حرب أولمرت الثانية

تاريخ الإضافة الأحد 4 كانون الثاني 2009 - 2:44 م    عدد الزيارات 1501    التعليقات 0

        

من دون ربطة عنق، ومن دون الثقة المفرطة والتعالي اللذين ظهرا في حرب لبنان، امتثل إيهود أولمرت مساء السبت أمام الكاميرات موضحا للبلاد والعالم أنه لم يكن لدينا أي خيار سوى الرد. هي حرب لم يرغب بها، حرب فرضتها عليه وعلينا حماس، حرب فائضة بالنسبة له، قبل أقل من خمسين يوما على تركه كرسي رئاسة الحكومة.
خلال خطاباته السابقة في حرب لبنان الثانية حدد أولمرت أهدافا مرتفعة جدا- تقويض حزب الله وإعادة الجنديين. هذه المرة قلص أهداف الحرب إلى: وقف إطلاق النار من قبل المنظمات الإرهابية باتجاه مواطني إسرائيل في الجنوب. عندما تكون هناك أهداف غير مرتفعة، يكون تحقيقها أمرا أسهل، ناهيكم عن سلسلة التحضيرات التي استمرت أكثر من عام، واستخلاص العبر لدى الجيش والحكومة من الحرب إياها، كما لدى أولمرت نفسه الذي بقي حتى اليوم أحد القلائل المعدودين الذين يعتقدون أن إسرائيل انتصرت فيها.
إلى جانبه امتثل خصمان مرّان من دون أن ينبسا ببنت شفة: وزير الدفاع باراك من جهة، ووزيرة الخارجية ليفني من جهة أخرى. لكل واحد منهما، أكثر من أي شخص آخر في المؤسسة السياسية، يوجد لدى أولمرت ملف مفتوح. فهما اللذان تسببا، في نهاية المطاف، باستقالته من رئاسة الحكومة. إلا أن المطبخ المثلث بدا أمس، في الظاهر، كما لو أنه شبك الأيدي مجددا. الحرب ضد حماس والمنظمات الإرهابية في غزة دفعتهم من جديدة إلى قيادة دولة إسرائيل عبر إحدى لحظاتها القاسية في مواجهة حرب ضد عدو متوحش انتهك حقها السيادي في الدفاع عن مواطنيها.
باراك، الذي كان مهندس مناورة التضليل المثلثة حيال حماس، والذي تسبب لها بمفاجأة مُرَّة في الضربة الجوية الثقيلة، يشعر كالرفّاص المتحرر. فبعد أن أقنع حماس عن طريق فتح المعابر يوم الجمعة والرسائل الضبابية المرتبطة بجلسة المجلس الوزاري المصغر التي أقرت شن حملة عسكرية يوم الأربعاء وكذلك عن طريق الإعلان في وسائل الإعلام بأن المطبخ الأمني سيعقد جلسة حاسمة يوم الأحد، أصبح بإمكانه أخيرا القول، حتى بشكل غير صريح: لم أُسيِّب أمن مواطني الجنوب من خلال وعود فارغة بتهدئة غير قائمة. بإمكانه القول، بينه وبين رجاله، إن هناك في هذه العملية المتدحرجة "معلم"، قائد عسكري، يعرف كيف يرد الضربات، ويعرف كيف يحافظ على سيادة إسرائيل.
أما تسيبي ليفني التي كانت تجلس، ليس عبثا، إلى يمين رئيس الحكومة عند تلاوته بيانه، فبإمكانها أن تكون راضية. بإمكانها أن تعاود القول إنها حذرت قبل أشهر من عدم تطبيق التهدئة ومن تنامي قوة حماس، وأنها دعت إلى الرد على إطلاق النار ونجحت بجر زميليها وراءها لتنفيذ ما كان ينبغي لإسرائيل أن تنفذه. بإمكانها أن تقول برضا إنها أعدت العالم بطريقة غير سيئة. لقد أثبتت أن الخطط الأساسية لا تزال تعمل جيدا في طريق الصراع على كرسي رئاسة الحكومة.
أولمرت وباراك وليفني يستطيعون أن يفاخروا بأن أهداف العملية العسكرية في غزة ليست مبالغا فيها، وأن هناك إجماعا في الرسالة التي يبثونها إلى العالم وسكان إسرائيل، وان هناك تعاونا جيدا جدا بين الثلاثة. لكن ينبغي لهذه الديناميكية الملائمة، التي أدت إلى ضربة البداية الناجحة بالنسبة لإسرائيل رغم الأثمان التي جُبيت وستُجبى، أن تثبت نفسها. الإمتحان الكبير القادم لهم هو إدارة العملية بواسطة المطبخ الأمني، والأهم من ذلك امتحان الخروج من الحرب ضد إرهاب غزة.
ربما هذه المرة، عبر الأداء المعتدل، اليقظ والمتزن لهؤلاء الثلاثة، قد يكون ممكنا التوصل إلى الهدوء الذي يستحقه سكان الجنوب بعد ثمانية أعوام من إرهاب القسام والقذائف الصاروخية.

روني سوفير
("يديعوت أحرونوت"30/12/2008)

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,170,983

عدد الزوار: 7,231,060

المتواجدون الآن: 111