أخبار سوريا..والعراق..«حزب الله» يعيد انتشاره لحماية «قاعدته اللوجيستية» في سوريا..أكثر من نصف مليون شخص عبروا الحدود إلى سوريا هرباً من حرب لبنان..«العمال الكردستاني» تبنّى هجوم «توساش» نافياً ارتباطه بتطورات حل المشكلة الكردية..مقتل عشرات من «العمال الكردستاني» بضربات تركية في شمال العراق..فؤاد حسين: سماء العراق ليست فضاء للحرب..واشنطن تلمح إلى بقاء قواتها في العراق..
السبت 26 تشرين الأول 2024 - 2:30 ص عربية |
«حزب الله» يعيد انتشاره لحماية «قاعدته اللوجيستية» في سوريا..
إسرائيل تركز على استهداف المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية
دمشق: «الشرق الأوسط».. مع تصاعد الحرب التي تشنها إسرائيل ضده في لبنان، يسعى «حزب الله» إلى «حماية قاعدته اللوجيستية» في سوريا، من خلال عمليات إعادة الانتشار التي ينفذها ضمن المناطق التي يوجد فيها، وذلك بهدف ضمان استمراره في القتال. وذكرت مصادر محلية في مناطق ريف حمص المحاذية للحدود مع لبنان، أن أعداداً كبيرة من مقاتلي الحزب، الذين قَدَموا من مناطق شرق سوريا، التي تسيطر عليها ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني وميليشيات تابعة له، بقوا في المناطق التي يسيطر عليها الحزب في ريف المحافظة، في حين انسحبت أعداد صغيرة منهم إلى لبنان. وأشارت المصادر إلى أن المقاتلين الجدد تمركزوا مع نظرائهم في مناطق ريف حمص المحاذية للحدود مع لبنان، لافتة إلى أن هؤلاء نادراً ما يظهرون بشكل علني، كما أنهم يقومون، وبشكل دوري، بتغيير أماكن تمركزهم بسبب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف أماكن وجودهم ومواقعهم بشكل مستمر. بدورها، تحدثت مصادر محلية في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، المحاذية للحدود مع لبنان، عن أن أعداداً قليلة جداً من مقاتلي الحزب المنتشرين في قرى وبلدات المنطقة انسحبت إلى لبنان. وقالت المصادر: «إضافة إلى الموجودين، يأتي مقاتلون جدد تابعين للحزب، لا نعلم من أين، وينضمون إلى الموجودين، وهم يغيّرون باستمرار أماكن وجودهم ضمن تلك المناطق خشية الغارات الإسرائيلية». مصادر متابعة أشارت إلى أنه قبل عام 2011، كان لـ«حزب الله» وجود محدود للغاية في المنطقة السورية الحدودية مع لبنان، ولكن بعد تدخله إلى جانب الجيش السوري في سنوات الحرب الأولى بالبلاد، انتشرت مواقعه من محافظة القنيطرة إلى ريف حمص الغربي مروراً بقرى ريف دمشق، الموازية لمواقع الحزب على الجانب المقابل من الحدود. ولفتت المصادر إلى أن الحزب بعد تدخله في الحرب السورية، حرص على إيجاد مواقع له وموطئ قدم لمقاتليه في مناطق ريف حمص والقلمون الغربي الشاسعة، المحاذية للحدود مع لبنان. وذكرت المصادر أن تجربة «حرب تموز» عام 2006، أظهرت للحزب أن لديه معضلة لوجيستية، تمثلت في قلة العمق الاستراتيجي، وقد أمكن التعامل معها من خلال انتشاره الواسع في الأراضي السورية المحاذية للحدود مع لبنان، بعد تدخله في الحرب السورية. وقالت: «حالياً في ظل الحرب الإسرائيلية، تشكل مناطق انتشار الحزب في سوريا قاعدة لوجيستية له... في كل تشكيل عسكري يوجد شيء اسمه قسم الشؤون الإدارية، وهو المسؤول عن عمليات التزود بالسلاح والمؤن والمال». وأضافت: «قاعدة (حزب الله) اللوجيستية في سوريا، هي قسم الشؤون الإدارية بالنسبة له، للتزود بالسلاح والمؤن والمال الآتي من إيران عبر ما يسمى طريق طهران - بغداد - البوكمال - حمص - ريف دمشق - البقاع». وأوضحت المصادر أن مسألة بقاء أو إزالة هذه القاعدة اللوجيستية هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للحزب، وأضافت: «يوجد لدى الحزب مقاتلون كثر، ولكن إذا انقطعت إمدادات السلاح والمؤن والمال فكيف سيقاتل». ولفتت إلى أنه بناءً على ذلك، يسعى «حزب الله» جاهداً إلى حماية قاعدته اللوجيستية الوحيدة التي يتم من خلالها التزود بالسلاح والمؤن والمال، على الرغم من تقييد دمشق لتحركات مقاتلي الحزب والميليشيات الإيرانية في الأراضي السورية، مع تزايد احتمالات توسع الحرب التي تشنها إسرائيل على الحزب في لبنان، لتشمل سوريا، ومحاولة دمشق تجنبها. وقالت: «المؤشرات تدل على أن الحرب الإسرائيلية على الحزب قد تطول، وبالتالي من المستبعد أن يسحب مقاتليه لا من ريف حمص، ولا من القلمون الغربي، بل العكس، يمكن أن يعزز وجوده هناك للإبقاء على قاعدته اللوجيستية»، لافتة إلى أنه كلما طالت حرب إسرائيل على «حزب الله» في لبنان يصبح الأخير بحاجة أكثر لهذه القاعدة، وتصبح احتمالات توسع الحرب لتشمل سوريا، أكثر. ومنذ تصعيد حربها على «حزب الله» في لبنان كثفت إسرائيل غاراتها على الأراضي السورية، خصوصاً في محافظتي حمص وحماة وسط البلاد، وتقول إنها تستهدف بنى تحتية للحزب. واستهدفت، صباح الجمعة، غارات لطائرات إسرائيلية معبر «جوسيه - القاع» على الحدود اللبنانية السورية، الذي يقع قرب منطقة القصير في ريف حمص؛ ما أدى إلى خروجه عن العمل، وذلك بعد استهداف معبر «المصنع - جديدة يابوس» ثلاث مرات. وتشهد الحدود السورية - اللبنانية تصعيداً إسرائيلياً على المعابر والنقاط الحدودية، في محاولة لقطع طرق الإمداد عن «حزب الله» اللبناني والميليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا. فمنذ شهر، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية والصاروخية على مواقع يُعتقد أنها تستخدم لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى داخل لبنان. وشملت هذه العمليات المعابر الشرعية وغير الشرعية، التي تقول إسرائيل إنها ممرات تابعة لـ«حزب الله». ووفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد استهدفت إسرائيل الحدود السورية - اللبنانية 23 مرة، منذ 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، وامتدت هذه الاستهدافات إلى عمق الأراضي السورية، حيث استهدفت مواقع ومباني تابعة لقوات النظام السوري وأجهزته الأمنية عند الحدود بين البلدين؛ ما أسفر عن تدمير عدة مواقع، وخروج معابر مهمة شرعية عن الخدمة، وتسبب ذلك بإعاقة حركة مرور النازحين من لبنان باتجاه الأراضي السورية.
أكثر من نصف مليون شخص عبروا الحدود إلى سوريا هرباً من حرب لبنان
بيروت: «الشرق الأوسط»..عبر أكثر من نصف مليون شخص في لبنان الحدود متوجهين إلى سوريا خلال شهر ونيف، وفق ما ذكرت، الجمعة، اللجنة الحكومية لإدارة الأزمة، مع استمرار الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل. وقالت اللجنة في بيان: «من تاريخ 23 سبتمبر (أيلول) لغاية 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 سجل الأمن العام (اللبناني) عبور 348237 مواطناً سورياً و156505 مواطنين لبنانيين إلى الأراضي السورية».
«العمال الكردستاني» تبنّى هجوم «توساش» نافياً ارتباطه بتطورات حل المشكلة الكردية
إردوغان أعلن أن منفذَيه تسللا من سوريا وتعهّد باجتثاث الإرهاب من جذوره
الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. تبنّى حزب «العمال الكردستاني» الهجوم الإرهابي على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية «توساش». في حين أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن منفذي الهجوم تسللا من سوريا، متعهداً باجتثاث الإرهاب من جذوره. ونقلت وكالة «فرات» للأنباء، القريبة من حزب «العمال الكردستاني»، المُصنّف منظمة إرهابية من جانب تركيا وحلفائها الغربيين، عن بيان لـ«مركز الدفاع الشعبي» (الجناح المسلح للحزب)، الجمعة، أن منفذي الهجوم هما مينا سيفجين ألتشيشيك التي كانت تحمل الاسم الحركي «آسيا علي»، وروجار هالين الذي كان يحمل الاسم الحركي «علي أوريك»، وأنهما كانا ينتميان إلى مجموعة «الحكم الذاتي» في «كتيبة الخالدين». ونفى البيان الذي تداولته وسائل إعلام تركية، نقلاً عن وكالة «فرات» للأنباء، وجود علاقة للهجوم على شركة «توساش» والتطورات السياسية في تركيا التي أيّدها زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان، وأكد أن الهجوم خُطّط له منذ مدة طويلة، ولا علاقة له على الإطلاق بالأجندة السياسية التي نُوقشت مؤخراً في تركيا.
هجوم «توساش» وقضية الأكراد
وتشهد تركيا حالياً تطورات تتعلّق بالتوصل إلى حل المشكلة الكردية وحل حزب «العمال الكردستاني»، بدأت بمصافحة رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب» لنواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيّد للأكراد الذي حل محل حزب «الشعوب الديمقراطية»، ثم دعوته يوم الثلاثاء الماضي أوجلان للحديث أمام البرلمان لإعلان حل حزب «العمال الكردستاني» وترك سلاحه. وسمحت السلطات للمرة الأولى لنائب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» عن مدينة شانلي أورفا (جنوب شرقي تركيا)، عمر أوجلان، بزيارة عمه عبد الله أوجلان، في محبسه بسجن جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة، لتنهي عزلة فُرضت عليه منذ 43 شهراً. ووجّه أوجلان، عبر ابن شقيقه، رسالة إلى الرأي العام أكد فيها أنه «مستعد لنقل العملية الحالية إلى الإطارين السياسي والقانوني»، لكن قيادات حزب «العمال الكردستاني» في جبال قنديل بشمال العراق أكدت أنه لا يستطيع القيام بذلك. وقال البيان إنه تم تحديد مواقع مهمة واستراتيجية في تركيا بوصفها أهدافاً عسكرية، وتم استهداف شركة «توساش» التي تصنع المسيرات التي تُستخدم في الهجوم على الحزب. وأشار في الوقت ذاته إلى أن رسالة أوجلان للرأي العام هي أيضاً «وضع سيتم تقييمه». وأسفر الهجوم الإرهابي على مقر شركة «توساش» في ضاحية كهرمان كازان على بُعد 40 كيلومتراً من العاصمة أنقرة، بالقنابل والأسلحة، عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين. بينما أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أنه تم القضاء على الإرهابيين منفذَي الهجوم، وتم التعرف على هوية الإرهابية مينا سيفجين ألتشيشيك، وهي من عناصر حزب «العمال الكردستاني». وفجّرت الإرهابية ألتشيشيك نفسها داخل مقر شركة «توساش»، عندما أدركت أنها ستُقتل على أيدي قوات الأمن، ولم يتبق من أشلائها سوى ذراعها، في حين قُتل الإرهابي الثاني (روجار هالين) في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن. وتبيّن أن ألتشيشيك اُنتخبت عام 2014 رئيسة مشاركة لمنطقة وسط هكاري، من صفوف حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيّد للأكراد، الذي كان يرأسه صلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسيك داغ، السجينان حالياً، والذي يواجه حالياً دعوى لإغلاقه أمام المحكمة الدستورية لضلوعه في دعم الإرهاب.
إردوغان والحرب على الإرهاب
وأعلن الرئيس التركي أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة «توساش» تم عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى الأراضي التركية. وأكد أن تركيا تواصل أعمالها لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وإن كان ذلك في سوريا «فسنفعل ما تقتضيه الضرورة»، في إشارة إلى احتمال شنّ عملية عسكرية في شمال سوريا. وقال إردوغان -في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته مساء الخميس من روسيا، حيث شارك في قمة مجموعة «بريكس»- إن تركيا نفّذت عمليات على 40 موقعاً في شمال سوريا طيلة الليلة التي أعقبت الهجوم، كبّدت الإرهابيين خسائر فادحة. وشدد على أن تركيا لا يمكن أن تقدم إطلاقاً أي تنازلات في مكافحة الإرهاب. وعن احتمال أن يكون للهجوم على «توساش» ارتباطات خارجية، بسبب مشاركة تركيا في قمة «بريكس» وطلبها الانضمام إليها، ومزاعم أن إسرائيل تقف وراء الهجوم، قال إردوغان إن اختيار مؤسسة بارزة مثل «توساش» لتنفيذ الهجوم الإرهابي هو أمر ذو مغزى. وأضاف إردوغان الذي عقد قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول لدى وصوله قادماً من روسيا ليل الخميس-الجمعة لبحث الهجوم الإرهابي، أن الإرهابيين لم يستهدفوا «توساش» فحسب، وإنما استهدفوا السلام والأمن في تركيا. في السياق ذاته، شنّت أجهزة الأمن التركية حملة موسعة على عناصر حزب «العمال الكردستاني» في البلاد. وقال وزير الداخلية، علي يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، الجمعة، إنه تم القبض على 176 مشتبهاً من أعضاء حزب «العمال الكردستاني» وعدد من الأذرع، ومنها: «تنظيم المجتمعات الكردستانية»، و«وحدات حماية الشعب الكردية» في عمليات جرت في 31 ولاية تركية. وأضاف أن هؤلاء اعتقلوا لأنهم يعملون ضمن منظمة إرهابية (حزب «العمال الكردستاني»)، ويشكلون جزءاً من البنية الشبابية للمنظمة وقدموا إليها التمويل، وقاموا بالدعاية لها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبيّن أنهم شاركوا في مظاهرات غير قانونية: مثل قطع الطرق، وحرق الإطارات، وإلقاء الحجارة والمفرقعات والمولوتوف. ولفت إلى أنه تم خلال العمليات الأمنية ضبط الكثير من المسدسات وبنادق الصيد غير المرخصة، وكميات كبيرة من المخدرات، وتمت مصادرة وثائق تنظيمية ومواد رقمية. كما أعلن يرلي كايا أنه قُضي على أحد عناصر «العمال الكردستاني» المدرجين على النشرة الحمراء للمطلوبين، ويُدعى رمضان أكتاش، وكان يُلقب بـ«فاراشين بدران»، خلال اشتباكات بعد مداهمة منزل في بلدة أرتوكلو بولاية ماردين، جنوب شرقي تركيا.
عشرات الضحايا بغارات تركية مكثفة على شمال شرقي سوريا..
قوات «قسد» تعلن مقتل جنود أتراك ومقاتلين من فصائل المعارضة..
الشرق الاوسط...القامشلي: كمال شيخو.. جدّدت تركيا غاراتها الجوية المكثفة على مناطق متفرقة في إقليم «شمال شرقي سوريا» منذ فجر الجمعة، واستهدفت مقراً عاماً لقوى الأمن الداخلي ونقاطاً عسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في مدينة القامشلي، التابعة لمحافظة الحسكة، كما قصفت حقول نفط السويدية؛ ما أسفر عن سقوط 7 موظفين مدنيين. وأعلنت «قسد» تنفيذ عملية تسلّل في مناطق العمليات التركية بريف الحسكة، استهدفت قاعدة تركية وأسفرت عن مقتل جنود أتراك ومقاتلين من فصائل المعارضة المسلحة، في وقت تفقدت دورية أميركية المناطق التي تعرّضت للقصف. وتحدث شهود عيان وسكان أكراد عن تصاعد أعمدة الدخان وسحب سوداء على مدن القامشلي ورميلان والسويدية وعامودا بريف محافظة الحسكة، إضافة إلى مدينة عين العرب (كوباني) إثر الغارات التركية المكثفة، وسماع أصوات الانفجارات التي هزَّت تلك المناطق، كما ذكرت طواقم طبية وفرق إسعاف أن الكثير من الجرحى نُقلوا إلى المستشفيات حالتهم كانت حرجة جراء تعرّضهم لنيران وشظايا القصف. ومن بين عشرات المواقع المستهدفة أفران ومحطات كهرباء ومواقع نفطية وحواجز أمنية ومطاحن للحبوب والدقيق ومراكز صحية. وتداول نشطاء أكراد عبر حساباتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً تظهر لحظة القصف التركي على مطحنة مدينة «كوباني»؛ ما أسفر عن مقتل عامل إصابة 8 آخرين بجروح خطيرة، وأثار القصف على محطة السويدية النفطية الذي تسبب بمقتل 7 موظفين مدنيين وإصابة العشرات. وقالت قوى الأمن الداخلي لإقليم «شمال شرقي سوريا» في بيان رسمي إن تركيا قصفت مناطقها 40 مرة؛ ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54 شخصاً وإصابة 40 آخرين بجروح بالغة. وتسبب القصف التركي على «مستوصف الخليج» داخل مركز مدينة القامشلي بأضرار مادية جسيمة أخرجته عن الخدمة نهائياً، كما ألحق القصف على مركز «شركة التطوير الزراعي» و«مطحنة الجزيرة» بتلف كامل الطحين المخزَّن فيه. وقال مدير المطحنة أحمد صاروخان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الدقيق المخزَّن في المستودعات كان أكثر من 100 طن، أُتلف بالكامل وهذا العجز يتحمله العدوان التركي المستمر على مناطقنا». واستهدف القصف الجوي التركي محطة السويدية للغاز فتعرَّضت خزاناتها الرئيسية للاحتراق والدمار، وتناثرت أنابيب التوصيل على الأرض وانهارت شبكة التسخين والقواطع الرئيسية، كما تسبب القصف بانقطاع التيار الكهربائي الذي يغذي المحطة والقرى المجاورة، وتحولت خزانات المحطة وشبكة السخانات والقواطع الرئيسية كتلة متفحمة. وبحسب مدير حقول النفط في منطقة الرميلان، أحمد إبراهيم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، فإن تركيا تعمدت استهداف حقول النفط والطاقة عشرات المرات، بينها «محطة سعيدة» للنفط، و«محطة عودة» للنفط و«حقل الطفلة» النفطي، و«منشأة الرميلان» الرئيسية، وقال: «حجم خسائر الإدارة الذاتية يفوق مليار دولار جراء الهجمات التركية، وإن هذه الخسائر آخذة في الزيادة جراء مواصلة أنقرة هجماتها على المحطات الحيوية، وخصوصاً الطاقة والوقود والغاز». وتخضع حقول الرميلان لنفوذ وسيطرة «الإدارة الذاتية» وجناحها العسكري قوات «قسد» منذ 2014 بدعم من تحالف دولي تقوده واشنطن، وكانت تنتج قبل الحرب سنة 2011 نحو 90 ألف برميل يومياً تُستخرج من 1322 بئراً، أما حقول السويدية المجاورة فكانت تنتج وحدها نحو 116 ألف برميل يومياً، إضافة إلى وجود 25 بئراً للغاز الطبيعي. وتفقدت دورية أميركية صباح الجمعة المناطق التي تعرّضت للقصف التركي. ودخلت عربات أميركية وجنود من قوات التحالف «معمل السويدية للغاز»، وشركة «رميلان» النفطية ومحطات نفطية ثانية بمنطقة كوجرات في ريف مدينة المالكية (ديريك).
عمليتا تسلل لـ«قسد»
وكشف المركز الإعلامي لـ«قسد»، عن أن قواتها نفذت عمليتَي تسلّل ضد الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية لها، استهدفتا قاعدة تركية في قرى تقع بريف بلدة رأس العين أو «سري كانيه» بحسب تسميتها الكردية، وتتبع محافظة الحسكة «أسفرت عن القضاء على عدد من جنود الاحتلال التركي ومرتزقته وإصابة عدد آخر». سياسياً؛ دعا «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) الجناح السياسي لـ«قسد» في بيان نُشر على موقعه الرسمي، مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية لممارسة أقصى الضغوط على تركيا لوقف اعتداءاتها على سيادة سوريا. وقال عصمت شيخ حسن، رئيس هيئة الدفاع بـ«الإدارة الذاتية»، في تعليق لـ«الشرق الأوسط» على الهجمات التركية، «إن الإدارة ليست لها علاقة بالصراع الدائر بين تركيا و حزب العمال الكردستاني، هو شأن داخلي تركي وليس مسألة سورية»، وطالب بتشكيل لجنة دولية أممية لمراقبة الحدود بين تركيا ومناطق سيطرة الإدارة.
إردوغان طلب من بوتين دفع التطبيع بين أنقرة ودمشق
لمَّحَ إلى عملية عسكرية واسعة ضد مواقع «قسد» شمال سوريا
الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنه طلب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المساعدة في دفع مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، ولمَّحَ في الوقت ذاته إلى إمكانية القيام بعملية عسكرية موسعة في شمال سوريا؛ لمكافحة الإرهاب، وضمان أمن تركيا. وقال إردوغان إنه طلب من بوتين، خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة «بريكس» في قازان جنوب روسيا، أن يدعم التواصل بين دمشق وأنقرة لتطبيع العلاقات واستجابة الرئيس السوري، بشار الأسد، لدعوته للقائه. وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من روسيا، نشرت الجمعة: «تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف، طلبنا من السيد بوتين ضمان رد بشار الأسد على دعوتنا، هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك». وسبق أن وجه إردوغان الدعوة للأسد للقاء من أجل دفع مسار إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وكرر دعوته الشهر الماضي خلال توجهه لمشاركة في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
إردوغان ولقاء الأسد
وشدد إردوغان على أهمية تطبيع العلاقات مع سوريا من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي، معرباً عن أمله بأن تتخذ حكومة دمشق خطوات تجاه التطبيع العملي مع تركيا؛ لأن هذا التوجه يمكن أن يكون في صالح الطرفين. وأضاف: «نتطلع إلى أن تفهم الحكومة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي لعلاقاتها مع تركيا، وأن تتخذ خطواتها وفقاً لذلك». في الوقت ذاته، لمَّح إردوغان إلى أن القوات التركية قد تنفذ عملية عسكرية موسعة في شمال وشرق سوريا في إطار التزامها بمكافحة الإرهاب من منبعه في سوريا. وبالإشارة إلى أن مُنفذَيّ الهجوم الإرهابي على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية (توساش) في أنقرة، الأربعاء الماضي، جاءا من سوريا، قال إردوغان: «إن كان مصدر الإرهاب سوريا، فسنتعامل معه من منبعه، وهذا ما قمنا به عقب الهجوم الإرهابي على (توساش)». وشنت القوات التركية ضربات بالطيران المسيّر على 40 موقعاً تابعاً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردية»، المدعومة من جانب أميركا، والتي تعدها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، في سوريا، في إطار الرد على هجوم «توساش»، فضلاً عن القصف المدفعي لمواقع «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، ما ألحق خسائر واسعة في البنية التحتية، ومنشآت الطاقة والمستشفيات والخدمات، فضلاً عن الخسائر في الأرواح. وقال إردوغان: «أبطالنا يدافعون عن مستقبل تركيا بأرواحهم، وسنواصل الرد بقوة على كل من يهدد استقرار بلادنا». ويشكل بقاء القوات التركية في شمال سوريا نقطة خلاف أساسية بين أنقرة ودمشق، تعرقل جهود تطبيع العلاقات بينهما بسبب مطالبة الحكومة السورية بانسحاب القوات التركية، كونه مطلباً رئيسياً من أجل السير في التطبيع. وانتقد إردوغان الدعم الأميركي للقوات الكردية، قائلاً إن الولايات المتحدة تحتضن التنظيم الإرهابي بين ذراعيها لمدة من الوقت، لكن عندما تنتهي هذه المدة، ستضطر لأن تتركه لوحده. ورأى أن التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية - قسد) يستفيد من الاضطرابات في سوريا، لكنه يسعى عبثاً للاحتماء ببعض الدول الغربية، لكن هذه الحماية لن تستمر للأبد.
الدعم الأميركي لـ«قسد»
وعن النقاشات المتعلقة بالانسحاب الأميركي من سوريا، قال إردوغان إن هذه النقاشات مستمرة منذ وقت طويل، وتبين أصلاً من طول النقاشات أن الانسحاب سيكون «تكتيكياً وليس استراتيجياً». وأضاف: «أصبح من المعلوم أن أميركا تستخدم التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل مصالحها، وضمان أمن إسرائيل... واشنطن تقدم كل أنواع المركبات والمعدات والذخيرة وكل الدعم والأموال لإسرائيل». وأكد إردوغان أن «تركيا تراقب عن كثب جميع التطورات التي تجري بجوارها، ولا يمكن أن تقدم أي تنازلات بهذا الصدد، وستحمي أراضيها بالتأكيد، وستواصل كفاحها ضد جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل ضمان مصالحها القومية وأمن حدودها». وجدد الطيران المسيّر التركي قصفه لمناطق في شمال وشرق سوريا، وامتد على شريط طوله 500 كيلومتر، مستهدفاً 25 منشأة حيوية من محطات غاز وكهرباء ونفط ومراكز صحية وأفران وصوامع حبوب، في القامشلي وأرياف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 27 مدنياً قُتلوا في 45 غارة شنّتها مسيّرات تركية في شمال سوريا وشرقها، لافتاً إلى أن «القوات التركية كثّفت في شكل كبير هجماتها الجوية والبرية منذ مساء الخميس». وكانت «قسد» أعلنت، الخميس، مقتل 12 مدنياً على الأقل بينهم طفلان؛ جراء غارات تركية طالت مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا. وقالت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، إن قواتها الجوية قصفت 120 هدفاً لحزب العمال الكردستاني و«قسد» في شمال سوريا والعراق، منذ انطلاق العملية الجوية، مساء الأربعاء، عقب هجوم «توساش» الإرهابي في أنقرة، الذي أعلن حزب العمال الكردستاني، الجمعة، مسؤوليته عنه.
مقتل عشرات من «العمال الكردستاني» بضربات تركية في شمال العراق..
أنقرة تواصل الرد على مهاجمة مقر صناعة الطيران
الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق.... أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 37 من عناصر حزب العمال الكردستاني، في إطار عملياتها بشمال العراق. وذكرت الوزارة، في بيان، الجمعة، عبر حسابها في منصة «إكس»، أنه «وفقاً للنتائج الأولية، جرى القضاء على 30 (إرهابياً) من حزب العمال الكردستاني في العمليات الجوية التي نُفّذت، ليل الخميس-الجمعة، ضد 34 هدفاً في هاكورك وكاره وقنديل وسنجار في شمال العراق». وأطلقت تركيا عملية جوية في شمال العراق، الأربعاء الماضي، بعد ساعات من «هجوم إرهابي» على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء «توساش» في ضواحي العاصمة أنقرة، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، وإصابة 22 آخرين؛ لا يزال 14 منهم يتلقون العلاج. وتبنَّى حزب العمال الكردستاني الهجوم الإرهابي، الجمعة، ونقلت وكالة «فرات» للأنباء، القريبة من الحزب المصنَّف «منظمة إرهابية» من جانب تركيا وحلفائها الغربيين، عن بيان لمركز الدفاع الشعبي «الجناح المسلَّح للحزب»، أن مُنفذي الهجوم هما مينا سيفجين ألتشيشيك التي كانت تحمل الاسم الحركي آسيا علي، وروجار هالين الذي كان يحمل الاسم الحركي علي أوريك، وأنهما كانا ينتميان إلى مجموعة «الحكم الذاتي» في «كتيبة الخالدين». وأكدت وزارة الدفاع التركية، في بيانها، أن القوات التركية «سنواصل تدمير أوكار الإرهابيين في شمال العراق». وفي بيان آخر، قالت الوزارة إنه جرى القضاء على 7 من عناصر «العمال الكردستاني» في منطقة عملية «المخلب-القفل» الجارية بشمال العراق منذ 17 أبريل (نيسان) 2022. وأكدت أن عمليات القوت التركية في شمال العراق ستستمر بكل حزم حتى القضاء على آخِر إرهابي في المنطقة. في السياق نفسه، قالت مصادر أمنية إن المخابرات التركية استهدفت 120 موقعاً تابعاً لتنظيم حزب العمال الكردستاني في شمالي العرق وسوريا، منذ وقوع الهجوم الإرهابي على شركة «توساش». وقالت المصادر، لوكالة «الأناضول» التركية، إن جهاز المخابرات سيواصل عملياته، دون انقطاع، حتى تحقيق الهدف المخطط له ضد التنظيم الإرهابي «حزب العمال الكردستاني». واتفقت تركيا والعراق، خلال الاجتماع الرابع للآلية الأمنية المشتركة، الذي عُقد في أنقرة، يوم 15 أغسطس (آب) الماضي، على إنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد، ومركز تدريب وتعاون في معسكر بعشيقة، الذي كان يستخدم قاعدة تركية في شمال العراق بهدف محاربة الإرهاب، ومكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني. وأعلن مجلس الأمن الوطني العراقي حزب العمال الكردستاني تنظيماً محظوراً، بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للعراق في 22 أبريل الماضي. وفي السابق، تسببت العمليات العسكرية التركية ضد «العمال الكردستاني» في شمال العراق، والوجود العسكري التركي في بعض المناطق، في خلافات ونوع من التوتر بين بغداد وأنقرة.
فؤاد حسين: سماء العراق ليست فضاء للحرب
قال إن واشنطن تحاول إبعاد بغداد عن الصراع «لكن لا ضمانة رسمية»
الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبونجم.. يخيم القلق على السلطات العراقية من استخدام أجواء بلادها لتصفية الحسابات بين طهران وتل أبيب، بينما تدور منذ أسابيع تساؤلات وتكهنات متعددة المصادر حول اقتراب الرد الإسرائيلي على الصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل بداية الشهر الحالي، والتي تؤكد إيران أنها سترد عليها بقوة تدميرية أكبر مما كانت عليه في المرة الأخيرة. ولا تتردد الأوساط الرسمية العراقية في التعبير عن هذا القلق، وهو ما فعله وزير الخارجية فؤاد حسين، خلال لقائه صحافيين في باريس التي وفد إليها للمشاركة في مؤتمر «دعم لبنان»، الخميس.
سماء العراق ليست فضاءً للحرب
يقول الوزير العراقي دون مواربة: «نتابع الوضع بدقة، ونحن قلقون جداً من توسيع رقعة الحرب من غزة ولبنان إلى دول أخرى، كما أننا قلقون أن تكون الأجواء العراقية والجغرافيا العراقية جزءاً من فضاء الحرب»، مضيفاً أن سلطات بغداد «تسعى لإبعاد الحرب عن البلاد من خلال تكثيف الاتصالات الدولية» التي على رأسها الولايات المتحدة الأميركية. وكان فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، قد أعلن أن «الولايات المتحدة والتحالف الدولي قد أسهما في تجنيب العراق الضربات الإسرائيلية المحتملة»، في إشارة إلى قيام مجموعات عراقية باستهداف مواقع إسرائيلية بمسيَّرات وصواريخ لم توقع أي خسائر لدى الجانب الإسرائيلي. بيد أن وزير الخارجية عند سؤاله، الأربعاء، عن توفُّر «ضمانات» للعراق لتجنيبه الحرب في أراضيه وأجوائه، لم يعط جواباً قاطعاً؛ فمن جهة، أفاد بأن «التواصل مستمر مع واشنطن» وأن بغداد «تعبِّر عن قلقها»، مشيراً إلى وجود اتفاقية أمنية بين الجانبين العراقي والأميركي «تتضمن فقرة تشير إلى أن من الواجب التعاون الأمني والعسكري مع واشنطن في حالة الهجوم على العراق». من جهة ثانية، شكك الوزير حسين بوجود مثل هذه الضمانات الرسمية، بقوله: «في تواصلنا مع الدول، نحاول أن نحصل على هذه الضمانات، ولكن حتى اللحظة هناك محاولات» مضيفاً أن «الواقعية» تقضي بالاعتراف بأن الجهة الوحيدة القادرة على «الضغط» على إسرائيل هي الولايات المتحدة. وفي أي حال، يؤكد فؤاد حسين أن «الطرف الأميركي يسعى إلى إبعاد الأجواء العراقية عن هذه الحرب»، فهل ينجح؟
قرار السلم والحرب في العراق
ثمة مبدأ ولازمة يؤكد عليهما مسؤولون عراقيون في كل مناسبة، فحواهما أن بغداد «لا تقبل استخدام الأجواء العراقية من أي طرف للهجوم على طرف آخر؛ إذ إنها ليست للحرب وهذا هو مبدؤها»، وقال الوزير حسين إنه ناقش هذا الأمر مع نظيره الإيراني عباس عراقجي الذي زار بغداد قبل أسبوعين. بيد أن الأمور ليست بهذه السهولة والوضوح في العراق. وعند سؤاله عن الميليشيات واستهدافاتها وما إذا كانت تلقى تشجيعاً من إيران، يعود وزير الخارجية إلى ما أكد عليه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أخيراً، بأن «قرار الحرب والسلم في العراق ليس بيد الآخرين، بل بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية». وشدد الوزير على أن الوضع في العراق «معقد»، وأن من ينهج خطاً بعيداً عن الحكومة يكون خارج شرعيتها. وأشار إلى أن «إيران تعرف ذلك»، كما أنه شدد على المبدأ نفسه أمام عراقجي. وفي أي حال، يربط الوزير حسين بين «أمن العراق وبين أمن المنطقة»، ويشدد على أن بلاده «تريد أن تكون جزءاً من الحلول للمشكلات التي يعاني منها الإقليم»، منوهاً بأن بغداد كانت موضع لقاءات أثمرت «تبريد» النزاعات في المنطقة، وفتح باب الحوار بين أطراف كانت على خلاف. ولمزيد من الإيضاح يشير إلى أن «أي تواصل عربي ــ إيراني كان العراق سببه». في الأسابيع الأخيرة، ومع نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم خصوصاً من المناطق الجنوبية بفعل الضربات والتهديدات الإسرائيلية، طُرحت أسئلة كثيرة حول توجُّه آلاف اللبنانيين إلى العراق، وحول ما إذا كان الهدف إحداث تغيير ديموغرافي في لبنان، وربما أيضاً في العراق. وإزاء هذه المخاوف، أراد الوزير العراقي أن يكون جازماً بتأكيده أن نحو 10 آلاف لبناني وصلوا إلى بلاده، حلوا «ضيوفاً» عليها بعد فتح الحدود أمامهم، إلا أنه جزم بأن «بغداد لا تمتلك أي غاية في إحداث تغيير ديموغرافي لا في العراق ولا في لبنان؛ لأنها مسألة حساسة للطرفين». وقال حسين، إن ما ترنو إليه السلطات العراقية، هو أن «يعود اللبنانيون إلى بلادهم لأنهم هم أهل لبنان».
العلاقات العراقية ــ الأميركية
ثمة أسئلة تثار حول العلاقات الأميركية - العراقية ومستقبل الحضور الأميركي والغربي في العراق. في هذا السياق يشير مسؤول الدبلوماسية العراقية إلى أن واشنطن وبغداد بعد مشاورات ولقاءات، توصلتا إلى تفاهم يقضي بأن تنسحب القوات الأميركية من «مناطق معينة» من العراق بحلول شهر سبتمبر (أيلول) من العام المقبل، بينما الانسحاب التام سيحل بعد ذلك بعام كامل. بيد أنه سارع إلى القول إن هذا ّ«لا يعني أن العلاقات بين البلدين ستكون من الماضي؛ إذ يجري العمل على تفاهمات للتعاون العسكري والأمني» اللاحق، ولكن ليس مع التحالف، بل مع كل دولة من دوله على حدة، حتى تتحول العلاقات إلى «ثنائية» بعد أن كانت «جماعية». لا بد للحوار مع مسؤول عراقي أن يأتي على الوضع الأمني الداخلي في العراق، والتخوف من عودة «داعش» إلى الواجهة، خصوصاً إذا حدث فراغ أمني بعد انسحاب القوات الحليفة. وفي هذا السياق، يبدي الوزير العراقي «ثقته» بقدرة العراق الذي «لديه القدرات والمعلومات والتجربة لمحاربة (داعش)»، بحيث إن التنظيم الإرهابي «لم يعد هو المبادر بل القوات العراقية»، لكنه لا يتأخر في التعبير عن قلقه؛ إذ يرى أن «المشكلة اليوم هي سوريا وآلاف من عناصر (داعش) المحتجزين في المعتقلات التابعة لكرد سوريا»، وغالبيتهم في معسكر «الهول»، وبالتالي فإن خروجهم سيعني توجههم إلى الأراضي العراقية؛ ما سيطرح تحدياً بالنسبة للعراق وقواته الأمنية.
واشنطن تلمح إلى بقاء قواتها في العراق..
بغداد تقدم للعائدين من مخيم «الهول» تأهيلاً نفسياً
الشرق الاوسط...بغداد: حمزة مصطفى.. في وقت تواصل القوات الأمنية العراقية ملاحقة ما تبقى من قيادات تنظيم «داعش»، لمّحت الولايات المتحدة الأميركية إلى استمرار بقاء قواتها في العراق. وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سابرينا سينغ، إن قوات بلادها تنفذ عمليات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية ضد تنظيم «داعش». وأضافت سينغ، خلال مؤتمر صحافي، أن واشنطن «تلاحظ بشكل دائم أن (داعش) يواصل نشاطه في سوريا والعراق، لذا فإنه لا يزال يشكل خطراً، وأن العمليات المشتركة مع القوات العراقية ضده مهمة للغاية». وشاركت الولايات المتحدة الأميركية في عملية عسكرية عراقية غرب الأنبار الشهر الماضي، وأدت إلى مقتل 14 من «داعش»، من بينهم 5 من قيادات التنظيم، كما لعبت دوراً جوياً في العملية الأخيرة التي نفذت الأسبوع الماضي، وأدت إلى مقتل «والي العراق». وكانت عملية «وثبة الأسود» التي حصلت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قد تمت بالتعاون بين جهاز المخابرات العراقي والتحالف الدولي، طبقاً لبيانين عراقي وأميركي.
علاقة ملتبسة
وأعلن العراق على لسان رئيس وزرائه محمد شياع السوداني، بدء تفكيك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وتحويل العلاقة مع دوله إلى علاقة ثنائية بعد انتهاء مبررات وجوده وانسحاب قواته من البلاد، لكن المواقف الأميركية تشير دائماً إلى إعادة تنظيم العلاقة مع بغداد دون الانسحاب الكامل. وتشير بغداد دائماً إلى وضوح علاقتها مع واشنطن التي تحددها اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين الطرفين عام 2008، رغم أن واشنطن لا تتفق مع رؤية العراق في عملية الانسحاب، ما يجعل العلاقة ملتبسة رغم تبريرات الجانب الرسمي العراقي. وفي سياق مواصلتها مطاردة بقايا التنظيم، أعلنت خلية الإعلام الأمني، الجمعة، أن جهاز مكافحة الإرهاب دمر 6 مضافات و4 أنفاق لتنظيم «داعش» الإرهابي في صلاح الدين. وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها، إن «جهاز مكافحة الإرهاب ينفذ عملية استطلاع وتفتيش تسفر عن تدمير (6) مضافات (4) أنفاق، وعدد من المواد المتفجرة في محافظة صلاح الدين». وبينت الخلية أن «جهاز مكافحة الإرهاب بالتعاون والتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وقوات التحالف الدولي، مستمرون بعمليات البحث والتفتيش».
تأهيل سكان «الهول»
وفي سياق متصل، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن القادمين من مخيم «الهول» سيخضعون إلى منهاج لـ«التأهيل النفسي» قبل دمجهم بالمجتمع. وأضاف الأعرجي في تصريح صحافي، أن «القادمين من مخيم الهول تم التدقيق الأمني معهم من قبل فريق متخصص، ويتم تسلمهم ونقلهم إلى مخيم الجدعة (في الموصل)، وفي هذا المخيم يخضعون إلى منهاج للتأهيل النفسي والاندماج مع المجتمع». وأوضح أن «مخيم الجدعة تشرف عليه وزارة الهجرة والمهجرين من خلال فريق متخصص مشكل من أغلب الوزارات والجامعات وأستاذة متخصصين». وبيّن أن «تقييم هؤلاء يتم بعد انتهاء الفترة المحددة، وبالتنسيق مع الإدارات المحلية والعشائر وقادة المجتمع المدني، ويتم إرجاعهم إلى مناطقهم السابقة، علماً بأن عودتهم للعراق طوعية ضمن برنامج العودة الطوعية». وأوضح الأعرجي أن الحكومة تعمل على «أكبر عملية إدماج مجتمعي» لمن قدموا من مخيم الهول السوري. جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته مستشارية الأمن القومي، لتقييم وتحديث الاستراتيجية العراقية لمكافحة الإرهاب للأعوام من 2012 إلى 2025، بالتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب، وبالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق.