الأسد واللاءات الدولية الأربع

تاريخ الإضافة السبت 7 أيار 2011 - 6:49 ص    عدد الزيارات 624    التعليقات 0

        

من حقيبة النهار الديبلوماسية
 

الأسد واللاءات الدولية الأربع

 - عبد الكريم أبو النصر

"السوريون ليسوا وحدهم والمجتمع الدولي لن يتخلى عنهم بل ان الجهات الاقليمية والدولية المعنية بالأمر قررت توزيع الأدوار والمهمات في ما بينها ومساعدة الشعب السوري بطرق مجدية ومناسبة على تحقيق مطالبه الحيوية المشروعة، من خلال تبني استراتيجية اللاءات الأربع في التعامل مع نظام الرئيس بشار الأسد".
هكذا حدد مسؤول أوروبي مطّلع الموقف الدولي الحقيقي من التطورات البالغة الأهمية التي تشهدها سوريا، موضحاً بناء لمعلوماته، ان استراتيجية اللاءات الأربع تتضمن الآتي: أولاً- الامتناع عن مساعدة السوريين على اسقاط نظام الأسد بالقوة المسلحة لأنهم يرفضون أساساً هذا الخيار وهذا النوع من التدخل الأجنبي ويريدون أن يتحقق التغيير في بلدهم سلمياً من الداخل. ثانياً - الامتناع عن مطالبة مجلس الأمن باصدار قرار جديد يسمح باستخدام القوة المسلحة في سوريا لأن الدول البارزة، ولأسباب عدة، ليست راغبة في تكرار تجربة العراق أو تطبيق التجربة الليبية في التعامل مع الواقع السوري المعقد. ثالثاً - رفض تشجيع السوريين على امتلاك السلاح واستخدامه وتبني خيار المواجهة المسلحة مع نظام الاسد لأن ذلك يخدم مخططات النظام وينقل المعركة الى الساحة الأمنية مما يتناقض ومصالح الشعب السوري. رابعاً - رفض التساهل والتسامح مع نظام الأسد وتركه يتصرف بحرية ويواصل التعامل مع المحتجين بالوسائل القمعية متجاهلاً حقوقهم وتطلعاتهم المشروعة المدعومة دوليا".
والعقوبات والاجراءات الأميركية - الأوروبية - الدولية المتنوعة ضد نظام الأسد، غير المسبوقة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، تدخل ضمن استراتيجية اللاءات الأربع وترمي الى تحقيق هدفين أساسيين، استناداً الى هذا المسؤول الأوروبي: الهدف الأول هو طمأنة الشعب السوري الى ان الدول البارزة ترفض التساهل والتسامح مع نظام الأسد وانها لن تعقد أي صفقة معه على حساب المصالح المشروعة للسوريين بل انها انتقلت من مرحلة الانفتاح عليه والتعاون المشروط معه الى مرحلة المحاسبة الجدية والتشدد في التعامل معه وتصعيد الضغوط عليه أكثر فأكثر لدفعه الى وقف العنف وتبني نهج التغيير والاصلاح. واذا لم يرضخ النظام فسوف تتخذ اجراءات اشد قسوة وتأثيراً عليه قد تستهدف الرئيس الأسد شخصياً. الهدف الثاني هو تعميق النقاش الجدي الذي بدأ داخل القيادة السورية وفي الجيش وبين مكونات الحكم في شأن خطورة انكار الحقائق وجدوى مواصلة "السياسة الانتحارية" الحالية التي يخسر فيها الجميع. وتأمل دول غربية بارزة في أن يؤدي هذا النقاش الداخلي الى انشقاقات مهمة وتصدعات حقيقية في النظام مما يضعفه ويساعد على انجاز التغيير.
لماذا لم تطالب أميركا ودول غربية أخرى برحيل الأسد وبنزع الشرعية عنه الى الآن كما فعلت في تعاملها مع حسني مبارك ومعمر القذافي وصدام حسين؟ ديبلوماسي أوروبي مطلع قال لنا ان ذلك لم يحدث الى الآن لثلاثة أسباب رئيسية هي: أولاً - هذا المطلب لن يكون مجدياً ومؤثراً، ما لم ترافقه اجراءات محددة عسكرية أو غير عسكرية لاسقاط النظام، ثانياً - طرح هذا المطلب يدفع النظام الى تصعيد المواجهة مع المحتجين، ثالثاً - هذا المطلب يقضي على جهود تبذلها تركيا وجهات أخرى لمحاولة اقناع الأسد بالتخلي عن العنف والتحاور جدياً مع مواطنيه من أجل التوصل الى عقد سياسي جديد معهم.
ولخص الديبلوماسي الأوروبي الوضع: "أخطأ الأسد في حساباته ورهاناته اللبنانية عامي 2004 و2005 فاضطر، اثر ضغوط لبنانية واقليمية ودولية كبيرة، الى الانسحاب من لبنان والتخلي عن حكم هذا البلد من غير أن تحتاج الدول البارزة الى أن تستخدم القوة المسلحة ضده. والرئيس السوري يخطئ اليوم في حساباته ورهاناته الداخلية والخارجية اذ انه يخسر العالم والدول البارزة فيه ويخسر ثقة الكثير من السوريين به ويجد نفسه يواجه أخطر أزمة منذ تسلمه السلطة من غير أن يمتلك القدرة على احتوائها ومعالجتها ومن غير أن يرى النور في نهاية النفق. والدرس الأساسي من هذه المأساة السورية المفجعة ان التمسك بالسلطة بأي ثمن ليس كافياً وحده لحماية النظام ولو امتلك هذا النظام قدرات وامكانات عسكرية وأمنية ضخمة. وسوريا ليست غنية أو قوية أو مكتفية ذاتياً كايران مثلاً لكي يتمكن نظامها من الصمود طويلاً أمام التحديات والتهديدات المتنوعة والخطرة في الداخل والخارج. وتراجع نظام الأسد عن سياسته المتشددة الحالية سيبدل أكيداً تركيبة هذا النظام وطبيعته وتوجهاته، لكنه ينقذ سوريا من الأسوأ".

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,568,364

عدد الزوار: 7,761,784

المتواجدون الآن: 0