أخبار لبنان..«اللغم الفلسطيني» ينفجر في عين الحلوة.. اشتباكات واغتيالات بين الفلسطينيين في «عين الحلوة»..على وقع «اجتماع العلمين» والتوتر بين «حزب الله» وإسرائيل..«كرة نار» تنفجر في عين الحلوة الفلسطيني..البطريرك الماروني: النازحون السوريون يحتلون لبنان بدعم من الأسرة الدولية..المعارضة اللبنانية تريد ضمانات تبدّد هواجسها.. إسرائيل تحذر الدولة اللبنانية من نشاط «حزب الله»..

تاريخ الإضافة الإثنين 31 تموز 2023 - 4:07 ص    عدد الزيارات 879    التعليقات 0    القسم محلية

        


«اللغم الفلسطيني» ينفجر في عين الحلوة.. والجيش يحذِّر من استهداف مراكزه..

منصوري يكشف أوراقه في المركزي اليوم.. وبخاري يولم لجنبلاط والطبق رئاسي

اللواء...إنضم الملف الأمني، من بوابة مخيم عين الحلوة الى سائر الملفات الثقيلة في شهر تموز، الذي يعدّ الأكثر سخونة على مستوى الحرارة الطبيعية والحرارة السياسية، وحتى الحرارة النقدية، عشية يوم الفصل بين مرحلتين في المصرف المركزي، حاكم لمدة ثلاثين عاماً، وهو يغادر عند منتصف هذه الليلة مقره مصرف لبنان، وبنواب الحاكم، بدءاً من النائب الأول وسيم منصوري، الذي يعقد مؤتمراً صحافياً اليوم مع زملائه الثلاثة لإعلان ما لديهم قبل تسلّم مهامهم، من دون سلامة، حيث سيعلنون اليوم أنهم كانوا على خلاف معه في غير موضوع، وهم يحرصون على تشريع يسمح لهم بتحويل 200 مليون دولار شهرياً من احتياط المصرف لمدة اربعة اشهر، وإلَّا.. سوف ننتظر ما سيتم إعلانه، وما يجري فعله بدءاً من يوم غد، سواء على صعيد الرواتب العائدة لموظفي القطاع العام، في الخدمة او معاشات التقاعد للعسكريين والمدنيين في مختلف الاسلاك والقطاعات، المفترض ان تكون وزارة المال حوّلتهم مساء الجمعة الماضي الى مصرف لبنان ليحولهم بدوره الى المصارف، حيث موطّنة فيها الرواتب والمعاشات. وجاء انفجار «اللغم الفلسطيني»، ليطرح اسئلة مشروعة عن التوقيت، والاهداف المباشرة والبعيدة، بصرف النظر عن حجم الخسائر في الاشتباك الذي وقع بين عناصر من «فتح» و«إسلاميين»، وأدى بعد نصب كمين الى اغتيال قائد الامن الوطني في منطقة صيدا العميد حسن الهرموشي (أبو أشرف) و4 من مرافقيه.. ودفع سقوط قذيفة في احد المراكز العسكرية، ونقاط المراقبة، مما ادى الى اصابة عسكريين بجروح. وحذر بيان صادر عن قيادة الجيش من تعريض المراكز العسكرية للخطر، مؤكداً ان الجيش سيرد على مصادر النيران بالمثل. واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي ان توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، في الظرف الاقليمي والدولي الراهن، مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لإستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين، كما أن تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها». وطالب الجيش والأجهزة الامنية ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء.. كما طالب كافة الجهات الفلسطينية ان تُنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة. وربطت مصادر مراقبة بين انفجار الوضع والزيارة الخاطفة لمدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج ووضعية المخيم في ترتيبات تجري على صعيد الوضع الفلسطيني، وما يجري في مناطق السلطة والاشتباكات بين اسرائيل وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية. واكد منير المقدح القيادي في «فتح» ان حركته مع وقف النار، وان التنسيق قائم مع الجيش اللبناني. وكان الرئيس ميقاتي، دعا الحكومة إلى جلسة لمتابعة مناقشة مشروع قانون موازنة 2023، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الحكومية. وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء يباشر في عرض مشروع الموازنة دون المباشرة في دراسة التفاصيل على أنها أوضحت أن أحداث عين الحلوة تخيم على أعمال الحكومة. وقالت المصادر أن المجلس يطلق شارة الانطلاق للبحث في مشروع الموازنة في جلسات لاحقة. إلى ذلك توقعت مصادر سياسية مطلعة أن تبرز مواقف من طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودربان بشأن الاجتماع أو الحوار حول مواصفات رئيس الجمهورية وقالت إن عدم التجاوب مع هذا الطرح يعني حكما فشل قيام أي حوار على أن الصورة قد تتبلور في التوقيت المناسب.

لقاء وعشاء في منزل بخاري

دبلوماسياً، وعلى مدى ساعتين ونصف التقى سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط، والنائب وائل ابو فاعور، والبحث تناول بيان الدوحة الأخير. وهذا اللقاء كان حضر سلفاً، واستبقى السفير بخاري زواره الى مأدبة عشاء، وجرى البحث بمختلف المستجدات، بما فيها مهمة الموفد الفرنسي جان- ايف لودريان. ولاحظت مصادر سياسية استمرار التحرك حول الرئاسة بعد انتهاء زيارة لودريان. ولم يستبعد ان يواصل السفير السعودي لقاءاته مع مكونات المعارضة في وقت لاحق، وذلك لوضعهم في اجواء لقاءات اللجنة الخماسية التي عقدت في الدوحة مؤخرا،مايؤشر إلى اهتمام المملكة بدفع ملف الانتخابات الرئاسية قدما الى الامام،وحرصها على انتخاب رئيس جديد للبلاد. من ناحية ثانية سجلت المصادر محاولة النائب جبران باسيل، استغلال الشعارات الطنانة في خطابه السياسي بالمناسبات، لإعادة شد العصب الشعبي المسيحي من حول التيار بعد انحدار التأييد والتعاطف معه إلى مستوى غير مسبوق،بسبب الفشل الذريع للعهد العوني الذي تولى ادارته، عمليا باسيل طوال السنوات الست الماضية على كافة المستويات، والازمة الخطيرة التي ادخل بها البلاد جراء سياسات التعطيل وهدر ونهب الاموال في قطاع الكهرباء، واستعداء الدول العربية الشقيقة والانحياز للسياسة الايرانية ومصالحها الاقليمية والدولية. وقالت المصادر ان مطالبة باسيل بمقايضة اسم الرئيس المقبل مقابل الموافقة على اقرار قانون اعتماد اللامركزية الادارية والمالية واعطاءه الصندوق الائتماني، انما يندرج في اطار استباق اي خطوة تراجعية للتيار في العلاقة مع حزب الله في الملف الرئاسي، بخصوص الرئيس المقبل،واعتبار ما طرحه بمثابة مقايضة مربحة لهذا التراجع، ولدغدغة مشاعر جمهور التيار واستجداء عطفهم وتاييدهم للتيار من جديد. وتعتبر المصادر محاولة باسيل بهذا الطرح،بمثابة فقاعه فارغة،ليس لهااي مفعول واقعي على الارض،لان موضوع اقرار قانون اللامركزية الادارية الوارد في وثيقة الطائف، تم اقراره بعدما قدمه الوزير السابق زياد بارود في عهد الرئيس ميشال سليمان والمطلوب تطبيقه،بينما مايطالب به باسيل حاليا،اقرار مشروع قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسع،انما يتطلب تعديل الدستور، ولايمكن تمريره بمجرد فقط بالاتفاق مع حزب الله. ويأتي اللقاء، ضمن دخول لبنان شهر انتظار تبلور نتائج اقتراح الموفد العربي- الدولي جان- ايف لودريان، حيث باشرت قوى المعارضة عقد اجتماعات لدرس ما عرضه واتخاذ موقف لجهة عقد لقاء او طاولة عمل بين القوى القوى السياسية «للتوافق على مواصفات رئيس الجمهورية وبرنامج عمله لإختيار اسم لاحقا تتوافر فيه المواصفات والقدرة على تنفيذ برنامج الاصلاحات المطلوبة، وإلا سحبت دول مجموعة الخمسة يدها من لبنان». لكن قوى المعارضة استمرت على رفضها عقد طاولة حوار، فيما استمرت مواقف ثنائي امل وحزب الله التمسك بمرشحها سليمان فرنجية من دون اقفال باب الحوار والنقاش للتوافق. واوضحت مصادر المعارضة لـ «اللواء»: صحيح ان الاجتماعات واللقاءات والاتصالات متواصلة بين اركان المعارضة للتشاور وتبادل الافكار حول ما حمله لودريان، لكن من المبكر اتخاذ القرار طالما ان مهلة الشهر التي حددها لا زالت في بدايتها، لكن يُفترض تبلور موقف ما خلال اسبوع او عشرة ايام. وكان المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان استقبل في دار الفتوى امس الاول، سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامها الدبلوماسية. وكانت مناسبة تم فيها التداول في الشؤون اللبنانية وتعزيز التعاون بين البلدين. وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى الى ان «المفتي دريان اطلع من السفيرة غريو على المشاورات التي أجراها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان مع القيادات اللبنانية والتي كانت بناءة وجيدة. واكد المفتي خلال اللقاء ان المساعي التي يقوم بها الموفد الفرنسي  للمساهمة في الخروج من الأزمة التي يعاني منها لبنان ينبغي أن تستمر للوصول الى حلول». وشدد المفتي دريان على ان دول اللجنة الخماسية هي صمام أمان للبنان. وفي ذكرى عاشوراء، اعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن لبنان هو المُعتدى عليه وإسرائيل» لا تزال تحتل جزءًا من أرضنا وهي أعادت احتلال جزءًا من الغجر وتتحدّث بوقاحة عن استفززات، ونتوجّه إلى الصهاينة بالقول: انتبهوا من أي حماقة أو أي خيارات خاطئة والمقاومة لن تتهاون عن أيّ من مسؤولياتها لا في الردع ولا في التحرير»، وتابع:«العدو الاسرائيلي يتحدث بوقاحة عن استفزازات المقاومة بينما هو من يستمر في احتلال الارض ولا سيما في الغجر اللبنانية» . وشدد على أن «المقاومة ستكون جاهزة لأيّ خيار ولن تسكت عن أية حماقة» . وفي الملفّ الرئاسي، قال نصر الله: من الواضح وبعد كل الجهود وكل المبادرات أن هناك قوى سياسية ترفض الحوار الذي يجمع الجميع في مكان واحد وعلى طاولة واحدة بمعزل عمن يرأس هذا الحوار. ومن الواضح أيضاً أنّ الجميع سينتظر شهر أيلول لعودة الموفد الفرنسي ومبادرته التي يتحدث عنها. إنّنا نعتقد في هذه الفرصة المتاحة إلى ذلك الوقت أن فتح الباب لحوارات ثنائية جادة، حوارات جادة ودؤوبة وليس لتقطيع الوقت، قد يفتح أفقا في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسية، وهذا ما نعمل عليه ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة وسنرى ما نصل إليه في قادم الأيام. وأعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السبت الماضي، من مخيم الشباب في بشتودار «استعداده للتضحية باسم رئيس الجمهورية فقط لا بموقع الرئاسة او بصلاحياتها، وذلك مقابل مكسبين للبنان: اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماتي». وقال: وهذه ليست مقايضة ولا تنازلًا انما تحصيل لحقوق اللبنانيين وأموالهم. ولنا الشرف ان نقوم بمعركة حقيقية لتطبيق اللامركزية التي اقرت منذ ثلاث وثلاثين سنة ولم تنفذ بعد. كما حققنا الشراكة في قانون الانتخاب والحكومات ورئاسة الجمهورية سنحقق للبنانيين اللامركزية الموسعة شاء من شاء وأبى من أبى. وعن الصندوق الائتماني قال باسيل: هو يقضي بحفظ أصول الدولة وملكيتها فيما تتم ادارتها من القطاع الخاص، ما يسمح بتحسين ايرادات الدولة وردم جزء من الفجوة المالية واعادة الأموال للمودعين. الدولة مفلسة والحل لا يكون ببيع املاكها انما بحسن ادارتها. والصندوق الائتماني لا علاقة له بالصندوق السيادي الذي اقر عام ٢٠٢٢ في قانون استخراج النفط والغاز».

تثبيت لا ترسيم الحدود

وفي مجال آخر، وبعد الالتباس الذي حصل حول استخدام عبارة «ترسيم الحدود البرية الجنوبية»، أوضحت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك في بيان، عطفا على البيان الذي تلته المندوبة الدائمة بالوكالة في بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك المستشار جان مراد، خلال المناقشة العامة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، التي انعقدت في 27 تموز 2023، ان «حدود لبنان مرسمة ومعترف بها دولياً على قاعدة اتفاقية بوليه-نيوكومب لعام 1923، والخرائط الرسمية العائدة لها مودعة لدى الأمم المتحدة.

لبنان: اشتباكات واغتيالات بين الفلسطينيين في «عين الحلوة» ..

• على وقع «اجتماع العلمين» والتوتر بين «حزب الله» وإسرائيل

الجريدة...منير الربيع ... لم تكن مصادفة أن تتوتر الأجواء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بالتزامن مع انعقاد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العلمين في مصر. وشهد المخيم في الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من حركة «فتح» وآخرين ينتمون الى «عصبة الأنصار» الإسلامية المتشددة أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل بينهم قيادي في «فتح». لا بد من قراءة هذا التطور ضمن سلسلة من المواقف والأحداث، وأبرزها التوتر السياسي غير المسبوق بين منظمة التحرير الفلسطينية من جهة، ولجنة الحوار اللبناني ــ الفلسطيني من جهة أخرى، والذي وصل إلى حدود الشتائم والاتهامات بالفساد، الأمر الذي أوحى أن هناك محاولة لاستهداف حركة فتح لمصلحة حركات وفصائل أخرى. وكشفت مصادر أمنية أنه قبل نحو أسبوع عمل الجيش اللبناني على تعزيز إجراءاته الأمنية في محيط مخيم عين الحلوة، بناء على معلومات لديه بعودة 3 مطلوبين بارزين ينتمون إلى تيارات متشددة كانوا في سورية إلى المخيم الذي زاره قبل أيام رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية. وبدأ الإشكال الأخير بعد محاولة اغتيال الفلسطيني الإسلامي المتطرف محمود خليل الملقب «أبوقتادة»، أحد أبرز المطلوبين الفلسطينيين لدى السلطات اللبنانية، وكانت وجهت إليه سابقاً تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي. وقتل شخص على الأقل وأصيب 6 بينهم أبوقتادة في الهجوم الذي كان يرافقه خلاله المدعو عيسى الحمد، أحد المطلوبين الذين عادوا أخيراً إلى عين الحلوة. ومعروف أن الحمد يحاول توسيع نشاطه باتجاه جبل سيروب، وهو تلة مرتفعة تطل على مدينة صيدا، ومخيمي عين الحلوة والمية ومية. ويشهد جبل سيروب تنافساً بين قوى متعددة، بعضها متحالف مع «حزب الله» والآخر محسوب على تنظيمات سنية متطرفة في إطار الصراع على السيطرة على مساحات من الجبل. وفي مؤشر على التصعيد المستمر، اغتال مسلحون قائد الأمن الوطني الفلسطيني التابع لـ «فتح» في مخيم عين الحلوة المدعو أبوأشرف العرموشي، وقتل معه عدد من مرافقيه، الأمر الذي أدى إلى تجدد الاشتباكات التي أصيب بها العشرات بينهم جندي لبناني. ولا تنفصل هذه الأحداث، عن مفاوضات سبق أن أجريت بين «حزب الله» ومنظمة التحرير في سبيل إعادة المدعو جمال سليمان، رئيس تنظيم «أنصار الله»، إلى مخيم المية ومية. وسليمان محسوب على «حزب الله» سياسياً وأمنياً، وكان قد افتعل إشكالات أمنية مع «فتح» مما دفع الحركة إلى خوض معركة لإخراجه وإجباره على الانتقال إلى سورية. لكن معلومات أمنية تتحدث عن عودة سليمان إلى لبنان، وسط مساع لاستضافته في أحد المخيمات، بعدما رفضت فتح عودته إلى المية ومية. وبرز اقتراح يقضي باستضافته في مخيم الرشيدية في صور، الأمر الذي رفضته كذلك منظمة التحرير والسفارة الفلسطينية، في حين تشير التقديرات إلى أن الإصرار على اقامته في الرشيدية قد يكون متصلاً بأي تطور في المرحلة المقبلة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، خصوصاً أنه في السابق أطلقت صواريخ من مخيم الرشيدية باتجاه اسرائيل، الأمر الذي قد يتكرر في حال اتخذ جمال سليمان من المخيم معقلاً له. وعاد التوتر أمس إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد أن حاول شبان ينتمون إلى حزب الله ويحملون أعلام الحزب اجتياز الخط الأزرق. وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء بالقول: «إنه في ساعة الامتحان سيجد إسرائيل متراصة كتفاً إلى كتف»، مشيراً إلى أن «نصرالله يعلم أيضاً أنه من غير المجدي له وللبنان أن يختبرنا». وكان نصرالله قد حذر إسرائيل من أن «تتخذ خطوة حمقاء» قد تشعل الجبهة الشمالية. وصدّق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الأول، على خطط عملياتية لاحتمال تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود، فيما عقد نتنياهو، أمس، اجتماعاً أمنياً تشاورياً لبحث التصعيد مع «حزب الله» وقضية الخيمتين اللتين نصبهما أنصار الحزب على الحدود.

قتلى بينهم قائد في «فتح» وجرحى بينهم أطفال وقذائف أصابت مركزاً للجيش ومستشفى في صيدا

لبنان: «كرة نار» تنفجر في عين الحلوة الفلسطيني

الراي.. | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- ميقاتي: توقيت الاشتباكات مشبوه وتزامُنها مع جهود مصر لوقف الخلافات الفلسطينية هو بسياق رسائل تستخدم الساحة اللبنانية منطلقاً لها

- رياض سلامة يطوي لبنان 30 عاماً انتقل فيها من عنوان «سلامة الليرة» إلى عرّاب انهيارها

شكّلت المواجهاتُ الدمويةُ التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في عاصمة الجنوب صيدا وطاولتْ شظاياها محيط المدينة مؤشراً جديداً إلى حجم «الفتائل» الموصولة بـ «برميل البارود» اللبناني، والتي يتشابك فيها المحلّي المرتبط بالأزمة الرئاسية المتمادية والانهيار المالي المتواصل مع عوامل باتت أمراً واقعاً في «بلاد الأرز» وغالباً ما تمّ التعاطي معها على أنها بمثابة «ألغام نائمة» قابلة للانفجار أو «التفجير» في أيّ لحظة، إما نتيجة التناقضات الكبيرة التي «تتعايش» في المخيمات والصراع الدائم الخفي أو العلني على «القرار لمَن» فيها، وإما... بفعل فاعِل. وجاءت اندفاعةُ النار بين حركة «فتح» وإسلاميين والتي أدت إلى وقوع ما لا يقلّ عن 6 قتلى بينهم قائد «الأمن الوطني» في صيدا العميد (في «فتح») أبو أشرف العرموشي مع 3 من مرافقيه (مع تسجيل عدد من الإصابات بينهم لأطفال) لتضع أكبر مخيم فلسطيني بلبنان في عين عاصفةٍ من التوتر الخطير استدعى أعلى درجات الاستنفار السياسي - الأمني لاحتوائه خشية تفلُّته وتحوُّله «عود ثقاب» يمكن استثماره في أكثر من اتجاه لبنانياً ولا سيما في ضوء أمريْن عززا المخاوف من «يدٍ» دبّرتْ أو أجّجتْ الوضع في «عين الحلوة»:

الأول ما كشفه القيادي في «فتح» اللواء منير المقدح من أن مقتل العرموشي حصل أمس بمكمن نُصب له بينما كان متجهاً لتسليم الشخص الذي أطلق النار السبت على الناشط الإسلامي الملقب بـ «أبو قتادة» عند سوق الخضار (وسط المخيم) ما أدى إلى إصابته بقدمه ومقتل شاب كان برفقته يُدعى عبد فرهود، وهو الحادث الذي تسبّب بتوتر واشتباكاتٍ بقيت تحت السيطرة نسبياً حتى تَجَدُّدها واشتدادها لتُستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة (حتى الصاروخية) بعيد اغتيال قائد الأمن الوطني في صيدا، مع تشظيها إلى محيط المخيم حيث أعلن الجيش اللبناني «أن قذيفة هاون سقطت داخل أحد مراكزه العسكرية نتيجة الاشتباكات الحاصلة، ما أدّى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة». وقد استدعى الرصاصُ الطائش الذي «غزا» بعض الأحياء في صيدا قفل القوى الأمنية الطريق الذي يصل المدينة ببيروت وكل الطرق المؤدّية إلى جوار المخيم الذي شهد حركة نزوح كثيفة منه، وصولاً إلى إخلاء مرضى مستشفى صيدا الحكومي بسبب اشتباكات عين الحلوة.

والثاني أن انفجارَ الوضع في عين الحلوة حصل على «مسرح سياسي» بدا مرْكزه محاولات تعكير جهود مصر لإنهاء الانقسام الفلسطيني عبر اجتماع «الأمناء العامين للفصائل» الذي انعقد أمس في مدينة العلمين، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقاطعته.

وفي المسرح الخلفي استُحضر التوتر غير المسبوق في مستواه وعلانيته بين لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني (أنشئت عام 2005) ومنظمة التحرير الفلسطينية والسفير الفلسطيني أشرف دبور على خلفيةٍ ظاهِرها كلام رئيسها باسل الحسن في تصريح صحافي على هامش اجتماع مؤتمر الدول المشرفة على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة عن «الفساد في الأنروا (تسعى لتأمين مصادر التمويل لسد العجز المالي الذي تعاني منه) وسوء الإدارة» وتوجيهه اتهامات للفلسطينيين بالإساءة إلى الأونروا بالتوظيفات والخدمات العشوائية فيها، وصولاً لقوله «فيما نحن نعمل تحت ضغط إدارة الأزمة، تنبري قوى فلسطينية للاعتراض والابتزاز». أما عمق التوتر فعبّر عنه البيان غير المسبوق أيضاً الذي صدر عن منظمة التحرير بعد اجتماع طارئ لفصائلها في بيروت وعَكَس دخول ما قاله الحسن على خط الصراع على مرجعية التمثيل في لبنان وتجاه المنظمات الدولية ومرجعية القرار في ما خص الواقع الفلسطيني في «بلاد الأرز»، إذ اعتبر أن اتهامات الحسن تعطي المبرر للدول المانحة لعدم قيامها بواجباتها بالتمويل، مشدداً على «أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أينما وجد، ولا يستطيع كائناً مَن كان تجاوزها، وترفض قيادة فصائل المنظمة إطلاق المواقف التي تحمل في مضمونها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الفلسطيني»، مع إعلان «العزم على إعادة تقييم العلاقة مع لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني». ومعلوم أن هذا العنوان كان أحد الملفات التي بُحثت خلال زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج لبيروت قبل أسبوع حيث التقى مسؤولين لبنانيين سياسيين وقادة عسكريين وأمنيين. ومنذ عصر أمس لاح سِباقٌ محموم بين مؤشرات تَراجُع حدة التوتر على وقع اتصالات عاجلة وبين تجدُّد الاشتباكات العنيفة لتطول أبنيةً في صيدا وتصيب مستشفى الهمشري بقذيفة هاون، وسط خشية من خروج الوضع عن السيطرة. وكان لافتاً في غمرة الأجواء المشحونة إعلان عصبة «الأنصار» أنها لم تشارك في الاشتباكات الحاصلة في المخيّم، وأنها تعمل منذ اللحظة الأولى لحصول الحدث على وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع في المخيّم عبر اتصالات نقوم بها مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، داعية «إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإفساح المجال للاتصالات والحوار، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه». بدورها نعت حركة «فتح» في لبنان «القائد اللواء أبوأشرف العرموشي ورفاقه الثلاثة الذين اغتالتهم أيادي الغدر والإجرام والإرهاب بعملية آثمة جبانة متعمَّدة ظهر الأحد خلال أدائهم الواجب الوطني في صون أمن وأمان شعبنا في مخيم عين الحلوة»، لافتة في بيان لها إلى أنّ «هذه الجريمة النكراء الجبانة التي نفّذتها جهات مشبوهة تجسّد حلقة في مسلسلها ومخططها الدموي الذي يستهدف أمن واستقرار مخيماتنا وقادة وكوادر»فتح«وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التي هي صمام أمان هذه المخيمات والجدار الصلب في وجه كل المشاريع التي تستهدف وجودها واستقرارها وهويتها الوطنية». وعاهدت «شعبنا الفلسطيني بأننا لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة الآثمة دون محاسبة مرتكبيها، وسنكون كما عَهِدنا شعبنا سدًّا منيعاً في وجه كل المشاريع المشبوهة والمخططات التآمرية على قضيتنا ومشروعنا الوطني».

«علبة أسرار» سلامة

ودهمتْ هذه «الهبة الساخنة» المشهدَ اللبناني الذي كان «يشدّ الأحزمة» استعداداً لأسبوع يطبعه موعدان بالغيْ الأهمية:

الأول حزْم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء «علبة أسرار» 30 عاماً متوالية أمْضاها في منصبه الذي انتقل فيه من أنه عنوانٌ راسخ لـ «سلامة الليرة» وعرّاب استقرارها واستعادة «أمْنها» وانتعاشها بعد الحرب الأهلية، ومن حائز على ألقاب أفضل «حاكم» في العالم والمنطقة مراتٍ وعلى شرف أنه كان أول حاكم مركزي عربي يُقرع له جرس افتتاح بورصة نيويورك في 2009، إلى أحد «مهنْدسي» أو مسبّبي الانهيار الكارثي للعملة الوطنية المتوالي منذ 2020 وفق الاتهامات التي تُوجَّه إليه، بالتوازي مع ملاحقات قضائية «جرّارة» في دول أوروبية تُوِّجت بصدور مذكرتي توقيف دوليتين بحقه أخيراً عن الانتربول (عن فرنسا وألمانيا) بشبهات فساد واختلاس وتبييض أموال. وبات محسوماً أن صلاحيات سلامة ستنتقل ابتداء من الغد إلى نائبه الأول وسيم منصوري الذي لم يعُد أمامه من خيار إلا تولي المسؤولية كـ «وكيل أصيل» أو كمكلّف تسيير المرفق العام، وفق ما جرى تعميمه إبان تلويحه ونواب الحاكم الثلاثة الآخَرين بالاستقالة ما لم يتم توفير ضماناتٍ بالقانون تغطي أي استخدام لِما بقي من احتياطي إلزامي لتمويل الحكومة وإبقاء منصة «صيرفة» على قيد الحياة وفق الصيغة الحالية التي يتحفّظ «الرباعي» عنها بالكامل. علماً أن ثمة اتجاها لمحاولة تأمين هذا الغطاء المحدّد زمنياً عبر البرلمان سواء بمشروع قانون أو اقتراح قانون يبقى أن يُنجَز في مجلس النواب في جلسة تشريعية تحاصرها التعقيداتُ السياسية في ظل الشغورِ الرئاسي.

والثاني الذكرى 3 لـ «بيروتشيما» في 4 أغسطس التي تحلّ فيما الحقيقة لا تزال ضائعة والتحقيقات معطّلة في الانفجار الذي أودى

بـ 235 ضحية وترك أكثر من 7 آلاف جريح ودمّر نصف العاصمة اللبنانية، والذي ستحييه عائلات الضحايا والكثير من اللبنانيين بتحرّكٍ يوم الجمعة تحت شعار «من أجل العدالة والمحاسبة..... مستمرون» وصولاً إلى تمثال المغترب مقابل اهراءات المرفأ الذي انفجر في ذاك اليوم «الهيروشيمي» بأكثر من 500 طن من نيترات الأمونيوم بقيت من شحنةٍ خُزنت في العنبر رقم 12 لنحو 7 سنوات.

البطريرك الماروني: النازحون السوريون يحتلون لبنان بدعم من الأسرة الدولية

- البابا عشية ذكرى «بيروتشيما» يصلّي من أجل الضحايا وعائلاتهم «التي تبحث عن الحقيقة والعدالة»

| بيروت – «الراي» |

انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الطبقة السياسية في لبنان ربْطاً بما آل إليه واقع البلاد في ضوء الأزمة الرئاسية المستعصية وتداعيات الانهيار المالي «وأخذ البلاد رهينة بشعبها وأرضها ومؤسّساتها لصالح شخص أو فئة أو مخطط»، معلناً «أن النازحين السوريون يحتلون البلاد بدعم من الأسرة الدولية». وقال الراعي في عظة الأحد: «نشهد فساداً على كلّ صعيد: سياسياً، أخلاقياً، إدارياً وقضائياً وتجارياً، فخسرت العقول الحقيقة واتّجهت نحو الكذب، وخسرت الإرادات الطاقة على الخير، ومالت إلى الشرّ والظلم والاستبداد والاستكبار». وأضاف: «هذا هو مكمن انهيار العمل السياسيّ عندنا في لبنان، فبدل أن يبني، نراه يهدم، بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ أحد عشر شهراً، وصولاً إلى تعطيل المجلس النيابيّ الذي أصبح هيئة ناخبة وفاقدة حقّ التشريع، وإلى جعل الحكومة محصورة في تصريف الأعمال وبالتالي فاقدة حقّ التعيين، وصولاً إلى إسقاط المؤسّسات الدستوريّة والإداريّة الواحدة تلو الأخرى. هذا بالإضافة إلى تفشّي روح الحقد والبغض والضغينة والكبرياء والاستبداد وروح الهدم وأخذ البلاد رهينة بشعبها وأرضها ومؤسّساتها لصالح شخص أو فئة أو مخطط». وتابع: «هل من أحد يشرح لنا لماذا لا يلتئم المجلس النيابي في جلسات متتالية بدوراتها لانتخاب رئيس للجمهورية بحسب المادة 49 من الدستور، ويوجد مرشّحان أساسيان كفؤان كما ظهر في جلسة 14 يونيو الماضي؟ فإما ينجح واحد منهما وإما لا أحد، ولكن بعد ثلاث دورات متتالية على الأكثر، يصار الى الاتفاق على ثالثٍ بحوار مسؤول. وهل مَن يقول لنا لماذا أُبطل النصاب في تلك الجلسة التي كادت أن تكون حاسمة؟ وهل مَن يشرح لنا الغاية من ترحيل هذا الاستحقاق الأساسي لقيام مؤسسات الدولة الى شهر سبتمبر؟ أهي عطلة شهر أغسطس للسادة النواب، للاستجمام بحراً وجبلاً وسفراً، فيما الشعب يموت جوعاً، والدولة في حالة الفوضى الدائرة، والنازحون السوريون يحتلون البلاد بدعم من الاسرة الدولية، ونحن مغفّلون، وهم متناسون أرضهم ووطنهم وتاريخهم وثقافتهم». ولم يكن عابراً أمس إعلان البابا فرنسيس أنه يصلّي من أجل إيجاد حل للأزمة في لبنان مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت. وأضاف البابا بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي للمحتشدين في ساحة القديس بطرس: «ستصادف يوم الرابع من أغسطس المقبل ذكرى مرور ثلاث سنوات على الانفجار المدمر في مرفأ بيروت. أجدد صلاتي من أجل الضحايا وعائلاتهم التي تبحث عن الحقيقة والعدالة». ونقل موقع أخبار الفاتيكان عن البابا قوله عن الأزمة اللبنانية الأوسع نطاقاً «آمل أن تجد أزمة لبنان المعقّدة حلّاً يليق بتاريخ وقِيَم ذلك الشعب»....

المعارضة اللبنانية تريد ضمانات تبدّد هواجسها

تتأهب لتوحيد رؤيتها لمواصفات ومهام رئيس الجمهورية

لبنان يعاني من أزمات سياسية حيث تعثر انتخاب رئيس جديد منذ انتهاء ولاية ميشال عون

الشرق الاوسط...لبنان: محمد شقير... تتريث المعارضة في البرلمان اللبناني، ومعها عدد من النواب المستقلين والتغييريين، في تحديد موقفها من الدعوة التي أطلقها الممثل الخاص للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، باسم «اللجنة الخماسية»، للتوافق على المواصفات التي يُفترض أن يتمتع بها رئيس الجمهورية، والمهام الموكلة إليه لإخراج الاستحقاق الرئاسي من الحلقة المفرغة التي لا يزال يدور فيها، ريثما تحصل على الضمانات والاستيضاحات المطلوبة حيال مجموعة من الهواجس والأسئلة، ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قيادية في المعارضة أن ممثلين عنها تنادوا لعقد اجتماعات مفتوحة فور مغادرة لودريان بيروت؛ في محاولة لتوحيد موقفها حيال خريطة الطريق التي رسمها، بالنيابة عن اللجنة الخماسية لإنهاء الشغور المديد في رئاسة الجمهورية بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام في المؤسسات الدستورية. وكشفت المصادر القيادية أن الاجتماعات المفتوحة لقوى المعارضة انطلقت، الخميس الماضي، وشارك فيها رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، والنواب غسان حاصباني وجورج عقيص (حزب القوات اللبنانية)، وميشال معوض (حركة التجدد)، ووضاح الصادق، وميشال الدويهي، ومارك ضو (قوى التغيير)، على أن ينضمَّ إليهم لاحقاً عدد من النواب المستقلين. وقالت إن المشاركين توزّعوا على موقفين؛ الأول يرى أنه لا جدوى من تلبية الدعوة لعقد اجتماعات عمل ونقاش، للتوافق على مواصفات رئيس الجمهورية، والمهامّ الموكلة إليه، ما دام الثنائي الشيعي يتمسك بدعمه ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية، ولا يبدي استعداده للبحث في خطة-ب- للتوافق على رئيس يتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة الخماسية، في ختام اجتماعها بالدوحة، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر، وبمشاركة لودريان.

رسالة إلى لودريان

ويتذرّع أصحاب هذا الرأي، وكما تقول المصادر نفسها، بأن المواصفات لا تنطبق على فرنجية، في مقابل الرأي الآخر الذي يتناغم مع أصحاب الرأي الأول، لكنه لا يؤيد عدم مشاركة المعارضة في المداولات التي سيرعاها لودريان، فور عودته إلى بيروت، في أيلول (سبتمبر) المقبل؛ لأنه من غير الجائز أن ننوب عن محور الممانعة بتعطيل جلسات الانتخاب.

لذلك يُشترط وضع مجموعة من التساؤلات والاستيضاحات نُدرجها في رسالة تُسلَّم إلى لودريان، فور التوافق عليها؛ للوقوف على رأيه حيالها، للتأكد من مدى استعداده لتبديد الهواجس التي نطرحها، وبضمانة مباشرة من اللجنة الخماسية، كي يتسنى لنا تحديد موقفنا النهائي.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن المعارضة، التي تعكف حالياً على إعداد لائحة بالهواجس المشروعة التي تطرحها، ستبادر، في الوقت نفسه، للتواصل مع سفراء أعضاء اللجنة الخماسية المعتمَدين لدى لبنان؛ للوقوف على رأيهم بمنأى عن الاجتهاد والتحليل. ورأت أن هذه الهواجس تدور حول مجموعة من الأسئلة والاستيضاحات، ويأتي في مقدمها الأمور التالية:

- تحديد المكان لاستضافة المداولات، بحثاً عن قواسم مشتركة تتعلق بمواصفات الرئيس، والمهامّ الموكلة إليه فور انتخابه.

- رفض توسيع المداولات لجهة البحث في سلة سياسية متكاملة تتجاوز انتخاب الرئيس إلى تشكيل الحكومة العتيدة وبيانها الوزاري، كون هذه النقاط متروكة للحوار إلى ما بعد انتخابه.

- الإصرار على حصر المداولات بلقاءات ثنائية أو ثلاثية، وعدم توسيعها؛ تمهيداً لتحويلها إلى طاولة مستديرة يمكن أن يتعامل معها محور الممانعة وكأنها استجابة لدعوات الحوار، التي أطلقها سابقاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقُوبلت برفض من المعارضة.

- السؤال عن الجهة الضامنة في حال أدت المداولات إلى التوافق على مواصفات الرئيس، والمهامّ الموكلة إليه لتفادي انقلاب محور الممانعة على التفاهم، كما حصل في مؤتمر الدوحة، وتمثَّل في إطاحته بحكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011، أثناء اجتماعه بالرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.

- ما المعايير لتحديد مواصفات رئيس الجمهورية؟ وهل تنطبق على فرنجية؟ ومن الجهة التي تنظر في الخلاف حولها، وتحديداً بالنسبة إلى الشق المتعلق بالسيادة لجهة من يُمسك قرار السِّلم والحرب؟

- كيفية التعاطي مع النواب المستقلين ومن يمثلهم، وهذا ما ينسحب على النواب المنتمين إلى «قوى التغيير»، في ظل التباين القائم بينهم في مقاربتهم لانتخاب الرئيس، خصوصاً أن بعضهم لا يُبدي حماسة للمشاركة في المداولات، بذريعة أن الأولوية يجب أن تُعطى لانتخابه، تطبيقاً لما هو وارد في الدستور بهذا الخصوص.

- من يضمن دعوة البرلمان لعقد جلسات نيابية متتالية لانتخاب الرئيس لئلا تتكرر المهزلة التي انتهت إليها الجلسات السابقة، بمبادرة محور الممانعة إلى تعطيل استمراريتها لانتخابه؟

- ما الآلية الواجب اعتمادها لتمثيل النواب السنّة في المداولات؟ وتحديداً الذين لا ينتمون إلى محور الممانعة، خصوصاً في ضوء اعتذار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن المشاركة في المداولات، على رأس وفد يضم عدداً من النواب السنّة؛ لأنه لا يريد أن يكون شاهداً على انقسامهم، ويُطلب منه تمثيل فريق منهم دون الآخر. - ضرورة ضبط إيقاع المداولات تحت سقف التمسك باتفاق الطائف وعدم السماح بالخروج عن جدول أعمالها، وصولاً لاستحضار طروحات من شأنها تهديد كيانية الدولة اللبنانية، علماً بأن المعارضة ستبادر إلى استخدام البطاقة الحمراء في وجه من يريد الإطاحة به.

تقطيع الوقت

في السياق نفسه تتخوف المصادر في المعارضة من أن تؤدي اجتماعات العمل والنقاش التي سيرعاها لودريان، ويُفترض أن تستمر 3 أيام، إلى توفير الغطاء السياسي لـ«حزب الله»؛ من أجل تقطيع الوقت، إلى حين نضوج الظروف الدولية والإقليمية، وتحديداً الإيرانية، المؤدية إلى انتخاب الرئيس، إلا إذا توافرت لديه الضمانات بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. وترى أن التقاطع المستجدّ بين «حزب الله» ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ما هو إلا محاولة من الأخير لكسب الوقت، على الأقل في المدى المنظور؛ لقطع الطريق على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، وإلا فإنه سيضطر للاستدارة رئاسياً نحو «حزب الله» في حال ارتأى أنه لا يزال في عداد المتسابقين إلى الرئاسة الأولى، ومن سيقف إلى جانبه بقوله خذوا اسم الرئيس، وأعطونا ما يتيح لنا الإمساك بالمفاصل الأساسية للدولة اللبنانية؟ ويبقى السؤال: متى تنجز المعارضة الورقة الخاصة بهواجسها تمهيداً لرفعها إلى لودريان؟ وكيف سيجيب عليها؟...

في جلسة طارئة... إسرائيل تحذر الدولة اللبنانية من نشاط «حزب الله»

غالانت: صادقت على خطة الجيش للرد القاسي على الاستفزازات

تل أبيب : «الشرق الأوسط»... على الرغم من قرار الجيش الإسرائيلي الامتناع في الوقت الحاضر عن الرد على ما عدّه «استفزازات (حزب الله) وتهديدات رئيسه حسن نصر الله»، اتخذت القيادات السياسية والأمنية سلسلة إجراءات علنية للرد العسكري، بما في ذلك توجيه تهديد مباشر للدولة اللبنانية. وأعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة لعقد جلسة طارئة في ساعات بعد الظهر «للتشاور الأمني حول التوتر على الحدود الشمالية»: إن «تهديدات نصر الله من الملجأ لا تؤثر علينا. وسيجدنا نقف كتفاً إلى كتف يوم الاختبار، وليس مجدياً له أن يختبرنا». وقالت مصادر عسكرية إن وزير الدفاع، يوآف غالانت، صادق في الأيام الأخيرة على عدد من العمليات التي سيتم تنفيذها في حال وقوع تدهور أمني. وأضافت أن غالانت اجتمع إلى قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، واطلع على الخطط التي يعدها الجيش للرد على عمليات «حزب الله» الأخيرة، وهدد بتوجيه ضربات موجعة إلى لبنان كله، وليس لـ«حزب الله» فقط، في حال لم تتوقف هذه الاستفزازات. وأكد غالانت أنه اطلع على نتائج التدريبات التي أجراها الجيش في الشمال، وتناولت عدة سيناريوهات لعمليات حربية ضد لبنان. واستعرض مسؤول عسكري ما اعتبره استفزازات. منها؛ إرسال فدائي فلسطيني من لبنان، تمكن من اختراق الحدود والوصول إلى سجن مجدو 70 كيلومتراً في العمق الإسرائيلي وتنفيذ عملية تفجير عبوة ناسفة (تسببت في عمى مواطن عربي من فلسطينيّي 48)، ونصب خيمتين قرب الحدود (أزال «حزب الله» واحدة منهما وتطالب إسرائيل بإزالة الثانية)، وإقامة نقاط مراقبة تطل على إسرائيل على طول الحدود، وسرقة كاميرات على السياج الحدودي الإسرائيلي، وإجراء تدريبات لقوات رضوان، تم فيها تمثيل عمليات اقتحام واحتلال بلدات إسرائيلية وخطف جنود إسرائيليين، وقذف القوات الإسرائيلية بالألعاب النارية وغيرها. وقال المسؤول المذكور إن الجيش الإسرائيلي ما زال يتصرف بعملية احتواء لهذه العمليات، ولا يرد عليها في الأراضي اللبنانية. ولكنه في الآونة الأخيرة يشعر بأن «حزب الله» يتمادى. ويحاول خلق ميزان رعب جديد. وأضاف: «رئيس (حزب الله) قرر المخاطرة لقناعته بأن إسرائيل باتت أضعف من ذي قبل، بسبب حملة الاحتجاج على خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف جهاز القضاء، ما أسفر عن ذلك من تمرد على الخدمة العسكرية في جيش الاحتياط. لكنه بذلك يقرأ الخريطة الإسرائيلية بشكل خاطئ. فالإسرائيليون سيقفون وقفة رجل واحد في مواجهة الاعتداءات الخارجية. وقد تكون هذه هي الخدمة الفضلى التي يسديها (حزب الله) إلى إسرائيل في هذه الظروف، فيوحدهم من جديد».

تعزيز المنطقة الشمالية

من جهة ثانية، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بتعزيز قواته في المنطقة الشمالية كجزء من الاستعدادات لاستفزازات محتملة من قبل «حزب الله». وقال إنه اتخذ هذه الإجراءات في أعقاب تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، السبت، لإسرائيل، بألا «تتخذ خطوة غبية» قد تشعل الجبهة الشمالية. وقد عرض الجيش خلال اللقاء (مساء الأحد) على نتنياهو ووزرائه الأمنيين، عدداً من السيناريوهات وتقييمات للوضع وصورة استخباراتية بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بالخيام المقامة في الأراضي الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي إن «هناك خطر تصعيد متزايد في الشمال، وإن نصر الله يفسر ما يحدث في الساحة الداخلية الإسرائيلية على أنه (ضعف تاريخي)». ومع ذلك، أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أن التقارير لديه تشير إلى أن «حزب الله» غير معني بتصعيد واسع، والخيمة التي أقيمت لا تشكل خطورة أمنية.

إيران تصيد فرائس معلوماتية

وأكدت الاستخبارات العسكرية على أن إيران تبذل جهداً لتوريط لبنان في حرب مع إسرائيل، لأنها هي أيضاً لا تقرأ الخريطة الإسرائيلية الداخلية جيداً. وللتأكيد على ذلك، كشف مكتب نتنياهو أن «الشاباك» (المخابرات العامة في إسرائيل) تمكنت من فك خيوط محاولة إيرانية لتصيد مواطنين إسرائيليين كفرائس معلوماتية يتم السيطرة بالمكر والاحتيال على حواسيبهم، في عملية بدأت منذ عدة أشهر، استهدفت بشكل أساسي موظفي الخدمة المدنية والباحثين في معاهد بحثية مختلفة. وقالت إنه «تم التوجه إلى الإسرائيليين باستخدام بروفايلات مزيفة تنتحل هوية مواطنين إسرائيليين معروفين، بهدف جمع معلومات حول السياسة الإسرائيلية وموظفي الخدمة المدنية والمواطنين الإسرائيليين. وعمل هؤلاء على انتحال هوية شخصيات معروفة بالنسبة للمواطنين المستهدفين الذين اتصلوا بهم أو كانوا على اتصال بهم، مهنياً أو شخصياً». ووفقاً للمعلومات، فقد استخدم العملاء الإيرانيون بصورة أولية ملف «لينكد إن» الخاص بالمواطن الإسرائيلي ليباشر الاتصال معه، ثم انتقلت المحادثة لتُجرى عبر البريد الإلكتروني. وشملت المحادثة بين الاثنين توجيه دعوة للمواطن الإسرائيلي لحضور مؤتمر. وتم إرفاق الدعوة كملف بالمراسلات. وفي أحيان أخرى، تم إرسال ملف لمقال أو دراسة قد تهم المواطن. لكن ما أن يفتح المستهدف الملف، يتم تثبيت ملف ضار على جهاز الكمبيوتر الخاص به، ما يعطى إيران امتيازات الوصول إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بلينكن يرى أن موسكو «تبحث يائسة» عن دعم وأسلحة..موسكو تبحث عن السلاح «في كل مكان»..بوتين: روسيا لا ترفض إجراء محادثات مع أوكرانيا.."أسنان التنين".. تكتيك روسي "قديم" لصد الهجوم الأوكراني المضاد..كييف تعلن مقتل قائد "كتيبة الشبح" الروسية..ر» تقترب من حدود بولندا..تكاليف الحياة تهدد رفاه أوروبا..واشنطن تساعد أستراليا على تطوير الصواريخ..

التالي

أخبار سوريا..مسؤول كردي: تغييب الإدارة عن المحادثات الدولية لإبقاء سوريا مقسمة بدولة منهارة..تركيا تواصل تصعيدها ضد «قسد» شمال سوريا وتعلن مقتل 12 من عناصره..وفد سياسي واقتصادي سوري في طهران..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,061,461

عدد الزوار: 7,658,050

المتواجدون الآن: 0