أخبار لبنان..إسرائيل لم تقرر بعد إطلاق عملية عسكرية موسعة ضد «حزب الله» بلبنان..حراك أميركي يسابق تهديد «حزب الله» بالردّ على اغتيال قيادي ميداني بارز..وإسرائيل تكشف عن معادلة «بيروت - حيفا»..10 قياديين بارزين في «حزب الله» حصيلة «الخطة الأمنية» الإسرائيلية بجنوب لبنان..بن غفير لنتنياهو: لا يرد على صواريخ حزب الله بعمليات جراحية..حراك أميركي - فرنسي - قطري لمنع الحرب يواكب تصاعد المواجهات في جنوب لبنان.. مسؤول في «فيلق القدس»: الحزب يمتلك مليون صاروخ..طبول الصِدام الكبير تقرع على جبهة جنوب لبنان..تعويض قتلى حزب الله يشعل عاصفة في لبنان.."لم نقرر الحرب"..«الحبتور» تلغي تدشين تلفزيون في لبنان بسبب تهديدات..

تاريخ الإضافة الخميس 13 حزيران 2024 - 4:01 ص    عدد الزيارات 407    التعليقات 0    القسم محلية

        


إسرائيل لم تقرر بعد إطلاق عملية عسكرية موسعة ضد «حزب الله» بلبنان..

تُفضّل مواصلة استهداف قيادييه..

بيروت: «الشرق الأوسط».. قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر بالجيش، إن الحكومة الإسرائيلية لم تقرر بعد إطلاق عملية عسكرية موسعة ضد «حزب الله» بلبنان، وإنها تُفضّل بدلاً من ذلك مواصلة تنفيذ عمليات قتل مستهدفة. وأبلغ مسؤولون في الجيش الصحيفة بأن الحكومة ستواصل توجيه ضربات تستهدف قادة كباراً بالجماعة، وكذلك مجمعاتها المركزية، حسبما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي». وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يتوقع رداً انتقامياً من «حزب الله» يصل إلى مدينة حيفا بشمال إسرائيل، مشيرة إلى أن مقتل القيادي طالب عبد الله، الملقب بأبو طالب، وقع أمس الثلاثاء، في قضاء صور بجنوب لبنان وليس في بيروت أو أي موقع استراتيجي آخر. وأطلق «حزب الله» اليوم عشرات القذائف الصاروخية على شمال إسرائيل، رداً على مقتل أبو طالب، مما أدى إلى اشتعال حرائق، وإطلاق صفارات الإنذار في أنحاء المنطقة.

حراك أميركي يسابق تهديد «حزب الله» بالردّ على اغتيال قيادي ميداني بارز..

أوسع مروحة نيران أطلقها «الحزب»..وإسرائيل تكشف عن معادلة «بيروت - حيفا»

بيروت: «الشرق الأوسط».. تتسابق الجهود الدبلوماسية لتطويق التصعيد في جنوب لبنان، مع أوسع مروحة نيران أطلقها «حزب الله» باتجاه شمال إسرائيل الأربعاء، رداً على اغتيال قيادي بارز فيه باستهداف منزل ببلدة جويا الواقعة شرق مدينة صور ليل الثلاثاء، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص نعاهم «الحزب»؛ بينهم طالب عبد الله، وهو أرفع قيادي تغتاله إسرائيل في جنوب لبنان منذ بدء الحرب. وجدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، دعواته إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان، وقال إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة سيكون له تأثير كبير في تخفيف التوترات. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في الدوحة إنه «ليس هناك شك لديّ في أن أفضل طريقة أيضاً للتمكن من التوصل إلى حل دبلوماسي للشمال مع لبنان، هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط». لكن «حزب الله»، في المقابل، توعّد بزيادة عملياته ضد إسرائيل. وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ«الحزب»، هاشم صفي الدين، في كلمة مقتضبة خلال تشييع القيادي طالب عبد الله في الضاحية الجنوبية ببيروت: «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت حينما يعتقد أن اغتيال القادة يضعف المقاومة، لكن التجربة أثبتت أنه كلما استشهد من القادة ازدادت المقاومة ثباتاً ورسوخاً». وتابع: «جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكماً ونوعاً، وسيرى العدو من هم إخوة وأبناء (أبي طالب)». وأضاف: «إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين، فليجهز نفسه للبكاء والعويل».

أحد كبار قادة «الحزب»

وأكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه شنّ الضربة على بلدة جويا التي أسفرت عن مقتل طالب عبد الله مع 3 آخرين، واصفاً إياه بأنه «أحد كبار قادة (حزب الله) في جنوب لبنان»، وأضاف الجيش الإسرائيلي أن اغتيال القيادي عبد الله نُفذ بواسطة طائرة مقاتلة ألقت قنبلة على غرفة القيادة التي كان عبد الله فيها إلى جانب مدير مكتبه وناشطين آخرين، وأنهم قُتلوا جميعهم. بينما نعى «حزب الله» بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء «الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبد الله» مع 3 مقاتلين آخرين، قبل أن ينعى مقاتلاً خامساً توفي متأثراً بجراحه بعد ظهر الأربعاء. وقضى الخمسة؛ وفق مصدر عسكري لبناني، في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل. وقال المصدر إن عبد الله هو «القيادي الأبرز» في صفوف «الحزب» الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من 8 أشهر. ورد «حزب الله» على مقتل عبد الله بوابل من الصواريخ أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل. وأعلن في بيانات متلاحقة قصف 3 قواعد عسكرية، موضحاً أنه قصف «مقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون، بعشرات صواريخ (الكاتيوشا) وقذائف ‏المدفعية»، كما قصف مقاتلوه مصنع ‌‏«بلاسان» للصناعات العسكرية المختص في «تدريع وحماية الآليات والمركبات لصالح جيش العدو في ‏مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، وأصابوه إصابة مباشرة»، كما قصفوا «مقر قيادة الفيلق ‏الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ (الكاتيوشا)»؛ وفق ما جاء في بيانات من «الحزب». وأعلن «الصندوق الدائم لإسرائيل (كيرين كييمت)»، الأربعاء، أنه اندلعت 4 مراكز حرائق في أحراش مختلفة في الجليل إثر سقوط صواريخ عدة أطلقها «حزب الله». ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل. وأعلن في بيانات عدة اعتراضه عدداً منها بينما سقطت غالبيتها في أراض مفتوحة وأدت إلى اشتعال حرائق. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مروحة النيران التي أطلقها «الحزب» هي «الكبرى في يوم واحد منذ بدء الحرب»، وشملت مناطق حيوية في القطاعين الشرقي والغربي.

معادلة بيروت - حيفا

غير أن تلك النيران لم تصل إلى حيفا، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي؛ الذي كشف عن معادلة غير معلنة، تتمثل في قصف حيفا في حال قصفت بيروت. وقال الجيش إنه لا يتوقع أن يرد «حزب الله» على الاغتيال بإطلاق النار على منطقة حيفا؛ «لأن الاغتيال وقع في مدينة صور وليس في بيروت أو في مكان استراتيجي أو مركزي آخر في الدولة». وشنّ الجيش الإسرائيلي إثر ذلك ضربات على جنوب لبنان، طالت منصتي إطلاق في يارون وحانين، و«بنى تحتية» في 4 مواقع تابعة لـ«حزب الله» استُهدف شمال إسرائيل منها، وفق البيان. وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بعدم الإبلاغ عن وقوع إصابات في شمال البلاد. وبعد الظهر، استُهدفت بلدات ياطر وطلوسة ومركبا وحولا بغارات جوية.

الجيش الأميركي يحث على خفض التصعيد مع زيادة التوتر بين إسرائيل ولبنان

واشنطن: «الشرق الأوسط».. حث الجيش الأميركي، اليوم (الأربعاء)، على خفض تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان، وقال إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أثار المسألة خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الثلاثاء، حسب وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في إفادة: «لا نريد أن نشهد صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً، ونريد أن نشهد خفض تصعيد التوتر في المنطقة». وأطلقت جماعة «حزب الله» اللبنانية أكبر عدد من الصواريخ تطلقه في يوم واحد منذ اندلاع الأعمال القتالية عبر الحدود قبل ثمانية أشهر، وذلك في إطار رد الجماعة، اليوم (الأربعاء)، على هجوم إسرائيلي تسبب في مقتل قائد ميداني كبير في «حزب الله».

10 قياديين بارزين في «حزب الله» حصيلة «الخطة الأمنية» الإسرائيلية بجنوب لبنان

لاحقتهم جواً خارج جغرافيا الميدان..وتحلل «داتا» الاتصالات والمسيّرات

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. يمضي الجيش الإسرائيلي في تطبيق استراتيجية «الحرب الأمنية» ضد «حزب الله»، منذ الأسبوع الثالث للحرب التي اندلعت في 8 أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، وتمكن خلالها من اغتيال نحو 10 قياديين لاحقتهم المسيّرات والغارات الجوية، بينهم قياديان من الصف الأول نعاهما «حزب الله» بصفة «الشهيد القائد»؛ هما وسام الطويل وطالب عبد الله. وأكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه قتل طالب عبد الله؛ القيادي الكبير في «حزب الله»، بالإضافة إلى 3 مقاتلين آخرين. ويبلغ طالب عبد الله من العمر 55 عاماً، ووصفه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، بأنه «صاحب القلب الشجاع، لم يكن يوماً في الصفوف الخلفية؛ بل كان على الدوام في مقدمة الميدان»، مشيراً في حديث إذاعي إلى أنه «عندما يرتقي من المقاومة قائدٌ شهيداً يحمل الراية قائد آخر ونواصل التقدم إلى الأمام». ولفت إلى أنه «كان في حرب (تموز/ يوليو) قائد محور بنت جبيل». وأضاف: «كان الشهيد يحرص في هذه الحرب على أن يكون مع المقاومين في الخطوط الأمامية، وكان المقاومون يرونه أمامهم في الجبهة، ويتابع على الأرض المجريات، وعلى مدى 8 أشهر كان يقود إخوانه على خط الحدود لتوجيه ضربات قاسية للعدو شلت جيشه وغيرت معادلات في الصراع مع هذا العدو».

تطبيق سياسة الاغتيالات

وبدأ الجيش الإسرائيلي تطبيق سياسة الاغتيالات بحق قياديين في «الحزب»، بعدما ضغطت الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل لمنعها من شن عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان، وهو ما لم تخفه وسائل إعلام إسرائيلية نقلت الأربعاء عن مصادر بالجيش أنه «لم يُتخذ قرار حتى الآن بشن هجوم واسع على (حزب الله)، ولذلك تقرّر اغتيال قيادات منه». واستطاعت الضغوط الأميركية بشكل أساسي، وضغوط أخرى فرنسية وأوروبية، ضبط المعركة ضمن مدى جغرافي محصور في 7 كيلومترات، لكنها «لم تمنع إطلاق يد إسرائيل لتنفيذ الاغتيالات في مدى أعمق»، وفق ما تقول مصادر لبنانية مواكبة لتطورات الميدان لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الاغتيالات في معظمها «نُفذت خارج إطار المدى الجغرافي الذي تدور فيه المعارك».

ملاحقات خارج الميدان

واعتمدت إسرائيل بشكل أساسي على سلاح الجو لملاحقة القياديين في «الحزب»، وطالتهم في مناطق تبعد مسافات تتراوح بين 10 كيلومترات و30 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وتقول مصادر ميدانية مواكبة لديناميات المعركة إن القيادات والعناصر التي تعرضت للاغتيال «توجد في المنطقة الحدودية وتتنقل بين الجبهة وقرى الجنوب، مما سهل رصدها وملاحقتها»، لافتة إلى أن معظم هؤلاء هم من القيادات الميدانية الذين «يوجدون على الجبهات الأمامية»، وبينهم طالب عبد الله الذي اغتيل بغارة جوية استهدفت منزلاً في بلدة جويا، شرق مدينة صور. وتمتلك إسرائيل بنك معلومات ضخماً عن معظم القيادات، وفق ما تقول المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن تل أبيب التي تمتلك قدرات تكنولوجية عالية «جمعتها منذ عام 2006 عبر تتبع إشارات الاتصالات، وعبر جمع بيانات من المسيّرات والطائرات التي لم تفارق سماء لبنان طوال 17 عاماً، مكنتها من جمع (داتا) عن منازل القيادات وسياراتهم والأشخاص الذين يتواصلون معهم». وتقول المصادر إن إسرائيل «تستخدم وسائل تقنية عالية للتجسس، والذكاء الاصطناعي لفرز المعلومات وتصنيفها، وبالتالي فإن أي انكشاف لأي عنصر سيعرض المجموعة التي يتواصل معها للانكشاف، مما يؤدي إلى ملاحقتها واغتيالها»، وذكّرت المصادر بما قاله الأمين العام لـ«الحزب» حسن نصر الله في وقت سابق بأن الهاتف هو «العميل الأول» في هذه المعركة.

10 قياديين بارزين

ويتصدر طالب ووسام الطويل لائحة القيادات في «الحزب» الذين اغتالتهم إسرائيل منذ بدء الحرب، وهما القياديان اللذان نعاهما الحزب بلقب «القائد»، بينما لم ينعَ آخرين بهذا اللقب. وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في وقت سابق صورة تجمع 9 قياديين في «الحزب» قال إن الجيش اغتالهم في جنوب لبنان. وفي حين لا يكشف «الحزب» عن مهام قيادييه، تقول إسرائيل إن وسام الطويل، كان «قائد (قوة الرضوان) التابعة لـ(الحزب)»، وتضم اللائحة آخرين في القوة نفسها اغتالتهم إسرائيل؛ بينهم: عباس محمد رعد، وهو نجل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» البرلمانية النائب محمد رعد، وعلي أحمد حسين (عباس جعفر) الذي كان قائد منطقة الحجير في القوة نفسها، وعلي محمد الدبس من القوة نفسها، ومحمد حسين شحوري الذي قالت إسرائيل إنه «قائد وحدة الصواريخ في القطاع الغربي لـ(قوة الرضوان)». كذلك، اغتالت إسرائيل إسماعيل يوسف باز، وقالت إنه «قائد القطاع الساحلي» في «حزب الله»، وعلي عبد الحسن نعيم، وهو «نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف» في «الحزب»، وحسن محمود صالح، «قائد الهجوم» في منطقة جبل دوف، وعلي حسين برجي، وهو «قائد منطقة جنوب لبنان من الوحدة الجوية» في «الحزب»، فضلاً عن حسن حسين سلامي، «القيادي في وحدة نصر». يذكر أنه وفق آخر إحصاء لمؤسسة «الدولية للمعلومات» اللبنانية، فقد بلغ عدد قتلى المواجهات في جنوب لبنان 444؛ منهم 334 من «حزب الله»؛ ضمنهم 15 من «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة للحزب، و18 من «حركة أمل»، و3 من «كشافة الرسالة» التابعة للحركة، و67 مدنياً، و5 من «الجماعة الإسلامية»، و3 صحافيين، و7 مسعفين، وواحد من الجيش اللبناني، وواحد من «الحزب السوري القومي الاجتماعي».

بن غفير لنتنياهو: لا يرد على صواريخ حزب الله بعمليات جراحية

دبي - العربية.نت.. لا يزال التوتر سيد الوقف جنوب لبنان، بعدما توعّدت جماعة حزب الله بزيادة "شدة وبأس وكم ونوع" عملياتها ضد إسرائيل، ورد الأخيرة بأنها مستعدة لمثل هذا السيناريو.

ينتقد نتنياهو

ورغم أن الطرفين لا يرغبا بتوسيع نطاق الحرب وفق مراقبين، إلا أن لوزير الأمن القومي الإسرائيلي رأي آخر. فقد هاجم إيتمار بن غفير رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن التطوارت على الجبهة الشمالية. ورأى في تغريدة عبر حسابه في X، أن نتنياهو ما زال يجري مشاورات أمنية، منتقداً عدم الرد عى أكثر من 200 صاروخ أطلقها حزب الله خلال الساعات الماضية. كما تابع قائلاً: "كل الاحترام لعملية الاغتيال في لبنان، لكن مئات الصواريخ لا يتم الرد عليها بعمليات جراحية"، في إشارة منه إلى عملية الاستهداف الإسرائيلية التي نفذت أمس على جنوب لبنان وأدت لمقتل 4 قادة من الحزب. وشدد على أن ممارسة رئيس الوزراء التي قالها إنها "مشينة"، والتي تمثلت في استبعاده من المناقشات الأمنية "أثبتت نفسه" في أحداث أكتوبر، في إشارة منه إلى نتنياهو. وقال: "نتنياهو – انتهت الأعذار.. أنت رئيس الوزراء، ولا يمكنك الاختباء خلف غانتس وآيزنكوت بعد الآن". أتت هذه التطورات بعدما توعد حزب الله بزيادة "شدة وبأس وكم ونوع" عملياته ضد إسرائيل، بعد عملية إسرائيليةى استهدفت 4 من قاداته بينهم القيادي طالب عبد الله. وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين في كلمة خلال تشييع عبدالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب الأربعاء، إن جواب الحزب بعد اغتيال "أبو طالب" هو أنه "سيزيد من عملياته شدة وبأساً وكماً ونوعاً"، وفق ما نقلت رويترز. فيما أفادت مصادر بالجيش الإسرائيلي أن الحكومة لم تقرر بعد إطلاق عملية عسكرية موسعة ضد حزب الله بلبنان، وأنها تفضل بدلاً من ذلك مواصلة تنفيذ عمليات قتل مستهدفة، وهي خطوة انتقدها بن غفير. كما أكد مسؤولون في الجيش أن الحكومة ستواصل توجيه ضربات تستهدف قادة كباراً بحزب الله وكذلك مجمعاته المركزية، حسب ما نقلت صحيفة "هآرتس". ولفتوا إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يتوقع رداً انتقامياً من حزب الله يصل إلى مدينة حيفا شمال إسرائيل، لأن استهداف "أبو طالب" وقع في قضاء صور جنوب لبنان وليس في بيروت أو أي موقع استراتيجي آخر.

أكثر من 200 صاروخ

يشار إلى أنه بوقت سابق اليوم، شن حزب الله عدة هجمات نحو الشمال الإسرائيلي. وأعلن في بيان، أنه أطلق رشقات صاروخية لا تتوقف تجاه شمال إسرائيل. فيما أوضح مراسل "العربية/الحدث" أنه تم إطلاق أكثر من 200 صاروخ من جنوب لبنان تجاه مناطق الشمال الإسرائيلي. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي أكد اغتيال 4 عناصر من حزب الله، رصد 90 قذيفة صاروخية أطلقت من الحدود اللبنانية. كما أوضح أن عدة حرائق اندلعت جراء سقوط تلك الصواريخ في مناطق مفتوحة. وأشار إلى اعتراض صواريخ فوق بحيرة طبريا شمال إسرائيل. أتى هذا التصعيد الميداني بعدما أدت غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قرية جويا الحدودية اللبنانية إلى مقتل 4 عناصر من حزب الله، بينهم القيادي طالب عبد الله. ويعتبر هذا القيادي الملقب بـ"أبو طالب" "الأعلى" الذي تستهدفه إسرائيل منذ بداية التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ أكثر من 8 أشهر على تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

حراك أميركي - فرنسي - قطري لمنع الحرب يواكب تصاعد المواجهات في جنوب لبنان

«حزب الله» يتعهد بزيادة عملياته «كماً ونوعاً» بعد مقتل أحد أرفع قادته

• مسؤول في «فيلق القدس»: الحزب يمتلك مليون صاروخ

الجريدة... بيروت - منير الربيع... في موازاة التصاعد التدريجي بوتيرة العمليات العسكرية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي، نشطت حركة الاتصالات في الكواليس السياسية والدبلوماسية الهادفة الى خفض التصعيد ومنع اندلاع حرب شاملة. وبحسب ما تكشف مصادر لبنانية على صلة بالمفاوضات الساعية لإرساء حل دبلوماسي يوقف مواجهات الجبهة الجنوبية، فقد شهدت الأيام الماضية تنسيقاً أميركياً قطرياً حول العمل على إيجاد آلية لتطبيق القرار 1701. وتقول المصادر: «قبل فترة زار مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين دولة قطر وبحث مع المسؤولين القطريين سبل المساعدة لمنع تفاقم الصراع بين حزب الله واسرائيل»، مضيفة: «انطلاقاً من هذا اللقاء بدأت دولة قطر تتحرك على خط التواصل مع لبنان في سبيل خفض التصعيد وتحضير الأرضية لإرساء اتفاق بعد وقف الحرب في غزة». وفق هذه المعطيات، فإن الحراك القطري على الساحة اللبنانية، سيكون وفق مسارين يلتقيان في النهاية، الأول هو مسار تطورات الوضع في الجنوب، والثاني هو المسار السياسي في سبيل الوصول الى تسوية تنتج رئيساً للجمهورية وتعيد تشكيل السلطة. من جهة أخرى، وفي إطار الاتصالات، فقد حصل اجتماع افتراضي بين هوكشتاين والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبحث في تطورات الوضع اللبناني، خصوصاً أن فرنسا تسعى لأن يكون لها دور أساسي في إرساء التهدئة في الجنوب، وبالملف الرئاسي. ويقول المصدر اللبناني إن «الفرنسيين تواصلوا مؤخراً مع الإسرائيليين في إطار العمل على إنجاح مبادرتهم، وان باريس تلقت اشارات من اسرائيل حول الاستعداد للوصول الى اتفاق دبلوماسي بدلاً من الحرب»، مضيفاً: أن «باريس وواشنطن ستواصلان العمل لمنع حصول انفجار كبير في جنوب لبنان ولعدم اندلاع حرب». في موازاة هذا الحراك المتجدد، ووجود قناعة بأن أي وقف للمواجهات مرتبط بوقف اطلاق النار في غزة، يراقب لبنان حيثيات التفاوض الذي تقوده الولايات المتحدة لإنجاح المبادرة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن. علماً بأنه ليس هناك قناعة لدى الكثير من اللبنانيين بتسهيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنضاج صفقة تؤدي الى وقف اطلاق النار، والتقديرات تشير الى أن نتنياهو قد يوافق فقط على المرحلة الأولى من خطة بايدن، التي تتلخص في إطلاق سراح الرهائن وبعدها سيستأنف الحرب، وهو ما ترفضه حركة حماس. ويشير أصحاب هذا الرأي الى خلافات كثيرة بين نتنياهو والإدارة الأميركية، وهو ما دفع واشنطن إلى فتح مسار للتفاوض الأحادي مع «حماس» حول إطلاق سراح الرهائن الأميركيين الخمسة، في مقابل استعداد واشنطن لإطلاق سراح خمسة موقوفين لديها من كبار داعمي «حماس» ومموليها، وذلك في مسعى لإنجاح مثل هذه الصفقة، في حال فشلت خطة بايدن. وأمام كل هذه الوقائع، تتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل، وبعد تكثيف الحزب لعملياته، نفذ الإسرائيليون عملية اغتيال شملت طالب سامي عبدالله الملقب بـ «أبو طالب»، وهو أحد أهم القادة العسكريين في الحزب الى جانب 3 قياديين آخرين هم حسين حميد وعلي صوفان ومحمد صبرا. والأبرز أن الإسرائيليين استهدفوا منزلاً في بلدة جويا يعقد فيه اجتماع بين أبوطالب الذي تردد انه قائد القطاع الاوسط في جنوب لبنان وعدد من الكوادر، علماً أن «حزب الله» كان قد اتخذ إجراءات وقائية في الفترة الماضية جعلت الإسرائيليين يستهدفون كوادر الحزب في السيارات أو على الدراجات النارية، لا سيما أن هذا النوع من الاجتماعات كان قد توقف بعد غارة بيت ياحون قبل أشهر والتي أدت الى مقتل خمسة من كوادر الحزب بينهم عباس محمد رعد نجل النائب محمد رعد رئيس كتلة «حزب الله» النيابية. وقالت وسائل اعلام نقلا عن مصادر امنية، ان دور أبوطالب لا يقل عن وسام الطويل الذي تردد انه قائد «قوة الرضوان» قوة النخبة في الحزب واغتالته اسرائيل بغارة على سيارته في خربة سلم. وبحسب القراءة اللبنانية للغارة الاسرائيلية على جويا واستهداف الكوادر، هناك اعتبار أن اسرائيل تسعى أولاً الى التعويض عن الضربات التي تلقتها، وثانياً استعادة منظومة الردع بعمليات الاغتيال، وثالثاً فمع أي زيادة للضغوط السياسية في سبيل الوصول الى هدنة أو وقف لإطلاق النار، يلجأ الإسرائيليون الى تكثيف عملياتهم العسكرية لتحقيق أهداف ولتدمير وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف الطرف المقابل ليقولوا إنهم فرضوا الاتفاق بتصعيدهم العسكري. وبالتالي يأتي هذا التصعيد في ظل المزيد من المساعي الأميركية لإنجاح الصفقة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ «حزب الله» هاشم صفي الدين خلال تشييع ابوطالب «سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكما ونوعا، ولينتظرنا العدو في الميدان». ورد الحزب على الضربة بإطلاق اكثر من 150 صاورخا امس باتجاه شمال اسرائيل، في حين نقلت مجلة فورين بوليسي عن مسؤول في «فيلق القدس» الإيراني قوله إن «حزب الله» يمتلك أكثر من مليون صاروخ من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة وصواريخ كاتيوشا معدلة لزيادة الدقة، وصواريخ مضادة للدبابات. وكانت تقديرات غربية أشارت الى امتلاك الحزب نحو 200 ألف صاروخ.

«فيلق القدس»: «حزب الله» يواجه إسرائيل بـ «مليون صاروخ»

ترسانة "حزب الله" تشمل صواريخ متنوعة

الراي... كشف مسؤول في «فيلق القدس» الإيراني، أن «حزب الله»، يمتلك أكثر من مليون صاروخ من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة و«كاتيوشا» معدلة لزيادة الدقة، إضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات. وقال المسؤول لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، إن «ترسانة حزب الله، تشمل طائرات من دون طيار انتحارية ومسيرات أخرى مزودة بصواريخ روسية الصنع تتيح شن هجمات جوية ضد إسرائيل». كما يتوفر الحزب على نوع من الصواريخ الإيرانية يطلق عليه «ألماس» مزود بكاميرا، ومستوحى من صاروخ «سبايك» الإسرائيلي، وهو ما يساهم في تغيير قواعد اللعبة حيث يجعل الحزب أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية على مواقع الإطلاق. من جهتها، تمتلك إسرائيل ترسانة أكبر بكثير من صواريخ جو - أرض تطلق من طائرات حربية مختلفة ومسيرات مسلحة.

«حزب الله»: لينتظرنا العدو في الميدان

الراي.. قال هاشم صفي الدين رئيس اللجنة التنفيذية في «حزب الله»، اليوم الأربعاء، إن الجماعة تتعهد بزيادة «شدة وبأس وكم ونوع» عملياتها ضد إسرائيل التي قتلت قياديا بارزا بحزب الله. وقال «إن جوابنا بعد استشهاد أبو طالب.. سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكما ونوعا ولينتظرنا (العدو) في الميدان»......

صواريخ «حزب الله» تطول طبريا ومصنعاً عسكرياً بعد اغتيال إسرائيل أحد قادته الكبار

طبول الصِدام الكبير تقرع على جبهة جنوب لبنان

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- 3 رسائل لـ «حزب الله» في «يوم الردّ» على اغتيال القائد البارز في صفوفه

- أكثر من 220 صاروخاً أطلقها «حزب الله» عشية اليوم 250 لحرب المشاغَلة

- التلويح باستهداف حيفا يفتح ملاجئها فهل تكون ركيزة الردع الجديد؟

- إدارة مساعي الحل في غزة صارت محكومة أكثر بحسابات منْع انفجار جبهة جنوب لبنان

- إيران تحذّر إسرائيل مجدداً من «البئر اللبنانية»

عشية اليوم 250 للحربِ المفتوحة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية تَدَحَرَجَتْ كرةُ النار على المقلبيْن في أوسع مواجهاتٍ وأكثرها ضراوة بدا معها الصِدامُ الكبيرُ أقرب من أي وقتٍ، في أقسى اختبارٍ لالتزام الطرفين منذ 8 أكتوبر بتبادُل الضربات، تارةً تحت عنوان استعادة الردع وطوراً تحت شعار «تحديثِ قواعد الاشتباك»، ولكن من دون مؤشراتٍ إلى إمكان الخروج في المدى المنظور عن قرارِ ضبْط النفس بإزاء أي ضغطٍ على زرّ التفجير الشامل الذي يبقى التهديدُ به رغم الموجة الأعتى من التصعيد أمس أقرب إلى «مناورة» قد لا ترى النور أبداً وإن كان تحوُّلها حقيقةً أمراً لا يصحّ إسقاطُه من الحسبان. ومن خلف الدخان الأكثر كثافة الذي لفّ جبهة الجنوب اللبناني على خلفية اغتيال إسرائيل القيادي الكبير في «حزب الله» وأرفع مسؤول يتم استهدافه منذ بدء حرب المشاغَلة، طالب سامي عبدالله (الحاج أبوطالب) في بلدة جويا الجنوبية (ومعه 3 عناصر ميدانيين)، وردّ الحزب بحزامٍ ناري غير مسبوق بأكثر من 220 صاروخاً (رقم قياسي في يوم واحد منذ انطلاق المواجهات) لفّ شمال إسرائيل وسدّد معها ضرباتٍ نوعيةً أبرزها ضد مصنع «بلاسان» للتصنيع العسكري والحربي في مستوطنة سعسع (الجليل الأعلى) لتبلغ «يده» للمرة الأولى طبريا (استهدف قاعدة عسكرية) قرب غور الأردن مع التلويح بـ «إصبعٍ على زنادِ» ضرب حيفا «قريباً»، تطايرتْ الأسئلة والمخاوف عما سيكون على جبهةٍ خَطَفَ التهابُها الأضواء عن المسار الشائك لاستيلاد «مقترح بايدن» حول غزة. ولم يكن عادياً على وقع هدير الحرب جنوباً، أن يتَكَرَّس واقعُ أن إدارة مساعي وقف «المحرقة» في غزة باتت محكومةً بحساباتِ «حرب لبنان» ومنْع انفجارها. وفيما كان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الأكثر تعبيراً عن هذا البُعد بتأكيده من الدوحة أن الاتفاق حول غزة «سيكون تأثيره هائلاً في خفض التوتر بين إسرائيل ولبنان»، معلناً «ليس هناك شك لدي في أن أفضل طريقة أيضاً لتمكين التوصل إلى حل ديبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط»، جاء على «الموجة نفسها» إعلان البنتاغون أن وزير الدفاع لويد أوستن ناقش في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت «الجهود المبذولة لتهدئة التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية»، وأن اوستن «عبّر عن المخاوف من التوتر على حدود لبنان».

«جاذبية السقوط»

ومع ابتعادِ الاتفاق حول غزة أو أقلّه عدم بروز إشاراتٍ إلى أنه وشيكٌ، تَعَزَّزَتْ المخاوفُ من مدى قدرة جبهة الجنوب على مقاومةِ «جاذبية السقوط» في الحرب الواسعة، ولا سيما بحال استمرّ الاستنزافُ في القطاع لِما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يُخشى لو فاز فيها دونالد ترمب أن «تذهب مع الريح» وساطة أموس هوكشتاين (موفد جو بايدن) التي تشكّل أحد العوامل «الكابحة» لمغامرةٍ إسرائيلية تجاه لبنان - إلى جانب «التوازن التدميري» القائم على المقلبين – باعتبار أنها قد تكون «سلّمَ النجاة» من اصطدامٍ باهظ التكلفة تتهيّبه تل أبيب ولا يريده «حزب الله» بالتأكيد. ورغم أن «حزب الله» قسا على إسرائيل باستهدافاته (نفّذ نحو 11 عملية في ساعات نهار أمس) التي تَسببت بأضرار مادية ومعنوية إلى جانب استنفار 21 فريق إطفاء و8 طائرات لإخماد الحرائق التي اندلعتْ جراء صواريخه، فإن مؤشرات عدة عكستْ تريثاً في «حرق المراكب» على جبهة الجنوب وتمديداً للعب على حافة الهاوية، وإن كان هامش المناورة عليها يضيق أكثر فأكثر، وسط تآكُل هيبة إسرائيل ونجاح «حزب الله» في تحويل شمالها أقرب إلى «حقل تجارب» ما يجعل تجرُّعها المزيد من «دفعات السمّ» بمثابة «موت بطيء»، في الوقت الذي فشل الحزب حتى الساعة في وقف الاغتيالات لقادة وكوادر فيه وفي فرْض معادلة «القائد بالقائد» لأن دون ذلك إضافة إلى المعطيات الاستخبارية والأمنية الفائقة الدقة إدراكاً بأن هذا سيكون شرارة حربِ «يا قاتل يا مقتول».

ومن هذه المؤشرات:

- إعلان مسؤولين في الجيش الإسرائيلي «أنهم لا يتوقعون رداً انتقامياً من حزب الله يصل إلى حيفا، لأن استهدافَ أبو طالب وقع في قضاء صور وليس في بيروت أو أي موقع إستراتيجي آخر»، مشيرين إلى «أن الحكومة لم تقرر بعد إطلاق عملية عسكرية موسعة ضد حزب الله، وأنها تفضل بدلاً من ذلك مواصلة تنفيذ عمليات قتْل مستهدَفة».

- دخول طهران مجدداً على خط التحذير، الذي بدا «موصولاً» لواشنطن، من أي حرب واسعة على لبنان، وفق ما عبّر عنه تكرار وزير الخارجية بالوكالة علي باقري كني أن «طهران لن تسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها في لبنان وننصحها بعدم السقوط من حفرة غزة إلى بئر لبنان».

حيفا والمعادلة الجديدة

ومن قلب غبار هذا الاحتدام، ارتسم سؤالٌ برسم الأيام المقبلة ومحوره: هل تكون حيفا (تبعد 40 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية) المعادلة الجديدة التي يقوم «حزب الله» من خلالها بمحاولة فرض ردْعٍ على إسرائيل عن المضيّ في استهداف قادته، علماً أن «ابو طالب» هو ثاني قيادي يَعترف الحزب بسقوطه بعد وسام طويل، وعكستْ المواقف التي صدرت في تشييعه ونعيه الدور الكبير الذي يضطلع به، واستطراداً هل ستسلّم تل أبيب بمثل هذه المعادلة أم تكون بمثابة «عود الثقاب» لإشعال الحرب الضروس. ولم يكن عابراً في هذا الإطار، أن يتداول ناشطون مؤيّدون لـ«حزب الله»، عبر قنوات «تليغرام» مؤيّدة للحزب، صورة لانفجار ضخم في حيفا مرفقة بتعليق: «حيفا قريباً». وقوبلت هذه الصورة بمخاوف في صفوف المستوطنين الذين وجدوا فيها تهديداً مباشراً من احتمال تعرّض المدينة للقصف، فقرّرت بلديّة حيفا فتح الملاجئ العامّة المحصّنة. وكان رئيس المكتب التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين توعّد في تشييع «ابو طالب» أمس في الضاحية الجنوبية بأنّه «سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكمّاً ونوعاً، ولينتظرنا العدو في الميدان»، معتبراً «أن العدو مازال على حماقته ولم يتعلّم من كلّ التجارب التي مضت حين يعتقد أنّ اغتيال القادة يضعف المقاومة لكنّ التجربة أثبتت أنّه كلما استشهد من القادة ازدادت المقاومة ثباتاً ورسوخاً»، ومضيفاً: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين فليجهّز نفسه للبكاء والعويل». ووصف نائب «حزب الله» حسن فضل الله «أبو طالب» بأنه «صاحب القلب الشجاع لم يكن يوماً في الصفوف الخلفية، بل كان على الدوام في مقدمة الميدان، وهو قائد لم يترك جبهة للمقاومة تعتب عليه، وكان في حرب يوليو 2006 قائد محور بنت جبيل الذي هُزم على أعتابه جيش العدو، وتعرفه المقامات ومدن سورية وقراها (...) وكان الشهيد يحرص في هذه الحرب أن يكون مع المقاومين في الخطوط الأمامية، وكان المقاومون يرونه أمامهم في الجبهة، ويتابع على الأرض المجريات، وعلى مدى ثمانية أشهر كان يقود إخوانه على خط الحدود لتوجيه ضربات قاسية للعدو شلت جيشه وغيرت معادلات في الصراع مع هذا العدو».

«ردّ كمي ونوعي»

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «القيادي في حزب الله طالب عبدالله قام بالتخطيط وتنفيذ العديد من الأعمال ضدّ (مواطني دولة إسرائيل)»، فإن مصادر بارزة في محور الممانعة قالت لـ «الراي» إن «الردّ الكمي والنوعي» الذي قام به «حزب الله» غداة اغتيال قائده الميداني انطوى على 3 رسائل دفعة واحدة هي:

ان «حزب الله» لن يتسامح مع الغدر الذي مارستْه إسرائيل باغتيال «ابو طالب» في بيته وخارج الميدان، وأنه في ضوء ما يضمره هذا السلوك من تصعيدٍ فإن الحزب اختار الرد بقسوة لإرغام تل أبيب على الانضباط تحت سقف قواعد الاشتباك المعمول بها، إذ سبق لإسرائيل أن استهدفتْ قادةً بمواقع مشابهة لمكانة «أبو طالب» ولكن في الميدان، كوسام الطويل ونجل عضو المجلس الجهادي في الحزب ورئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد، من دون أن يحظى الأمر بعاصفة من الردّ الواسع على غرار ما حدث أمس.

- ان الحزب يدرك أن إسرائيل اختارتْ في التعاطي مع جبهتها الشمالية منزلةً بين منزلتيْن في خضم المناقشات التي لم تُحسم حيال مجريات الحرب مع الحزب، أي الذهاب بالمواجهة إلى تصعيد أكبر من دون الانزلاق الى حرب واسعة، ولذا فإنه في عملياته غير المسبوقة أراد القول لتل أبيب إنه على استعداد للذهاب بعيداً وعلى نحو غير محدود حتى ولو استدعى الأمر صِداماً كبيراً.

- ان الحزب وَجَدَ في الضربة التي تلقّاها باغتيال قائده الميداني ومعه 3 آخَرين فرصةً لمزيدِ من إسناد المُفاوِض الحمساوي عبر تذخير موقفه بضغطٍ عسكري على إسرائيل لدفْعها الى القبول بردّ «حماس» على مقترح بايدن وخصوصاً بعدما كشفت المقاربات الدولية والإقليمية لِما يجري أخيراً أن رعاة التسوية عيْنهم على غزة ولكن قلبهم على جبهة لبنان. وكان «حزب الله» وسّع عملياته ضد إسرائيل مستهدفاً للمرة الأولى مصنعاً للتصنيع العسكري والحربي في مستوطنة سعسع، وهو ما اعتُبر ضربةً نوعية، في ضوء ما سبق أن نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل» عن أن مصنع «بلاسان» يعمل «بجهد أكبر من أي وقت، ويُكثّف من إنتاج صفائح الدروع الواقية للبدن التي تشتّد الحاجة إليها في أعقاب اندلاع معركة(طوفان الأقصى)، وهو المنتج الأساسي لشركة(بلاسان)عندما تأسست في عام 1985».

الدروع

ونقل عن نير خان، مدير التصميم في الشركة، إنّه تلقّى الأوامر من الجيش ووزارة الدفاع «وقالا إنّهما بحاجة إلى أكبر قدر، وفي أسرع وقت، من مجموعات الدروع المثبتة بمسامير للسترات الواقية من الرصاص للمركبات العسكرية، بالإضافة إلى توفير المصنع الآن خدمة قطع الغيار والصيانة، ضمن أنشطة لوجيستية قد تتأثر بشكل أو بآخر من استهداف المقاومة للمصنع». وفي «سيرة ذاتية» للمصنع، أنه في نهاية الألفية بدأ في حماية مركبات «الهامر» للجيش الذي كان يحتل جنوب لبنان، وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين «أصبحت الشركة تعمل مباشرةً مع الشركات المصنعة للمركبات المدرعة وغيرها داخل إسرائيل وخارجها، إلى جانب تصنيعها الدروع الواقية للبدن ومجموعات دروع المركبات للجيش الإسرائيلي». كما استهدف «حزب الله» بعشرات صواريخ «الكاتيوشا» مقر قيادة الفيلق ‏الشمالي في قاعدة عين زيتيم، والمقر الاحتياطي ‏للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في«عميعاد»، ومقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون، وغيرها من مواقع إسرائيلية. وترافقت اندفاعة الحزب مع تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية عكست ما يشبه «حال الاستنفار»، إذ أوردت أنه في ضوء الوضع الأمني فإن المحمية الطبيعية «ناحل عامود» البعيدة 25 كلم عن حدود لبنان سُتغلق، وأنّها المرّة الأولى تدوّي صفارات الإنذار في طبريا، ناقلةً أنّ الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكان أن يوجّه الحزب أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيّمة في عمق إسرائيل رداً على عملية جويا، طالباً من مستوطنات الجليل الأعلى إلى السكان البقاء في مناطق محمية.

حرائق في إسرائيل

وفيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن «الحرائق الناجمة عن إطلاق صواريخ من لبنان ألحقت أضراراً بمبانٍ في كاديتا وأخلينا مناز»، أفيد عن محاولات للسيطرة على عدة حرائق اندلعت في عين زيتيم وعميعاد نتيجة القصف الصاروخي لـ«حزب الله» وأن النيران تتوسع في صفد. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف منصات إطلاق صواريخ تابعة لـ«حزب الله» في ياطر وحانين، وسط تقارير عن استهداف سيارة بين بليدا وعيترون وعن غارة على أطراف زبقين، شيحين وقصف واسع وفوسفوري لبلدات جنوبية عدة.

قيادي حزب الله.. حماس تنعاه وفصائل عراقية تصفه برفيق سليماني

دبي- العربية.نت.. بعد الضربة الإسرائيلية المؤلمة التي تلقاها، ليل أمس الثلاثاء، في بلدية جويا جنوب لبنان، وإطلاقه أكثر من 160 صاروخا نحو الشمال الإسرائيلي، توعد حزب الله برد أكثر قوة وشدة انتقاماً لمقتل القيادي طالب عبد الله. فيما نعت حركة حماس القيادي القتيل، واصفة إياه بـ"الكبير"، ومؤكدة أنه شارك في معركة الفلسطينيين، حسب تعبيرها. كما اعتبرت في بيان اليوم الأربعاء، أن "تحرير القدس والأقصى يمر عبر تضافر جهود وتضحيات ودماء كافة القوى المقاومة العربية والإسلامية"، في إشارة إلى حزب الله وغيره من الفصائل المدعومة إيرانياً.

رفيق سليماني

بدورها، نعت "كتيبة سيد الشهداء"، وهي فصيل عراقي منضم ضمن ما يعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، القيادي "أبو طالب"، مؤكدة أنه كان "رفيقاً لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني" الذي اغتيل بدوره في غارة أميركية بالعراق مطلع يناير 2020. كان عبد الله الملقب بـ"أبو طالب" يتولى قيادة "وحدة النصر" في حزب الله، المسؤولة عن عملياته في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي مع إسرائيل وحتى نهر الليطاني، حسب معلومات العربية.نت. إلى ذلك، يعتبر هذا القيادي "الأعلى" الذي يقتل منذ بداية التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر على تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وإلى جانب "أبو طالب" قتل أمس أيضا في الغارة التي استهدفت منزلا في بلدة جويا، كل من القيادي محمد صبرا، وسليم صوفان (صاحب المنزل المستهدف)، فضلا عن حسين محمد حميد.

تعويض قتلى حزب الله يشعل عاصفة في لبنان.. "لم نقرر الحرب"

العربية نت...بيروت- جوني فخري.. في وقت لا تزال جبهة جنوب لبنان مشتعلة مع توسّع رقعة العمليات العسكرية المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، قررت الحكومة صرف مساعدة مالية بقيمة مليار و800 مليون ليرة لبنانية (حوالي مليون دولار) أي ما يعادل 20 ألف دولار لورثة قتلى حزب الله الواردة أسماؤهم في جدول، بعدما تقدموا بطلب رسمي للمساعدة لدى مجلس الجنوب. إلا أن القرار الحكومي أحدث انقساماً لدى اللبنانيين حول الأحقية في التعويضات، لاسيما أن حزب الله اتّخذ قرار الحرب مساندة لغزة، دون الرجوع إلى الحكومة أو مجلس النواب، فضلا عن الأزمة المالية والاقتصادية الحادة التي يمرّ بها البلد، حيث تعجز الدولة في بعض الأحيان عن توفير رواتب موظفيها بشكل منتظم. كما تساءل البعض حول مكان وتاريخ سقوط هؤلاء القتلى، في الجنوب أم في سوريا؟

فيما شن أنصار الحزب حملة تخوين على مواقع التواصل خاصة ضد حزب القوات اللبنانية.

"احتكر قرار الحرب والسلم"

لاسيما أن النائب عن حزب "القوات اللبنانية" غادة أيوب كانت تقدمت بسؤال إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر رئاسة مجلس النواب "حول مشروعية تأمين اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة لتغطية دفع المساعدات لبعض ورثة الشهداء نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية بعد 7/10/2023 دون تمييز بين مدني ومقاتل وبفعل قرار حرب لم تتخذه الحكومة اللبنانية". وأوضحت في تصريحات لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن الحكومة قررت التعويض عن ضحايا الحزب من احتياطي الموازنة في وقت أن حزب الله يحتكر قرار الحرب والسلم وقرر فتح جبهة الجنوب لمساندة غزة من دون الرجوع إلى الحكومة التي هو جزء منها". كما أضافت قائلة: "التعويض عن المدنيين حق مقدّس لا يُمكن المسّ به، لكن التعويض عن ضحايا تابعين لجهة حزبية أعلنت الحرب بقرار إيراني من دون الرجوع إلى الحكومة ومجلس النواب وفرضته علينا، أمر غير مقبول. فالشعب اللبناني يدفع ضرائب ورسوما للتعويض عن مقاتلي حزب الله في وقت اقتصادنا منهار وعناصر الجيش اللبناني لا يتقاضون رواتبهم بشكل منتظم". ونبّهت أيوب من تداعيات قرار الحكومة على لبنان خارجياً، متسائلة "كيف ستُبرر للمجتمع الدولي الأمر".

قرار بإجماع وزاري

من جهته، أكد مصدر حكومي لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن قرار الحكومة بالتعويض عن قتلى حزب الله اتّخذ بإجماع مجلس الوزراء في جلسته التي عُقدت أواخر الشهر الماضي بناءً على طلب من مجلس الجنوب (محسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري حليف حزب الله). كما أوضح أن الحكومة ستدفع لكل عائلة مبلغ 20 ألف دولار (من دون أن يُحدد موعد بدء الدفع)، وهناك لائحة أخرى تتحضّر سيتّخذ مجلس الوزراء قراراً بالتعويض عنهم (حوالي 200 مليار ليرة لبنانية".

إعفاء من الضرائب أيضا

إلى ذلك، وبالإضافة إلى التعويضات، يدرس مجلس النواب اقتراح قانون بإعفاء أبناء الجنوب من دفع رسوم وضرائب بسبب الحرب، وهو ما اعتبرته النائب أيوب "رشوة" من حزب الله على حساب الدولة لبيئته الممتعضة من استمرار الحرب وحجم الدمار والخسائر بالأرواح.

444 قتيلاً جنوب لبنان

وفي أحدث إحصاء للدولية للمعلومات عن ضحايا الحرب في الجنوب، بلغ عدد قتلى المواجهات جنوب لبنان 444 ، منهم 334 لحزب الله، من ضمنهم 15 من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة للحزب، 18 لحركة أمل حليفة حزب الله، 3 من كشافة الرسالة التابعة للحركة، 67 مدنياً، 5 للجماعة الإسلامية، 3 صحافيين، 7 مسعفين، واحد للجيش اللبناني وواحد للحزب السوري القومي الاجتماعي (حليف حزب الله). وأوضح الباحث في مؤسسة "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" "أن البرلمان أقرّ منذ سنوات قانوناً يساوي شهداء الجنوب مع شهداء الجيش اللبناني والتعويض عليهم مالياً، وقرار الحكومة بالتعويض عن قتلى حزب الله ودفع رواتب شهرية لعائلاتهم يأتي ضمن هذا القانون". كما أشار إلى "أن مبلغ الـ20 ألف دولار يأتي ضمن خانة "تعويض استشهاد"، ثم تتقاضى عائلات الضحايا رواتب شهرية مثل شهداء الجيش اللبناني، وما قامت به الحكومة أنها نفّذت القانون المعمول به في هذا الشأن".

هدم أكثر من 700 منزل

وحتى الآن، لا أرقام رسمية عن حجم الأضرار في الجنوب نتيجة الحرب، إلا أن بعض هذه الإحصاءات أشار إلى أن أكثر من 700 منزل مهدّم إضافة إلى أكثر من 10 آلاف متضرّر. يذكر أن قرار الحكومة الذي حمل الرقم 21 شمل التعويض عن 49 عائلة مقاتل في حزب الله قضوا بالحرب في الجنوب (كان حزب الله نعاهم في بيانات متتالية منذ بدء الحرب وحتى اليوم)، بالإضافة إلى 3 مدنيين من بينهم صحافيون قتلتهم إسرائيل.

من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين

الاخبار...ليس امراً عادياً ان يبقى اسم قائد كبير عرفه عشرات الآلاف من المقاتلين غير معروف لغالبيتهم حتى لحظة استشهاده. طالب عبد الله (ابو طالب) واحد من ابناء الجيل الاول، بدأ مسيرته مقاتلاً بخبرات محدودة، وتلقّى «أصول الميدان» مع مجموعة تعلّمت الكثير في مسيرة أمضى فيها كل حياته (من السادسة عشرة حتى استشهاده)، مقاتلاً ومخططاً ومدرباً ومعلماً وقائداً. لم يكن في حياته حدث خارج عالم المقاومة وميادينها. هو واحد من حفنة حفظت ذاكرة اربعة عقود من العمل المقاوم بكل اشكاله، من استخدام مسدس فردي، الى ادارة شبكة من احدث الاسلحة والصواريخ، وتعلمت الجمع بين التفكير الامني والعمل العسكري، وتمكنت من قراءة العدو وحفظه عن ظهر قلب. ابو طالب الذي قاد نصف الجبهة اللبنانية المفتوحة مع العدو منذ عملية طوفان الاقصى، لم يكن لحظة بعيداً عن الميدان، وكان ممن يعرفون بأن كل مهمة في هذه المعركة هي عملية استشهادية، ولم يغب عن باله لحظة احتمال القتل على يد العدو ، اغتيالاً او قصفاً او قتلاً في نزال. وهو واحد ممن فرضت ظروف المقاومة عليهم الانتقال بين ميادين كثيرة في مسيرة بدأها منتصف ثمانينات القرن الماضي، قادته من بيروت المدينة الى قرى الجنوب المهملة، ثم الى اوروبا نصيرا للمقهورين في البوسنة قبل العودة الى مطاردة العدو حتى طرده من لبنان، وقيادة معركة منعه من العودة عام 2006، ومدافعا عن ظهر المقاومة وعمقها في الحرب ضد التكفيريين على حدود سوريا، ثم العودة الى المكان الاقرب الى قلبه وعقله، حيث تابع مسيرةً قادته الى استشهاد يحسده عليه جلّ رفاقه الاحياء...

من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين

الاخبار...عباس فنيش... بعد دقائق من إسقاط المقاومة مُسيّرة «هيرميس 900»، أوّل من أمس، كان الحاج أبو طالب أوّل المتصلين بالمسؤولين عن عملية الإسقاط للتهنئة والسؤال عن طبيعة العمل. ورغم أن العملية تقع خارج نطاق مسؤوليته، إلا أنه «مجبول بالدقة والاستفسار عن التفاصيل»، كما يقول رفاق درب القائد الشهيد طالب سامي عبدالله .منذ حضر إلى «محور صدّيقين» في جنوب لبنان عام 1987، برزت استثنائيّته. كان المحور قد تعرّض لضربة قاسية بعد فقدان المقاومة عدداً من قادتها على رأسهم القائد رضا حريري. لكن «أبو طالب» ورفاقه سرعان ما أعادوا للمحور زخمه، ففُعّلت الدوريات والكمائن وزرع العبوات، وتحوّل محور صدّيقين من «مصدر قلق» على قشرة الحزام الأمني إلى مصدر خطر تنطلق منه العمليات إلى داخل الشريط. بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي، عام 1992، وانتخاب السيد حسن نصرالله أميناً عاماً للحزب، دخلت المقاومة ورشة هيكلة، شكّلت المحاور فيها عصب العمل المقاوم. تسلم أبو طالب محور صدّيقين. وخلال أيام قليلة، قرّر ورفاقه رفع مستوى التحدّي، وزادوا من جرعة «الإبداع» وصولاً إلى داخل فلسطين المحتلة، فخطّط لـ«عملية بحرية»، بقيت طيّ أسرار المقاومة. انتدبته قيادة المقاومة مع عدد من رفاقه لمهمّة في البوسنة. ومع أن أفراد المجموعة كانوا قد خضعوا لدورة «القوة الخاصة» التي لم يكن قد خضع لها، إلا أن القرار كان أن يكون معهم نظراً إلى مهاراته، وشخصيّته التي تجعله يتكيّف مع المهمة قبل غيره. وهو، بالفعل، جذب في الأيام الأولى انتباه المتدرّبين في مهارات استخدام المسدس والأسلحة الخفيفة، فضلاً عن قدرته على الاندماج مع المجموعات التي كانت في طور التشكّل. بعد العودة إلى لبنان، أصبح أساسياً في «القوة الخاصة» التي أصبحت تشكيلاً رسمياً، وأوكلت إليها مهام اقتحام المواقع، ولا تكاد تخلو عملية اقتحام من مشاركته فيها بشكل أو بآخر.

جندي التحرير

مع دخول عام 2000، بدأت تلوح في الأفق بشائر اندحار إسرائيلي. كانت العمليات قد تكثّفت، وقُتل قائد قوات الاحتلال في الجنوب إيرز غيرزشتاين. قرّر «المعاون الجهادي» آنذاك، الحاج عماد مغنية، تسليم أبو طالب محور بنت جبيل. وبعد أسابيع، قُتل العميل عقل هاشم، الرجل الأول في «جيش لحد».. بعد أسابيع، أخلى الاحتلال موقع بيت ياحون، وأمرت قيادة المقاومة بنسفه، فتولّى هو المهمّة. كانت تلك مقدّمةً لما سيحصل في أيار من ذلك العام. وعندما وُضعت الخطط للقادم من الأيام، وكيف ستندحر إسرائيل تحت النار، حفظ أبو طالب المهمة، ولم يكن ينتظر سوى لحظة التنفيذ. مع المسير العفوي للأهالي في 21 أيار 2000 عند بعض بوابات القرى المحتلة، لم تفاجأ المقاومة، ووضعت سريعاً الخطط موضع التنفيذ. كان محور بنت جبيل في قلب ما يحصل نظراً إلى حساسية المواقع فيه، ولا سيما «مركز الـ17»، عند مدخل المدينة. ركّز أبو طالب، حينها، على تنظيم حركة دخول الأهالي الى القرى، ورفع الجهوزية للردّ على أي اعتداء،، وعدم وقوع عمليات ثأر من العملاء، ومواكبة التحضيرات لاحتفال النصر الذي سيقام بعد أيام في المدينة ويلقي فيه الأمين العام لحزب الله خطاب «بيت العنكبوت». أيام بعد التحرير، دخلت المقاومة ورشة جديدة، مع قناعة قيادة المقاومة بأن إسرائيل لن تسكت عن الهزيمة وستعود لشن حرب جديدة. كان حزب الله قد أصبح على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة مباشرة، واندلعت «انتفاضة الأقصى». طرح الحاج عماد مغنية سؤاله المركزي حينها: كيف سنواجه إسرائيل وندافع عن لبنان؟

عقب عملية الأسر في 12 تموز 2006 عاين ميدانياً كل ما تم تجهيزه خلال سنوات وقال إن العدو سيرتكب حماقة يندم عليها

بدأ الجسم العسكري لحزب الله التحضير دفاعياً، وكانت بنت جبيل في قلب هذا الدفاع، ما ألقى عبئاً كبيراً على كاهل المحور الذي أدخله أبو طالب في ورشة من نوع آخر: عزّز التموضع على الحافة الأمامية، وتابع كل تفاصيل الهيكلة والتنظيم، وانتقى كوادره، وبقي كل الوقت في الميدان، درس تفاصيله، وحفظ الجغرافيا بدقة، وبدفتر لم يفارقه، كان يدوّن الأفكار بعد كل جولة، ويجيب كل من يسأله: «بدنا نشدّ الهمة جاي الحرب».

صبيحة 12 تموز 2006، بعد دقائق من عملية الأسر قام بجولة اتصالات لتفقد الجهوزية، وعاين ميدانياً كل ما تم تجهيزه خلال السنوات الماضية، سائلاً عن أدق التفاصيل بما فيها عدد الطلقات في أسلحة المقاومين. في نهاية ذلك النهار، أسرّ إلى من كان معه بأن العدو سيرتكب حماقة يندم عليها. في الأيام الأولى للعدوان، بقي في بنت جبيل يدير مواجهات قرى الحافة مع فلسطين، ومع اشتداد المعارك في مربع التحرير (مارون الرأس، بنت جبيل، عيناثا، عيترون) تعهّد بأن العدو لن يدخل المدينة. ورغم سقوط عدد من رفاق دربه المقربين إلا أنه لم ينصرف عن المهمة، كان يعلم أن رفع الراية في الملعب سيشكل نصراً معنوياً للاحتلال، وكان همه الأكبر «ما رح تنزل كلمة السيد حسن عالأرض». نقل غرفة العمليات إلى بلدة أخرى في القضاء، لكن العدو لاحقه بغارات عنيفة، لكنه لم يخل الموقع ولم يتوقف عن جولاته الميدانية لتفقد نقاط الاشتباك. في خضمّ المواجهات، اتصل به الحاج عماد مطمئناً فلخّص له المشهد، واقترح عليه أفكاراً تتعلق ببعض التكتيكات التي يستحيل نظرياً تنفيذها. ولثقة الحاج عماد به ترك القرار له، فكانت هذه التكتيكات هي الأساس في إنزال خسائر في القوات التي حاولت التقدم إلى الملعب، ما أدى الى انسحابها بعد قتل وجرح عدد كبير من ضباطها وجنودها.

من المحور إلى «نصر»

مع انتهاء العدوان في 14 آب 2006، بدأت الورشة الكبرى التي نقلت حزب الله إلى مستوى مختلف. أُعيدت هيكلة الجسم العسكري بشكل جذري، وانتقلت عملية البناء والتطوير والهيكلة من بناء محور إلى بناء منطقة عمليات، وأصبحت لدى المقاومة مناطق عسكرية تقسّمت بين منطقة نصر، ومنطقة بدر، ومنطقة عزيز، وتولّى هو مهام نائب مسؤول منطقة نصر، قبل أن يتولى مسؤوليتها منتصف عام 2016. رغم كل التحديات التي عصفت بالمنطقة بعد عام 2011، بقي أبو طالب ينظر تجاه فلسطين المحتلة، ضاعف الجهد وكثّف من تطوير القدرات البشرية والعسكرية، وعند كل استحقاق كانت منطقة نصر هي التي تهدد الاحتلال وتوقفه على «إجر ونص»، إذ تولت عمليات الردود على كل عدوان من اغتيال مجموعة القنيطرة عام 2015 إلى عملية أفيفيم 2019 وصولاً إلى عملية شويا عام 2021 وليس انتهاء برفع الجهوزية عند تهديد حزب الله بالحرب في حال لم يحصل الترسيم البحري عام 2022. بين كل ذلك تضاعف الحضور الميداني للحاج أبو طالب أكثر من كل سنوات خدمته السابقة، وربما لم يمر يوم من دون أن يتفقد الشريط الحدودي ويعمّق معرفته بكل تفاصيل الاحتلال من التشكيلات إلى القدرات إلى المواقع وتجهيزاتها. صبيحة الثامن من تشرين الأول 2023 جاء أمر الأمين العام لحزب الله بفتح الجبهة، فتولى أبو طالب المهمة شخصياً. كان واضحاً لديه بأن الأمور لن تقف عند هذا النسق، فقسّم ساعات يومه بين جولات تفقدية على امتداد نطاقه الجغرافي، واتصالات مكثّفة يتابع فيها تفاصيل كل العمليات ويتفقد كل من شارك من التخطيط إلى التنفيذ ويحدّد أعمال اليوم التالي. سكنت فلسطين وجدانه، وحضرت على امتداد عمله، ولا سيما في ذروة التنسيق بين حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. وكان حاضراً في زيارات الكوادر والوفود التي نظّم لها الحاج عماد مغنية جولات ميدانية، مساعداً وناقلاً للتجربة. ومع حلول عام 2022، كان شريكاً في برنامج عمل مشترك بين المقاومة في لبنان ومجموعات تابعة لكتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، وقد عملت بعض هذه المجموعات ضمن نطاق مسؤوليته في الأسابيع التالية، بعدما افتتحت مجموعة من الجهاد الإسلامي في الثامن من تشرين الأول العمليات بتسلل مجموعة منها إلى داخل فلسطين المحتلة. ومع انطلاقة الطوفان وفتح جبهة الإسناد بلغ التنسيق والعمل الذروة وكان يتابع شخصياً الوضع مع قادة المقاومة الفلسطينية.

ردود المقاومة على الإغتيال ستعمّق مأزق العدو

الاخبار..علي حيدر.... أجمل حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، قراءته لعملية الاغتيال التي استهدفت القائد الكبير «أبو طالب»، ورفاقه، بأن العدو «لم يتعلم من كل التجارب التي مضت حين يعتقد بأن شهادة القادة ستُضعف المقاومة»، في إشارة إلى رهانات العدو وآماله بأن تؤدي هذه الضربة النوعية إلى إضعاف معنويات مقاومي حزب الله وزعزعة بنيتها على الجبهة. ورداً على هذا الرهان أكّد السيد صفي الدين أنه «كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزماً في الميدان». في تعبير دقيق عن أن المعيار الذي يكشف عن مفاعيل هذه العملية سيظهر في ميدان القتال. وهو ما فصّل المقصود به في كلامه اللاحق.وفي البعد الإقليمي لهذا العدوان الإسرائيلي المدروس والهادف، تابع السيد صفي الدين قراءة حزب الله بالقول: «إنه في حال كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكمّاً ونوعاً»، في إعلان صريح ومباشر أصبح من الضروري إعادة التأكيد عليه في ضوء المتغيّرات السياسية والرسالة الدموية الإسرائيلية، بأن الجواب سيكون تصاعدياً. وبلغة التحدي الذي ارتقى به حزب الله إلى حد القول: «سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان». في موقف صريح وواضح بأن على العدو أن ينتظر مستوى جديداً من العمليات، في مقابل ارتقاء اعتداءاته. في البعد الإسرائيلي، جسَّد استهداف القائد الكبير في حزب الله، الشهيد «أبو طالب»، حقيقة أن العدو ارتقى بمستوى نوعي في المواجهة والاعتداءات التي ينفّذها. وبالتأكيد أن استهدافاً بهذا المستوى لا يتم إلا بناءً على قرار من أعلى المستويات القيادية السياسية والأمنية، لما ينطوي عليه من رسائل ومخاطر وتداعيات محتملة. بتعبير آخر، نجح جيش العدو في قتل أرفع رتبة تنظيمية لقائد عسكري على الجبهة، منذ بداية الحرب. وتمّ ذلك بطريقة الاغتيال وخارج النطاق الجغرافي للمواجهة العسكرية المباشرة. وهو تجسيد لإرادة العدو بالارتقاء عن السقوف السابقة، ولكنه ارتقاء لا يزال – من منظور إسرائيلي – أقل من التدحرج نحو مواجهة عسكرية مفتوحة. تبلور قرار الاغتيال بعد سلسلة خيارات ميدانية وسياسية فاشلة، في ردع حزب الله ودفعه لفكّ الارتباط عن غزة، وفي أعقاب سلسلة هجمات نوعية لحزب الله فاقمت الضغوط على الواقع الإسرائيلي، أمنياً وسياسياً وجمهوراً. ونتيجة ذلك، ارتفعت في الأسابيع الأخيرة، الأصوات الداعية في إسرائيل إلى توسيع المعركة في الشمال، مع تزايُد التقدير وسط الجمهور أنه من دون حرب واسعة لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمن على الحدود مع لبنان. اقترن ذلك بتقديرات إسرائيلية أن ما يمنح حزب الله هامشاً أوسع في المبادرة والرد إدراكه لمردوعية إسرائيل عن المبادرة إلى خوض مواجهة عسكرية واسعة ضد حزب الله وصولاً إلى الحرب المفتوحة.

لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أنه أمام معضلة أكثر إحكاماً

في الوقت نفسه يرى العدو أيضاً أن حزب الله يمتنع حتى الآن عن رفع مستوى عملياته وردوده انطلاقاً من أن هذا المستوى يحقّق المطلوب في إسناد غزة والدفاع عن لبنان، ولأنه لا يريد حشر إسرائيل نحو خيارات دراماتيكية. في هذه الأجواء نفسها، توالت مواقف عديدة من أعلى المستويات السياسية والأمنية تؤكد على أن إسرائيل ماضية نحو اتخاذ قرارات عملياتية أشد مما سبق، وإن كان التقدير أنها مضبوطة. وأتت هذه المواقف في الوقت الذي باتت فيه إسرائيل أمام مروحة خيارات أساسية:

الأول، الاستمرار في تبادُل الضربات وفق السقف القائم، بهدف منع التدحرج نحو حرب، ومحاولة توجيه أكبر قدر ممكن من الضربات وذلك إلى حين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي سيؤدي إلى وقف القتال في الشمال والسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم.

الثاني، المبادرة إلى عملية عسكرية تؤدي إلى حرب واسعة في الشمال. لكن دون ذلك العديد من المخاطر والقيود. وثبت أن إسرائيل لا تزال تتجنبها حتى الآن.

الثالث، وهو الخيار الذي يبدو أن إسرائيل انتهجته الآن وترجمته باغتيال الشهيد «أبو طالب»، عبر الارتقاء عن السقف السابق، وملامسة المرحلة التي تلي، بهدف رفع منسوب الضغوط على قيادة حزب الله وقاعدته. والأمل بأن يساهم ذلك، باعتباره محطة في مسار، في كبح حزب الله عن خياراته في إسناد المقاومة في غزة ودعم أهلها. مع أرجحية لدى العدو بأن ذلك لن يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة أن المُستهدَف هو قائد في الجبهة التي تقاتل إسرائيل بشكل مباشر.

ويبدو أن هذا الاستهداف يندرج أيضاً، ضمن محاولة الخروج من المعضلة التي تواجه كيان العدو في مواجهة حزب الله. فمن جهة لا أمل بتراجع حزب الله عن خياراته ولا ردعه. والتكيّف مع الواقع الذي فرضه حزب الله في شمال فلسطين المحتلة يشكّل عاملَ ضغطٍ كبيرٍ انعكس ذلك أيضاً في مواقف الإدارة الأميركية. والحرب الشاملة هي المحظور الذي تتجنب إسرائيل طرق بابه حتى الآن. في المقابل، أتى جواب حزب الله أيضاً على لسان السيد صفي الدين، الذي من الواضح أنه سيُبدِّد الرهانات والآمال الإسرائيلية، فأكّد أن «جوابنا الحتمي بعد استشهاد أبو طالب أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكمّاً ونوعاً ولينتظرنا في الميدان». ويعني ذلك أن الجبهة ستكون أمام مرحلة جديدة من العمليات تتجاوز السقوف السابقة. وستكتشف إسرائيل أن نتيجة هذه العملية ليست فقط عدم تحقيق المؤمّل منها، على مستوى حزب الله وعلى مستوى إسناد غزة ودعمها، وإنما ستُعزز الضغوط الميدانية على إسرائيل بما لم تشهده سابقاً، وهو ما ألمح إليه السيد صفي الدين بالقول: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين فليجهّز نفسه للبكاء والعويل». ولذلك لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أنه أمام معضلة أكثر إحكاماً، وستتحول على وقع ضربات المقاومة الإسلامية إلى مأزق ميداني وسياسي واستراتيجي، وسيكتشف أن محاولة اجتراح خيار عملياتي بديل ستُعمّق مأزقه، وتقيّد خياراته، وتجعلها أكثر خطورة على أمنه، وستُضعف منطق المراهنين على إمكانية تسقيف ردود حزب الله بما يُمكّن إسرائيل من التكيّف معها، ويُعزّز منطق الذين يطالبون بوقف حرب غزة كمدخل لوقف الحرب على جبهة جنوب لبنان.

واشنطن لا تريد الحرب: المقاومة تمطر شمال فلسطين بالصواريخ

الاخبار.. أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها من «تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله»، وأكّدت أنها «تسعى جاهدة لمنع حرب شاملة». ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن «واشنطن قلقة من اندفاع إسرائيل نحو حرب مع حزب الله من دون استراتيجية واضحة»، و«تعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه تخفيف التصعيد الإسرائيلي - اللبناني».ورداً على اغتيال القائد طالب سامي عبدالله، أمطر حزب الله أمس شمال فلسطين المحتلة بالصواريخ وصولاً إلى صفد وطبريا، وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 215 صاروخاً، فيما دوّت صفارات الإنذار في أكثر من 32 مستوطنة، وسُمعت أصداء الانفجارات في طبريا وصفد ومحيطها وفي عدد كبير من مستوطنات الجليل، وفي حيفا وعكا و«هكريوت». وأكّدت وسائل إعلام العدو أن كل الصواريخ التي أطلقها حزب الله أصابت أهدافها مباشرة. وتحدّثت عن انقطاع الكهرباء في أماكن كثيرة في الشمال، وعن اشتعال حرائق في عدد من المناطق. وقال قائد لواء الشمال في الإطفاء يئير ألكايم إنّ «الحرائق عرّضت مستوطنات ومنشآت استراتيجية للخطر»، واستهدف حزب الله بصواريخ موجّهة مصنع ‌«بلاسان» للصناعات العسكرية في ‏مستوطنة سعسع، وقصف مقر قيادة الفيلق ‏الشمالي في قاعدة عين زيتيم، والمقر الاحتياطي ‏للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد»، ومقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف ‏المدفعية. وقصف بصواريخ كاتيوشا وبركان ثكنة زرعيت ومرابض مدفعية العدو في ‏خربة ماعر وانتشاراً لجنوده في محيطها، وموقعي حدب يارين وبركة ريشا، وشنّ هجوماً جوياً ‌‏بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810)، استهدف أماكن ‌‏تموضع واستقرار ضبّاط الثكنة وجنودها. ‏ واستهدفت المقاومة قوّات ‏العدو في موقع المالكية ومواقع رويسة القرن في مزارع شبعا والرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا وراميا والراهب وحانيتا وجل العلام، والتجهيزات التجسسيّة في موقع رويسات العلم في تلال ‏كفرشوبا. وتصدّت وحدات الدفاع الجوي ‏في المقاومة لطائرة صهيونية ‏فأطلقت باتجاهها صاروخ أرض - جو، وأجبرتها على مغادرة الأجواء ‏اللبنانية.‏ ونعى حزب الله الشهيد بهيج محمد حجازي من بلدة حاريص.

وسائل إعلام العدو: كل الصواريخ التي أطلقها حزب الله أصابت أهدافها مباشرة

وحضرت الجبهة الجنوبية بقوة في الاجتماعات الأميركية - الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمسؤولين الإسرائيليين، وكذلك بين قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي مايكل كوريلا ورئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي في إسرائيل الأسبوع الفائت، بالتزامن مع توجّه قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الولايات المتحدة. وأكّدت مصادر متابعة أن «جبهة الجنوب ومخاطر التصعيد فيها، كانت الموضوع الأبرز في لقاءات القائد في واشنطن». وأشارت إلى أن «الولايات المتحدة لا تزال تبدي تمنّعها عن دعم عمل عسكري إسرائيلي كبير ضدّ لبنان، لإدراكها حجم المخاطر التي ستترتّب على إسرائيل وعلى المنطقة»، لافتة إلى أن «ثمّة في حكومة العدو من يدعم توجّهاً تصعيدياً ضدّ لبنان، بينما يتسم موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالحذر الشديد».

«الحبتور» تلغي تدشين تلفزيون في لبنان بسبب تهديدات

الجريدة...ألغى رجل أعمال إماراتي ثري خططاً لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة في لبنان، بعد أن زعمت مجموعة الحبتور أن مالكها وموظفيها واجهوا تهديدات جسدية. وقالت مجموعة الحبتور، التي يملكها خلف أحمد الحبتور، ومقرها دبي، أمس، إنها ألغت إطلاق القناة التلفزيونية التي كانت تستهدف بثّ برامج ثقافية واجتماعية ورياضية. وأضافت المجموعة، في بيان بموقعها على الإنترنت، أن هذا القرار جاء «نتيجة للتحديات الأمنية التي واجهت المشروع، بما في ذلك التهديدات الجسدية التي تعرّض لها المؤسس والموظفون، مما يجعل الاستمرار في لبنان غير ممكن». وقالت إنها قدمت شكاوى «جزائية ومدنية في لبنان وخارجه ضد بعض المتورطين في هذه الحملات والتهديدات». وجاء في بيان مجموعة الحبتور أن «الحملات الممنهجة ضد المجموعة التي تلت إعلان المشروع شملت سلسلة من الاتهامات، والافتراءات وحملات التخوين والتهديدات»....



السابق

أخبار وتقارير..بريطانيا تعلن تقديم مساعدة مالية للسلطة الفلسطينية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني..لافروف: صيغة زيلينسكي للسلام بدون قيمة..واشنطن تتحدث عن خطوات بشأن أصول روسية مجمدة ستعلن في قمة مجموعة السبع..محكمة روسيّة تؤيّد إخضاع ناشط احتج على الحرب في أوكرانيا لعلاج نفسي قسري..بايدن يرفع الحظر عن «وحدة آزوف» الأوكرانية القومية المتطرفة..ألمانيا تستضيف «مؤتمر إنعاش أوكرانيا» وتحث على زيادة الاستثمارات في كييف..إدانة هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي في قضية أسلحة نارية..سوناك يعد بخفض الضرائب وبزيادة تملّك المنازل..تحالف محتمل بين «اليمين»..وماكرون لن يستقيل..الجمهوريون منقسمون بعد دعوة رئيسهم للتحالف مع حزب لوبن..انتخابات تشريعية بالنمسا في 29 سبتمبر وتوقعات بفوز اليمين المتطرف..«طالبان»: باكستان وإيران طردتا أكثر من 400 ألف لاجئ أفغاني حتى الآن في 2024..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..«الجريدة•» تكشف عن مساعٍ أميركية لتشكيل مجموعات فلسطينية تتولى أمن غزة..ما هي فُرص الوسطاء لإنجاز «هدنة غزة» عقب ردّ «حماس»؟..قطر: مكتب حماس بالدوحة للتواصل مع الحركة..ولا يعني تأييدها..إسرائيل متشائمة: فرص التوصل لاتفاق باتت معدومة..بلينكن يتحفظ عن تعديلات «حماس» بشأن خطة بايدن.. سنطرح أفكاراً لليوم التالي بغزة خلال أسابيع..تفاصيل 7 تعديلات طلبتها حماس على مقترح بايدن..الاستخبارات الأميركية: السنوار يعتقد أن «حماس» ستنتصر..بلينكن تناول مع أمير قطر جهود الوساطة: لن يُسمح للحركة بتقرير مصير المنطقة ومستقبلها..حماس ترد على بلينكن: تواطؤ مع إسرائيل..أول تقرير أممي يتهم إسرائيل و«حماس» بارتكاب جرائم حرب..نقص المياه يفاقم مأساة أهل غزة..ولا إغاثة في الأفق..وقف الحرب مقابل السلاح..هكذا يتعامل بايدن مع إسرائيل..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,549,292

عدد الزوار: 7,637,248

المتواجدون الآن: 0