"ليلى" الكويتية... و"الذئب" الإيراني!

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 تموز 2011 - 9:53 ص    عدد الزيارات 596    التعليقات 0

        

راجح الخوري 

لا احد يجادل في ان حكومة نوري المالكي جعلت من العراق القاعدة الايرانية المتقدمة، لمد اذرع التدخلات في دول الخليج. ولا احد يجادل في ان الاميركيين ابتلعوا – ربما عن قصد – طعماً ايرانياً اضافياً، عندما تفاهموا مع طهران على ترئيس نوري المالكي الحكومة العراقية، وهو ما شكل نكولاً بروح الديموقراطية، لكن حساباتهم البعيدة لا تمانع في هذا، شرط الحفاظ على حرارة الانقسام المذهبي في المنطقة كلها!
كل هذا لا يعطي العراق ولا المالكي ولا "حزب الله" العراقي ولا "المايسترو" الايراني الذي يدير هؤلاء، الحق في توجيه تهديدات سافرة ومستنكرة وعدائية الى الكويت، لمجرد انها قررت اقامة مرفأ مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الكويتية. ففي هذا السياق، حذر "حزب الله" العراقي الذي يطرح نفسه "منظمة جهادية"، الشركات العاملة في مشروع الميناء من الاستمرار في العمل وطالب الحكومة العراقية بموقف من هذا الامر، في حين ارتفع صوت نائب رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية العراقية اسكندر وتوت داعياً الى سحب الاعتراف بالقرار الدولي 833 الذي رسّم الحدود بين البلدين بعد حرب "عاصفة الصحراء"!
وعندما يقول "حزب الله" العراقي، الذي يديره كما يقال "الحرس الثوري الايراني"، ان الشعب العراقي "لم ينس مواقف حكومة آل الصباح الداعمة لنظام صدام حسين في الحرب ضد ايران، وانه لن ينسى الآن قيام الكويت ببناء ميناء"يخنق" العراق، وايضاً تمسكها بمطالب باطلة اذعن لها نظام صدام تحت ضغط اميركي" فإنه لا يقع في وحول الصدّامية وصلفها فحسب، عندما لا يعترف بحدود الكويت ويعتبر ان الترسيم عملية اذعان، بل انه يحذف حتى دور العراق كدولة ويعتبره مجرد منصّة اقليمية للمصالح الايرانية.
يصعب ان يصدق المرء ان عراقيين يفكرون هكذا، فهذا كلام ايراني، لكن الاسوأ منه ان تقوم حكومة المالكي بابتلاعه مع ما يمثله من اسقاط لدور العراق والتزاماته الاقليمية والدولية. وفي الواقع يقوم ميناء مبارك الكبير على الاراضي الكويتية وسبق للكويت ان ابلغت بغداد التي تملك 12 ميناءً، بأنشائه رسمياً بما يسقط مزاعم الخنق. ولهذا فإن الكلام السياسي العراقي وبيان "حزب الله" وصمت حكومة المالكي، انما تمثل تدخلاً سافراً وخطيراً ومرفوضاً لا يسيء الى علاقات البلدين فحسب، بل يضيف فصلاً من التوتر الى مسلسل التدخلات الايرانية العدائية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
الكويت دولة ذات سيادة. هي ليست "ليلى" الكويتية و"الذئب الصدّامي" الذي ادى جنون عدوانه الى "نكبة العرب الثانية" في الغزو الذي اطلق "عاصفة الصحراء" التي لم تنته بعد. ولا هي "ليلى" الكويتية و"البعبع الايراني" الذي لا يكف عن التدخل في شؤون جيرانه الخليجيين... الكويت سيكون لها ميناؤها، لكن عراق المالكي يفقد الآن كثيراً من" موانئ" سيادته الوطنية امام الزحف الايراني!

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,747,898

عدد الزوار: 7,766,612

المتواجدون الآن: 0