الشرق الأوسط إلى أين؟ - بقلم الكاردينال أنجيلو سكولا

تاريخ الإضافة الجمعة 17 حزيران 2011 - 6:11 ص    عدد الزيارات 589    التعليقات 0

        


 

الشرق الأوسط إلى أين؟ - بقلم الكاردينال أنجيلو سكولا

قبل سنة، وفي مثل هذه الأيّام، التأمت الواحة في لبنان، وقبلها في الأردن ومصر، وهي دول تبدو كلّها، مع جاراتها، بتغيّر عميق يطاولنا جميعًا. لا يمكن الأحداث إلا أن تحثّنا على أن نجيب بشجاعة عن السؤال الأساسي: "إلى أين يتّجه الشرق الأوسط" (بمفهومه الواسع)؟
وإذا أردنا ألاّ تحتكر الأخبار المنحازة غالبًا وأمزجة الأفراد تحديدَ الجواب عن ذلك السؤال، فما علينا إلا أن نعمل معاً وأن نصغي ونراقب بانتباه بذور الحقل وأن نذهب إلى المسائل الجوهريّة.
 أنا لست خبيرًا، لكنَّ أصدقاءَ عدة في تلك الدول يعرضون عليّ نقاط تفكير مهمّة، وقد تأثرتُ بشدّة من الأهمّيّة الكبرى الناجمة مباشرةً عن المسألة الاقتصاديّة والحقوق الاجتماعيّة. فقد اندلعت الثورات وسط حالات من الحرمان، في أوساط الشباب، وأحد المطالب الملحّة هو الوظيفة. لقد تأثّرت المجتمعات الأوروبيّة، التي تمرّ حاليًّا بأزمة، بالأحداث في الشرق الأوسط، مع عودة تدفق المهاجرين. ويؤكّد كثيرون من المحلّلين أنّ موجة الهجرة الحقيقيّة لم تصل بعد.
إنّ نظرة أفقيّة، على الأقلّ نزيهة وواقعيّة، تستبعد فكرة الاستمرار في النظام الاقتصادي الحالي. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يخصّص قداسة البابا رسالة عامّة للبحث عن "منطق اقتصادي جديد".
وتزامنًا مع الأهميّة الجديدة للشأن الاقتصاديّ، برزت مطالب قويّة بالمزيد من الحريّات الفرديّة، ورقابة أكثر فاعليّة على أجهزة الدولة. وتقدم بعض القطاعات بمطلب إعادة تنظيم المجال العامّ، ليصبح أكثر تعدديّة وليبراليّة ، أي أن يكون قادراً على إحداث التغيير الداخليّ المطلوب.
وتبيّن أنّ التركيز انصبّ على تعامل أكثر حريّة بين مختلف المواقف من أجل الاعتراف المتبادل. وبطريقة ما، وإنْ في مصطلحات مختلفة تماماً بسبب اختلاف الأوضاع الجيوسياسيّة، طفا على السطح موضوع نطلق عليه نحن في الغرب مصطلح "المدنيّة الجديدة" ، أي البحث عن معيار جديد لتنظيم طرق مشاركة الجميع في الحياة العامّة، وهو معيار ملائم لمجتمعاتنا المتعدّدة والمتداخلة.
فضلاً عن ذلك، إن حركات الاحتجاج في شمال أفريقيا قد نشأت كمطالب ذات طابع اقتصادي، لكنّها سرعان ما تحوّلت ثورات وذلك لأنّها أوجدت كذلك فكرة محدّدة عن الإنسان والمجتمع. وفي الصميم، يمكن تلخيص المطالبة الكبرى في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بالسؤال الجذريّ الآتي: أيّ إنسان يريد أن يكونه إنسان الألفيّة الثالثة؟ اختباره الخاص؟ أم إنسان – العلاقة، في أن يكون منفتحاً على لقاء الآخر وتقبّله؟ إنّه السؤال ذاته الذي يهزّ بطرق مختلفة وبقوّة أكبر أيضاً المجتمعات الغربيّة. أمّا النمط الذي سيرسمه التغيير، مع تشكّل المجال العامّ الجديد في الشرق الأوسط أو في الغرب، فيتعلّق بالإجابات التي ستعرف حريّة المسؤولين المعنيّين أن تقدّمها. أمّا بالنسبة الى رجال الدين، والينا نحن المسيحيّين، فعلينا ألا نتخلّى عن الميدان.
■ الشرق الأوسط إلى أين؟ تحت هذا العنوان المثير، تلتئم في البندقية من جديد اللجنة العلمية الدولية في مؤسسة الواحة www.oasiscenter.eu، وهي عبارة عن "شبكة"  من الشخصيّات تجتمع في حزيران من كلّ سنة لمعالجة القضايا الساخنة التي تفرضها الأحداث، وذلك بالرجوع إلى الرؤية الأصليّة للمركز: أي تعزيز المعرفة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين من أجل بناء حياة كريمة على المستويين الشخصي والجماعي.
www.oasiscenter.eu 


(بطريرك البندقيّة)      

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,686,930

عدد الزوار: 7,764,938

المتواجدون الآن: 0