أخبار لبنان..إسرائيل: قد نحتل مناطق ونحارب حزب الله بكل أرجاء لبنان..سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً مع «حزب الله»..الردّ الإسرائيلي على ورقة سيجورنيه: نقترب من الحرب الشاملة..شرارة الجامعات الأميركية تمتد إلى جامعات لبنان..لا حلّ لبنانياً قبل نضوج تقاطعات واشنطن الإقليمية..هل تُفْضي هدنة غزة المفترضة إلى تهدئة جبهة لبنان؟..«اليونيسيف»: نحو 30 ألف طفل تَركوا منازلهم في الجنوب و 8 أطفال قُتلوا و75 جُرحوا.. الورقة الفرنسية تستحضر «تفاهم نيسان»..«الخارجية» الأميركية لـ«الجريدة»: استمرار الهجمات من لبنان يزيد مخاطر التصعيد..قلق لبناني من انتشار السلاح بحوزة فصائل «المقاومة» خلال حرب الجنوب..

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 أيار 2024 - 3:43 ص    عدد الزيارات 493    التعليقات 0    القسم محلية

        


إسرائيل: قد نحتل مناطق ونحارب حزب الله بكل أرجاء لبنان..

دبي - العربية.نت.. بعدما ركزت إسرائيل خلال الفترة الماضية، على محاولات لاغتيال قادة بحزب الله فيي لبنان وسط استمرار المناوشات بين الطرفين، جد جديد على الملف.

"احتلال مناطق واسعة"

إذ هددت إسرائيل، بما زعمت أنه "احتلال مناطق واسعة" في جنوب لبنان، إذا لم ينسحب حزب الله من المنطقة، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية. وأضافت القناة أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إنه في حال لم ينسحب حزب الله فإن إسرائيل "ستكون قريبة من حرب شاملة" معه. وتابع أن إسرائيل ستحارب حزب الله في كل أرجاء لبنان، وستحتل مناطق واسعة في جنوب لبنان، وستبقى هذه المناطق تحت سيطرة الجيش كمنطقة أمنية، وفق زعمه. جاء ذلك بعدما وصل سيجورنيه إلى إسرائيل، حيث التقى نظيره الإسرائيلي، وهي زيارة تستمر 24 ساعة بالقدس وتل أبيب في إطار جولة بالشرق الأوسط شملت لبنان والسعودية. وقال سيجورنيه إن مسؤولين فرنسيين شاركوا مع إسرائيل مقترحات تم تقديمها للسلطات اللبنانية، لتهدئة التوتر بين إسرائيل وحزب الله، مع محاولات باريس الاضطلاع بدور وساطة بين الجانبين. وكان سيجورنيه زار لبنان الأحد، حيث التقى مسؤولين من بينهم ساسة مقربون من حزب الله، ويقول مسؤولون فرنسيون إنهم وجدوا تقدما في ردود السلطات اللبنانية.

تجاوزت شمال نهر الليطاني ببضعة كيلومترات

يذكر أن إسرائيل كانت هددت بشن عملية عسكرية على جبهتها الشمالية، زاعمة أنها تريد استعادة الهدوء على الحدود مع لبنان حتى يتمكن آلاف الإسرائيليين من العودة إلى المنطقة من دون خوف من الهجمات الصاروخية. فيما استمر التصعيد واتسعت دائرة الاستهداف الإسرائيلية حتى تجاوزت شمال نهر الليطاني بضعة كيلومترات. ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس يوم السابع من أكتوبر الفائت، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية قصفاً متبادلاً بشكل شبه يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل مئات في لبنان. في المقابل، أحصى الجانب الإسرائيلي مقتل عسكريين ومدنيين بنيران مصدرها جنوب لبنان. ومنذ أسابيع تشن إسرائيل غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية، مستهدفة مواقع لحزب الله، ما زاد المخاوف المحلية والدولية مؤخراً من اندلاع حرب مفتوحة. كما نفذت عدة ضربات على سيارات في الجنوب، ضمن خطة لاغتيال قيادات في حزب الله وحماس على السواء.

سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً مع «حزب الله»

إطلاق صواريخ متواصل على مستعمرة المطلة

بيروت: «الشرق الأوسط».. يترقب سكان شمال إسرائيل حرباً شاملة محتملة مع «حزب الله»، حيث بدأوا الاستعداد لها، على وقع تواصل تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. ونقلت وكالة «رويترز» عن جندي سابق، خدم في لبنان قبل سنوات، قوله إنه يستعد للانضمام مرة أخرى إلى الجيش لقتال الحزب نفسه، إذا تحول القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة مع أقوى حليف إقليمي لإيران. وقال إن القوات الإسرائيلية ستواجه هذه المرة أصعب تحديات يمكن تخيلها في القتال. وقال هاريل (50 عاماً) لـ«رويترز»: «توجد أفخاخ في كل مكان... يخرج أشخاص فجأة من الأنفاق. على المرء أن يظل في حالة تأهب دائماً، وإلا سيموت». ويعيش هاريل في حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، التي تقع ضمن النطاق الذي يمكن لأسلحة «حزب الله» الوصول إليه. وحثّ رئيس بلدية حيفا السكان في الآونة الأخيرة على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور الأمر إلى حرب شاملة. واضطر نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة. وعلى الجانب الآخر من الحدود، نزح نحو 90 ألفاً في لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية. وقال إيال حولاتا، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، إن إسرائيل يجب أن تعلن عن موعد في الأشهر القليلة المقبلة يمكن فيه للمدنيين الإسرائيليين النازحين العودة، إما بمواجهة «حزب الله» بشكل فعال لتقليص الضربات، أو خوض حرب شاملة. وأضاف: «لا يمكن أن يكون الإسرائيليون منفيين في بلدهم. هذا لا يمكن أن يحدث. إنها مسؤولية قوات الدفاع الإسرائيلية أن تدافع عن المدنيين». وقال أساف أوريون، وهو ضابط إسرائيلي متقاعد، لـ«رويترز»، إن هناك احتمالاً متزايداً لاندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»، إما بسبب تصعيد غير مخطط له في الاشتباكات، أو بسبب نفاد صبر إسرائيل، مع عدم قدرة مواطنيها على العودة إلى ديارهم. وأضاف أوريون أن شدة القصف في أي حرب يمكن أن تكون أكبر بـ10 أمثال مما يحدث في غزة. وأوضح: «الأضرار ستكون هائلة... سيبدو القتال في غزة وكأنه لا شيء، مقارنة بهذا المستوى من القتال». وانتقل مئات من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى المدينة، وقال كثيرون إن حرباً أخرى قد تكون السبيل الوحيدة للعودة إلى ديارهم. وقال أساف هيسد (35 عاماً)، الذي كان يعيش في تجمع سكني على بعد كيلومترين من الحدود، إن أمام الجيش مهلة حتى سبتمبر (أيلول) لإجبار «حزب الله» على التراجع، وإلا سينتقل السكان إلى أماكن أخرى. وأوضح: «علينا أن نتخذ قريباً قراراً بشأن المكان الذي سنعيش فيه، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو لفترة أطول». إلى ذلك، تواصل تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق 4 صواريخ موجهة باتجاه مستعمرة المطلة، فيما أعلن «حزب الله» بعد الظهر أنه استهدف دبابة ميركافا إسرائيلية داخل ‏موقع المطلة، «ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط ‏أفراد طاقمها بين قتيل وجريح». كما استهدف «تموضعاً لجنود إسرائيليين خلف الشادر العسكري داخل موقع المطلة بالصواريخ الموجهة، وأصابوه إصابة ‏مباشرة، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح».‏ وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة العديسة القريبة، كما على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بصاروخين جو - أرض. وشنّت الطائرات الحربية غارة على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت مبنى في البلدة، دمّر جزئياً. وألحقت الغارة أضراراً كبيرة في مجمع يضم محالاً تجارية، إضافة إلى أضرار جسيمة في عدد من السيارات.

الردّ الإسرائيلي على ورقة سيجورنيه: نقترب من الحرب الشاملة

شرارة الجامعات الأميركية تمتد إلى جامعات لبنان.. ولعنة المصائب الأمنية تحصد 9 أبرياء في مطعم وسط بيروت

اللواء...تقع المفاوضات المعلنة وغير المعلنة لإنقاذ التفاهم على «صفقة تبادل» للأسرى في غزة في صلب الاهتمام اللبناني، سياسياً ورسمياً وعسكرياً، مع ملء الفراغات اليومية، باهتمامات من هنا كالانشغال بملف النزوح السوري، ومن هناك بيانات ومواقف تزيد الفرز الداخلي بين القوى وتعمق الخلافات، من دون التماس مناهج لأيّ منها، مع المضي في انحدار الملفات، والتوجه الى الحل للمعضلات إما بالالغاء او التمديد او «التشحيل» كما حصل بالنسبة لإلغاء امتحانات البروفيه، وتعليق العمل بمواد في منهج امتحانات الشهادات الموحدة، في الصفوف النهائية. في هذا الوقت، عاش وسط بيروت حدثاً أمنياً دامياً، اذ ادى تسرب الغاز في مطعم في منطقة بشارة الخوري الى انفجار في المطعم الذي كان يغص بالزوار، مما ادى الى مقتل 9 اشخاص، وطلب وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي ان تحدّد الادلة الجنائية الجهة المسؤولة في ضوء تحقيقاتها. وقوارير الغاز التي انفجرت في بناية غناجة - بشارة الخوري تضم عدداً من الادارات الرسمية، لا سيما مديرية الواردات في وزارة المالية، والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني. ولم يقتصر القلق على الحرب في الجنوب، والتوترات والانفجارات في المناطق والعاصمة، والخشية من هبوط المستوى التعليمي للشهادة اللبنانية، حتى التحقت الجامعات في بيروت، لا سيما الجامعة الاميركية، والجامعة اللبنانية الاميركية، بالاضافة الى فرعي جامعة بيروت العربية في العاصمة وطرابلس «بالتحركات الكبرى» في الجامعات الاميركية للمطالبة بوقف الحرب الاسرائيلية على غزة، والعدوان على لبنان، ومقاطعة الشركات الداعمة لاسرائيل.

الورقة الفرنسية

ويعكف المسؤولون اللبنانيون على مراجعة الورقة الفرنسية التي سُلّمت الى كلّ من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ليصار بعدها الى ابلاغ الجانب الفرنسي بالموقف، الذي قد يتأخر الى ما بعد العاشر من الشهر الجاري. وكما بات معروفاً، فالورقة الفرنسية تتضمن مراحل ثلاث:

1- وقف العمليات الحربية.

2- اعادة النازحين اللبنانيين والاسرائيليين الى قراهم.

3- بدء مفاوضات شبيهة بتفاهم نيسان 1996، يكون خطياً، ومضموناً من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والامم المتحدة.

الرد الإسرائيلي

وفي تل ابيب تبلغ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الرد الاسرائيلي على الورقة الفرنسية بعد لقاء وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس، حيث بحث معه التصعيد في غزة والتصعيد عند الحدود مع لبنان وتضمن الرد الاسرائيلي انه «اذا لم ينسحب حزب الله من الحدود فإننا نقترب من حرب شاملة»، وأن اسرائيل ستعمل ضد حزب الله في كل لبنان.

تراجع رئاسي

سياسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن البحث في الملف الرئاسي يسجل تراجعاً في الوقت الراهن وليس مقدّراً له أن يتحرك إيجاباً، ولذلك علقت المساعي حوله. واعتبرت أن الحديث عنه في الوقت الراهن لا يقدم ولا يؤخر، مشيرة إلى أن اللجنة الخماسية تعد برنامجا لتحركها حتى وإن ما من شيء متوقع منه كما جرى مؤخرا. واوضحت ان مفتاح الحل الرئاسي يبدأ من الوضع في الجنوب. ورأت هذه المصادر أن المقترح الفرنسي بشأن تهدئة الوضع وتطبيق القرار ١٧٠١،ونشر الجيش في الجنوب يحتاج إلى قراءة بتمعن وقد لا يلقى الصدى المطلوب، ومن هناك فإن هذا المقترح قد لا يسلك طريقه قبل جلاء مشهد غزة.

جنبلاط ورئيس «القوات»

سياسياً، بدا النائب السابق وليد جنبلاط على مسافة تتباعد عن معراب، ورداً على سؤال قال: اذا اراد رئيس القوات ان يثبت نفسه كزعيم للمعارضة، فليفعل ذلك من دوننا، كاشفاً ان الرئيس بري يتفاوض حول امكانية فصل الملف اللبناني عن ملف غزة، لكن لا يمكن أن أتنبأ بما سيحدث.. وفي خطوة انهت خلافات كادت ان تهدّد العمل في وزارة التربية، اعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي عن الغاء امتحانات البروفيه واعتماد العلامات المدرسية فقط. كما ابقى الحلبي على الامتحانات الموحدة لكل لبنان، واتخاذ بعض الاجراءات والتعديلات، وادخال استثناءات مدروسة ومنصفة للجميع، مع برنامج يراعي تلامذة الجنوب عبر مواد اختيارية واخرى الزامية.

التحركات الطلابية

وفي التحركات الطلابية، رفع الطلاب الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات داعمة للفلسطينيين، وتطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات تظهر اعتصامات الطلاب وهم يهتفون: «نحن رجال محمد ضيف» و«عالقدس رايحين شهداء بالملايين». كما نظمت الأندية الطالبية في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع، وقفة تضامنية دعما لصمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد إسرائيل، وتضامنا مع الحراك الطالبي في جامعات أميركا والعالم، بمشاركة اكاديمية وطالبية كثيفة، على وقع الأناشيد والهتافات الداعمة. وأكد المدير الأكاديمي للجامعة اللبنانية الدولية الدكتور أحمد فرج «أن الولايات المتحدة التي طالما تغنّت بحقوق الإنسان هي نفسها التي تستخدم اليوم حق النقض لتبرير جرائمها وجرائم العدو الصهيوني على أرضنا، ودعمه بميزانيات مفتوحة من الكونغرس وبأموالنا لضمان بقائه».

الوضع الميداني

ميدانياً، دكَّ حزب الله مستعمرة المطلة بوابل من الصواريخ الذي استهدف جنوداً، كانوا مختبئين هناك. كما اعلن حزب الله عن تدمير وإحراق آلية عسكرية عند مثلث يفتاح (رموت نفتالي) بمن فيها، وذلك بالاسلحة الصاروخية. كما استهدفت المقاومة شاحنة اسرائيلية على الحدود اللبنانية بصاروخ «كورنيت». واغارت الطائرات المعادية ليلاً على منطقة بين بلدتي العديسة وكفركلا، كما استهدف الطيران الحربي المعادي بئر المصلبيات بين بلدتي حولا ومركبا.

لا حلّ لبنانياً قبل نضوج تقاطعات واشنطن الإقليمية

الاخبار..تقرير هيام القصيفي ... يُنقل عن مسؤولين فرنسيين أنه كلما راجعت باريس واشنطن في شأن تطورات منطقة الشرق الأوسط وحرب غزة، يكون الجواب على شكل نصيحة بأن تولي فرنسا اهتمامها لتأمين سلامة الألعاب الأولمبية، ما يعكس حقيقة قيام الولايات المتحدة بخطوات منفردة في المنطقة لم تتكشّف تفاصيلها النهائية بعد. ما يعني لبنان في الحركة الأميركية أمران، هما: التطبيع السعودي مع إسرائيل والاتصالات القائمة لترتيبات بين واشنطن وطهران. لكنّ المشكلة في لبنان، أن حجم الانفصال بين اليوميات الداخلية والتطورات الإقليمية أصبح كبيراً إلى حد يترك سلبياته على التصور الذي يمكن أن يكون عليه مستقبل الوضع اللبناني. وقد تكون العبارة الأكثر فائدة في جولة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه قوله إن «لبنان لن يكون على طاولة المفاوضات إذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية». ورغم أن العبارة غير جديدة بالمعنى السياسي، إلا أنها تعكس استمرار تخوف معارضي حزب الله من أن يكون هو وحده على طاولة التفاوض حين تنضج ظروف وضع لبنان على سكة الحل، خصوصاً في ظل تراجع أداء القوى السياسية الداخلية والانشغال بملفات ثانوية لا تقارب خطورة الواقع السياسي والعسكري جنوباً. وبين باريس وواشنطن والرياض وطهران، يخشى هؤلاء المعارضون من أن تنتج الاتصالات الإقليمية صفقة على حساب لبنان، تعطي للحزب حصة وازنة في خريطة طريق جديدة.حتى الآن، لم يتبيّن لمتصلين بالرياض وواشنطن أن هذا الأمر حتمي. ورغم أن التجربة مع الأميركيين تفيد بتوقع أي انقلاب في المواقف، إلا أن ما يجري بين واشنطن والرياض من جهة، وواشنطن وتل أبيب من جهة ثانية، وبين إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة وإيران، كل ذلك ينبئ بأن أوان عقد صفقة شاملة لم يحن بعد. فرغم كل ما تثيره حرب غزة من تأثيرات سلبية في الرأي العام الأميركي والغربي، لا يزال مسار البيت الأبيض هو نفسه منذ 7 تشرين الأول. فاهتمام الأميركيين بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل قائم وجدّي، ولم يتوقف لحظة واحدة حتى خلال الأيام الأولى للحرب، رغم أصوات عربية معترضة على الأداء العسكري الإسرائيلي. لذلك، تواصلت الاتصالات لتفعيل التطبيع، وإن بطريقة أكثر تستراً، قبل أن يقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ما قاله في الرياض أخيراً.

لا تعويل على اقتراحات فرنسية لا يمكن لباريس تنفيذها كونها ليست صاحبة القرار في المنطقة

ولا تزال واشنطن تتصرف وفق توازن دقيق بين طرفين أساسيين، دعم عسكري وسياسي متواصل لإسرائيل مع تحذيرات لا تتعدّى النصائح، والتحرك مع السعودية لتنشيط مسار التطبيع. وفي موازاة ذلك، الإبقاء على الخطوط الخلفية للاتصالات مع إيران. وبين العواصم الثلاث يصبح وضع لبنان على تقاطع دقيق. في ظل المفاوضات الجارية حول التهدئة في غزة، لم تدخل واشنطن بجدّية وفاعلية على جبهة الجنوب، وهو ما تبيّن بشكل أوضح مع تكليف الموفد الأميركي عاموس هوكشتين بما لا يتعدى الحفاظ على حد أدنى من التواصل، من دون أي مبادرة فعلية ولو بخطوط عريضة. كل ما حصل، لبنانياً، عبارة عن تقاطع مصالح بين إيران والولايات المتحدة في الحفاظ على توازن مضبوط الإيقاع في الجنوب، في انتظار ما ستحسمه حرب غزة. ولحزب الله مصلحة في ذلك، من دون الرهان على أوراق فرنسية أو اقتراحات لا يمكن التعويل على باريس لتنفيذها كونها ليست صاحبة القرار الأمني والعسكري في المنطقة. والأمر نفسه ينسحب على إسرائيل أيضاً. وهذا ما يعطي الولايات المتحدة مزيداً من الوقت قبل نضوج مسار متعدد الاتجاهات في المنطقة، من بينها مسار التطبيع السعودي. ورغم انحسار الكلام عن هذا الاتجاه لبنانياً، إلا أن مفاعيله مستقبلاً ستكون مؤثرة، ولا سيما أن السعودية لا تزال تراوح مكانها في ما يخص تقديم تنازلات تتعلق بلبنان. وأي انتقال إلى مرحلة مختلفة مع إسرائيل، ستكون له تداعياته على التهدئة مع إيران، ما يعني حكماً أن لبنان سيكون جزءاً من هذه الإشكالية. لكن كل هذه الخطوات لا تزال محكومة بسقف الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأي تقاطع بين إسرائيل والولايات المتحدة قائم على فكرة السباق بين رغبة الإدارة الحالية بحسم وضع غزة والمنطقة تمهيداً للانتخابات، وعدم استعجال إسرائيل بتقديم هدايا مجانية للإدارة الحالية قبل أن تحصل على ما تريده في رفح وغزة وجنوب لبنان. وهي تراهن في الوقت ذاته على العمق الأميركي الحريص على مصلحة إسرائيل. لكن في المقابل تصبح إيران أسيرة هذه التقاطعات، ولا سيما بعد الردود العسكرية المتبادلة بينها وبين إسرائيل، ومعها يبقى لبنان أسير اللعبة نفسها، فلا يخرج من أزمته ما دام الكباش العسكري لم ينته بعد، لأن مفاعيل ما حصل بين قصف القنصلية والرد الإيراني والرد الإسرائيلي لم تنته كذلك.

حزب الله رفض مناقشة «الورقة الفرنسية»

على وقع انتظار المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، تزداد التكهنات بشأن جبهة الجنوب التي باتَ محسوماً أنها «لن تُغلق إلا بعد وقف العدوان على غزة»، وهو الجواب الذي يسمعه بوضوح كل من يحمل مبادرة أو طرحاً يرمي إلى الفصل بين الجبهتين بصيغ مختلفة. وآخر هذه الطروحات، الورقة الفرنسية التي تسلّمها لبنان رسمياً، وعلمت «الأخبار» أن «حزب الله رفض حتى مناقشتها، إذ لم تحمل أي تعديلات تُذكر على الورقة الأساسية»، إذ إن «إعادة تموضع» قوات الرضوان في المقاومة «ليس المقصود منها إلا الانسحاب من جنوب الليطاني»، وفق مصادر مطّلعة أكدت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري «لم يتعامل بجدية» مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ولا مع الأفكار الفرنسية «الجديدة» في ظل قناعة بأن «مفتاح الحل والربط هو في يد الأميركي، وفي حال نجحت المفاوضات في غزة سيكون الأميركيون في بيروت في اليوم نفسه لاستكمال المباحثات مع لبنان». والتقى سيجورنيه في تل أبيب نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وصرّح بـ«أننا أكدنا موقفنا بوجوب إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار (في غزة) وخفض التصعيد في لبنان»، بينما هدّد كاتس بأنه «إذا لم ينسحب حزب الله من الحدود فإننا نقترب من حرب شاملة»، و«إسرائيل ستعمل ضد حزب الله في كل لبنان». رئاسياً، لم يُسجل أي تطوّر باستثناء تسريبات عن «تكثيف القطريين حراكهم الداخلي في اتجاه حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر». ونقلت مصادر متابعة أن «الدوحة تلمس تقدّماً في الملف الرئاسي، حيث تتقاطع الأطراف الثلاثة على فصل الملف الرئاسي عن ملف غزة وبالتالي بإمكان ذلك فتح ثغرة وتحقيق تقارب إضافي بينَ الثنائي والتيار. علماً أن مصادر في عين التينة أكّدت أن «الثنائي لم يربط في أي مرة الملف الرئاسي بغزة أو بجبهة الجنوب، والخلاف هو على المرشحين وآلية الانتخاب والحوار، وكل المؤشرات حتى الآن تقول إن القدرة على تجاوز هذا الخلاف صعبة لذا فإن الملف سيتأخر»، نافية ما يقال عن «الاتفاق بينَ بري وباسيل على مبدأ الاسم الثالث، كما يحاول البعض الترويج، ولا يزال سليمان فرنجية هو مرشحنا».

«اليونيسيف»: نحو 30 ألف طفل تَركوا منازلهم في الجنوب و 8 أطفال قُتلوا و75 جُرحوا

هل تُفْضي هدنة غزة المفترضة إلى تهدئة جبهة لبنان؟

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- مهمة هوكشتاين في إسرائيل على مساريْن والورقة الفرنسية «موّهت عيْبَها»

- «حزب الله» غير معني بإعطاء ضماناتٍ بعدم استئناف العمليات بعد انتهاء هدنة غزة

- إسرائيل أعطت إشاراتٍ إلى أن شمول جبهة لبنان بأي هدنة يرتبط... بما بعدها

- لبنان يرصد استنفار الحدّ الأقصى للديبلوماسية المتعددة الجنسية وكأنه... مُراقِب

- صروح جامعية في لبنان التحقتْ بـ «انتفاضة» جامعات أميركا

فيما كانت هدنةُ غزة الشائكة أسيرةَ ساعاتٍ عصيبة من تموّجاتٍ وتقلّباتٍ تستنسخ تجاربَ سابقة، بحيث بدا من الصعب الجزم بمآلاتِ الديبلوماسية «المتعدّدة الجنسية» الرامية لانتزاع «الأشواك» من أمام بلوغ ولو «استراحة مُحارِب» علّها تؤسس لتهدئةٍ أكثر استدامة وربما الحلّ الدائم، وَقَفَ لبنان وكأنّه يتفرّجُ على عمليةٍ بالغة الدقة يَجْري تركيبُ قِطَعها في أكثر من عاصمة وعبر أكثر من قناةٍ ويجد نفسه معنياً بها من حيث يريد أو لا يريد بعدما «حَفَرَ» حزب الله منذ 8 أكتوبر الماضي وفي «الوعي واللاوعي» الداخلي والخارجي معادلةَ «وحدة المسار والمصير» بين جبهة الجنوب وغزة اللتين صار يربطهما «خط واحد» انفراجاً أو استمراراً في الانفجار المحدود (من ناحية حزب الله). وفيما كانت الحركةُ الديبلوماسيةُ في المنطقة تبلغ أوْجها أمس، بهبوطِ كلٍّ من وزيريْ خارجية أميركا وفرنسا أنتوني بلينكن (زار الأردن قبلها) وستيفان سيجورنيه في إسرائيل غداة محادثاتٍ لكل منهما في الرياض مع عدد من القادة الخليجيين والعرب (على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي)، بدت بيروت وكأنها ترصد هذا الحِراك - الأقرب الى إعلان «حال الاستنفار القصوى» ديبلوماسياً - بصفة «مُراقِب»، خصوصاً بعدما تَعَمَّقت مظاهر تحوُّل السلطات الرسمية أشبه بـ «صندوقة بريد» أو «وسيط» بين المبعوثين الدوليين و«حزب الله»، وكان آخِرهم رأس الـ «كي دورسيه» الذي وضع المسؤولين في أجواء الصيغة المعدَّلة لخريطة الطريق التي تراها باريس مدخلاً لإنهاء التوتر على جبهة الجنوب وشقّ ممرّ لتطبيق القرار 1701. وإذ انشدّ العالمُ إلى جوابٍ بدا وكأنه «يجوب» الغرفَ المغلقة والهواتف الحمر حول هل تَلِد الهدنة الثانية في غزة أم تتداعى فرصها في ربع الساعة الأخير، انهمكتْ بيروت في تحليل انعكاساتِ ما سيكون أو لن يكون، في ضوء مؤشراتٍ أبْقَتْ باب الحذر مفتوحاً من أي إفراطٍ في التفاؤل بإزاء مفاوضات التهدئة المضنية، لاسيما في ظلّ مواقف بنيامين نتنياهو أمس، والتي جاءتْ أقرب إلى «عبواتٍ» وإلى دعواتٍ لـ«حماس» لعدم الإقدام عليها على طريقة «تعا ولا تجي» وذلك عبر تَوَعُّدِه الحركة، التي تراجعتْ خطوة إلى الوراء، بأن أي هدنة لن تكون إلا لمزيد من التقدّم نحو «أهداف لا عودة» عنها وفي مقدّمها دخول رفح. وبمعزل عن التفاصيل المعروفة للورقةِ الفرنسية المنقَّحة التي تسلّمها لبنان رسمياً أول من أمس وتنصّ على 3 مراحل والتي كانت أيضاً محور لقاءات سيجورنيه في تل أبيب، فإنّ «الغبار» الديبلوماسي الكثيف والذي انكفأت معه نسبياً في ساعات النهار العمليات العسكرية، لم يبدّد ثوابت «واضحة وضوح الشمس» وأبرزها:

أنّ أي هدنة في غزة، بحال حصلتْ، لن تكون بالضرورة أكثر من تهدئةٍ من «جانب واحد» - هو حزب الله - على جبهة الجنوب، بعدما بلغتْ بيروت إشاراتٌ متجدّدةٌ إلى أن إسرائيل وكي توقف النار مع الحزب تريد ضماناتٍ مسبقةً بأن الأخير لن يعاود «حرب الإشغال» بعد أن تستأنف عملياتها في القطاع وضدّ حماس، وهو ما يستحيل أن يلتزم به الحزب الذي يرفع شعار «إن عدتم عدنا» والذي يرفض أن يقدّم ما يرى أنه «هدايا مجانية» ونهائية لتل أبيب على ميدان شديد التحرّك. بهذا المعنى يُخشى أن تكون تهدئةٌ في غزة فرصةً لنتنياهو لتركيز هجماته ضدّ «حزب الله»، وسط اعتقادٍ بأن معاودة «حماس – لبنان» شنّ عمليات من الجنوب على شمال إسرائيل، ناهيك عن إظهار الحزب قليلاً إضافياً من «الكثير» الذي يملكه عسكرياً ولم يكشفه بعد، هو في إطار ترسيمٍ مسبق لقواعد الاشتباك في أي مرحلةٍ تعمد فيها تل أبيب للفصل بين جبهة الجنوب وغزة في الهدنة المفترضة.

أنّ أي وَقْفٍ من «حزب الله» للمواجهاتِ جنوباً هو «خارج النقاش» ما لم يتوقف إطلاق النار في غزة، وأن كل المحاولات الديبلوماسية (وحتى الأميركية عبر آموس هوكشتاين) لجعْل أي تهدئةٍ في القطاع، بحال التزمت إسرائيل بأن تشمل جبهة لبنان، منطلقاً لمسارٍ على قاعدة ما يشبه «التوقيع بالأحرف الأولى» من الحزب على ضماناتٍ ببلوغ «نهائياتٍ» سابق لأوانه، لأن هذا مربوط بإنهاء الحرب في غزة. وإذ كان لافتاً في مَهمة سيجورنيه الجديدة، أنها تفيّأتْ المحاولةَ المتجددة لبلوغ هدنة في غزة، بما موّه عيْباً أساسياً شابَها في منطلقها منذ أن طُرحت بنسختها الأولى قبل أكثر من شهرين وهو فصل جبهة الجنوب عن الحرب في القطاع، فإنّ هوكشتاين الذي أحيطت زيارته لإسرائيل بكتمان شديد (وربما مازال فيها) والذي أضفى على مبادرته بعد أكثر من جولةِ استطلاعٍ واقعيةً ترتكز على ترابُطٍ تلقائي بين الجبهتين، بدا في مواكبته محاولات استيلاد تهدئة في غزة وكأنه يعمل على مساريْن متوازيين:

الأول استشراف إمكان السير بخطته لحل مَمَرْحَلٍ، وأقلّه دفْع تل أبيب لترْك مجال كي تكون أي هدنة في القطاع مدخلاً لتنفيس جبهة الجنوب وإحداث كوة تتيح المزيد من النقاش «على البارد» حول الخطوات التالية الأكثر استدامة ومرتكزاتها.

والثاني ألا يكون عدم الوصول إلى هدنة باباً لتصعيد إضافي على جبهة الجنوب وفق ما أشار إليه نَسَقُ العمليات المتبادلة في الأيام الماضية إذ بات «حزب الله» يقابل كل توسيعٍ اسرائيلي بتوسيعٍ «لا يحتاج إلى إذْن»، وذلك بما يَضمن محافظة هذه الجبهة على «الحبل الرفيع» الذي يسمح بالعودة إلى المسار السياسي للحلّ حين تنتهي حرب غزة ومن دون أن يكون الصِدام الكبير وَقَع لأن لملمةَ تداعياته أصعب بكثير لاسيما في الوقت الذي تقترب الولايات المتحدة من دخول مدار السِباق الرئاسي المحموم.

ووسط هذا المناخ الانتظاري المثقل بشتّى الاحتمالات، وفي حين تمدّدت أمس، «انتفاضة الجامعات» في الولايات المتحدة دعماً لفلسطين إلى صروحٍ جامعية في لبنان شهدت تحركاتٍ طالبيةً مرشّحة للانفلاش تباعاً، برز إعلان منظمة اليونيسيف أن «الأعمال العدائية المستمرّة في جنوب لبنان تُسفر عن خسائر فادحة للسكان، حيث اضطرّ نحو 90 ألف شخص، بينهم ما لا يقل عن 30 ألف طفل، إلى ترك منازلهم»، كاشفة في بيان لها أنه «بحسب آخر تقرير صدر عن وزارة الصحّة العامة في لبنان، هناك 8 أطفال من بين 344 شخصاً قتلوا، و 75 طفلاً من بين 1.359 شخصاً تعرضوا للإصابة منذ ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية في أكتوبر 2023». وأشارت «اليونيسيف» إلى «أن تزايد النزاع المسلح أدى إلى تضرر البنى التحتيّة والمرافق المدنيّة، كما أثّر على الخدمات الأساسيّة التي يعتمد عليها الأطفال والأسر بما في ذلك تعرض تسع محطات مياه، تخدم 100 ألف شخص على الأقل، إلى أضرار جسيمة. وأغلقت أكثر من 70 مدرسة أبوابها، ما أثّر بشكل كبير على تعليم نحو 20 ألف طفل. كما اضطرّ ما لا يقل عن 23 مرفقاً للرعاية الصحيّة إلى التوقف عن تقديم الخدمات إلى أكثر من أربعة آلاف شخص». وإذ أكد ممثل «اليونيسيف» في لبنان إدوارد بيجبيدر «أن حماية الأطفال هي التزام بموجب القانون الإنساني الدولي، فكلّ طفل يستحقّ أن ينمو بأمان»، اعتبر «أنّ الوضع في الجنوب يفاقم حدّة الأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد منذ العام 2019»، داعياً «إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية الأطفال والمدنيين». وكشف «أن اليونيسيف، بالتعاون مع شركائها، تعمل على تقديم المساعدات الحيوية للأسر المتضرّرة من الأعمال العدائية، بما في ذلك اللوازم الطبيّة المنقذة للحياة، ومستلزمات النظافة والمواد التغذوية للعائلات النازحة التي إنتقلت الى مراكز الإيواء العامّة وفي المجتمعات المضيفة». وأضاف: «إلى ذلك، زوّدت اليونيسيف تلك المراكز بالوقود والمياه وخزانات المياه والملابس الشتوية والبطانيات. كما قدّمت، بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية دعماً نقدياً طارئاً لمرة واحدة لتلبية الاحتياجات الفورية لـ 85 ألف شخص. أيضاً، تمكّن بعض الأطفال النازحين من استئناف تعليمهم في المدارس الرسمية وحصلوا على لوازم مدرسية جديدة وعلى مساعدات في مجال النقل».

3 مراحل

تتضمّن الورقة الفرنسية التي تَسَلَّمَها لبنان ويدرسها للردّ عليها 3 مراحل تبدأ بوقف العمليات العسكرية من المجموعات المسلّحة اللبنانية، بالتوازي مع وقف الخروق الإسرائيلية، وإعادة تموضع «حزب الله» جنوباً من دون تحديد مسافةٍ هذه المرة يُراد أن ينسحب منها وكانت مطروحةً بين 7 إلى 10 كيلومترات في النسخة الأولى. وفي مرحلة ثانية عودة النازحين على مقلبي الحدود، ثم بدء مناقشاتٍ في المدى الأبعد حول نقاط الخلاف البري بين لبنان واسرائيل بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بمواكبةٍ من لجنة خماسية تضم ممثلين (عسكريين) للجيشين اللبناني والإسرائيلي، و«اليونيفيل» وفرنسا والولايات المتحدة.

لبنان: الورقة الفرنسية تستحضر «تفاهم نيسان»

الجريدة...بيروت - منير الربيع ...تسلّم لبنان رسمياً، عبر السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو، المقترح الفرنسي لمعالجة الوضع في جنوب لبنان وخفض التصعيد على جانبي الحدود بين «حزب الله» من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. وبحسب ما تؤكد مصادر رسمية لـ «الجريدة»، فإن الورقة أصبحت تشبه، الى حدّ بعيد، وقريبة جداً من المقترح الأميركي، وهي تنص على تجزئة الحل الى ثلاث مراحل، الأولى تبدأ بوقف إطلاق النار وإلغاء المظاهر المسلحة ووقف الأنشطة العسكرية، والثانية تنص على إعادة السكان من الجانبين وتعزيز دخول الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، والثالثة تشمل إطلاق مفاوضات لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. على الرغم من التقارب في المضمون بين الورقتين الأميركية والفرنسية، فإن هناك اختلافات ضمنية، لا سيما أن واشنطن تربط ما يجري في لبنان بحرب غزة، وهناك قناعة لدى المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بأنه لن يحصل أي تقدم في لبنان قبل وقف إطلاق النار في غزة. أما الفرنسيون فيعتبرون أنه يجب التحرك بشكل يفصل لبنان عن غزة لأن الأمور قد تتطور الى ما هو أسوأ، وأنه لا بد من تحضير الأرضية اللازمة للاتفاق الذي يفترض أن يتم تكريسه وإرساؤه مع الوصول الى لحظة وقف الحرب على غزة. ما تتضمنه الورقة الفرنسية أيضاً، هو الإشارة الى استعادة «تفاهم نيسان» الذي انهى حرب «عناقيد الغضب» الإسرائيلية على «حزب الله» في 1996، بما في ذلك حماية المدنيين من الجانبين ووقف أي أعمال عسكرية قد تطالهم، وإرساء هدنة، وتشكيل لجنة دولية تضم أميركا، وفرنسا، ولبنان وإسرائيل للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701. واستعادة صيغة «تفاهم نيسان» تخلق تضارباً في لبنان، لا سيما أن هناك من يعتبر أن التفاهم تضمن اعترافاً دولياً بدور «حزب الله» في المقاومة، وهذا يثير اعتراضات محلية وخارجية وهناك من يصفه بأنه نقطة ضعف في الورقة الفرنسية. إلا أن باريس تتمسك به لأنها تعتبر تفاهم نيسان أحد المعابر الذي مكنها من لعب دور بارز على الساحة اللبنانية، وحالياً تريد باريس تعزيز دورها بعد اخفاقات كثيرة، وتعتبر أن اي دور في الجنوب لا بد أن يكون له تأثير وارتباط وانعكاس في ملف التنقيب عن النفط وفي الملفات السياسية الأخرى. ومن يعترض على إحياء «تفاهم نيسان» يعتبر أنه محاولة لتشريع دور «حزب الله»، الأمر الذي لا تراه مصادر أخرى بالواقعي، لأنه في عام 1996 لم يكن الحزب على لوائح الارهاب الاميركية والأوروبية، في حين الجو اليوم على المستوى الدولي مختلف كلياً، ولم تكن قد صدرت قرارات دولية مثل القرارين 1559 و1701، وعندما يكون هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي تتقدم على ما عداها من تفاهمات. عملياً وبعيداً من كل التفاصيل فإن الحل في لبنان أصبح ينتظر مسار الحرب على غزة ومسار التسوية في المنطقة كله، لا سيما في ظل اللقاءات التي اجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في السعودية وكلامه عن تقدم في المفاوضات حول اتفاق أمني مع السعودية، ويدل ذلك على استمرار محاولة إنتاج حل يقوم على التطبيع مقابل وقف الحرب وبدء الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لإرساء تسوية وتفاهم يشمل المنطقة كلها.

«الخارجية» الأميركية لـ«الجريدة»: استمرار الهجمات من لبنان يزيد مخاطر التصعيد

ساميويل وربيرغ: التزام واشنطن بأمن إسرائيل لا يمكن المساس به وملتزمون بملاحقة عناصر وممولي حزب

الجريدة... الله ربيع كلاس.... وصف الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ حجم ونطاق الهجوم «الطائش» و«المباشر» الذي شنته إيران ضد اسرائيل الشهر الماضي، كان غير مسبوقاً، وشدّد على التزام بلاده «بدعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها للدفاع عن سيادتها وأمنها»، مؤكّداً «أننا سنواصل التعاون مع شركائنا الدوليين لضمان أمن المنطقة واستقرارها»، مبدياً في المقابل قلقه «من التصعيد وزيادة حدة التوترات في المنطقة»، داعياً ايران «لعدم التصعيد والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع». كلام وربيرغ جاء خلال حوار مع «الجريدة»، نفى خلاله أن تكون الهجمات الايرانية على اسرائيل «حققت أي نتائج، لأننا وشركائنا الإسرائيليين وحلفائنا في المنطقة تصدينا بنجاح لهذه الضربات والعبرة في النتائج». وإذ اعتبر «استمرار هجمات حزب الله والميليشيات الفلسطينية المتمركزة في لبنان، يزيد من مخاطر التصعيد»، متمنياً «ألا يكون لبنان منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين»، أكد وربيرغ «أهمية الشراكة الدفاعية الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والكويت». وفيما يلي نص الحوار: رغم التحذيرات التي وجتهموها إلى ايران خلال مقابلتكم الأخيرة مع «الجريدة» في 26/11/2023 «بأنها يجب ألّا تصعّد أو توسّع النزاع أو تستغل الوضع الحالي الحالي في غزة... وتجنّب أي تصعيد قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع»... إلا أن إيران لم تردّ على هذه التحذيرات وشنّت هجوم غير مسبوق على اسرائيل، ما هو تعليقك على هذه «الخطوة» التي قامت بها ايران؟ ندين بشدة الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، والذي يُعد تصرفاً طائشاً وغير مسبوق. لقد أثبتت الولايات المتحدة وإسرائيل بالتعاون مع شركائهما قدرتهم على التصدي لهذه الاعتداءات وهزيمتها، يتوجب على مجلس الأمن إدانة هذا الهجوم بوضوح ودعوة إيران ووكلائها للتوقف عن العنف وتجنب تصعيد الأزمة، نحن نسعى جاهدين لتخفيف حدة التوترات ومنع توسع الصراع إلى نزاع إقليمي أوسع. الولايات المتحدة ملتزمة بدعم إسرائيل في دفاعها ضد الهجمات وحماية موظفينا ومنشآتنا في المنطقة، وسنواصل التعاون مع شركائنا الدوليين لضمان أمن واستقرار المنطقة. هل تتخوّفون من قيام الميليشيات المدعومة من إيران من اتخاذ أي خطوة مشابهة للخطوة الايرانية ضد إسرائيل؟ نحن قلقون من التصعيد وزيادة حدة التوترات في المنطقة ولكن نود التأكيد أن استراتيجيتنا ثابتة ومستمرة في دعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها للدفاع عن سيادتها وأمنها، ونحضّ إيران بشكل قاطع على عدم التصعيد والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع لأن هذا لا يصب في مصلحة أحد. من المهم كذلك تسليط الضوء على جهودنا المستمرة في التواصل مع الشركاء الدوليين لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومنع أي تحركات قد تزيد من تأزم الوضع. هل فعلاً تم النسيق بين ايران وبعض دول المنطقة قبل الضربة الايرانية، وهل أطلعت ايران الإدارة الأميركية على نيتها بتوجيه هذه الضربة؟ لم تكن هناك أي مؤشرات أو إخطارات من جانب إيران للإدارة الأميركية بخصوص نيتها شن هذه الضربة ضد إسرائيل، وليس لدينا معلومات إذا كان هناك تنسيق بين إيران وأي دولة أخرى ولا يُمكننا التحدث باسم إيران، هذا السؤال يجب إن يطرح على الإيرانيين. كنا نتوقع أن تتخذ إيران إجراءات ضد إسرائيل عقب الأحداث في دمشق «في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى مقتل قائدين في الحرس الثوري الايراني و5 مستشارين عسكريين آخرين»، ولكن حجم ونطاق الهجوم المباشر الذي شنته إيران، إلى جانب الهجمات التي نفذتها الميليشيات المتحالفة معها وشركاؤها، كان غير مسبوقاً. لا شك في أن إيران كانت تهدف إلى إلحاق الضرر بنطاق واسع من خلال هذه الهجمات، الفكرة القائلة بأن إيران خفّفت من شدة هجومها أو أنها قدّمت معلومات مسبقة لجعل الهجوم أسهل في التصدي له هي فكرة خاطئة ولا تعكس تقييمنا. القدرة على هزيمة هذا الهجوم والتصدي له تُعد شهادة على قدرات إسرائيل الدفاعية، وكذلك قدرات الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء الآخرين المشاركين. هذه الأحداث تؤكد على ضرورة اليقظة المستمرة والتعاون الدولي لمواجهة التهديدات الإقليمية. صرّحتم بأن «الولايات المتحدة تمتلك القدرة والاستعداد التام للرد على أي تهديدات قد تواجه جهودكم لضمان أمن المنطقة واستقرارها»... لماذا لم تتمكنوا من ردع ايران على مهاجمة حليفتكم اسرائيل، ومال الذي فعلتموه لحماية اسرائيل؟ السؤال الأهم هنا، هل حققت هذه الضربات أي نتائج؟ الجواب: طبعاً لا. لأننا وشركائنا الإسرائيليين وحلفائنا في المنطقة قمنا بالتصدي بنجاح لهذه الضربات والعبرة في النتائج، الولايات المتحدة تمتلك القدرة والاستعداد التام للرد على التهديدات، وقد أظهرنا ذلك من خلال استجابتنا الفورية للهجمات الأخيرة. فبتوجيه من الرئيس جو بايدن، تمكنت قواتنا من اعتراض عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة من دون طيار «درون»، التي أطلقت من إيران والعراق وسورية واليمن باتجاه إسرائيل. قواتنا مستعدة دائماً لحماية المصالح الأميركية وشركائنا في المنطقة، ولتوفير الدعم اللازم لدفاع إسرائيل وتعزيز استقرار المنطقة. أود أن أكون واضحاً تماماً: التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل هو التزام لا يمكن المساس به، مساهماتنا المقدمة لدفاع إسرائيل عن التصدّي لإيران واضحة وهي تجسيد لهذا الالتزام. وفي أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، عمل الرئيس جو بايدن بشكل مكثف مع حلفائنا وشركائنا لتنسيق رد فعّال وموحد. هل ترى أي مخاطر أو تهديدات على الوجود العسكري الأميركي في الكويت في ضوء ما يحصل، وهل تعتقد بأن التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة والكويت يعزز من قدرتكم على التصدي لأي تحديات؟ نأخذ التهديدات التي قد تواجه قواتنا ومصالحنا في المنطقة على محمل الجد، ونحن مجهزون تماماً لحماية قواتنا الأميركية بالتعاون الوثيق مع شركائنا في المنطقة، التنسيق المستمر والفعّال مع هؤلاء الشركاء يُعزز بشكل كبير من قدرتنا على التصدي لأي تحديات قد تظهر. وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال محادثاته الأخيرة مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف الصباح، على أهمية الشراكة الدفاعية الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والكويت. وشدد الوزير أوستن على أن الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد، لكنها ستستمر في الدفاع عن إسرائيل وعن الأفراد الأميركيين. ما هي رسالتكم لـ«حزب الله» اللبناني الذي يواصل الرد بالصواريخ على استهداف كوادره وعلى قصف البلدات اللبنانية الجنوبية؟ الولايات المتحدة واضحة في موقفها من عدم دعم الحرب في لبنان، بما في ذلك النزاعات عبر الحدود على الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان، نحن مستمرون في استكشاف جميع الخيارات الدبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد. ومن الأهمية بمكان أن يتمكن المواطنون اللبنانيون والإسرائيليون من العيش في سلام وأمان، إن استمرار هجمات «حزب الله» والميليشيات الفلسطينية، بما في ذلك الإرهابيون من «حماس» المتمركزون في لبنان، يزيد من مخاطر التصعيد. يجب ألا يكون لبنان منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين، فهذا يُغذي فقط إمكانية العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى النزاع. لقد كنا واضحين مع شركائنا: يجب على «حزب الله» والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال النزاع الجاري. الدمار الذي قد يلحق بلبنان وشعبه قابل للتجنب. نواصل الضغط على القيادة اللبنانية لمعالجة دور سلاح «حزب الله» في زعزعة استقرار البلاد والمنطقة ما يعيق التقدم في لبنان، والعقوبات المفروضة خلال الأشهر الستة الماضية تؤكد التزام الحكومة الأميركية بملاحقة عناصر وممولي «حزب الله»...

رئيسة المفوضية الأوروبية ستعلن عن مساعدات للبنان لوقف تدفق اللاجئين

نيقوسيا: «الشرق الأوسط».. قال مسؤول قبرصي، اليوم (الثلاثاء)، إن الاتحاد الأوروبي سيقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان خلال زيارة مشتركة تقوم بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبيروت يوم الخميس، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وتشعر قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، بقلق كبير إزاء الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين السوريين الذين يبحرون إلى الجزيرة الواقعة بالبحر المتوسط. ويستضيف لبنان، الذي يقع على مسافة 185 كيلومترا فقط من قبرص، مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في بيان: «رئيسة المفوضية الأوروبية ستقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان». ومن المقرر أن تصل رئيسة المفوضية الأوروبية إلى قبرص غدا الأربعاء على أن تتوجه إلى بيروت برفقة الرئيس القبرصي صباح الخميس. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية إن المناقشات ستركز على التحديات التي يواجهها لبنان حاليا والإصلاحات التي يحتاجها كي ينعم بالاستقرار. وتضغط نيقوسيا على الاتحاد الأوروبي منذ أشهر لتقديم مساعدات للبنان على غرار الاتفاقات التي أبرمها التكتل مع تركيا وتونس وفي الآونة الأخيرة مع مصر. وأضاف المتحدث باسم الحكومة القبرصية: «تنفيذ هذه (الحزمة) تم بمبادرة من الرئيس خريستودوليدس وجمهورية قبرص، وهو دليل عملي على الدور النشط الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في منطقتنا».

تكاثر «الفصائل» يثير قلقاً في لبنان..

تساؤلات حول كيفية التعامل مع السلاح بعد الحرب

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. شغل النشاط العسكري لخمسة فصائل لبنانية وفلسطينية على جبهة الجنوب، المستوى السياسي اللبناني، حيث سيكون لبنان أمام تحدي جمع السلاح المنتشر بيد «فصائل المقاومة» التي ظهر السلاح الثقيل معها خلال الحرب الأخيرة في جنوب لبنان. ومع أن السلاح الفردي «موجودٌ بين أيدي اللبنانيين كتقليد منذ الحرب الأهلية»، حسبما يهمس المسؤولون اللبنانيون، ظهر السلاح الثقيل بحوزة مقاتلي «حزب الله» و«حركة أمل» و«الجماعة الإسلامية»، كذلك بحوزة «كتائب القسام»، وحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين. وبينما يثير تكاثر هذه الفصائل قلقاً في البلاد، تغيب التقديرات الأمنية لأعداد المقاتلين التي تتراوح بين «العشرات والمئات»، حسب كل فصيل. ورغم «القلق» من هذه الظاهرة، والتساؤلات حول كيفية معالجتها بعد انتهاء الحرب، لم يناقش هذا الملف على المستوى السياسي بعد بين الأفرقاء والقوى السياسية، ويبدو أن أياً من القوى السياسية لا تملك تصوراً «لكيفية التعامل مع هذا الواقع المستجد». ويرفض عضو كتلة «التغيير» النائب إبراهيم منيمنة «تكريس ثقافة قبول السلاح خارج الدولة»، رافضاً «استثمار السلاح لفرض معادلات سياسية جديدة». كما يؤكد نائب رئيس البرلمان السابق إيلي الفرزلي أن «الضمانة لمعالجة مسألة السلاح لا توجد إلا بالدولة وبتطبيق الدستور بدءاً من انتخاب رئيس».

قلق لبناني من انتشار السلاح بحوزة فصائل «المقاومة» خلال حرب الجنوب

5 قوى محلية وفلسطينية امتلكته... والتحدي بسحبه بعد هدوء الجبهة

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... يثير النشاط العسكري لخمسة فصائل لبنانية وفلسطينية على جبهة الجنوب، قلقاً على المستوى السياسي اللبناني لدى التفكير في مرحلة ما بعد الحرب، حيث سيكون لبنان في مواجهة جمع السلاح المنتشر بيد «فصائل المقاومة» التي ظهر السلاح الثقيل معها، بعدما افتتح «حزب الله» جبهة «دعم ومساندة» لغزة انطلاقاً من جنوب لبنان. ومع أن السلاح الفردي «موجود بين أيدي اللبنانيين بوصفه تقليداً منذ الحرب الأهلية»، حسبما يهمس المسؤولون اللبنانيون، ظهر السلاح الثقيل المتمثل بصواريخ «الكاتيوشا» وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة، بأيدي مقاتلي «حزب الله» وحركة «أمل» و«الجماعة الإسلامية»، كما ظهر بحوزة «كتائب القسام»، وهي الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية. وأمام هذا الواقع، لم تعد مشكلة امتلاك السلاح الثقيل مقتصرة على «حزب الله»، وهو ما جعل الظاهرة «مثيرة للقلق»، حسب تعبير مسؤولين سياسيين، وتمت الإشارة إلى هذا القلق في تصريحات ظهرت يوم الأحد الماضي إثر تشييع «الجماعة الإسلامية» عنصرين استهدفتهما مسيرة إسرائيلية.

5 فصائل

وبينما تتكتم الفصائل عن مصادر وصول السلاح، ترجح التقديرات الأمنية أن التسلح يتم عبر معابر غير شرعية، ومن مصادر أسواق السلاح غير الشرعي الموجودة في العالم. وبعدما أقر «حزب الله» بمائة ألف مقاتل له، وتحدثت تقديرات إسرائيلية عن 150 ألف صاروخ بحوزته، تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد المقاتلين في الفصائل الأخرى «يتراوح بين العشرات والمئات». وتقول «حركة أمل» التي شيعت 17 من عناصرها منذ بدء الحرب، إنها موجودة في كل القرى الحدودية في الجنوب، وإن المقاتلين هم «من أبناء تلك البلدات الحدودية ويدافعون عنها في وجه الاعتداءات». أما «الجماعة الإسلامية»، فقد نعت 5 مقاتلين منذ بدء الحرب، فيما نعت «الجمعية الطبية الإسلامية» المقربة من «الجماعة الإسلامية» سبعة مسعفين استهدفت طائرة إسرائيلية مقرهم في الهبارية. وتقول مصادر ميدانية إن الجماعة تحتفظ بانتشار في منطقة العرقوب، التي تسكنها أغلبية سنية. وعلى ضفة القوى الفلسطينية، فلا تقديرات رسمية فلسطينية لعدد المقاتلين وطريقة امتلاك السلاح، ولو أن ترجيحات مقربين من «فتح» تتحدث عن «عشرات المقاتلين»، وألا يكون السلاح الذي ظهر أخيراً (الصواريخ) من ترسانة سابقة كانت تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، بل تم الاستحواذ عليها من «حزب الله» أو من مسالك تهريب غير شرعية.

نقاشات مؤجلة

ورغم «القلق» من هذه الظاهرة، والأسئلة عن كيفية معالجتها في وقت لاحق بعد انتهاء الحرب، لم يناقش هذا الملف على المستوى السياسي بعد بين الأفرقاء والقوى السياسية، حسبما تقول مصادر نيابية مواكبة للظاهرة الآخذة بالتنامي أخيراً، مشيرة إلى أن أياً من القوى السياسية «لا تمتلك تصوراً لكيفية التعامل مع هذا الواقع المستجد في مرحلة لاحقة». وعانى لبنان، في وقت سابق، من فوضى السلاح خلال فترة الحرب اللبنانية (1975 – 1990) ولم ينتهِ الأمر إلا باتفاق سياسي إثر إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف في عام 1989، حيث سلمت مختلف الميليشيات أسلحتها للجيش اللبناني، باستثناء «حزب الله» وفصائل مقاومة أخرى أتاح لها القانون الاحتفاظ بالسلاح لمقاومة إسرائيل التي كانت تحتل أجزاء من جنوب لبنان قبل انسحابها منها في عام 2000. وبقي السلاح الثقيل بعدها بيد «حزب الله» فقط، فيما احتفظ أفراد ومناصرون حزبيون بالسلاح الفردي.

مقايضة

ولا يقتصر «القلق» اللبناني على ظاهرة التسلح وشيوع تسليح «فصائل المقاومة» في ظروف الحرب الأخيرة، بل يتعداها إلى المخاوف السياسية في مرحلة لاحقة. ويرفض عضو كتلة «التغيير» النائب إبراهيم منيمنة «تكريس ثقافة قبول السلاح خارج الدولة، والسرديات المتصلة بها» التي تعزز أدبيات أرساها وجود سلاح «حزب الله» خارج الشرعية، مشيراً إلى أن «تراخي القوى الأمنية» أدى إلى شيوع هذا الأمر أخيراً. ويؤكد منيمنة لـ«الشرق الأوسط» أن حصر السلاح بيد الدولة «موجود بالدستور باللبناني واتفاق الطائف الذي يعد خريطة طريق وطنية»، داعياً إلى «عدم تصوير الموضوع على أنه سيكون مقايضة سياسية مقابل تسليم السلاح». ويقول: «نرفض استثمار السلاح لفرض معادلات سياسية جديدة»، في إشارة إلى تجربة الحرب اللبنانية التي «لم يتخطَ لبنان تداعياتها بعد».

استراتيجية دفاعية

وطُرحت في السابق فكرة مناقشة استراتيجية دفاعية للبنان، وكان «حزب الله» دفع بهذا الاتجاه في السابق، واصطدمت بالتصورات المتباينة لطبيعتها بين الحزب ومعارضيه. وإذ لا ينفي منيمنة أن هناك هاجساً لدى فئة من اللبنانيين من عدوانية إسرائيل والرغبة بحماية لبنان ضمن الاستراتيجية الدفاعية، يشدد على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار لمناقشتها. ويشير إلى أن هذه الاستراتيجية «لا يمكن أن تقتصر فقط على السلاح»، شارحاً أن «المستوى العسكري في الحماية هو جزء من مجموعة مستويات يمكن العمل عليها لتوفير الحماية للبنان»، مضيفاً: «في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، يجب أن تُحدّد المقدرات على جميع المستويات، ويجب أن تكون المرجعية هي الشرعية اللبنانية لتنفيذ تلك الاستراتيجية، بحسب ما ينص الدستور». ويضيف: «يجب أن نجلس إلى طاولة ونطرح جميع الخيارات تحت سقف الدولة والمؤسسات الشرعية، ويجب أن تجمع الاستراتيجية جميع العناصر لإقرار سياسة حماية لبنان والدفاع عنه تحت سقف الدولة».

المعالجة بالدستور

ولا يرى نائب رئيس البرلمان السابق إيلي الفرزلي أن الظاهرة جديدة، مذكراً بأنه «في مرحلة الحرب السورية، كان السلاح موجوداً ويتسرب ذهاباً واياباً عبر الحدود السورية لكل الأطراف حين استُخدم لبنان ممراً في ذلك»، لكنه في الوقت نفسه لا ينفي أن ظاهرة امتلاك جميع القوى اللبنانية للسلاح خارج الدولة «تدعو للقلق». ويقول: «واضح أن علاقة استراتيجية نشأت اليوم بين (حزب الله) وقوى أخرى تقاتل للتخفيف عن الفلسطينيين»، ويؤكد أنه «من الناحية النظرية، لا يستطيع أي طرف القول إنه غير معنيّ بمعالجة ظاهرة انتشار السلاح التي تحتاج معالجتها إلى العودة إلى الدستور اللبناني، وليس التفكير بضربه».



السابق

أخبار وتقارير..جامعة كولومبيا تباشر في تنفيذ تهديداتها بحق الطلاب المعتصمين احتجاجا على الحرب في غزة..أوكرانيا تطلب دعماً سريعاً لوقف تقدم روسيا..خبراء الأمم المتحدة: صاروخ كوري شمالي سقط في خاركيف الأوكرانية..روسيا أعادت هيكلة «فاغنر» منعاً لتكرار تمردها..روسيا: وضع اليد على فرع «أريستون» الإيطالية رد على «أفعال عدائية»..اليمين واليسار يهاجمان مقترح ماكرون لتقاسم الردع النووي مع الأوروبيين..استقالة حمزة يوسف من رئاسة الحكومة الاسكتلندية..جورجيا: تظاهرات متقابلة حول قانون التأثير الأجنبي..الجانب المظلم في عهد مودي..واشنطن بوست تكشف مؤامرة اغتيال هندية على الأراضي الأميركية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..10 آلاف مفقود تحت ركام المنازل المدمرة في غزة..«العدل الدولية» ترفض دعوى ضد ألمانيا بشأن غزة..نتنياهو يهدد بمهاجمة رفح مع صفقة أو بدونها..بلينكن في الأردن بعد اصطدامه بتحفّظ عربي بالرياض..الأمم المتحدة: هجوم على رفح يلوح في الأفق القريب..«بيان الرياض»: اعتماد نهج شمولي نحو مسار موثوق به لا رجعة فيه لتنفيذ حل الدولتين..نتنياهو يواصل التهديد..و«الصفقة» قيد النضوج..طلاب مؤيدون للفلسطينيين يسيطرون على مبنى في جامعة كولومبيا..إجماع عربي - أوروبي على مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية..رسالة من محامين إلى بايدن لحثه على وقف توريد الأسلحة لإسرائيل.."أكسيوس": الكونغرس يهدد الجنائية الدولية بسبب مذكرات اعتقال بحق إسرائيليين..بلينكن يصل تل أبيب بجدول مزدحم..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,477,102

عدد الزوار: 7,634,796

المتواجدون الآن: 0