الأسد وخطأ العمر

تاريخ الإضافة السبت 27 آب 2011 - 5:43 ص    عدد الزيارات 532    التعليقات 0

        

الأسد وخطأ العمر

 - عبد الكريم أبو النصر

"إرتكب صدام حسين خطأ عمره حين رفض أن يصدق بعد غزوه الكويت في آب 1990 ان تحالفاً دولياً - عربياً - إقليمياً كبيراً سينشأ ويقف مع الدولة الخليجية الصغيرة ضد زعيم العراق القوي والمهم إستراتيجياً ويعلن الحرب عليه لإنهاء مغامرته العسكرية. وارتكب العقيد معمر القذافي خطأ عمره حين تمسك بالسلطة وواجه بالقوة شعبه المصمم على التحرر من نظامه وتأمين حقوقه المشروعة ولم يعبأ بالموقف الدولي المنقلب عليه، فخسر كل شيء واستعاد الليبيون بلدهم. وارتكب الرئيس بشار الأسد خطأ عمره حين اعتقد انه يستطيع أن يفعل بشعبه ما يريد، فتخلت الغالبية العظمى من الدول البارزة والمؤثرة عنه ودعمت شعبه المحتج وأنشأت تحالفاً دولياً - عربياً - إقليمياً حقيقياً لمعاقبة النظام السوري بقسوة وفرض أكبر وأوسع عزلة عليه منذ العام 1970، واتخذت قراراً، معلناً أو ضمنياً، بضرورة تنحي الرئيس السوري عن السلطة من أجل حماية سوريا وتأمين الإنتقال الى نظام ديموقراطي تعددي عادل ومنفتح يعيد بناء البلد على أسس جديدة تحقق نموه وتطوره وتحسن أوضاع السوريين وتنهي السياسات الحالية الخطرة".
هكذا لخص مسؤول أوروبي معني بالملف السوري الوضع الحالي للأسد. وقال استناداً الى المعلومات التي تلقتها حكومته: "إن الرئيس باراك أوباما يشعر بالغضب الشديد مما يجري في سوريا وقد اتخذ قراراً بالعمل جدياً على تغيير نظام الأسد وهو يتولى شخصياً مسؤولية التفاهم مع عدد من زعماء العالم على إستراتيجية موحدة لمواجهة هذا النظام وحماية شعبه من أعماله وممارساته. الملك عبدالله بن عبد العزيز غاضب أيضاً من الأسد وهو فقد كلياً الثقة به بعدما أحبط الأخير المشروع السعودي لإنجاز مصالحة وطنية شاملة في لبنان وتراجع عن وعود عدة قطعها له تتعلق بقضايا إقليمية. الرئيس نيكولا ساركوزي وأمير قطر يشعران بخيبة أمل عميقة لأنهما ساعدا الأسد ودعماه واضطلعا بالدور الأساسي في تأمين إنفتاح سوريا على الأوروبيين والأميركيين، لكن الرئيس السوري خذلهما ورفض كل دعواتهما الى وقف العنف والقمع واستجابة المطالب المشروعة للسوريين وإجراء إصلاحات جدية وسريعة في البلد. رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إعتقد أن تحالفه الإستراتيجي القوي مع سوريا وصداقته الشخصية مع الأسد تمنحانه القدرة على إقناع الرئيس السوري بتبني نهج الإصلاح والتغيير والتخلي عن الخيار العسكري – الأمني في التعامل مع شعبه، لكن أردوغان أصيب بصدمة حقيقية حين إكتشف ان الأسد مستعد للتضحية بعلاقاته الوثيقة مع تركيا من أجل الحفاظ على نظامه بتركيبته وطبيعته وتوجهاته الحالية والإكتفاء بإصلاحات شكلية غير ذات قيمة. مسؤولون مصريون وعرب يؤكدون انهم يرفضون الإصلاحات المخضبة بدماء السوريين لأن الإصلاح الحقيقي يتطلب أولاً وقف أعمال العنف والقتل. المسؤولون الروس يدعمون نظام الأسد ولكن شرط وقف أعمال القمع والقتل والتفاهم سلمياً مع المحتجين، وهم مستعدون لتقليص دعمهم لهذا النظام تدريجاً إذا تمسك الأسد بالمواجهة مع شعبه، خصوصاً انهم سهلوا سابقاً صدور القرار 1757 الذي أنشأ المحكمة الخاصة بلبنان وأيدوا خمسة قرارات صادرة عن مجلس الأمن فرضت عقوبات شديدة القسوة على إيران التي تربطها بروسيا علاقات تعاون أكبر وأوسع من تلك القائمة بين موسكو ودمشق".
واستناداً الى مصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الإطلاع في باريس، يجري التحالف الدولي - الإقليمي المعادي لنظام الأسد إتصالات سرية مع قوى وقيادات مدنية وعسكرية ودينية داخل النظام السوري وخارجه ومع رجال أعمال مستثمرين وتجار بارزين من أجل تأمين الظروف المناسبة والعوامل والعناصر الضرورية لتغيير هذا النظام سلمياً ووضع حد لإراقة الدماء. وتتركز هذه الإتصالات على تغيير النظام السوري بأيدي السوريين أنفسهم والتفاهم بين الأطراف المعنيين على صيغة جديدة لإدارة شؤون البلد".
وقال لنا المسؤول الأوروبي المطلع: "ترى دول إقليمية وأجنبية بارزة أن نظام الأسد إنتهى فعلاً ولكن يصعب تحديد موعد سقوطه والطريقة التي يمكن أن تتم فيها عملية التغيير هذه. وانهيار النظام الليبي يعزز الجهود المبذولة لتغيير النظام السوري. فنظام الأسد تجاوز كل الخطوط الحمر داخلياً وإقليمياً ودولياً وصار يشكل عبئاً ثقيلاً على الدول المعنية بمصير الشرق الأوسط ومصدر تهديد لبلده وللدول المجاورة، ولم يعد ثمة مبرر لوجوده في رأي المسؤولين الأميركيين والأوروبيين وفي نظر عدد من الزعماء الإقليميين. الأسد لن يستطيع إنقاذ نفسه من طريق إنكار الواقع لأن ذلك لن يلغي الواقع، كما انه لن يستطيع إبقاء سوريا في عزلة مشابهة لعزلة كوريا الشمالية لأن ذلك يشكل خسارة جسيمة لقوى وجهات عدة تدعم النظام، الأمر الذي قد يدفعها الى الإبتعاد عنه والى إضعافه أكثر فأكثر وتفكيك نظامه".

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,855,925

عدد الزوار: 7,770,260

المتواجدون الآن: 0