العرب ومصير سوريا

تاريخ الإضافة السبت 18 حزيران 2011 - 7:04 ص    عدد الزيارات 522    التعليقات 0

        

العرب ومصير سوريا

- عبد الكريم أبو النصر

"الدول العربية البارزة والمؤثرة خائفة على مصير سوريا لكنها ليست مهتمة فعلاً بمصير نظام بشار الأسد، وهي تحمل النظام وليس المحتجين المسؤولية الأولى عما يجري لأنه رفض تبني المعادلة الأساسية التي تحمي البلد، والقائمة على ان الاصلاح الحقيقي الجدي يضمن وحده الاستقرار والوحدة الوطنية لأنه يؤمن التطلعات والأهداف المشروعة للشعب السوري. لقد أخطأ الأسد في التعامل مع دول عربية مؤثرة فلم يجدها الى جانبه لمساندته وهو يخوض داخلياً وخارجياً معارك قاسية تهدد جدياً نظامه، بل ان هذه الدول تركته يواجه مع حليفه الايراني أكبر وأوسع حركة احتجاج شعبية على سياسات نظامه وأعماله". هكذا لخص مسؤول عربي بارز العلاقة العربية - السورية الحالية وأورد في هذا الشأن الأمور والوقائع الآتية:
أولاً - ترفض الدول العربية المؤثرة الموقف السوري الرسمي الذي ينكر الحقائق ويتعامل مع المحتجين على أساس انهم ارهابيون ومتمردون مسلحون. وهي تدرك ان الأسد ليس راغباً في مساعدة عربية تمكنه من التفاهم مع المحتجين ومن معالجة مشاكله الداخلية العميقة والجدية واصلاح الأوضاع في البلد، بل انه يريد مساندة عربية واضحة لنظامه وللطريقة الخاطئة التي يتعامل بها مع المحتجين، كما يريد ان يتبنى العرب الرواية السورية الرسمية للأحداث وأن يدعموا الاصلاحات الشكلية والجزئية التي وعد بها والتي ترفضها حركة الاحتجاج. لكن هذه الدول العربية لن تساند الأسد ضد شعبه وخصوصاً وقت تشهد المنطقة انتفاضات شعبية حقيقية تطالب بالاصلاح والتغيير.
ثانياً - ترى دول عربية معنية بالأمر ان الاسد أخطأ عندما اتهم جهات لبنانية وعربية بتحريك الانتفاضة الشعبية ضد نظامه متجاهلاً الوقائع والحقائق ورافضاً الاعتراف بأن المشكلة داخلية في الأساس وان النظام يتحمل مسؤولية كل ما جرى وما يجري، خصوصاً انه يستخدم العنف والقمع في التعامل مع المحتجين المطالبين، الى حد التضحية بحياتهم، باصلاحات جذرية وعميقة ومشروعة من الضروري تحقيقها لانقاذ سوريا.
ثالثاً - ترى هذه الدول ان نظام الأسد يريد أن يجعلها تتورط في مواجهة مع الدول الغربية البارزة من أجل الدفاع عنه وتأمين التغطية والحماية له ولأعماله وقت يرفض هذا النظام نصائح عربية واقليمية تدعوه الى تفهم الحاجات الحيوية للسوريين واعتماد الحكمة والمرونة والواقعية في التعامل مع شعبه، ووقت تتعرض دول عربية عدة لضغوط من أجل اجراء اصلاحات والانفتاح أكثر فأكثر على مطالب شعوبها.
رابعاً - ترى هذه الدول ان الاسد يطلب دعمها لأنه يحتاج اليها الآن لمحاولة الخروج من مأزقه الخطر بعدما رفض مساعدتها حين احتاجت اليه وطلبت تعاونه لتسوية مشاكل اقليمية مهمة ولمواجهة مخططات ايرانية تستهدف لبنان والعراق وفلسطين وبعض الدول الخليجية. واستناداً الى هذا المسؤول العربي فان الأسد أضاع فرصة حقيقية مهمة عندما رفض الاستجابة فعلاً للانفتاح السعودي المدعوم خليجياً وعربياً عليه والهادف الى تقليص روابطه الوثيقة مع ايران من أجل تعزيز العلاقات السورية - السعودية - المصرية - العربية وتأمين حماية أفضل للأمن القومي العربي. اضف ان الأسد أخطأ عندما أحبط جهود الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحقيق مصالحة وطنية شاملة في لبنان وحل المشاكل العالقة بالتفاهم بين كل الأفرقاء اللبنانيين في رعاية عربية وبمشاركة سورية، وأخطأ أيضاً عندما رفض مسعى تركياً - قطرياً لتأليف حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري بعد اسقاط حكومة الأخير. ولم يحسن الأسد التصرف عندما أحبط خلال السنوات الأربع الاخيرة جهوداً سعودية ومصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ووجد نفسه خارج المعادلة عندما نجحت "مصر الجديدة" في توحيد الفلسطينيين.
وخلص هذا المسؤول العربي الى القول: "ان دولاً عربية واقليمية بارزة ومؤثرة تدعم المحتجين السوريين ومطالبهم اعلامياً وسياسياً وديبلوماسياً ومادياً ومن طريق اتصالاتها الاقليمية والدولية. وترى ان النظام السوري يتحمل مسؤولية هذا الموقف العربي - الاقليمي منه، كما ترى هذه الدول ان نظام الأسد سيخسر الكثير وسيجد نفسه أمام أوضاع خطرة ومتفجرة لن يستطيع التحكم بها والسيطرة عليها داخلياً وخارجياً، اذا لم يتوقف عن انكار الحقائق الأساسية واذا لم يكن مستعداً لانقاذ سوريا من طريق الانفتاح الجدي على شعبه وانجاز الاصلاح والتغيير الحقيقيين".

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,688,305

عدد الزوار: 7,765,023

المتواجدون الآن: 0