من ينقذ عباس من حيرته؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 شباط 2012 - 6:36 ص    عدد الزيارات 654    التعليقات 0

        

من ينقذ عباس من حيرته؟

بقلم معتصم حمادة

 

لا ندري ما هي حقيقة الأفكار التي كانت تراود الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو متوجه إلى القاهرة لحضور اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، ليقدم لهم صورة عن نتائج اجتماعات عمان مع الجانب الإسرائيلي، ويستشير هذا المحفل العربي بالخطوة المتوجب أخذها في المرحلة المقبلة. لكننا ندري أن عباس، وقبل ذهابه إلى القاهرة، كان قد أسرّ إلى المقربين منه بأن لا يعول على اللقاء العربي، لأن "الجامعة" باتت مستغرقة حتى الأذنين في الملف السوري، وتتجاهل بشكل مفجع الملف الفلسطيني.
ولعلها، بالنسبة لعباس، واحدة من تلك اللحظات التي يقف فيها وحيداً في مواجهة الإصرار الإسرائيلي على رفض التجاوب مع "متطلبات" استئناف المفاوضات، بما فيها وقف الاستيطان.
فالرئيس أوباما، منهمك في إعداد موازنة بلاده وتمريرها في الكونغرس، إلى جانب تفرغه شبه الكامل لمعركة تجديد ولايته، كما أن وزيرة خارجيته، فضلاً عن انشغالها بالملف السوري، تجد نفسها هي الأخرى منهمكة في متابعة الملف الإيراني الذي بات ساخناً أكثر من اللازم، ولا بد من خطوة ما لخفض درجة حرارته.
أما الأوروبيون فيتنازعهم ملفان. الملف السوري، الذي بات قاسماً مشتركاً لاهتمامات العواصم الكبرى والعواصم الإقليمية، إلى جانب ملف رعاية المريض اليوناني قبل أن تنتقل عدواه إلى باقي أفراد الأسرة الأوروبية.
ويبدو أن أوروبا والولايات المتحدة باتتا على اقتناع شبه تام باستحالة وقف الاستيطان، ما دفعهما لتقديم "رزمة محفزات"، عرضها مبعوث الرباعية طوني بلير على الرئيس عباس، بديلاً من وقف الاستيطان، تفتح الباب لمفاوضات "جديدة". من هذه "المحفزات" إطلاق سراح دفعة من الأسرى، وتوسيع النطاق الإداري للسلطة الفلسطينية، ووعود بحصة من "غاز غزة". محفزات، رأتها رام الله سخيفة وتافهة ولا تستحق التوقف عندها، خاصة أنه سبق أن قُدمت محفزات أفضل منها، في مناسبات ومنعطفات أقل سخونة من منعطف استئناف المفاوضات.
عباس، في هذه الظروف، يفتقد الرئيس حسني مبارك. ولا يرغب في العودة إلى عمان، حتى لا يقع مجدداً تحت الضغوط الأردنية. لذلك يتساءل، بحيرة، ما العمل؟
يتطلع يساراً فيشيرون إليه بضرورة العصيان الوطني، والمقاومة الشعبية، والانتفاضة، ما يعيد خلط الأوراق، ويضع أسساً جديدة للعملية السياسية. يتطلع يميناً فتأتيه نظرات حائرة متخوفة من الثمن الباهظ المتوجب دفعه حين الأخذ بالاقتراح. يتطلع خلفه فتباغته عطاءات استيطانية تهطل كالقصف على القدس وسائر أنحاء الضفة.
ويبقى عباس غارقاً في حيرته، بينما يبقى الاستيطان في نشاطية غير معهودة، وكأنه بات في سباق محموم مع الزمن.

 

 
رام الله - محمد هواش

ميريدور: الفلسطينيون رفضوا عرضاً من نتنياهو مشابهاً لما قدّمه أولمرت

مشروع قانون يتيح للمستوطنين شق الطرق ومصادرة أراضي الفلسطينيين

 

 اتهم وزير شؤون الاستخبارات الاسرائيلية دان ميريدور السلطة الفلسطينية أمس، بأنها رفضت عرضاً لا يقل عن العرض الذي قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي سابقاً ايهود اولمرت في مفاوضات انابوليس، وان الفلسطينيين رفضوه.
وقال في مؤتمر صحافي بالقدس: "بالنسبة الى المحادثات التي أجريت أخيراً في عمان بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فان اسحاق مولخو، نقل اقتراحاً إلى المفاوض الفلسطيني صائب عريقات يحتوي على عرض سخي في ما يتعلق بالأرض والمساحة، ويوازي هذا العرض ما تلقاه الرئيس الفلسطيني من قبل من وزيرة الخارجية آنذاك تسيبي ليفني في أنابوليس". واستدرك قائلاً: "اذا كان الخبر في صحيفة هآرتس اليوم (امس) صحيحاً، والعرض الذي قدمه مولخو هو فعلاً العرض الذي قدم في حقيقة
الأمر، وهم رفضوا ذلك، فإن هذا خطير جداً... هذا اقتراح سخي  جداً". واضاف: "لا يوجد أي جدل في ما يتعلق بالحل، سوف يكون حلاً على شاكلة دولتين. السؤال المطروح هو هل سينهي هذا الصراع. نحن لا نرى ان لدى الفلسطينيين رغبة بإنهاء الصراع. إن كان عباس يتصالح مع حماس، التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، فإن هذا اختيار تعيس جداً. اذا كانوا لا يتحلون بالشجاعة الكافية للقبول بما اقترحناه عليهم، فهذا محزن جداً. سوف يعاني كلا الطرفين ولن يحصلا على أي شيء. المسألة هنا هي مسألة قيادة وتحمل للمسؤولية. اذا كانوا يفضلون الذهاب إلى الدوحة والتحدث مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، مع الافتراض بان (رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل) هنية يوافق على ما يقوله مشعل، فهذا ليس بالخيار الصائب".
    
 

"هآرتس"

وكانت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية اوردت ان نتنياهو اقترح في مباحثات عمان "ضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل وعدم تفكيك المستوطنات الاخرى حتى لو بقيت في اطار الدولة الفلسطينية، كما اقترح وجودا عسكريا دائما في غور الاردن بدل ضمه الى اسرائيل".
 واشارت الى ان موقف اسرائيل الرسمي الذي عرضه مولخو يتلخص في بضعة مبادئ هي:
1 - رسم الحدود بحيث يكون في الاراضي الاسرائيلية أكبر قدر من الاسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية وأقل قدر من الفلسطينيين.
2 - اسرائيل تضم الى اراضيها الكتل الاستيطانية الكبرى، دون تعريف ما هي الكتل وما هو حجمها.
3 - يجب حل مواضيع الحدود والامن المتعلقة بيهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفقط بعد ذلك الانتقال الى البحث في مسألة القدس، التي هي أكثر تركيبا وتعقيدا.
4 - اسرائيل تحافظ على وجودها في غور الاردن لفترة زمنية معينة. ولم يذكر مولخو كم من الوقت وأي نوع من  الوجود الاسرائيلي.
 ونشرت الصحيفة ان "مولخو لم يذكر حجم الارض التي تبدي اسرائيل استعدادها للانسحاب منها، لكن من ناحية المبادئ التي عرضها يُفهم أنها تشبه، بل وبعضها متماثل، مع المواقف الأولية التي طرحتها تسيبي ليفني في المفاوضات التي جرت في 2008، بعد مؤتمر أنابوليس. ومع ان نتنياهو لا يعترف بذلك، فان معنى المواقف التي عرضها هو تراجع عن السيادة الاسرائيلية في نحو 90 في المئة على الأقل من الضفة الغربية".
وقالت "هآرتس" انه "في اسرائيل يعترفون حاليا بان المحادثات انتهت ومعاودتها لاتلوح  في الافق، ولا سيما في ضوء اتصالات الوحدة في الدوحة بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل".
ونقلت الصحيفة عن موظف اسرائيلي رفيع  المستوى: "كنا مستعدين للقيام ببادرات طيبة ورفعنا رزمة كاملة، ولكن الفلسطينيين ببساطة لم يريدوا. المزيد فالمزيد من المحافل الدولية تفهم باننا لم نكن من أفشل المحادثات. من الصمت الاردني يمكن ان نرى هذا. فهم لم يتهموا اسرائيل بأي شيء".

 

قانون لتشجيع الاستيطان

  من جهة ثانية، كشفت "هآرتس" نية "الادارة المدنية" الاسرائيلية في الضفة الغربية "السماح للمستوطنين بشق الطرق والشوارع من دون الحصول على ترخيص بدعوى المحافظة على اراضي الدولة".
وقالت ان "الادارة المدنية" طلبت من وزارة العدل الاسرائيلية "العمل على اعداد القانون من اجل إقراره في الكنيست بهدف الاستيلاء على مناطق شاسعة وتحويلها للمستوطنات ومنع الفلسطينيين من الاقتراب منها".

 

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,763,184

عدد الزوار: 7,643,854

المتواجدون الآن: 0