سياسة العزل المتبعة بحق الأكثرية الشعبية في لبنان وسوريا لن تنجح..!!

تاريخ الإضافة السبت 23 تموز 2011 - 5:45 ص    عدد الزيارات 617    التعليقات 0

        

 

سياسة تأجيج الخلافات المذهبية والطائفية، والارتهان لحكم ديكتاتورية الأقليات في كلٍ من لبنان وسوريا لن تنجح إلا في تعميق الخلافات الداخلية وتعزيز الانقسام بين مكونات المجتمع وأطيافه المتعددة. والشاهد على ذلك هي الخطابات والندوات والمحاضرات والتصريحات التي يطلقها هذا الفريق المتواجد في الدولتين على حدٍ سواء، وأخرها كان خطاب نصرالله حين قال: («دائماً في لبنان عندما كان تحصل انقسامات كنا نقول إنها انقسامات سياسية إنما البعض كان يريد أن يوظفها طائفياً»، ووصف «من يلجأ إلى خطاب طائفي ومذهبي بأنه ضعيف»).هذا الكلام الموجه إلى الآخرين على شكل اتهام، ينطبق بكافة تفاصيله وجوهر مضمونه على ما ورد ولا يزال في كلام سابق وحالي لأمين عام حزب الله وبعض أتباعه وحلفائه، وسنوردها كما وردت وحدثت لتبيان من هو الذي يستغل العواطف والغرائز والمشاعر الطائفية والمذهبية لخدمة أهدافه السياسية وبالعكس:
-        عندما استقال وزراء الطائفة الشيعية من حكومة الرئيس السنيورة الأولى في 11/11 من عام 2006، أصدر الشيخ عفيف النابلسي، فتوى حرّم فيها تبوأ أي مواطن من أبناء الطائفة الشيعية أي موقع وزاري في حكومة الرئيس السنيورة، رغم أن الخلاف كان داخل الحكومة سياسي، والوزراء يمثلون أحزاب وليس طائفة. ومع ذلك (أجرى الأمين العام لحزب الله" حسن نصرالله اتصالا بالشيخ عفيف النابلسي، عبر خلاله عن "تضامنه القوي معه واستنكاره الشديد للبيان المنشور في بعض وسائل الإعلام", معتبرا "أن ما نشر يمثل تطاولا على علماء الإسلام الذين يتمتعون بالاحترام والمكانة اللائقة ويعبرون عن أرائهم ومواقفهم بحرية تامة انطلاقا من فهمهم وتشخصيهم لمصالح الناس والأمة". وتجدر الإشارة إلى أن 8 أشخاص من بينهم النائب غسان مخيبر، قد تقدموا بشكوى مباشرة ضد العلامة النابلسي، أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت عبد الرحيم حمود، اتخذوا فيها صفة الادعاء الشخصي ب"جرائم انتحال صفة الإفتاء وتهديد وإرهاب بهدف إعاقة ممارسة حقوق مدنية وإثارة نعرات طائفية وتصوير النزاعات السياسية كأنها بين الطوائف والأديان"، وذلك على خلفية إصداره في 20 كانون الأول/ديسمبر الماضي فتوى حرم فيها "على أي طرف سياسي شيعي أن يدخل بديلا ورديفا عن ممثلي "آمل" و"حزب الله" في الحكومة") وقد تبخرت تلك الدعوى ولم يعد أحد يعلم عنها شيئاً أو كيف تم إغلاق ملفها القضائي..!
-        كذلك اعتبر نبيه بري أن استقالة الوزراء الشيعة كافية لجعل الحكومة غير ميثاقية وفاقدة للدستورية، وحول هذا الأمر يقول: (عند استقالة وزراء الطائفة الشيعية ناشدت السنيورة تعيين وزير شيعي لكي لا تصبح الحكومة بتراء وفاقدة للشرعية) ولكن يبدو أن دولته نسي أو تجاهل فتوى النابلسي التي تبناها نصرالله..!!
-        كذلك دأب نصرالله على التحذير من الفتنة عند كل مناسبة دينية فيقول في إحدى خطبه: (نحذر من إصرار من وصفها فئات تكفيرية على إثارة الفتنة بين المسلمين في العراق ولبنان والمنطقة كلها، ووصف من يعمل على ذلك بالإسرائيلي. وقال نصر الله في كلمة له في ذكرى أربعينية الإمام الحسين إن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مواكب الزوار الشيعة في العراق تعد من أكبر المصائب التي تحل بالأمة الإسلامية، واتهم من وصفهم بجهات تكفيرية بالوقوف وراء تلك العمليات التي تستهدف إحداث فتنة طائفية والإيقاع بين الشيعة والسنة ليس في العراق فقط بل بين المسلمين عموما)...وكأن الجرائم ترتكب من قبل جهة واحدة باتجاه الأخرى فقط..؟؟
-        وكان النائب اللبناني حسن فضل الله المنتمي إلى حزب الله قد حذر (من "فتنة ربما لم يشهدها لبنان من قبل" وذلك على خلفية استدعاء القضاء المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد للتحقيق معه في موضوع "تهديد" رئيس الحكومة. وجاء هذا التحذير فيما استقبلت شخصيات حزبية معارضة بينهم مسؤولون ونواب في حزب الله جميل السيد في مطار بيروت الدولي آتيا من باريس، قبل أن يرافقوه في مواكب أمنية إلى منزله، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس)... ولم نعد نعلم شيئاً عن تلك المذكرة أو الاستدعاء وما هو مصيره...!!
-        وورد في مقالة للسيد سيمور هيرش ما يلي: وأخبرني نصرالله أنه يشك بأن أحد أهداف الهجوم الإسرائيلي على لبنان كان تدمير المناطق الشيعية وتهجير الشيعة من لبنان. كانت الفكرة هو جعل الشيعة يتدفقون من لبنان وسوريا إلى جنوب العراق" المسيطر عليه من قبل الشيعة. قال لي: "لست متأكداً ولكنني أشتم رائحة ذلك".  فقد كانت حرب تموز/يوليو وبحسب كلام نصرالله ضد طائفة وليست ضد وطن وشعب...؟؟ أليس في هذا الكلام ما يستنفر المشاعر الطائفية والمذهبية لدى فريق وروح العداء ضد الشركاء في الوطن والمواطنة...؟
-        أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان في لقاء لقناة "بي بي سي"، إن ما يحدث في سورية حاليا هو مشروع فتنة، مؤكدة أن هناك قصورا في إدارة الأزمة من قبل الإدارات الحكومية.
-        والتحذير جاء أيضاً على لسان: (رئبال رفعت الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي حذر من خطر نشوب "حرب أهلية" في سوريا إذا لم تسارع دمشق إلى إجراء الإصلاحات الديمقراطية التي تطالب بها المعارضة.. وأوضح أن "في سوريا أقليات كثيرة، الكل لديه سلاح والكل سيريد الدفاع عن مجموعته. هذا يشبه ما حصل في العراق.)
-        كما وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الاحتجاجات في سوريا بنسخة مزيفة للثورات العربية من صنع الولايات المتحدة الأمريكية.
-        وحتى على المستوى اللبناني فقد (ندد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله بحملات التحريض ضد سورية التي تستهدف النيل من ثوابت الشعب السوري وقيادته وقال: إن ما يجري حالياً هو استهداف لسورية التي وقفت إلى جانب المقاومة ودعمتها بكل الإمكانات المتاحة. وأشار قاسم إلى وجود مؤامرات تعمل للإضرار بالشعب السوري وبالعلاقات المميزة بين لبنان وسورية مؤكداً في هذا السياق أن أمن واستقرار سورية هو من أمن واستقرار لبنان. بينما أكد الشيخ نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أن سورية ستنجح في منع تحقيق أهداف الهجمة الإعلامية والسياسية المغرضة التي تتعرض لها نتيجة لمواقفها الداعمة للمقاومة. ‏وأوضح قاووق أن القوى الخارجية وأدواتها لن يحصدوا من رهاناتهم على نجاح مؤامرتهم في سورية إلا الخيبة مبيناً أن سورية أقوى وأصلب من أن تبتز بتحريض إعلامي أو سياسي. ‏من جانبه اعتبر الشيخ حسن المصري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل أن ما يجري في سورية هو استهداف مبرمج لموقفها ودورها الداعم لمشروع المقاومة في مواجهة المشروع الأميركي­ الإسرائيلي الذي يريد إغراق المنطقة في أجواء الانقسام والفتن).
من الواضح أن القوى الحاكمة في سوريا ولبنان وبرعاية إيرانية كاملة تسعى لعزل قوى الأكثرية في لبنان وسوريا عن السلطة وإبقائها رهينة تهديد ميليشياتها وسلاحها في لبنان، وبطشها وقمعها في سوريا، واستنفار الغرائز والعواطف والمشاعر الطائفية والمذهبية بالتحريض على بعض مكونات هذين المجتمعين وتحذير مكونات
أخرى من خطر هذه الطائفة أو تلك في حال تغير شكل النظام وقادته، وتم كذلك ربط الواقع اللبناني بالواقع السوري فيما يشبه تحالف قوى الأقليات ضد قوى الأكثرية في هذين البلدين، بهدف الإمساك بالسلطة ومفاصلها في كلا البلدين بشكل متلازم، واتهام كل من يعارض هذه القوى بالتحريض المذهبي والديني والعمالة والارتباط بمشروع فتنة يروج له أعداء الوطن والأمة.. منطق النظام السوري ومنطق حزب الله وأتباعه متشابه ومتطابق، ويخدم مشروع الديكتاتوريات الحاكمة في كلٍ من سوريا منذ عقود، ولبنان الذي تحكمه ديكتاتورية خفية غير معلنة منذ سنوات وقد تجلت بعض مظاهرها في انقلاب بعض النواب من ضفة إلى أخرى خلال الاستشارات النيابية الأخيرة، وبعد كل هذا الذي ورد من تصريحات وأقوال علينا نحن في لبنان أن نصدق أن نصرالله ونعيم قاسم ونبيل قاووق ونواف الموسوي ونبيه بري وسواهم قادة علمانيون ينبذون الطائفية ويرفضونها، وان سعد الحريري وأمين الجميل وفؤاد السنيورة ومصطفى علوش وفارس سعيد، طائفيين مذهبيين يحتمون بطوائفهم ومذاهبهم؟؟ ولكن هذا المشروع الذي يستهدف الأكثرية الشعبية في لبنان وسوريا، لن ينجح لأن وعي الشعب اللبناني والسوري بكافة أطيافه ومكوناته قد تجاوز هذه الأطروحات، وكلا الشعبين يريد العيش في دولة مدنية آمنة مستقرة يحكمها القانون بعدالة ومساواة، ويتم تداول السلطة فيها بطريقة ديمقراطية..
حسان القطب

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,761,411

عدد الزوار: 7,766,902

المتواجدون الآن: 0