بتفجير على طريق درعا..إردوغان يريد مواصلة مسار التطبيع مع الأسد مع إمكانية انضمام إيران..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 31 كانون الثاني 2023 - 4:01 ص    عدد الزيارات 649    التعليقات 0    القسم عربية

        


11 قتيلاً في غارات على الحدود العراقية ـ السورية..

استهداف شاحنات يرجح حملها أسلحة... وصمت في طهران وبغداد ودمشق

بغداد - لندن: «الشرق الأوسط»... نفذت طائرة استطلاع مجهولة جولة ثالثة من القصف، الاثنين، خلال في أقل من 24 ساعة، واستهدفت خلالها صهريجاً مخصصاً لنقل النفط كان محملاً بالأسلحة والذخائر للميليشيات الإيرانية؛ مما أدى إلى انفجاره، في بلدة السويعية بريف البوكمال شرقي دير الزور، ومقتل شخص في حصيلة أولية، على ما أفاد «المركز السوري لحقوق الإنسان»، ليرتفع عدد قتلى الميليشيات الإيرانية إلى 11، بينهم قيادي، وجميعهم من جنسيات غير سورية، خلال 3 جولات من القصف، بدأت ليل الأحد - الاثنين. وكان «المرصد السوري» قد وثّق الاثنين مقتل قيادي في الميليشيات الإيرانية واثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية؛ نتيجة استهداف طائرات مسيرة سيارته (بيك آب دفع رباعي)، أثناء تفقده موقع الغارة الليلية في «ساحة الأسطورة» في بلدة الهري بريف مدينة البوكمال. وقتل 7 من سائقي الشاحنات ومرافقيهم نتيجة استهداف من طائرات مجهولة قافلة من «شاحنات تبريد»؛ ما أدى إلى تدميرها ومقتل وإصابة من بداخلها. وفي حين لم يصدر موقف رسمي عراقي، ولا إيراني ولا سوري نظامي، بشأن تعرّض شاحنات عراقية إلى قصف بطائرات مجهولة، فإن الأنباء من بغداد تضاربت بشأن ما إذا كانت هذه الشاحنات تحمل أسلحة أم مواد غذائية، علماً بأن مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، أبلغ وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الشاحنات كانت تنقل أسلحة إيرانية». لكن مصدراً عراقياً مقرباً من بعض الفصائل المسلحة أبلغ «الشرق الأوسط»، أن «هذه الشاحنات تحمل مواد غذائية لأصحاب مواكب عراقية يرومون قيام احتفال ديني لمناسبة ذكرى وفاة السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب المدفونة في سوريا، وبالذات في منطقة تحمل اسمها هي منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة السورية دمشق». مضيفاً، أن «هناك شاحنات كثيرة دخلت وما زالت تدخل وهي تحمل هذه المواد الغذائية». إلا أن الأطراف المعارضة للوجود الإيراني في سوريا، تشكك بكون حمولة الشاحنات تقتصر على المواد الغذائية؛ كونها شاحنات تبريد، بل غالباً ما يتم نقل الأسلحة فيها عبر إخفائها بين المواد الغذائية والخضر. ويذكر، أن قوافل عدة من الشاحنات كانت دخلت إلى سوريا قادمة من العراق خلال الأيام الماضية، أفرغت حمولتها في مدينة الميادين في وقت تتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات جوية تطال تحديداً تحركات المجموعات الموالية لطهران. ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة؛ إذ تسيطر قوات الحكومة السورية ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، في حين تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية»، مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية. أما الجماعات الإيرانية ومعها قوات عراقية موالية وأخرى لبنانية بينها «حزب الله»، فتنتشر في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي، خصوصاً بين مدينتي البوكمال والميادين. من جهته، فإن التحالف الدولي كثيراً ما يقوم بتنفيذ ضربات في المنطقة ضد مقاتلين موالين لطهران. وكان آخر هجوم قوي للجيش الأميركي ضد مواقع العناصر الموالية لإيران في سوريا، جرى خلال شهر أغسطس (آب) 2022 واستهدف مستودعات يعتقد أنها الأكبر للميليشيات المدعومة من «الحرس الثوري» في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا. وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في بيان حينها، إنّ «مثل هذه الضربات تهدف إلى حماية القوات الأميركية من هجمات الجماعات المدعومة من إيران».

سقوط 11 مقاتلاً موالياً لطهران في سلسلة غارات شرق سورية

الراي... سقط 11 مقاتلاً من المجموعات الموالية لإيران، جراء ثلاث استهدافات جوية منفصلة طالت في أقل من 24 ساعة، شاحنات في شرق سورية، بعد عبورها تباعاً من الجانب العراقي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أعلن أنها كانت تقل أسلحة. وغداة استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات وغداة استهداف «درونز»، قافلة شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، ما أوقع سبعة قتلى، وفق «المرصد»، استهدفت طائرة مسيّرة صباح أمس، سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته. وأدى القصف إلى «مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية»، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليل الأحد - الاثنين. وبعد ساعات عدة من الهجوم الثاني، استهدفت طائرة مسيرة صهريج نفط رجح «المرصد» أنه كان يقل أسلحة وذخائر، ما أدى إلى انفجاره ومقتل مقاتل موال لايران. ونفى مصدر سوري في معبر البوكمال، رفض الكشف عن اسمه، أن تكون الشاحنات المستهدفة محملة بأسلحة. وقال لـ «فرانس برس»، إن «قافلة مؤلفة من 25 شاحنة مبردة كانت حازت على ترخيص مسبق للدخول تباعاً إلى سورية، وقد تعرضت لثلاث استهدافات منذ ليل الأحد». وأوضح أن «الشاحنات محملة بمواد غذائية مقدمة كمساعدات من إيران إلى الشعب السوري». وذكرت إذاعة «شام إف إم» المحلية المقربة من دمشق، أن طيراناً «مجهول الهوية استهدف بعدد من الغارات ست شاحنات تبريد» أثناء توقفها شرق البوكمال «بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق». وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود، أنّ «الشاحنات عراقية لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية» باعتبار أنّ بلاده لا تصدّر منتجات إلى أي بلد عربي.

ثلاث ضربات «إسرائيلية» لـ«البوكمال» | واشنطن لبغداد: ممنوعُ الانفتاح على دمشق

الاخبار.. أيهم مرعي .... الحسكة | استهدفت طائرات، يُعتقد أنها إسرائيلية، ثلاث مرّات منذ مساء الأحد، قافلة شاحنات دخلت من الأراضي العراقية باتّجاه معبر البوكمال، ما ألحق أضراراً مادّية بعدد منها. وعلى رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تتبنّ القصف، إلّا أن تركيز الإعلام الإسرائيلي بدا واضحاً عليه، مع إيراد أنباء عن «ضرْب قافلة تابعة لميليشيات إيرانية». وكانت مواقع إعلامية سورية وعراقية قد ذكرت أن «طائرات مجهولة قصفت الشريط الحدودي بين البلدَين، مستهدِفةً شاحنات في قرية الهري على مقربة من معبر البوكمال - القائم»، فيما نقل «المرصد السوري» المعارِض عن مصادره أن «الاستهداف أدّى إلى تدمير 6 شاحنات تبريد ومقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وذلك أثناء دخول الرتل من معبر السِكك غير النظامي بين سوريا والعراق». ورجّح المرصد أن تكون «القافلة محتويةً على أسلحة نوعية لفصائل عسكرية مدعومة من إيران في مدينتَي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي».

من جهته، أكد مصدر ميداني، لـ«الأخبار»، أن «القافلة المؤلَّفة من 25 شاحنة، دخلت بصورة رسمية من معبر القائم - البوكمال الرسمي، بعد استكمال الموافقات الرسمية اللازمة من البلدَين، وكانت تحمل مساعدات غذائية إيرانية إلى سوريا (أرز وطحين)». وبيّن المصدر أن «القافلة تعرّضت لثلاثة اعتداءات متتالية خلال أقلّ من 24 ساعة: أوّلها وقع مساء الأحد خلال إدخال الدفعة الأولى من القافلة، فيما الاثنان الآخران سُجّلا صباح وظهر الاثنين، وأدّيا إلى احتراق شاحنتَين وإعطاب ثالثة، من دون وقوع أيّ إصابات بشرية»، موضحاً أن «تعرُّض الدفعة الأولى من الشاحنات، وعددها 7، للقصف، أدّى إلى تأجيل عملية إدخال ما تبقّى من شاحنات إلى اليوم الثاني، ومع ذلك تعرّضت للقصف مجدّداً». ونفى المصدر «وجود أيّ أسلحة أو ذخائر ضمن القافلة»، لافتاً إلى أنه «أثناء احتراق الشاحنات، لم تحصل أيّ انفجارات، ما يؤكّد عدم وجود أسلحة أو ذخائر على متنها»، مستبعداً «أن يؤدّي الهجوم إلى تعطيل حركة مرور الأفراد والآليات على المعبر، في ظلّ وجود توقّعات بنشاط تجاري مرتقَب بين البلدين، مع اتّخاذ خطوات متبادلة في هذا الإطار». والجدير ذكره، هنا، أن الاعتداء جاء بعد أسبوع من إعلان السفير السوري في العراق، سطام الدندح، أنه «سيتمّ السماح بدخول الشاحنات التجارية السورية والعراقية إلى كلا البلدين خلال الأيام القادمة، إثر توقّفها منذ بدء البلدَين اتّخاذ إجراءات لمنع تفشّي وباء كورونا في عام 2020».

القافلة المؤلَّفة من 25 شاحنة دخلت بصورة رسمية من معبر القائم - البوكمال

ويتكرّر القصف على المعبر مع كلّ خطوة اقتصادية وتجارية بين سوريا والعراق، وهو ما حصل لدى استهدافه بأربعة صواريخ في أيلول عام 2019، ما أدّى إلى تأجيل افتتاحه حينها لعدّة أشهر. وينبئ هذا التزامن بأن الولايات المتحدة تريد، سواء من خلال الاستهدافات المباشرة أو عبر حليفها الإسرائيلي، تحذير العراق من أيّ خرق لعقوبات «قيصر»، ولجمه عن الانفتاح على جارته، لضمان بقاء الحصار مشدَّداً عليها. كما يَدخل في الحسابات الأميركية أيضاً الاستهداف المتكرّر من قِبَل فصائل «المقاومة الشعبية»، المدعومة من إيران، لقاعدة التنف الواقعة على مثلث الحدود السورية - الأردنية - العراقية، والذي أدّى في آخر فصوله قبل نحو عشرة أيام إلى أضرار مادّية في القاعدة، وإصابة عنصرَين من «جيش سوريا الحرة» المدعوم أميركياً. على أن واشنطن تُحاول، على ما يبدو، النأي بنفسها عن أيّ تصعيد مباشر، وتؤْثر الاعتماد على الإسرائيليين في تنفيذ اعتداءات جوّية على الأراضي السورية، مع تقديم كامل الدعم المعلوماتي والاستخباري لهم، انطلاقاً من القواعد الأميركية في التنف وريف دير الزور الشرقي. وممّا يدلّل على ذلك، مسارعة الأميركيين، في أعقاب الاعتداء الأخير، إلى إعلان حالة استنفار وجاهزية في قواعدهم، مع تحليق مكثّف للطيران الحربي والمسيّر، تحسّباً لأيّ ردّ من «المقاومة الشعبية» عليهم.

حَراك أميركي - بريطاني في «الركبان»: رغبةٌ أوّلية في استنساخ «الذاتية»

اجتمع الأميركيون والبريطانيون ثلاث مرّات بممثّلين عن المخيّم

الاخبار.. دمشق | عَقدت القوّات البريطانية والأميركية، في الآونة الأخيرة، سلسلة اجتماعات مع شخصيات وفاعليات من مخيّم الركبان الواقع ضمن منطقة خفْض التصعيد جنوب شرقيّ سوريا، في محاولة لاستكشاف إمكانية تأسيس «إدارة ذاتية» على غِرار تلك القائمة في الشمال بقيادة «قوات سوريا الديموقراطية». وأوضحت مصادر عشائرية مقرّبة من «الهيئة السياسية في مخيّم الركبان»، في حديث إلى «الأخبار»، أن الأميركيين والبريطانيين اجتمعوا ثلاث مرّات بممثّلين عن المخيّم، أولاها أواخر العام الماضي، وثانِيتها وثالِثتها خلال الشهر الجاري، من دون أن تصل إلى حدود مجاهرة الزوّار برغبتهم؛ إذ انحصرت النقاشات في إطار ما تحتاج إليه المنطقة على المستوى الخدمي. وتُبيّن المصادر أن العقبة الأساسية التي تعترض طريق هذا المشروع، تتمثّل في انعدام مصادر التمويل الذاتية، بالنظر إلى أن المنطقة المحيطة ببلدة التنف، والتي تضمّ «الركبان»، هي منطقة صحراوية ولا تشتمل على أيّ منشأة نفطية، كما تعاني انعدام وجود مصدر مستدام لمياه الشرب، أو حتى للمياه الصالحة للاستخدام الزراعي. وعلى رغم استبعاد قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بتمويل الخطّة المُشار إليها بشكل كامل، إلّا أنهما تُبديان اهتماماً خاصاً بها، لِما تستبطنه من فاعلية في تعطيل طريق «دمشق – بغداد» الدولية، والذي يُعدّ إبقاء «الركبان» قائماً، أصلاً، جزءاً رئيساً من متطلّباته، في مقابل الرغبات والمساعي السورية والأردنية والروسية في تفكيك المخيّم.

أمّا بالنسبة إلى «جيش سوريا الحرة»، الفصيل الرئيس الفاعل في «التنف»، فإن قائد الفصيل، محمد فريد القاسم، الذي رفّع نفسه إلى رتبة عقيد بعدما خلَف بدفْع أميركي - بريطاني القائد المطرود إلى تركيا مهند الطلاع، يدأب على إخبار وجهاء العشائر القاطنين في «الركبان»، برغبته في إعلان «إدارة ذاتية» في المنطقة، يمكن لها أن تُقيم علاقات مباشرة مع الأطراف الغربية، وأن تَحضر في المسار السياسي بصفتها طرفاً معارِضاً مستقلّاً، في مقابل رفْضه بشدّة التنسيق مع «الائتلاف السوري»، أو «الإدارة الذاتية» الكردية. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التدريبات المشتركة بين «سوريا الحرة» والقوّات الأميركية والبريطانية، خاصة على استخدام الرشّاشات الثقيلة في عمليات الدفاع الجوّي. كما قُدّمت العديد من العربات المصفّحة الأميركية الصُّنع إلى الفصيل المذكور لتكون بديلة من السيارات القديمة. وفي حين طالب القاسم، في تصريحات إعلامية، بتسليمه وسائل الكشف المبكر عن الهجمات بالطائرات المسيّرة، فإن مصادر مطّلعة على أجواء البادية، تقول، لـ«الأخبار»، إن أداء «سوريا الحرة»، في عملياته الدفاعية ضدّ الهجمات الجوية، سيبقى مرتكزاً حصراً على المعلومات التي توفّرها «التنف» حول الهجمات ووجود أهداف معادية في منطقة الـ55 كلم، كاشِفةً أن الطلب الذي تَقدّم به القاسم للحصول على رادارات قصيرة أو متوسّطة المدى، وصواريخ مضادّة للطيران محمولة على الكتف، قوبل بالرفض، أسوةً بالطلبات المماثلة التي تَقدّمت بها «قسد» سابقاً. ويبدي «التحالف الدولي»، بقيادة واشنطن، اهتماماً متقادماً بمنطقة التنف، التي زارها أخيراً قائد قوات «التحالف» في سوريا، الجنرال ماثيو مكفارلين، يوم الأربعاء الماضي. وتبرّر واشنطن هذا الاهتمام بمحاربة تنظيم «داعش» - على رغم أن الأخير يتّخذ من البادية مسرحاً رئيساً لنشاطات فلوله -، فيما الحقيقة تقول إن مِن بين الأغراض الرئيسة لذلك التواجد إبقاء التواصل البرّي مقطوعاً بين سوريا والعراق، بما يُديم السوق العراقية خارج حسابات الصناعة السورية - علماً أن الأولى تُعدّ من أكبر الأسواق القريبة لتصريف منتَجات دمشق -، ويعطّل بالتالي أيضاً أيّ احتمال لتشغيل طريق برّية تربط بين العاصمتَين الإيرانية واللبنانية. على أن الوصول إلى إعلان «إدارة ذاتية» في «الركبان» بشكل مستقلّ عن كامل جنوب سوريا، قد لا يكون ميسَّراً، خصوصاً أنه سيعني، في حال تَحقّقه، تقسيم الجنوب إلى ثلاث «إدارات» في الحدّ الأدنى - وفق الطرح الأميركي غير المعلَن -، وهو ما لا يخدم مصلحة واشنطن نتيجة غياب التجانس بين تلك «الإدارات». وفي حين تشهد السويداء، من حين إلى آخر، خروج أصوات مطالِبة بـ«الانفصال»، فإن درعا، التي قد تكون تابعة جغرافياً للإدارة الثالثة في مِثل هذه الحالة، غير مؤهّلة لقبول هكذا طروحات، لكوْن المزاج الشعبي فيها يميل إلى إعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل بدء الحرب، واستئناف الإنتاج الزراعي والتجارة مع الأردن.

إصابة 15 عنصراً من قوات النظام بتفجير على طريق درعا

لندن: «الشرق الأوسط».. استهدف مسلحون مجهولون إحدى حافلات المبيت التابعة لقوات النظام بعبوة ناسفة، بالقرب من جسر بلدة خربة غزالة على أوتوستراد دمشق - درعا، ما أدى إلى إصابة 15 عنصراً بجروح متفاوتة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. والعناصر الذين جرى استهدافهم يعملون على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن. ويأتي ذلك، في ظل الفوضى وغياب الأمن في محافظة درعا، وسط عجز السلطات المحلية عن ضبط الفلتان الأمني. وبذلك، بلغت حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع شهر يناير (كانون الثاني)، وفقاً لتوثيقات «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 42 حادثة فلتان أمني، جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 30 شخصاً: 8 مدنيين بينهم سيدتان، و15 من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها، وواحد من المقاتلين السابقين ممن أجروا «تسويات» ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها، و4 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، إضافةً إلى اثنين من المقاتلين السابقين ممن أجروا «تسويات» وانضموا لأجهزة النظام الأمنية.

إردوغان يريد مواصلة مسار التطبيع مع الأسد مع إمكانية انضمام إيران

غرينجر يتابع لقاءاته مع ممثلي القوى السياسية والعشائر

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق.. بينما واصل المبعوث الأميركي لشرق سوريا، نيكولاس غرينجر، لقاءاته مع مختلف القوى السياسية والعشائرية في شمال وشرق سوريا، ضمن مساعٍ لوضع صفقة مع تركيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، رأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن هناك ضرورة لاستمرار اللقاءات بين بلاده وروسيا وسوريا، مع إمكانية انضمام إيران، من أجل الوصول إلى تحقيق ذلك الاستقرار. وقال إردوغان إن علاقات بلاده مع روسيا «قائمة على الاحترام المتبادل»، وعلاقته مع نظيره فلاديمير بوتين «مبنية على الصدق»، مضيفاً: «على الرغم من أننا لم نتمكن من الحصول في الوقت الراهن على النتيجة التي نرغب فيها، فيما يخص التطورات شمال سوريا، فإننا ندعو لعقد اجتماعات ثلاثية بين تركيا وروسيا وسوريا». وتابع إردوغان، خلال لقاء مع مجموعة من الشباب ليل الأحد – الاثنين، في إطار حملته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل: «لتجتمع تركيا وروسيا وسوريا، ويمكن أن تنضم إيران أيضاً، ولنعقد لقاءاتنا على هذا المنوال، لكي يعم الاستقرار في المنطقة، وتتخلص المنطقة من المشكلات التي تعيشها. وقد حصلنا وما زلنا نحصل وسنحصل على نتائج في هذا الصدد». وسبق أن عقدت لقاءات لفترة طويلة بين أجهزة المخابرات في تركيا وسوريا بوساطة من روسيا، تطورت إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، في موسكو في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في إطار مسار لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، تسعى إليه روسيا. وكان مقرراً أن يلتقي وزراء خارجية الدول الثلاث خلال النصف الثاني من يناير (كانون الثاني) الحالي، تمهيداً لعقد لقاء على مستوى رؤساء الدول الثلاث، اقترحه إردوغان؛ لكن إعلان دمشق عن شروط تتعلق باستمرار مسار محادثات التطبيع، أهمها: انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ووقف أنقرة دعمها للمعارضة السورية، وإدراج الفصائل المسلحة الموالية لها ضمن ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» على قائمة التنظيمات الإرهابية، ألقى بظلال على إيقاع المحادثات. وبعد أن كان الحديث يجري عن عقد لقاء وزراء الخارجية في يناير، تم تعديل الموعد إلى أول فبراير (شباط) المقبل، ثم إلى منتصفه. وتحدثت أنقرة عن الحاجة لعقد لقاء ثانٍ لوزراء الدفاع، قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية، وهو ما اعتبر بمثابة تراجع أو تباطؤ في مسار التطبيع الذي ترعاه روسيا، وسط حديث عن تدخل إيراني، دفع النظام السوري إلى التأني في خطواته. ومنذ نحو أسبوعين، زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تركيا، بدعوة من نظيره مولود جاويش أوغلو، واستقبله الرئيس رجب طيب إردوغان أيضاً، بعد أيام قليلة من زيارة لدمشق. وأكد في المناسبتين «ترحيب» طهران بالتقارب بين أنقرة ودمشق. وحتى الآن لم تصدر أي تصريحات جديدة بشأن موعد اجتماع وزراء الدفاع أو وزراء الخارجية في كل من تركيا وروسيا وسوريا؛ لكن لم تصدر أيضاً إشارات قاطعة إلى وقف مسار التطبيع، وهو ما عززته التصريحات الجديدة لإردوغان التي تسبق زيارة محتملة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لأنقرة، جرى تأجيلها الشهر الماضي بسبب أجندة الرئيس الإيراني المزدحمة. وبدا مؤخراً أن أنقرة باتت تتمهل في تصريحاتها وخطواتها للتطبيع مع نظام الأسد، بعد زيارة جاويش أوغلو للولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع الآلية الاستراتيجية للعلاقات التركية الأميركية، في 18 يناير، بعد يوم واحد من زيارة عبد اللهيان لتركيا. وكانت واشنطن قد أعلنت صراحة رفضها «أي تقارب من جانب أي دولة مع النظام»، بينما تطالب تركيا كلاً من الولايات المتحدة وروسيا بتنفيذ تعهداتهما بإبعاد عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عن حدودها لمسافة 30 كيلومتراً، بهدف إقامة حزام أمني واستكمال المناطق الآمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين لديها. وفي محاولة لإيجاد البدائل، طرحت روسيا خطة لانسحاب «قسد» على أن تحل محلها قوات النظام. وناقشت الاجتماعات بين تركيا وروسيا وسوريا هذه المسألة، إلى جانب التعاون بين أنقرة ودمشق في مكافحة الإرهاب (أي التعاون ضد «قسد») وتهيئة الظروف والضمانات لعودة آمنة للاجئين السوريين في تركيا. إلى ذلك، تابع المبعوث الأميركي لشرق سوريا نيكولاس غرينجر، للأسبوع الثالث على التوالي، لقاءاته مع عدد من القوى السياسية وزعماء العشائر الكردية والعربية والسريانية والآشورية، في شمال شرقي سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه اجتمع، الاثنين، مع عدد من شيوخ ووجهاء العشائر في الرقة، بحضور ممثلين عن الرئاسة المشتركة لمجلس الرقة المدني ومجلس الأعيان. وذكر «المرصد» أن الحضور «أثنوا على الجهود المبذولة من قبل التحالف الدولي، بقيادة أميركا، لإرساء الأمن والاستقرار في الرقة، من خلال العمليات المشتركة مع قوات (قسد)، كما تم الاستماع لمطالب الشيوخ والوجهاء التي دارت حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والخدمية». وكان غرينجر والوفد المرافق له قد زاروا، السبت، قائد «قوات الصناديد» المنضوية ضمن تشكيلات «قسد»، الشيخ مانع الحميد الدهام الهادي، شيخ «شمر» في قرية تل العلا، وبحث معه الأوضاع الراهنة في سوريا ومنطقة الجزيرة السورية. كما زار «البيت الإيزيدي» في الجزيرة، وجرى حديث مطول عن عمل البيت وأحوال الإيزيديين في منطقة الجزيرة، وطبيعة عمل «البيت» في جميع الأوقات والمهمات التي تقع على كاهله، وخصوصاً مع استمراره في واجبه، وتواصله الدائم لتحرير مزيد من المختطفين، والصعوبات التي تعيق هذا العمل. وكان غرينجر قد حضر اجتماعاً لجميع المنظمات العاملة في شمال وشرق سوريا، في 11 و12 يناير، في مدينة القامشلي؛ حيث تمت مناقشة زيادة دعم عمل المنظمات لتحسين الواقع المعيشي والإنساني للسكان. في غضون ذلك، وقعت اشتباكات متقطعة، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بين القوات الكردية والنظام السوري من جهة، وفصائل «الجيش الوطني» من جهة أخرى، على أطراف مدينة مارع بريف حلب الشمالي. وتزامن ذلك مع استهداف المدفعية التركية قريتي حربل والشيخ عيسى بريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة القوات الكردية والنظام، حسبما أفاد «المرصد السوري». في الوقت ذاته، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، قرى الفطيرة وفليفل وسفوهن، بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والسرمانية بسهل الغاب. وتشهد المنطقة عمليات تسلل، وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل من وقت إلى آخر. في الأثناء، سيَّرت الشرطة العسكرية الروسية، الاثنين، دورية مشتركة مع القوات التركية في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني)، رفقة مروحيتين روسيتين. وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية، والتي حملت الرقم 125 منذ توقيع تفاهم سوتشي الروسي التركي بشأن وقف إطلاق النار في عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد مواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، من قرية آشمة (20 كيلومتراً غربي كوباني)، وجابت كثيراً من القرى، قبل أن تعود إلى نقطة انطلاقها.



السابق

أخبار لبنان..يدخل «أسبوع الإضرابات» وتوجهات باسيل تلقى رفضاً داخل «التيار»..دعاوى جديدة ضدّ محقق مرفأ بيروت لاستكمال محاصرته..باسيل يغرّد وحيداً ويتخبّط سياسياً..«الكتائب» 2023..انفتاح أكبر ومواجهة أوسع..توجه لتدابير إضافية تستهدف وقف تدهور الليرة..خليفة دوروثي شيا: سفيرة حرب عملت مع إسرائيل وتعرف لبنان..

التالي

أخبار العراق..المستقلون في البرلمان يتهمون الكتل الكبيرة بـ«الديكتاتورية»..عاصفة «رواتب كردستان» تشتدّ: «إدارة الدولة» مهدَّد بالانفراط..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,327,555

عدد الزوار: 6,945,604

المتواجدون الآن: 80