أخبار لبنان..مخاوف من تقدم غاز كاريش على اتفاق الترسيم..المشهد المتبدِّل: أولوية الرئيس وهويته في حقيبة كولونا الجمعة..عون نعى "التأليف"... ودريان حذّر من "الفراغَين"..أميركا تؤكد أن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل «في متناول اليد».. العدو يستعدّ لتفعيل حقل كاريش «قريباً جداً»..محللون: إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان..لبنان يرفض التعديل: حقّنا ثمن الاستقرار..ضغط أميركي ـــ فرنسي لإحياء اتفاق الترسيم..واليومان القادمان «حاسمان»..سرقات كابلات أنفاق المطار «تتفاقم»..وحمية يُحذّر..النواب «التغييريون» لتجاوز خلافاتهم حول انتخابات الرئاسة..المفتي دريان: هناك إدارة خفية تنفرد بممارسة التعطيل.. سويسرا تستضيف مؤتمراً أكاديمياً للحوار اللبناني لا علاقة له بالرئاسة..

تاريخ الإضافة السبت 8 تشرين الأول 2022 - 5:39 ص    عدد الزيارات 1177    التعليقات 0    القسم محلية

        


المشهد المتبدِّل: أولوية الرئيس وهويته في حقيبة كولونا الجمعة...

«المركزي» يفرض رقابة مسبقة على فواتير النفط.. ومخاوف من تقدم غاز كاريش على اتفاق الترسيم..

اللواء... ثمة من همس بآذان الفريق العوني، في بعبدا وخارجها أن الجهود يجب ان تتركز الآن، لا على تأليف حكومة جديدة، أياً كانت مواصفاتها، بل على ضرورة ملء الشغور المفترض برئيس جديد للجمهورية تتشكل معه حكومة العهد الأولى، ويمكن حينها استخدام القوة النيابية، وحتى الشارع، لفرض ما يلزم من تمثيل أو برامج، بعد هذين الاستحقاقين. وبدءاً من الاسبوع المقبل، سيكون لبنان محط زيارات دبلوماسية أوروبية ودولية وعربية، في إطار السعي لايجاد مقاربات تسمح بتقريب وجهات نظر الكتل النيابية، باتجاه رئيس ينسجم مع البرنامج الذي وضعه صندوق النقد الدولي لإخراج لبنان من دائرة التضخم غير القابل للسيطرة عليه، وبالتالي التهام ما تبقى من قدرة شرائية لدى المكلف اللبناني فضلاً عن الاحتفاظ بالحد الأدنى من احتياط المصرف المركزي لمواجهة الصعوبات المتوقعة خلال العام المقبل. وفي هذا الاطار تصل الاسبوع المقبل (يوم الجمعة 14 ت1 على الأرجح) وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت للقاء كبار المسؤولين ووزير الخارجية، وفي اولوية مباحثاتها الانتخابات الرئاسية، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس عون في 31 (ت1) 2022. وكشفت مصادر ديبلوماسية عن سلسلة اجتماعات عقدت قي باريس خلال الأيام الماضية، حضرها مسؤولون بالخارجية الفرنسية وديبلوماسي عربي بارز، تناولت الوضع في لبنان، والانتخابات الرئاسية، وكيفية مساعدته لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها وقالت: ان المجتمعين خلصوا في اجتماعاتهم التي استمرت ثلاثة أيام، الى تسريع الخطى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بالتفاف اللبنانيين من حوله، ولا ينحاز لفريق من دون الآخر، او يوالي دولة خارجية على حساب المصلحة اللبنانية، ويحافظ على المصلحة اللبنانية العليا، ويتمتع بعلاقات جيدة مع اشقائه العرب وأصدقائه بالخارج. وشددت المصادر على ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بهذه المواصفات، وتشكيل حكومة جديدة تعبرّ عن تطلعات اللبنانيين وامانيهم، يشكل المدخل الضروري لبداية انقاذ لبنان من ازمتة ،والحصول على مساعدة الدول العربية والصديقة والصناديق الدولية، في حين ان توجه بعض الاطراف لانتخاب رئيس صدامي، يعبر عن توجهات فريق دون الآخر، ويجنح بلبنان للاصطفاف الى سياسية المحاور والصراعات بالمنطقة، ومعاداة الدول العربية، لن يكون موضع ترحيب وتعاون من الدول المذكورة، ما سيؤدي حتما إلى ابقاء لبنان غارقا بازمته المعقدة، ومعزولا عن اشقائه وأصدقائه بالعالم .

المسعى السعودي مستمر

وفي التحرك السياسي ايضاً، استقبل الرئيس تمام سلام امس في منزله في المصيطبة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، وتم «تأكيد حرص المملكة على انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها بما يؤدي إلى استقرار لبنان ووحدة شعبه». ومع تبدل الأولويات في بعبدا، وإيلاء الاهتمام لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، توقع مصدر نيابي ان تتحول بعبدا إلى منصة للمطالبة بانتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية والتحذير من مخاطر الفراغ الرئاسي. وهذا ما تحدث عنه النائب العوني السابق انطوان بانو لجهة ان الفراغ يؤدي إلى حدوث خلل جسيم في التوازن الوطني. فالرئيس ميشال عون ابلغ الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زمي، أثناء استقباله قبل ظهر امس في قصر بعبدا، أن الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن وجود الرئيس اساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس. واعتبر الرئيس عون ان الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لأن بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرضه لأوضاع تؤثر على وحدته وتضامن ابنائه. وكان الدبلوماسي العربي ملأ الفراغ السياسي الرسمي بجولات على الرئيسين عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، داعياً الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وتلافي الفراغ، مبدياً قلقه من عدم التوصل الى توافق على انتخاب الرئيس. ونفى زكي الحديث عن مبادرة عربية في ما خص لبنان، لكنه حسب معلومات «اللواء» فإن السفير زكي حمل مخاوف الجامعة العربية من تدهور الاوضاع اللبنانية اكثر، لا سيما التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، وماذا يمكن ان تقوم به الجامعة العربية للمساهمة في حلحلة العقد. مؤكداً التضامن مع لبنان في كل ما يريده لكنه دعا الكتل النيابية التي التقاها امس الاول الى بذل مزيد من الجهد من اجل تلافي العقد وانتخاب رئيس للجمهورية. وتوقفت المصادر المتابعة عند تركيز الرئيس عون على موضوع انتخاب الرئيس كأولوية أكثر مما على موضوع تشكيل الحكومة، وهو تطور مهم قد يضع تشكيل الحكومة على الرف مؤقتاً، حيث اعتبر عون ان البلد بلا رئيس للجمهورية لا يمكن ان يقوم، بخاصة في بلد مثل لبنان بتعدديته وخصوصياته المعروفة إذ لا يمكن ان يغيب الفريق المسيحي عن السلطة في حال حصول فراغ رئاسي. وعلمت «اللواء» انه خلافاً لما تردّد عن مقاطعة نواب «تكتل لبنان القوي» لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس المقبل لمصادفته ذكرى خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا بالقوة العسكرية في 13 تشرين، نظراً لرمزية التاريخ بالنسبة لعون شخصيا وللتيار وجمهوره. قالت مصادر التكتل: ان لا قرار رسمياً بعد والموضوع قيد الدرس ولا زال امامنا مزيد من الوقت، لكن بالتأكيد سيكون هناك موقف. ورجحت بعض المعلومات ان يقاطع التيار جلسة الانتخاب. وفي الاطار، تمنى النائب آلان عون تأجيل الجلسو إذا كان هناك امكانية لمراعاة مشاعر كتلة اساسية بالمجلس وجمهور كبير تابع لها، داعياً إلى جلسة اخرى يشارك فيها الجميع من دون اي اعتبارات، معتبراً ان الورقة البيضاء لا تزال خيار التكتل الوطني الحر.

ايام صعبة

ومع اعادة تموضع الاولويات، وتراجع فرص تأليف الحكومة، إلا إذا حدثت المعجزة، دخل التجاذب في اسرائيل وارتجاجاته المرتقبة على المسار التفاوضي بمجمله بين بيروت وتل ابيب اياما صعبة، من زاوية احتمال التصعيد العسكري الاسرائيلي قبل العودة إلى التفاوض غير المباشر حول ملف الترسيم. وفي الاطار، دخلت جهات دولية على خط التهدئة قبل اي تصعيد محتمل على الجبهة الجنوبية، وأجرت في اليومين الاخيرين اتصالات على اعلى المستويات في لبنان في محاولة للتوسط مع حزب الله لمنع تدحرج الامور صوب حرب مفتوحة، والمطلب الأهم كان بعدم تعرض الحزب للمنصات العائمة قرب حقول النفط في كاريش وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل. فقد بقي موضوع ترسيم الحدود البحرية مدار تسريبات متناقضة وغامضة في الكيان الاسرائيلي مقابل موقف رسمي لبنان واحد وهو انتظار الخطوة التالية للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين وسط كلام لمصادر اميركية مجهولة تتمنى تراجع لبنان عن مطالبه وشروطه وملاحظاته على مسدوة اقتراح هوكشتاين، الذي من المفترض ان يكون قد سلّم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه، ما يوجي بأن التفاوض مستمر حول المسائل التقنية. وعلمت «اللواء» ان بو صعب على تواصل دائم مع الوسيط الاميركي لمناقشة الوضع، حيث تبين ان الكيان الاسرائيلي متحفظ على نقطتين فقط من مسودة الاتفاق، هماعلى الارجح التمسك بخط العوامات الذي وضعته اسرائيل لأسباب امنية حسب ما تدعي، وموضوع اتفاقها مع شركة توتال على نصيبها من الارباح من حقل قانا او الحقول الاخرى المختلف عليها. وفي الكيان الاسرائيلي استمر دفق التسريبات غير الرسمية، حيث ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، «أن المفاوضات بشأن الترسيم لا تزال متواصلة بين الطرفين عبر الوسيط الأميركي في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين. وقالت الإذاعة: إن إدارة الرئيس بايدن تمارس ضغوطاً على لبنان للتراجع عن جزء من مطالبه الأخيرة، مضيفة أن الوسيط الأميركي على اتصال مع الطرفين الإسرائيلي واللبناني، فيما وصف مسؤول إسرائيلي الوضع بأنه بمثابة «محاولة لمدّ المباحثات بالتنفس الاصطناعي». ونقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن مسؤول سياسي كبير في تل أبيب قوله: أن الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق تضمنت «تغييرات جوهرية وجديدة»، موضحا ان اسرائيل ليست مستعدة لقبولها. كما نقل الموقع عن عضو بارز في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قوله: إنّ المحادثات بين اسرائيل ولبنان على الحدود البحرية وصلت إلى نقطة حرجة لكن الإدارة الأميركية تعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق.الفجوات ضاقت وهناك التزام بالتوصل إلى اتفاق، ونعتقد أنه يمكن التوصل إلى التسوية المطلوبة. ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإنّ المشكلة ترتبطُ بـ«خط العوامات» الذي تعتبره اسرائيل مهماً جداً للغاية بالنسبة لها لأسباب أمنية. وقال ليئور شيلات مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية، امس الجمعة لموقع «واللا»، إن أرباح الغاز الطبيعي من الخزان الواقع في منطقة الخلاف مع لبنان تقدر بحوالي 3 مليارات دولار، أنه من المفترض أن تحصل تل أبيب على نسبة 17% فقط. وأوضح الموقع أن أرباح هذا الموقع أو خزان الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ستقسم بين شركة «توتال» الفرنسية ولبنان وإسرائيل، وأنه سبق وقدرت أرباحه بما يزيد عن 20 مليار دولار في السابق بحسب ما نشرت في وسائل الإعلام. وفي السياق، أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، بأن «المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل». وأشارت إلى أن «التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ». لكن الخارجية الاميركية اشارت في بيان لها إلى ان واشنطن ستواصل العمل مع لبنان واسرائيل لحل الخلافات القائمة، ونعتقد ان اتفاقاً بين الطرفين بشأن ترسيم الحدود البحرية لا يزال ممكناً.

تعاميم المركزي

مصرفياً، اصدر البنك المركزي سلسلة من تعاميم تتعلق بالفواتير المخصصة لاستيراد القمح والادوية والحليب والمستلزمات الطبية والنفط. فقد اصدر مصرف لبنان تعميماً في شأن استيراد المحروقات طلب فيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المصارف استثنائياً اخذ موافقة من مصرف لبنان مسبقا على فتح الاعتمادات او دفع الفواتير المخصصة لاستيراد المشتقات النفطية (بنزين، مازوت، غاز) على ان يتم لاحقاً تزويد مديرية القطع والعمليات الخارجية لدى مصرف لبنان بالفاتورة النهائية ووثيقة الشحن ومحضر التفريغ. وأصدر تعميماً حول استيراد الادوية والمستلزمات الطبية. وعلى صعيد اضراب المصارف، التي اقفلت امس إلى «اجل غير مسمى» حسب مصدر مصرفي مكتفية بخدمة الصراف الالي. وكشف المصدر المصرفي في السياق، عن اجتماع ستعقده جمعية المصارف الاسبوع المقبل عقب العطلة الرسمية في مناسبة عيد المولد النبوي والتي تصادف يوم الاثنين 10 الجاري، على ان تبحث في خلاله ما اذا كانت ستمضي في قرار الاقفال ام ستعدل عنه، وذلك في ضوء المستجدات والحيثيات التي ستتوفر لها.

119 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 119 اصابة جديدة بفايروس كورونا ةحالة وفاة واحدة، ليرتفع عدد الاصابات إلى 1216638 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

عون نعى "التأليف"... ودريان حذّر من "الفراغَين"

واشنطن مصمّمة على "الترسيم" وباريس تحضّ لبنان على "الصبر"

نداء الوطن...بعدما وضعت إسرائيل مفاوضات الترسيم الحدودي البحري على صفيح ساخن مشحون بأجوائها الانتخابية المحمومة، تواصلت خلال الساعات الأخيرة التسريبات الإسرائيلية لتسعير وهج التحدي للبنان، مؤكدةً غداة الإعلان عن رفض تل أبيب التعديلات اللبنانية على مسودة اتفاقية الترسيم "الاستعداد لإجراء اختبار على ضخ الغاز من حقل كاريش قريباً جداً وربما بداية الأسبوع المقبل". وعلى المقلب الآخر، بانتظار إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المرتقبة، تولى الوكيل الشرعي العام للسيد علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك الرد المبدئي على التهديدات الإسرائيلية، معرباً أمس عن استعداد "حزب الله" لخوض الحرب، وقال: "ردنا واضح لا استخراج من كاريش قبل تحقيق مطالب لبنان... نحن لا نريد حرباً لكن إذا فرضت فإننا أهلها". وبمعزل عن أجواء التهديد والوعيد المتبادلة، أبدت وزارة الخارجية الأميركية مساءً اعتقادها بأنّ "التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكناً"، وذلك بموازاة تلقي الجانب اللبناني ممثلاً بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الردّ الإسرائيلي الرسمي على الملاحظات اللبنانية عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. وكشفت مصادر مواكبة للملف لـ"نداء الوطن" أنّ "اتصالات وتدخلات خارجية متسارعة جرت خلال الساعات الماضية مع كل من لبنان وإسرائيل لخفض منسوب التوتر والسلبية بين الجانبين"، موضحةً أنّ "واشنطن أكدت بشكل واضح للمعنيين من الجانبين عزمها وتصميمها على إنجاز ملف الترسيم"، كما نقلت المصادر أنّ "تطمينات فرنسية وردت إلى المسؤولين اللبنانيين مفادها أنّ الكلام الإسرائيلي العالي السقف هو لأغراض انتخابية بحتة وأنّ الأمور ليست بالسوء الذي ظهرت عليه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمطلوب من لبنان في هذه المرحلة ضبط النفس والتحلّي بالصبر". وفي سياق متقاطع، أكدت مصادر لبنانية رسمية لـ"نداء الوطن" أنّ "الأجواء هدأت نوعاً ما وملف الترسيم لم يُقفل ولم ينتهِ بل يحتاج إلى مزيد من المشاورات لإنجاز بعض التفاصيل التقنية الدقيقة بالتشاور مع الوسيط الأميركي"، وأضافت": "قد يتأخر إنجاز اتفاق الترسيم بعض الوقت لكنّ أحداً ليس لديه مصلحة في "تطييره" خصوصاً وأنّ هناك رغبة أميركية حثيثة لإبرام هذا الاتفاق لما يحققه من استقرار في المنطقة"، مشددةً على أنّ "لبنان بصدد تدارس الرد الإسرائيلي بتمعّن، فإذا كان يمسّ جوهر الاتفاق الوارد في العرض الأميركي فإنّ ذلك سيستدعي عقد اجتماع على مستوى الرؤساء الثلاثة لتحديد الموقف، أما إذا كان الأمر متصلاً بتفاصيل تقنية معيّنة فسيصار إلى إحالتها إلى اللجنة التقنية لدراستها وإعداد التقرير اللازم بشأنها". ومقابل أجواء الترسيم التي أصبحت طاغية على أولويات السلطة، عادت حظوظ التأليف الحكومي إلى الوراء تحت وطأة إحكام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل قبضة شروطه على طاولة المشاورات الرئاسية، وقد بدا لافتاً في هذا الإطار الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية ميشال عون أمس أمام وفد جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، والذي بدا من خلاله كمن ينعى عملية تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء ولايته، إذ نقل المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري أنّ عون أبلغ زكي أنّ "الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس". وإذ رأت أوساط مواكبة للاتصالات الحكومية في كلام رئيس الجمهورية مؤشرات تدل على أنه "بات يميل إلى نسف جهود التأليف ما لم يقدّم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تنازلات إضافية تتماهى مع شروط باسيل الوزارية"، لفتت في المقابل إلى أنّ "ميقاتي أصبح يستشعر جدياً هذا الواقع وقد وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته بكركي الخميس في أجواء العراقيل والشروط التعجيزية التي يضعها رئيس "التيار الوطني" في طريق التأليف، ما ينذر بوجود نوايا مبيّتة تعمل عن سابق إصرار على تعطيل تشكيل الحكومة بموازاة العمل على عرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي". وأمس استرعى الانتباه تصويب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالته إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على مخاطر الشغور الرئاسي و"استسلام العاملين في الشأن العام للفراغ المفروض كما حصل في السابق من أجل الإرغام على الذهاب في النهاية باتجاه المرشح المعيّن"، وأضاف: "إنّ الذي يحصل مع الرئاسة، حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة، وكيف تدار دولة من دون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات؟ (...) هكذا، وبدلاً من فراغ واحد في الرئاسة، يصبح هناك فراغان، في الرئاسة وفي الحكومة"، معتبراً إنه إذا كان صحيحاً أنّ "عهد اللادولة بدأ، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ هناك من ينفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل".

ترقّب في بيروت لنتائج المفاوضات بعد رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... يسود الترقّب في بيروت حيال ما ستؤول إليه نتائج المفاوضات حول ترسيم الحدود، إثر الإعلان عن رفض إسرائيل للملاحظات التي وضعها لبنان، في وقت جدّد فيه «حزب الله» تصعيده وتلويحه بالحرب في موازاة الاستنفار الإسرائيلي. وقالت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تواصل بين الوسيط الأميركي آموس هوكستاين ونائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب للاطلاع على الملاحظات التي وضعها الإسرائيليون التي يمكن القول إنها تقنية قانونية أكثر منها خلافات جذرية، وما يمكن العمل عليه ضمن الوساطة الأميركية التي لم تنتهِ، لا سيما أن دور الوسيط يكمن عندما يكون هناك تباين بين الطرفين»، مضيفة: «نحن بانتظار تسلم الملاحظات خلال الساعات المقبلة». وبعدما وصف أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، المقترح الأميركي، بـ«الخطوة المهمة للغاية»، مشيراً إلى أن مهمة اتخاذ القرار هي من مسؤولية الدولة اللبنانية، عاد الحزب يوم أمس، وهدد على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة، «أن العدو لا يفهم بلغة الدبلوماسية، ومخطئ من يعتبر أن العدو يمكن أن يسلم بحقوق لبنان بمنطق التفاوض وحده، فالعدو لا يفهم إلا بمنطق القوة وهذا ما أثبتته كل التجارب الماضية». وقال: «نحن نثق بأنفسنا وبقوتنا، وجاهزون لكل الاحتمالات، وليس وارداً أن نسكت عن حقوقنا»، معتبراً أن «الموقف اللبناني الموحد المستند إلى معادلة المقاومة، جعل الإسرائيلي في حالة ارتباك، فلجأ إلى لغة التهديد والتهويل مجدداً». وأشار إلى أن «التهديدات الإسرائيلية التي سمعناها بالأمس ضد لبنان لا قيمة لها...»، واصفاً إياها بـ«الحرب النفسية على اللبنانيين لإخافتهم وإجبارهم على التراجع».

واشنطن غاضبة من لبنان وإسرائيل لكنها مصرة على إنجاز اتفاق الحدود

46 % من مؤيدي لبيد معه و55 % من أنصار نتنياهو يعارضونه

تل أبيب: «الشرق الأوسط»... في محاولة لسحب فتيل التوتر العسكري بين إسرائيل ولبنان من جراء الخلافات حول ترسيم الحدود البحرية، كثف الوسيط الأميركي آموس هوكستاين جهوده للتغلب على الأزمة والتقدم نحو اتفاق في الأيام المقبلة. وأكدت مصادر في البيت الأبيض أن هوكستاين يجري اتصالات حثيثة مع كل من بيروت وتل أبيب، وقد يعود إلى المنطقة لهذا الغرض. وبحسب مصادر إسرائيلية عليمة، فإن الإدارة الأميركية عبرت للطرفين عن غضبها من تصرفهما. وقالت هذه المصادر إن واشنطن فوجئت بالتحفظات اللبنانية على مسودة الاتفاق التي عرضها عليها هوكستاين، ومن الرفض الإسرائيلي الحاد لها وأبلغتهما بأنه ما كان يجب الخروج بتلك التصريحات من الطرفين، والتي أثارت التوتر وعرقلت الاتفاق، وأكدت رغبتها في رؤية تقدم جديد في المفاوضات. وإذا لم يكن ممكناً التوصل إلى اتفاق في عهد حكومة يائير لبيد، فإنها ترى في ذلك إضاعة فرصة ستؤدي إلى خسارة فادحة للبنان. ولذلك تسعى إلى إنجاز اتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، أو على الأقل التقدم نحو الاتفاق بشكل جدي. وقال البروفسور إيتان غلبواع، الباحث الكبير في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية، والخبير في الشؤون الأميركية، إن الإسرائيليين لا يفهمون معنى أن تقول لا للأميركيين بهذه الحدة والفظاظة. والأميركيون لا يستوعبون كيف يمكن للبنان وإسرائيل رفض مقترحات هوكستاين. وأضاف، في حديث إذاعي أمس الجمعة، أن «هوكستاين واحد من أهم خبراء الطاقة في العالم. وهو يهودي أميركي ولد في إسرائيل لوالدين أميركيين لكنه تمكن من الحظوة بثقة اللبنانيين وقناعتهم بأنه غير متحيز لإسرائيل. وكان واضحاً أنه قدم مقترحاً جدياً ومهنياً يستجيب لأهم المطالب من الطرفين. لكن واشنطن تفهم اليوم أن الخلافات حول الاتفاق نابعة من حدة الصراعات الحزبية الداخلية في كل من البلدين، عشية الانتخابات (البرلمانية في إسرائيل والرئاسية في لبنان)». والمعروف أن لبيد اضطر إلى رفض الملاحظات اللبنانية، ليس فقط لأنه لا يوافق عليها، بل بالأساس لأنه وضع نفسه في موضع الدفاع عن النفس في وجه اتهام خصمه الانتخابي بنيامين نتنياهو، الذي أظهره خنوعاً أمام تهديدات «حزب الله»، «بمجرد سماعه تصريحات حسن نصر الله بأنه سيقصف حقول الغاز الإسرائيلية تنازل عن السيادة على أرض إسرائيلية وأرباح بالمليارات». وحسب استطلاع رأي أجري لصالح «قناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، قال 29 في المائة من الإسرائيليين إنهم يعارضون الاتفاق المعلن مع لبنان بادعاء أنه سيئ لإسرائيل، فيما أيده 27 في المائة وقالوا إنه جيد لإسرائيل. واعتبر 44 في المائة أن الاتفاق ينطوي على إيجابيات وسلبيات بالنسبة لإسرائيل. كما اعتبر 49 في المائة من ناخبي الأحزاب المنضوية في معسكر لبيد إن للاتفاق إيجابيات وسلبيات، فيما أيده 46 في المائة من هؤلاء الناخبين. وعبر 55 في المائة من الناخبين المؤيدين لمعسكر نتنياهو عن معارضتهم للاتفاق. يذكر أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة الإسرائيلية «الكابينيت»، منح الخميس، تفويضاً للبيد، ووزير الدفاع، بيني غانتس، ورئيس الحكومة البديل، نفتالي بنيت، لاتخاذ القرارات لمواجهة تصعيد محتمل على الجبهة الشمالية مع لبنان دون الرجوع للكابنيت، في حال فشل التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. وأعلن غانتس إصدار تعليمات للجيش للتأهب لمواجهة حربية. لكن مصدراً أميركياً في واشنطن قال إن إمكانية التوصل لاتفاق بين البلدين ما زالت قائمة وفي «متناول اليد». فيما اعتبر مسؤولون أن التهديدات الإسرائيلية «جزء من المفاوضات»، حيث إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على الحدود مع لبنان منذ قيام «حزب الله» بإرسال ثلاث طائرات مسيرة للتصوير فوق حقل كاريش الإسرائيلي في عرض البحر قبل نحو أربعة شعور، وبالتالي لا حاجة لتعليمات جديدة. وأكدت مصادر في تل أبيب أن الخلافات الإسرائيلية - اللبنانية سطحية وقابلة للتسوية. ففي الموضوع المالي، تحصل إسرائيل على حصتها في بئر قانا من الشركة الفرنسية «توتال» التي ستعمل على استخراج الغاز. وحسب مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية، ليئور شيلات، فإن مجمل الأرباح المحتملة من حقل الغاز قانا سيكون 3 مليارات دولار فقط، وهي أرباح منخفضة بشكل كبير عن تقديرات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، وبينها صحيفة «ذي ماركر»، التي ذكرت أن الأرباح من الغاز المستخرج من هذا الحقل تصل إلى 20 مليار دولار. وحسب موقع «واللا» الإخباري، فإن «قسماً كبيراً من الوزراء فوجئوا لدى سماعهم هذا المبلغ، وقالوا إنهم اعتقدوا أن الأرباح أكبر من ذلك بكثير. فقال لهم شيلات إن الاتفاق الذي تجري بلورته مع شركة توتال، يقضي بأن تحصل إسرائيل على 17 في المائة، أي ما يعادل نصف مليار دولار». أما في قضية الحدود، فإن بالإمكان التوصل إلى حل معقول ينهي الأزمة ويمنع التسبب في حرب.

أميركا تؤكد أن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل «في متناول اليد»

المتحدث باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على تسوية الخلافات

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف... مع عودة «التعقيد» على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي قاد مفاوضاتها المنسق الرئاسي الأميركي الخاص أموس هوكستاين، قالت وزارة الخارجية الأميركية في رسالة رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعمل على حل الخلافات التي طرأت». وقال المتحدث باسمها نيد برايس في الرسالة، إن هوكستاين، على اتصال بالطرفين ويعمل على حل الخلافات العالقة مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية. وأكد برايس أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى حل، وتعتقد أن «التوصل إلى اتفاق دائم أمر ممكن وفي متناول اليد». وفيما بدا أن أجواء التفاؤل التي سادت في الأيام الأخيرة قد تراجعت نسبياً، عدت «التعقيدات» كأنها محاولة من خارج السياق، للتغطية، على الأقل من الجانب اللبناني، على التنازلات التي قدمها، خصوصاً على الالتزامات المتعلقة بالعائدات التي ستدفع لإسرائيل من حقل قانا، الأمر الذي يقيم عملياً «شراكة» اقتصادية بين البلدين. وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قالت الباحثة في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، حنين غدار، إن الصفقة أوشكت على الانتهاء رغم احتمال تأخيرها أو تعقّدها. فكلا الجانبين يريد الصفقة بطريقة أو بأخرى، وسيجدان حلاً وسطاً. وأضافت أن «حزب الله» سيحاول بالتأكيد أن يقدمها كنصر لإضفاء الشرعية على أسلحته واستثماره في السياسة اللبنانية الداخلية، خصوصاً في الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، رغم صعوبة ذلك، لكن قد ينجح في ذلك. وقالت إن الأمر يتوقف على التوقيت، «قبل مغادرة الرئيس عون القصر أو بعدها». ومع ذلك، فإن الموقف اللبناني الداخلي ليس لصالح «حزب الله»، حيث يعتقد الجميع أن لبنان قدّم تنازلات كبيرة، مثل الموافقة على منح إسرائيل تعويضات عن قانا (بشكل غير مباشر)، وينتقد كثيرون غياب الشفافية، لانعدام الثقة. ورغم أن ما جرى لا يعد «تطبيعاً» كاملاً، لكنه «شراكة اقتصادية بين لبنان وإسرائيل»، وهذا سيضعف خطاب الحرب والمقاومة، لأن الحزب وإسرائيل لديهما شهية أقل للحرب. وعن دور المجتمع الدولي في حض الطبقة السياسية اللبنانية على الإصلاح ومواجهة فسادها، قالت غدار: «هناك شيئان واضحان، الطبقة السياسية ليست مستعدة للإصلاحات، والمجتمع الدولي لا يتحرك بشكل كافٍ. يمكن لأوروبا أن تبدأ في فرض عقوبات على الشخصيات السياسية الفاسدة، ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل المزيد عبر عقوبات قانون (ماغنتسكي)». لكن يبدو أنه لا يوجد أحد مستعد للتصعيد في هذه المرحلة، وقد يكون السبب في تغير الأولويات الدولية. من ناحيته، قال طوني بدران، الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» بواشنطن، في حديث مع «الشرق الأوسط»: «بعد التعديلات التي طلبها لبنان أخيراً، ليس من الواضح إذا كانت إدارة بايدن ستكون قادرة على دفع الصفقة إلى الأمام»، أم لا. وأضاف أنه حتى بافتراض أن الصفقة ستتم، فلن يكون لها أي تأثير على الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، من المرجح أن تدفع الولايات المتحدة وفرنسا، باتجاه التعاون مع السعودية في مبادرات من هذا القبيل. ومن بين الأوهام العديدة التي تخبئها إدارة بايدن حول لبنان، كالاعتقاد بأن ما يسمى «الرئاسة اللبنانية» يهم أي شخص، ناهيك بالمصالح الأميركية، هو من بين أكثر الأشياء سخافة. الشيء الوحيد الذي له مغزى في لبنان هو «حزب الله» الذي يدير المكان كله. وقال بدران إن هناك تناقضاً متأصلاً في الموقف العام للولايات المتحدة وفرنسا الذي يطالب الأوليغارشية اللبنانية الفاسدة بقيادة «حزب الله»، بإصلاح النظام، حتى مع استثمار واشنطن وباريس فيه. الآن، وبعد أن عملت الولايات المتحدة على منح الأوليغارشية اللبنانية المنطقة البحرية المتنازع عليها بالكامل، مع الاستثمار اللاحق من قبل شركة «توتال» الفرنسية، لن يواجه هؤلاء القادة مشكلة في إضاعة ثلاث سنوات إضافية أو أكثر للحصول على عائدات محتملة من موارد الطاقة البحرية.

العدو يستعدّ لتفعيل حقل كاريش «قريباً جداً»...

الاخبار... أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، قبل قليل، بأن «المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل». وأضافت أنه «عقب الجلسة التي عقدها (أمس) المجلس الوزاري المُصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، تقرر أن تفعيل المنصّة بناءً على اعتبارات عملية - ومن دون أي علاقة بتهديدات (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله». وأشارت إلى أن «التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ».

محللون: إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان

المصدر: النهار العربي.... رأى المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية الصادرة، اليوم الجمعة، أنّ إيعاز وزير الدفاع بيني غانتس للجيش بالاستعداد لتصعيد محتمل مع "حزب الله"، في أعقاب رفض إسرائيل ملاحظات لبنان بشأن مسودة ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، يأتي "في إطار المفاوضات" ومن أجل "حصول إسرائيل على اتفاق أفضل". وأشار المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع، إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن بحاجة إلى إعلان غانتس "فقد وضع الجيش إنذاراً إستراتيجياً بشأن احتمال التدهور إلى حرب في الشمال منذ أربعة أشهر، إثر تقدم المفاوضات مقابل لبنان حول منصات الغاز، وهو في حالة تأهب مرتفعة في مجمل الأجهزة ذات العلاقة، الاستخبارات وسلاح الجو وسلاح البحرية وقيادة المنطقة الشمالية، منذ فترة طويلة، ولم يتم رفع حالة التأهب هذه أمس في أعقاب الإعلان". وأضاف يهوشع أنه "بالإمكان النظر إلى هذا الإعلان كأمر برفع آخر للتأهب استعداداً لمواجهة محتملة مع "حزب الله، ولكنه أيضاً جزء من المفاوضات التي تجريها إسرائيل من أجل الحصول على اتفاق أفضل، والتلميح للجانب الآخر بالطبع، عن الجهوزية لاحتمال خطوة هجومية من جانبه". ولفت يهوشع إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، تغيب بشكل غير مألوف أمس عن مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى في حرب تشرين أول (أكتوبر) العام 1973، وأنه تواجد في مداولات تقييم الوضع بشأن التطورات مع لبنان وسبل العمل حيالها. لكنه أضاف أنه "ليس من المتوقع حدوث تدهور أمني في الوقت والقريب، إذ أبلغ الجيش رؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل بمواصلة الحفاظ على مجرى الحياة الاعتيادية وأنه لا توجد تعليمات جديدة" مع اقتراب عيد المظلة اليهودي، الذي يبدأ بعد غد ويستمر لأسبوع كامل ويتوقع أن يتنزه عشرات آلاف الإسرائيليين في المنطقة الشمالية. وبحسب يهوشع، فإن "المشكلة الإسرائيلية هي أن المبادرة انتقلت بكاملها إلى الجانب الآخر، وإسرائيل تطلع كل صباح بواسطة الصحافة اللبنانية على مدى تشدد الموقف حيال الشروط، وكذلك في موضوع المبادرة العسكرية الموجودة بيد حزب الله، الذي من شأنه أن يقرر إذا كان، ومتى، وبأي شكل سيرد وينفذ تهديداته". من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إلى أنه في أعقاب تقديم الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مسودة الاتفاق، قبل أسبوع، كانت الأمور تبدو مختلفة، وردود الفعل في كلا الجانبين إيجابية. لكن عندها "بدأت الأمور تتعقد". فقد هاجم زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو الحكومة بشدة بادعاء "استسلامها للبنان وحزب الله". وأضاف أن "رئيس الحكومة يائير لابيد، بات متوتراً على ما يبدو، واستدرج إلى سجال لا ضرورة له مع حزب الليكود. وبدلاً من محاولة إزالة الخلافات، بالغ لابيد ومستشاروه في وصف الاتفاق بأنه إستراتيجي، وتشبيهه باتفاقيات أبراهام، ومناكفة نتنياهو بأنه لم ينجح طوال عشر سنوات في تحقيق ما حققه لابيد خلال شهرين". وتابع هرئيل أن الحكومة الإسرائيلية تعاملت مع مسودة الاتفاق "ببرودة أعصاب وموضوعية، وقررت تقديم تنازلات مالية بهدف إخراج حقول الغاز وسحب ذريعة مركزية لتصعيد محتمل من حزب الله. إلا أن الصفقة لم تُبرم حتى النهاية، لا داخليا ولا خارجيا. واتضح للابيد وغانتس أن عملية المصادقة على الاتفاق قد تطول أكثر مما اعتقدا وأنه لا يزال بإمكان معارضيهما عرقلة الاتفاق بواسطة تقديم التماسات إلى المحكمة العليا". ورأى أنه "على هذه الخلفية تراجعت الحكومة، أو أنها تظاهرت بأنها انسحبت من الاتفاق". وأشار هرئيل إلى أنه فيما وصف لابيد الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق بأنها "جوهرية" ورفضها، رأت الإدارة الأميركية أنها ملاحظات صغيرة. وفي ما يتعلق بإعلان إسرائيل عن بدء استخراج الغاز من منصة كاريش عندما يكون ذلك ممكناً من الناحية التقنية، لفت هرئيل إلى أن هذا متعلق بتعاون من جانب صاحبة الامتياز لاستخراجه، وهي شركة "إنرجيان" البريطانية – اليونانية. وأضاف: "تبقى أن نرى إذا كان لابيد سينجح في إقناع رؤساء الشركة بإرسال عامليها إلى كاريش في حال استأنف حزب الله تهديداته باستهداف المنصة". وبحسب المحلل الاسرائيلي "يبدو حاليا أن احتمالات توقيع الاتفاق والمصادقة عليه قبل انتخابات الكنيست (مطلع الشهر المقبل) تراجعت بشكل كبير. ومن السابق لأوانه التحدث عن حرب، فهذه لا تبدو كمصلحة لأي من الجانبين، لكن لا شك في أن مستوى التوتر ارتفع والجيش الإسرائيلي يستعد بجدية لاحتمال استفزاز آخر من جانب حزب الله قرب المنصة". من جانبه، رجح المحلل العسكري في "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، أن الإدارة الأميركية وجهات أخرى ستبذل جهدا في الأيام القريبة المقبلة من أجل إنقاذ الاتفاق، وأن ثمة سببين ملحين لذلك. الأول يتعلق بـ"الفوضى السياسية" في إسرائيل، إذ ليس واضحا متى وكيف ستنتهي جولات الانتخابات، وكذلك في لبنان، حيث ليس واضحا إذا كانت ومتى ستنجح بانتخاب خلفا للرئيس ميشال عون. والسبب الثاني أمني، ويتعلق بالتخوف من أن عدم وجود اتفاق سيقود لتصعيد عسكري. واعتبر ليمور أن إعلان غانتس، أمس، يهدف إلى "إرسال رسالة ردع للبنان ولحزب الله بأن إسرائيل لا تخشى الحرب". وتوقع أن يرد أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله على ذلك قريبا، وأن يقوم "بتحدي الأعصاب الإسرائيلية بطرق مختلفة، بدءا بالكلمات وانتهاء بإطلاق مسيّرات وصواريخ". وأشار إلى أنه "قد يكون لهكذا خطوات تبعات سلبية. ورغم أنه يوجد توازن رعب بين الجانبين وكلاهما ليسا معنيين بحرب، لكن في الواقع فإنّ إسرائيل ولبنان يلعبان لعبة من يتراجع أولاً، وهي قابلة للاشتعال، وقد تكون لها تبعات أوسع بكثير من حقول الغاز في البحر المتوسط".

لبنان يرفض التعديل: حقّنا ثمن الاستقرار

الاخبار.... في وقت هدأ «القصف» السياسي الإسرائيلي على مشروع اتفاق الترسيم البحري مع لبنان، تسلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين رسالة تتضمن الملاحظات الإسرائيلية على المسودة وتعليقات العدو على التعديلات اللبنانية المقترحة، وسط مناخات في بيروت لا توحي بوجود عقبات كبيرة، مقابل انشغال العدو بانعكاسات موقفه من المطالب اللبنانية على الجمهور الإسرائيلي. وفيما أعلن الرئيس نبيه بري أن لبنان غير معني بكل السجال الإسرائيلي المتعلق بالانتخابات، شدّد مصدر رسمي على أن ليس للبنان ما يقدمه من تنازلات، وهو الموقف الذي نقله زوار الرئيس ميشال عون عنه أمس، وفيه أن لبنان «يقف على أرض ثابتة، وقال ما لديه عن وعي وعلم، وأن الرد على آخر رسالة من هوكشتين سيكون واضحاً وقريباً جداً». ‏بينما أعلن عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه «لن يكون هناك استخراج من كاريش قبل تحقيق مطالب لبنان». وقال المصدر إن الجميع، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يعرفون أنه لا يمكن التسويف والمماطلة في الملف أكثر مما حصل حتى الآن. كما يعرفون أن لبنان لا يهتم بالتهديدات الصادرة عن قادة العدو السياسيين والعسكريين. وأن المعادلة واضحة وبسيطة: الاستقرار ثمنه حصول لبنان على كامل حقوقه. وتحدث المصدر عن مساع أميركية للعمل على صياغات مختلفة للبنود الواردة في المسودة، مشدداً على أن أي محاولة جديدة لإطاحة تعديلات لبنان ستواجه بالرفض، خصوصاً المسألتين اللتين تتعلقان بخط الطفافات حيث يصر لبنان أنه لا صفة قانونية لهذا الخط لا الآن ولا لاحقاً، وأن ما يجري هو ترسيم لحدود المناطق الاقتصادية وليس للحدود بين طرفين، كما أن للبنان الحق الكامل في العمل في حقل قانا وغيره من دون انتظار موافقة مسبقة من العدو بحجة أن إسرائيل تريد اتفاقاً مع شركات التنقيب. وعلمت «الأخبار» من مصادر بارزة أن الفرنسيين دخلوا على الخط بعد التصعيد الإسرائيلي. ونقل الجانب الفرنسي رسالة عبرَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن «إسرائيل لا تنوي التصعيد». وقالت المصادر إن «الأميركيين يقفون وراء الموقف الإسرائيلي لا سيما في النقطة المتعلقة بالتعويض المالي، فالولايات المتحدة هي وراء فكرة التعويض لمساعدة حكومة لابيد على مواجهة الحملة التي يتعرض لها قبل الانتخابات الإسرائيلية»، والإصرار على كلمة تعويض «يهدف إلى تصوير كأن إسرائيل نجحت في انتزاع إقرار لبناني بأحقيتها في حقل قانا».

ضغط أميركي ـــ فرنسي لإحياء اتفاق الترسيم... واليومان القادمان «حاسمان»

الاخبار.. أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، بأن الولايات المتحدة تضغط لإعادة إحياء اتفاق الترسيم البحري، مشيرةً إلى تأييد المؤسسة الأمنية والعسكرية المضي في الاتفاق، وتقديرها أن المقاومة ستردّ في حال البدء باستخراج الغاز من حقل «كاريش»، قبل إبرام الاتفاق بين الجانبين. وقالت قناة «كان» العبرية إن «اليومين القادمين حاسمين في محاولة إحياء الاتفاق من جديد»، مشيرةً إلى «ضغط أميركي كبير جداً» في الساعات الأخيرة، عقب الرّد الإسرائيلي السلبي على التعديلات التي طلبها لبنان على المسودة الأميركية. ولفتت «كان» إلى «انخفاض احتمالات» تمرير الاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية، حتى لو صادق عليه الطرفان بشكل فوري، لـ«أن المستشارة القضائية للحكومة تعتقد أنه يجب تمرير الاتفاق في الحكومة ووضعه خلال أسبوعين أمام الكنيست ومن ثم إعادته الى الحكومة والمصادقة عليه بشكل نهائي، وهكذا الوقت ينفد». وكشفت أن رئيس الحكومة البديل نفتالي بينت، فضّل خلال جلسة مجلس الوزراء المصغر «المصادقة على الاتفاق بعد الانتخابات إذا كان ذلك ممكناً من الناحية العملية»، ربطاً بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في نهاية تشرين الأول الجاري، مشيرةً إلى أنه «أحد أسباب اعتقاد الولايات المتحدة وإسرائيل وجهات في لبنان بأنه إما يحصل اتفاق في الأسبوعين القادمين أو لا يحصل أبداً». أما «قناة 12» الإسرائيلية، فقالت إن «الأميركيين والفرنسيين يضغطون بشكل كبير جداً على لبنان (...) ويبحثون عن طريق لإنزالهم عن الشجرة». وبشأن الجدال الدائر داخل إسرائيل، نقلت القناة عن مسؤول كبير جداً مطلع على تفاصيل الاتفاق، قوله: «نحن نريد بشدة وضع الاتفاق على طاولة الكنيست، وحينها سيرى الجميع أي إنجاز هائل لدولة إسرائيل وأي ترهات تحدث عنها نتنياهو». كما لفت القناة إلى أن «التقدير هذا المساء في إسرائيل أنه لا يزال ممكناً الوصول إلى اتفاق قبل الانتخابات، حالياً هذه مصلحة كل الأطراف». ووفق القناة أيضاً، فإن المؤسسة العسكرية والأمنية تؤيد التوقيع على الاتفاق مع لبنان. ونقلت عن رئيس الأركان، أفيف كوخافي، قوله خلال جلسة الأمس: «من ناحية الجيش الإسرائيلي الاتفاق يحافظ على المصالح الأمنية وعلى حرية العمل لإسرائيل». كما نقلت عن رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، قوله: «تقديري أن حسن نصر الله معني بالاتفاق ولا يريد معركة عسكرية مع إسرائيل حالياً». كذلك، نقلت عن وزير الحرب، بني غانتس، قوله: «يجب إنهاء الاتفاق قبل بداية استخراج الغاز (ويقصد كاريش)، الخطر الأمني كبير ويجب الدفاع عن هذا الاتفاق، فهو جيد». وأفادت القناة بأن تقدير المؤسسة العسكرية والأمنية الذي عرض على الوزراء، يقول: «إذا لم يحدث توقيع وفي المقابل إسرائيل بدأت في استخراج الغاز من كاريش كما تعهدت إسرائيل (...) نصر الله سيحاول تحدّي إسرائيل وتنفيذ عملية ردّ وربما ليست صغيرة». ونقلت القناة عن مصدر سياسي كبير، قوله: «إننا وصلنا إلى وضع حساس جداً وخطر جداً في الشمال».

سرقات كابلات أنفاق المطار «تتفاقم»... وحمية يُحذّر

الاخبار.. أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، اليوم، أن القدرة على تعويض السرقات في أنفاق المطار، باتت مكلفة جداً، محذراً من غرق الأنفاق بالمياه، والاضطرار إلى إقفالها وتحويل السير عنها. وقال حمية، في تصريح، إن «السرقات المتكررة التي تحصل داخل أنفاق المطار (نفق الكوكودي ونفق الأوزاعي) للكابلات الكهربائية، خصوصاً تلك المتعلقة بشفاطات المياه داخلها قد زادت عن حدها بشكل فاضح»، مضيفاً: «يجري العمل حالياً على تركيب كابلات جديدة في نفق الأوزاعي عوضاً عن تلك التي كانت قد سرقت سابقاً». وتابع: «ليلة البارحة فوجئنا وبعد أن حذرنا مراراً، بحدوث سرقة ضخمة للكابلات الكهربائية داخل نفق الكوكودي! بحيث أن حجمها يدلل على أن السارقين قد أخذوا وقتهم. وللعلم فقط، في كل مرّة كانت تحدث عملية سرقة لتلك الكابلات، كان يتم تركيب غيرها وسريعاً، على الرغم من أن ثمنها باهظ جداً». وأوضح أن «صرختنا نابعة من حرصنا على ألا تغرق الأنفاق بالمياه، وذلك حفاظاً على انسيابية المرور عبرها، لكن السرقات تتفاقم داخلها، والقدرة على تعويضها أصبحت مكلفة جداً»، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياتهم «قبل أن نجد أنفسنا مجبرين على إغلاقها، وتحويل السير عنها، مما سيؤدي حتماً إلى اختناقات مرورية كارثية»، وفق حمية.

مصارف لبنان تعود للإقفال بسبب استمرار الاقتحامات

مطالب بضوابط استثنائية ومحكمة خاصة بالقطاع

الشرق الاوسط.... بيروت: علي زين الدين... رغم تبريره التلقائي بتكرار حركة الاقتحامات، حفل الإقفال الجديد لكافة فروع المصارف في لبنان بالعديد من الالتباسات في توقيته وحيثياته، حيث جرى التداول إعلامياً بالقرار منتصف ليل الخميس - الجمعة، ومن دون صدور تعليمات مطابقة من قبل الإدارات المركزية للبنوك أو الارتكاز إلى تعميم رسمي يصدر عادة عن جمعية المصارف، ليتبين لاحقاً، وفق معلومات مصرفية، أنه حتى حاكمية البنك المركزي لم تتبلغ مسبقاً أي معطيات تتصل بالقرار. وتعكس هذه الوقائع، حسب مصرفيين كبار تواصلت معهم «الشرق الأوسط»، إمكانية توفر توصيات ذات خلفية أمنية بضرورة اتخاذ قرار الإقفال وتنفيذه فوراً، وقبيل عطلة نهاية الأسبوع التي ستمتد إلى صباح الثلاثاء المقبل بسبب مصادفة الإقفال الرسمي يوم الاثنين (عيد المولد النبوي الشريف)، مما يمنح المعنيين في وزارة الداخلية وجمعية المصارف مهلة لاتخاذ المزيد من التدابير التنظيمية والإجرائية الهادفة إلى احتواء الارتفاع المرتقب في موجات الاقتحامات. وريثما يحدد مجلس إدارة الجمعية الخطوات اللاحقة في اجتماع مرتقب خلال اليومين المقبلين، أكد المصرفي ومدير عام «فرست ناشونال بنك» نجيب سمعان، أنه لا مفر من معالجة أسباب هذه الظاهرة المؤذية للعملاء وللبنوك، على حد سواء. فاستخدام القوة من قبل بعض المودعين، يتم فعلياً على حساب حصص سحوبات مشروعة لسائر المودعين. وبالتالي فهو يؤدي إلى الإخلال بمبدأ التساوي في توزيعات السيولة اليومية على أصحاب الحقوق ووفق القواعد الاستثنائية المعتمدة في التعاميم الصادرة عن السلطة النقدية. وأشار سمعان إلى القناعة لدى إدارات المصارف، التي يتم التأكيد عليها في اجتماعات مجلس الإدارة والجمعية العمومية، بضرورة التعامل بإيجابية مع الحالات الإنسانية الخاصة والطارئة، التي توجب ضخ سيولة إضافية لبعض المودعين لأسباب مرضية أو تعليمية ملحة لا يمكن تأخيرها، إنما لا ينبغي القبول بتصرفات فردية، وتحت أي ذريعة كانت، تمس كرامات الموظفين والزبائن وتهديد سلامتهم، في حين أنه ليس بمقدور الموظفين مخالفة الانتظام وحسن التعامل مع جميع العملاء، وهم أيضاً يعانون، كما الزبائن، من وطأة الظروف العصيبة والتدهور النقدي والمعيشي المستمر بالتفاقم على مدى 3 سنوات متتالية. ويفرض هذا النوع من الأزمات الطارئة، حسب سمعان، البحث عن حلول مستدامة عبر معالجات واقعية ترتكز إلى مظلة قانونية تحمي حقوق الأطراف كافة، وضمن سقوف الإمكانات المتاحة. كذلك ينبغي الإقرار المسبق بأن تفهم العجز الواقعي للدولة وأجهزتها عن تأمين الحماية الأمنية الكافية لنحو 900 فرع مصرفي، يوازيه في الأهمية حرص الإدارات المصرفية على سلامة موظفيها وكياناتها والرفض التام لأي تدابير زجرية تصيب زبائنها. واستغرب سمعان التمادي بتأخير إقرار تشريع يحدد الضوابط الاستثنائية لإدارة الرساميل والسيولة والتحويلات، وبما يتوافق مع مضامين التعاميم التنظيمية الصادرة عن البنك المركزي، لا سيما منها الخاصة بحصص السحوبات الشهرية بالدولار النقدي وبالليرة، والتحويل من الحسابات المدولرة إلى الليرة بناء على طلب العميل. بالتوازي، تشكل المحكمة المصرفية الخاصة مطلباً حيوياً للبت في النزاعات الحاضرة أو المستقبلية التي تطرأ بين المؤسسات وأصحاب الحقوق من مساهمين ومودعين وسواهم. فهذه المرجعية القانونية التي يقترح سمعان اعتمادها على نسق «المحكمة الخاصة بالأسواق المالية»، تكتسب كامل مواصفات تشريع الضرورة الذي يتولى البت وفق قواعد قضاء العجلة في القضايا الطارئة، سواء بما يخص البنوك وزبائنها، أو ما يخص ملفات توظيفات المصارف التمويلية والاستثمارية، من بينها الجزء الأكبر من الودائع التي أودعتها البنوك كتوظيفات وشهادات إيداع واحتياطات لدى البنك المركزي وفي تمويل الدين العام للدولة. وفي صلب مهمات المحكمة الخاصة، النظر في النزاعات المتكونة بين الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والناتجة عن «الأعمال الخاصة بالقطاع المعني». وبموجب النص القانوني المعتمد في محكمة الأسواق المالية، الذي يمكن تكييفه مع مواد المحكمة المصرفية، ينظر رئيس المحكمة في طلبات اتخاذ التدابير المستعجلة دون التعرض لأصل الحق في كل المسائل الداخلة في دائرة اختصاص المحكمة الخاصة، ويكون القرار الصادر قابلاً للاعتراض أمام المحكمة خلال مهلة ثمانية أيام من تاريخ تبليغه، غير أن الاعتراض لا يوقف تنفيذ القرار ما لم تقرر المحكمة وقف التنفيذ بكفالة تحدد نوعها ومقدارها أو بدون كفالة. كما تفصل المحكمة في الاعتراض وفق الأصول المستعجلة. أما في الخلفية الواقعية، فقد سقطت صيغ متعددة ومتتابعة لمشاريع قوانين وضع ضوابط استثنائية على الرساميل والتحويلات (كابيتال كونترول) بسبب ثغرات وتباعد الرؤى في المنطلقات والتطبيقات، لتخلص النتيجة إلى ربط تشريعه النهائي بإقرار خطة التعافي المتكاملة بوصفه أحد الشروط القانونية التي يطلبها صندوق النقد الدولي. وتقر خطة الحكومة بوجوب فرض تدابير مؤقتة لإدارة تدفقات رأس المال. وعلى وجه الخصوص، ضرورة اعتماد تقييم لحدود سحب الودائع، على مستوى سيولة القطاع المالي تبعاً للتطورات المستقبلية بما يضمن إمكانية الالتزام بتلك الحدود بمرور الوقت. وسيختلف تطبيق هذه التدابير كما يلزم على مستوى المعاملات للحد من اضطراب نظام الدفع وضمان تنفيذ المعاملات الأساسية. كما تستلزم هذه القيود إعادة نظر وتقييم تبعاً لتطور الظروف، وسيكون تخفيفها التدريجي مرهوناً بتحسن ميزان المدفوعات والسلامة المالية للمصارف.

لبنان: النواب «التغييريون» لتجاوز خلافاتهم حول انتخابات الرئاسة

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.... يواجه التكتّل النيابي لـ«قوى التغيير» في لبنان مشكلة تتجاوز الاختلاف بين أعضائه حول مقاربتهم الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري، إلى التباين في اتخاذ القرارات، بعد أن تعذّر عليهم في الخلوة التي عقدوها التفاهم على صيغة لحسم الخلاف؛ لأن اتخاذها بالتوافق يؤدي إلى شل قدرتهم على تفعيل دورهم في التشريع، وصولاً إلى تعطيل ما هو مطلوب منهم على الصعيدين البرلماني والسياسي. وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصدر نيابي بارز في تكتل «قوى التغيير»، أن التكتل عقد، ليلة أول من أمس، اجتماعاً مطولاً انتهى إلى تأكيد الخلاف حول الآلية المطلوبة لاتخاذ القرارات بسبب إصرار بعض النواب على أن تُتخذ بالإجماع، في مقابل رأي آخر يتزعّمه العدد الأكبر من النواب يطالب باللجوء إلى التصويت في حال استعصى عليهم تأمين التوافق. وكشف المصدر النيابي أن الاجتماع لم يتطرق إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مع أن الخلاف حول التوصل إلى مقاربة موحّدة لا يزال قائماً. وقال إن النواب إبراهيم منيمنة وحليمة القعقور وسنتيا زرازير وفراس حمدان يقودون المعارضة داخل التكتل الرافضة للجوء إلى التصويت في اتخاذ القرارات، في حال تعذّر التوافق عليها، في مقابل النواب ملحم خلف وبولا يعقوبيان ووضّاح الصادق وياسين ياسين ورامي فنج ومارك ضو ونجاة صليبا عون وإلياس جرادة وميشال الدويهي الذين لا يرون مبرراً للجوء إلى التصويت في حال عدم تأمين الإجماع لاتخاذ القرارات. وتوقّف المصدر أمام مقاربة التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية، وأكد أن ترشيحه في دورة الانتخاب الأولى لسليم ميشال إده لم يكن لتفادي الخلاف بداخله فحسب، وإنما جاء بعد التوافق على اسمه، وأن خلف هو من اتصل به في وقت مبكر قبل موعد انعقاد الجلسة، وأبلغه بأن المعارضة اتخذت قرارها بترشيحه لرئاسة الجمهورية. وقال إن إده فوجئ بقرار ترشيحه ولم يكن يخطر في باله الترشح، واضطر لإصدار بيان فور انتهاء الجلسة شكر فيه من أيّده وأعلن عزوفه عن خوض الانتخابات، ورأى أن إده كان يعتقد أن المعارضة اتخذت قرارها بدعم ترشّحه إلى أن اكتشف أنه نال 11 صوتاً هي أصوات النواب المنتمين إلى تكتل «التغيير» الذين حضروا الجلسة والتي غاب عنها منيمنة ونجاة صليبا عون. وتطرّق إلى مقاربة التكتّل للاستحقاق الرئاسي، وقال إن عزوف إده عن الترشح بخلاف إرادته، كان وراء ترحيل الانقسام بين النواب الأعضاء في التكتل ولم يعد أمامهم من خيار سوى العودة إلى الأسماء الواردة في لائحة المرشحين التي أعدّها التكتل، وهم إضافة إلى صلاح حنين، ناصيف حتي، وزياد بارود، فيما تردّد أن لدى عدد من النواب رغبة في إضافة اسميْ نعمت أفرام وناجي أبو عاصي إلى اللائحة، وكريم إميل بيطار الذي اعتذر لاحقاً عن الترشح.

المفتي دريان: هناك إدارة خفية تنفرد بممارسة التعطيل

بيروت: «الشرق الأوسط»... تحدث مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن إدارة خفية تنفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل في لبنان، معتبراً أن معظم العاملين في الشأن العام يستسلمون للفراغ المفروض؛ من أجل الإرغام على الذهاب في النهاية باتجاه «المرشح المعين»، من هنا أكد ضرورة أن «يكون عندنا حكومة جديدة ورئيس جديد، أو يحكم الطرف إياه وحده مع المطبّلين والمزمّرين»، بحسب تعبيره. وفي رسالة وجّهها إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، رأى دريان أن «الذي يحصل مع الرئاسة حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة»، متسائلاً: «كيف تدار دولة من دون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات؟ ومنذ أشهر هناك تعذر لإقامة حكومة جديدة، والتشكيك في مشروعية الحكومة القائمة، أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها! وهكذا، وبدلاً من فراغ واحد في الرئاسة، يصبح هناك فراغان، في الرئاسة وفي الحكومة». وأضاف: «المواطنون الطيبون يعتبرون أنه بدأ عهد اللادولة. وهذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً أن هناك من ينفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل. نعم، هناك إدارة خفية. ونحن لا نرى خيراً ولا فائدة في الإدارة الخفية، فهي ما أسهمت في حل الأزمات التي كانت هي أحد أهم أسبابها، وهي تفعل ما تشاء دون أن تكون مسؤولة أمام الرأي العام؛ بل المسؤولون رسمياً هم الذين لا يملكون القيام بشيء في الحقيقة. فلندع هذه (الازدواجية المدمرة)، ولتكن عندنا حكومة جديدة ورئيس جديد، أو يحكم الطرف إياه وحده مع المطبلين والمزمرين، لكن ينبغي أن يكون مسؤولاً اليوم وغداً أمام اللبنانيين».

سويسرا تستضيف مؤتمراً أكاديمياً للحوار اللبناني لا علاقة له بالرئاسة

بيروت: «الشرق الأوسط»... فوجئت مصادر دبلوماسية عربية وأجنبية بلجوء بعض الأطراف اللبنانية إلى التعاطي مع استعداد سويسرا لاستضافة حلقة حوارية تشارك فيها قوى سياسية رئيسة وكأنها بداية لفتح حوار لإخراج إنجاز الاستحقاق الرئاسي من المأزق الذي يحاصره والذي يهدد في حال استمراره سقوط لبنان في شغور رئاسي، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه لا صحة لكل ما يشاع على هذا الصعيد، وإن الدعوة تأتي في سياق استضافتها لمؤتمر أكاديمي للحوار يُعقد سنوياً، وإن مسألة انتخاب رئيس للجمهورية في موعده ليست مُدرجة على جدول أعماله. وكشفت المصادر الدبلوماسية أن السفارة السويسرية بدأت تدرس توجيه الدعوات للمشاركة فيه، على أن تشمل ممثلين للقوى السياسية اللبنانية الرئيسة، وأن السفيرة السويسرية لدى لبنان ترغب باستضافتهم إلى مائدة العشاء التي تقيمها في دارة السفارة في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، وقالت إن المؤتمر الحواري يتسم بطابع أكاديمي لما لدى سويسرا من خبرة في تنظيم الحوارات السياسية، خصوصاً في البلدان التي تشهد نزاعات حول طبيعة الأنظمة التي تعتمدها وإمكانية تطويرها بما يستجيب لتطلعات شعوبها في دعواتهم للتغيير. ولفتت المصادر نفسها إلى أن بعض القوى أوقعت نفسها في التباس في تعاطيها مع دعوة سويسرا للحوار انطلاقاً من تلازمها مع وقوف لبنان على مشارف انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس وقالت إن الربط بينهما ليس في محله، خصوصاً أنه لم يسجل للسفيرة السويسرية قيامها بنشاط فوق العادة بخصوص ملف الرئاسة، إضافة إلى أن الأطراف المدعوة لم تتبلغ بجدول أعمال يتجاوز الحوار الأكاديمي. وأدرجت توافد الوفود إلى لبنان وآخرها وفد الجامعة العربية برئاسة الأمين العام المساعد حسام زكي في سياق استكشاف المواقف والدعوات لإتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده، وقالت إن الظروف ليست ناضجة حتى الساعة لدخول الدول المعنية بإنجازه على خط التواصل اللبناني الذي لا يزال خجولاً وتتحكم فيه موازين القوى المحلية التي تعوق انتخابه والتي لن تتبدل مع دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب لعقد جلسة ثانية في 13 الجاري، طالما أن الضبابية تسيطر على مواقف بعض الكتل النيابية ومعظم النواب الذين هم من خارج الاصطفافات السياسية. 



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..«مجموعة أوروبا» تعقد أول قمة وسط التهديد النووي..بايدن لا يستبعد لقاء بوتين في قمة العشرين..«الأوروبي» يفرض الحزمة الثامنة من العقوبات على روسيا..زيلينسكي يطلب مزيدا من الأسلحة.. وباريس تدرس تزويده بمدافع قيصر..البرلمان الروسي يلاحق سيارات «الهاربين» من التعبئة العسكرية.. مستشار بلينكن: بوتين يعرف العواقب الوخيمة لاستخدام «النووي».. بوتين «يحشد» قادة بلدان «الرابطة المستقلة» في عيد ميلاده.. الغرب يحوّل تايوان لمستودع أسلحة تحسباً لـ «غزو» صيني..كوريا الشمالية تطلق صاروخين جديدين وتحمل سيول وواشنطن المسؤولية..هل سيؤثر قرار «أوبك بلس» على اتجاهات الناخبين؟.. مجزرة الحضانة في تايلند: 35 قتيلاً معظمهم أطفال..

التالي

أخبار سوريا..إردوغان يجدد استعداده للقاء الأسد «في الوقت المناسب»..اجتماع مرتقب لوزيرَي الخارجية | أنقرة - دمشق: بوادر تقدّم..من وراء تعيين الجعفري سفيراً لأسد بموسكو ولماذا؟..القوات الأميركية تقتل 3 قياديين لـ«داعش» في سوريا خلال 24 ساعة..«التسويات» في السويداء مجدداً وسط انقسام حول جدية النظام السوري..تصعيد بري وجوي «غير مسبوق» شمال غربي سوريا.. إيران تنشئ مدرجات للطيران المسيّر قرب الحدود السورية ـ العراقية..


أخبار متعلّقة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,122,806

عدد الزوار: 7,660,592

المتواجدون الآن: 0