لمناسبة ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى

تاريخ الإضافة الجمعة 20 كانون الأول 2013 - 6:12 ص    عدد الزيارات 663    التعليقات 0

        

 

لمناسبة ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى
انطوان شلحت - عكا
مرّت أخيراً ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في 7 كانون الأول 1987 واتسمت بطابعها السلمي وزخمها الشعبي.
وأذكر من جملة أشياء أن ديمومة هذه الانتفاضة حتى انقضاء عامها الأول دفعت عدداً لا يُستهان به من النُخب الإسرائيلية، وخصوصاً المُبدعين، إلى تطوير رؤية نظرية مُستبصرة، وإلى وعي شبه كليّ ببضع حقائق موضوعية ترجع صدقيتها الأساس إلى كونها قائمة في الواقع.
وتمثلت الترجمة الوضعية لهذه العملية السياقية، أكثر شيء، في إدراك أبعاد عدة للقضية الفلسطينية، وفي اكتناه طبيعة الاحتلال الإسرائيلي (منذ حزيران 1967)، على نحو يمكن القول إنه كان أشدّ وضوحاً من أي وقت مضى.
وإذا كان العدوان الإسرائيلي على لبنان في 1982 قد أحدث اختراقا ملموسا ومتزايدا في صفوف النُخب والمُبدعين الإسرائيليين، الذين كانت السياسة الإسرائيلية الرسمية إزاء القضية الفلسطينية تحظى حتى ذلك التاريخ بتحيّز وتأييد كبيرين من جانب غالبيتهم العظمى، فإنّه بنتيجة الانتفاضة اتخذت تلك التأثيرات وللمرة الأولى طابعا عميقا وضع مسألة "الدور الجاهز" الذي توخّت الحركة الصهيونية منذ تأسيسها أن تنيطه بجمهرة المُبدعين (دور الذي يدق لها الطبول) في الميزان.
عندما نضع هذه التأثيرات قيد نظرنا يُمكننا القول بثقة إن قطاعا واسعا من المُبدعين الإسرائيليين وقف آنذاك بين حقبتين من أدب، الفيصل بينهما هو ما يُقدمه هذا القطاع من طرائق جديدة في التفكير والمحاججة والتقبّل يُحاول بها الخروج على واقع ثقافي - إعلامي كان يقتات على الخواء والاستناد إلى الثوابت والمسلمات الرسمية مع وجود بعض الاستثناءات التي، على ندرتها، كان تأثيرها في واقع شعبي مُحاصر بتلك الثوابت والمسلمات يوازي خدش صخرة صمّاء.
غير أن اهتمام هذا القطاع الواسع من النُخب والمُبدعين الإسرائيليين بنشر صوته المُبشّر بتفكير جديد انصبّ، أكثر ما انصبّ، على المقابلة والمقالة الصحافية السيّارة أو العمود الصحافي. وكان في طقس اجتهاده هذا يعبّر عن نزعة يدرك فيها سطوة الصحافة أو السائد.
وإذا كان الجميع، ساسة ومُبدعين، يجمعون على أنّ تلك الانتفاضة أخذت إسرائيل على حين غرّة وزلزلتها أكثر من أي "حدث عسكري" سابق فذلك لأنها وضعتها، وجها لوجه، أمام الواقع الفلسطيني الذي كان المسؤولون الإسرائيليون يتهربون من مواجهته بل ويعملون على إزالته وتبديده.
وتبقى الأبرز ظاهرة الأديب س. يزهار الذي أطلق صيحته الشهيرة أن ما هو حاصل ليس "أعمال شغب" وإنما "ثورة شعب"، وأن من الحجارة والفتيان يتكوّن شيء عظيم وإنساني.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,990,469

عدد الزوار: 7,654,346

المتواجدون الآن: 0