تعريب أزمة سوريا

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 آب 2011 - 5:26 ص    عدد الزيارات 501    التعليقات 0

        

 
صارت سوريا بنداً على جدول الاعمال العربي. الخطوة مبدئية، شكلية، وموقتة، وهي تسد فراغاً يربك المجتمع الدولي ويخيف تركيا وايران. لكنها ايضا أشبه بإنذار جديد يوجه الى النظام السوري، بأن العرب او غالبيتهم على الاقل، مستعدون لتغطية تدخل خارجي، على غرار ما فعلوا في ليبيا، اذا لم يتوقف عن قمع شعبه ويباشر في تنفيذ مطالبه.
في المبدأ، رمي الشأن السوري على الجامعة العربية لأن أحداً خارجها لا يملك عصا سحرية تنهي الصراع بين النظام وبين الشارع في سوريا، حيث لم يعد هناك مجال للتوسط.. ولم يكن مجال لدور عربي يفتح قنوات الاتصال المقطوعة ويدعو طرفي الازمة السورية الى حوارات ومؤتمرات وتسويات توقع في احدى العواصم العربية، على غرار ما جرى في السودان والصومال واليمن، من دون اي نجاح يذكر.
تعريب الازمة السورية ليس له اساس، لان العرب لا يمثلون جسدا سياسيا مؤثرا، وهم ليسوا محايدين او مؤهلين للخوض في غمار تجربة تحديث سوريا واصلاح مؤسساتها.. فضلا عن انه لا يمكنهم التواصل مع النظام المتخفي خلف سلاحه وخياره الامني الانتحاري، او مع المعارضة التي لا يمكن العثور عليها الا في الشارع المنقطع عن الاحزاب التقليدية والذي لا يزال يبحث عن برنامجه وقيادته وخطته.
المجتمع الدولي الذي دفع العرب في اتجاه مثل هذه المبادرة، المتزامنة مع قرب نهاية الازمة الليبية، لم يكن يطلب غطاء عربياً للتدخل في سوريا. فقد بلغ هذا التدخل ذروته حتى الآن، وما زال مجلس الامن الدولي يشهد على الشكوك المتبادلة بين اعضائه حول افضل السبل لمقاربة الازمة السورية. سلاح العقوبات استخدم الى الحد الاقصى الممكن. ولا يرغب احد في استخدام بقية الاسلحة التي تتطلب مبرراً كافياً، يعادل المبرر الذي قدمه العقيد معمر القذافي الى حلف الاطلسي عندما قرر الزحف الى بنغازي وذبح سكانها.
صحيح ان المعايير الليبية تختلف عن المعايير السورية، لكن النظام السوري لم يوفر مثل هذه الذريعة بعد. لعله يسير في هذا الاتجاه، لكن الغرب لا يزال يفضل ان يغرق السوريون في حرب أهلية، بدلاً من ان يخاطر بجنوده ويضعهم على جبهة أخطر بما لا يقاس من الجبهة الليبية التي كانت تستدعي سلاح الجو الاطلسي وبعض وحدات الاستخبارات، ولم تسقط فيها اي ضحية بشرية اطلسية، وتحولت كلفة العمليات العسكرية التي نفذها الاميركيون والاوروبيون الى دين على المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يستحق السداد في اول فرصة ممكنة، ويقدر حتى اليوم بنحو اربعة مليارات دولار!
وبهذا المعنى فإن التعريب ليس مقدمة للتدويل، لكنه يهدف الى وضع حاجز عربي اضافي امام ايران التي تتعامل مع الازمة السورية باعتبارها مسألة حياة او موت لموقعها ونفوذها، وتوفير بديل للدور التركي الذي فقد الأمل بالنظام السوري، لكنه لم يفقد الأمل بالشعب السوري الذي يمكن أن يجد في الغطاء العربي ضالته، ويجد في المنفذ التركي فرصته.

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,861,033

عدد الزوار: 7,770,405

المتواجدون الآن: 0