"حماس" أمام خيارين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 أيار 2012 - 9:47 ص    عدد الزيارات 606    التعليقات 0

        


"حماس" أمام خيارين

بقلم معتصم حماده

 

أهمية انتخاب قيادة جديدة لـ"حماس"، سيكتمل عقدها في أيار الجاري، لا تقتصر  على كونها تتم في ظل وضع عربي لم يستقر ولم تتحدد ملامحه النهائية بعد، بل كذلك كونها ستفرز قيادة أمامها خياران - يشكلان الآن موضع نزاع بين أقطاب الحركة الإسلامية:
¶ الخيار الأول ان تجري الحركة مراجعة لموقفها الملتبس والموزع بين متطلبات السلطة، ومتطلبات المقاومة، وان تنحاز لمصلحة المقاومة، فهي المدخل الأهم لتعزيز موقعها فلسطينياً وعربياً وإقليمياً، و تحافظ، كقوة سياسية، على موقعها القطب الرئيس في مواجهة "فتح" ورؤيتها للتسوية، كما تحافظ، كسلطة، على موقعها كنموذج بديل من خيارات سلطة رام الله، تقدم صيغة تتواءم فيها متطلبات المقاومة مع متطلبات السلطة، تسخر فيها طاقات السلطة في خدمة المقاومة، وتجيّر في المقابل انجازات المقاومة لمصلحة سلطة، تنجح في إرغام الآخرين على التفاعل مع الحالة الفلسطينية بسياسات بديلة.
¶ الخيار الثاني ان تغلّب متطلّبات السلطة، في صيغتها الحالية والشبيهة في أدائها، وصعودها البيروقراطي، وهبوطها السياسي، بسلطة رام الله. فتتحول المقاومة إلى عبء يفترض التخلص منه وقطع الطريق، في الوقت نفسه، على الآخرين، لاستعمال ورقة المقاومة لمنافسة "حماس" سياسياً وفكرياً (على خلفية إسلامية بديلة)، وبحيث لا تتعرض "حماس" للانكشاف السياسي، ويتدهور موقعها فلسطينياً وإقليمياً.
لا علاقة للخيارين بالمصالحة مع الرئيس محمود عباس، إذ تجوز المصالحة مع التمسك بالخيار الأول، بكل ما في ذلك من إحراج لعباس ولحشره في الزاوية، وهو مكسب إضافي لـ"حماس".
القضية تتعلق برؤية القيادة الجديدة للحركة الإسلامية لموقعها في المعادلة السياسية، وقدرتها على المواءمة بين متطلبات هذه المعادلة، ومتطلبات الحفاظ على المواقع والامتيازات الفردية والذاتية لأعضاء قيادة "حماس"، والذين نجحوا في بنائها خلال السنوات الأخيرة.
من شأن الخيار الأول أن يعيد الترابط الداخلي إلى "حماس" وان يعزز الصلة بين القيادة وقواعدها الشعبية، وان يوفر الأساس لصيغة وطنية للعمل المشترك في القطاع، ما يعجل في إنهاء الانقسام على أسس سياسية بعيداً عن الصراع على المناصب والمغانم.
ومن شأن الخيار الثاني، في المقابل، ان يعمق الانقسامات داخل "حماس"، وداخل القطاع، وان يضع "حماس"، ليس في مواجهة تاريخها فحسب، بل كذلك في مواجهة واقع تحتاج إلى جهود مضنية لإعادة صوغه. دون أن نستبعد ان يقود ذلك إلى تفجير التناقضات السياسية والاجتماعية، خاصة ان مشهد صعود فئات راكمت ثروات ونفوذاً مالياً واجتماعياً، لن يقنع بعد الآن، آلاف الفقراء بتحمل أعباء الحصار والبطالة والعدوان، بذريعة الصمود والحفاظ على ما يسمى خيار المقاومة.

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,787,621

عدد الزوار: 7,644,471

المتواجدون الآن: 0