الأسرى الفلسطينيون والوعي النقدي المطلوب!

الذكرى الـ 64 للنكبة: مسيرات ومهرجانات ومواجهات في القدس وأراضي الـ 48 والضفة وغزة

تاريخ الإضافة الخميس 17 أيار 2012 - 7:34 ص    عدد الزيارات 2535    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الذكرى الـ 64 للنكبة: مسيرات ومهرجانات ومواجهات في القدس وأراضي الـ 48 والضفة وغزة
أحيا الفلسطينيون في مختلف أرجاء فلسطين التاريخية الذكرى 64 لنكبة العام 1948، التي اسفرت عن احتلال اسرائيل للجزء الأكبر من فلسطين وانشاء دولة اسرائيل على اراضي الفلسطينيين التي صودرت منهم عنوة. ونظمت في القدس ومدن ومناطق أراضي 48 والضفة الغربية وقطاع غزة، مسيرات احياء للذكرى التي صادفت يوم أمس.
واعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي امس عن حالة الطوارئ وقالت مصادر إسرائيلية أن قوات الاحتلال ستعزز قواتها في مناطق مختلفة في الضفة الغربية كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن جاهزيتها داخل أراضي 48 .
القدس
في القدس فجر شبان وفتيان وأطفال بلدة العيسوية غضبهم في ذكرى النكبة، بوجه جنود الاحتلال الذين يواصلوا حصار البلدة منذ ساعات الصباح.
وتقوم مجموعات من الشبان برشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، في الوقت نفسه أحرق الشبان المئات من الأعلام الإسرائيلية التي تمثل عدد أسابيع النكبة، ما استفز جنود الاحتلال الذين اعتدوا على النساء والأطفال وأطلقوا عشرات القنابل الغازية المسيلة للدموع، والصوتية الحارقة على الشبان ومنازل المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال حتى الآن عددا من الأطفال على أيدي عناصر من وحدة المستعربين بجيش الاحتلال وما يزال الوضع متوترا في البلدة.
أراضي الـ48
واستجابة لقرار لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل احتشد قبل عصر امس الآلاف من عرب الداخل في أراضي قرية اللجون المهجرة القريبة من مدينة أم الفحم، حيث ساحة المهرجان لاحياء الذكرى الـ64 للنكبة.
وشارك في المهرجان عدد من القيادات السياسية والدينية كان من بينهم قيادات التجمع رئيس الحزب واصل طه والنائبة حنين زعبي والأمين العام عوض عبد الفتاح ونائب الأمين العام مصطفى طه.
وكان من اللافت المشاركة الشبابية الواسعة، حيث رفع الشباب الأعلام الفلسطينية، كما رفع الأطفال أسماء القرى المهجرة. كما قام عدد من الشبان باستعراض مشهد أصيل في مسيرة الخيول التي رفع عليها الأعلام الفلسطينية.
وأقيم عدد من الخيام في ساحة المهرجان، تضمنت زوايا فنية وثقافية، ومنها خيمة للأسرى التي شهدت إقبالا لافتا من قبل المشاركين وبحضور عدد من ذوي أسرى الداخل.
وشهدت المدن والبلدات الفلسطينية في اراضي الـ48 منذ صباح امس إضرابا عاما وشاملا، وذلك إحياء للذكرى الرابعة والستين للنكبة.
وشهدت منطقة البطوف والجليل ومنطقة المثلث الجنوبي في الطيرة والطيبة ووادي عارة وام الفحم في المثلث الشمالي، التزاما شبه تام بقرار الإضراب.
وشمل الإضراب جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمدارس والمحال التجارية، ويستثنى من الإضراب فقط الطلاب المتقدمون اليوم لامتحانات "بجروت".
الضفة الغربية
في الضفة علقت لافتات على جدران المباني وواجهات المحلات التجارية بمدن وقري ومحافظات الضفة تمجد نضال الأسرى الذين خاضوا إضرابا طويلا عن الطعام حتى تحققت مطالبهم كما علقت لافتات عدة تضمنت عبارات وكلامات عن العودة والحق الفلسطيني في الرجوع إلى المكان الذي سلبه الاحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين عام 1948 بعد ارتكاب مجازر بحق المواطنين وتهجيرهم إلى اماكن مختلفة داخل فلسطين والشتات.
ووضعت على الأرصفة لافتات صغيرة سجل على كل واحدة منها تاريخ قرية تم تدميرها ومعلومات عنها قبل وبعد "النكبة" .
وتمكن عدد من الشباب الفلسطيني من دخول أراضي 48 عبر حاجز نعلين غرب محافظة رام الله تزامنا مع الذكرى حيث اشتبك معهم جنود الاحتلال الاسرائيلي ومنعوهم من اجتياز الحاجز .
وعم الاضراب جميع المؤسسات والمدارس بالضفة الغربية لمدة ساعات محددة واغلق العديد من المحلات التجارية .
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح امس منسق حركة المقاومة الشعبية في قرية النبي صالح ناجي التميمي بعد مشاركته بفعالية ببلدة نعلين واعتدى جنود الاحتلال بالضرب على المشاركين في الفعالية وعلى التميمي قبل اقتياده إلى جهة مجهولة.
وكان أفرج عن التميمي من سجون الاحتلال قبل بضعة أشهر, بعد اعتقال مدة عام وغرامة مالية كبيرة.
وقد أصيب عشرات المواطنين، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمسيرات السليمة التي انطلقت في عدة مناطق في الضفة الغربية، لمناسبة الذكرى الرابعة والستين للنكبة.
وشهدت عدة مناطق في الضفة مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أطلقت الأعيرة النارية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق وجروح مختلفة.
وقالت مصادر طبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 195 أصيبوا بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع قرب معسكر عوفر الاحتلال وجرى علاجهم ميدانيا، فيما أصيب 41 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ونقل منهم 19 إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله لتلقي العلاج.
وأضافت أن خمسة مواطنين أصيبوا في المواجهات التي اندلعت قرب مسجد بلال بن رباح في بيت لحم، وسبعة مواطنين في مواجهات متفرقة في محافظة الخليل، وخمسة مواطنين في مواجهات اندلعت في بلدة الرام شمال القدس.
وأشارت ذات المصادر إلى إصابة العديد من أفراد طواقم الإسعاف الميدانية بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز أثناء تأديتهم واجبهم قرب معسكر عوفر وجرى نقل اثنين من المسعفين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منسق حركة المقاومة الشعبية في قرية النبي صالح ناجي التميمي، بعد مشاركته بفعالية في بلدة نعلين غربي رام الله.
وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على المشاركين في الفعالية، وعلى التميمي قبل اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأصيب، عشرات الشبان بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع في المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وفي محيط مسجد بلال بن رباح.
وكان مدخل مدينة بيت لحم شهد مواجهات عنيفة بين الشبان المشاركين في المسيرات التي انطلقت في مدينة بيت لحم لمناسبة الذكرى الـ64 للنكبة، وجنود الاحتلال الذين هاجموهم أثناء محاولتهم الوصول إلى مسجد بلال بن رباح.
قطاع غزة
وتظاهر الاف الفلسطينيين في غزة وسط الدعوة لعدم العودة للمفاوضات مع اسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة.
وانطلقت التظاهرة التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لاحياء ذكرى النكبة والتي تضم كافة الفصائل وفي مقدمتها حركتا "حماس" و"فتح"، من وسط مدينة غزة باتجاه مقر المجلس التشريعي قبل الوصول الى مقر الامم المتحدة غرب المدينة حيث جرى تسليم رسالة موجهة للامين العام بان كي مون.
وشارك ايضا في هذه التظاهرة رئيس حكومة المقالة التي تديرها حركة "حماس" اسماعيل هنية.
وفي كلمة امام مقر الامم المتحدة، شدد رئيس اللجنة الوطنية زكريا الاغا، على ان الشعب الفلسطيني "لن يقبل اي بديل عن العودة".
ودعا الاغا، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، القيادة الفلسطينية الى "استمرار التمسك بوقف كل اشكال المفاوضات ورفض عدم استئنافها والاصرار على وقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام".
وطالب المجتمع الدولي وفي مقدمته بريطانيا بـ"رفع الظلم التاريخي، والضغط على حكومة اسرائيل للانسحاب من الارض الفلسطينية وتنفيذ قرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية خاصة 194".
وبعد ان اشار الى "الوحدة الفلسطينية" للتضامن مع قضية الاسرى عبر عن امله في ان يكون "هذا الانتصار مقدمة للنصر الاعظم لتحرير كل الاسرى دون قيد او شرط".
واكد النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي مشير المصري في كلمته ممثلا عن القوى الوطنية والاسلامية ان "حق العودة مقدس ولا يجوز التفريط فيه".
وشارك في التظاهرة مئات النساء والاطفال الذين رفعوا اعلاما فلسطينية ورايات الفصائل المختلفة كما رفع بعض المشاركين مفاتيح ترمز الى "العودة" الى بلداتهم التي هجروا منها عام 1948.
وردد المتظاهرون هتافات تشدد على الوحدة الوطنية الفلسطينية ونبذ الخلافات وانهاء الانقسام.
(وفا، أ ش أ، موقع عرب 84)
 
أطفال غزة يرسمون العودة
غزة ـ ميسرة شعبان
على الرغم من صغر أعمارهم لاستيعاب مفهوم ذكرى النكبة، إلا أن العديد من أطفال غزة حاولوا بكل طاقاتهم ألا ينسوا كلمات اجدادهم، ولم تغب قصصها في عقولهم، فتوجهوا في ذكرى النكبة الى من يروي لهم تاريخها، لكي يرسموا باقلامهم وخيالهم ما زرعوه أجدادهم وآبائهم في قلوبهم قبل عقولهم عن حق العودة غلى الأراضي التي هجرهم منها الاحتلال الإسرائيلي عام 48.
فقد أكد العشرات من الأطفال على حبهم للوطن وشوقهم لتحقيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردهم الاحتلال الإسرائيلي منها في عام 1948، مشددين من خلال رسمهم لصور النكبة في لوحات جدارية، بتنظيم مركز القطان في غزة، على عدم التنازل أو التفريط عن أي شبر من البلاد الفلسطينية المحتلة.
وقام الأطفال برسم خارطة فلسطين على لوحة قماشية، وتجسيد حال الأجداد الذين عاشوا تلك الفترة، إضافة إلى القيام بأنشطة استعراضية وتراثية، تؤكد على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم المحتلة.
وقص الأطفال الصور المتعلقة بالنكبة وأسقطوها على خريطة فلسطين، إضافة إلى كتابة أسماء المدن لتجسيد جذورهم الأصلية من خلال تلك الخريطة، هذا بالإضافة إلى ممارسة العديد من الألعاب الشعبية، ومنها لعبة المدن، حيث يردد كل طفل اسم بلدته التي هجر منها.
وتقول مديرة البرامج الثقافية والأنشطة في مركز القطان للطفل هيام الحايك: "قمنا بتهيئة الأطفال لاعداد عدة ورشات عمل تتحدث عن المدن الفلسطينية، وكيفية تهجيرهم منها، وذلك لتوسيع معلومات وآفاق الأطفال عن بلادهم وممارسة الفعاليات حول ذلك بشكل عملي".
وأضافت: "جاءت هذه الفعاليات لتوثيق ذكرى النكبة، ونقلها من ذاكرة الأجداد إلى عقول الأطفال الذين لم يعيشوا النكبة آنذاك، وذلك بغية عدم اندثار هذا الموضوع"، مشيرة إلى أن "هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة لأن أجواء المصالحة كانت إيجابية وعملت على رسم البسمة على وجوه الأطفال". وتابعت: "غزة أصبحت حاضنة أساسية ورحبت باللاجئين سنين طويلة، ولكن نحن لنا بلاد تهجرنا منها، ولا بد من الرجوع إليها، لأنها حق مشروع لا يستطيع إنكاره أحد، والواجب والضمير يلح علينا اليوم بضرورة تعليم أطفالنا وتثقيفهم حول بلدانهم الأصلية التي هُجروا منها".
مفتاح يافا
وخلال الاحتفال، علق الطفل محمد أبو الخير (15 عاماً) مفتاحا في رقبته، وكتب على وجهه اسم مدينة يافا، وتحدث قائلاً: "أتمنى العودة إلى دياري، ولن أتخلى عنها أبدا،ً وسيبقى لدينا أمل في يوم من الأيام أن نعود جميعا إلى أرضنا المحتلة".
ويضيف: "نقول للعالم الخارجي إن فلسطين بلدنا الأصلي، ولازم نرجعلها على الرغم من أنف المحتل، ويجب أن نعمل على تحقيق حلم آبائنا وأجدادنا وننقل إلى العالم بشاعة المحتل وجرائمه بحق الفلسطينيين منذ احتلاله لبلادنا وحتى اليوم".
أما الطفل محمد شامية (14 عاماً) من بلدة حمامة، فيقول: "بدأت الشعوب العربية كلها تصحو وتعرف أنه لازم نرجع لفلسطين بعد الثورات العربية وبعد تمادي الاحتلال في طغيانه وهدمه للبيوت في القدس المحتلة".
ويضيف: "العودة إلى بلادنا حق لجميع اللاجئين، وسنذهب نحو بلادنا مهما طال الزمن، ولن نخذل أجدادنا الذين تمنوا ذلك منذ سنين طويلة، وما زال جدي يحتفظ بمفاتيح العودة، ولن نسمح لأي جهة بأن تُسقط حقنا في العودة إلى بلادنا"..
 
الأمم المتحدة ترحب بالاتفاق بين الأسرى الفلسطينيين وإسرائيل
أسرى سجن الرملة يوقفون إضرابهم عن الطعام
رام الله ـ أحمد رمضان
انضم الأسرى الفلسطينيون في سجن الرملة الى باقي الاسرى الذين فكوا اضرابهم عن الطعام، بعدما وافقت اسرائيل على مطالب الحركة الوطنية الأسيرة.
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، امس إن الأسرى الخمسة الإداريين المضربين عن الطعام وافقوا على الاتفاق، الذي وقعته اللجنة العليا لقيادة الإضراب، وفكوا فجر اليوم إضرابهم عن الطعام .
وذكر نادي الأسير في بيان له، أن مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس اجتمع مع وفد اللجنة العليا المكون من الأسرى: جمال الهور وجمعة التايه والشيخ بسام السعدي، في مستشفى سجن الرملة لساعات عدة ، مع الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة المضربين منذ 78 يوما، والأسيران جعفر عز الدين المضرب منذ 60 يوما، وحسن الصفدي وعمر أبو شلال المضربين منذ 71 يوما، وأطلعهم على تفاصيل الاتفاق وما تضمنه، لاسيما فيما يتعلق بقضية الاعتقال الإداري، وبعد حوار استمر لساعات وافقوا عليه .
وقال المحامي بولس: "إن الأسرى وبعد نقاش طويل وسماعهم لشرح مستفيض من أعضاء اللجنة النضالية العليا للإضراب، استجابوا لطلب اللجنة، و أعلنوا في ساعات الفجر عن توقفهم عن إضرابهم ملتزمين بالاتفاق".
وأفاد بولس بأن لجنة الإضراب عقب لقائهم الأسرى الخمسة المضربين عن الطعام على كراسي متحركة، ذهلوا من الوضع الصحي الذي وصل إليه المضربون، الذين يتمتعون بمعنويات عالية رغم أوضاعهم الصحية الصعبة والقاسية.
وأكدت اللجنة على الالتزام الإسرائيلي الذي قّدم للجانب المصري وإلى لجنة الإضراب، والذي بموجبه "سيتم فحص ملف أي معتقل إداري، من قبل الجهات القضائية، وأن المعتقلين الذين لن تتوفر بحقهم معلومات أمنية، فانه لن يتم تجديد فترة اعتقالهم، وسيتم الإفراج عنهم، بعد انتهاء مدة اعتقالهم الإداري دون تجديد"، مشيراً إلى أن جميع الأسرى هاتفوا عائلاتهم، وأعلموهم بما يجري وبقراراتهم.
وقال بولس "إن السلطات الإسرائيلية وبموجب الاتفاق، ستنقل الأسرى الخمسة إلى مستشفى مدني لتلقي العلاج فورا".
وحول موضوع الأسير محمود السرسك، أفاد بولس بأن الحديث يدور عن الإفراج عنه، وإعادته إلى غزة ولكن لم يتم تحديد موعدا لذلك.
وأكد كل من فارس وبولس أن الأسرى في كافة السجون نفذوا قرار اللجنة العليا، بعد توقيع اتفاق عسقلان، برعاية وضمانات مصرية، وبعد جولة اللجنة العليا على كافة السجون تم فك الإضراب.
وأعربت عائلات الأسرى عن ارتياحها لقرار أبنائهم، بعد الخطر الذي كاد يودي بحياتهم، وأفادوا بأن الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات المحتجز في سجن الرملة، والذي صادف وجوده في المستشفى بجانب تجمع الأسرى المضربين واللجنة، قابل جميع الأسرى المضربين، وحيّا موقفهم الذي دفع بقضية الاعتقال الإداري إلى صدارة الاهتمام الشعبي والقانوني، وعبر عن موقفه للجنة الإضراب، وانضم إلى مطالبة الأسرى الخمسة بفك إضرابهم.
وكشف القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار، أن بعض بنود الاتفاق الذي وقع لوقف إضراب الأسرى في سجون الاحتلال لاتزال بحاجة إلى جهد مكثف ومتابعة لأنها محفوفة بالمخاطر.
وأوضح في تصريح صحافي إن حق الأسرى في استكمال التعليم بقي مرهونًا بموافقة المحكمة الإسرائيلية، لافتًا إلى أن المحكمة مرتبطة بالمخابرات الإسرائيلية وهو ما قد يعرقل حق الأسرى في التعليم.
وأشاد الزهار بالدور المصري في التوصل إلى هذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق خرج أيضا بجهود تمت على عدة مستويات في مقدمتها صمود الأسرى داخل السجون وتصميمهم على مواصلة الإضراب والتأييد الشعبي والتوحد خلف قضية الأسرى.
وتابع " ان شخصيات أوروبية لعبت دورًا مهمًا فيه إضافة إلى الجامعة العربية التي أثارت القضية بخلاف مؤتمر قمة عدم الانحياز التي عقدت في شرم الشيخ إضافة إلى التوحد الفلسطيني الكبير خلف القضية"
في رام الله، رحب منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري امس بالاتفاق الذي توصل اليه الاسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام في السجون الاسرائيلية مع مصلحة السجون لانهاء الاضراب الاثنين.
وتقدم سيري في بيان نشرته الامم المتحدة في القدس "بالشكر للسلطات المصرية للدور الهام الذي قامت بها وحث جميع المعنيين على تنفيذ الاتفاق بحسن نية ودون ابطاء".
وقالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمان لوكالة "فرانس برس" ان "الاتفاق سيطبق خلال 72 ساعة"، مشيرة الى ان عددا قليلا من الاسرى ما زالوا مضربين عن الطعام بدون اعطاء مزيد من التفاصيل..
 
شرطة الاحتلال تدهم قريتين درزيتين لاعتقال الفارين من الخدمة العسكرية
القدس ـ "المستقبل"
اثر ارتفاع وتيرة عدد الفارين من اداء الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، قامت عناصر من الشرطة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي أمس بمداهمة قريتي دالية الكرمل وعسفيا الدرزيتين شرق حيفا، لاعتقال الشباب الدروز من رافضي الخدمة الإجبارية.
وذكر شهود في دالية الكرمل أن الحملة التي قام بها عناصر الشرطة العسكرية أثارت حالة من السخط والغضب في أوساط المواطنين، اذ قاموا باستخدام العنف والاعتداء على الأهالي واقتحام البيوت بصورة غير قانونية وغير أخلاقية.
وقال رئيس مجلس دالية الكرمل كرمل نصر الدين "طلبت من الشرطة التنسيق مع مجلس دالية الكرمل، غير أن الشرطة لم تنسق أو تخبر المجلس المحلي بهذه الحملة، وأنا احتج على مثل هذه التصرفات، وأطالب بعقد اجتماع طارئ مع مدير محطة شرطة حيفا لمعالجة الموضوع".
ويشار في هذا الصدد الى أن صحيفة "يديعوت احرنوت" كشفت النقاب أخيرا عن شروع عناصر الشرطة العسكرية في الآونة الأخيرة في حملة واسعة النطاق للقبض على الجنود الفارين من الخدمة العسكرية، في أعقاب ارتفاع عدد الجنود الفارين من الخدمة الإجبارية في الجيش.
وأكدت أن هذه الحملة ستستمر أسبوعين متواصلين للقبض على مئات الجنود الفارين وتقديمهم الى المحاكمة لارتكابهم مخالفات جنائية بحسب قانون الجيش، مشيرة إلى أن المعطيات الرسمية في الجيش تفيد بأن عدد الفارين من الخدمة العسكرية بارتفاع مستمر إذ ارتفع عدد هؤلاء من 1800 جندي في العام 2010، ليصل إلى 2700 جندي هذا العام، بالإضافة إلى 1800 شخص هربوا من أداء الخدمة العسكرية.
وأوضحت أن 700 فتاة وشابة يهودية تهربن من صفوف الجيش فيما تمكنت 800 فتاة أخرى من التهرب من أداء الخدمة العسكرية عبر تقديم بلاغات كاذبة عن كونهن متدينات.
ونوهت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قام العام المنصرم بحملة مماثلة لكن تم وقف هذه الحملة بسبب النقص في الغرف في السجون والمعتقلات العسكرية، أما هذا العام فقد قام الجيش مسبقا ببناء معتقلات يتم فيها سجن الفارين من الخدمة العسكرية لمدة 28 يوما..
 
تهديدات بالقتل ونعوت بمعاداة السامية لبروفسور إسرائيلي يعارض الصهيونية
القدس المحتلة ـ حسن مواسي
تلقى الكاتب الإسرائيلي البروفسور شلومو زاند مؤلف كتاب "متى وكيف اخترع الشعب اليهودي" والمحاضر في قسم التاريخ في جامعة تل أبيب، رسائل تهديد بالقتل بالإضافة إلى كيس يحتوي على مادة كيماوية وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس"ز
وأشارت الصحيفة الى أن مجموعة مجهولة أرسلت الى الكاتب الإسرائيلي المعادي للصهيونية رسالة كتبوا فيها جاء فيها أن "أيامك قصيرة، وأنت معادٍ للسامية وتعمل ضد إسرائيل".
وقال زاند لـ"هآرتس" "لقد كتبوا أنني نازي وأن أيامي باتت معدودة وهذا أمر صعب وخطير للغاية، إنني بحق وحقيقة أخشى على حياتي"، مشيرا إلى أن الحملة المسعورة ضده جاءت على خلفية كتابه الجديد (متى وكيف اختُرع الشعب اليهودي)، والكتاب الثاني الذي أصدره أخيرًا وجاء تحت عنوان: (كيف اختُرعت أرض إسرائيل).
وأضاف "أنا مثل باقي الإسرائيليين اعتقدت بأن اليهود كانوا شعبا يعيش في يهودا وأن الرومان نفوهم العام 70م. ولكن عندما بدأت أنظر إلى الأدلة اكتشفت أن النفي هو أسطورة حيث لم أجد أي كتاب تاريخي يصف أحداث النفي، والسبب لأن الرومان لم ينفوا شعبا وفي الحقيقة معظم اليهود في فلسطين كانوا فلاحين وكل الأدلة تشير إلى أنهم مكثوا في أراضيهم، الأهم أن معظم اليهود اليوم لا علاقة لهم بالأرض التي يسمونها دولة إسرائيل، وأن فكرة الشعب اليهودي أو القومية اليهودية التي بنيت على أساسها الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل هي أسطورة اخترعت منذ نحو قرن واحد".
وفي ما يخص تاريخ اليهود أشار زاند الى "أنهم اعتبروا أنفسهم يهودا لأنهم اشتركوا في ديانة واحدة. في بداية القرن العشرين تحدى الصهاينة هذه الفكرة وبدأوا خلق تاريخ قومي باختراع فكرة أن هناك شعبا يهوديا منفصلا عن دينهم وأن على اليهود العودة من المنفى إلى أرض الميعاد. لكن إذا كان على اليهود العودة من المنفى إلى أرض الميعاد فالسؤال هو لماذا لم يعودوا خلال الألفي سنة المنصرمة؟. فقد غيرت الصهيونية فكرة القدس. سابقا كانت الأماكن المقدسة أماكن يشتاق إليها اليهودي وليس للعيش فيها، خلال ألفي سنة لم يأت اليهود إلى القدس لأنهم منعوا من ذلك، ولكن لأن ديانتهم منعتهم من العودة إلى حين مجيء المخلص المنتظر المسيح".
وعن مصير يهود فلسطين الأوائل إذا كانوا لم ينفوا، أوضح زاند أن "الحقيقة التي لم تُدرس في المدارس الإسرائيلية ولكن تعرفها القيادات الصهيونية الأولى ومن بينهم بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي وهي أن الفلسطينيين هم من سلالة اليهود الأوائل وبعضهم اعتنق المسيحية وبعضهم اعتنق الإسلام فيما بعد".
وختم بالقول ان "تاريخ إسرائيل الذي يدرس في الجامعات الإسرائيلية هو بيت من كرتون سريع الانهيار. وإذا كان التاريخ الإسرائيلي بيتا من كرتون فالاستنتاج الطبيعي هو أن الأسس التي أقيمت عليها إسرائيل أيضا بيت من كرتون. سيكتشف الجيل الإسرائيلي الحالي والذي يليه أن لا حقوق تاريخية له في فلسطين ولا حياة آمنة ولا مستقبل مضمونا وأن الجنسية الإسرائيلية التي يحملها أتت نتيجة تلفيق للتاريخ وبالقوة والدم ولا عدالة فيها لأنها أنكرت حق الشعب الفلسطيني بأرضه وهجرته ويقارن كل ذلك مع جنسية أخرى يحصل عليها بشكل قانوني وأخلاقي أميركية كانت أو أوروبية توفر له حياة راغدة ومستقبلا آمنا".
ويذكر أن الكتابين أثارا ضجة كبيرة في إسرائيل، هدفهما الرئيسي تطوير مصطلح دولة جميع مواطنيها، والعمل على فرض هذا الوضع على أرض الواقع، حيث يؤكد زاند في الكتابين بناء على دراسة تاريخية موثقة بأن هناك دينا يهوديا ولكن ليس هناك ما يسمى بالشعب اليهودي، ولكل دولة معتقدات أو ثوابت جوهرية تشكل حقائق من المحظور التشكيك فيها وهذا ما يعرف بالتابو وفي إسرائيل عدد منها ثلاثة شبه مقدسة وهي: أولا: فلسطين أرض اليهود، ثانيا استمرارية دولة إسرائيل، وثالثا الهولوكوست المحرقة..
 
الأسرى الفلسطينيون والوعي النقدي المطلوب!
عبد الحسين شعبان()
كان تأسيس "إسرائيل" في 15 أيار العام 1948 محطة متقدمة وأساسية لتطور المشروع الصهيوني، الذي كانت محطته الأولى انعقاد مؤتمر بال (بازل) في سويسرا العام 1997 والذي دعا طبقاً لأطروحات هيرتزل الأب الروحي للصهيونية، إلى تأسيس دولة يهودية مثلما ورد في كتابه "دولة اليهود". أما المحطة الثانية فقد كانت وعد بلفور الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا في العام 1917 القاضي بمنح اليهود وطناً قومياً في فلسطين، وهو الوعد الذي وصفه جمال عبد الناصر "وعد من لا يملك لمن لا يستحق!".
وكانت أخطر المحطات وأكثرها حسماً لبلورة انطلاقة جديدة للمشروع الصهيوني هي صدور قرار التقسيم من الأمم المتحدة والذي على أساسه تم تأسيس دولة "إسرائيل" على نحو مشروط من جانب الأمم المتحدة مع تأكيد احترامها لميثاقها الداعي إلى حفظ السلم والأمن الدوليين، لكن ذلك كلّه كان مناورة لكسب الرأي العام وللسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية وطرد عرب فلسطين من وطنهم.
وعلى الرغم من النضال البطولي للفلسطينيين والعرب للتصدي للعدوان "الإسرائيلي" المتكرر والمستمر والدفاع عن حق تقرير المصير وحق إقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، الاّ أن العمل الوطني الفلسطيني والعربي في مقاربته لهذه القضية ظل يدور في إطار أزمات متكررة وقصور ذاتي وفهم مشوش وملتبس للعلاقات الدولية، وإذا كانت الأزمة تولد الأزمة حسب ماركس، فقد كانت الأزمات الفلسطينية والعربية تتوالد والتراجعات تتناسل، وهو الأمر الذي نجم عنه ضياع فلسطين كاملة، بل ومعها أراضٍ عربية أخرى لا زالت تحت الاحتلال، بما فيها الجولان وجزء من مزارع شبعا اللبنانية.
ولو استعدنا التاريخ الفلسطيني والعربي منذ ما يطلق عليه النكبة، سنراه ليس بعيداً عن تاريخ الصراع العربي- "الإسرائيلي"، فقد كان قيام "إسرائيل" وتمددها العدواني الإجلائي الاستيطاني، وقضمها للأراضي العربية، عامل إبطاء وتعطيل للمشاريع التنموية العربية ولقضايا الإصلاحات والديموقراطية في الوطن العربي كلّه من أقصاه وحتى أقصاه، وحتى الدول العربية البعيدة نسبياً عن دائرة الصراع أو من غير دول المواجهة تأثرت وانشغلت بالصراع العربي- "الإسرائيلي"، ولم يكن هناك بدّ في ذلك، لأن الأمر ليس برغبتها أو ضمن قراراتها، خصوصاً وأنه يتعلق باستراتيجيات كونية، لا سيما في فترة الحرب الباردة والصراع الايديولوجي بين الشرق والغرب.
لعل الوعي العربي الذي تأسس في الأربعينيات والخمسينات وما بعدهما كان يقوم على اعتبار أن كل ما حصل هو من فعل مؤامرة خارجية فقط، من دون تحديد القصور الذاتي ومسؤولية الجهات الفلسطينية والعربية في ما وصلت إليه أوضاعنا، خصوصاً الاستخفاف بشعوبنا وقمع حرياتها، وكانت الذريعة على مدى ما يقارب الستة وعقود ونصف من الزمان أننا في مواجهة مع العدو الذي يدّق على الأبواب، لذلك علينا مقايضة الديموقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية بالعسكرة وتكديس السلاح و"كل شيء إلى المعركة"، من دون أن نستعدّ فعلياً لذلك.
ولعل استخدام السلاح يحتاج إلى المعرفة والعلم وهما في أدنى مستوياتهما في عالمنا العربي، حيث ما زالت الأمية مستشرية والتخلف متفشياً وهناك ما يزيد عن 71 مليون أمي، وهذه نسبة الأمية الأبجدية وحدها، وهي غير الأمية المعرفية. وكان تقرير التنمية البشرية قد ذكر أن معدّل ما يقرأه العربي نصف صفحة في العام، في حين يقرأ الأميركي 10 كتب سنوياً و"الإسرائيلي" "العدو حتى العظم" ستة كتب، وتلك مفارقة كبرى، فإذا كان الرسول محمد (ص) قد قال "اطلبوا العلم ولو في الصين" أو "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، وذلك قبل أكثر من 1400 سنة، فإن ما يفصلنا عن تمثل مثل هذه الآراء القيّمة والعظيمة هوّة ساحقة، ومسافة شاسعة، "وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" كما يقول القرآن الكريم، وهو الخطاب الذي نحاجج به من يدعو إلى الدين باعتماد النقل وليس العقل وكأن الدين نقيض للعلم والمعرفة.
وإذا استمرّت حالتنا على ما نحن عليه، لا سيما في ظل الاحتراب العربي والاستقطابات الدينية والطائفية والمذهبية والإثنية والابتعاد عن جوهر فكرة المواطنة والمساواة والحرية التي تمثل جوهر ما ثار الشباب العربي من أجله، فإن فلسطين ستذهب إلى خبر كان، بل الأكثر من ذلك فسيكون العالم العربي في إطار كانتونات ودوقيات ومناطقيات لأقليات وتجمّعات ستكون "إسرائيل" هي الأقوى بينها حسب مشروع عوديد ينون لعام 1982.
وإذا كان الشعب العربي الفلسطيني حتى الآن لم يستسلم ولا أظنه سيستسلم يوماً من الأيام، لأن من لا يقاوم الاحتلال إنما هم العبيد وحدهم، ولا أعتقد أن عرب فلسطين: مسلمون ومسيحيون ودروز وحتى يهود هم كذلك، بل هم شعب من الأحرار، تكالبت عليهم عوامل خارجية وداخلية، في محاولة لإذلالهم وسلب حقوقهم، لكنهم لن يدعوا عدوهم ينعم بالراحة في بلادهم!
ولعل "إسرائيل" تدرك ذلك، فعلى الرغم من كل ما حققته، لكنها هي الأخرى تعيش أزمات متلاحقة، بما فيها الصراع بين السفرديم والأشكيناز (اليهود الشرقيون واليهود الغربيون) ويشعر سكانها بقلق مستمر في مجتمع أقرب إلى العسكرة والتهديد وشن الحروب المستمرة إزاء شعب لن تنكسر إرادته حتى الآن، بل إن عزلة "إسرائيل" تزداد على المستوى الدولي أيضاً، بما فيها يهود العالم. وقد شهدت الأيام القليلة المنصرمة تضامناً عالمياً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية"، ووقف إلى جانبهم منظمات وقوى دولية، وشخصيات حقوقية وإنسانية مرموقة، وبالأساس فإن هؤلاء تضامنوا ضد العنصرية الصهيونية وممارساتها وسياساتها إزاء شعب فلسطين، وهو ما كان مؤتمر ديربن ضد العنصرية، قد تبنّاه في العام 2001.
لعل نقد الوعي العربي والفلسطيني يتطلب إعادة النظر بما وصل إليه الحال سواءً ما تم في اتفاقيات أوسلو أو بخصوص الحل النهائي بحيث يشمل اللاجئين طبقاً للقرار 194 لعام 1948 والقدس والحدود وتفكيك المستوطنات وجدار الفصل العنصري، إضافة إلى إقامة دولة وطنية فلسطينية قابلة للحياة وحرّة ومن دون اشتراطات، وذلك يتطلب إرادة سياسية جديدة موحدة، عابرة للفصائل والتجمّعات، فإذا اختارت التفاوض والديبلوماسية، فلا ينبغي لها إسقاط حق المقاومة، وإن اعتبرت المقاومة هي الوسيلة الأساسية للكفاح، فلا ينبغي أن تستبعد المفاوضات، فوراء كل مفاوض ناجح، هناك سياسي ناجح ووعي سليم، ووراء كل قضية قانونية، هناك قضية سياسية وفي كل قضية سياسية هناك جوانب قانونية وشرعية لا بدّ من مراعاتها، باعتبارها ثوابت غير قابلة للتصرف أو التنازل، مثلما هو حق تقرير المصير.
لعل المفاوضات التي لا تستعيد الحقوق فإنها ستؤدي إلى تفتيت الوضع الفلسطيني، فالتفاوض عمل جدي يحتاج إلى المعرفة والدراية والحنكة، والقبول بالتفاوض على الحق يعني قبول التنازلات، لكنها يفترض أن تكون تنازلات متبادلة وإلاّ على ماذا سيكون التفاوض من دون الوعي بالقوة والسعي لامتلاكها من خلال بدائل وخيارات لغير التفاوض، وهنا لا بدّ للسياسي ولا سيما المفاوض الإمساك بزمام المبادرة وعدم الانتظار أو تلقي ما يطرحه العدو، إذ أن ذلك سيجعله يتلقى ضربات وفي أحسن الأحوال سيردّ عليها سلبياً.
إن نقد الوعي الفلسطيني والعربي والشعارات التي اعتمدناها على مدى عقود من الزمان والعمل في إطار الواقعية السياسية والصلابة المبدئية مع المرونة الثورية المطلوبة، ضرورة لا غنى عنها، للتخلص من الشرنقات والثقّالات التي أعاقت العمل الوطني الفلسطيني والعربي. ولعل ذلك يحتاج إلى رؤية جديدة لطبيعة الصراع، من دون أوهام أو من دون إسقاط الرغبات على الواقع، كما يتطلب العمل على كسب المجتمع الدولي في إطار سياسة ديبلوماسية موحدة وهجوم سلمي يعيد لمنظمة التحرير الفلسطينية هيبتها وعنفوانها، ولعل استثمار قضية الأسرى والذهاب بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى محكمة العدل الدولية للحصول على فتوى أو رأي استشاري لبطلان الإجراءات "الإسرائيلية"، هو واحد من المنطلقات الجديدة التي يمكن استحضارها في ذكرى اغتصاب فلسطين.
() باحث ومفكر عربي

المصدر: جريدة المستقبل

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,717,674

عدد الزوار: 7,175,321

المتواجدون الآن: 141