تداعيات مقتل بن لادن على تنظيم القاعدة والعالم

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 أيار 2011 - 7:23 ص    عدد الزيارات 603    التعليقات 0

        

 

تداعيات مقتل بن لادن على تنظيم القاعدة والعالم
بلغ اسامة بن لادن مع تنظيم القاعدة اوج شهرته مع احدأث(11سبتمبر)في نيويورك,الملتحي النحيف الذاهب نحو اقص الممكن مع قناعاته الجهادية, بدأت حياته الساخنة على أعين الغرب والأعتدال العربي المناوئ للشيوعية ورعايتهما في افغانستان,سقوط المنظومة البلشفية كان ابرز تداعيات انهاك الدب الروسي في تضاريس كابول مع الرفيقين بابراك كارمن ونجيب الله,إذاناً بانتهاء الصيف الهندي الأمريكي مع المجاهدين العرب الحلفاء الألداء, واستل العم سام مختطات (لانغلي) وتفلت من اي عقال مع دبليو بوش وثلة من منظري المحافظين الجدد نحو العدو الأخضر الجديد على رأسه (وكر الدبابير) القاعدة وزعيمها بن لادن على رأي الرئيس الأمريكي الأسبق (بيل كلنتون) الذي رفض إثارتهما حين ولايته ,بعد ذلك راح الجمهوريون يقايضون المبادئ بالمصالح حول العالم على رأي(الان غرينسبان)حاكم الأحتياط الفدرالي الأمريكي الأسبق,فخسروا الأثنين معاً وقد أستحقوا ذلك!ويتابع غرينسبان بالقول" قد لا يكون من المناسب القول أن غزو افغانستان والعراق لم يكونا لقتل بن لادن وإزاحة صدام عن المنصة! بل كانا من أجل الطاقة (الهايدرو كربونية)النفط والغاز"!!؟مع اعلان الرئيس باراك اوباما نبأ الأغتيال اللغز وليس الأعتقال لما يثيره كشف المستور من احراجات أممية ومقايضات ومحاكمات طويلة وقراءة هوليودية ملتوية للقضايا الكبرى والأغتيالات التاريخية والنوعية,اذ يؤكد الخبراء على الدور النشط للمخابرات الباكستانية بالرغم من التورية الأمريكية في هذا الشأن والذي جاء ثمناً كمقايضة لرأس بن لادن بعد الأستدارة الأمريكية الدبلوماسية نحو نيو دلهي الفخ لأجبار إسلام آباد على المقايضة,إضافة لأدوار أخرى في العملية ربما ستتكشف لاحقاً تنادي برحيل الأمريكيين عن المنطقة لأنتفاء السبب بعد بن لادن ,إن أهزوجة دفن الجثة في البحر اولاً ستلهم مخيلة الكثيرين على نحو مماثل لخبر أنبعاث الرئيس صدام حسين على جثة الرفيق الشبيه(ميخائيلوف)على شاشة تلفزيون الجديد,الأقتباس الآني لمصلحة وثائق الوزير السابق وئام وهاب كما في الشيكات الخليجية الأخيرة! بحيث يطغى التمويه والأستغراق في التفاصيل على حدث الأغتيال نفسه لأمتصاص النقمة الآنية لدى من يتعاطفون مع بن لادن,وآخر مستقبلي يمهد لمرحلة جديدة تقول بالحوار بين الغرب والحركات الأسلامية التي تنبذ(العنف)كالتي بدأها الفرنسيون, مع هذا وذاك فإن مراكز القرار على مستوى الدول والحركات في المنطقة والعالم تعكف على دراسة تداعيات ذلك الأغتيال,تشير الأحصاءات الأعلامية كالتي جرت على شاشة ال(bbc)ان نسبة 35% تعتقد بتاثر القاعدة بغياب رمزها بشكل أو بآخر برغم اقتصار دوره خلال السنوات التسع الأخيرة على الأكتفاء بالأبوة الروحية للتنظيم والتداوي من المرض العضال الذي اجبره اللجؤ لباكستان والتواري من الملاحقات الدائمة التي حيكت حولها الأساطير بما لا يتناسب وسهولة العرض الذي قدمه اوباما باعلانه نبأ الأغتيال(عدد الكوماندوس,قلة الضحايا,حجم الأشتباك..)وقد بدا المستهدف قائد كشافة هاوي لا حول له ولا قوة الا اذا كان بن لادن قد تعرض للخرق الأمني اللصيق او ان المهاجمين قد استخدمو سلاح غير تقليد وغير معلوم كالذي تم الحديث عنه في مطار بغداد أيام صدام حسين في ظروف معقدة ستبقى مجهولة لمدة ليست بالقصيرة يستعصي كشفها على ويكليكس وأمثاله لضرورات الأمن الأمريكي القومي,ذلك الأعلان عن تصفية بن لادن لم يكن الأول من نوعه كما في إعلان (تورا بورا)المماثل الشهير,بالرغم من اقرارنا بخطورة الأستخفاف من التلاعب بالأعلان على لسان اوباما نفسه  وأن نسبة 65% يرون العكس تماماً ذلك أن القاعدة برأيهم أصبحت فكراً ونهجاً يعتقده البعض ويمارسه آخرون بمرونة بعيداً عن القاعدة الصلبة للتنظيم وأوامره المباشرة ومع ذلك يعتقد البعض ان القاعدة قد تراجع آدائها الكمي والنوعي بشكل كبير بعد العديد من الضربات التي تلقتها في أكثر من مكان لقصور آدائها السياسي والأعلامي ومع ذلك فإنها قد تلجأ لبعض الضربات الأنتقامية هنا وهناك بشكل يدل عل العنف اكثر مما يدل على القوة الا أن التأثير الأهم عند الرأي العام العربي والأسلامي خاصة على المستوى المتوسط والطويل مرتبط بنتائج ربيع العرب القائم حالياً فإذا ما تمكنت الشعوب من التخلص من الديكتاتوريات القائمة واستطاعت ان تقيم ديمقراطيتها الذاتية القادرة على أنجاز التنمية المستدامة والشاملة المرتبطة بحل القضية الفلسطينية فإن التشدد سيفقد حواضن تكاثرة المثلى الموجودة في البيئة الحالية وإلا فالعنف والتطرف سيكون البديل البائس الوحيد كقدر وليس كخيار عند اجهاض محاولة التغيير الحاصلة لمقاربة الأجاندات المختلفة أمام شعوب المنطقة لتقويم الأعوجاج السلطوي واستعادة الحقوق المسلوبة,عندها يصبح بن لادن واسلوبه رمزاً ليس فقط لأبناء القاعدة وطالبان بل لعامة العرب والمسلمين لمدة طويلة جداً بما لها من تداعيات حضارية خطيرة على الجميع في العالم,ويعني ذلك التحذير الشديد من الثورة المضادة على ربيع العرب من قبل ثنائي أنظمة الأستبداد تحالف ثنائي المال والسياسة من جهة ومشاريع الغرب المشبوهة للمنطقة من جهة ثانية, خاصة مقايضة المبادئ والحقوق الأساسية والأنسانية بالمصالح العابرة, حيث لأمريكا أكثر من دور فاعل والسوآل هل ان أمريكا مع أوباما التي تخلصت من اسلام بن لادن قد تخطت نمطية وصم العرب كأمة والأسلام كدين بالأرهاب لصالح مقاربات أوباما لأسلام جديد في كل من القاهرة واسطنبول؟سبق للروائي التركي(أورهان باموك)الحائز على جائزة نوبل للآداب أن وصف الموقف الغربي النمطي وآدائه الميداني بالمفسد للمقاربات الغربية تجاه الديمقراطية والسلام والمرأة وحقوق الأنسان,المعروف ان تنظيم القاعدة الذي تاثر بالنتاج الفكري الجهادي للشهيد(سيد قطب)عبر الثلة الأكثر شهرة من بن لادن الى نائبه ايمن الظواهري وقبلهما الشهيد عزام عزام انما كان رد فعل على العنف والأطهاد الذي مارسه النظام ايام الرئيس عبد الناصر في أوج التعارض القومي والأسلامي ومع الحديث عمن سيخلف بن لادن فإن الأخير سواء كان الظواهري المنظرً الأيديولوجي او غيره قائداً امنياً وعسكرياً ميدانياً كابو مصعب الزرقاوي سيواجه الكثير من التحديات والمعضلات في ظروف معقدة جداً امام القاعدة,ربيع العرب الجديد الذي ان قدر له النجاح سيكون قادراً على استيعاب ما تبقى من المجاهدين حيث ثبت بالدليل عقم المعالجات الأمنية الآحادية لتلك الظاهرة خاصة عبر مع ما عرف بإعادة تسليمهم الى الديكتاتوريات المحلية مع هذا وذاك يجب أن تنتهي مسالة الفزاعات المصطنة سواء من الغرب لتبرير تدخله أو من الأنظمة الفاسدة لتبرير أستمرار تسلطها عبر الحلف الثنائي بينهما الذي يحصد الغرب والشرق نتائجه السلبية,إذ لا يمكن لأمريكا الأستمرار بالتماهي والتقاطع مع الأنظمة الديكتاتورية من جهة ومع الموقف الأسرائيلي من جهة أخرى حتى بتداعيات مقتل بن لادن خاصة ان الموقف الأمريكي كان مقلقاً من المصالحة الفلسطينية الفلسطينية فرئيس وزراء العدو الأسرائيلي ناتن ياهو وضع سلطة ابو مازن بين خياري السلام مع حماس او اسرائيل أتبعه بحجز الضرائب الفلسطينية جاء بعده مباشرة الموقف الأمريكي بمراجعة مساعدات واشنطن للضفة لنفس السبب,ربما ان إجابة اوباما المنتظرة على الطلب المصري بالموافقة على الدولة الفلسطينية واجراء مؤتمر جدي للسلام في الشرق الوسط من عدمه ستؤشر ولا شك للمرحلة المقبلة بين العرب والمسلمين من جهة ومع امريكا والغرب من جهة أخرى مع الأمل الا يكون أعتراف أوباما بعدم الأنتهاء من المعركة مع الأرهاب باغتيال بن لادن مؤشر لأستمرار أستحلاب ضرع المنطقة بنفس المضمون ولكن باسلوب مختلف خاصة ان معظم الدراسات سابقاً اشارت الى أن الحد الأقصى لصمود القوات الغربية في افغانستان بالظروف الحالية لا يتعدى السنة وبالتالي كان توقيت اغتيال بن لادن وأن أملته ظروف الميدان قد حقق هدفين اساسيين اولهما تامين رئاسة ثانية في البيت البيض لأوباما المشكوك باصوله القومية والعرقية والدينية وزعامته للأمة الأمريكية وليس للديمقراطيين فقط, ومن جهة ثانية شكلت عملية الأغتيال الغطاء المهم لأوباما لأخراج قواته من المستنقع الأفغاني والعراقي كما وعد سابقاً وربما أن الأيام القادمة مع التغيرات العسكرية والأمنية الحاصلة في الأدارة الأمريكية سنشهد أعلاناً اولياً لبوادر ذلك القرار بالخروج من أفغانستان والعراق مما يؤشر لمرحلة واستراتيجية جديدة لأدرة اوباما تصلح لأن تحدد النهج الجديد لأمريكا مع العرب والمسلمين والعالم في الولاية الثانية لوباما في واشنطن.
زياد علوش(اعلامي كاتب لبناني)     

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,566,711

عدد الزوار: 7,761,711

المتواجدون الآن: 1