أخبار لبنان.."هجوم إسرائيلي واسع وسريع"..انتقام حزب الله قد يكلفه غالياً..لبنان أمام الخطر الأعلى..تهافُتٌ دبلوماسي و«حزب الله» على ردّه «الآتي»..«حزب الله» خسر نحو 400 مقاتل.. زحمة موفدين دوليين..وصوت الدبلوماسية يعلو..لبنان لم يتلق «رسائل تهديد» إسرائيلية..و«حزب الله» يقلل من نتائج زيارة هوكستين..إسرائيل تخوض «حرباً أمنية بلا ضوابط» في جنوب لبنان.. قيادة «التيار الوطني الحر» تحاول استيعاب تداعيات الإقالات والاستقالات..

تاريخ الإضافة الجمعة 16 آب 2024 - 4:52 ص    عدد الزيارات 381    التعليقات 0    القسم محلية

        


عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكات تجارية تابعة للحوثيين و«حزب الله..»

واشنطن: «الشرق الأوسط».. قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت اليوم (الخميس) عقوبات تستهدف شبكات تجارية تابعة لجماعة الحوثي اليمنية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وذلك في إطار سعي واشنطن إلى زيادة الضغوط على إيران والجماعات المتحالفة معها. وبحسب «رويترز»، أضافت الوزارة في بيان أن العقوبات استهدفت شركات وأفراداً وسفناً متهمة بالتورط في شحن سلع إيرانية.

"هجوم إسرائيلي واسع وسريع"..انتقام حزب الله قد يكلفه غالياً..

دبي - العربية.نت.. فيما يعيش العديد من اللبنانيين حالة من الترقب والقلق من احتمال توسع الحرب مع إسرائيل، لاسيما بعد تأكيد حزب الله أن رده الانتقامي لمقتل القيادي الكبير في صفوفه، فؤاد شكر، أواخر الشهر الماضي (30 يوليو) آت لا محالة، يبدو أن بعض الأصوات العسكرية الإسرائيلية تتعالى من أجل تنفيذ هجوم سريع جنوب لبنان. فقد بدأت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تدفع باتجاه اتباع نهج أكثر عدوانية ضد حزب الله، وفق ما أكد مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون. وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير إن "أي رد غير متناسب من جانب حزب الله يمكن أن يؤدي إلى هجوم إسرائيلي يخلق واقعا جديدا على الحدود الشمالية الإسرائيلية"، حسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

"المبرر اللازم"

من جهته، رأى عاموس يدلين، مسؤول استخباراتي سابق ورئيس شركة "مايند إسرائيل"، وهي شركة استشارات للأمن القومي، أن على إسرائيل أن تنتظر حتى بعد هجوم حزب الله ورده على مقتل شكر حتى يكون لديها المبرر اللازم لشن حملة سريعة وقوية، يمكن أن تشل الحزب المدعوم إيرانيا في غضون أيام أو أسابيع مع دعم الولايات المتحدة. كما اعتبر أنه "مع تدمير الجزء الأكبر من قدرات حركة حماس، حان الوقت للانتقال إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية"، وفق زعمه.

اجتياح الجنوب اللبناني

ويتماهى هذا التحليل مع بعض الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. فقد دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، مرارا في السابق إلى ضرب حزب الله واجتياح الجنوب اللبناني، كما فعل أيضا بعض أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو. بدوره، أشار يوآف كيش، وزير التعليم الإسرائيلي وعضو ائتلاف نتنياهو، في مقابلة إذاعية يوم الأحد الماضي إلى أنه لا يرى "أي طريقة لإعادة السكان إلى شمال إسرائيل من دون حرب قوية ضد حزب الله داخل لبنان". حتى إن عددا من السياسيين الإسرائيليين الذين يصنفون في خانة الوسطية، مثل رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس، دعوا إلى ضرب البنية التحتية اللبنانية، في خطوة هجومية من المرجح أن تؤدي إلى اندلاع حرب أوسع. ولطالما اعتبرت الحرب بين إسرائيل وحزب الله حتمية، وأن اندلاعها مجرد مسألة توقيت بحسب العديد من المحللين الأمنيين. لكن بعضهم رأى أن رد حزب الله في الوقت الحالي يمكن أن يقدم لتل أبيب المبرر الذي تحتاجه لضربه بقوة كافية تمنع هجماته لسنوات عديدة قادمة. تأتي تلك التحليلات فيما ترزح حكومة نتنياهو تحت ضغوط هائلة من أجل إعادة أكثر من 60 ألف إسرائيلي نزحوا من شمال إسرائيل، هرباً من هجمات حزب الله شبه اليومية، منذ السابع من أكتوبر الماضي. كما تتزامن مع تسريبات من مسؤولين في فصائل وميليشيات مدعومة إيرانياً أفادوا بأن طهران أبلغتهم أنها لا ترد توسيع الحرب والمواجهة مع إسرائيل، خوفاً من أن تستهدف الأخيرة مواقع نووية داخل إيران. وتعيش المنطقة حالة من التصعيد غير المسبوق منذ اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يوم 31 يوليو في طهران، بعيد ساعات من مقتل شكر في معقل حزب الله بالضاحية الجنوية لبيروت، وتوعد كل من إيران وحزب الله بالرد على هذين الاغتيالين.

بعد هوكشتاين..سيجورنيه زار بيروت وعبدالعاطي يحطّ فيها اليوم وميقاتي يدعو إلى «الصلاة»..

لبنان أمام الخطر الأعلى..تهافُتٌ دبلوماسي و«حزب الله» على ردّه «الآتي»..

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ساعاتٌ حَرِجة في لبنان في ضوء فصل المساريْن بين نتائج مفاوضات الدوحة والردّ الحتمي من «حزب الله»

- قطبة مخفية في محاولةٍ أُحبطت للتمديد لـ «اليونيفيل» 6 أشهر عوض سنة

- نعيم قاسم: زيارة هوكشتاين استعراضية ومسارنا للردّ منفصل تماماً عن وقف النار في غزة

- إسرائيل تستهدف مدينة مرجعيون و«حزب الله» يضم مستعمرة شامير إلى بنك أهدافه

- هل «يسهّل» وجود الأساطيل الأميركية على «حزب الله» وإيران القيام بردّ منضبطٍ يكون مجرّد حصوله «إنجازاً»؟

«... في هذه الفترة الصعبة التي نمرّ بها لا يمكن إلا أن نتحلّى بالصمت والصبر والصلاة». عبارةٌ أطلقها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس وتردّد «دويّها» في الأروقة التي كانت تضجّ باتصالاتٍ وزياراتٍ لمسؤولين دوليين لبيروت، في لحظةِ وقوف «بلاد الأرز» أمام مفترقِ ردٍّ آتٍ من «حزب الله» وإيران على استهداف الضاحية الجنوبية وقلْب طهران، والمنطقة أمام منعطفٍ سيحدّد اتجاهَ «كرة نار» غزة ومنسوبِ «الثأر» لاغتيال كلٍّ من فؤاد شكر وإسماعيل هنية في ضوء نتائج مفاوضاتِ الهدنة في القطاع التي استؤنفت في الدوحة. وبدا كلام ميقاتي، عقب استقباله وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي زار بيروت في مستهلّ جولةٍ في المنطقة في إطار «الجهود الدبلوماسية من أجل خفْض التصعيد في المنطقة»، وكأنه مدجَّجٌ بأعلى درجاتِ القلقِ من آتٍ أعظم ضاقتْ إمكاناتُ تجنُّبه على مستوى لبنان والإقليم في ظلّ انطباعٍ بأن مفاوضاتِ وقف النار في غزة بالغة التعقيد رغم الكلام الأميركي عن «بداية مشجّعة لها»، والأهمّ تعمُّد «حزب الله» وطهران «فصْل المساريْن» بين مآلاتها وبين الردّ الحتمي «الحاصل حتماً». وفي حين عَكَس رئيس الحكومة اللبنانية على طريقته «درجةَ المخاطر الأعلى» التي بَلَغَها الوضعُ في الوطن الصغير، وسط استشعارِ أوساطٍ سياسية بأن ما سيكون خَرَجَ عن القدرة على التحكّم به أو منْعه، فإنّ تَهافُت كبار المسؤولين الدوليين إلى بيروت وعلى طريقة «سِباق البدَل» اعتُبر بدوره مؤشراً إلى حراجة المرحلة التي يقف لبنان على تخومها، وإلى محاولاتٍ أخيرة وربما على طريقة «اللهم أشهد» لحضّ سلطاته الرسمية كما المعنيين بالردّ الانتقاميّ على تَدارُك الأسوأ ولو في الدقائق الخمس الأخيرة. فبعد سيجورنيه الذي حطّ في لبنان غداة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، يُنتظر وصول وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اليوم، وفق ما أفادتْ قناة «الحدَث»، وذلك في سياق ضغوطٍ دبلوماسية قصوى، دولية وإقليمية، في اتجاهين: الأول إنجاحُ مفاوضاتٍ حول غزة انطلقت وسط شكوكٍ في نتائجها واستؤنفت بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، والثاني جعْل الضربة المرتقبة من «حزب الله» وإيران منضبطة في شكلٍ لا يَستدرج رداً مضاداً أقسى من بنيامين نتنياهو، سواء حصل الاختراق في الدوحة أم لا.

قطبة مخفية

وفي حين كانت محادثاتُ سيجورنيه تحمل «تأكيد دعم فرنسا للبنان في هذه الأوقات التي نشعر فيها بالقلق والعمل على تخفيف حدّة التصعيد»، مع تمني «استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني» وتقدير «ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة»، والتشديد على «أن ما يهمنا في هذه المرحلة هو وقف النار في غزة»، فإن بين سطور محادثات وزير الخارجية الفرنسي وقبْله هوكشتاين قطبة مخفية تتصل بالتمديد المرتقب نهاية الشهر الجاري لقوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، وفق المشروع الفرنسي، وذلك في ضوء محاولةٍ إسرائيلية تبنّتْها واشنطن – وفق ما رشح عن محادثات الموفد الأميركي في بيروت – ليكون التجديد الدوريّ لستة أشهر فقط وليس لسنة كما هي العادة منذ إنشائها في 1978 قبل أن تتم زيادة عديدها وجعْلها «حارسة» لتطبيق القرار 1701 مع الجيش اللبناني عقب حرب يوليو 2006. وإذ أكد سيجورنيه «اننا ندعم عمل اليونيفيل وعمِلْنا ونعمل في إطار محادثاتٍ لضمان تجديد ولايتها لمدة 12 شهراً، وهذا هو العمل الذي نعمل من أجله في الأمم المتحدة حالياً»، شدّد رئيس البرلمان نبيه بري على أن لبنان «حريص على التمديد لليونيفيل وفق الـ 1701»، قبل أن يكشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب «أن هناك نوعاً من إجماعٍ على التجديد لليونيفيل بالصيغة نفسها للعام الماضي، وكان الأميركيون طلبوا التجديد لستة أشهر ولكن تم حّل هذا الموضوع مع هوكشتاين ليكون الأمر لـ 12 شهراً». علماً أن ثمة تسليماً من الجميع بأن القرار 1701 سيكون الناظم لـ «اليوم التالي» على جبهة لبنان بالتوازي مع أي حلٍّ لحرب غزة.

رسائل «حزب الله»

وفي الوقت الذي أكد بري أمام سيجورنيه «أن لبنان ملتزم بقواعد الاشتباك وبحقّه في الدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية»، وإعلان بوحبيب «كان انطباعي أساساً أنّ رد إيران و حزب الله لن يكون قبل مفاوضات الدوحة، لكن ما نسمعه أن الردّ لن يطول مدنيين» مع تشديده على «أننا لم نتلق رسائل من إسرائيل عبر المبعوث الاميركي أو وزير خارجية فرنسا»، برز تَعَمُّد «حزب الله» توجيه رسالتين بارزتيْن أمس تقاطعتا عند أن الردّ على اغتيال شكر وهنية من الحزب وإيران آتٍ:

- الأولى بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي هاجم في حديث عبر قناة «المنار» هوكشتاين وزيارته واصفاً إياها بأنها «استعراضية وهو لا يحمل شيئاً ولا توجد مقترحات أميركية محددة»، معلناً أن «الأميركيين يريدون القول إنهم يتحركون لكن في الفراغ من دون مشروع حتى الآن». وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني، بلْور قاسم بوضوح مسألة الردّ الحتمي، متحدّثاً عن 3 مسارات «الأول استمرارُ العدوان على غزة، وهذا يستدعي أن تستمر جبهات المساندة، والثاني وقف النار، وقلنا مراراً إنه إذا توقف إطلاق النار في القطاع تتوقف جبهات المساندة من دون الحاجة إلى نقاش، أما المسار الثالث فهو الردّ على اغتيال القائد شكر والقائد هنية، وهذا الردّ له مساره وخطته وهو منفصل تماماً عن مساريْ استمرار جبهات المساندة ووقف النار، أي أن الردّ سيحصل».

- والثانية حملها بيان «حزب الله» بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة عشرة «لانتصار يوليو 2006» حيث أعلن أنه «اليوم وعلى عتبة التحولات التاريخية الكبرى في المنطقة والتي كانت شرارتها ‏عمليه طوفان الأقصى ‏المظفرة، فإنّ ‏المقاومة الإسلامية في لبنان تؤكد أنها لاتزال ملتزمة بثوابتها بشكل قاطع ونهائي ومعها كافة جبهات ‏الإسناد في ‏محور المقاومة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ومنع ‏العدو من تحقيق أهدافه».

وشدد على أنه «رغم التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ‏وحاملات الطائرات الأميركية والاغتيالات والحملات الإعلامية ‏الداخلية والخارجية ‏ستواصل المقاومة بكل شجاعة وحكمة وبكل ما أوتيت من قوة ومقدّرات وما تملك من ‏مفاجآت ‏الدفاع عن لبنان وعن الشعب اللبناني وحريته وإرادته بالعيش الكريم ‏الآمن، وانّ ما تعِد به تفيه حقه أحسن ‏الوفاء والله على ما تقول شهيد». وتمّ التعاطي مع مواقف «حزب الله»، معطوفةً على كلام المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي عن رفض التراجع أمام «الحرب النفسية» في المجال العسكري لـ «الأعداء»، كما تأكيد الحوثيين أمس «ان الرد (على استهداف ميناء الحديدة) آتٍ والقرار حاسم ومهما كانت مساعي احتواء الرد فهي فاشلة والقرار حتمي من كل جبهات الإسناد»، على أنها بمثابة تأكيد أن الضربةَ، المتعددة الجبهة والمركّبة أو المنفردة، محسومةٌ، وأن نجاح مفاوضات الدوحة من شأنه فقط تعزيز خيارِ الردّ الموْضعي في ضوء الانطباع بأن وجود الأساطيل الأميركية يساعد على جعْله أكثر انضباطاً باعتبار أن مجرّد حصوله في ظل الحشد العسكري البحري سيكون إنجازاً. وبحسب أوساط متابعة فإن هذا الردّ، يرْمي لردع نتنياهو عن المزيد من الضربات المتفلّتة من أي ضوابط بحال طالت أكثر حرب غزة وأخواتها، وأيضاً عن تفكيك «وحدة الحل» بين الساحات إذا وصلت المفاوضات إلى نتيجة، وربما حتى بهدف «ربط نزاعٍ» متقدّم حيال مرتكزات الحلّ لجبهة لبنان خصوصاً والذي يستفيد نتنياهو في التمهيدِ له من الأساطيل الأميركية التي «تجلس» على الطاولة. وفيما كانت الاستعداداتُ على أشدّها في واشنطن وتل أبيب لكل سيناريوهات الردّ الذي لم يَستبعد البيت الأبيض أن يحصل خلال أيام وعودة الكلام عن احتمال هجوم استباقي من إسرائيل، ووسط إدارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن محركات «دبلوماسية الهاتف» مع عواصم عربية وغربية مواكبةً لمفاوضات الدوحة، حمل الميدان في جنوب لبنان المزيد من إشارات التصعيد المقلقة في سياق «حرب المشاغلة» التي تتمدّد رقعتها وترتفع وتيرتها في الأيام الأخيرة.

استهداف مرجعيون

وكان الأبرز في هذا الإطار استهداف إسرائيل للمرة الأولى منذ بدء المواجهات مدينة مرجعيون الجنوبية ذات الغالبية المسيحية والتي تحوّلت نقطة نزوح لأبناء قرى الحافة الأمامية. وجاء هذا الاستهداف ليل الأربعاء عبر مسيّرة أغارت على سيارة ما أدى إلى سقوط شخص (نعاه حزب الله)، وإصابة 9 أشخاص بينهم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات ووالده (إصابتهما حرجة). وغداة هذا الاستهداف، أدخل «حزب الله» إلى دائرة النار للمرة الأولى ‏ مستعمرة شامير التي قصفها بصليات من صواريخ الكاتيوشا ما أطلق موجة نزوح منها، كما ردّ على غارات وعمليات قصف طالت بلدات جنوبية عدة وأدت لإصابة مدنيين بـ «هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع خربة ماعر»، بعدما هاجم موقع معيان باروخ بقذائف المدفعية. وفي الوقت الذي أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي تحطم مسيرة انقضاضية في منطقة مفتوحة قرب عرب العرامشة على الحدود مع لبنان دون إصابات، مضى الجيش الإسرائيلي في استهدافاته لبلدات جنوبية بينها الخيام وقبريخا حيث أصيب طفل بجروح وسُجلت حالات اختناق نتيجة القصف الفوسفوري.

«حزب الله» خسر نحو 400 مقاتل

الراي...خلال تبادل القصف مع إسرائيل المستمر منذ 10 أشهر، خسر «حزب الله» قياديين عسكريين بارزين ومئات من المقاتلين، في تصعيد أدى إلى نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود وألحق دماراً كبيراً، وفق «فرانس برس». وفاق عدد مقاتلي الحزب الذين سقطوا منذ بدء التصعيد في الثامن من أكتوبر، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة، عدد قتلاه في حرب يوليو 2006 (لم يتجاوز الـ300، وفق مصدر مقرب، فضّل عدم الكشف عن هويته). أدّى التصعيد عبر الحدود إلى سقوط المئات، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنياً ونحو 380 مقاتلاً من «حزب الله». وفي عداد القتلى أيضاً، العشرات من عناصر تنظيمات حليفة للحزب ضمنها حركة «حماس»، استناداً إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي «حزب الله» والمجموعات الأخرى. وإلى جانب الضحايا في لبنان، نعى الحزب 25 مقاتلاً قضوا في سورية منذ بدء التصعيد. وبحسب بيانات نعي الحزب، يتحدّر نحو 320 من قتلاه من قرى وبلدات في جنوب لبنان، بينهم العشرات من قرى تقع على خطّ المواجهة الأمامية مع إسرائيل. ويتحدّر نحو 60 مقاتلاً من منطقة البقاع (شرق) الحدودية مع سورية.

لبنان: زحمة موفدين دوليين..وصوت الدبلوماسية يعلو

الجريدة... منير الربيع ... افتتح المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته للبنان دفقاً من الزيارات الدبلوماسية، فما إن غادر المسؤول الأميركي بيروت حتى أعلنت فرنسا عن زيارة سيجريها وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه للعاصمة اللبنانية، كما أن وزير خارجية مصر الجديد بدر عبدالمعطي يزور لبنان اليوم الجمعة. كل الزيارات تصب في خانة خفض التصعيد، وإقناع حزب الله بتجنّب الردّ حالياً على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت كي لا يتهم بعرقلة المفاوضات، كما أن الزيارات تندرج في خانة تثبيت حضور هذه الدول ودورها على الساحة اللبنانية. ما أصبح ثابتاً هو أنه مع كل زيارة يجريها مسؤول أميركي، وتحديداً هوكشتاين إلى لبنان، حتى يستتبعها الفرنسيون بزيارة لأحد مسؤوليهم، فبعد الزيارة الأولى لهوكشتاين إثر اندلاع المواجهات في 8 اكتوبر 2023 أوفد الفرنسيون وزيرة خارجيتهم حينها كاترين كولونا، وبعد الزيارة الثانية للمبعوث الأميركي أوفدت باريس سيجورنيه في زيارته الأولى كوزير للخارجية، أما مع الزيارة الثالثة لمستشار بايدن فقد ألحقت بزيارة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، ومع الزيارة الرابعة حلّ سيجورنيه مجدداً بعد 24 ساعة على مغادرة المبعوث الأميركي. وبحسب ما تشير مصادر دبلوماسية، فإن باريس حريصة على تثبيت حضورها في لبنان وعدم الغياب، وهناك نوع من التنافس مع الأميركيين، وأن ماكرون الذي تقدم بمبادرات تجاه لبنان منذ عام 2020 لا يريد ترك الساحة أمام واشنطن وحدها رغم أنه لم ينجح في تحقيق أي منها. وتشير مصادر متابعة إلى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي تندرج في نفس سياق زيارة هوكشتاين، لجهة التأكيد على ضرورة الحفاظ على خفض التصعيد، وعدم دخول حزب الله في مواجهة أوسع مع إسرائيل مع نقل تحذيرات واضحة بأنه في حال تخطى حزب الله خطوطاً حمراء إسرائيلية فيمكن للإسرائيليين أن يصعدوا عملياتهم أو توسيع نطاق المواجهة والذهاب الى حرب. وشدد الوزير الفرنسي على ضرورة تأجيل الردّ وانتظار مسار المفاوضات حول غزة في الدوحة وسط رهانات كبيرة على إمكانية نجاحها، محذّراً من مخاطر اتساع الصراع أو من أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى تدهور كبير. وعلى الخط نفسه، تأتي زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبدالمعطي الأولى إلى لبنان منذ تعيينه في منصبه، وبحسب المعلومات فهي زيارة تضامن وتعاون وإصرار مصري على حضور عربي على الساحة اللبنانية لا سيما أن مصر معنية بالمفاوضات الدائرة حول وقف إطلاق النار في غزة وانسحابها على جبهة جنوب لبنان، كما أنها عضو في اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية وقطر. كل هذه الزيارات تؤكد نقطة واحدة أن مصير لبنان أصبح معلقاً على مصير الحرب في غزة، وأنه يرتبط بمفاوضات المنطقة ومصيرها. وتلقى حزب الله نصائح كثيرة داخلية وخارجية بتأجيل الردّ على استهداف الضاحية لما بعد بلورة مسار المفاوضات كي لا يتهم بعرقلتها، ووافق الحزب على ذلك على الرغم من عدم تفاؤله بالمفاوضات، في السياق فإن إيران ستكون شريكة في المفاوضات، وحاضرة على الرغم من غيابها، لا سيما أنه في حال نجحت المساعي فستنسب طهران لنفسها مع حزب الله فضل فرض الاتفاق ونجاح وقف إطلاق النار بسبب تهديداتها بالردّ القوي وهو ما فرض على الإسرائيليين التراجع، لأن كل التجارب السابقة قد فشلت في إنجاز الاتفاق. أما نجاحه فحتماً ستنسبه إيران إلى نفسها بالمعيار العسكري على قاعدة أن إسرائيل أرادت التهرّب من ردّ طهران والحزب. نجاح المفاوضات سيلغي الردّ الإيراني وردّ حزب الله وفق ما تقول مصادر قريبة من الجانبين.

«حزب الله»: الرد على اغتيال شكر وهنية منفصل عن وقف إطلاق النار بغزة

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له، اليوم الخميس، إن الرد على اغتيال إسرائيل القائد في الحزب، فؤاد شكر، والرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، منفصلان تماماً عن مسار استمرار جبهات المساندة، أو مسار وقف إطلاق النار في غزة. ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، قال قاسم، اليوم، نحن أمام ثلاثة مسارات؛ «الأول هو استمرار العدوان على غزة، وهذا يستدعي أن تستمر المواجهة، وتستمر جبهات المساندة، مهما كان الثمن، ولا يمكن أن يحقق الإسرائيلي نصراً في هذا المجال؛ لأن قرار المقاومة والشعب الفلسطيني وجبهات المساندة حاسم في عدم السماح لإسرائيل بأن تحقق أهدافها، وهي عاجزة عن تحقيقها، حتى ولو ارتكبت المجازر». أشار إلى أن «المسار الثاني هو مسار وقف إطلاق النار، قلنا مراراً إنه إذا توقّف إطلاق النار في غزة، ستتوقف جبهات المساندة، وبغير وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار في لبنان أو في الأماكن الأخرى». وأعلن أن «المسار الثالث هو مسار الرد على العدوان الإسرائيلي باغتيال القائد فؤاد شكر، والرد الإيراني على اغتيال القائد إسماعيل هنية، وهذا الرد له مساره وله خطته، وهو منفصل تماماً عن المسارين السابقين؛ أي عن مسار استمرار جبهات المساندة، أو مسار وقف إطلاق النار». وأوضح أن «الرد سيحصل، أما كيف ومتى فهذا له علاقة بتشخيص القيادة، وتقدير مصلحة الرد وحدود الرد، التي نسأل الله تعالى أن تحقق أهدافها، من دون أن نتحدث أو أن نتعرض الآن للتوقيت وللتفاصيل». وتشهد المنطقة ارتفاعاً في منسوب التوتر، بعد اغتيال إسرائيل القائد في «حزب الله» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في إيران. وتوعَّد كل من «حزب الله» وطهران بالرد على الاغتيالين، مع تهديد إسرائيل بالرد على الرد.

لبنان لم يتلق «رسائل تهديد» إسرائيلية..و«حزب الله» يقلل من نتائج زيارة هوكستين

وزير خارجية فرنسا يحمل إلى بيروت رسالة «تخفيف حدة التصعيد»

بيروت: «الشرق الأوسط».. نقل وزير خارجية فرنسا، ستيفان سيجورنيه، رسالة إلى لبنان تحمل دعوة لتخفيف حِدة التصعيد، بموازاة الدعم الفرنسي لعمل قوات «اليونيفل»، وتجديد ولايتها لمدة الـ12 شهراً المقبلة، مقدِّراً، في الوقت نفسه، «ضبط النفس». واستهلّ سيجورنيه زيارته للمنطقة بلقاءات مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، والبرلمان نبيه بري، على أن يزور عواصم إقليمية أخرى مثل تل أبيب وعمّان والقاهرة، بموازاة تصعيد إقليمي وتهديدات «حزب الله» وإيران بالرد على اغتيال المسؤول العسكري بالحزب فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، في طهران، والتهديدات الإسرائيلية المقابلة بالرد أيضاً.

ميقاتي

وجدّد الوزير سيجورنيه، خلال لقائه ميقاتي، «تأكيد دعم فرنسا للبنان، ووقوفها إلى جانبه، وثقتها به»، وتمنّى «استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني»، مقدِّراً «ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة». أما رئيس الحكومة اللبنانية فشدد على أهمية دعم التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لفترة سنة، وفق ما أفادت رئاسة الحكومة. وقال ميقاتي، للصحافيين: «في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها، لا يمكن إلا أن نتحلى بالصمت والصبر والصلاة».

بري

وخلال لقائه رئيس البرلمان، جدد بري «تأكيد التزام لبنان بقواعد الاشتباك، وحقه في الدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية التي لم توفر في اعتداءاتها المدنيين والإعلاميين والمُسعفين، ناهيك عن استخدامها السلاح المحرَّم دولياً، ولا سيما القذائف الفوسفورية في المساحات الزراعية والمناطق الحرجية»، وفق ما أفادت رئاسة البرلمان اللبناني، في بيان. وأكد بري «حرص لبنان على ضرورة التمديد لمهام قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، لولاية جديدة، وفقاً للمشروع الفرنسي ونص القرار الأممي رقم 1701». بدوره، قال الوزير سيجورنيه، بعد اللقاء، إن «رسالتي هي تأكيد دعم فرنسا للبنان في هذه الأوقات المقلقة في الأوضاع الإقليمية». وأضاف: «ما يهمُّنا هو العمل على تخفيف حدة التصعيد، هذه هي الرسالة التي نقلتها إلى السلطات اللبنانية، والرسالة نفسها التي سوف أنقلها لبقية الدول في المنطقة. نأمل أن تتم تهدئة الأوضاع في هذه الأوقات الحساسة جداً». وعن التمديد لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل»، أواخر الشهر الحالي، في مجلس الأمن، قال الوزير الفرنسي إن «فرنسا تدعم عمل قوات (اليونيفل)، لقد عملنا ونعمل في إطار محادثات لضمان تجديد ولاية (اليونيفل) لمدة الـ12 شهراً المقبلة، وهذا هو العمل الذي نعمل من أجله في الأمم المتحدة حالياً». وأكد سيجورنيه أن «رسالتنا هي رسالة دعم وتضامن ومسؤولية»، مضيفاً: «فرنسا سوف تبقى تدعم لبنان من أجل الوصول إلى سلام في المنطقة، وما يهمنا، قبل أي شيء، هو وقف إطلاق النار في غزة، وهذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه إذا أردنا بحث السلام في المنطقة». والتقى الوزير الفرنسي أيضاً نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب الذي أكد أن لبنان لم يتلق «رسائل من إسرائيل عبر مبعوث بايدن أو وزير خارجية فرنسا». وقال: «الليلة، تعود الخطوط الجوية الفرنسية إلى بيروت، ولم نتلقّ أيّ تحذيرات أو تهديدات بالأمس (عبر هوكستين)، أو اليوم (عبر الوزير الفرنسي)». وتحدّث بوحبيب عن «نوع من الإجماع على التجديد لليونيفل بالصيغة نفسها للعام الماضي». وقال:« كان الأميركيون قد طلبوا التجديد لستة أشهر، ولكن جرى حل هذا الموضوع مع هوكستين ليكون التجديد لسنة». وأردف بوحبيب: «كان انطباعي أساساً أنّ رد إيران و(حزب الله) لن يكون قبل مفاوضات الدوحة، لكن ما نسمعه أن الرد لن يطول مدنيين».

قاسم ينتقد هوكستين

وجاءت زيارة سيجورنيه غداة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت حيث التقى المسؤولين اللبنانيين، أنه «لم يبقَ وقت لإضاعته» للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، ما من شأنه أن يتيح التوصل إلى حلّ دبلوماسي يُوقف التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل. وقلل «حزب الله»، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، من مضمون جولة هوكستين، ووصف الزيارة بأنها «استعراضية»، مضيفاً: «لا توجد مقترحات أميركية محددة». وقال إن «الولايات المتحدة تريد أن تُظهر أنها تتحرك، لكن في الفراغ دون مشروع حتى الآن». وجدَّد قاسم تأكيد الحزب أن «قرار الرد على إسرائيل اتُّخذ وأنه سيحدث». هذا الموقف أكده أيضاً الوزير السابق محمد فنيش، قائلاً إن «موقف قيادة المقاومة لن يتأثر بأي أحاديث أو حشد أساطيل أو قوى، وهي ستختار الوقت الملائم للرد على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني لينال من حياة قائدٍ مؤسسٍ للمقاومة، متجاوزاً بذلك حدودَ الاشتباك، والذي سيأتي ولن يحولَ دونه تهويل ولا تهديد أميركي، ولن يُثنينا عن ذلك كل المحاولات وكل المواقف؛ لأن منع العدو الإسرائيلي من التمادي في عدوانه لا يكون إلا بالردّ على جرائمِه بما يتلاءمُ مع تجاوزاتِه».

«حزب الله» مستمر بالقتال

وفي حين تسعى المبادرات الدبلوماسية لتخفيف حدة التصعيد، تمهيداً لإيقاف حرب غزة وحرب جنوب لبنان، تعهّد «حزب الله» بـ«مواصلة المقاومة، بكل شجاعة وحكمة، وبكل ما أُوتيت من قوة ومقدَّرات، وما تملك من ‏مفاجآت، ‏الدفاع عن لبنان وعن الشعب اللبناني وحريته وإرادته بالعيش الكريم ‏الآمن»، وذلك «على الرغم ‏من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ‏وحاملات الطائرات الأميركية والاغتيالات والحملات الإعلامية ‏الداخلية والخارجية»، وفق ما جاء في بيان للحزب أصدره بمناسبة الذكرى السنوية الـ18 لنهاية الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 2006. ورأى الحزب أن «انتصار حرب يوليو (تموز) 2006 جعل من المقاومة في لبنان قوة يَحسب لها العدو وحلفاؤه ألف ‏حساب»، مشدداً على أنه «لن تكون أرض ‏لبنان أبداً مرة أخرى تحت الاحتلال، ولن يكون لبنان ‏رهينة لإرادة العدو، ولن يشرع أبوابه للتطبيع أبداً ‏ونهائياً، بعدما ترك قادة المقاومة، و‏لا سيما الشهداء منهم، آلاف الاستشهاديين الكربلائيين من الأجيال الجديدة ‏الذين ‏تسلّحوا بالإرادة والعزيمة الصادقة والإيمان الراسخ، وازدانوا بالعلم والمعرفة، ‏وباتت المقاومة عُدّةً ‏وعدداً أكثر عزماً وأقوى شكيمةً في الدفاع عن لبنان وشعبه ‏ومقدَّراته وما يستحق هذا الوطن العزيز في ‏الحياة الحرة الكريمة والشريفة».

إسرائيل تخوض «حرباً أمنية بلا ضوابط» في جنوب لبنان

استهدافات لمناطق محيدة يسكنها مدنيون بينها مرجعيون

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. شكّل استهداف وسط مدينة جديدة مرجعيون في جنوب لبنان، منعطفاً خطيراً بالحرب التي بدت حرباً أمنية بلا ضوابط، تلاحق فيها إسرائيل، مقاتلي «حزب الله» و«حماس» في أي بقعة جغرافية في الجنوب، بمعزل عما إذا كانت مدناً مكتظة، مثل صور والنبطية، أو قرى وطرقات بعيدة عن الحدود، وهو ما يعكس متغيراً في سياق الحرب وقواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

رمزية مرجعيون

وتتمتع مدينة جديدة مرجعيون، برمزية، لكونها مدينة تسكنها أغلبية مسيحية، يلجأ إليها النازحون من الجوار، وبقيت محيدة منذ بدء الحرب عن الاستهدافات، باستثناء استهداف واحد لمنزل على أطرافها أسفر عن سقوط عناصر من «حركة أمل» وجمعية الرسالة للإسعاف الصحي. وقبلها، لطالما بقيت المدينة محيدة، ففي حرب يوليو (تموز) 2006، لم يواجه توغل الجيش الإسرائيلي فيها أي مقاومة تُذكر، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أرّخت الحرب أنه لم تكن هناك اشتباكات داخل البلدة، بينما اندلع القتال خارج مرجعيون، وخصوصاً في بلدتي الخيام ودبين المجاورتين، إثر التوغل البري الإسرائيلي من مستعمرة المطلة باتجاه الأراضي اللبنانية. هذا المتغير اليوم «يشير إلى أن إسرائيل تخوض حرباً أمنية»، حسبما تقول مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، لكون الجيش الإسرائيلي «لا يقف عند أي ضوابط متصلة بوجود مدنيين أو مدن مكتظة بالسكان والنازحين»، وهو ما يؤشر إلى توسعة بالملاحقات الأمنية خلال الشهر الأخير، «لطالما كانت مضبوطة خلال الأشهر الماضية».

مرجعيون وصيدا وصور

وخلال أسبوع واحد، نفذت المسيّرات الإسرائيلية ملاحقات واستهدافات لمقاتلين في «حزب الله» و«حماس» بقلب المدن الجنوبية، إذ اغتالت قيادي في «حماس» يوم الجمعة الماضي في عمق مدينة صيدا، كما نفذت الأربعاء استهدافاً لدراجة نارية في مدينة صور على مدخل بلدة العباسية بصاروخين، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين ونجاة سائق الدراجة، كما استهدفت سيارة ليل الأربعاء في وسط جديدة مرجعيون، وأسفر الاستهداف عن إصابة 9 مدنيين ومقاتل من «حزب الله» نعاه ببيان رسمي في وقت لاحق. وجاء في بيان لوزارة الصحة اللبنانية أن «غارة إسرائيلية» استهدفت بلدة مرحعيون أدت إلى مقتل شخص وجرح تسعة آخرين، فيما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن «مسيّرة معادية استهدفت سيارة في ساحة جديدة مرجعيون»، حيث تكثر المحال التجارية. أما الجيش الإسرائيلي فأعلن في بيان أن طائرة مقاتلة إسرائيلية «قضت على إرهابيين اثنين من (حزب الله)» في منطقة مرجعيون.

إسرائيل لا تعترف بالضوابط

ويرفض الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية مصطفى أسعد فكرة وجود ضوابط من أصلها، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الإسرائيلي «حين يجد هدفاً، سيضربه، بمعزل عن المنطقة»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قواعد الاشتباك تُطبق على الجانب اللبناني، ولا يطبقها الجانب الإسرائيلي بتاتاً»، بدليل «الاستهداف في جديدة مرجعيون التي لطالما كانت محيدة». ويوضح: «لو كانت إسرائيل تعترف بضوابط أو بقواعد اشتباك، لكانت انتظرت السيارة مائتي متر لخروجها من ساحة جديدة مرجعيون إلى طريق فرعي، بما يحمي المدنيين، لكنها في الواقع لا تعترف بأي من تلك الضوابط، وهو ما دفعها لتنفيذ استهداف في المكان الذي تريده». ويتحدث أسعد عن «خرق استخباري إسرائيلي كبير، سواء بالتكنولوجيا أو بالجانب البشري»، معرباً عن اعتقاده أن «إسرائيل قادرة على تعقب أي هدف بوسائل متعددة وفي أي مكان، ما يعني أن الجيش يمتلك قاعدة بيانات واسعة، بينما بنك الأهداف يتوسع». ويشدد على أن الجيش الإسرائيلي «لا يأخذ بعين الاعتبار أي ضوابط، وهو ما نراه في غزة ولبنان وقبلها في سوريا وإيران».

مدن النازحين

وتستضيف جديدة مرجعيون، كما العباسية ومدينة صور، عدداً كبيراً من النازحين من المنطقة الحدودية. تقول مصادر ميدانية في مرجعيون لـ«الشرق الأوسط» إن قسماً من المضطرين على البقاء في المنطقة، وخصوصاً المزارعين ومربي الماشية والعاملين في قطاعات بيع مواد غذائية أو أفران أو أدوية، يلوذون بمدينة جديدة مرجعيون التي «يُفترض أنها آمنة ومحيدة عن الاستهدافات»، ولذلك لأنها ملاصقة لبلدات نزح قسم كبير من سكانها، ويتيح القرب الجغرافي لها للنازحين تفقد أرزاقهم. كما يوجد في المدينة صحافيون يغطون التطورات الميدانية في القرى المحيطة؛ خصوصاً الخيام وكفركلا وتل النحاس وبلدات العرقوب. أما مدينة صور، وبلدة العباسية بجوارها، فقد استضافت بضعة آلاف من النازحين من القرى الحدودية؛ خصوصاً عيتا الشعب وراميا والضهيرة ومروحين وغيرها، وتبعد نحو 15 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية. ولا تزال الإدارات الرسمية والمصالح التجارية عاملة في مدينة صور، وتنشط فيها الحركة اليومية.

حرب أمنية وتوسع عسكري

غير أن تلك الاعتبارات سقطت إلى حد كبير في الشهر الأخيرة، وذلك في سياق الحرب الأمنية والاستهدافات المتواصلة عبر المسيّرات الإسرائيلية، رغم أنها بقيت محيدة عن القصف المدفعي والغارات الجوية التي تشهدها مناطق الشريط الحدودي مع إسرائيل، والآخذة في التوسع إلى الخط الحدودي الثاني. وأفادت وسائل إعلام محلية، الخميس، بأن القصف المدفعي الإسرائيلي توسع إلى بلدات في القطاعين الأوسط والشرقي يُقصف بعضها للمرة الأولى، مثل قبريخا التي تعرضت أحياء سكنية فيها لـ«قصف مدفعي عشوائي»، كما استهدف القصف بلدات الخيام والطيبة ومركبا وديرسريان والناقورة، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين. وأعلن مركز عمليات «طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة اللبنانية أن القصف المدفعي الإسرائيلي المعادي بالقذائف الفوسفورية على بلدة الخيام «أدى إلى إصابة مواطنين بحالة اختناق حادة استدعت إدخالهما إلى مستشفى مرجعيون الحكومي حيث عولجا في قسم الطوارئ». كما اندلع حريق في ديرميماس وعلى تلة لوبيا خراج بلدة القليعة من جراء القصف المدفعي الإسرائيلي، وقام الجيش الإسرائيلي بإلقاء قنابل مضيئة فوق بلدة مركبا. في المقابل، أعلن «حزب الله» في بيانات متلاحقة أن مقاتليه استهدفوا موقع معيان باروخ بقذائف المدفعية، ونقطة تموضع لجنود إسرائيليين في موقع المالكية. ورداً على غارة العباسية الأربعاء، شنّ الحزب الخميس «هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على موقع خربة ماعر مستهدفة أماكن تموضع وتمركز ضباط وجنود العدو وأصابت أهدافها بدقة».

لبنان: قيادة «التيار الوطني الحر» تحاول استيعاب تداعيات الإقالات والاستقالات

نائب يتحدث عن عشرات الاستقالات من التيار

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. تحاول قيادة «التيار الوطني الحر» استيعاب تداعيات عمليات الفصل والاستقالة التي طالت عدداً من نوابه في الأسابيع والأيام الماضية. خصوصاً أن الشخصيات الخارجة من كنف «التيار» لها تأثيرها على القاعدة الشعبية، نظراً لتاريخها الطويل في العمل الحزبي والسياسي. وبدأت قيادة «التيار»، وعلى رأسها النائب جبران باسيل، في تنفيذ تحذيراتها لـ 4 نواب لطالما عدوا من المتمردين على قراراتها، بفصل النائب إلياس بو صعب، في أبريل (نيسان) الماضي، تلاه فصل النائب آلان عون، مطلع أغسطس (آب) الحالي، ومن ثم استقالة النائب سيمون أبي رميا، من دون استبعاد إقالة أو فصل قريباً للنائب إبراهيم كنعان، الذي دعته القيادة لـ«الانضباط» بعد خروجه في مؤتمر صحافي للدعوة لحل الخلافات وإعادة المفصولين والمستقيلين إلى صفوف «التيار». ويُتهم كل هؤلاء بالتمرد على النظام الداخلي لـ«التيار» وعلى قرارات القيادة. ولم تمر كل هذه التطورات بسلاسة على صعيد القاعدة الحزبية، بل أحدثت حالة من التململ الكبير. ويقول أحد النواب الخارجين حديثاً من «التيار» إن «هناك العشرات من الاستقالات، إن لم نقل المئات، وُضعت في تصرفنا، وقسم كبير منها لمنسقي بلدات وقرى ومناطق»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه وزملاءه لم يطلبوا من أحد الاستقالة من التيار تضامناً معهم، «لكن حالة الاستياء من أداء القيادة كبيرة جداً». ويتحدث النائب نفسه عن أن «المناصرين والمحازبين اليوم انقسموا إلى 3 أقسام: قسم متضامن معهم حتى النهاية وقدم استقالته أو يستعد لذلك، وقسم يعيش في ضياع كبير ولا يعرف ماذا يقرر وهو يرى المسار الانحداري للتيار، وقسم ملتزم بقرارات القيادة أياً كانت». وتعقد القيادة اجتماعات مع مسؤولي المناطق والمنسقين لوضعهم في صورة التطورات الأخيرة ولمحاولة استيعاب استياء كثيرين منهم، وللاتفاق معهم على كيفية مقاربة هذه الأحداث مع المحازبين والمناصرين على الأرض من خلال نقل وجهة نظر القيادة إليهم. ويجد كثير من منسقي المناطق صعوبة كبيرة في التأقلم مع هذه المستجدات، خصوصاً أولئك المقربين من النواب الـ3 الذين خرجوا من كنف «التيار». ففي حين أقدم بعضهم مباشرة على تقديم استقالته، يحاول البعض الآخر الإبقاء على علاقته وصداقته بهؤلاء النواب، ولكن البقاء منضوياً في صفوف «الوطني الحر». ولا يعترض أحد هؤلاء النواب على هذه الاستراتيجية مؤكداً «أننا لا نريد أن ينفرط عقد التيار ولم ولن نسعى لذلك، لكن يهمنا في الانتخابات المقبلة أن نبقي على الناس الذين انتخبونا ونحاول اجتذاب أصوات جديدة تعويضاً عمن سيقررون الالتزام بالتصويت لمرشحين جدد ستطرحهم القيادة». ويقول أحد منسقي المناطق في «الوطني الحر»، مفضلاً عدم ذكر اسمه: «لا شك إننا نحب ونقدّر النواب الخارجين من كنف التيار. لكننا نعد أنهم أخطأوا بعدم الالتزام بالنظام الداخلي وبقرارات القيادة. فلو فعل كل نائب أو قيادي عوني (نسبة لمؤسس التيار الرئيس السابق ميشال عون) ما يحلو له، عندها سيتداعى الحزب، وستستفيد أحزاب أخرى من ذلك»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع قد يكون صعباً بعض الشيء، لكننا قادرون على لملمة صفوفنا وتجاوز هذه المحنة بنجاح، فالمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نعود لنلتف حول القيادة وندعو للخارجين بالتوفيق». ويُعد مؤيدون لباسيل أن «ما يقوم به طبيعي ومفهوم جداً، وهو يحصل في كل الأحزاب، لكن بعيداً عن الأضواء»، ويرون أن «ترك الحرية لكل نائب أو قيادي باتخاذ القرارات التي تناسبه يضرب مفهوم الانتماء الحزبي ويؤدي إلى تضعضع التيار وإضعافه».



السابق

أخبار وتقارير..بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة حول التطورات في الشرق الأوسط..أوكرانيا تتعمّق أكثر في الأراضي الروسية..وتعتزم إعلان حكم عسكري كييف وموسكو تتبادلان أسر الجنود..أوكرانيا تسعى لإنشاء منطقة عازلة داخل روسيا..بولندا توجّه اتهامات بالتجسس لأحد المُفرج عنهم في تبادل السجناء مع روسيا..ألمانيا تلاحق غواصاً أوكرانياً زرع عبوات ناسفة على خطوط أنابيب نورد ستريم..الرئيس الفرنسي في مواجهة معادلة تشكيل حكومة جديدة تستبعد اليمين واليسار المتطرفين..بعد تحريضها على تفجير المساجد.. سجن بريطانية 15 شهرا..هاريس وترامب يتبادلان التقدم في الاستطلاعات..اتهام الشيخة حسينة في قضية إبادة جماعية..مشروع قانون لتفتيش المساكن سراً في ألمانيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..محادثات هدنة غزة مستمرة.. والوسطاء اختتموا "يوماً إيجابياً"..كيربي: على السنوار قبول صفقة إنهاء الحرب التي تسبب فيها..حماس: عرقلة المفاوضات على عاتق نتنياهو وليس نحن..البيت الأبيض: ندين عنف المستوطنين غير المقبول ضد الفلسطينيين..بداية مشجعة لمفاوضات غزة..وواشنطن تدعو إلى تنازلات..مسؤولون أميركيون: إسرائيل وصلت لأقصى ما يمكن تحقيقه عسكرياً ضد «حماس»..عباس أمام البرلمان التركي:سأذهب إلى غزة..ولا دولة في القطاع ولا دولة من دونه..عباس: نتبنى المقاومة السلمية لأن إمكاناتنا لا تسمح بأكثر من ذلك..السنوار يبدي مرونة تفاوضية..مسؤولون أميركيون: لا فائدة من استمرار الحرب..ولا يُمكن القضاء على «حماس»..40 ألف شهيد في غزة.. وإسرائيل استنفدت قدراتها العسكرية..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,389,222

عدد الزوار: 7,630,640

المتواجدون الآن: 0