أحزاب محكوم عليها بالفناء

تاريخ الإضافة الجمعة 14 كانون الأول 2012 - 5:29 ص    عدد الزيارات 805    التعليقات 0

        

أحزاب محكوم عليها بالفناء
بقلم موشيه ارينز ..."هآرتس" - ترجمة "المصدر"

 

كان سام غولدوين المخرج الهوليودي الكبير هو الذي قال هذه الجملة المشهورة: "لا تُجرِ تنبؤات ولا سيما ما يتعلق منها بالمستقبل".
ولا أتجرأ على التنبؤ بنتائج الانتخابات القريبة، وأنا مستعد فقط لأن أُخمن أنها لن تكون مختلفة كثيرا عن المعطيات التي تنشر في استطلاعات الرأي. لكنني مستعد للمخاطرة والتنبؤ بنتائج الانتخابات في مستقبل أبعد.
ان الاحزاب التي تنشأ سريعا وتظهر فجأة في سماء السياسة ستختفي من المشهد كما اختفى "رافي" برئاسة ديفيد بن غوريون، و"داش" برئاسة ايغال يادين، و"حزب المركز" برئاسة اسحق موردخاي وامنون ليبكين شاحاك ودان مريدور، و"شينوي" يوسف لبيد، و"كاديما" برئاسة ارييل شارون وايهود اولمرت. وسيكون هذا هو مصير "الحركة" لتسيبي ليفني و"يش عتيد" ليئير لبيد. ففضلا عن ان هذه الاحزاب مثل سابقاتها عديمة الجذور لأنها تعتمد على جذب موقت لأوساط معينة – فإن القائمة المرقعة التي تحصي مرشحيها والتي يؤلفها "زعيم" الحزب، تُظهرها مثل نجم عابر في سماء السياسة الاسرائيلية.
ان هذه الاحزاب محكوم عليها بالفناء ايضا وإن كانت قوائمها للكنيست مشحونة بذوي العلم ممن يستطيع بعضهم ان ينسب الى نفسه عملا عاما ممتازا. لكنهم يطلبون لأنفسهم اختصار الطريق الى مقعد في الكنيست بالتفاف على المسار الديموقراطي بواسطة تعيين من "الزعيم". وفي واقع الامر فان "الليكود" و"حزب العمل" و"ميريتس" و"حداش" فقط تنتخب مرشحيها باجراءات ديموقراطية سوّية. لكن ليست الاحزاب التي نشأت في الآونة الأخيرة هي فقط التي تختار ممثليها للكنيست على يد زعيم الحزب أو جسم من "الحكماء"، فـ"اسرائيل بيتنا" و"شاس" و"أغودات إسرائيل" تسلك كذلك.
اذا استثنينا "أغودات إسرائيل" وهي مجموعة مقطوعة عن الواقع من حاخامين وشباب معاهد دينية من الاشكنازيين المفرطي الحريدية الذين يعارضون بشدة كل حداثة، فان ايام الطريقة غير الديموقراطية التي يستعملها "اسرائيل بيتنا" و"شاس" معدودة كما يبدو. كم سنة بعد سيظل مقترعو "شاس" الذين هم جزء مهم من المجتمع الاسرائيلي مستعدين للتسليم لحيل القيادة العليا في انتخاب مرشحي الحزب الى الكنيست؟
"اسرائيل بيتنا" قصة مختلفة. فهذا الحزب يُدبر أموره شخص واحد يعين مرشحيه للكنيست كما يهوى. ويبدو ان لا أحد يؤمن في الحقيقة بأن "اللجنة التنظيمية" التي شكرها افيغدور ليبرمان شكرا كبيرا لصوغ قائمة الحزب للكنيست، مسؤولة حقا عن اختيار المرشحين. فالقرارات كانت قراراته. ويصعب ان نُصدق ان يكون مصوتون كثيرون مستعدين للتسليم في السنين المقبلة ايضا لسلطة فرد كهذه تعمل بخلاف جميع التقاليد والقيم الديموقراطية. بل قد يتبين لفريق من "النجوم" الذين ضمهم الى القائمة في مرحلة ما ان الجو في حزب الفرد هذا خانق شيئا ما. فليس هذا حزبا مع وعد بالمستقبل.
قد يكون ليبرمان نفسه عالما بهذا التوجه، وقد يكون هذا سبب "احتضانه" لليكود "احتضان الدب". ولا يفهم أحد لماذا وافق حزب ديموقراطي مثل الليكود ذو جذور عميقة بين الناخبين على الامتزاج بحزب شخص واحد. فهذا الامتزاج قد يكلفه اصوات ناخبين. وستكون خسارتها على حساب مرشحي "الليكود" الى الكنيست. وليس هذا زواجا قد يدوم زمنا طويلا.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,972,020

عدد الزوار: 7,652,848

المتواجدون الآن: 0