حذاري تحريك السكين في جرح التبانة الغائر

تاريخ الإضافة الإثنين 27 حزيران 2011 - 6:53 م    عدد الزيارات 565    التعليقات 0

        

حذاري تحريك السكين في جرح التبانة الغائر

يكرر نمطيو السياسة؛ حديث الأفك في الأزمات عن فتنة مذهبية في طرابلس ثاني أهم المدن اللبنانية بعد العاصمة بيروت, يعقدها البعض على وقع الخلاف العام بين المعارضة والموالاة لأسباب سياسية ويفردها آخرون لأسباب مذهبية,اغلبها يبحث عن دور مفقود من باب التحريض المقيت,قليله استدراكاً لممكن,تؤكد القوى الفاعلة رغبتها بالهدؤ رغم المصالح المرسلة, هناك دس بالخفاء لكن دونها رغبة داخلية,بالرغم من الأنقسام السياسي الحالي الفاعل في المدينة, لطرابلس خصوصية من تشابك العلاقات والأختلاف السياسي لا يفسد للود قضية, واقع المدينة يسقط نفسه في الملمات على السياسة مع الأستثناءات التي لا قاعدة لها او منظومة تتبناها,الحكمة تقتضي من قياداتها وابنائها وعياً ومراقبة للمترصد لدورها الجامع, بعمل منهجي يثبت واقع الأخوة والتعايش بتكثيف اللقاءات في سياق التواصل وانشاء هيئة معنية لا تستثني احد يوكل اليها البحث في الأمور ذات الصلة كي لا تترك مكان للصدفة,الأهم ان يطبق الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية خطة ميدانية تطمئن الجميع بحزم وعدل, من يخرق امن طرابلس هذة المرة لأية جهة انتمى سيفقد دوره بالمدينة وسيطاله التاريخ الى الأبد, لذلك نعتقد بأن طرابلس خارج الرهان العبثي ولكن! ثبت تاريخياً اهمية الواقع الأمني, من خلال وهنه تستطيع عناصر التخريب المندسة باعمالها الأجرامية الرمادية ان تستدعي ردود افعال داخلية وخارجية, من هنا ينبغي ادراك ان استهداف اجهزة الأمن هو استهداف لدورها بمنع الأجرام ومن خلاله الأستثمار السياسي والطائفي والمذهبي المشبوه!؟للأعلام الطرابلسي في المدينة الدور الأهم مع ما اعلمه من حرص ومهنية وتأثير في بث منظومة الوعي الوطني خاصة تلك التي تعنى بصناعة الرأي العام الوطني الواعي والفاعل.

منطقتي التبانة والجبل خاصرة طرابلس الأمنية الرخوة

بداية كان صاعق التفجير طبقياً لاحقاً اضيف العامل المذهبي والسياسي

باب التبانة الخاصرة الرخوة للمدينة الحي الأكثر كثافة وتهميشاً,من باب للذهب الى باب للقهر كل معنى توافقي يقابله استهداف على شكل رسائل قديمة جديدة قنص اشتباكات قنابل تفجيرات مفادها ممنوع على اللبنانيين التلاقي, منتصف ستينات القرن الماضي بدأت سياسة التهميش الرسمية تمعن في احيائها وبطونها وشعابها مما استدعى ولادة تشكيلات مناهضة للبؤس كان اولها حركة المقاومة الشعبية,اسسها علي عكاوي (مجموعة الغضب)مما ادى لأعتقاله ووفاته داخل السجن!؟ تبعه شقيقه خليل عكاوي الملقب(ابو عربي) تأثر بنفس النهج فأسس المقاومة الشعبية بالتنسيق مع المقاومة الفلسطينية بعد غزو الصهاينة لبيروت صيف (1982)حينها تحول مع رفاقه اشهرهم الدكتور عصمت المراد وفؤاد الكردي اللذان اغتيلا فيما بعد وكلاهما من اصول عكارية من الحركة اليسارية كما يؤكد زميلهم شريف الضناوي؛ الى الحركة الأسلامية إضافة للشخصية المحورية الأخرى ذات الجزور الأسلامية التي لعبت دوراً بارزاً في الربع الأخير من القرن الماضي من تاريخ طرابلس ولا تزال (الشيخ هاشم منقاره)تلك هي خميرة حركة التوحيد الأسلامية وقادة آخرين بزعامة اميرها انذاك الشيخ سعيد شعبان الى حين تصفية حسابات الهيمنة على القرار السياسي في لبنان بين ياسر عرفات وحافظ الأسد بتداعياته المستمرة, باب التبانة خزان انتخابي يسيل لعاب الأوراق السياسية داخل المدينة (صناعة الزعامة المحلية) ولبنانياً (للضعط على الطائفة السنية في لعبة المحاور) والعربي كما في معادلة(س- س) بل تذهب السوريالية حد العلاقة بالنووي الأيراني!طرابلس متخمة بالأحياء البائسة مثل : التبانة,الغرباء,حارة البرانية,البقار ,القبة,المنكوبين,الترب,الحدادين,الميناء القديمة,باب الرمل ,ابو سمرا,الزاهرية000الخ , أحزمة بؤس جل طابعها الديموغرافي قروي استقر منتصف الطريق بين اللامدينة واللاقرية , تقول رئيسة الجمعية اللبنانية لحقوق السجناء, معظم نزلاء سجن القبة من مهمشي تلك الأحياء, دواعي وظروف السجنً تعزز(انحرافهم),المتكاثر كالطحالب المستنقع

المثالي لأعادة تدوير المشكلة في معظمها تحتم زهابهم الى مكان آخر حيث الأحتضان والمعالجة,تدين في حقيقتها النظام السياسي والأجتماعي القائم,يمكن تعديل تلك الأنماط من السلوكيات بشيء من الأهتمام فالضاحية الشمالية للمدينة تشكل مربعاً مثالياً للفوضى المنظمة لأسباب اهمها : فشل زعماء المدينة في الأجماع على خطة تنموية شاملة –نظام الدولة المنحرف (سلطة) انعدام وتهميش مؤسسات الأمة الفاعلة(كمؤسستي الوقف والزكاة وغيرهما) تقدر موجودات الوقف السني الطرابلسي بمليار دولار امريكي وبحسابات استثمارية متوسطة من المفترض أن تبلغ عائداتها 75مليون دولار في حين لا تتعدى حالياً المليون دولار!؟ الفشل في ايجاد النخب المجتمعية الذاتية من ابناء المنطقة القادرة على اخذ زمام المبادرة واعادة الأمساك بحياتهم اليومية من ايدي (القبضايات) بالمعنى السياسي والأجتماعي وعجزهم عن صناعت معادلتهم السلطوية في الكوتا اللبنانية المؤثرة في السياسة والأمن والأقتصاد وسائر العناصر الأخرى,طرابلس مدينة المساجد!هنا يبرز دور المسجد الحميدي,بداية التسعينات كان الواقع الأجتماعي لشارع الكنائس في منطقة الزاهرية مشابه لكل احياء المدينة البائسة وكان شبانه ومراهقوه يماثلون نزلاء سجن القبه من اقرانهم! ما الذي حصل؟اخذ مسجد المنطقة (الحميدي) دوره التربوي الحقيقي عندما ابتعد عن العمل السياسي النمطي المباشر وحالت الأبعاد الإيمانية والثقافية والعلمية والحضارية المعتدلة دون المغامرات التي تذهب بالفرص البديلة, خلال اقل من ربع قرن تحول الفتيان من الأزقة والشوارع الى المعاهد والجامعات! اليوم يشار بالبنان الى تخصصات ومستويات ابناء المنطقة الأخلاقية والعلمية والأجتماعية(اطباء مهندسين محامين..)وهكذا ارخى الواقع الجديد ظلاله على المنطقة,السوآل كم عدد مساجد طرابلس ,الأهم ماذا لو قامت بالدور المماثل؟ لعبت طرابلس ماضياً ومعها باب التبانة دوراً بارزاً في الأقتصاد الشمالي وشكلت السوق الخلفي له لا سيما لعكار,المنية,الضنية,وامتدت اسواقها نحوالداخل اللبناني عامة وتخطته لتكون معبراً للترانزيت العربي الداخلي القادم من حركة مينائها الحيوي حتى اطلق عليها باب الذهب ,شكل الأختلاف المذهبي بين جبل محسن(علوي) والتبانة(سنة) مشكلة مباشرة ودائمة للمنطقتين لدواعي ودوافع يعقدها البعض لأسباب مذهبية ويفردها آخرون لأسباب سياسية وطبقية تفجرت اهم تلك الأزمات عام 1985عندما اتخذت الأحزاب اليسارية المدعومة سورياً من جبل محسن قاعدة لهجومها على مدينة طرابلس,دكتها بعنف لأيام طويلة كانت باب التبانة رأس حربة التصدي وأدى المقاومون حينها بقيادة حركة التوحيد قسطها للعلى عسكرياً دون السياسة,إقتحم المهاجمون المدينة بعد انهاكها وتفاهم غير واضح المعالم بوساطة ايرانية مع السوريين,مارست القوى المهاجمة الأنتقام من المقاومين قتلاً ونفياً واعتقالاً,كان للتبانة حظها الأوفر من الضريبة الدموية,عقد جبل محسن قيادة للأخوين علي ومحسن عيد,بالحقبة السورية تمتع بنفوز خاص على المدينة وفي عكار عبر محسن عيد والحزب العربي الديمقراطي (الفرسان الحمر)حافظت قيادة علي عيد على فاعليتها في الجبل بالرغم من خسارته المقعد النيابي اواخر عهد السوريين في لبنان على يد النائب احمد حبوس وبعد خروجهم مرتين على يد النائب الحالي بدر ونوس المدعوم من تيار المستقبل الا ان الطائفة العلوية كانت دائماً تعقد لوائها لعلي عيد؛بالرغم من اشكالات القيادة السورية انذاك بين الأخوين حافظ ورفعت الأسد التي ارخت بظلالها على حياة عيد السياسية الا انها لم تخرجه نهائياً من دائرة الرعاية السورية التي يحمل لوائها حالياً ابنه رفعت عيد والذي مكنته ازمة ما قبل اتفاق الدوحة بين المستقبل وسوريا من اعادة تموضعه الجديد على خط القيادة السورية ,

التبانة استنفدت الحلول التكتيكية

في عام 2005 خرج السوريون من لبنان واخذت 14آذار زمام المبادرة عندها كانت التبانة تحاول لملمة اشلائها التي تبعثرت خلال ما يزيد على ربع قرن من الزمن على وقع الأشتباك السياسي العام يتفق البعض على عقد الصلة بين اسباب تحريك السكين في الجرح الغائر بين الفقر والمذهبية والسياسة وآخرون يفردونها لأسباب مختلفة,خضعت العلاقة دائماً للشحن والشحن

المضاد والجروح قطبت على زغل والأطراف المصابة بالغرغرينا المذهبية والسياسية والتنموية,لم تبتر فالدملة تفقأ عند كل استحقاق غب الطلب وتصبح المنطقة الشمالية بمعظمها معطلة تحت رحمة النزوات والأرض الرخوة الضعيفة التي تخرج منها البراكين؛كتعبير عما يختلج بالأعماق من مواد ملتهبة وتشاطر الأنفعالات السلبية المختلجة كيميائيتها بالنفوس تجد طريقها للتعبير عن ذاتها بدموية مطلقة مع الأحتقان السياسي العام بين 8و14 على خلفية المحكمة والسلاح وأستينابات الأستدعاءات بين جدلية القضاء والتسييس,وندية العلاقة السورية اللبنانية؛وعبثية طاولة(الحوار)فيما الناس يتساقطون في الأمن والأقتصاد والأجتماع وعند كل استحقاق داهم 000كأوراق الخريف الذابلة بسلسلة احداث مرعبة بدأت بأغتيال الرئيس الحريري ولا تذال ارتداداتها حتى الأن على وقع جدلية الأتهام السياسي المضاد فيما يتعلق بالقضائين الدولي والسوري, والتبانة؛الجبل يتبادلان التهم فيمن بدأ حرب الفقراء,بالعودة لآخر حروبهما بما تستدعي من اصطفافات, الملفت انه في المعركة الثانية قبل الأخيرة من المواجهات التي تلتها مبادرة الرئيس سعد الحريري بجمع قيادات المدينة, تمكن الجبل من دك التبانة ومنطقة البقار عبر مدافع الهاون ترافق ذلك مع اشاعات عن دور سوري نشط عبر القيادة العامة قبل ان يحده تدخل ساركوزي المباشر على هامش قمة المتوسط في باريس التي شارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد والتي عرفت فيما بعد بسلة التعهدات السورية مقابل ترطيب العلاقات السوريه الفرنسية التي جف ضرعها عهد شيراك, والحديث عن اشتراك مباشر لعناصر حزب الله دون اثبات,يعيد المراقبون الخلل انذاك لطبيعة القوى المسيطرة على القرار السياسي الذي تخضع له التبانة خاصة تيار المستقبل كونه تياراً ليبرالياً فضفاضاً لا حزباً منظماً,مما استدعى لاحقاً الأستنجاد ببعض الترسانة السنية السلفية التقليدية المحسوبة على السعوديين بل أن زعيم الجبل رفعت عيد حينها تحدث اعلامياً عن دور نشط للمخابرات المصرية والذي يذكرنا بأتهامه الجديد لفرع المعلومات الذي نفاه وزير الداخلية في حكومة الرئيس ميقاتي الحالية,الآداء الميداني للمستقبل ترك النائب جنبلاط مكشوفاً بالرغم من آداء الحزب التقدمي الأشتراكي الفاعل,امام قوة حزب الله الضاربة وحلفاءه في (كلمنصو)وجبل الدروز,استدعى ان يفصم الزعيم الدرزي حسب التموضع الجديد بين (قلبه في 14 وعقله في 8). وصافرة المفتي الشعار ما انفك اللاعبون يخرقونها في طرابلس لأفتقادها لأوراق الضغط الحقيقية التي يملكها الجيش اللبناني المنتشر بغطاء سياسي ودعم شعبي,مع سلة معالجات ضرورية, الأتفاق الذي تم بين التبانة الجبل برعاية رئيس تيار المستقبل سعد الحريري,كان يعود بقائه لبعض التفاهم السوري السعودي قبل الأطاحة به بجدلية تعيده الأولى لأستهداف الوقعالجديد للرئيس ميقاتي فيما تربطه الثانية بالواقع الداخلي السوري المعروف عندما تم استهداف المتظاهرين ضد النظام في دمشق,المؤكد أن اشكالية التبانة الجبل تعود لما قبل الطائف والدوحة وحكومة الميقاتي الثانية مما يؤكد أهمية العوامل الخارجية دون اعفاء ماهو داخلي منها, يذهب بعض الأطفائيين للتشكيك بقدرة اللاعبين على الضبت والتحكم بقواعد الأشتباك وفضها,راهناً ستلفح وجوه الجميع,بالتالي لا بد من الأجماع على المسلمات الوطنية,اعتبار التبانه الجبل مناطق منكوبة واعلان حالة طوارء امنية وتنموية – اعادة الأعتبار للريف الشمالي والعكاري خاصة الرافد المثالي لأستمرار تدفق عوامل وادوات الأزمة –اجماع قيادة ونخب المدينة على خطة تنموية انقاذية والكف عن تنازع اوراق المدينة بشكل سلبي يعمق حالات البؤس ويشجيع الجريمة بالخروج على القانون يمكن لذلك التنافس ان يكون ايجابياً لأكتساب ولاء الصوت الناخب بالتسابق عليه بتلبية حاجاته البنيوية,أخراج القضية من ثقافة العرش والعريش والنعش ورابح واحد وخاسر اول الى رابح ورابح, ترجمة تلك المفاهيم النظرية بالسرعة القصوى بأخراجها من العموميات والتجهيل والأبهام والدخول بالتفاصيل منها على سبيل المثال لا الحصر :اجراء مصالحات فردية وشخصية بين المتخاصمين من ابناء الأحياء والزاروب والشارع الواحد, قدم الأزمة حول الخصومة الى عداوة وثأر مستحكم وتحول من السياسة للأجتماع حيث يحفظ الناس سيرة بعضهم عن ظهر قلب وينادون بعضهم بأسمائهم اثناء المعارك العبثية والتي باتوا هم انفسهم ما لم تغزى بعناصر جديدة يوافقون على توصيفها

هذا, لم يعد يدفعهم اليها سوى الأمر الواقع ! – اجراء مصالحة شاملة بين المنطقتين فطرابلس مدينة العلم والعلماء صدرها رحب يتسع لكل ابنائها يساعد في ذلك قانون انتخابي ينصف جميع الملحقين انتخابياً وسياسياً وإنمائياً في لبنان من كل الطوائف – قيام وزارة المهجرين وصندوقها بالدور المطلوب ودفع التعويضات المناسبة – تحريك عجلة الحركة الأقتصادية اليومية عبر استثمارات سريعة وفورية بالتوازي مع اقرار الخطة البعيدة والمتوسطة – ارساء ثقافة الحوار والتسامح وتجريم الدس والفتنة واشعار المواطن بمغارم الحروب ومغانم السلام – حزم الدولة لدورها الداخلي لا امن بالتراضي بالتوازي مع ادوارها الأخرى لا سيما الأقتصادية والأجتماعية وقبل كل شيئ ان تسعى برموزها لأستعادة ثقة المواطن بالكف عن التسخيف الذاتي المتبادل فالحكم مهابة وصدقية وسعي تنموي دائم.

زياد علوش (اعلامي كاتب لبناني)

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,706,348

عدد الزوار: 7,765,711

المتواجدون الآن: 0