أخبار لبنان..لودريان غيّب المبادرة الفرنسية حيال لبنان..والخيار الثالث يتقدم رئاسياً..الرئاسة "مكانك راوح".. والراعي: "اتفضلوا انتخبوا رئيس جمهورية"..لودريان غادر و«سيعود على عَجَل» ويعتبر الحوار بين اللبنانيين مدخلاً لـ «حل توافقي وفعال للفراغ المؤسساتي»..: رياح «فاغنر» ومفاوضات طهران وواشنطن تلفحان «الرئاسية» ..

تاريخ الإضافة الأحد 25 حزيران 2023 - 4:50 ص    عدد الزيارات 908    التعليقات 0    القسم محلية

        


لودريان غيّب المبادرة الفرنسية حيال لبنان..والخيار الثالث يتقدم رئاسياً..

أكد عدم إدراج لبنان على لائحة الاهتمام الدولي

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.. أنهى الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان مهمته في الاستقصاء عن الأسباب التي ما زالت تعيق انتخاب رئيس للجمهورية، وأجرى لهذه الغاية مسحاً سياسياً شاملاً لم يكن محصوراً بالكتل النيابية، وإنما تجاوزها ليشمل المرشحين للرئاسة، ليكون في وسعه إعداد تقريره الذي سيرفعه إلى ماكرون للتداول في إمكانية بلورة مجموعة من الأفكار يعود بها إلى بيروت في يوليو (تموز) المقبل في محاولة جديدة لفتح ثغرة في انسداد الأفق الذي يؤدي إلى تعطيل انتخاب الرئيس. وحرص الموفد الفرنسي على رسم الإطار العام لمهمته بقوله، بعد اجتماعه بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، إنه لا يحمل معه أي طرح، ويريد الاستماع إلى الجميع وسيعود لاحقاً إلى لبنان، وهذا ما دفع معظم قوى المعارضة التي تقاطعت مع «التيار الوطني الحر» على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور إلى الاعتقاد بأن صفحة ترشّح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية قد طُويت، بذريعة أن لودريان لم يتطرق إلى المبادرة الفرنسية التي كانت رشّحت فرنجية كونه أسهل الطرق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم أن مثل هذا الاعتقاد ليس دقيقاً حتى الساعة. لكن بقاء فرنجية في عداد المرشحين لم يمنع لودريان، في ردّه على الذين انتقدوا المبادرة الفرنسية وعدوها محاولة لفرض الرئيس على الآخرين، ومن بينهم النواب المنتمون إلى «قوى التغيير»، بقوله أمامهم إنه لم يحمل معه مبادرة ولا اسم أي مرشح.

انقسام البرلمان

وفي هذا السياق، تقول مصادر سياسية إن لودريان توقف أمام الفرز الذي انتهت إليه الجلسة النيابية الأخيرة بحصول أزعور على 59 صوتاً في مقابل 51 صوتاً لفرنجية و6 أصوات للوزير السابق زياد بارود، كان حاضراً بامتياز في اجتماعاته لجهة تأكيده أن الانقسام الحاصل بداخل البرلمان أظهر أنه ليس لدى أي فريق القدرة لإيصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية. وتؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الفرز كان وراء إلحاح لودريان بسؤاله الذين التقاهم «ما العمل للتخلص من انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية، ما دام أن المواقف ما زالت على حالها، وما دام أن أحداً لم يبدّل في خياراته الرئاسية؟». وتقول إنه لم يسألهم ما إذا كان لديهم خيار ثالث، وإن كان يهدف من وراء طرحه السؤال إلى استدراجهم للكشف عن البدائل، وهذا ما حصل من دون دخولهم في الأسماء، باستثناء ذكر عبد الرحمن البزري الدوافع التي أملت على زملائه في الكتلة ترشيح الوزير السابق زياد بارود. وتلفت إلى أن لودريان أعد بإتقان، من خلال مهمته الاستطلاعية، الإطار العام لخريطة الطريق التي سيرفعها إلى ماكرون، الذي سيبادر من خلال فريقه المولج بالملف اللبناني إلى التواصل مع أعضاء اللجنة الخماسية من أجل لبنان بالتلازم مع انفتاحه على إيران لما لديها من تأثير على «حزب الله» الذي يتمسك وحليفه رئيس المجلس النيابي بترشيح فرنجية، في مقابل تمسك قوى المعارضة بتقاطعها مع «التيار الوطني» بدعم ترشيح أزعور. وتقول إن عودة لودريان إلى بيروت، كما أبلغ الذين التقاهم، مرتبطة بما سيتوصل إليه مع أعضاء اللجنة الخماسية من جهة، ومع القيادة الإيرانية من جهة ثانية، ليكون في وسع ماكرون بأن يبني على الشيء مقتضاه لبلورة الأفكار التي سيحملها معه موفده إلى بيروت، وإن كان الشغور الرئاسي يدخل الآن في فترة مديدة يمكن أن تمتد إلى ما بعد سبتمبر (أيلول) المقبل، إلا إذا حصلت تطورات أدت إلى تقصير أمد الفراغ في رئاسة الجمهورية. وتكشف المصادر نفسها أن لودريان وجّه طوال فترة إقامته في بيروت مجموعة من الرسائل أبرزها إلى البطريركية المارونية، ومن خلالها إلى الفاتيكان، بقوله إنه لا يحمل معه مبادرة، ما يعني أن باريس ليست في وارد فرض رئيس للجمهورية على اللبنانيين، ويعود للنواب انتخابه، وبذلك يكون قد حيّد المبادرة الفرنسية عن جدول لقاءاته رغبة منه بعدم الدخول في سجال لا يمت بصلة إلى مهمته الاستطلاعية.

أطراف متنازعة

وتضيف أنه كان صريحاً لأقصى الحدود بقوله للذين التقاهم إن لبنان ليس مدرجاً على خريطة الاهتمام الدولي، لأن معظم الدول المعنية باستقراره باتت على ثقة بعدم تدخلها لوجود صعوبة في التوفيق بين أطرافه المتنازعة التي ترفض الدخول في حوار جدي لوقف تدحرجه نحو الانهيار القاتل بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام لمؤسساته الدستورية، وأن باريس لن تتوانى عن مساعدتها لإخراجه من التأزّم. وتؤكد أن لودريان صارح الجميع بأن عامل الوقت ضد مصلحة لبنان وأنه سيلحق الأذى به، وتنقل عنه قوله إنه يخشى أكثر من أي وقت مضى على مستقبله، ولا تنتظروا مَنْ يساعدكم إذا لم تساعدوا أنفسكم لوقف تشويه صورته لدى المجتمع الدولي، وإن أي طرف يراهن على قدرته في الصمود أمام هذا الوضع المأسوي سيكتشف أن صموده لن يدوم طويلاً. وتوقفت المصادر المواكبة أمام تجدد الدعوات للحوار التي كانت مدار مكاشفة بين لودريان والذين التقاهم، وقالت إن هناك مجموعة لا تحبذ الحوار انطلاقاً من الجلسات الحوارية السابقة التي اتخذت جملة من القرارات لم تطبّق وبقيت حبراً على ورق بامتناع «حزب الله» عن تطبيقها، وترى أن المطلوب حالياً الالتزام بتطبيق الدستور في الإبقاء على الجلسات مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية بدلاً من أن يراد منه أن نبصم على انتخاب فرنجية رئيساً وأن الحوار يدور حول البحث في مرحلة ما بعد انتخابه. وتقول إن هذا الموقف يعبّر عنه حزبا «القوات» و«الكتائب» وكتلة «التجدد» والنواب التغييريون الذين اقترعوا بغالبيتهم لأزعور كمرشح وسطي لقطع الطريق على فرنجية، إضافة إلى آخرين أيدوا بارود بالتوافق مع كتلة نواب صيدا-جزين التي أبلغت لودريان بلسان النائب عبد الرحمن البزري أنها ضد الاصطفاف السياسي وأن تأييدها لبارود كونه لا ينتمي للمنظومة السياسية. وفي المقابل بحسب المصادر نفسها فإن كتلتي «اللقاء الديمقراطي» و«الاعتدال الوطني» وتكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل أجمعت على جدية الحوار بما يسمح بانتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية ولديه رؤية إصلاحية ولا يشكل تحدياً لأي فريق، فيما يؤيد الثنائي الشيعي الحوار بلا شروط ولا يريد التخلي مسبقاً عن فرنجية الذي لم يسمع من لودريان، كما تقول أوساطه، ما يوحي بتخلي باريس عن مبادرتها بخلاف خصومه الذين يتصرفون على أن صفحته الرئاسية قد طويت، فيما رأى النواب التغييريون أن لا مانع من الحوار بعد انتخاب الرئيس. ويبقى السؤال: هل يمكن مع عودة لودريان إلى بيروت فتح الباب أمام البحث عن خيار ثالث من خارج المنافسة بين أزعور وفرنجية؟ خصوصاً أنه سجل تقدماً من خلال ما سمعه من غالبية الكتل النيابية التي التقاها، في ضوء سؤاله عن إمكانية تعويم الدعوة للحوار، في ظل إصرار بري على رفض الشروط المسبقة لانعقاده، تاركاً للنواب تحديد اسم المرشح للرئاسة؟ وما إذا كان يأتي قبل انتخاب الرئيس أو بعده.

الرئاسة "مكانك راوح".. والراعي: "اتفضلوا انتخبوا رئيس جمهورية"..

لودريان عائد إلى بيروت قريباً..

نداء الوطن..إختتم المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان زيارته للبنان بعدما التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين، مجوجلاً الأفكار والطروحات الرئاسية بهدف التوصل إلى انتخاب رئيس جديد في لبنان، ولكن الملف الرئاسي "مكانك راوح". آخر محطات لودريان كانت السبت، في وزارة الخارجية والمغتربين، حيث التقى الوزير عبدالله بو حبيب برفقة سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو ووضعه في أجواء لقاءاته مع الأطراف اللبنانيين. وفي الختام، أعلن لودريان ببيان، أن غايته من هذه الزيارة كانت الإصغاء وسيرفع تقريره للرئاسة الفرنسية، مشيراً إلى أنه سيعود مجدّداً إلى بيروت في القريب العاجل لأنّ الوقت لا يعمل لصالح لبنان، وسيعمل على تسهيل حوار بنّاء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصّل إلى حلّ للنّهوض.

الراعي من طرابلس

وفي زيارة رعوية له، وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى أبرشية طرابلس حيث التقى في دار المطرانية عدداً من القيادات الطرابلسية النيابية والمدنية، ودعا الراعي المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية لأن لديه مرشحَين محترمَين، مذكّراً بأن مقدمة الدستور تنص على أن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية.

ريفي في معراب

ومن معراب، وبعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أشار النائب أشرف ريفي إلى أن هناك حالة سياديّة في البلد ترفض الهيمنة الإيرانيّة، وهي حالة مسيحية - إسلاميّة متماسكة بشكل كبير. وأكّد ريفي أنه لا يمكن أن نضع دمى لتمثلنا كسنّة ولتمثّل الموارنة، فيما يصل الى الموقع الشيعي من يريدونه، أي حركة أمل وحزب الله، وسأل: "هل يجوز أن يفرضوا علينا المواقع الثلاثة، الشيعي، السني والماروني؟ "يسمحولنا" نحن شركاء في الوطن وشراكتنا مبنيّة على أساس المساواة في الحصة، وولى الزمن الذي يتم فيه فرض "الدمى" علينا لتمثلنا".

شرف الدين والنازحون

واستكمالاً لملف النازحين السوريين، التقى وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، وزير الإدارة المحليّة والبيئة السوري حسين مخلوف، ووزير الداخليّة السوري محمد الرحمون، مؤكداً أن التواصل مع سوريا واجب وضروريّ للوصول إلى تحقيق خرقٍ جدّي وسريع في هذا الملفّ، انطلاقاً من الخطّة التي وضعناها وقدّمناها إلى مجلس الوزراء.

احتجاب «الدخان الرمادي» لمهمة لودريان في لبنان خلْف لهيب ارتداد كرة النار الأوكرانية إلى الداخل الروسي....

| بيروت - «الراي» |

- لودريان غادر و«سيعود على عَجَل» ويعتبر الحوار بين اللبنانيين مدخلاً لـ «حل توافقي وفعال للفراغ المؤسساتي»

عزّز الارتدادُ المَباغِتُ لـ «كرة النار» في أوكرانيا إلى الداخل الروسي منْذِرَةً بفوضى يُخشى أن تتمدّد في روسيا وخارجها مع قلْب «الطبّاخ» يفغيني بريغوجين الطاولة واللعبة على «بابا الكرملين» فلاديمير بوتين، مَخاوف أوساط مطلعة في بيروت من أن «الأرضَ المتحرّكةَ» بقوةٍ في أوروبا - القابعة في فوهة البركان الأوكراني - من شأنها حرْف الأنظار والاهتمامات عن المأزق الرئاسي في لبنان الذي أنْهَك المجتمع الدولي بأزماته وسط قلق من أن تكون مهمة جان - ايف لودريان آخِر مظاهر الرعاية لـ «بلاد الأرز». ولم يكد لودريان، الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أن يحزم حقائبه أمس في ختام زيارته التي استمرت 4 أيام ورعى خلالها «حواراً بالمفرّق» بين كل أطياف الواقع اللبناني، حتى سَبَقتْه أخبار التمرُّد المسلّح لقوات «فاغنر» على «القيصر» بوتين الذي بدا أمام معادلة «طابِخ السم آكله» وهو يصف «خيانة» بريغوجين الذي سدّد «خنجراً مسموماً» في ظهر الرئيس الروسي رغم محاولة حصْر عصيانه بأنه انتفاضة على قادة الجيش الروسي وصراع على السلطة العسكرية. وسريعاً حَجَبَ غبارُ تطورات الميدان في المقلب الروسي وسيطرة قوات «فاغنر» على مدينة روستوف ذات الأهمية الاستراتيجية، هي التي تضم مركز قيادة مجموعة القوات الروسية المنخرطة في أوكرانيا ككل، «الدخانَ الرمادي» الذي غلّف مهمةَ وزير الخارجية الفرنسي السابق، حتى بدا خطر غرق التايتنيك اللبنانية ثانوياً أمام احتمالات تَشَظّي الحَدَث الروسي في أكثر من اتجاه وإصابته كل أوروبا التي تقيم فوق الجمر الأوكراني. ولم يكن أكثر تعبيراً عن احتجاب خلاصات زيارة لودريان خلْف صِدام بوتين - بريغوجين وما بدأ يرافقه من فتْح «الصندوق الأسود» لفاغنر وأسرارها وارتباطاتها و«مرْبط قرارها» وحجم الخسائر الروسية في أوكرانيا، من خروج الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في تغريدة حذّر فيها من «ان ما يجري في روسيا الاتحادية والذي قد يجرّ إلى حرب أهلية وفوضى إنما يهدد القارة الاوروبية والسلم العالمي. لذا وجب على الغرب عدم التدخل في الشأن الروسي الداخلي والعمل وبشكل جدي على إنهاء الحرب مع أوكرانيا من خلال مؤتمر دولي يؤكد على جوهر اتفاقيات مينسك السابقة». وعَكَسَ موقف جنبلاط مخاوف كبرى من أن تتفشّى الحرب في أوكرانيا التي بدأت «تحرق يدي» روسيا التي لم تعتقد أن «بائع النقانق»، الذي شقّ طريقه تباعاً إلى أن أصبح «طبّاخ بوتين» ومؤسِّس «سرايا المرتزقة» سيتحوّل أكبر كابوس لحامل الحزام الأسود في الكاراتيه الذي وجد نفسه أمام «وليمة سم» لم يتوقّعها وبدا وكأنه يتلقى ضربة «تحت الحزام». وفيما انشدّ العالمُ بأسْره إلى نهايةِ مواجهةٍ لا يمكن أن تكون إلا على طريقة «يا قاتل يا مقتول» وعلى وقع رصْدٍ لمآلاتِ زجّ بوتين - لاعب شطرنج الماهر في نظر كثيرين والمقامر الذي يعتمد «الخداع» بحسب بطل العالم السابق للعبة غاري كاسباروف - «قوات أحمد» الشيشانية للتصدي لتمرُّد بريغوجين، بقي «الهمّ اللبناني» عند حدود معاينة مهمة لودريان التي أخَذَ كل طرف منها ما يناسبه:

- سواء لجهة تعزيز تمسُّكه بترشيح سليمان فرنجية باعتبار أن باريس لم تتخلّ عنه بعد أو تطوي صفحته، وهو موقف «فريق الممانعة».

- أو اعتبار أن «تصفيرَ العدّاد» الرئاسي وفق ما عبّرتْ عنه جلسةُ الانتخاب في 14 الجاري لاقاها الفرنسيون بتعديل مقاربتهم للأزمة الرئاسية التي باتت تنطلق من الصفر بمعنى تَجاوُز المبادرة التي قامت حتى الأمس القريب على مقايضةٍ بين ترئيس فرنجية وتّولّي نواف سلام رئاسة الحكومة، وهو ما استخلصتْه قوى المعارضة والتيار الوطني الحر من محادثات لودريان. وبين الاستنتاجيْن المتناقضيْن، اكتفى لودريان قبيل مغادرته ببيانٍ مقتضبٍ قال فيه «بناء على طلب رئيس الجمهورية، الذي عيّنني موفده الشخصي من أجل لبنان، قمت بزيارة إلى بيروت من 21 إلى 24 يونيو. في هذه الزيارة الأولى، أردتُ أوّلاً أن أصغي.

ولذا التقيتُ بالسلطات المدنيّة والدينيّة والعسكريّة بالإضافة إلى ممثلّين عن كل الأطراف السياسية الممثَّلة في مجلس النواب. سأرفع تقريراً حول هذه المهمّة إلى رئيس الجمهورية فور عودتي إلى فرنسا. وسأعود مجدّداً إلى بيروت في القريب العاجل لأنّ الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان. سأعمل على تسهيل حوار بنّاء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصّل إلى حلّ يكون في الوقت نفسه توافقيّاً وفعّالاً للخروج من الفراغ المؤسّساتي والقيام بالإصلاحات الضروريّة لنهوض لبنان بشكل مستدام، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الأساسيّة للبنان». وفيما اعتُبر كلام لودريان عن «عودةٍ على عَجَل» انسجاماً مع تحذيراته أمام مَن التقاهم مِن أن يستمر الفراغ الرئاسي حتى انتهاء ولاية البرلمان (2026) وهو ما لا يتحمّله لبنان «الذي نَفَد الوقت أمامه»، فإن أوساطاً سياسية استوقفها تأكيد الموفد الفرنسي أن الحوار بين اللبنانيين هو الممر الإلزامي لحل الملف الرئاسي، في ما بدا ترجمةً لكلامه في مستهل زيارته عن أن «الحلّ في الداخل»، وأن الحوار يفترض أن يشتمل على «الفراغ المؤسساتي» في إشارة ضمنية إلى أن جدول أعماله يُراد أن يكون على قاعدة «سلّة» تشمل رئاستيْ الجمهورية والحكومة وتعيينات – مفاتيح وربما مجمل البرنامج الإصلاحي المُراد اعتماده، ومع تفسير عبارة «الحل التوافقي والفعال» على أنه تسليمٌ بخلاصات جلسة 14 الجاري التي كرّست فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور (نال 59 صوتاً مدعوماً من تقاطع غالبية المعارضة – التيار الحر مقابل 51 لفرنجية) مرشحيْن غير توافقييْن. وفي الإطار عيْنه، تم التعاطي مع تأكيد وجوب «التشاور مع الدول الشريكة الأساسيّة للبنان» في صوغ الحل ومساعدة لبنان على النهوض على أنه تثبيت لعدم قدرة باريس على التفرّد بمبادراتٍ، اصطدم آخرها بعدم قبول أو حماسة من سائر شركائها في «مجموعة الخمس» حول لبنان (مع الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر) في موازاة «جبهة رفْض» عريضة في الداخل. وفيما كان اجتماع لودريان مع سفراء مجموعة الخمس في قصر الصنوبر خلص إلى «اتفاق على ضرورة القيام من دون إبطاء بانتخاب رئيس للبنان تمهيداً لمباشرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في إطار برنامج للنهوض (بالبلد)» لقاء الحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي، لاحظت الأوساط ما يشبه «ارتياب» قوى الممانعة من حوارٍ حول الرئاسة لطالما رفعت شعاره واعتبرته «المدخل الوحيد» لإنهاء الأزمة الرئاسية، معتبرة أن هذه النقزة قد يكون مردّها إلى استشعارٍ بأن الميزان الاقليمي – الدولي لم يعُد بالكامل لمصلحة فرنجية الذي راهنت هذه القوى على المسار الخارجي لتعويمه، وأن أي جلوس على طاولة حوار حول الرئاسة لوحدها سيجعلها تنطلق من أرقام جلسة 14 الجاري التي نال فيها زعيم «المردة» 77 لا لانتخابه. وإذ استوقف الأوساط عينها كلام لرئيس البرلمان نبيه بري لقناة «الجديد» نفض فيه يده من أي دعوة للحوار يتولى هو توجيهها، مع إبداء استعداده للمشاركة في اي حوار «يدعى اليه في المجلس النيابي عبر تكليف احد من كتلة التنمية والتحرير حتى لا يقال انني طرف»، توقفت بالاهتمام نفسه عند إشاراتٍ من فريق الممانعة إلى رغبة بأن يشمل الحوار عناوين أخرى لم يكن ممكناً الجزم بما إذا كانت ستشمل النظام السياسي أو غيره، وذلك في إطار محاولة إرساء «توازن ردع» سواء لحماية خيار فرنجية أو تنظيم «انسحاب آمن» منه وفق موازين سياسية متكافئة، مع الداخل والخارج، ناهيك عن كلام لم تُعرف أبعاده عن رغبة في رعاية أوروبية وعربية لأي حوار.

لبنان: رياح «فاغنر» ومفاوضات طهران وواشنطن تلفحان «الرئاسية»

الجريدة..منير الربيع... لم ينفع انتظار لبنان لجولة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، إذ لم تخرج زيارة الرجل بأي خلاصات، ولم تنطوِ على تقديم مبادرة جديدة. فقد اكتفى مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون باستجماع استطلاعاته وغادر على أن يعود الشهر المقبل، فيما لا يبدو أن التعويل على الحراك الفرنسي سيستمر. الثابت أن أزمة الرئاسة خرجت من يد اللبنانيين والفرنسيين معاً، ولا بد لباريس من تعزيز موقفها بتوفير حواضن إقليمية ودولية لتمتلك أدوات تنفيذية تجعلها قادرة على تحقيق تقدم، وهو ما اتضح أنه يحتاج إلى وقت طويل، نظراً إلى تقدم أولويات أخرى دولية وإقليمية على الملف اللبناني، على الرغم من محاولات فرنسا التواصل مع السعودية وإيران لتحقيق توافق معين. في سياق تقدم التطورات الدولية والإقليمية، فلا بد للبنان أن يكون متأثراً بها إلى درجة أكبر، من هنا ولاتضاح الصورة الرئاسية لا بد من النظر إلى جملة تطورات، أولها مراقبة سياق الانفجار الذي تشهده روسيا على وقع الصراع بين الجيش الروسي وقوات فاغنر. هذا سيرخي بظلاله على الساحة العالمية ومن ضمنها سورية ولبنان، نظراً للوجود الروسي في سورية. وهذا لا ينفصل عن التوترات التي تشهدها مناطق الشرق السوري بين القوات المحسوبة على الأميركيين والقوات الموالية لروسيا. لا بد للبنان أن يتأثر بهذه التطورات، خصوصاً في ضوء إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الأميركيين يفضلون خيار قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية. كلام بري له أهداف تكتيكية من شأنها استدراج رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للعودة إلى الاتفاق مع الثنائي الشيعي بهدف قطع الطريق على عون. لكن بالصورة الأبعد فإن إعلان بري لا بد من ربطه بما تريده واشنطن، التي ترفض التطبيع مع دمشق وتستمر في مواجهة روسيا في سورية، فيما يعتبر مرشح الثنائي سليمان فرنجية حليفاً لدمشق ومن خلفها موسكو، وهذا ما يدفع واشنطن إلى معارضة وصوله في سياق المواجهات المفتوحة عالمياً. يضاف إلى ذلك التسريبات التي جرى ضخها في اليومين الماضيين عن علاقة تكاملية بين الجيش اللبناني وحزب الله وتعاون بين حزب الله وضباط لبنانيين عبر غرفة عمليات جوية وبحرية، في محاولة للنيل من الجيش أو في سياق ضغوط تمارس من بعض أطراف الكونغرس الأميركي على إدارة الرئيس جو بايدن لتخفيف المساعدات المقدمة للجيش اللبناني تمهيداً لوقفها فيما بعد طالما أن العلاقة بينه وبين الحزب وثيقة. يصب كل ذلك في إطار الضغط على قيادة الجيش، وهو أمر تقول مصادر دبلوماسية، إنه قد يكون مرتبطاً بمطالب أميركية من الجيش لتأمين أسلحة هي عبارة عن قدائف مدفعية عيار ١٥٥ ملم وأمور أخرى لأوكرانيا غير أن الجيش رفض المطالب والتزم بموقف البلاد الحيادي من الحرب. في السياق أيضاً لا يمكن إغفال تطورات الأوضع في جنوب لبنان، واستمرار حزب الله بتعزيز وجوده داخل الخط الأزرق في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان وسورية وإسرائيل، في ظل ضغوط إسرائيلية وأميركية حول ضرورة إزالة الخيمتين نصبهما الحزب خارج الخط الأزرق وهو ما يرفضه الحزب مهدداً بالتصعيد في حال أقدم الإسرائيليون على إزالتهما بالقوة. هذا التصعيد له مسارات سياسية أيضاً وثمة من يشبهه بمرحلة ما قبل الوصول إلى ترسيم الحدود البحرية، والتي يرى البعض أنها جاءت بناء على مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين واشنطن وطهران. ومن هنا لا بد من انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الإيرانية - الأميركية الحالية حول الملف النووي والتي تتضمن إطلاق سراح رهائن وإفراج عن أرصدة مجمدة، هذا يمكن أن يكون دافعاً لتكريس التهدئة في لبنان وإنجاز تسوية ربما تقود إلى ترسيم حدود سياسية ورئاسية تفضي إلى الاتفاق على رئيس قد يكون هو قائد الجيش.

لبنان يؤكد قدرته على مكافحة تبييض الأموال

يسعى «مصرف لبنان» للحد من عمليات التبادل بالنقد الورقي لضبط عمليات تبييض الأموال

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. يترقب القطاع المالي في لبنان تعميماً رسمياً، مطلع الأسبوع المقبل، من قبل هيئة التحقيق الخاصة لدى المصرف المركزي، يؤكد سلامة الأنظمة المتبعة في مكافحة عمليات غسل (تبييض) الأموال وتمويل الإرهاب، والتحديد الدقيق لأوجه القصور التي خلصت إليها مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا فاتف) للحؤول دون انزلاق تصنيف البلد إلى «اللائحة الرمادية». ووفق المعلومات التي نشرتها «الشرق الأوسط» قبيل الاجتماع العام للمجموعة المالية في نهاية الشهر الماضي في البحرين، سيتوجب على لبنان معالجة الثغرات المتولّدة، خصوصاً من توسّع نطاق الاقتصاد النقدي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تصحيحية لحفظ فاعلية منظومته القانونية والإجرائية في منع مرور عمليات مالية مشبوهة، على أن يتم إجراء تقييم جديد لنظام مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، منتصف العام المقبل، وقياس مدى التزامها المنهجية الإقليمية والدولية التي تعتمدها «فاتف» لتقييم جميع البلدان. وبالفعل، أصدرت المجموعة الإقليمية المعنية بمراقبة الجرائم المالية، بياناً لم يتضمن، حسب وكالة «رويترز»، وضع لبنان على «اللائحة الرمادية» للدول الخاضعة لتدقيق خاص، وذلك بعدما نقلت الوكالة عن مصادر في مايو (أيار)، أنه من المرجح وضع لبنان على قائمة مجموعة العمل المالي، بسبب عدم كفاية الإجراءات فيما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إلى جانب الإشارة إلى أن لبنان يسعى لتحسين وضعه.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بريغوجين:بوتين أخطأ وقريباً سيكون لروسيا رئيس جديد..بوتين: قائد فاغنر خان وتمرد وعقابه سيكون قاسياً.."سندمر كل ما في طريقنا حتى النهاية".. قائد "فاغنر" يعلن دخوله الأراضي الروسية..زعيم فاغنر أكد أن قواته ستواصل مواجهة من يعترضها "حتى النهاية"..الجيش الأوكراني: نراقب الخلاف الناشئ بين فاغنر والقيادة الروسية..«الكرملين»: المدعي العام الروسي أبلغ بوتين بفتح تحقيق حول محاولة «تمرد مسلح»..سلطات موسكو تطلب اعتقال قائد فاغنر: يسعى لإشعال حرب أهلية..وتأهب أمني بموسكو..البيت الأبيض: نراقب التطورات في روسيا..قائد فاغنر: تلقينا ضربة غادرة من الجيش الروسي..وسننتقم..

التالي

أخبار سوريا..كيف سينعكس «عصيان موسكو» على «فاغنر» في سوريا؟..مخاوف من تمرد قوات «فاغنر» في سوريا..كذّبت إعلام أسد.. شبكات موالية: مسيرات إيرانية وراء قصف القرداحة.. تركيا تضع 4 شروط للتطبيع مع الأسد وتطالب باتفاق مكتوب..


أخبار متعلّقة

أخبار لبنان..سيناريوهات اجتياح جنوب لبنان..توغّل إسرائيلي مسافة 80 كيلومتراً..«توجُّس مسيحي» من مهمة لودريان قبل غداء السفارة!.. والراعي يصف جلسة 14 حزيران بـ«المهزلة»..لودريان يصل الأربعاء بلا مشروع حوار أو "سان كلو" جديد..«مهمة لودريان» في لبنان.. سيرٌ فوق «الجمر» الرئاسي..معلومات عن زيارة باسيل لقطر..فهل «التيار الحر» يوسّع مروحة الخيارات رئاسياً؟..بن سلمان أكد لماكرون أن الحل في لبنان..داخلي..تشريع الضرورة رهن الانقسام السياسي الرئاسي: هل يحمل لودريان حصيلة فرنسية - سعودية - إيرانية؟..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,067,321

عدد الزوار: 7,658,544

المتواجدون الآن: 0