خادم الحرمين للرئيس الروسي: السعودية لا يمكنها التخلي عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه أحداث سوريا...جنبلاط: السويداء مع الثورة السورية وإرادة الشعب السوري ستنتصر في النهاية

تنديدات دولية إثر مقتل الصحافيين الغربيين.. ودمشق تؤكد عدم علمها بوجودهما...عناصر الأمن و«الشبيحة» حاصروا جامعة حلب.. وناشطون يتحدثون عن «حرب» في درعا

تاريخ الإضافة الجمعة 24 شباط 2012 - 5:13 ص    عدد الزيارات 2479    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

خادم الحرمين لميدفيديف: لن نتخلى عن موقفنا الأخلاقي والديني في سوريا

الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس الروسي: كان الأولى أن يكون هناك تنسيق عربي ـ روسي قبل استخدامكم«الفيتو» * إدانة دولية لمقتل صحافيين غربيين في حمص * انتشال 60 جثة في بابا عمرو وشارع بأكمله سوي بالأرض بسبب القصف * الشبيحة يقتحمون جامعة حلب ويقتلون 3 طلاب * قلب دمشق يستمر بالتظاهر
بيروت: ليال أبو رحال وبولا أسطيح الرياض - لندن: «الشرق الأوسط»
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن بلاده لا يمكنها إطلاقا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا، مشددا على أنه «كان من الأولى للأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق روسي - عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي».
جاء ذلك في معرض رد خادم الحرمين الشريفين على الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، الذي كان قد أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث أبدى خلاله وجهة نظر الحكومة الروسية تجاه ما يجري في سوريا.
من جهة أخرى، توالت الإدانات الدولية عقب تأكيدات حول مقتل الصحافية الأميركية ماري كولفين، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك. وقال نشطاء أمس إن صحافية فرنسية تعمل بصحيفة «لوفيغارو» هي اديت بوفييه (31 عاما) أصيبت مع 5 صحافيين آخرين، وتواجه خطر النزيف حتى الموت دون رعاية طبية عاجلة.
واستمر النظام السوري في قصف عدد من المدن السورية، تحديدا مدينة حمص، واستعملت لأول مرة راجمات صواريخ أرض - أرض. وأوضح شهود عيان أن شارعا بأكمله سوي بالأرض، وسقطت مبان بأكملها، مما أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا. واقتحمت قوات الأمن و«الشبيحة» جامعة حلب عقب مظاهرات طلابية، مما أسفر عن مقتل 3 طلاب نتيجة إطلاق النار عليهم. كما استمر تصاعد وتيرة الاحتجاجات في قلب دمشق.
إلى ذلك، أكد المجلس الوطني السوري المعارض أن «التدخل العسكري في سوريا لا يتطلب قرارا من مجلس الأمن، لأن لدينا قرارا من الجمعية العامة يؤكد بوضوح وجود إجماع دولي»، مشيرا إلى أن ذلك التدخل صار ضرورة لمنع نشوب حرب أهلية وتقسيم سوريا وإقامة دويلات.
عناصر الأمن و«الشبيحة» حاصروا جامعة حلب.. وناشطون يتحدثون عن «حرب» في درعا

بابا عمرو تتعرض لـ«إبادة جماعية».. والمرصد السوري يحصي مقتل 7500 منذ بداية المظاهرات الشعبية

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»... مع اقتراب الانتفاضة السورية من إتمام عامها الأول في منتصف الشهر المقبل، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 7500 شخص منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، 5542 منهم من المدنيين و2029 عنصرا من الأمن والجيش بينهم أكثر من 400 منشق. ولم يحل ارتفاع عدد القتلى دون استمرار النظام السوري في قصف عدد من المدن السورية، تحديدا مدينة حمص. وأكد المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري مساء أمس أن «مجزرة جديدة ارتكبت في حي بابا عمرو، حيث قتل أكثر من 60 شخصا تم انتشالهم من تحت أنقاض المنازل، في شارع الحاكورة، جراء القصف العنيف والوحشي من قبل قوات الجيش الأسدي المجرم». وذكر أن «القصف استمر بعد ذلك بوتيرة متصاعدة». وقال ناشطون إن القصف تواصل على حي بابا عمرو، واستعملت لأول مرة راجمات صواريخ أرض - أرض، وأوضحوا أن شارعا بأكمله سوي بالأرض، وأن مباني بأكملها سقطت هنا. وناشد الناشطون العالم لإنقاذ بابا عمرو التي قالوا إنها تتعرض «لإبادة جماعية» في وقت ما تزال فيه الحكومة السورية تمنع وصول المعونات إلى حمص، التي يعيش سكانها أوضاعا إنسانية كارثية.
وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن 32 شخصا قتلوا أمس على الأقل، في حصيلة أولية، عشرون منهم في حمص (قبل وقوع مجزرة بابا عمرو). وكانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» أوردت أسماء سبعة عشر شخصا قتلوا في حي بابا عمرو أمس، في وقت أعلنت فيه «لجان التنسيق» أن «قوات النظام طلبت بمكبرات الصوت من أهالي بلدة جوبر الملاصقة لحي بابا عمرو التزام منازلهم وعدم الخروج، في ظل حملة اعتقالات طالت الكثير من الأهالي، مع استمرار انقطاع المياه والمواد الغذائية منذ خمسة أيام».
وفي تلبيسة، سلمت قوات الأمن السورية جثمان زكريا سليمان الضحيك إلى ذويه، بعد مرور 18 يوما على استشهاده. وكان شقيقاه أحمد ومحمود الضحيك قتلا في وقت سابق. أما في بصر الحرير، فقد داهم عناصر من «الأمن السياسي» منزلي الطبيبين الشقيقين أحمد وأديب قاسم الحريري، اللذين تم اعتقالهما وتحطيم محتويات منزلهما ومقتنياتهما.
وفي جامعة حلب، قتل 3 طلاب جامعيين نتيجة إطلاق نار من قوات الأمن و«الشبيحة» على مظاهرة طلابية خرجت أمام كلية الهندسة الكهربائية. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» بجرح أربعة طلاب برصاص قوات النظام. وكانت تعزيزات أمنية كثيفة استقدمت أمس إلى الحرم الجامعي في حلب، حيث تم إغلاق الطرقات المؤدية لساحة الجامعة ومحاصرة الطلاب في كليات عدة، كما تم اعتقال عدد من الطلاب.
وقال ناشطون إن عدة مظاهرات خرجت في الجامعة، حيث قام متظاهرون من الطلبة برمي الحجارة على صورة نحتت على الرخام للرئيس الراحل حافظ الأسد وتكسيرها في ساحة كلية الطب البشري، كما تم إنزال العلم الحالي للجمهورية السورية وارتفع مكانه علم الاستقلال. وإثر ذلك قامت قوات الأمن والشبيحة المدججون بالعتاد الكامل، على الفور، باقتحام الجامعة وقامت باعتقالات عشوائية، مستخدمة العصي الكهربائية.. وشوهدت سيارات الإسعاف تنتشر في محيط الجامعة وتقوم باعتقال الجرحى، فيما تلاحق قوات الأمن الطلاب المتظاهرين في الشوارع.
واستمرت الملاحقات والاعتقالات عدة ساعات كان خلالها الطلبة يقومون بعمليات كر وفر، فكلما ذهبت عناصر الأمن إلى إحدى الكليات كانت مظاهرة أخرى تخرج في كلية أخرى، وذلك على الرغم من إطلاق الأمن للرصاص في الكلية وإغلاق كل مداخل الجامعة.
وأمام مكتب المحامي العام الأول في حلب نفذت مجموعة من محامي المدينة اعتصاما؛ احتجاجا على الانتهاكات بحق طلاب الجامعة في حلب، محملين إياه «مسؤولية انفلات الشبيحة». وأعلنت مدينة أعزاز (حلب)، الإضراب العام والعصيان المدني لمدة 10 أيام تضامنا مع حمص والمدن المحاصرة، وتضامنا مع عصيان دمشق، في ظل إغلاق تام لكل محلات المدينة ومدارسها، وخروج مظاهرة حاشدة من أمام السوق الرئيسية في المدينة.
وفي حماه، قتل ثلاثة أشخاص على يد «عناصر من الشبيحة» في بلدة تبنين، وتم رميهم على مفرق أحد الطرقات، فيما قتلت الطفلة معالي معاذ الخضير (5 أعوام)، والشاب مهند أحمد السلوم (30 عاما)، وجرح علاء علي العقلة (من ذوي الاحتياجات الخاصة)، بسبب قصف مدفعي في بلدة كفر الطون، كما قتل وجرح آخرون لم يتم التعرف عليهم مساء أمس.
وفي درعا، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط مدينة الحراك، حيث تمركزت راجمات صواريخ وعدد كبير من الدبابات. وأبدى ناشطون في المدينة خشيتهم من قصف المدينة بعد تطويقها. وأوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية في درعا، محمد أبو زيد، أن «الجيش السوري النظامي شن حملة اعتقالات قوية وواسعة في المنطقة»، متحدثا عن «نقص في المواد الغذائية ووقوع جرحى بأعداد كبيرة جدا». وتحدث عن اعتقال عدد من الأطباء لمعالجتهم الجرحى، واصفا ما يجري بأنه «أشبه ما يكون بحرب حقيقية».
أما في العاصمة دمشق، فاستمر تصاعد وتيرة الاحتجاجات، وخرجت الكثير من المظاهرات يوم أمس وسط العاصمة دمشق في حي الشعلان، كما خرجت مظاهرتان في حي الميدان عند ساحة الأشمر، كما رفع متظاهرون في حي نهر عيشة علم الاستقلال على أتوستراد دمشق درعا. وخرجت مظاهرة في حي البحصة قريبا من شارع الثورة، كما خرجت مظاهرات طلابية في حي كفرسوسة من مدرستي عباس محمود العقاد وعبد القادر المغربي، هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بالإفراج عن المعتقلين الذين تم احتجازهم في حي المزة يوم أمس، في حملة مداهمات للمنازل أسفرت عن اعتقال أكثر من أربعين شابا بمنطقة البساتين.
كما جرت حملة مداهمات واسعة في حي ركن الدين، وجرى إغلاق مداخل الحي بحواجز، وجرى تفتيش دقيق للمارة، وفي كلية الصيدلة في جامعة دمشق قامت قوات من المخابرات الجوية، بالاشتراك مع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، باعتقال الطالب في كلية الصيدلية هاني الحلواني. وفي غضون ذلك، لا تزال قوات الأمن السورية تحاصر عددا من البلدات في منطقة ريف دمشق، وأفاد ناشطون أمس بانتشار أمني في دوما على طول شارع الجلاء، في موازاة «اشتباكات عنيفة بين عناصر انشقت عن الجيش النظامي تساندها عناصر من (الجيش الحر) من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى».
وفي الرقة، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات عسكرية وصلت بالعتاد الكامل مدعومة برشاشات ثقيلة إلى وسط المدينة بعد إطلاق الدعوات للتظاهر في المدينة اليوم.
«الوطني السوري» لا يعتبر التدخل العسكري الخارجي «أمرا محرما» لإسقاط نظام الأسد

بسمة قضماني: قرار الجمعية العامة يغني عن مجلس الأمن.. ولدينا قدرات للتدخل الدولي

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم بيروت: بولا أسطيح...استبق المجلس الوطني السوري مؤتمر «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» في تونس غدا بالإعلان عن مواقف متشددة للغاية، ذهبت إلى حد القبول بتدخل عسكري دولي لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد واعتبار أن الأساس القانوني لذلك قائم حتى من غير قرار في مجلس الأمن الدولي. وقالت بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس والناطقة باسمه، في لقاء صباحي مع الصحافة أمس إن التدخل العسكري «لم يعد أمرا محرما لا بالنسبة للمجلس ولا بالنسبة لأي قوة معارضة (أخرى) اليوم، باستثناء أقلية صغيرة ما زالت تستبعده نهائيا». وبحسب قضماني، التي زارت جنيف أمس للتباحث مع مسؤولي الصليب الأحمر الدولي حول المساعدات الإنسانية التي يستطيع تقديمها، خصوصا لمدينة حمص، فإن المجلس «لا يرى طريقة أخرى غير التدخل في سوريا لوضع حد لهذا النظام». وأكدت قضماني، التي تعكس وجهة نظر المجلس الوطني، أن غياب قرار من مجلس الأمن يجيز التدخل العسكري لا يجب أن يقف حائلا دون ذلك، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه «يمكن الاستغناء عن التصويت في مجلس الأمن لأن لدينا قرارا من الجمعية العامة يؤكد بوضوح وجود إجماع دولي، كما أن لدينا قدرات للتدخل من مجموعة من الدول والمنظمات الدولية». وأضافت: «إذا كان مجلس الأمن مشلولا بسبب مصالح بلد واحد (هو روسيا) في سوريا، فإننا لا نستطيع لذلك أن نراهن ونخاطر بمصير بلد وأمنه وسلامة أراضيه»، في إشارة إلى احتمال قيام حرب أهلية وتقسيم سوريا وإقامة دويلات.
ورغم ما يردده أكثر من طرف من أن أي عمل من هذا النوع يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن، وهو ما قاله بداية الأسبوع الماضي وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، فإن قضماني تعطي الانطباع أن هذا النوع من التدخل ممكن. وردا على تصريحات أمين عام الحلف الأطلسي أندرس فوغ رسموسن التي أكد فيها أن الحلف غير عازم على التدخل عسكريا في سوريا، فقد رأت المسؤولة في المجلس الوطني أن رسموسن «ليس من يتخذ القرارات التي تعود للسياسيين».
وأفادت مصادر سورية واسعة الاطلاع أن تركيا هي «الأكثر جهازية» للقيام بهذا الدور، لكنها تفرض شروطها وهي ثلاثة: وجود طلب ودعم عربي كثيفين على مستوى الجامعة العربية، وتأييد ومساندة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وأخيرا وجود مظلة من الأسرة الدولية ليست بالضرورة قرارا من مجلس الأمن. وترى المسؤولة في المجلس الوطني أن التدخل المباشر والمكثف قد يكون الحل الأخير، لكن قبل ذلك، ثمة سيناريوهات وأشكال أخرى من التدخل لا تستدعي تجييش «وسائل عسكرية كبيرة»، وأهمها «إيجاد مناطق آمنة».. ما يعني أنه ليس هناك تكرار للسيناريو الليبي.
ونقلت قضماني عن الجيش السوري الحر أن إنشاء المناطق الآمنة «سيتيح حصول انشقاقات واسعة في صفوف الجيش»، الأمر الذي سيمكن السوريين والجيش السوري الحر من «الانتهاء من العمل»؛ أي الإطاحة بالنظام الحالي.
ونبهت قضماني إلى أن شلل الأسرة الدولية سببه أنها «ما زالت تعيش تحت كابوس الحالة الليبية»، الأمر الذي منعها حتى الآن من التحرك، وعطل عمل مجلس الأمن، وأعطى الأسد الفرصة للقيام بعمليات قمع واسعة النطاق. ولذا، فإنها ترى في مؤتمر تونس «بديلا» عن مجلس الأمن وهي تدعو المؤتمرين إلى «النظر في كل الاقتراحات والوسائل وأساليب التدخل الممكنة في سوريا»، والتي تتراوح ما بين التدخل الإنساني وإقامة «الممرات الإنسانية الآمنة».. أما الحل الأخير، في حال استحالت الحلول الأخرى بما فيها التدخل العسكري، فهو السماح بتسليح المعارضة السورية والجيش السوري الحر للدفاع عن المتظاهرين وحماية المدنيين، وتوفير الوسائل لإسقاط النظام. وتبدي قضماني «مخاوف» من هذا الخيار الذي بدأ يطرح دوليا كما في الولايات المتحدة الأميركية.
ويطالب المجلس على الصعيد الإنساني بالالتفات إلى الوضع الملح في حمص وبإنشاء 3 ممرات آمنة وهي كالتالي: من الأردن إلى درعا ومن لبنان إلى حمص ومن تركيا إلى إدلب. ويرى المجلس أن موافقة روسيا على التعاون «سيعني توفير الحماية العسكرية لقوافل المساعدات الإنسانية».
ويراهن المجلس على استعداد «الكثير» من البلدان العربية للاعتراف به ممثلا شرعيا للشعب السوري، الأمر الذي لم يحصل عليه حتى الآن سوى من ليبيا. كما يسعى لتنظيم صفوف المعارضة وتوحيد قيادات المنشقين عن الجيش إن كان الجيش الحر أو المجلس العسكري الأعلى حيث لا يقوم أي تعاون بينهما. وفي السياق السياسي الدبلوماسي، تتجه أنظار المجلس إلى بغداد التي ستترأس بدءا من الشهر القادم الجامعة العربية، و«قلق» المجلس من أن تسلط بغداد خطا سياسيا مواليا لسوريا. ولذا فقد أفادت قضماني أن وفدا من المجلس سيتوجه إلى العاصمة العراقية لإقامة حوار مع مسؤوليها.
ومن جهته، أعلن نائب قائد الجيش السوري الحر مالك الكردي ترحيبه بالموقف المستجد للمجلس الوطني، لافتا إلى أن «الجيش الحر كان يدفع المجلس ومنذ وقت طويل لاتخاذ موقف مماثل لمواجهة همجية النظام»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش الحر ينتظر الكثير من مؤتمر (أصدقاء سوريا) وخاصة لجهة تحرك دولي فاعل حده الأدنى دعم الجيش الحر بالسلاح والعتاد»، وأضاف الكردي: «أما المطلوب فعليا فهو أبعد من السيناريو الليبي.. نحن نطالب بتأمين غطاء جوي وبحري من قبل الناتو يترافق مع دخول قوات تركية – عربية للمشاركة في عملية تحرير سوريا لأن الجيش الحر وفي حال تم تسليحه فهو قادر على إسقاط النظام ولكن ذلك سيتطلب وقتا طويلا».
ورد الكردي على اتهامات الخارجية الروسية التي أعلنت أنها «تمتلك معلومات مؤكدة أن المعارضة السورية تتلقى أسلحة من الخارج»، مجددا التأكيد أن «الجيش الحر لم يتلق وحتى الساعة أي سلاح من أي دولة بل هو يؤمن سلاحه من النظام نفسه حين ينفذ عملياته ومن المنشقين ومن بعض المرتزقة والمهربين»، وأضاف: «إنه لواجب على كل دولة تحترم الإنسانية أن ترسل لنا السلاح لحماية المدنيين ولوقف شلال الدم».
عميد منشق من المخابرات الجوية السورية يتحدث عن تململ واسع بصفوف قوات النظام

العواك لـ«الشرق الأوسط»: سنغلق المطارات والموانئ ونحرم الأسد الخروج الآمن

بيروت: يوسف دياب... تتكشّف يوما بعد يوم فصول جديدة من الانشقاقات الواسعة في صفوف ضباط وجنود الجيش السوري، لكن انشقاق ضابط كبير في المخابرات الجوية وهو العميد حسام العواك، شكّل صدمة كبرى لدى السلطات السورية، باعتبار أن هذا الانشقاق هو الأول من نوعه على هذا المستوى في جهاز المخابرات الجوية الأكثر ولاء للنظام والتصاقا به، والأكثر تماسكا بين باقي أجهزة المخابرات الأخرى.
وأعلن العميد العواك في أول حديث له بعد انشقاقه، أن «القوات النظامية سواء في الجيش أو أجهزة المخابرات تشهد تململا واسعا في صفوفها، لسببين: الأول الإنهاك الذي أصابها لوجودها المتواصل في الميدان منذ نحو سنة، والثاني بسبب زجّها في مواجهة مع المدنيين الأبرياء والمتظاهرين السلميين وإعطاء الأوامر بقتلهم». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «كل الضباط المنشقين انضموا لتجمّع الضباط الأحرار، وبدأوا بتنظيم أنفسهم مع جنودهم من أجل تنظيم عمليات خاصة بهدف حماية المدنيين المسالمين من عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد، والعصابات الإيرانية والفصائل الشيعية القادمة من العراق». وقال العواك: «نحن جميعا نعمل تحت قيادة المجلس العسكري الثوري الأعلى، وسنبدأ على الأرض (السورية) بتشكيل فصائل مقاومة شعبية بعد انتهاء مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي سينعقد (غدا) في تونس، والذي نعوّل عليه لتقديم الدعم المادي والعسكري للجيش السوري الحر والمجلس العسكري». وأضاف: «لقد أرسلنا مندوبين إلى المؤتمر ونتابع الأوضاع السياسية أولا بأول، ونعمل على توحيد المعارضة السورية تحت اسم «جبهة تحرير سوريا» لأن النظام (السوري) يخوض اليوم معركته بكافة الأسلحة الثقيلة ضدّ الشعب الأعزل»، مشددا على «توحيد الشعب السوري في مواجهة قوات الأسد التي تقطّع أوصال البلاد، وترتكب المجازر الجماعية وتمنع المساعدات الطبية والغذائية عن النساء والأطفال».
وردا على سؤال عن دوافع انشقاقه، أعلن أن «السبب يعود لكون الأجهزة الأمنية السورية التي تدار بواسطة شرذمة من الطائفة العلوية، اتخذت قرارا بسحق الشعب السوري وإبادته من أجل أن تظهر الولاء لبشار الأسد وتنال مباركته وشهادات التقدير منه، وهو ما يؤدي إلى تململ لدى بعض من لديهم شيء من الكرامة والمروءة في صفوف الأمن والجيش الذين يسارعون إلى الانشقاق حالما تسمح لهم الظروف بذلك». وقال: «سبق ووجهنا قبل أيام إنذارا أخيرا لبشار الأسد وعصاباته، بأن يوقف ارتكاب المجازر فلم يستجب، لكن من الآن فصاعدا سنردّ عليهم بعمليات أمنية نوعية، وسنقوم بإغلاق المطارات والمواني وسنحرم بشار الأسد وعائلته خروجا آمنا من سوريا في المرحلة القادمة، بعدما أوغل في قتل الأبرياء وفي إحراق البشر والحجر». مشيرا إلى أن «المجلس العسكري الثوري الأعلى تشكّل فعليا ويترأسه العميد مصطفى الشيخ، وذراعه في الداخل هو تجمّع الضباط الأحرار والعناصر التابعة له وكتائب الثوار الأحرار، مستفيدين من التجربة الليبية، بالسيطرة على السلاح والمسلحين في الداخل السوري، وتأمين سوريا السيدة المستقلة عبر سحب السلاح من كل كتائب الثوار بعد عملية التحرير وحصر هذا السلاح بيد القوات المسلّحة الشرعية».
وحول الانقسام أو الخلاف بين المجلس العسكري الأعلى وبين قيادة الجيش السوري الحر، أوضح العواك أن «لا خلاف بيننا ولا نزاع مع العقيد رياض الأسعد، فكلنا جيش سوري حرّ، وتسمية الجيش الحر ليست محصورة بأحد، فجميعنا يعمل من أجل هدف واحد هو تحرير سوريا من هذه العصابة الإجرامية وليس بهدف الصراع على المناصب».
وكان تجمّع الضباط الأحرار، وجّه رسالة إلى أبناء الشعب السوري، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنها، وجاء فيها «تعلن القيادة العامة لتجمع الضباط الأحرار، قبولها كافة المتطوعين من شباب وشابات القطر العربي السوري، للتطوع والالتحاق في صفوف الجيش الحر ابتداء من الول من مارس 2012، وذلك لنصرة وحماية المظاهرات السلمية داخل سوريا، لتحقيق هدف الجماهير بإسقاط النظام القمعي القاتل الذي يرتكب أبشع المجازر بحق شعبنا الحبيب».
 
 

تنديدات دولية إثر مقتل الصحافيين الغربيين.. ودمشق تؤكد عدم علمها بوجودهما

مسؤولة بمنظمة «مراسلون بلا حدود»: لا نعلم ما إذا كان المبنى استهدف عمدا

 
الصحافية الأميركية ماري كولفين (أ.ب) و المصور الفرنسي ريمي أوشليك (رويترز)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
توالت الإدانات الدولية عقب تأكيدات حول مقتل الصحافية الأميركية ماري كولفن، التي تعمل لحساب صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، الذي يعمل لوكالة «إي بي 3 برس»، عقب قصف مكثف لمدينة حمص السورية أمس. فيما كان رد فعل النظام السوري فاترا بإعلانه أن «دمشق تؤكد أنها لم يكن لديها علم بوجود الصحافيين الغربيين اللذين قتلا في حمص على أرضها». بينما علقت مسؤولة الشرق الأوسط بمنظمة «مراسلون بلا حدود» بقولها «لا نعلم ما إذا كان المبنى استهدف عمدا أم لا».

وقال نشطاء من المعارضة وشهود إن الصحافيين قتلا في مدينة حمص السورية المحاصرة أمس حين سقطت قذائف على منزل كانا يقيمان به، وهو نفس ما أكدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان. فيما قال شاهد عيان لوكالة «رويترز» أن القذائف سقطت على المنزل الذي كان الصحافيان يقيمان به في بابا عمرو بحمص، وأن صاروخا أصابهما خلال محاولتهما الفرار.

وأدانت الولايات المتحدة أمس مقتل الصحافيين في حمص بوسط سوريا، والتي تتعرض منذ نحو ثلاثة أسابيع لقصف عنيف. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، في تصريحات صحافية إن «هذا الحادث المأساوي يشكل نموذجا جديدا على الوحشية الوقحة لنظام الأسد».

كما قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية كارولينا كوتوفا، إن الاتحاد الأوروبي «يدين من دون تحفظ» هذا العمل، «كما ندين مقتل المدنيين جراء العنف في سوريا». وشددت على ضرورة أن يتمتع الصحافيون ووسائل الإعلام بحرية الحركة والعمل، فـ«لا بد من تأمين الأجواء المناسبة ليمارس الصحافيون عملهم، كما يجب السهر على أمنهم».

وقدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعازيه في وفاة كولفن، وقال في بيان له إنها «صحافية موهوبة ومحترمة، وموتها يذكرنا بالمخاطر التي يتعرض لها الصحافيون لنقل الأحداث المروعة التي تقع في سوريا».

وقال إد ميليباند، زعيم حزب العمل المعارض، إن قطاع الصحافة فقد «أحد أفضل وأشجع أفراده»، بينما وصف جون ويزيرو، رئيس تحرير صحيفة «صنداي تايمز»، كولفن بـ«الرمز الاستثنائي»، وأنها «كانت تدفعها رغبتها في تغطية أحداث الحرب، بناء على اعتقادها بأن ما فعلته هو ما يمليه عليها الواجب».

بينما اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن مقتل الصحافيين يثبت أنه «على هذا النظام (السوري) التنحي»، مشيرا إلى أنه «تم إبلاغي بأن صحافيين قتلا.. أحدهما فرنسي». وأضاف ساركوزي، الذي كان في مقر حملته الانتخابية «سبق أن قتل مصور فرنسي قبل فترة»، في إشارة إلى جيل جاكييه (من قناة «فرانس 2» التلفزيونية) الذي قتل في يناير (كانون الثاني) الماضي بقذيفة خلال تغطية أخبار حمص بتصريح من الحكومة. وكان أول صحافي أجنبي يقتل منذ بدء الأزمة السورية.

وتابع ساركوزي «سأقدم بالطبع التعازي إلى الأسر.. ذلك يدل على أهمية العمل الصحافي، وكم أن هذه المهنة صعبة وخطيرة»، مؤكدا «ذلك يثبت أن هذا يكفي الآن، على هذا النظام التنحي، وليس هناك أي سبب لكي لا يحظى السوريون بحق عيش حياتهم واختيار مصيرهم بحرية».

كما أدانت روسيا الحادث ووصفته بأنه «مأساوي»، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن «موسكو تدين بقوة وقلقة جدا» إثر مقتل الصحافيين الغربيين في سوريا، معتبرة أن هذا «الحدث المأساوي يؤكد مرة جديدة ضرورة قيام كل أطراف النزاع السوري بوقف العنف».

ومن جانبها، أكدت السلطات السورية أنها لم تكن تعلم بوجود الصحافيين على أرضها. وقال وزير الإعلام عدنان محمود لوكالة الصحافة الفرنسية «ليس لدى السلطات أي علم بدخول الصحافي ريمي أوشليك والصحافية ماري كولفن أو وجودهما على الأراضي السورية. وطلبنا من السلطات المختصة في حمص البحث عن مكان وجودهما ومتابعة الموضوع». وأضاف أن «الوزارة تطلب من جميع الإعلاميين الأجانب الذين دخلوا إلى سوريا بطريقة غير شرعية مراجعة أقرب مركز للهجرة والجوازات لتسوية أوضاعهم وفق القوانين المرعية».

وحظرت سوريا عمل كل الصحافيين الأجانب تقريبا منذ بداية الانتفاضة، لكن السلطات بدأت تصدر تأشيرات دخول قصيرة المدى لأعداد محدودة من الصحافيين، تسمح لهم بالتحرك بصحبة مرافقين من الحكومة.

وكانت كولفن، التي عملت في تغطية عدد من المناطق الملتهبة بالشرق الأوسط، فقدت إحدى عينيها من جراء الإصابة بشظية أثناء العمل في سريلانكا عام 2001. وكانت تغطي عينها برقعة سوداء بعد هذا الهجوم. ومن بين الجوائز التي حصلت عليها جائزة مارثا جيلهورن عام 2009، عن عملها المتميز على مدى سنوات طوال.

فيما ولد أوشليك في فرنسا عام 1983، وكانت المرة الأولى التي يغطي فيها صراعا في هايتي حين كان في العشرين من عمره. وكانت أحدث مهامه الصحافية تصوير انتفاضات مصر وتونس وليبيا، وفاز بالجائزة الأولى في فئة الأخبار العامة ضمن مسابقة «وورلد برس فوتو» هذا العام، عن صورة لأحد مقاتلي المعارضة في ليبيا.

وأظهرت لقطات فيديو تم بثها من حمص الجثتين بين الأنقاض وقد قطعت شظية ساق إحداها. بينما قالت سوازيج دوليت، مسؤولة الشرق الأوسط بمنظمة «مراسلون بلا حدود»: «لا نعلم ما إذا كان المبنى استهدف عمدا أم لا. نحث السلطات السورية على وقف قصف حمص».

وقال نشطاء في حمص إن صحافيين أجنبيين آخرين على الأقل أصيبا، أحدهما هو المصور البريطاني بول كونروي، علاوة على صحافية أميركية أشاروا إلى أن حالتها خطيرة جدا. وقال ناشط في حمص يدعى عمر لوكالة «رويترز»: «حتى هذه اللحظة لدينا قتيلان ما زالا تحت الأنقاض لأن القصف لم يتوقف. لا يستطيع أحد الاقتراب من المنزل»، مضيفا «هناك صحافية أميركية أخرى حالتها خطيرة جدا. تحتاج فعلا لرعاية عاجلة». فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن الصحافية المعنية هي الفرنسية اديت بوفييه من صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

والأسبوع الماضي، توفي مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» أنتوني شديد متأثرا بأزمة ربو خلال محاولته الوصول إلى منطقة تحت سيطرة المعارضة.

 

 

 

ناشط سوري يروي اللحظات الأخيرة لمقتل الصحافيين الأجنبيين

شاكر: ألهما صحافيي سوريا ودفعا حياتهما ثمنا للحقيقة

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: هيثم التابعي... قال الناشط السوري، عمر شاكر، المحاصر في حي باب عمرو بمدينة حمص السورية، إن السلطات السورية تستهدف قتل الصحافيين بشكل وحشي، وإن قناصة الجيش السوري النظامي يستهدفون حاملي الكاميرات أكثر من استهداف حاملي البارود (السلاح)، وأوضح عمر، الذي كان على اتصال بموقع مقتل الصحافيين الأجنبيين في حمص أمس وقت مقتليهما، أن شغفهما بالصحافة كان مؤثرا وملهما للغاية للصحافيين والإعلاميين السوريين بحمص، التي يضرب الجيش السوري عليها حصارا قاتلا منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وقتلت الصحافية الأميركية، ماري كولفن، والمصور الفرنسي، ريمي اوشليك، في مدينة حمص السورية المحاصرة أمس، حين سقطت نحو أربعة صواريخ أطلقها الجيش السوري النظامي على المنزل الذي كانا فيه، وهو المنزل الذي يقول الناشط السوري شاكر إنه يعد مركزا صحافيا مؤمنا، ومقرا دائما للصحافيين الأجانب الذين يدخلون المدينة عبر التهريب.
وقال شاكر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال عبر شبكة الإنترنت إنه لم يكن موجودا بالمنزل أثناء القصف، لكنه أوضح أنه كان على اتصال بصديق له بالمنزل حينها، وتابع بصوت بالغ التأثر: «سمعت صوت انفجار صاروخ شديد، وأصوات تهدم جدران على ما أعتقد.. ثم سمعت صوت صديق يحذر بالعربية بفزع أرجوكم لا تخرجوا للتصوير.. الوضع خطير للغاية».
وأضاف شاكر بعد برهة صمت تغلب فيها على ألمه «يبدو أنهم لم يفهموا تحذيراته المتكررة.. ثم حدثت ثلاثة انفجارات أخرى، وسمعت استغاثات وتأوهات أخيرة ثم انقطع الاتصال». وتابع شاكر، الذي تحدث من غرفة ضمت نحو سبعة صحافيين يعملون لوكالات أجنبية: «أصروا على الخروج لالتقاط الحقيقة.. فدفعوا حياتهم ثمنا لذلك». وقال شاكر، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويمثل الصوت الناطق لباب عمرو في القنوات الأجنبية: «الصواريخ خلفت قتيلين وصحافية أخرى مصابة بإصابات خطيرة وهي إديث بوفييه الصحافية بصحيفة (لوفيغارو) الفرنسية»، والتي قال شاكر إن إصابتها جد خطيرة وتتلقى العلاج بالمستشفى الميداني، بالإضافة إلى المصور البريطاني بول كونروي وهو بحالة مستقرة.
وأوضح شاكر أن الصحافية الأميركية ماري كولفن دخلت لحمص مهربة قبل فترة لم يحددها، وأن المصور الفرنسي ريمي اوشليك دخل للمدينة قبل 36 ساعة فقط من مقتله.
وكشف مصدر سوري في القاهرة، رفض الكشف عن هويته، أن عملية دخول الصحافيين الأجانب لمدينة حمص عبر لبنان في الفترة الأخيرة تسير في خطى موازية لدخول المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية.
ولفت شاكر، الذي التقى بالصحافية الأميركية وبادلها الحديث عدة مرات، إلى أن كولفن أظهرت شجاعة كبيرة وكانت تصر على التجول ليلا في مدينة حمص، مضيفا أنها لم تكن خائفة على الإطلاق رغم تواصل القصف.. «كانت تصر على التجول ليلا لمقابلة الأهالي».
ويعد المنزل، ذو الأربعة طوابق، الذي شهد مقتل الصحافيين الأجنبيين في باب عمرو مركزا صحافيا ومقصدا لكل الصحافيين الأجانب الذين عملوا بحمص في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن المنزل استضاف نحو 20 صحافيا أجنبيا في الفترة الأخيرة.
وقال شاكر: «قمنا نحن، مجموعة من الناشطين، باستئجار المبنى منذ أربعة أشهر»، مشيرا إلى أن المنزل من أربعة طوابق، ومحاط بمنازل أخرى من كل الجوانب مما يجعله في أكثر مكان آمن في منطقة باب عمرو، وقال شاكر إن الإعلاميين الموجودين بالمنزل يقيمون بالدور الأرضي، الذي يتم استخدامه كقبو للحماية. وتقوم السلطات السورية بقطع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات عن مدينة حمص منذ فترة طويلة، مما يجعل اتصالاتها بالخارج أمرا مستحيلا، لكن شاكر أوضح أن النشطاء يستخدمون مولدات كهربائية تعمل بالوقود، ومع نفاد الوقود، تم استخدام بطاريات السيارات ويتم تحويلها لتيار كهربائي فولت 220، ليتم استخدامها لتوفير الكهرباء للأجهزة الإلكترونية اللازمة لعمل الصحافيين. ومنذ بداية الثورة في مارس (آذار) الماضي، حظرت السلطات السورية عمل كافة الصحافيين الأجانب، لكنها بدأت مؤخرا في إصدار تأشيرات لمدد محدودة للتجول في مدن معينة وبصحبة مرافقين من الحكومة.
وكشف شاكر أن هناك استهدافا واضحا للصحافيين والمصورين، وأن حمل الكاميرا أصبح أكثر خطورة من حمل البارود (السلاح). وقال شاكر: «منذ بداية الحملة على حمص تم قتل 3 مصورين، كما أن هناك نحو 15 آخرين يعانون من جراح قاتلة تشمل بتر أطرافهم»، ولفت شاكر إلى أن عدد الكاميرات بحمص أصبح يعد على أصابع اليد الواحدة، لكنه أشار إلى أن المزيد من الكاميرات في الطريق إليهم قريبا.
ويعمل الصحافيون في باب عمرو في ظروف بالغة الصعوبة، حيث قال شاكر إن التنقل والتحرك أصبح مستحيلا مع وجود مئات القناصة فوق البيوت المرتفعة، بالإضافة إلى تسيير السلطات السورية طائرات دون طيار فوق حمص لكشف تحركات المواطنين وبالتالي استهدافهم، وهو ما يتطلب التنقل ليلا فقط وسيرا على الأقدام دون استخدام أي سيارات. وقال شاكر: «الوصول للمستشفى الميداني أصبح صعبا للغاية»، مضيفا أن المستلزمات الطبية الضرورية على وشك النفاد.
مقتل «مصور الثورة» في بابا عمرو

رامي السيد تنقل بين المشافي الميدانية ليصور الجرحى

بيروت: «الشرق الأوسط»... لم يتوقع الناشط السوري رامي السيد الذي قام بتوثيق مشاهد القتل والدمار داخل حي بابا عمرو في حمص عبر كاميراته ذات الإمكانيات البسيطة، أن يتحول هو نفسه إلى مادة للتوثيق وموضوعا لشريط فيديو يُظهر جثته الهامدة، تم بثه أمس على موقع «يوتيوب».. كما أكدت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل رامي السيد، أحد أهم الناشطين الإعلاميين في حمص، مشيرة إلى أنه توفي بسبب إصابته البالغة جراء القصف المتواصل.
الناشط الشاب رامي (26 عاما ووالد لطفلة عمرها سنة ونصف)، انضم إلى الحراك الشعبي المعارض لنظام بشار الأسد منذ البداية، حمل كاميراته وراح يصور عمليات القتل والتعذيب والسلب والنهب التي تمارسها قوات الأمن التابعة للنظام السوري.. وحين حوصرت حمص، وتحديدا حي بابا عمرو الذي يقيم فيه الناشط، في الرابع من الشهر الجاري، أصبحت مهمة رامي، كما يقول أحد الناشطين المقربين منه، أكثر خطورة؛ فقد «صار يتنقل بين المشافي الميدانية ليصور الجرحى، ويدخل بين أنقاض المباني المتهدمة ليصور الجثث المتفحمة».
وقد بثت الكثير من الفضائيات أشرطة فيديو قام رامي السيد بتصويرها داخل حي بابا عمرو، تبين آثار القصف العنيف وتشرح بصوت رامي نفسه معاناة أهالي الحي، والحالة الإنسانية المزرية التي يعيشونها إزاء عمليات الجيش السوري التابع للأسد المرابط على مشارف بابا عمرو. كما كان للسيد دور كبير في عمليات البث المباشر التي تنقل على شاشات الفضائيات، وتظهر حجم المظاهرات المعارضة التي كانت تخرج في الحي قبل محاصرته بالمدرعات العسكرية.
ويقول الناشط المقرب من السيد، إن رامي الذي كانوا يطلقون عليه لقب «مصور الثورة في بابا عمرو»، لم يقتل وهو يقوم بالتصوير.. ولكنه كان يحاول إنقاذ عائلة فرت من القصف من أحد شوارع الحي إلى شارع آخر؛ غير أن قذيفة استهدفت السيارة التي تقل العائلة وقتلت رامي على الفور، مخلفة الكثير من الجرحى.
وكان ناشطون معارضون قد نشروا على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر جثة رامي السيد، مشيرين في الشريط إلى أن زميلهم «قتل لأنه يصور الحقائق كما هي»، وأن «الثورة ستخرج ألف رامي ولن تتوقف».
واعتمد الناشطون السوريون، منذ بداية الثورة ضد نظام الأسد، على أفلام مصورة بكاميرات الهواتف الجوالة وبعض الكاميرات غير المحترفة، لبث ما يجري داخل سوريا، حيث تحول المتظاهرون السوريون إلى مصورين صحافيين مهمتهم نقل الصورة وتوثيق الحدث.. وباتت كاميرات الهواتف الجوالة شريكا أساسيا في الانتفاضة السورية؛ خاصة بعد منع النظام السوري للصحافيين ووسائل الإعلام العربية والأجنبية من الدخول إلى سوريا وتغطية الأحداث ومعرفة ما يجري.
وقالت منظمات حقوقية سورية إن مصوري المظاهرات في سوريا باتوا «هدفا لرصاص الأمن»، وأشاروا إلى اعتقال المئات من الشبان بسبب تصويرهم المظاهرات والنشاطات المناوئة للنظام، حيث طالت الاعتقالات كل من يحمل هاتفا جوالا في تلك اللحظة، وأحيانا دون التمييز إن كان هاتفه يشمل كاميرا أم لا.. وحذرت المنظمات من أن قوات الأمن تستهدفهم بشكل متعمد، وأكدت أن السلطات الأمنية السورية تحاول وقف تدفق الأدلة المتمثلة في لقطات فيديو توثق استهدافهم عمدا للمحتجين.
وكان ناشطون حقوقيون سوريون قد أشاروا في منتصف العام الماضي إلى أنهم جمعوا مقاطع فيديو خطيرة ستكون «ثروة معلوماتية» لو وصل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما أكدوا وجود «مئات الأفلام التي تصور وجوه قَتَلة المتظاهرين المدنيين، وتوثق حوادث القتل بالكامل».
تونس تستعد لاحتضان مؤتمر «أصدقاء سوريا» الدولي

المؤتمر يبحث عن حل سياسي وضغط خارجي على النظام بالتوازي مع الضغوطات الداخلية

جريدة الشرق الاوسط... تونس: نادية التركي والمنجي السعيداني... تستعد تونس لاستضافة مؤتمر «أصدقاء سوريا» الدولي، الذي تحتضنه العاصمة التونسية يوم غد الجمعة ولمدة يوم واحد بمشاركة أكثر من 70 دولة عربية وإسلامية وأجنبية. ويغيب عن هذا المؤتمر الطرفان الروسي واللبناني، اللذان عبرا عن عدم حضورهما بصفة رسمية، في حين أن الصين لا تزال مترددة بشأن تلك المشاركة. وتناقلت وسائل الإعلام الدولية رفض روسيا المشاركة، واصفة المؤتمر بأنه «طبخة دولية لإحراق الشام» على حد ما جاء في بيان للخارجية الروسية.
وأكد الهادي بن عباس، كاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية التونسية، أن تونس هو البلد المستضيف وليست البلد المنظم لهذا المؤتمر، وأن الدعوات مقررة من طرف الجامعة العربية وتوجهت بها تونس لمختلف الدول.
وأوضح بن عباس في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نتوقع أن هذا اللقاء يصبو إلى قرار تسليح المعارضة، هو بحث عن حل سياسي لمزيد من الضغوطات الخارجية على النظام التي ستكون متوازية مع الضغوطات الداخلية، التي نلاحظ أنها أصبحت قوية مع وصول الاحتجاجات لقلب دمشق».
وأضاف بن عياد أن كل الدول تقريبا المدعوة قد قبلت الدعوات باستثناء سوريا ولبنان، وأن الردود وتأكيدات الحضور تتوافد على وزارته بشكل متواصل. ونفى المسؤول بالخارجية التونسية ما تردد عن أن قطر هي التي تمول اجتماع «أصدقاء سوريا».
وأكد أن الجامعة العربية هي الراعية للاجتماع وقال «نرفض أن تتبنى المشروع جهة معينة غير الجامعة العربية». وقال إنه من المرجح أن يحضر نبيل العربي الأمين العام للجامعة المؤتمر. وعن الأسباب التي دفعت لاختيار تونس دون غيرها لاحتضان هذا المؤتمر، قال بن عباس «لأن موقف تونس من القضية السورية كان واضحا وجريئا في إطار السعي وبذل كل المجهودات لإيجاد حل سياسي وتفادي كل ما يؤدي إلى حرب أهلية أو تدخل أجنبي». وأضاف «نبحث سبل إيجاد الحل السياسي مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري». وقال بن عباس إنه من المفترض أن يترأس المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ونظيره التركي داود أوغلو، وعن القرارات التي ستصدر عن المؤتمر أكد بن عباس أن الجامعة العربية والمجتمع الدولي سيكونان مسؤولين عنها.
وعن الموقف الروسي الذي رفض الدعوة، قال «روسيا بلد عريق وسيدة قرارها، والدعوات مجردة من أهداف أو غايات، ونؤمن أن موقف روسيا من الممكن أن يتغير حينما تتأكد من أن الموقف العربي متضامن مع الشعب وليست له صلة بأي خيار عسكري».
وعن الصين قال بن عباس «الصين مترددة في الموقف وننتظر إعلامنا في أقرب الآجال، هي بلد عظيم وتبدو ألين في مواقفها، هم فقط يريدون محاولة لتوضيح الأمور ويثبت أنهم غير راديكاليين». وعن اختيار تونس تسمية المؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» قال «لأنه تضامني مع الشعب». وأكد أن تونس تكفلت بضمان كل الترتيبات الأمنية بنفسها كليا دون تدخل أي جهات أجنبية كما روج البعض عن أن قطر ساعدت فيها.
وعن مبادرة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي حول ضرورة توحيد المعارضة قال بن عباس «أبدى رئيس الجمهورية موقفا مبدئيا من حيث دعوته لتوحيد المعارضة لإيمانه أن لا حل سياسيا بدون وحدة الصف، ولأنها طرف وجزء من الحل وليس المشكل، لأن الديمقراطية هي إدماج المعارضة، لهذا يجب أن تتقدم متماسكة لا مفتتة».
وبيّن المسؤول أن «كل المقترحات في المؤتمر لا تكون إلا بالإجماع، ونحترم كل الآراء، وسنعطي رأينا وسيتم الإعلان رسميا عن النتائج بعده مباشرة».
وقال بن عباس «نأسف ونتألم لما يحدث في سوريا ونأمل ونتمنى أن نجد مخرجا ويكون بأقل تكلفة للشعب السوري، كما نتفهم ونساند تطلعات الشعب السوري.. وكلما عجلنا تفادينا خطر الحروب. موقفنا واضح ولسنا بمساندة طرف دون آخر، ونسعى لتفادي الانزلاق في الطائفية».
وعن المراقبين قال «التجربة الأولى كانت فاشلة ورجوعهم لن يؤدي إلى نتيجة إلا إذا اتخذت إجراءات أخرى أمنية، تفاديا لمواصلة سفك الدماء». وأضاف «نعتقد أن النظام السوري أصبح غير قادر على مواصلة قيادة البلاد. النظام فقد مصداقيته».
ومن جانبه، قال أنس العبدة، رئيس حركة العدالة والبناء في سوريا عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، والذي يشارك في المؤتمر لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا المؤتمر جاء بالتوازي مع تصاعد دعوات وضغوط دولية من أجل تقديم مساعدات عسكرية للمعارضين لنظام الأسد، وهذه الجهات هي التي حددت الدول المشاركة».
وأضاف «نحن ننظر إلى مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس على أنه خطوة مهمة في مرحلة مفصلية من مراحل الثورة السورية. نتوقع من الدول المشاركة في هذا المؤتمر خطوات مهمة وحاسمة تدل على دعم حقيقي للشعب السوري وللثورة السورية». وقال «إننا نعتقد أن عقد هذا المؤتمر وحجم الحضور العربي والإقليمي والدولي يعكس إرادة حقيقية لدى الدول والمنظمات المشاركة لمساعدة الشعب السوري في الوصول إلى مبتغاه من هذه الثورة، ولنا ثلاثة مطالب أساسية هي: الدعم الإغاثي للمناطق المنكوبة، ودعم الجيش السوري الحر تسليحا وتدريبا، ودعم سياسي ودبلوماسي كامل لتطلعات الشعب السوري لنيل الحرية والكرامة، ولتحقيق أهداف الثورة السورية في إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه وعلى رأسه بشار الأسد لصالح نظام مدني ديمقراطي تعددي.
وبيّن أن المجلس الوطني سيحضر هذا المؤتمر بناء على دعوة رسمية من الجهات المنظمة لهذا المؤتمر، وسيضم وفد المجلس عددا كبيرا من قيادات المجلس الوطني وعددا من الشخصيات الوطنية من خارج المجلس. كما ستحضر بعض جهات المعارضة التي لم تنضم بعد للمجلس الوطني السوري كالمجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق وغيرهما، بصفة مراقب. و«سيقدم المجلس الوطني السوري أوراق عمل مهمة بخصوص المطالب الثلاثة المبينة أعلاه. وإننا نعول على الدعم العربي لنا في هذا المؤتمر لتحقيق الأهداف المرجوة وإنقاذ أهلنا من براثن هذا النظام الذي أصبح أسوأ من أنظمة الاحتلال المباشر».
 
روسيا تسعى لدور مختلف في سوريا لاحتواء غضب «الفيتو»

موسكو تعلن رغبتها في «إيصال المساعدات الإنسانية» لتحسين موقفها السياسي

لندن: «الشرق الأوسط».... أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا أمس، قالت فيه: «الأحداث في سوريا تعيد التأكيد على حاجة وقف جميع الأطراف للعنف بأقرب وقت ممكن»، مؤكدة مجددا موقفها من أن الحكومة السورية والمعارضة جانبان مسؤولان عن العنف الذي يعصف في البلاد. ورغم أن روسيا تواصل تزويد سوريا بالسلاح وترفض فرض حظر لبيع الأسلحة لسوريا، فإنها في الوقت نفسه تشعر بالضغط بسبب موقفها من سوريا. وبعد أن استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» لمنع قرار مجلس الأمن الذي يدعم المبادرة العربية لوضع مسيرة للانتقال السلمي للسلطة في سوريا، تحاول موسكو الآن وضع سياسات تقلل من حدة الانتقادات الموجهة إليها. وترى أن مجال تزويد السوريين بالمساعدات الأمنية قد يساعدها على تحقيق ذلك.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن روسيا، وخاصة وزير الخارجية الروسي سيرغي، على وعي بتداعيات الموقف الروسي من سوريا على نظرة العرب لموسكو، وخاصة فيما يخص القتل المتواصل في سوريا وبعد أن بات المتظاهرون يحملون لافتات تحمل شعارات مناهضة لروسيا إلى جوار اللافتات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وهناك بوادر تشير إلى إمكانية تليين روسيا من موقفها تجاه الأزمة السورية، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن «روسيا تقترح أن يقوم مجلس الأمن بمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال مبعوث خاص إلى سوريا لتنسيق توصيل المساعدات الإنسانية» إلى السوريين. وهنا تحاول روسيا مجددا أن تعيد ملف سوريا إلى مجلس الأمن بعد أن خرج منه وتحول إلى «مجموعة أصدقاء سوريا». وبعد أن أعلنت موسكو رفضها حضور مؤتمر تونس لـ«مجموعة أصدقاء سوريا»، تحاول التنسيق خارج هذه الرابطة للحفاظ على موقع نفوذها.
ولمح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أول من أمس، قائلا: «هناك مؤشرات تأتي بالذات من الصين وإلى حد ما من روسيا بأنه قد يكون هناك تغيير في الموقف».
وربما المؤشر الأبرز، والأهم على هذا التغيير، هو اتصال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس لبحث ما يجري في سوريا. وسعى ميدفيديف إلى شرح «وجهة نظر الحكومة الروسية» حول سوريا التي أوقفت حتى الآن إصدار قرار من مجلس الأمن يدين القتل ومهاجمة المدنيين في سوريا. ولكن كان جواب خادم الحرمين الشريفين واضحا، قائلا: إن «المملكة العربية السعودية لا يمكن إطلاقا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا». وأضاف خادم الحرمين الشريفين أنه «كان من الأولى من الأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق روسي – عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن»، مؤكدا: «أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي».
وهذه الرسالة الواضحة من خادم الحرمين الشريفين تعبر عن موقف عربي واضح من روسيا، وهي تسعى لاستدراكه الآن.
ويعتبر دبلوماسيون غربيون أن المساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية هو خيار أمام روسيا للتعامل مع الأزمة السورية، ولكن حتى الآن لم تجلب نتيجة.
وبعد زيارته إلى سوريا قبل يومين، قال رئيس مجلس العلاقات الخارجية لدى البرلمان (الدوما) الروسي اليكسي بوشكوف: إن «الحكومة السورية ليست الوحيدة التي يجب أن تكون ملزمة بوضع سلاحها.. على المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة أن تفعل ذلك أيضا». ورغم دفاعه عن نظام الأسد في تصريحات لقناة «روسيا اليوم»، فإن بوشكوف اعترف بأن هناك ضرورة للتوصل إلى حل سياسي ولكن من دون تقديم طريقة لتحقيق ذلك.
وما زالت روسيا ملتزمة بموقفها الرافض لأي خطوات تعتبرها «تدخلا» في الشؤون السورية. ورفض نائب وزير خارجية روسيا جينادي غاتيلوف أمس فكرة فرض حظر جوي في سوريا، مشيرا إلى تصريحات السيناتور الأميركي جون ماكين الداعي إلى هذه الخطوة. وقال غاتيلوف: «نحن نسمع تصريحات دائمة تفيد بأن السيناريو العسكري غير موجود ولكننا نعلم بأن هذه السيناريوهات تدرس، وهذه الحقائق تثير قلقنا». واعتبر أن تصريحات ماكين «تدخل مباشر، وتطالب المعارضة بتجنب التواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد».
وزيرة الخارجية الأميركية تكثف جهودها لبحث تسليح المعارضة السورية

المالكي وميدفيديف يتفقان في أن الحل السياسي في سوريا يحقق «أهداف شعبها»

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»... تحاول وزيرة الخارجية الأميركية تكثيف الجهود الدبلوماسية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في رحلة تقوم بها إلى دول شمال أفريقيا لاستكشاف إمكانية تسليح المتمردين والمعارضة في سوريا.
وفتحت الإدارة الأميركية الباب أمام مناقشات دولية حول تقديم المساعدات العسكرية الدولية للمعارضة السورية، في محاولة لجس النبض حول مدى الاستعداد الدولي لمساندة هذه الخطوة وتبعاتها. وقال البيت الأبيض والخارجية الأميركية في رسائل متسقة إن الولايات المتحدة ما زالت تأمل التوصل لحل سياسي وسبل لتوصيل المساعدات الإنسانية للسوريين.
وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جاي كارني «لا نريد أن نتخذ الإجراءات التي من شأنها المساهمة في زيادة تسليح سوريا لأن ذلك يمكن أن يقود البلاد إلى مسار خطير، لكننا لا نستبعد اتخاذ تدابير إضافية إذا كان على المجتمع الدولي أن ينتظر طويلا ولا يتخذ أي تصرف لا بد من القيام به». وتتوجه وزيرة الخارجية الأميركية يوم الجمعة إلى تونس للمشاركة في الاجتماع الأول لـ«مجموعة أصدقاء سوريا» التي يشارك فيها 70 بلدا، وتركز المناقشات حول المكون العسكري لحزمة المساعدات الإنسانية والسياسية الموجهة للمعارضة السورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن المشاركة الأميركية تهدف إلى بلورة الخطوات المقبلة لوقف ذبح السوريين، والسعي إلى تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية في سوريا.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» «إن اجتماعات تونس لن تخرج بقرار سريع حول تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة، وهناك أيضا شكوك في أن يتم الاعتراف بالجماعات السورية المعارضة باعتبارها ممثلة للشعب السوري، لأن عددا كبيرا من الدول يعتقد أنها ما زالت جماعات غير موحدة». وأكد المصدر أن «المحادثات ستركز في الأساس على توفير مخزونات من المساعدات الإنسانية على طول الحدود السورية». وأضاف أن رحلة كلينتون ستكون صورة أوضح لمواقف الدول حول الدعم الذي يمكن أن تقدمه كل دولة، والاتفاق على مدى فائدة أو ضرر بعض أنواع المساعدة، حيث تخشى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية شاملة.
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في اتصال هاتفي مساء الأربعاء أن «الحل السياسي» في سوريا يحقق «أهداف شعبها»، وأن التدخل الخارجي «يعقد» الأمور فيها.. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن المالكي تلقى اتصالا من ميدفيديف بحثا خلاله «آخر التطورات الجارية في سوريا».
وأوضح البيان أن «وجهات النظر كانت متفقة على ضرورة وقف العنف بصورة شاملة وإقامة حوار من شأنه التوصل إلى حل سياسي يحقق الأهداف المشروعة للشعب السوري»، وأن الجانبين أكدا أيضا ضرورة «منع التدخل الخارجي الذي سيدفع الأمور إلى المزيد من التعقيد والمعاناة».. وذكر البيان أن الرئيس الروسي أبلغ المالكي «أنه سيرسل وفدا خلال الأيام المقبلة إلى بغداد لمتابعة ملف العلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها على كل المستويات».
من جهة أخرى، ناقش ميدفيديف مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد هاتفيا الوضع في سوريا، وأعلن كلاهما معارضته لأي تدخل في الشؤون السورية، كما أعلن الكرملين. وأضافت الرئاسة الروسية في بيان «أعلن الطرفان أنهما يشجعان السوريين على تجاوز الأزمة بأنفسهم في أسرع وقت ممكن بوسائل سلمية حصرا من دون تدخل خارجي».
وأوضح البيان «تمحور الحديث خصوصا حول الوضع المأساوي الذي تطور حول سوريا». وقال إن «ديمتري ميدفيديف ومحمود أحمدي نجاد شددا على ضرورة السعي إلى وقف العنف وإجراء حوار بناء بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة». وذكر الكرملين أن «الرئيسين شددا على ضرورة متابعة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد في مناخ هادئ ولما فيه مصلحة جميع السوريين».
وأكد الكرملين «اتفق الرئيسان على أن الهدف الأساسي اليوم، بما في ذلك العمل في إطار المنظمات الدولية وقبل كل شيء في إطار الأمم المتحدة، هو منع اندلاع حرب أهلية في البلاد يمكن أن تقوض الوضع في المنطقة بأكملها». وأشارت الرئاسة الروسية إلى أن «من المهم في هذا الإطار استنفاد جهود جميع الذين يرغبون في وقف إراقة الدماء والمواجهة وإعادة السلام والاستقرار في سوريا».
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو سوريا للالتزام بمبادرة الحل العربي قبل فوات الأوان

النصر لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر تونس سيبحث إجراءات جديدة لإنقاذ الشعب السوري

سوسن أبو حسين... كشف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناصر بن عبد العزيز النصر، في حديث مع «الشرق الأوسط» أمس عما يدور حول سوريا وداخلها من حلول وتوقعات ومخاطر محتملة، وكذلك تعامل المنظمات الدولية والعربية والمؤتمرات التي تعقد من أجل إيجاد خطة طريق مقبولة تنقذ سوريا من شبح حرب أهلية أو تدخلات خارجية.
وتحدث النصر عن نتائج زيارته لمصر ولقائه كلا من الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ثم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، مشيرا إلى تعامل الأمم المتحدة مع سوريا خلال المرحلة القادمة. وقال إن مؤتمرا يعقد يوم 27 الشهر الحالي حول ما يحدث من قتل، والنظر في تحويل الملف لـ«الجنائية الدولية»، وكذلك تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا في بداية الشهر المقبل إلى الدول الأعضاء لمتابعة ما صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة من دعم للمبادرة العربية.
وأكد أن المجتمع الدولي لن يترك الأمور تسير على النحو الجاري في سوريا، مشيرا إلى أن الشعوب هي التي تقرر مصيرها وتختار الأنظمة التي تحكمها، نافيا وجود أي مؤامرات أو مخططات للدول التي شهدت ثورات في مصر وتونس وليبيا، وقال إن الدول العربية ليست فقيرة وإنما غنية وتستحق أن تحظى بالمكانة التي تليق بها، دوليا وإقليميا.
وشدد ناصر بن عبد العزيز النصر على أن سوريا إذا لم تتجاوب مع الحلول المطروحة، فإن ملفها ضد المواطنين السوريين فيما يتعلق بأعمال القتل قد يحول للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن التزام دمشق بالحل سوف ينهي ما يتردد من سجال عن تدخل «القاعدة» وإسرائيل في الشأن السوري. وأوضح أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في تونس غدا (الجمعة) سيبحث عن وسائل وإجراءات جديدة تنقذ الشعب وتحافظ على سوريا من الخطر ومن «الأسوأ القادم». وإلى أهم ما جاء في الحوار..
* ما هي نتائج اللقاءات التي أجريتها مع كل من الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية محمد كامل عمرو وهل لها علاقة بما صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح المبادرة العربية؟
- زيارتي لمصر تلبية لدعوة رسمية من وزير الخارجية المصري، وكذلك لرغبتي في لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية. وأعتبر زيارتي لمصر في هذا التوقيت مهمة، نظرا لمكانتها وأهميتها في منطقة الشرق الأوسط وكذلك دورها في الجامعة العربية، وأيضا إعطاء أهمية لدور الجامعة كمنظمة إقليمية تهتم بالأمن والسلم للمنطقة العربية. ولا شك أن الدور الذي قامت به الجامعة العربية في الموضوع السوري دور مهم رغم صعوبة وتعقيد الأزمة. ولكن للأسف لم تلتزم دمشق بتنفيذ خطة العمل العربية كاملة مما استدعى الذهاب بالملف إلى مجلس الأمن للحصول على دعم للمبادرة العربية.. كذلك كان هناك عدم توافق فيما يتعلق بموقف كل من روسيا والصين واعتراضهما على المشروع العربي. ومن ثم تقدمت المجموعة العربية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشروع قرار يتضمن دعما دوليا للمبادرة العربية.. واعتمد القرار يوم 16 فبراير (شباط)، وكان أهم ما به تضمنه دعم المبادرة العربية وتعيين مبعوث سياسي للأمم المتحدة بالاتفاق مع الجامعة العربية. وجار التشاور باسم هذا المبعوث لتعيين شخصية تحظى بتوافق عربي دولي كما تضمن مشروع القرار تقديم تقارير دورية سريعة وأول تقرير سوف يصدر في هذا الخصوص بداية شهر مارس (آذار)، ولذا يمكننا القول إن قرار الجمعية العامة أعطى زخما دوليا للمبادرة العربية، وعليه سوف نقوم بالبناء على ما تم. والأمر الثاني أنني دعيت إلى جلسة رسمية للجمعية العامة يوم 13 الشهر الحالي، وحضرت من جنيف المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة لويز اربور، وقدمت إحاطة مهمة جدا فيما يتعلق بالوضع الإنساني في سوري، وأكدت أن الذي يحدث اليوم يعد جرائم ضد الإنسانية وهذا الموضوع خطير. وسوف تعقد «جلسة» رسمية يوم 27 فبراير الحالي في جنيف حول حقوق الإنسان للتداول وإصدار التقرير الأخير في هذا الشأن، وفي النهاية نعتقد أنه إذا لم تتجاوب الحكومة السورية لما تعهدت به مع الجامعة العربية خاصة المبادرة وخطة الحل، وزادت حدة القتل والتعذيب، يمكن إحالة الموضوع إلى المحكمة الجنائية.
* هل من إمكانية لعودة المجموعة العربية إلى مجلس الأمن لإصدار قرار لدعم خطة الحل العربية، خاصة أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزم؟
- كل قرارات الأمم المتحدة دولية ويجب الامتثال لها، ولا يمكن القول بأنها غير ملزمة. وكما نص القرار فقد طلب من الأمين العام تقديم تقارير وكذلك الموافقة على تعيين مبعوث دولي في سوريا. وقد برز من ارتفاع عدد الدول التي وافقت على القرار مدى الدعم الدولي للمبادرة العربية، وهذه الأمور مهمة، ولا بد أن تأخذ بعين الاعتبار ويجب أن لا ننظر بأن هذا ينفذ وذاك لا ينفذ، وإنما هناك آليات أخرى يمكن التطرق لها لاحقا، خاصة أن لدينا اجتماعا سيعقد في تونس باسم أصدقاء سوريا وسوف يشارك فيه أكثر من 70 دولة وتنظر في كيفية وقف الاعتداء على المدنيين والعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري على مدار العام. كما سيتم بحث كيفية تقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري الذي يتعرض إلى حصار شديد وتجويع للأطفال والنساء ومن ثم نحن نرى أن اجتماع أصدقاء سوريا وحقوق الإنسان كلها تشكل أدوات ضغط على الحكومة السورية، وعليه نأمل أن تعي ما سيحدث وأن تتخذ الخطوات التي تؤدي إلى وقف القتل والعنف والالتزام بالمبادرة العربية قبل فوات الأوان، لأن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يظل صامتا وهناك انتهاك خطير للإنسان وحقوق الإنسان.
* الحكومة السورية تشير إلى أن حقوق الإنسان تنتهك في فلسطين دون أي إجراء دولي، وبالتالي لماذا الضغط على سوريا التي تسمي ما يحدث مؤامرة من الجامعة وبعض الدول تحاول النيل منها.. كيف ترى هذه المبررات؟
- هذه مبررات غير مقبولة لأننا نرى اليوم جرائم منظمة للقتل والتعذيب للمدنيين وقد تمكن البعض من تصويرها، ولا ندري ماذا يتم في الخفاء، حيث يقال إن هناك أكثر من سبعة آلاف شهيد، ولا نعلم وربما أكثر، ونسمع الكثير عن أرقام لحجم القتل والتدمير والمناطق المنكوبة وبالتالي فالأعذار السورية واهية وغير مقبولة وهناك اتفاق ملزم مع الجامعة العربية يجب تنفيذه كاملا وليس جزئيا.
* إذن البناء على ما تم الاتفاق عليه من جهد مشترك بين الأمم المتحدة والجامعة العربية، ولم يحدث تجاوب، هل هذا يعني فشلا وعجزا هذه المنظمات عن حماية الشعوب؟
- لا نستطيع القول بأن هناك عجزا أو فشلا، وإنما هناك محاولات جادة من المجتمع الدولي سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة أو منظمة إقليمية مثل الجامعة العربية أو من دول رئيسية فاعلة على الساحة الدولية تعطي فرصة للحكومة السورية لتنفيذ ما تم الاتفاق (عليه) وهو وقف الاعتداء الوحشي على المدنيين وسحب الجيش والشبيحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم السلطة إلى نائب الرئيس، وإذا لم يكن هناك التزام بهذا الشأن لربما تطور الوضع إلى الأسوأ، وأن تجر سوريا إلى مواقف خطيرة منها حرب أهلية أو ما هو أخطر.
* هل هناك تدخل من إسرائيل وتنظيم «القاعدة» في الوضع الراهن، ومن ثم فإن النظام السوري يحارب «القاعدة» ويناضل ضد التدخل الإسرائيلي في الشأن الداخلي السوري (كما يزعم البعض)؟
- يجب ألا ندخل في سجال حول هذه المواضيع وإنما ننظر في الموضوع الرئيسي، وهو تنفيذ الاتفاق بكامل بنوده وعندما يحدد ذلك، لن نجد هناك حديثا عن أي تدخلات من هذا النوع الذي تتحدث عنه دمشق، لأنه في أي دولة يحدث دائما مشاكل في حالة الثورة أو ما يسمى الربيع العربي، وأنا أسميه اليقظة العربية.. لا شك أن الحدود مفتوحة وسيطرة الأمن ضعيفة، ومن ثم نحن نبحث عن حل للحفاظ على كرامة الإنسان السوري وسيادته وضمان أمن واستقرار دولة عربية شقيقة، ومن دون ذلك الدولة كلها سوف تتعرض لمشاكل.
* تشكيل قوة حفظ سلام.. هل من إمكانية، أم مجرد محاولة من الأمم المتحدة والجامعة العربية؟
- هذا البند ورد في مشروع القرار العربي والدولي، لكن الأمر يُرجع القرار للحكومة السورية بالقبول أو الرفض وهي أعلنت رفضها لذلك.
* لكن تشكيل قوات حفظ سلام لصالح سوريا خاصة أنها تشتكي من تدخلات لـ«القاعدة» ولإسرائيل؟
- نحن نرى تناقضا في المواقف.
* هل تراهن دمشق على أصدقائها الذين استخدموا الفيتو في مجلس الأمن وليس على أصدقاء الشعب السوري الذين يعقدون اجتماعا لها في تونس يوم 24 الحالي في محاولة لإخراج الأزمة من حالة تصعيد نظام الأسد؟
- تعليقي على ما ذكر في السؤال في نهاية الأمر أن الشعوب هي التي تقرر ماذا تريد، وقد شاهدنا ذلك وهناك تجارب مرت بها المنطقة العربية وعليه نأمل أن يكون النظام السوري قد أخذ عبرة بما حدث في دول أخرى بالمنطقة العربية، وأن يقوم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
* كيف ترى الموقفين الروسي والصيني، وهل تتوقع تحولا في مواقفهما تجاه دعم وحماية الشعب السوري؟
- لا أود الحديث عن هذه الدولة أو تلك، لأن الأمر في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وأن نأخذ العبر من التاريخ. وفي السياسة لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة وإنما مصالح دائمة.. وقد مرت دول بنفس التجربة، وقد شاهدنا الموقف النهائي. وهنا لا بد من التأكيد أن المجتمع الدولي كله يقف مع الشعب السوري، وهذا يكفي..
* هل تعتزم الأمم المتحدة دعم المعارضة السورية؟
- الدول الأعضاء هي التي تقرر ذلك، أما الأمم المتحدة فتدعم المبادرة العربية.
* ما نلاحظه أن كلا من روسيا والصين تحدثتا عن معظم البنود الواردة في المبادرة العربية. وهنا السؤال: لماذا إذن استخدم الفيتو والتصويت بالضد للحل العربي؟
- المشكلة كلها تقع في محاولة للمساواة بين الجلاد والضحية، وهذا لا يجوز. والوضع الآن أصبح شائكا في سوريا، وهو نتيجة عدم التزام الحكومة السورية واستخدامها المفرط للقوة مما أدى إلى هذه المشكلة.
* ماذا عن التقارير التي ستقدمها الأمم المتحدة عن المشكلة وبما يمكن أن تساهم في الحل؟
- قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا هو الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير بعد أسبوعين عن الوضع في سوريا، هو لتسليط الضوء من الأمم المتحدة والجمعية العامة على ما تم تنفيذه ومعرفة الأعضاء بالموقف ومخاطره وتحمل المسؤولية، لكن هناك جهودا دولية تبذل لأن الوضع اليوم يسير إلى الأسوأ، بمعنى أن تصل سوريا إلى وضع لا تحمد عقباه ويكون قد فات الأوان لأي جهود لجلب الأمن في هذا البلد.
* في تقديرك هل تتوقع أن الوصول لمرحلة «فوات الأوان» وللأسوأ بعد شهر أو شهرين؟
- ذكرت أن الشعوب هي التي تقرر ما تريد وليس الحكومات.
* هل تتوقع من مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر انعقاده في تونس أن يصدر قرارات ملزمة؟
- هذه مبادرة جيدة، ونتمنى له النجاح للاتفاق على تصور للتعامل مع الأزمة السورية.
* هل هناك تنافس بين الأدوار الدولية أو ضغط دولي لتنفيذ عمل منفرد ضد سوريا؟
- هناك دور واهتمام لتركيا وهي جارة لسوريا ولديها أعداد كبيرة لنازحين ويهمها أن يكون الوضع مستقرا في سوريا، وإلا انعكست الأزمة على الإقليم.. أما فرنسا فدولة مهمة ودائمة العضوية في الأمم المتحدة، ولها اهتمامات كبيرة في المشرق العربي، وهي تدعم المبادرة العربية، والكل كذلك، وهذا هو الأساس وحتى ما صدر عن الجمعية العمومية في الأمم المتحدة هو دعم للقرار والمبادرة العربية.
* كيف ترى ما يتردد عن أن الدور القطري في سوريا هو تنفيذ لمخطط أميركي؟
- في هذا اللقاء أتحدث معك كرئيس للجمعية العامة، ولا أستطيع الحديث باسم قطر أو أي دولة أخرى، ولكن لو نظرنا إلى التزامها في دعم الشعوب العربية، هو واضح، ولا مجال في التشكيك.. وهناك دول عربية أخرى بل كلها مع تقوية الدور الذي تقوم به الجامعة العربية.
* سميت الربيع العربي باليقظة.. في تقديرك هل سيشهد انتشارا في كل الدول العربية أم سنقف عند هذا القدر، نظرا لفشل الثورات العربية وعدم تحقيقها للأهداف التي قامت من أجلها؟
- ما حدث في العالم العربي هو نتيجة تسلط الحكومات على شعوبها وعدم احترام حقوق الإنسان وعدم وجود الحكم الرشيد، والفساد المنتشر، وكله أدى في النهاية لمعاناة الشعوب من الفقر والتهميش، وفي نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح. وهناك دول عربية أخرى تقوم باحترام شعوبها ومكافحة الفساد واتخاذ إجراءات تخدم مصالحها. أما موضوع الديمقراطية فهي ليست «مقاسا» يطبق بوتيرة واحدة في كل الدول، وإنما كل شعب له خصوصيته في أي نوع من الحكم والنظام يريد الذي يحفظ كرامته ومصالحه وقد شاهدنا مؤخرا دولا عربية قامت بإصلاحات كبيرة لاقت تقدير شعوبها.
* كيف ترى ما حدث من نتائج للدول التي حدثت بها ثورات وهل ترى في الأفق استقرارا قريبا؟
- أنا متفائل والذي حدث هو شيء كبير، ولم يكن متوقعا.. من كان يتوقع أن يحدث ما حدث؟ وفي تقديري أن العالم العربي غني وليس فقيرا، ولكن إذا كان هناك نظام يختصر الدولة في شخصه هذه هي المشكلة، فقد أدى إلى إهدار كرامة الشعب وتهميشه، ومن ثم فموضوع «الربيع العربي» لا أتفق مع من أطلقه والمسمى المناسب هو اليقظة العربية وطبعا الأنظمة العربية التي ذهبت لم تترك شيئا ومن ثم تتطلع الشعوب إلى بناء مؤسسات تستوعب الجميع وتبني نظاما قائما على العدل والاحترام للإنسان وبناء اقتصاد جيد وقوي يستفيد منه المواطن الذي تم تهميشه على مدار السنين، وهذا يأخذ وقتا. وكما نرى اليوم في مصر وليبيا واليمن وتونس.. أرى أن الأمور تسير على الطريق الصحيح، حتى لو استغرقت وقتا طويلا، وفي التاريخ تعرضت شعوب لما حدث في المنطقة في آسيا وأوروبا وبعض الدول أخذت ستين عاما، ومع ذلك نتمنى أن نصل لما نريد بأسرع وقت، وأرى المشرق العربي سوف يكون له وضع أفضل.
* لماذا أطلقت على الربيع العربي صحوة؟
- لأن الربيع يأتي لعدة شهور وينتهي أما اليقظة العربية هي الأبقى، وتعلم الإنسان عندما يستيقظ من حلم سيئ عليه أن يتعلم وينظر إلى الأمام، خاصة أن الدول العربية غنية ومصر دولة مهمة وغنية بمواردها وشعبها وبتاريخها وليس هناك مبررا أن نقول إن مصر دولة فقيرة وإنما نقول هناك إدارة يجب أن تحسن استخدام مقدرات الشعب وسوف تصل إلى مكانة مرموقة ويكون لها المركز الذي تستحق.
* هل أنت مع الرأي القائل بأن ما حدث من ثورات مؤامرة وليست صحوة أو حتى ثورة عربية؟
- هذا شيء طبيعي، وهذه الإشاعات سوف نسمعها دائما ولكن ما حديث ليس مؤامرة وهذه الشعوب هي التي أخذت زمام المبادرة بيدها وكما نرى اليوم في مصر وليبيا وتونس واليمن وكذلك سوريا الشعب يريد كرامته واحترامه وأن مقدرات بلده معه ويشارك في البناء والعطاء.
* إذن المنظمات الدولية مساندة للشعوب وليست متدخلة أو مستخدمة لتنفيذ المؤامرات؟
- هذا هو المفروض، ومثال ذلك دوافع تأسيس جامعة الدول العربية.. كان من أجل الحفاظ على دول المنطقة العربية ووحدتها ورعايتها وللتعاون مع المنظمات الدولية وليست أداة لتنفيذ مخططات خارجية.
مصدر أمني: اعتقال «قائد جيش أنصار السنة» في العراق أثناء تسلله من سوريا

اغتيال عضو بالمجلس الوطني الكردي.. والاتهامات موجهة لشبيحة النظام

أربيل: شيرزاد شيخاني لندن: «الشرق الأوسط»... اعتقلت السلطات العراقية أمس «قائد جيش أنصار السنة» أثناء محاولته التسلل من سوريا إلى العراق، بحسب ما أفاد مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى.
وقال مدير مكافحة الإرهاب في محافظة الأنبار العميد خالد الدليمي إن «القوات العراقية اعتقلت اليوم (أمس) قائد جيش أنصار السنة وليد خالد علي أثناء محاولته التسلل إلى الأراضي العراقية بشكل غير شرعي آتيا من سوريا»، موضحا أنه «حاول العبور سيرا على الأقدام من موقع قريب من منفذ الوليد الحدودي في غرب الأنبار».
وذكر لوكالة الصحافة الفرنسية أن وليد خالد علي «كان من أبرز المتهمين بقضايا إرهاب وقتل أبناء الأنبار وقد فر إلى سوريا بعد إعلان العشائر القتال ضد تنظيم القاعدة في 2007»، وتابع: «هو أمير هذه المجموعة التي تنتمي إلى الدولة الإسلامية» الفرع العراقي لتنظيم القاعدة.
وجماعة «أنصار السنة» منشقة عن «أنصار الإسلام»، وتقدم نفسها على أنها تحالف يضم عدة مجموعات إسلامية صغيرة. وقد تبنت الكثير من الهجمات وعمليات الخطف وقتل رهائن في العراق. وكانت «أنصار السنة» شهدت انشقاقا عام 2007 أسفر عن قيام «أنصار السنة - الهيئة الشرعية».
وقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الاثنين، أن قوة من حرس الحدود تمكنت من «صد مجموعات من المتسللين والمهربين» حاولوا العبور من سوريا نحو العراق في محافظة نينوى شمال العراق. ولم يحدد البيان تاريخ وقوع الحادث، ولا أعداد عناصر المجموعات. وكانت الحكومة العراقية أعلنت السبت أنها اتخذت «التدابير اللازمة» لتعزيز السيطرة على الحدود مع سوريا التي تشهد «أحداثا واضطرابات» تنشط معها عمليات التسلل والتهريب و«خصوصا الأسلحة».
وذكرت وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني أمس أن «قوات حرس الأنبار شددت إجراءاتها الأمنية، عبر تعزيز نقاط المراقبة على حدود سوريا بعناصر أمنية مدربة مع نشر عناصر استخبارية في القرى والأرياف القريبة من الشريط الحدودي».. حيث يتقاسم العراق مع سوريا حدودا بطول 600 كلم تقريبا.
إلى ذلك، توفي عضو المجلس الوطني الكردي نصر الدين برهك، أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي السوري جناح الدكتور عبد الحكيم بشار، متأثرا بجراحه بعد تعرضه إلى محاولة اغتيال في وقت سابق.
ونقل القيادي الكردي السوري هوشنك درويش لـ«الشرق الأوسط» أن برهك تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي مجموعة مسلحة يعتقد أنهم من شبيحة النظام السوري يوم 13 من فبراير (شباط) الحالي، أثناء توجهه بسيارته من منطقة تربيسيه إلى ديريك، حيث هاجمته مجموعة مسلحة تستقل سيارتين ودراجة بخارية. ويبدو أنهم نصبوا كمينا له بعد تلقيهم معلومات عن وجهته، فأصابوه بطلقتين ناريتين إحداهما كانت متفجرة، ونقل على أثرها إلى مستشفى القامشلي لتلقي الإسعافات وبقي فيه لعدة أيام. قبل أن ينقل إلى مستشفى حلب الذي ظل فيه لعدة أيام أخرى، ولكن لخطورة إصابته توفي يوم أمس (الأربعاء) في المستشفى، ويقوم أفراد من عائلته بنقل جثمانه إلى مدينة القامشلي.. فيما يقيم حزبه مراسم العزاء في مدينة أربيل اعتبارا من اليوم (الخميس).
وفي سياق متصل بالشأن الكردي السوري، دعا شيرزاد اليزيدي المتحدث الرسمي باسم مجلس الشعب بغرب كردستان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى إطلاق سراح العمال الكرد السوريين السبعة الذين اعتقلتهم قوة خاصة تابعة للاستخبارات العسكرية العامة قرب مدينة كركوك مطلع الأسبوع الحالي. وقال اليزيدي: «تلقينا ببالغ القلق نبأ اعتقال مجموعة من العمال والكسبة الأكراد السوريين في حدود محافظة كركوك من قبل السلطات الاتحادية العراقية، التي قامت بترحيلهم إلى بغداد بحجة انتهاء صلاحية مدد جوازات سفرهم في حين أن هؤلاء دخلوا إلى الأراضي العراقية قبل يوم واحد من اعتقالهم، وأن واحدا منهم فقط يعمل في العراق وانتهت مدة نفاذ جوازه، والبقية موقفهم سليم من الناحية القانونية».
الحكومة العراقية ترفض فتح مخيمات لإيواء النازحين من سوريا

مسؤول في الداخلية قال إن الحدود بين البلدين متباعدة

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى ... أعلنت الحكومة العراقية رفضها فتح مخيمات لإيواء النازحين من سوريا، ووصف الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، عدنان الأسدي التقارير التي أشارت إلى ذلك بـ«غير المسؤولة».
وقال الأسدي، في تصريحات صحافية، إن «التصريح بفتح مخيمات أو إيواء نازحين سوريين غير مسؤول، لأنه لم يصدر من أناس مسؤولين بالدولة»، مؤكدا أن «أي تصرف من هذا النوع غير مسموح به إطلاقا، ما لم تخطط له الحكومة المركزية وتتخذ قرارا بشأنه». وأضاف أن «إجراء من هذا النوع قرار سيادي يتعلق بموافقة الحكومة المركزية، المتمثلة بمجلس الوزراء والأمن الوطني»، مشيرا إلى أن «الحكومات المحلية لا تمتلك الصلاحيات بفتح معسكرات أو مخيمات لإيواء النازحين».
واعتبر الأسدي أن تلك التصريحات تأتي «لكسب ود أطراف معينة أو للاستهلاك الإعلامي»، واستبعد إمكانية نزوح أسر سوريا إلى العراق، مبينا أن «الحدود بين سوريا والعراق متباعدة».
وأكد الأسدي، أن «هناك قريتين سوريتين قرب الحدود العراقية، هما البوكمال قرب القائم في محافظة الأنبار، واليعربية من جهة الموصل، وأغلب أسرهما مرتبطة بنسب وصلة قربى مع الأسر السورية، كما أنهم دائمي التنقل بين الدولتين، ولا يحتاجون إلى مخيمات».
وبين الأسدي، أن «وزارة الداخلية ناقشت خلال اجتماعها بخلية الأزمة الأخير موضوع الحدود السورية - العراقية»، مؤكدا أن «لجنة عليا من جميع القادة الميدانيين وضباط الحدود والجيش والطيران ستتوجه لمراقبة الحدود وإيجاد آلية لضبطها».
وجاءت تصريحات الأسدي على خلفية ما أدلى به نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان، الذي كان أعلن عن إقامة مخيم قرب منفذ الوليد على الحدود مع سوريا لاستقبال أي نزوح للعراقيين المقيمين في المدن السورية، وأكد أن المخيم لن يستقبل النازحين من جنسيات أخرى، بينما أكد محافظ الأنبار قاسم محمد في تصريحات صحافية، أن المحافظة بدأت خطوات أولية لإقامة مخيم للنازحين بالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين. وأشار إلى أن المخيم سيكون مجهزا بكل الإمكانات الإنسانية لإيواء النازحين، كما توقع مواجهة أزمة نزوح قسري من جهة سوريا للعراقيين المقيمين هناك، فضلا عن مواطنين سوريين.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين أعلنت مطلع فبراير (شباط) الحالي، عن تشكيل لجنة برئاسة الوكيل الفني للوزارة لمتابعة أحوال العراقيين في سوريا، بينما أشار رئيس الهلال الأحمر العراقي إلى أن العراقيين في المدن السورية يعانون من نقص في أدوية الأمراض المزمنة.
من جانبه، أعلن زعيم مجلس إنقاذ الأنبار، حميد الهايس أمس عن دعم جهود إسقاط نظام حزب البعث في سوريا بالسلاح والمال، ووصف ما يقوم به الرئيس السوري بأنها «جرائم مجازر جماعية بحق شعبه»، مؤكدا استعداده لدعم أي شاب يرغب بالقتال في صفوف الجيش السوري الحر.
وقال الهايس في تصريحات صحافية، إنه «من الضروري أن يقدم العراقيون جميعا الدعم بالسلاح والمال لإسقاط نظام البعث الفاشي في سوريا»، مضيفا أن «النظام السوري مجرم وغير إنساني وارتكب مجازر جماعية بحق شعبه».. وتابع أن السوريين «يذبحون، ومن العيب أن يسكت العراقيون وباستطاعتهم نجدة إخوانهم».
جنبلاط: السويداء مع الثورة السورية وإرادة الشعب السوري ستنتصر في النهاية

شارك في مظاهرة منددة بالنظام السوري في وسط بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط».... فاجأ رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، الجماهير التي احتشدت في وسط بيروت مساء أمس بحضوره شخصيا الاعتصام الذي دعت إليه تنسيقية الحزب التقدمي الاشتراكي وفعاليات المجتمع المدني في قوى 14 آذار تضامنا مع الشعب السوري. وأكد جنبلاط من هناك أن إرادة الشعب ستنتصر في النهاية في سوريا، مشددا على أن «السويداء مع الثورة وضد النظام السوري»، وقال «ها هي ليبيا وتونس ومصر انتصرت، ونحن جزء من هذا الربيع العربي».
بدوره، اعتبر عضو جبهة النضال الوطني، النائب أكرم شهيب، أن «هذه التحركات غير كافية»، لافتا إلى أن «حضور النائب جنبلاط شخصيا للمشاركة هو لتأكيد وقوفه إلى جانب الشعب السوري».
وكانت المظاهرة المنددة بالنظام السوري والتي تخللها حرق للعلم الروسي، قابلتها مظاهرة مقابلة وفي المكان نفسه مؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، شارك فيها العشرات معظمهم من السوريين، ورددوا خلالها عبارة «نحن شبيحة بشار». وقد ضربت قوات الأمن والجيش اللبناني طوقا أمنيا واسعا في المنطقة، فيما فصلت عناصر أمنية بين المظاهرتين لمنع الاحتكاك بين المعتصمين.
وبينما غاب الحضور الرسمي عن المظاهرة المؤيدة للأسد، صدحت الأغاني المؤيدة له في الشوارع، كما علت صوره على السيارات، وردد المتظاهرون الشعارات المناوئة لدولة قطر والمؤيدة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحملوا الأعلام السورية والروسية والصينية كما اللبنانية، وبدا لافتا الحضور الرسمي في المظاهرة المتضامنة مع الشعب السوري، إذ حضرت فعاليات من الحزب التقدمي الاشتراكي وعدد من الوزراء. وبدا لافتا عودة ظهور «الوشاحات» الخاصة بثورة الأرز على أعناق قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي، كما أنه ومع تقدم المظاهرة المؤيدة للنظام السوري إلى ساحة سمير قصير حيث المظاهرة المضادة، انسحب النائب جنبلاط على وجه السرعة منعا لأي احتكاك مع المتظاهرين المؤيدين للنظام.
وفي وقت لم يسجل فيه أي إشكال أمني يذكر، حاول المتظاهرون التعبير عن رأيهم دون التعرض للفريق المقابل. فقال أحد المعتصمين المؤيدين للأسد «نحن هنا اليوم لنشكر الحكومة اللبنانية لوقوفها إلى جانب سوريا، كما لنعلن تأييدنا الكامل للجيش اللبناني. الرئيس الأسد سيضع حدا للمؤامرة على سوريا ما دام لبنان والصين وروسيا إلى جانبه».
وفي الطرف الآخر، حيث علت اللافتات المنددة بالمجازر المرتكبة في حمص، تحدثت إحدى الشابات عن «غصة كبيرة في القلب لعدم قدرة اللبنانيين على التضامن وبشكل أكبر مع إخوانهم الذين يذبحون في سوريا»، مشددة على أن «موقف الحكومة اللبنانية لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني».
خادم الحرمين للرئيس الروسي: السعودية لا يمكنها التخلي عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه أحداث سوريا

قال: كان الأولى أن يكون هناك تنسيق عربي ـ روسي حول ما يجري في سوريا قبل استخدام موسكو «الفيتو»

الرياض: «الشرق الأوسط».... أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن بلاده لا يمكنها إطلاقا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا، مشددا على أنه «كان من الأولى للأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق روسي - عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي».
جاء ذلك في معرض رد خادم الحرمين الشريفين على الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، الذي كان قد أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث أبدى خلاله وجهة نظر الحكومة الروسية تجاه ما يجري في سوريا. وقد استعرض الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة خاصة ما يجري في سوريا.
هل عاد أوغلو من واشنطن؟
طارق الحميد... شجريدة الشرق الاوسط
سمعنا وزير الخارجية التركي يتحدث في واشنطن عن سوريا والثورات العربية، لكن لم نسمع بعدها كلمة من الأتراك حول ما يحدث في سوريا، كما لم يصدر عن واشنطن شيء مفيد للآن حول سوريا، رغم كل هذه الجرائم! وبالنسبة للأتراك السؤال هو: هل عاد أوغلو من واشنطن؟ أما قصة الأميركان فهي قصة أخرى!
فالمواقف التركية والأميركية تجاه سوريا محيرة جدا، وتصل إلى درجة الريبة. فأنقرة متأخرة تماما حتى عن مواقف الدول العربية المتلكئة، فلم نسمع مثلا، أن الأتراك قد سحبوا سفيرهم من دمشق، رغم كل الجرائم التي ترتكب ضد السوريين العزل. أما واشنطن فإن أمرها أكثر مدعاة للريبة، وخصوصا التصريحات الأخيرة عن احتمالية وجود «القاعدة» في سوريا! قالها الأميركيون من قبل في ليبيا، وسقط القذافي، وإلى الآن لم نر حضورا ملموسا لـ«القاعدة» هناك. وقالها الأميركان أيضا عن اليمن، لكنهم دعموا رحيل علي عبد الله صالح، وها هو يعيش بينهم في نيويورك! وكثيرا، وطويلا، ما قالت واشنطن إن «القاعدة» تنفذ للعراق من الحدود السورية، وتحت أعين نظام الأسد، فكيف تخشى إذن أن تكون «القاعدة» تساند اليوم السوريين العزل؟
أمر محير، ويدعو للشك والريبة، فما الذي تريده واشنطن فعليا؟ هل تريد الاستمرار في مسلسل قراءتها الخاطئة للمنطقة بكل ملف؟ ففي العراق انسحب أوباما بشكل ترك العراق بيد صدام جديد، وفي مصر هرول أوباما للمطالبة بسقوط مبارك حتى دون إمهال المجلس العسكري أي فرصة، رغم أن واشنطن تعرف أن الوريث سيكون الإسلاميين. أما في دمشق، ورغم أن الشارع السوري تقدم كثيرا على المجتمع الدولي، والجميع، فإن واشنطن ما زالت تنتظر، مما من شأنه أن يمكن الإسلاميين في سوريا كل ما تأخر سقوط الأسد. ونحن هنا لا نتحدث عن التدخل العسكري، بل العمل الجاد لدعم الثوار السوريين، بكافة أشكال الدعم، وأهمه السلاح. فهل تريد واشنطن أوباما تكرار صمتها وقت الثورة الإيرانية الخضراء؟ أمر محير! وإذا كان قائد الأركان الأميركية يقول إنه لا يعرف من هي المعارضة السورية، أفلا يعرف الأميركيون أن هذا أمر طبيعي لأن الشعب السوري هو من يعارض الأسد، وليس النخب الاجتماعية؟ فمن كان يعرف أصلا المعارضة الليبية، بل هل يمكن أن يقول لنا الأميركيون من هو قائد الثورة المصرية؟
طاغية دمشق لم يقدم حلا سياسيا واحدا، بل إنه وقواته تحولوا إلى قوات احتلال، حيث باتت قواته تعربد في كل سوريا، وترتكب أسوأ وأبشع الجرائم، وعلى مدى عام كامل، ورغم كل ذلك فإن وزيرة الخارجية الأميركية ما زالت تتلعثم وهي تجيب عن سؤال صحافي حول ضرورة دعم الثوار السوريين بالسلاح، رغم كل القتل الذي يقع بحق السوريين العزل، وبشكل يدمي القلوب، رغم أن الوزيرة لم تكن تتلعثم أبدا في حالتي مصر، وليبيا!
ومن هنا فإن السؤال المؤرق هو: إذا كانت أميركا تراعي مصالح إسرائيل، وهذا الواضح بشكل كبير، رغم كل جرائم الأسد، فما عذر الأتراك؟ بل هل عاد وزيرهم من واشنطن أم لا؟

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,108

عدد الزوار: 7,587,439

المتواجدون الآن: 0