مسيحيو الشرق: الثورات أو الأنظمة؟!

تاريخ الإضافة الإثنين 4 تموز 2011 - 6:15 ص    عدد الزيارات 575    التعليقات 0

        

مسيحيو الشرق: الثورات أو الأنظمة؟!
بقلم حبيب افرام

منذ ما قبل الثورات والتغيير في بعض أنظمة المنطقة كان سؤال جوهري يطرح على المسيحيين: هل يكونون جزءاً من الحكم على علاّته أو من المعارضة وأحلامها؟

كثر الحديث بعد الانتفاضات، بعضهم يدّعي أن الانظمة القوية وحدها تعطي الأمن للمسيحي وحرية العبادة، وبعضهم يظن أن الثورات والديموقراطية هي أمل المسيحي بل حتى يجب أن تكون نتاج فكره ونهضته.
أين الحقيقة؟ ما هو دور المسيحي؟
أولاً: ليس هناك أي نظام عربي يعطي مسيحييه حقوقهم الكاملة كشركاء في الحكم، كقوميات لها لغاتها الخاصة، فلا اعتراف بالتنوع والتعدد، بل حكم الحزب الواحد والرأي الواحد والقومية الواحدة والزعيم الواحد. والغالب هو التعاطي مع المسيحيين عبر طوائفهم ورجال دينهم وليس عبر أحزابهم وقواهم السياسية.
ثانياً: ليس هناك أي حزب معارض، ديني أو يساري أو قومي له موقف ايجابي واضح من حقوق المسيحيين وحضورهم، إلا كلام منمق في المناسبات حول التعايش والوحدة أو حول نصوص دينية معينة تدعو الى احترام المسيحي أو تكريم السيدة العذراء. وهنا لب مشكلة الثورات والانتفاضات.
وهذه مشكلة العراق مثلاً، فحتى بعد انتهاء حكم رجل واحد، وبعد إعطاء الاكراد إقليماً لهم، تُرفض للمسيحي، لا كجغرافيا ولا كقومية، حقوق مماثلة، ولا يعطى ما يستحق في عدد النواب أو الوزارات أو الإدارات، أو المراكز التي تشعره بأن النظام يدلله.
ثالثاً: ليس هناك عند أي جهة غربية، لا الاميركيين ولا الأوروبيين أي ملف أو قضية اسمها المسيحية المشرقية. ولا أي اهتمام حقيقي إلا بمصالحها من تأمين النفط. وحتى في ظلال الجيش الاميركي، وخاصة في ظلاله، هُجّر نصف مسيحيي العراق ولا من يهتم إلا بإصدار سمات دخول لمزيد من المسيحيين الى الغرب لترك أرضهم.
ان مسيحيي الشرق ليسوا مع أحد بالمطلق، ولا يؤيدون نظاماً واحداً. فهم حسب أولوياتهم الوطنية يتطلعون الى شرق آخر، أكثر تسامحاً، أكثر تنوعاً. لكنهم يدركون ان كل هذا يجب أن يأتي عن وعي تام من أبناء البلد، عن اقتناع تام منهم، في حركة نهضة متدرجة لا تفرض عليهم لا بالدبابات ولا بالسلاح ولا بالاحتلال الخارجي. وهم واعون تماماً أنهم لا ينبهرون بحلو الكلام عن ديموقراطية إذا كان معناها حرباً أهلية، ولا عن حرية إذا كان المقصود ضرب الهوية الوطنية الجامعة، ولا عن كرامة الانسان إذا كان المراد تفتيت أوطان.
ان مسيحيي الشرق مذهولون أن تكون النظرة اليهم قبل ثورة مصر وبعدها هي هي، وأن تكون خسارتهم في العراق أقوى من كل تبرير. هل يعني ذلك انهم يترحمّون على زمن القائد الواحد؟ ليس بالضرورة.
هل مكتوب عليهم أن يفاضلوا بين أمن وحرية دينية مع أنظمة لها وجه ديكتاتوري، وبين لا أمن وتهجير وقتل واقتلاع مع تصاعد السلفيات التكفيرية الالغائية العنفية؟
مسيحيو الشرق قلقون، طبعاً. يتطلعون الى ليبيا فيخافون من التدخل الغربي، يضعون قلبهم على أقباط مصر مع حرق كنائسهم، يكادون يبكون على ضياع مسيحيي العراق وتهجيرهم، يخشون مصير سوريا ومسيحييها، وينظرون بشك الى مستقبلهم في لبنان، ويتذكرون بندم خسارة الاراضي المقدسة في فلسطين. صحيح انهم قياميون ومؤمنون ومناضلون. لكن حجم الصراع يطحنهم، ورغم انه ما زال لديهم قدرات البقاء والدور، فإنهم مدعوون الى الكف عن الكيدية في ما بينهم وعلى التطلع الى الأولويات دون أوهام ودون حقد. فنظرتنا الى أي نظام أو أي حدث لا نبنيه على موروثات الماضي فقط، ولا على نظرة أحادية سياسية جامدة، بل على مصالحنا. ماذا يضمن بقاءنا وهويتنا وحريتنا ومَن؟ انتهى زمن استعمالنا وقوداً لحروب الآخرين أو أحصنة طروادة لأجندات الغير. أقول هذا من موقع الحرص الشديد على بقاء كل مسيحي مشرقي على أرضه في منزله.


(رئيس الرابطة السريانية)      

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,721,850

عدد الزوار: 7,766,032

المتواجدون الآن: 0