أخبار لبنان..محور إيران يغيّر المسار..وإسرائيل تختبر «وحدة الساحات.. ضغط عراقي يلاحق الأميركيين..وتنبيه روسي لـ «حزب الله»..انفجارات متواصلة..غارة تستهدف مستودعا للذخائر في لبنان..إسرائيل تلوّح بـ «حربٍ وشيكة» ضدّ لبنان منْعُها بيد إيران..استهدفوا مواقع لأول مرة.. 45 صاروخاً من لبنان على إسرائيل..حرب إسرائيل و«حزب الله» تتصاعد ميدانياً وتتوسع جغرافياً..«الثنائي الشيعي» يمتنع عن تحديد موعد للمعارضة لبحث الأزمة الرئاسية..«سرايا المقاومة»..قوة بلا فائدة عسكرية تدخل جبهة جنوب لبنان..رسائل للداخل أم للخارج؟..

تاريخ الإضافة الأحد 21 تموز 2024 - 4:42 ص    عدد الزيارات 257    التعليقات 0    القسم محلية

        


محور إيران يغيّر المسار..وإسرائيل تختبر «وحدة الساحات..

«F35» تهاجم الحديدة لأول مرة...

وكاتس يؤكد اقتراب الحرب الشاملة

• ضغط عراقي يلاحق الأميركيين..وتنبيه روسي لـ «حزب الله»

• نتنياهو يجيّر ضربة تل أبيب لكسب الدعم ومواصلة العدوان

الجريدة..بيروت - منير الربيع ...غيّر المحور الإيراني استراتيجيته المتبعة في المواجهات المفتوحة مع إسرائيل، التي ذهبت إلى اختبار معادلة وحدة الساحات ضدها عبر استهداف ميناء الحديدة، المعقل الأهم لجماعة الحوثي رداً على هجومهم الاستثنائي على تل أبيب. واختار الإيرانيون خلال الأيام القليلة الماضية الانتقال إلى مسار جديد من العمليات العسكرية، بهدف الضغط الأكبر على إسرائيل وأميركا لدفعهما إلى وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، والقبول بالصفقة المطروحة على الطاولة. وبحسب مصادر قريبة من المحور الإيراني، فإن اللجوء إلى خيار التصعيد يأتي بعد فشل كل محاولات التهدئة وكل الوساطات الدولية مع الحكومة الإسرائيلية للقبول بالصفقة، وبالتالي لم يعد هناك أي خيار إلا تصعيد الضربات ونوعيتها، وفي هذا الإطار يندرج مسار استهداف الحوثيين لتل أبيب بمسيّرة انتحارية تسببت في مقتل إسرائيلي أمس الأول. وللمفارقة، لم تكن المسيّرة، التي أطلقها الحوثيون باتجاه تل أبيب وبمحيط السفارة الأميركية، وحدها، بل أُطلقت 3 مسيّرات أخرى إلى جانبها من «حزب الله» وفصائل عراقية، في محاولة لتثبيت معادلة وحدة الساحات أو الجبهات، وإيصال رسالة التصعيد والقدرة على ضرب واستهداف إسرائيل عبر أكثر من جبهة وفي توقيت متزامن، ولا تنفصل هذه الرسالة عن إطلاق فصائل عراقية مسيّرة باتجاه محيط السفارة الأميركية في بغداد أيضاً، وذلك يندرج في خانة الضغط الإيراني على الأميركيين لدفعهم إلى إلزام إسرائيل بوقف النار. ويسعى المحور الإيراني إلى تحقيق جملة ضغوط ضد تل أبيب وواشنطن، من خلال التصعيد، لا سيما عشية توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة بحثاً عن مزيد من الدعم لمواصلة الحرب في غزة وللتصعيد ضد «حزب الله» في لبنان، فيريد الإيرانيون القول للأميركيين والإسرائيليين إنهم قادرون على تغيير المعادلة في المنطقة كلها، وقلب الطاولة في حال حصول أي تصعيد ضد الحزب. وفي هذا السياق، تندرج ضربة الحوثيين لتل أبيب، بينما في المقابل يريد نتنياهو أن يعمل على تجيير هذه العملية لمصلحته لكسب التأييد والدعم لتصعيد المواجهة خلال كلمته التي سيلقيها أمام الكونغرس، خصوصاً أنه يختلف مع إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن حول كيفية مواجهة الحوثيين. وأمام هذه الوقائع، تتكون جملة خلاصات بحسب ما تشير مصادر إقليمية دولية، أبرزها أنه في حال تكرر استهداف تل أبيب وإلحاق الأذى في هذا العمق الإسرائيلي، فإن احتمالات التصعيد ستتزايد، خصوصاً أن الإسرائيليين سبق أن وضعوا معادلة «تل أبيب مقابل بيروت». لكن آلية العمل الإسرائيلية ستكون مرتبطة بما سيحققه نتنياهو في واشنطن. في هذا الإطار، تراجع نشاط الوسطاء العاملين على الخط بين لبنان وإسرائيل للجم التصعيد، بينما برز تقدّم روسي على الساحة اللبنانية من خلال زيارة مبعوث وزير الخارجية الروسي، والذي كان واضحاً أنها تندرج في سياق استكمال الرسالة التي نقلها الروس عبر قنواتهم الخاصة إلى «حزب الله» من احتمال زيادة إسرائيل لعملياتها العسكرية وعمليات الاغتيال بحق قياداته وكوادره. وفي رد انتقامي غير مسبوق، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس شنّ سلسلة غارات على مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مؤكداً أنها رد على مئات الهجمات طوال الأشهر الماضية، وأنه لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية. وفي استعراض للقوة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت: «النار المشتعلة الآن في اليمن يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وسنفعل ذلك بقدر ما يتطلبه الأمر»، مضيفاً: «سنستهدف الحوثيين في أي مكان». وذكرت تقارير عبرية أن الغارات تمت بموافقة مجلس الوزراء المصغر وبمشاركة 12 طائرة من طراز «إف 35» وطائرات تزود بالوقود، وبالتنسيق مع واشنطن، التي تبرأت من المشاركة العسكرية بالعملية. وأكد الحوثيون سقوط قتلى وجرحى في الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، متوعدين برد مؤلم، في وقت بثت قناة المسيرة الفضائية التابعة لهم مشاهد تظهر انفجارات هائلة واشتعال النيران بمنشآت تخزين نفط ومحطة الصليف الكهربائية. وقبل الهجوم مباشرة، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن «الحرب الشاملة أصبحت وشيكة جداً»، معتبراً أن طريقة منعها هي «الضغط على إيران». وقال كاتس إن وقف إطلاق النار في غزة واتفاق تبادل الرهائن مع «حماس» لن يمنع الحرب مع «حزب الله» في ظل استمرار هجماته شمالاً، معتبراً أن سحب الحزب لقواته من المناطق الحدودية سيحدث بإرادته أو «إذا أمرته طهران». وفي نبرة تهديد مختلفة، قال كاتس: «لا نريد الحرب لأننا لا نريد أي شيء في لبنان، لكن إذا اندلعت فلن تكون كما في غزة»، لافتاً إلى أن «80 في المئة من القوات الجوية الإسرائيلية لا تستخدم، وإذا لم تسحب إيران الحزب من حافة الهاوية فسنوجهها إلى لبنان». وأمس، أعلن الجيش الإسرائيلي، رصد 45 صاروخاً أطلقت من جنوب لبنان على مناطق شملت الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل، بينما أعلنت «كتائب حماس» أنها قصفت من جنوب لبنان مقر قيادة «معسكر جيبور» برشقة صاروخية.

«رويترز»: انفجارات كبيرة بضربات إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة لـ «حزب الله»..

الراي... قالت ثلاثة مصادر أمنية لـ «رويترز» إن إسرائيل نفذت في وقت متأخر اليوم السبت غارات على مستودع ذخيرة تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان. وأدت الغارات على بلدة عدلون، على بعد 40 كيلومترا شمال الحدود اللبنانية مع إسرائيل، إلى سلسلة من الانفجارات المدوية سمعها شهود في جميع أنحاء الجنوب اللبناني.

انفجارات متواصلة..غارة تستهدف مستودعا للذخائر في لبنان

الحرة – واشنطن.. أكدت وكالة الأنباء اللبنانية، ليل السبت الأحد، أن غارة استهدفت مستودعا للذخائر في بلدة عدلون جنوبي لبنان. وذكر مراسل الوكالة أن انفجارات الصواريخ ظلت متواصلة بعد الغارة، وأنها طالت أكثر من بلدة وخصوصا بلدة الخرايب، مما أدى إصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة، تم نقلهم إلى المستشفى. وتناقل مستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات "واتساب" مقاطع فيديو لما قالوا إنها أظهرت آثار الغارة والانفجارات التي ظلت مستمرة. ولم يتمكن موقع الحرة من التحقق من صحة هذه المقاطع والصور بشكل مستقل. وكانت الوكالة اللبنانية قد تحدثت سابقا عن "غارة إسرائيلية" على البلدة. ولم يصدر تأكيد للجيش الإسرائيلي على هذه الغارة. وأتت الأنباء الأخيرة بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي، الجمعة، شن غارات على مستودعات أسلحة لحزب الله في طير حرفا وبليدا. ونوه حينها أنه خلال الغارات تم رصد وقوع انفجارات ثانوية تدل على وجود أسلحة في المباني.

«القسام» تعلن قصف مقر قيادة «اللواء 300- شوميرا» من جنوب لبنان

الراي... أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإصلامية «حماس»، أنها قصفت من جنوب لبنان مقر قيادة «اللواء 300- شوميرا» في القطاع الغربي من الجليل الأعلى برشقة صاروخية. وأكد الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 45 صاروخا من لبنان باتجاه شمال إسرائيل خلال الساعات الماضية.

«حزب الله» كرّس معادلة «مدنيين جُدد بمستعمرات جديدة»

إسرائيل تلوّح بـ «حربٍ وشيكة» ضدّ لبنان منْعُها بيد إيران

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- تعكير«السماء الصافية» لتل أبيب هدفه دفْع نتنياهو تجرُّع مقترح بايدن

من خلف الأبعاد «العابِرة» لـ «الصدفة من غير ميعاد» التي جعلتْ لبنان «يفْلت» من «الموت الأزرق» (الخلل الفني العالمي لتشغيل منصة «مايكروسوفت 365) نتيجة تَقادُم الأنظمة التي تَعتمد قطاعاته الحيوية عليها، لم يَعْلُ في بيروت صوتٌ فوق صوت الخطوط الحمر التي تَوالى تَرسيمُها عبر جبهة الجنوب بتزامَنٍ بدا متعمَّداً مع انتهاء زمن «السماء الزرقاء» (الصافية) في اسرائيل بفعل مسيّرة الحوثيين التي انفجرتْ في تل أبيب وأحدثت صدعاً في أجوائها وحوّلتْها جزءاً من مسرح عملياتٍ حربي تَوَسَّع للمرة الأولى إلى عمقٍ يُخشى أن تَخرج معه ساحات القتال والإشغال المترامية عن السيطرة ما لم يُفْضِ تطوير «محور الممانعة» معادلات الردع و«تنويعها» إلى كبْح تل أبيب عن المضيّ في معاندة السير بـ «مقترح بايدن»والدخول في وقف نار يسْري على كل جبهات الإسناد. وفيما كان «حزب الله» يكرّس «بالنار» أمس معادلةَ «كل استهداف جديد لمدنيين في لبنان بضرْب مستعمرات جديدة»، ما يعني حُكْماً زيادة عدد النازحين داخل اسرائيل، وذلك بقصْفه مستعمرة دفنا رداً على غارة في برج الملوك (مرجعيون) أدت الى إصابات في صفوف نازحين سوريين بينهم أطفال، بدا من الصعب قراءة «شدّ الحبْل»عبر جبهة الجنوب ومن حوثيي اليمن عبر ضرْبهم بـ«يافا» عمق اسرائيل اي تل ابيب - وذلك على وقع ترسيخ التعاون العملياتي بينهم وبين المجموعاتِ الموالية لإيران في العراق - إلا على أنه في إطار تظهيرٍ أكثر وضوحاً لـ «وحدة الساحات» في سياق محاولةٍ تم التعاطي معها على أنها لتحقيق هدف مزدوج:

الأول منْع سقوط «حماس»والسعي لإحداث توازنٍ «عن بُعد» في الميدان يَسمح بعدم الاستفراد بالحركة على طاولة التفاوض أو «محوها» من صورة «اليوم التالي» في غزة، وتالياً حجْز مقعد متقدّم لطهران في هذا المسار ولو بعد حين.

والثاني حضّ بنيامين نتنياهو على السير بصفقة التبادل ووقف النار، وتوجيه رسالة إليه، عشية توجّهه إلى واشنطن في زيارة سيُلْقي خلالها خطاباً أمام الكونغرس (في 24 الجاري)، بأن كَسْب الوقت بانتظار انتهاء الانتخابات الأميركية بفعل الرهان على تَقَدُّم حظوظ الرئيس السابق دونالد ترمب الذي عاجَل «حماس» في الساعات الماضية بتهديدٍ بـ «الصوت العالي»، لن يكون إلا تمديداً لحرب استنزافٍ لِما بقي من ردعٍ اسرائيلي وأن الأشهر الفاصلة عن 4 نوفمبر المقبل ما لم يسبقها إرساء الهدنة ستملأها مفاجآت«من كل الاتجاهات» وفي «السماء والأرض».

وشخصت الأنظارُ أمس على كيفية «تَجَرُّع» اسرائيل خرْق «الحوثيين» كل منظومات الدفاع الجوي وصولاً إلى تل أبيب والهوامش المتاحة لـ«ردّ الاعتبار» في الميدان من دون التورط في حربٍ شاملة ما زال التقويم بأنها لا تريدها، ليس فقط لاعتباراتٍ تتصل بمدى القدرة على خوض مواجهة متعددة الجبهة، بل أيضاً لاقتناعٍ بأن مجيء دونالد ترامب يمكن أن يرفد نتنياهو بـ «مقوياتٍ» لإكمال ما بدأه في غزة وتعزيز وضعيته بوجه «حزب الله»، على أن تشكل الأسابيع المقبلة فسحة للمضيّ في عمليات أكثر تركيزاً وفي الاغتيالات داخل القطاع كما في لبنان حيث برز في الأيام الأخيرة ارتقاءٌ في مستوى الاستهدافات المركَّزة على حساب القصف الواسع النطاق لبلدات الحافة الأمامية، وإن تسبّبت الاغتيالات في سقوط مدنيين تعتبرهم اسرائيل «أضراراً جانبية». وفيما عكستْ التقارير عن غاراتٍ اسرائيلية عصر أمس على ميناء الحديدة تصعيداً لا بد منه ولكن مضبوطاً وفق تقويم تل أبيب عبر حصْرها الردّ بالحوثيين وليس اي ساحات أخرى في «المحور»، جاء قرار محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة والتي يترأسها حالياً القاضي اللبناني نواف سلام، بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 «غير قانوني»ويجب أن ينتهي «في أسرع وقت»، ليعمّق متاعب نتنياهو و«انكشافه» دولياً بما يفترض أن يشكل رادعاً نظرياً، وفق أوساط متابعة، أمام أي اندفاعةٍ واسعة نحو لبنان، إلا بحال سارت القيادة الاسرائيلية بتقديراتٍ في تل ابيب بأنّ «حرباً سريعة» من شأنها جرّ الجميع إلى دفْعِ مسارٍ لحلٍّ على جبهة لبنان بشروطها، وذلك سواء حلّ وقف النار في غزة أم لا، خصوصاً في ظل كوابح دولية لأي هجومٍ ينتج عنه «إركاع» ما بقي من دولة لبنانية وبناها التحتية.

الحربَ الشاملة!

ولكن هذه المناخات لم تمنع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من رفْع السقف عبر «وول ستريت جورنال»، محذراً من «ان الحربَ الشاملة أصبحت وشيكة للغاية وطريقة منعها هي الضغط على إيران»، معتبراً «أن وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن لن يمنع الحرب مع حزب الله شمالاً»، ولافتاً إلى أن «إسرائيل لن تقبل بالهدوء مقابل الهدوء وأشك في إمكان إقناع حزب الله بسحب قواته»أن هذا«سيحدث إما من خلال رد عسكري إسرائيلي أو إذا أمرتْ إيران الحزب بالانسحاب». وشدد على «أننا لا نريد الحرب لأننا لا نريد أي شيء في لبنان ولكن إذا اندلعت فلن تكون كما في غزة». وكان الميدان جنوباً احتدم مع استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة «رابيد» أفيد أنها كانت فارغة في خراج برج الملوك عند الطريق المؤدية إلى مثلث الوزاني- الخيام، في قضاء مرجعيون، ما أدى الى إصابة عدد من السوريين بشظايا الصاروخ، بينهم أطفال كانوا قرب خيمة يسكنون فيها. وردّ «حزب الله» على هذا الاستهداف سريعاً، وبما أكد أن «بنك أهدافه» جاهِز للضرب بـ «كبسة زر» حيث أعلن «إدخال مجاهدي المقاومة الإسلامية الى جدول النيران مستعمرة دفناً للمرة الأولى» حيث «قصفوها بعشرات صواريخ الكاتيوشا»، بالتزامن مع إعلان«كتائب القسّام»، قصف مقر قيادة «اللواء 300 - شوميرا» في الجليل الأعلى برشقة صاروخيّة، وتقارير عن سقوط صواريخ في الجولان المحتلّ. وتحدّثت وسائل إعلام اسرائيلية عن «45 صاروحاً أطلقت من جنوب لبنان خلال ساعة»وعن أضرار بمصنع في كيبوتس عمير في إصبع الجليل. وأتت هذه التطورات، والتي أعقبتها تقارير عصراً عن غارة اسرائيلية على بلدة عيترون خلال تشييع أحد عناصر«حزب الله»، غداة تدشين الحزب معادلة «المدنيين بمستعمرات جديدة» التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب السيد حسن نصرالله يوم الأربعاء، رداً على غاراتٍ شنّتها اسرائيل ليل الخميس وأبرزها في محيط بلدة الجميجمة حيث قُتل قيادي في «وحدة الرضوان» علي جعفر معتوق (حبيب معتوق) وأصيب العديد من المدنيين، إلى جانب غارة في مجدل سلم أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «قضى» فيها على «قائد آخر في مجال العمليات في قطاع الحجير بقوة الرضوان». ورد «حزب الله» الجمعة بشنّ ضرباتٍ على مستوطنات أبيريم ونيفيه زيف ومنوت التي استهدفها للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر، بالتوازي مع إعلانه إدخال صاروخ جديد إلى الميدان إذ قال في بيان له إن مقاتليه «استهدفوا موقع رويسات العلم في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ (وابل) الثقيل وهو من صناعة مجاهدي المقاومة الإسلامية، ما ‏أدى إلى إصابة الموقع إصابة مباشرة وتدمير قسم منه واشتعال النيران فيه».‏

بري يستبعد

في هذه الأثناء، استبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقابلة مع صحيفة «أفينيري» التابعة للكنيسة الكاثوليكية الإيطالية، «حصول عدوان إسرائيلي واسع على لبنان»، مشدداً على «ضرورة الإسراع في وقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني». وأكد أن «لبنان لا يحتاج الى اتفاقات جديدة لعودة الهدوء والاستقرار في المنطقة الحدودية»، لافتا إلى أن «هناك قراراً صادراً عن مجلس الامن يحمل الرقم 1701 ولبنان ملتزم كل بنوده، وعلى المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل للكف عن خرقها وانتهاكها لبنود هذا القرار».

السفير الإيراني: أول رسالة من بزشكيان لنصرالله

رسالة للعالم أجمع... للأعداء والأصدقاء

أوضح السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أنّ «أول رسالة للرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان كانت للسيد حسن نصرالله، وتضمّنت أقوى عبارات دعمنا للمقاومة الذي سيستمر بقوة، وهذه رسالة عالمية موجهة للعالم أجمع، للأعداء والأصدقاء». وأكد خلال لقاء أقامه الأمين العام لحزب «البعث العربي الاشتراكي» علي حجازي في دارته بمدينة بعلبك تكريماً للسفير الإيراني أنّ «موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم للمقاومة لم يتبدل ولم يتغير طيلة 45 عاماً، وسنستمر في دعم لبنان ومقاومته الباسلة وفي دعم سورية»....

استهدفوا مواقع لأول مرة.. 45 صاروخاً من لبنان على إسرائيل

دبي - العربية.نت.. أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إطلاق حوالي 45 صاروخا من لبنان على إسرائيل خلال نصف ساعة، مؤكدا اعتراض بعضها بواسطة نظام الدفاع الجوي. وأوضح الجيش أن منظومة الدفاع الجوي "اعترضت بعض القذائف، وسقط الباقي في مناطق مفتوحة". كما أضاف أنه تم رصد حوالي 10 قذائف قادمة من لبنان نحو الجليل الغربي، كما تم رصد حوالي 5 قذائف باتجاه الجليل الأعلى، و"تم اعتراض معظمها من قبل منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات". وتابع أن "خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية تعمل حاليًا على إخماد العديد من الحرائق التي اندلعت في المنطقة نتيجة إطلاق الصواريخ".

للمرة الأولى

في المقابل، أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية أن مقاتليها أطلقوا عشرات الصواريخ على شمالي إسرائيل، السبت، مستهدفين كيبوتسا للمرة الأولى منذ 9 أشهر، بحسب "أسوشيتد برس". وقال الحزب في بيان إن هذا الاستهداف بصواريخ كاتيوشا يأتي ردا على غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في وقت سابق من اليوم، أسفرت عن إصابة عدد من الأشخاص، بينهم أطفال في بلدة برج الملوك. وشهدت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً كبيراً آخر خلال 48 ساعة، جاء عقب اغتيال إسرائيل 4 من قياديي وكوادر "حزب الله" و"الجماعة الإسلامية"، وأتبعت تلك الهجمة بغارة مدمرة على بلدة الجميجمية مودية بعدد من الضحايا والجرحى. ليرد الحزب بغارات شملت لأول مرة، 3 مستوطنات إسرائيلية جديدة لم يسبق له استهدافها في عملياته السابقة، مما أثار مخاوف دولية من رد إسرائيلي قد ينذر بحرب شاملة. ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ أن دخلت حركة حماس، حليفة الجماعة في قطاع غزة، حرباً مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول. في حين أن تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية يزيد من المخاوف من إمكانية تحول هذا التبادل إلى حرب شاملة.

حرب إسرائيل و«حزب الله» تتصاعد ميدانياً وتتوسع جغرافياً

مستعمرة جديدة في مرمى نيران الحزب

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. يواصل «حزب الله» وإسرائيل حربهما المفتوحة على كل الاحتمالات بعدما لجآ مؤخراً إلى تعديلات جديدة في قواعد الاشتباك، كان أبرزها توسيع رقعة المواجهات. وبرز السبت دخول «كتائب القسام»، فرع لبنان، مجدداً على خط القتال من الجنوب، إذ أعلنت هذه الكتائب في بيان «قصفها من جنوب لبنان مقر قيادة (اللواء 300 – شوميرا) في القاطع الغربي من الجليل الأعلى، شمال فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة».

مستعمرة جديدة في مرمى الحزب

وأعلن «حزب الله»، السبت، إدخال مستعمرة إسرائيلية جديدة إلى «جدول النيران»، رداً على ما قال إنه استهداف لمدنيين، علماً بأنه كان قد أدخل الجمعة 3 مستعمرات جديدة إلى هذا الجدول، تنفيذاً لتهديدات سابقة لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان بأن «مسيّرة معادية استهدفت سيارة رباعية الدفع فارغة، في خراج برج الملوك، على مفترق الحوش، على الطريق المؤدية إلى مثلث الخيام - الوزاني، ما أدى إلى إصابة عدد من السوريين بشظايا صاروخ، بينهم أطفال كانوا قرب خيمة يسكنون فيها». وفي وقت لاحق، أعلن «حزب الله» أنه «رداً على ‏الاعتداء على المدنيين في بلدة برج الملوك، أدخل مجاهدو المقاومة الإسلامية إلى جدول النيران ‏مستعمرة (دفنا) للمرة الأولى وقصفوها بعشرات صواريخ الكاتيوشا». كذلك أعلن الحزب عن استهداف «تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة». بدورها، نفذت إسرائيل غارة بصاروخين استهدفت منزلين في بلدة حولا من دون أن يؤدي ذلك لوقوع إصابات، كما تعرضت منطقة وادي الدلافة، في بلدة حولا، لقـصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية، ما تسبب بنشوب حريق كبير في المنطقة. وطال القصف الإسرائيلي بلدة طلوسة وحرش بلدة مركبا. أما من الجهة المقابلة، فتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «قصف صاروخي عنيف استهدف شمال الجولان وعن دوي صفارات إنذار تدوي في زرعيت، شوميرا وإفن مناحم بالجليل»، وعن «سقوط صواريخ في مستعمرة عامير في إصبع الجليل واندلاع حريق». وفي وقت لاحق تحدث الإعلام الإسرائيلي عن «أضرار كبيرة لحقت بمستوطنة المنارة عقب إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان».

لا مؤشرات لتهدئة مقبلة

وعدّ مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بات في وضع أفضل مما كان عليه». وقال: «صحيح أن أزمة الداخل الإسرائيلي لا تزال قائمة، لكن الضغط الأميركي عليه، ولا سيما من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يعد كما في السابق، إضافة إلى أنه سيلقي الأسبوع المقبل خطاباً أمام الكونغرس، وهذا قلما حصل على مر التاريخ». وأضاف نادر لـ«الشرق الأوسط»: «حتى وزير الخارجية الأميركي بات يصعّد اللهجة في وجه إيران ويقول إنها على بُعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي». وتحدث نادر عن مؤشرات تدعو للقلق بخصوص مستقبل جبهة جنوب لبنان، أبرزها «القنابل الثقيلة التي تزن أكثر من 500 كلغ، والتي تم تفعيل عملية تسليمها من قبل واشنطن لإسرائيل، وهذا مؤشر على خطورة المرحلة، بعدّ قنابل من هذا النوع لن تستخدم ضد (حماس) بعد أن انتهت العمليات العسكرية الواسعة في غزة، وهي قد تستخدم في أي حرب مقبلة مع لبنان. أضف إلى ذلك أن الاستعدادات تبدو قائمة في شمال إسرائيل للحرب، كما أن هامش التسوية الدبلوماسية يتقلص». ولفت نادر إلى أن «نتنياهو بات منخرطاً في استراتيجية لإطالة عمره السياسي، ومن ثم قد يسعى لحرب استنزاف لكسب الوقت حتى الانتخابات الأميركية»، عادّاً أن ما يمكن استخلاصه هو «أنه لا مؤشرات لتهدئة على الجبهات كافة، وأنه لا ضغط جدياً وحقيقياً على إسرائيل للقبول الفوري بوقف إطلاق النار».

«الثنائي الشيعي» يمتنع عن تحديد موعد للمعارضة لبحث الأزمة الرئاسية

نائب من كتلة بري يرى أن «اللقاء لن يُقدّم أو يؤخّر»

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. بعدما كان مقرراً أن يلتقي ممثلون عن قوى المعارضة، يوم الجمعة الماضي، ممثلين عن حركة «أمل»، على أن يلتقوا بعدها ممثلين عن «حزب الله»، يوم الاثنين المقبل، إلا أنه تم إلغاء الموعدين من دون تقديم أي عذر أو مبرر، ومن دون تحديد أي مواعيد جديدة من قِبَلهما، كما يؤكد أحد نواب المعارضة الذين التقوا على مدار الأسبوعين الماضيين الكتل النيابية ونواباً مستقلين ليعرضوا عليهم ما قالوا إنها «خريطة طريق» لحل الأزمة الرئاسية. ومنذ انطلاق مسعى المعارضة، دأب نواب من «الثنائي الشيعي» على انتقاد «خريطة الطريق» التي وضعتها المعارضة، والتأكيد على أنه لا حل للأزمة إلا عن طريق المبادرة التي كان قد طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتقول بدعوة رسمية لحوار يمكن أن يستمر 10 أيام حداً أقصى، يتم خلالها التفاهم على اسم مرشح رئاسي أو اثنين أو ثلاثة، توجه بعدها دعوة لجلسة يتم خلالها انتخاب الرئيس. إلا أن المعارضة ترفض هذه المبادرة لاعتبار أنها «تكرّس أعرافاً جديدة وتجعل رئاسة البرلمان ممراً إلزامياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، في مخالفة فاضحة للدستور».

فائض قوة؟

ويعدُّ المصدر النيابي المعارض، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») بأدائه هذا يؤكد عدم استعداده لسماع الطرف الآخر، وبات يتعاطى صراحة مع الملف الرئاسي على قاعدة «إما أن تسيروا بمرشحنا وتخضعوا لشروطنا أو لا رئيس للجمهورية». ويضيف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن (الثنائي الشيعي) بات يترجم فائض القوة لديه بالتعالي والتكبر على باقي القوى والكتل، وهذا أمر خطير جداً يفترض أن يدفعنا للتمسك باتفاق الطائف أكثر من أي وقت مضى».

لا يريدون الجلوس معنا

ويوضح عضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب غسان حاصباني، وهو عضو لجنة المعارضة التي تتولى عرض «خريطة الطريق» على ممثلين عن الكتل النيابية (وتضم أيضاً النواب: إلياس حنكش، ميشال الدويهي وبلال الحشيمي)، أنه «في أول تواصل مع حركة (أمل) و(حزب الله) طلبا أن يتم تحديد موعد بعد انتهاء ذكرى عاشوراء، وقد تواصلنا معهما بعد ذلك على أساس أن نلتقي ممثلين عنهما خلال لقاء مشترك معهما، بعدها قررا أن يكون هناك لقاءان منفصلان، وكانا يحددان مواعيد ويعودان فيؤجلانها، وتم تحديد موعد مبدئي ثم تم التراجع عنه مؤخراً»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه من الواضح أنهما لا يريدان الجلوس معنا. ويشير حاصباني إلى أن «لجنة متابعة المعارضة التقت ممثلين عن كل الكتل النيابية، ولا يزال هناك عدد قليل من النواب المستقلين سنلتقيهم الأسبوع المقبل»، مؤكداً أن كل من التقوهم «كانوا إيجابيين ومؤيدين لطروحاتنا، وحتى (اللجنة الدولية الخماسية) رحبت بـ(الخريطة) وعدّت أنها تتماهى مع بيانها الأخير الذي ذكر التشاور لا الحوار». ويلفت حاصباني إلى أن المعارضة ستواصل مساعيها لانتخاب رئيس بالطرق الدستورية، «من دون خلق أعراف جديدة أو البناء على أعراف سابقة تهدد بتفكيك (دستور الطائف)، وهي أصلاً أعراف أدت لخراب البلد».

اللقاء لن يُقدّم أو يؤخّر

وتحدث النائب في كتلة «التنمية والتحرير»، قاسم هاشم، عن سبب إلغاء الموعد مع ممثلين عن الكتلة التي ينتمي إليها، الذي كان مقرراً يوم الجمعة الماضي، لافتاً إلى أنه «لم يكن هناك أصلاً موعد ثابت، إنما مجرد حديث مع أحد الزملاء»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «هناك أصولاً لأخذ المواعيد». وعما إذا كان سيتم تحديد موعد جديد في حال طلبت المعارضة ذلك، يقول هاشم: «عندها يُبحث الموضوع، علماً بأن اللقاء معهم لن يُقدّم أو يؤخّر في حل الأزمة الرئاسية؛ لأن ما يطرحونه هو حوار للحوار، أما ما نطرحه نحن فحوار بآلية واضحة تؤدي لانتخاب رئيس». ويضيف هاشم: «موقفنا واضح مما هو مطروح من رؤى وأفكار، ونحن كنا ولا نزال مقتنعين بأن أسرع وأقصر الطرق لانتخاب رئيس هي طريق مبادرة الرئيس بري الواضحة بآليتها، والمحددة زمنياً».

عصيان مدني

وبدا لافتاً أمس خروج النائب أشرف ريفي لدعوة المعارضة لإعلان «العصيان المدني والانتقال لمرحلة مختلفة في التعاطي مع مَن يرفضون أن يكونوا شركاء متساوين بوطن واحد»، معتبراً أن «فائض القوة كشَّرَ عن وجهه البشع ولم تعد تنفع سياسات الترقيع». وأضاف ريفي في منشور على موقع «إكس»: «المهزلة هي أن من يدعو للحوار يرفض اللقاء بوفد المعارضة. إنه انكشاف الممانعة التي تريد الهيمنة ولا تؤمن بالشراكة».

مبادرة بري الحل

من جهته، شدد النائب في كتلة «التنمية والتحرير»، علي حسن خليل، على «أننا بحاجة لترتيب أوضاعنا الداخلية»، معتبراً أنه «على كل طرف إعادة النظر بمواقفه، فلا بد من أن نلتقي ونتحاور بقوة الالتزام الوطني وتحت سقف الدستور، إيماناً بلبنان العيش المشترك، لبنان الواحد القوي بوحدته، من أجل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة وانتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام المؤسسات الدستورية بما يعيد ثقة اللبنانيين وثقة العالم بلبنان الوطن والدور والرسالة». وأكد خليل أن «مبادرة الرئيس نبيه بري التشاورية والحوارية، منذ أن أطلقها، لم تكن تكتيكاً سياسياً، إنما كانت ولا تزال فعل إيمان بأن الحوار هو مدخل لا مناص منه للخروج من الأزمة، وهو باب الحل لإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية».

اقتراحان للمعارضة

أما الخريطة التي تسوق لها المعارضة فتلحظ اقتراحين: الأول ينص على أن «يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور فيما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مؤسسة أو إطار محدد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني، على ألا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون إقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب». أما الاقتراح الثاني فينص على «دعوة رئيس مجلس النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقاً لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا إلى القاعة العامة للاقتراع في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، من دون انقطاع ومن دون إقفال محضر الجلسة، وذلك إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب».

«سرايا المقاومة»..قوة بلا فائدة عسكرية تدخل جبهة جنوب لبنان

رسائل للداخل أم للخارج؟

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. التحق فصيل عسكري جديد بجبهة لبنان الجنوبية لينضمّ إلى التنظيمات المسلّحة التي تقاتل تحت إشراف «حزب الله» وإدارته للميدان؛ إذ أعلنت «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي» عن تنفيذ عملية استهدفت موقع الراهب الإسرائيلي؛ «دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ودفاعاً عن وطننا لبنان وشعبه».‏

تطور بلا تأثير

دخول «السرايا» على جبهة القتال لا يغيّر شيئاً في مجريات المعركة، وفق تقدير الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر، الذي ذكّر بأن «(حزب الله) لديه العدد الكافي من المقاتلين والوحدات المدرّبة على القتال في ظروف صعبة وقاسية ولمرحلة طويلة». ورأى جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «دخول (سرايا المقاومة) على خطّ القتال، لا يعدو كونه رسالة للتذكير بوجود هذه السرايا، وأن دورها ليس محصوراً في المدن والأزقة الداخلية فحسب، بل بمواجهة العدو الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «التقديرات تفيد بأن (حزب الله) لديه بالحدّ الأدنى 40 ألف مقاتل، نصفهم من قوات النخبة، وبالتالي هو لا يحتاج إلى هكذا تشكيل مسلّح، إنما الغاية توجيه رسائل مفادها أن هناك الكثير من المكونات اللبنانية تؤيد عمله المقاوم، خصوصاً أن (سرايا المقاومة) تضمّ عناصر من كل الطوائف اللبنانية». ومنذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تاريخ فتح جبهة الجنوب اللبناني لمساندة غزّة، دخلت تنظيمات عدّة على هذه الجبهة، منها حركة «أمل» و«قوت الفجر» التابعة لـ«الجماعة الإسلامية»، وتنظيمات فلسطينية أبرزها حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إلّا أن عملياتها بقيت محدودة جداً.

«حزب الله» يوزع الأدوار

وأشار العميد هشام جابر إلى أن «(حزب الله) يمسك جبهة الجنوب بنسبة 90 في المائة، أما الباقي فيوزعه على التنظيمات المذكورة التي تتحرّك ضمن هامش محدود، ولا تنفّذ أي عملية إلّا بموافقته، حتى لا تؤدي أي عملية غير مدروسة إلى إشعال الحرب»، لافتاً إلى أنه «لا تأثير فاعلاً لدور (سرايا المقاومة) في هذه الجبهة، بل مجرّد تذكير بوجودها، وبالدور الذي يقال إنها أُنشئت من أجله؛ أي مقاومة العدو الإسرائيلي». وتشكّلت «سرايا المقاومة» في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 1997، وأعلن أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، في مؤتمر صحافي، عن إطلاقها يومذاك، وهي يفترض أن تضمّ أشخاصاً من كلّ الطوائف والمناطق، وقال إن إطلاقها «جاء استجابة لرغبة مئات من الشباب اللبناني طالبوا بالانخراط في صفوف المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن تكون المقاومة شاملة لكل من يرغب في قتال العدو، وهذا يتيح لكل لبناني، مهما كانت هويته السياسية أو الطائفية أو إمكاناته المادية والعلمية، بالتطوع العسكري ضمن تشكيلاتها، ولا تشترط السرايا على المنتسب تبني آيديولوجيا (حزب الله) الدينية سواء في السياسة أو العسكر». وبعد تحرير الجنوب اللبناني في عام 2000، غابت «سرايا المقاومة» تماماً عن المشهد، لكنها عادت لتبرز في الإشكالات الداخلية، خصوصاً في ذروة الانقسام السياسي بين فريقي «الثامن من آذار» بقيادة «حزب الله» و«قوى 14 آذار» التي تناهض مشروع الحزب. واشتهرت «سرايا المقاومة» بافتعال الإشكالات في المدن الرئيسية، خصوصاً في بيروت.

حسابات داخلية

ويقول الكاتب والباحث السياسي، علي الأمين، إن «تظهير (سرايا المقاومة) في هذا التوقيت مرتبط بحسابات داخلية أكثر من العمل المقاوم»، ورأى أن الأمر «ربما يكون مرتبطاً بمحاولة تشريعها لبنانياً، خصوصاً بعد الأداء الذي مارسته في الداخل وشوّه الفكرة التي أنشئت من أجلها». ولا يستبعد الأمين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون الإعلان عن دورها «مرتبطاً بحسابات التفاوض والأثمان التي ستقبض لقاء التخلّي عن هذه التشكيلات المسلحة». وقال: «من الناحية العسكرية لا أهمية تذكر لـ(سرايا المقاومة)، في ظلّ وجود وحدات مقاتلة ذات كفاءة عالية وتدريب وتمرّس على القتال، لكن ربما يوحي إلى الناس بأن هذه المقاومة ليست للحزب ولا للشيعة، بل ينخرط فيها أغلب المكونات اللبنانية».

غياب دور الدولة

من جهته، استغرب الخبير الأمني والاستراتيجي، العميد خالد حمادة، الغياب الكامل للحكومة والدولة اللبنانية عمّا يجري في الجنوب، وقال: «إذا كان لا بد من قتال إسرائيل، يفترض للمواجهة أن تستند إلى إرادة الشعب اللبناني ويستفاد من كل قدرات لبنان». وعبّر حمادة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن أسفه لـ«غياب الحكومة الكامل عما يجري في الجنوب، وعدم إعطائها أي دور لقواها الشرعية، رغم أنها تتحدث دائماً عن القرار 1701، الذي يلزم الدولة بوجود الجيش وحدَه في الجنوب»، مضيفاً أن الحكومة «اختبأت وراء بيانات (حزب الله)، وكان ذلك نتاجاً طبيعياً لسيطرة الحزب على قرار الحكومة قبل العدوان الإسرائيلي، وعندما حصل العدوان قدم الحزب حجة إضافية ليتصدر المشهد». وعدّ حمادة تدخل «سرايا المقاومة» في الحرب تعبيراً واضحاً وصريحاً عن تلاشي دور الدولة وسلطاتها الشرعية، وسأل: «رغم غياب الدولة، هل هناك من قيادة موحدة لكل الفصائل التي تقاتل إسرائيل في جنوب لبنان؟ من يطمئن الشعب اللبناني إلى أن هذه الجهة لبنانية؟ ما هي الضمانات التي تحمي الناس من إدخال لبنان في حرب مدمرة؟». وعبر حمادة عن تخوفه من «جعل جبهة لبنان نقطة استقطاب للمجموعات المسلحة اللبنانية وغير اللبنانية»، مؤكداً أنه «لا يمكن قتال إسرائيل في ظلّ هذه الشرذمة والتخبّط الكامل، وقد آن الأوان لتُراجع الحكومة كل مواقفها السابقة، وأن تضع استراتيجية حقيقية لحماية لبنان».



السابق

أخبار وتقارير..تعطل أنظمة حاسوبية في جميع أنحاء العالم..ماذا تعرف عن شركة الأمن السيبراني التي أثارت فوضى عالمية؟..أوروبا تصطلي بموجة حر شديدة..ترامب: تحدثت إلى زيلينسكي ووعدته بإنهاء الحرب في أوكرانيا..عرابة «حملة عودة ترامب».. من هي العراقية ألينا حبة؟..بايدن يستأنف حملته الانتخابية الرئاسية.. الأسبوع المقبل..مصادر: تعليق جمع التبرعات لحملة بايدن..باكستان تعتقل "شريكاً مقرباً من بن لادن"..من هو؟..بنغلادش تفرض حظراً للتجول وتنشر الجيش لحفظ الأمن بعد أيام من الاحتجاجات الطلابية الدامية..محكمة بيلاروسية تقضي بإعدام ألماني رمياً بالرصاص..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..واشنطن لمعاقبة بن غفير وسموتريتش..أبو ردينة: لا شرعية لأي خطوة على الأرض الفلسطينية لا يقبل بها الشعب..واشنطن تنتقد رأي محكمة العدل بعدم مشروعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية..يهود أميركيون يعتزمون تنظيم احتجاجات في واشنطن على زيارة نتانياهو.."3 شروط بارزة".. تقرير: أعضاء من الليكود يلوحون برفض خطة الإفراج عن الرهائن..الجيش الإسرائيلي: لا مؤشرات على حادث أمني في إيلات..ينتظر عودة ترامب..خبير يكشف سر رفض نتنياهو توقيع هدنة غزة..«الجامعة العربية» ترحب بتأكيد «العدل الدولية» عدم قانونية الاحتلال..واشنطن تُلمّح إلى «اتفاق وشيك»..هل اقترب الوسطاء من «هدنة غزة»؟..المبعوث الأوروبي للشرق الأوسط: نعمل على تجنب اندلاع حرب إقليمية..الرئاسة الفلسطينية ترفض نشر أي قوات أجنبية في غزة..مقتل 30 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة..

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,308

عدد الزوار: 7,587,455

المتواجدون الآن: 1