الرد الصحيح على الوضع السياسي

تاريخ الإضافة الخميس 18 حزيران 2009 - 6:58 ص    عدد الزيارات 1139    التعليقات 0

        

تكمن أهمية خطاب بار ايلان في أنه تحديد الاتجاه الذي يستطيع غالبية الجمهور اليهودي في اسرائيل التجمع حوله. وهكذا برغم الانتقاد من اليمين واليسار سيتبين أن الاقوال التي قالها نتنياهو من شأنها أن توحد صفوف الشعب ازاء التحديات الشديدة التي تقف أمام اسرائيل.
كان الخطاب صياغة لكلام سابق قاله بنيامين نتنياهو بالنسبة للشروط السياسية والأمنية في كل تسوية سلمية. اذا أصر المجتمع الدولي على أن يسمي ذلك دولة فقد وفر نتنياهو لها مبتغاها.
لكن نتنياهو أراد بخطبته أن يقف الطوفان السياسي، الحزبي والأمني الذي ترزح تحته اسرائيل في السنوات الـ16 الاخيرة، والذي بموجبه تعطي إسرائيل وتنسحب وتقتلع، وتتواجه مع مواطنيها دون أن تحصل على شيء في المقابل، بل على ارهاب متواصل يزداد مع كل اظهار للضعف من قبلنا.
ثمة نقطة أخرى تتمثل في نقل الكرة إلى الملعب العربي ـ الفلسطيني والامريكي. يوجد في أساس خطبة نتنياهو امتحان صدق النوايا: هل الفلسطينيون معنيون فعلا بالسلام وبحل النزاع، أم انه كما يقول باحثون غير قليلين ممن يعتقدون أن التجربة التاريخية التي تراكمت بالنسبة للفلسطينيين تدل على أنهم غير معينين فعلا بدولة مستقلة وذلك هو سبب التفويت الدائم للفرص التاريخية الكثيرة التي سنحت أمامهم.
السبب العميق للتفويت الفلسطيني الدائم ذُكر بصراحة في الخطاب أيضا. فجذر النزاع لا يكمن في حرب الايام الستة، ولا في حرب الاستقلال ( 1948). جذر النزاع هو الرفض المبدئي من قبل العالم العربي (والاسلامي) وفي داخله الفلسطينيون، للاعتراف باسرئيل كدولة يهودية. ومن هنا يأتي رد مباشر من نتنياهو على خطاب أوباما: الفلسطينيون يعرفون أن اتفاقا على تسوية سلمية ما يعني اعترافا بحق اليهود على البلاد ـ حتى على جزء ما منها. وفي نظرة بسيكو ـ سياسية، يتعلق الأمر بانتحار قومي بالنسبة اليهم. ذلك أن السنين المئة الاخيرة دلت أكثر من كل شيء على أن علة الوجود الفلسطيني ليست في اثبات قوميتهم وحقهم في تقرير المصير، بل في سلب اليهود قوميتهم وانكار حقهم في تقرير المصير في حدود وطنهم التاريخي.
لقد كرر أوباما في خطابه الليبرالي الغربي الشائع، الذي يفيد أن حق الوجود الحصري لإسرائيل يرتبط بذكرى المحرقة. وفي الطريق الى ذلك سوغ في الواقع الاحساس بالضحية لدى الفلسطينيين، والذين يعتبرهم اليسار الراديكالي بأنهم ليسوا أقل من "ضحايا لضحايا المحرقة"., بالفعل، تغيرت الاوقات ونشأ وضع يعيش فيه داخلنا والى جانبنا أبناء شعب آخر لا رغبة لنا في حكمهم. لهذا ينبغي منحهم فرصة للاستقلال والسيطرة على حياتهم ليس على حساب حياة الشعب اليهودي هنا، لكن يجب منحهم فرصة. وذلك بالشروط التي فُصلت: القدرة على الحكم. اي حصرية مركزية للسلطة على القوة (لا عشرات الميليشيات المسلحة)، كما يحدث في كل دولة سليمة؛ مكافحة دائمة للارهاب؛ وتربية على السلام. مثلا ذكر اسرائيل باسمها في الخرائط التي تعطى لطلاب المدارس، كذلك تدريس الرواية الاسرائيلية للنزاع ولا سيما حق الشعب اليهودي في العيش في وطنه؛ وأخر ذلك (وربما أوله) وقف التحريض في الشارع، وفي مؤسسات السلطة ورموزها وفي وسائل الاعلام أيضا.
بالنسبة لمنتقدي نتنياهو في اليمين، محظور عليهم تكرار الاخطاء التي ارتكبوها في عشرات السنين الاخيرة، وهي اخطاء دفعتهم خارج الاجماع ووضعتهم كعوائق وحواجز أمام كل تسوية. حتى لو دلت نتائج الانتخابات على الرغبة في اتجاه سياسي مختلف، فهي دلت أيضا على أن اليمين المتشدد ليست له أكثرية حتى داخل الدوائر الاجتماعية القريبة منه.
يرزح نتنياهو تحت ضغوط هائلة، ومن هذه الناحية كان خطابه شجاعا، مهما ومطمئنا. لذلك يجب تقويته، والمستوطنون هم أول من يجب عليهم أن يفعلوا ذلك .

("اسرائيل اليوم" 16/6/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,938,950

عدد الزوار: 7,651,588

المتواجدون الآن: 0