مأزق القوميين العرب!.. الأسد يريد تدمير حمص لإعلانها عاصمة لدولته الطائفية

حمص تحترق.. وواشنطن تبقي باب تسليح المعارضة مفتوحا..300 قتيل وجريح في بابا عمرو.. والنظام يستعد لاقتحامه

تاريخ الإضافة الخميس 23 شباط 2012 - 4:58 ص    عدد الزيارات 2928    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حمص تحترق.. وواشنطن تبقي باب تسليح المعارضة مفتوحا
قوات الأسد تدك أحياء بـ10 قذائف في الدقيقة * المعارضة تدعو الجامعة ومجلس الأمن لخطوات عملية لفك حصار المدن * رصاص في حلب على المتظاهرين * الصليب الأحمر يطالب بهدنة فورية و«الجيش الحر» يقبلها : عائلات محاصرة منذ أيام بلا مؤن
جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: محمد علي صالح بيروت: بولا أسطيح باريس: ميشيل أبو نجم القاهرة: عبد الستار حتيتة
* لبنان وروسيا لن يشاركا في مؤتمر أصدقاء سوريا
* دكت قوات النظام السوري امس مدينة حمص بالقذائف المدفعية والراجمات في محاولة جديدة منها لاقتحام المدينة التي باتت تعاني من ازمة انسانية متفاقمة، فيما تشتعل الحرائق في عدة مناطق فيها، خاصة حي بابا عمرو.
وحسب مصادر المعارضة فان قوات الرئيس بشار الاسد دكت المدينة بما يصل الى 10 قذائف في الدقيقة، سقط خلالها نحو 52 قتيلا في سوريا حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس، فيما تحدث ناشطون سوريون عن سقوط 300 ما بين قتيل وجريح جراء القصف المدفعي العنيف، إلى جانب تعرض ريف حلب للقصف بالمدافع الرشاشة مما أدى إلى مقتل شخص على الأقل. وخرجت تظاهرات حاشدة في جامعة حلب أمس واجهتها قوات الأمن بالرصاص.
ودعا المجلس الوطني السوري الجامعة العربية ومجلس الامن الدولي للتدخل، واتخاذ خطوات عملية لفك حصار مدينة حمص وبقية المدن المحاصرة، في وقت دعا فيه الصليب الاحمر الدولي، اطراف الازمة الى هدنة فورية، استجاب لها الجيش السوري الحر، فيما لم ترد الحكومة السورية عليها. وقال مصدر في المنظمة الدولية ان عائلات باكملها محاصرة في المدينة تفتقر الى ابسط الاحتياجات من مؤن غذائية وكهرباء ورعاية صحية. وأعرب البيت الأبيض أمس عن تأييده لدعوات الصليب الأحمر الدولي إلى هدنة إنسانية في سوريا، تهدف إلى إدخال المعونات للمدنيين المتضررين من حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد مناهضيه. وفي هذه الاثناء أبقت واشنطن باب تسليح المعارضة مفتوحا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن التوصل إلى حل سياسي هو أفضل السبل لتسوية الأزمة السورية، لكنها لمحت إلى إمكانية تسليح المعارضة .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين أمس، بخصوص الموقف الأميركي الحالي من مسألة مساعدة المعارضة السورية عسكريا «نحن لا نعتقد أن من المنطقي المساهمة الآن في تكثيف الطابع العسكري للصراع في سوريا. فما لا نريده هو زيادة تصاعد العنف. لكن إذا لم نستطع أن نجعل الأسد يستجيب للضغوط التي نمارسها جميعا، فقد يكون علينا أن نبحث في اتخاذ إجراءات إضافية».
ويأتي ذلك بينما أرسل عدد من المسؤولين السابقين وأعضاء بالأحزاب الرئيسية، أغلبهم من المحافظين الجدد، خطابا إلى الرئيس باراك أوباما عن أهمية «تحرك عاجل وفعال للتخلص من الرئيس الأسد». إلى ذلك، أعلنت روسيا ولبنان عن عدم مشاركتهما في مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر الجمعة المقبل، بينما ما زالت الصين تدرس الموقف دون أن تحسم قرارها.

 

300 قتيل وجريح في بابا عمرو.. والنظام يستعد لاقتحامه

10 قذائف كل دقيقة على حمص وتزايد الاحتجاجات في العاصمة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 52 قتيلا في سوريا حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر يوم أمس، فيما تحدث ناشطون سوريون عن سقوط 300 ما بين قتيل وجريح جراء القصف المدفعي العنيف المستمر على مدينة حمص، وبالتحديد على حي بابا عمرو. فيما وجه ناشطون في حمص نداءات إلى الجيش الحر لتصعيد عملياته العسكرية النوعية في كل أرجاء البلاد، لتخفيف قصف الجيش النظامي على بابا عمرو، والذي اشتد يوم أمس الثلاثاء على نحو غير مسبوق، كما ناشدوا السوريين في كل المحافظات النزول للشوارع للتخفيف عن حمص.

في هذا الوقت، استمر توافد الآلاف إلى الشوارع في حلب ودمشق للمطالبة بإسقاط النظام، إذ خرج المئات من جامعة حلب وكلية العلوم تضامنا مع أهالي حمص، منددين بالمجازر الحاصلة هناك، حيث رفعت لافتات تحيي الجيش السوري الحر، فيما التزم أهالي حي القدم الدمشقي بالعصيان الشامل في كل أنحاء الحي، فأغلقوا المحلات التجارية كافة نصرة لأهالي حمص والمناطق المنكوبة.

وفي تطورات الوضع الميداني في حمص، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين الضحايا الذين سقطوا إثر القصف العنيف الذي تعرض له حي بابا عمرو ثلاثة أطفال وسيدة، موضحا أن «قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 آلية بين دبابة وناقلة جنود مدرعة وشاحنة شوهدت على طريق دمشق - حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص». وتحدث ناشطون عن «انبعاث روائح القنابل الفوسفورية في المنطقة مع تسجيل اندلاع العديد من الحرائق وتدمير عدة منازل».

وقال طبيب ميداني في حي بابا عمرو عبر الـ«سكايب» لوسائل الإعلام «عندما تصل مساعداتكم فلن تجدوا أحدا»، وأقسم أنهم في بابا عمرو «لن يخرجوا من الحي إلا شهداء»، بينما أكد الناشط هادي العبد لله لقناة «الجزيرة» أن «قصف كتائب الأسد لأحياء حمص هو ليس بسبب وجود الجيش السوري الحر في تلك الأحياء، بل هو عمليات انتقام بشعة وعمليات تصفية وإبادة جماعية لأهالي هذه الأحياء لا سيما بابا عمرو». وأضاف موضحا «هناك أدلة كثيرة على ذلك، فلماذا يتم قصف حي الإنشاءات كل يوم منذ 18 يوما مع أن كتائب الأسد مسيطرة بشكل كامل على هذا الحي، ودبابات بشار تسرح وتمرح كما تشاء في الحي، ومع ذلك فهي تقصف منازل المدنيين؟». وتساءل أيضا «لماذا لا تسمح كتائب الأسد وشبيحة بشار للنساء والأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة بالخروج من الحي هربا من القصف؟»، مشيرا إلى أن «سحر الأتاسي استشهدت الأسبوع الماضي هي وزوجها مصدق صافي وأخت زوجها لدى محاولتهم النزوح من حي الإنشاءات». وتساءل أيضا عن أسباب عدم سماح قوات النظام «للأهالي من باقي الأحياء والمناطق بإدخال أدوية وغذاء للأهالي المحاصرين في بابا عمرو والإنشاءات». وبث ناشطون يوم أمس صورا ومقاطع فيديو على مواقع الإنترنت تظهر مشاهد مروعة للقتلى في حي بابا عمرو نتيجة القصف الصاروخي، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القصف للتمكن من انتشال الجثث من تحت الأنقاض، ودفن الأموات.

بدوره، اعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «ما يحاول أن يقوم به النظام هو السعي لحسم الموضوع عسكريا قبل الاستفتاء المنتظر على الدستور»، مؤكدا أن «هذا لا يمكن أن يحصل أبدا، وأن هذا السيناريو ساقط لا محالة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نستبعد أن تقتحم قوات الأمن الحي بعد محاولاتها الحثيثة لإنهاك بابا عمرو ومن فيه».

ووصف ناشطون من بابا عمرو الوضع في الحي بـ«المأساوي»، وقالوا إن أرتالا عسكرية تحاصر بابا عمرو، متخوفين من «مخطط لمهاجمته»، مشيرين إلى سقوط القذائف بمعدل أكثر من عشر في الدقيقة. وإذ أكد الناشطون أن «النيران تعم حي بابا عمرو، وأن الجرحى في الطرقات»، أفادوا بـ«تدمير عشرات المنازل في الحي واندلاع الحرائق».

وفي منطقة القصير، أفادت تنسيقيات الثورة بسقوط 5 قتلى بينهم طفل، وقال أبو علي الناشط في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»: «المنطقة تعرضت لإطلاق نار كثيف وبشكل عشوائي من رشاشات ثقيلة، كما استهدفت المنازل بقذائف الهاون مما أدى لسقوط نحو 9 جرحى معظمهم من النساء».

أما في إدلب، فنقل ناشطون سوريون أن قوات الأمن السورية اقتحمت بلدة دركوش بالدبابات، وقد ترافق ذلك مع عمليات دهم وحملة اعتقالات واسعة. وفي سراقب، أفيد بأن قوات الأمن قصفت بالدبابات وبشكل عنيف المدينة، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى.

وبالتزامن وفي ريف دمشق وبالتحديد في بلدة حرستا، أفيد باعتقال نحو 20 شخصا من أهالي البلدة، وقال اتحاد التنسيقيات في سوريا إنه قد تم تجميع من ألقي القبض عليهم في ساحة مشفى الشرطة، مؤكدا أن الاتصالات كما خدمة الإنترنت لا تزال مقطوعة في المنطقة منذ 27 يوما.

وبينما أفيد بوجود حملة اعتقالات واسعة قامت بها قوات الأمن في منطقة الأتارب في حلب، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن القصف تجدد في الزبداني وبالتحديد على هضبة التل، حيث انتشرت نحو 200 آلية عسكرية من شارع السيلان حتى منطقة الحارة الغربية.

وفي خربة غزالة في محافظة درعا، خرج العشرات في مظاهرة صباحية يوم أمس نصرة لبابا عمرو وحمص، فيما أفيد في دير الزور وبالتحديد في القورية بوجود حملة دهم واعتقالات واسعة رافقها إطلاق نار كثيف.

وعلى صعيد الانشقاقات في الجيش السوري، بث موقع الثورة السورية على الإنترنت صورا لتشكيل كتيبة انضمت للجيش السوري الحر في منطقة خان شيخون في محافظة إدلب، أطلق عليها اسم «كتيبة الشهيد مشعل تمو»، في إشارة إلى المعارض الكردي السوري الذي قتل في صيف العام الماضي. وفي حلب، أعلنت مجموعة من المسلحين بقيادة ضابط برتبة مقدم تشكيلها كتيبة باسم «إبراهيم هنانو».

وأصدرت تنسيقية محافظة السويداء في الثورة السورية بيانا موجها إلى أبناء المحافظة في الجيش السوري، دعتهم فيه للانشقاق بعد أن «تجاوز عدد القتلى في صفوف الجيش 50 عسكريا من المنطقة قضوا بسبب التطرف في استخدام الحل الأمني لقمع المظاهرات السلمية».

وأهابت التنسيقية «بجميع أبناء المحافظة التوقف عن استغلالهم من قبل النظام والابتعاد عن تلبية واجب الخدمة الإلزامية الذي تحول من حماية الوطن وحدوده إلى حماية ركائز النظام ومنظومته من أجل التفرد باستمرار سلطة وطغمة ديكتاتورية تحكمنا منذ ما يزيد على أربعين عاما».

 

 

 

اغتيال شقيق عضو بالمجلس الوطني السوري.. والنظام يتهم مجموعة إرهابية

رمضان لـ «الشرق الأوسط»: أخي كان بعيدا عن النشاط السياسي.. والنظام انتقل من التهديد إلى التنفيذ

بيروت: كارولين عاكوم... انضم رجل الأعمال محمود عبد القادر رمضان، إلى قائمة الشخصيات السورية التي تم استهدافها في الفترة الأخيرة.. وفي حين اتهمت وكالة الأنباء السورية (سانا) مجموعة إرهابية مسلحة باغتياله أمام منزله في منطقة جمعية الصيادلة بحي حلب الجديدة، أكد شقيق الضحية أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، أن شقيقه كان بعيدا عن أي نشاط سياسي، نافيا المعلومات التي أشارت إلى أنه كان مواليا للنظام.
وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «عملية الاغتيال هذه التي يحاول النظام تبرئة نفسه منها، جاءت بعد تهديدات عدة تعرض لها كل أفراد العائلة.. إما عبر الهاتف أو خلال زيارات إلى المنازل، وكان آخرها في صباح يوم الاغتيال». لافتا إلى أن «التهديدات بتصفية الإخوة الموجودين في الداخل كانت على خلفية العمل المعارض الذي نقوم به أنا وشقيقي، أحد قادة الحراك الثوري». وأضاف: «كل أفراد العائلة يتعرضون للتضييق والمنع من السفر والعمل منذ عقود، وكان محمود من ضمن الأشخاص الممنوعين من السفر. واغتياله ليس إلا عقابا على نشاطنا المعارض، وهذا هو أسلوب النظام الذي اعتاد معاقبة المعارضين من خلال عائلاتهم الموجودة في الداخل».
واعتبر رمضان أن الاغتيالات الأخيرة، التي سبقها تهديد لشخصيات معارضة اضطرت لمغادرة سوريا، دليل على أن النظام انتقل من مرحلة التهديد والوعيد إلى مرحلة التنفيذ، بعدما شعر بالهزيمة النفسية والمعنوية والمادية وأنه أصبح على شفير الانهيار، وبالتالي، أصبح الوقت المتبقي لديه محدودا للغاية. وقال إن «هذه العمليات، تأتي في سياق أمرين؛ وهما التهديد المباشر لعائلات المعارضين، إضافة إلى أنها رسالة للأشخاص الذين قد يفكرون في مغادرة سوريا أو تغيير مواقفهم»، مضيفا: «نحن الآن نعتبر أن أهالينا رهينة في يد السلطة، ونحمل النظام المسؤولية الكاملة عن حياتهم في حال أصابهم أي مكروه».
ومحمود رمضان، الذي يبلغ من العمر 42 عاما وله 4 أطفال وهو مستثمر لفندق 4 نجوم، يعتبر من رجال أعمال حلب، ويعمل في تجارة مواد البناء وله استثمارات في القطاع السياحي.وفي حين أوردت بعض مواقع المعارضة معلومات تتهم فيها «الجيش الحر» بتنفيذ العملية، نفى العقيد المنشق عرفات الحمود، نفيا قاطع هذا الاتهام، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سياستنا ليست الاستهداف، ولم ولن نقوم بعمل كهذا، إضافة إلى أن المغدور هو شقيق عضو المجلس الوطني أحمد رمضان الذي ناضل ويناضل لأجل الثورة السورية، ونحن على تواصل دائم معه». مؤكدا أن «هذا الاغتيال هو من فعل النظام الفاجر.. بعدما قرر العزف على وتر الحرب الطائفية من خلال استهدافه شخصيات في المجتمع السوري».
الشبيحة يبيعون مسروقاتهم خلال المداهمات في سوق الحرامية وسط العاصمة

سيدة من دوما: أكثر ما آلمني أن العسكر سرقوا مصحفا أهداه لي ولدي الشهيد في عيد الأم

لندن: «الشرق الأوسط»... لم يفاجأ أحمد كثيرا عندما وجد رسائل إيميل وملفات سبق وتبادلها مع صديق له يعيش في ريف دمشق، على جهاز كومبيوتر محمول (لابتوب) لزميله في العمل، لأن زميله سبق وأن أخبره قبل يومين بأنه اشترى «لابتوب» مستعملا من شارع الثورة وسط العاصمة دمشق.. وكتم أحمد غيظه إلا أنه لم يستطع إخفاء حقده على زميله الذي ارتضى أن يشتري جهازا مسروقا خلال مداهمات الأمن والشبيحة للمنازل في عموم البلاد.
وأكد أكثر من شخص في دمشق أن مسروقات قوات الأمن والشبيحة من منازل المواطنين السوريين التي تتم مداهمتها تباع في «سوق الحرامية» في شارع الثورة، والتي تباع فيها عادة المسروقات.. وقال ناشطون إن سوقا ظهرت هناك حديثا، تباع فيها الأجهزة الإلكترونية والمسروقات التي تنهبها قوات النظام خلال المداهمات.
وقالت لما، وهي طالبة في كلية الطب، إنها تشاجرت مع شقيقها عندما اشترى «لابتوب» وكاميرا من سوق الحرامية، وأصرت على إعادتها، معتبرة أن شراء تلك المسروقات «مشاركة في جرائم النظام».. بينما اعتبرت زميلة لها أنها فرصة لشراء تلك المسروقات، لا سيما الأجهزة الإلكترونية، ثم إعادتها لأصحابها.. لكن لما قالت بمرارة: «يمكن ذلك إذا كان أصحاب تلك الأجهزة ما زالوا أحياء، إنهم إما شهداء أو معتقلون».
وأعادت تلك الوقائع السوريين إلى ذكريات حقبة الثمانينات حين دخل الجيش السوري إلى لبنان، وعادوا من هناك بمسروقات كثيرة من أثاث المنازل إلى بضائع المحلات التجارية، والتي جرى بيعها في سوريا، وكيف أن عائلات سورية كانت تعيش في لبنان وهجرت إلى سوريا حينذاك وجدت أثاث منازلها وقد سبقها ليباع على أرصفة المدن السورية. والأمر لم يختلف كثيرا عنه عندما استباحت قوات سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد، عم الرئيس بشار الأسد، مدينة حماه في فبراير (شباط) 1982، بما فيها من ألم، حيث تروى قصص مروعة عن قيام رجال رفعت الأسد في سرايا الدفاع بقطع أيدي وأصابع النساء لنزع مصاغهن.. هذا عدا النهب والسلب والحرق.
وحصل جدل كبير بين ناشطين سوريين على صفحات «فيس بوك» حول أخلاقية شراء تلك المسروقات، وقال ناشط من درعا «أي أخلاق تلك في أن أشتري مقتنيات منهوبة من أشخاص قتلوا تحت التعذيب»، وتساءل «كيف أتقبل ذلك وقد سرق مصاغ أمي وأختي أثناء المداهمات في درعا».
وبحسب ما يتداول في الأوساط السورية فإن النظام أطلق يد شبيحته وجنوده للنهب في أي منطقة يداهمونها باعتبارها منطقة مباحة، وكل ما يحملونه من هناك يعد غنائم لتخفيف عبء دفع رواتبهم الشهرية، وأيضا لإغرائهم للاستمرار في موالاتهم للنظام، بالإضافة إلى السبب الأهم وهو معاقبة سكان المناطق المتمردة.
ولعل أكبر عمليات نهب وسلب للمنازل والمحلات التجارية جرت في حي الإنشاءات الراقي في مدينة حمص، حيث شوهدت الدبابات وهي تحمل أطقم الصالونات وغرف السفرة الفخمة، وفي مناطق الغوطة الشرقية حيث جرى نهب ورش النجارة وصناعة المفروشات، بالإضافة إلى سرقة الأموال والذهب والحلي وكل ما تقع عليه أيدي الجنود والشبيحة من أغراض وأدوات وأجهزة شخصية. فضلا عما حل ببلدة مضايا ومدينة الزبداني، أحد أجمل مصايف البلاد ومنازلها المترفة. وقالت سيدة من دوما: «أكثر ما آلمني أن العسكر، وبعد تخريب كل أثاث المنزل وسرقة المال والمصاغ، سرقوا مصحفا مذهبا صغيرا أهداه لي ولدي الشهيد في عيد الأم».
أحزاب سياسية تعارض اشتراط اعتناق رئيس الجمهورية للإسلام

في مشروع الدستور السوري الجديد

لندن: «الشرق الأوسط»... تجمع نحو 200 شخص أمام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة للمطالبة بإلغاء المادة الثالثة من مشروع الدستور الجديد، وهتف المعتصمون «سوريين سوريين كلنا متحدين»، و«سوريين سوريين لا يفرقنا دين» حاملين لافتات كتب عليها «لتكن سوريا نموذجا للوحدة الوطنية»، «نعم للمواطنة لا للتمييز» و«الشعب يريد إسقاط الفساد» و«نعم للحل السياسي الشامل».
وعلق المعتصمون لافتة بطول 4 أمتار، حسبما أفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية، كتب عليها «نعم للدستور لا للمادة الثالثة».
كما شوهدت الأعلام السورية بالإضافة إلى أعلام الحزب الشيوعي وأعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهما الحزبان اللذان يكونان الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير الداعية إلى الاعتصام. وكانت الجبهة التي يرأسها المعارض قدري جميل، أحد أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد مشروع الدستور، دعت في بيان إلى «الاعتصام أمام مجلس الشعب السوري الساعة الخامسة من مساء أمس للمطالبة بإلغاء المادة الثالثة من مشروع الدستور الجديد للبلاد». ووجه البيان الدعوة إلى «كل الحريصين على أن تكون سوريا نموذجا حقيقيا للتساوي التام بين مواطنيها بغض النظر عن الاختلاف في الدين والطائفة والعرق والجنس».
وكانت أحزاب سياسية عدة اعترضت على فقرة في مشروع الدستور السوري الجديد القاضية بأن دين رئيس الجمهورية هو الإسلام معتبرة أن ذلك يضرب مبادئ الدولة العلمانية المدنية. وتنص المادة الثالثة من مشروع الدستور الجديد الذي سيعرض على الاستفتاء العام في السادس والعشرين من فبراير (شباط) أن دين رئيس الجمهورية الإسلام وأن الفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع.
وتقضي هذه المادة بأن «تحترم الدولة جميع الأديان وتكفل حرية القيام بجميع شعائرها على أن لا يخل ذلك بالنظام العام والأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية». كما كشف أحد أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد مشروع الدستور فؤاد ديب لصحيفة «الوطن» أن «بقاء المادة الثالثة جاء بناء على اقتراحه وزملاء آخرين في اللجنة». وأشار إلى أنه «رغم معارضته لبقائها تبعا لمخالفتها مبدأ المساواة بين المواطنين، وهذا ما لا يمكن نكرانه، فإن السياق التاريخي والموضوعي يبرر بقاءها من خلال التركيبة الاجتماعية للمجتمع السوري ببنيتها المتنوعة من الأديان، لكن ذات الأغلبية المسلمة». وأعلنت وزارة الداخلية أن أكثر من 14 مليون سوري مدعوون إلى التصويت عبر استفتاء يوم 26 فبراير على مشروع دستور جديد للبلاد فيما دعا ناشطون السوريين إلى مقاطعته.
بابا عمرو.. «ستالينغراد الثورة السورية»

ناشطون تحدثوا عن استخدام النظام للأحياء العلوية المجاورة منصات لإطلاق الصواريخ عليهم

بيروت: «الشرق الأوسط».... رغم الموقف السلبي المعلن لروسيا تجاه الثورة السورية، ودعمها لنظام الأسد دبلوماسيا ولوجيستيا، فإن عددا من الناشطين السوريين يطلقون على حي بابا عمرو في مدينة حمص اسم «ستالينغراد الثورة السورية»، نسبة إلى المدينة الروسية الباسلة التي حاصرها جيش هتلر النازي خلال الحرب العالمية الثانية، التي خاض سكانها معركة شرسة لمنع سقوطها.
ويرى ناشطون أن جيش بشار الأسد الذي يحاصر الحي منذ الرابع من الشهر الحالي، وتقوم دباباته بقصف الأحياء بشكل عنيف ومتواصل منذ 18 يوما، لا يختلف بشيء عن جيش هتلر النازي. ويضيف الناشطون: «جيش هتلر كان يواجه جيشا يعادله قوة، بينما الجيش السوري يدك أحياء الآمنين ويرتكب المجازر بحق الأطفال والنساء من دون مقاومة عسكرية تذكر».
ويتخوف أهالي حي بابا عمرو بعد ورود أنباء عن استجلاب تعزيزات عسكرية إلى مشارف الحي، من تنفيذ حملة دموية تودي بحياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في بيوتهم. ويقول بهاء، أحد أعضاء تنسيقيات مدينة حمص: «هناك أنباء تم تسريبها من ضباط كبار توحي بأن الحي المحاصر منذ 20 يوما، سيتم اقتحامه بأي لحظة، ولن يؤخذ في الاعتبار لا المدنيين ولا العائلات المختبئة في بيوتها». ويشير الناشط إلى أن «الأهالي في الحي يشمون روائح القنابل الفوسفورية، فالجيش الموالي للأسد لا يتورع عن قصفنا بأقذر أنواع الأسلحة»، ويضيف: «الحرائق في كل مكان، عشرات القتلى ونحو 300 جريح سقطوا يوم أمس فقط، مبان تسقط بكاملها والناس تنزح بشكل جماعي وبعض العائلات لجأت إلى المساجد خوفا من القصف العنيف».
وفي الوقت الذي لم يستطع الصليب الأحمر الدولي بعد التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري من أجل إيقاف إطلاق النار لمدة ساعتين بهدف إدخال معونات إنسانية وطبية لأهالي المدن والأحياء المنكوبة ومن بينها بابا عمرو، يصف الناشط المعارض الأوضاع الإنسانية في الحي بـ«المأساوية»، ويقول: «ثمة نقص في الأدوية والمواد الاستشفائية، الناس يموتون بسبب عدم إمكانية علاجهم إضافة إلى نقص شديد في المواد الغذائية والتموينية، وبخاصة الخبز والماء».
وعن «الجيش السوري الحر» الموجود في الحي وإمكانية تصديه للعناصر الموالية للأسد يقول الناشط: «(الجيش الحر) استطاع أن يتصدى لهجوميين حاول عبرهما جيش الأسد اقتحام الحي وفشل، لكن هذه العناصر تعمل برا وتتصدى لمحاولات الاقتحام عبر أسلحة فردية بسيطة، قذائف المدفعية التي لم تتوقف منذ 20 يوما هدفها إخضاع بابا عمرو وليس القضاء على (الجيش الحر)»، ويجزم الناشط: «ليس هناك عناصر من (الجيش الحر) في بابا عمرو جميع سكان الحي جيش حر لمقاومة هذا النظام».
وإذ يبدي الناشط أسفه «لاستخدام النظام للأحياء العلوية المجاورة لبابا عمرو كمنصة لإطلاق القذائف والصواريخ، ومركزا لانطلاق (الشبيحة)»، معربا عن تخوفه من أن «يترك ذلك أثرا عميقا على النسيج الاجتماعي في المدينة».
وكان ناشطون معارضون لنظام الأسد قد نشروا على موقع «يوتيوب» أشرطة فيديو تظهر حجم الخراب والدمار الذي أحدثه قصف القوات السورية الموالي للأسد على حي بابا عمرو في مدينة حمص. يذكر أن حي بابا عمرو يقع في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة حمص ويضم أحياء جوبر والسلطانية وجورة العرايس وتل الشوك، ويتجاوز عدد سكانه الذين ينتمي معظمهم إلى الطبقات الفقيرة 125 ألف نسمة.
«الجيش السوري الحر» يرفض الاستعانة بالجهاديين العرب

«المجلس الوطني» قال إنه يراهن على زيادة عدد المنشقين لمواجهة قوات الأسد

جريدة الشرق الاوسط..... القاهرة: عبد الستار حتيتة ... تقول المعلومات الواردة من سوريا، إن «الجيش الحر» المناهض لحكم الرئيس بشار الأسد، يرفض الاستعانة بالجهاديين العرب الذين وصل بعضهم إلى سوريا بالفعل، رغم تواضع إمكانات هذا الجيش مقارنة بجيش النظام الحاكم. ويراهن «المجلس الوطني» المعارض على زيادة المنشقين من الجيش النظامي ودعم الجيش الحر لمواجهة قوات الأسد، وإنهاء الحكم الديكتاتوري في البلاد بأيد سوريا. ومنذ أيام، اختفى الشاب محمد البالغ من العمر 23 عاما من مدينة السادات القريبة من القاهرة بمصر، تاركا رسالة لأسرته فهمت منها أنه ذاهب لمناصرة السوريين ضد حكم الرئيس بشار الأسد. ومحمد واحد من ألوف الشبان المسلمين والعرب الذين تقول عدة تقارير استخباراتية، إنهم بدأوا في التوجه إلى سوريا عبر عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن فجعتهم المشاهد المرعبة لأعمال القتل التي يقوم بها نظام الأسد.
ويقول عضو المجلس الوطني السوري وعضو المكتب السياسي للجان التنسيق المحلية في سوريا، عماد حصري، إن عددا من الجهاديين غير السوريين وصل بالفعل إلى سوريا، وإن «الجيش الحر» رفض استقبالهم. ووفقا لتقارير أمنية مستندة على مصادر غربية، فإن عناصر جهادية بدأت في التوجه إلى سوريا، بعد نحو أسبوع من قيام أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، بحث المسلمين في تركيا والعراق ولبنان والأردن على النهوض لمساعدة السوريين الذين يواجهون قوات الأسد. ويوجد في تلك الدول إسلاميون مصريون أيضا، أي من البلد الذي ينتمي إليه الظواهري المختبئ على الحدود الباكستانية - الأفغانية.
وتقول أسرة محمد، إنه سبق لابنها السفر رغما عنها لمناصرة الثوار الليبيين أثناء قتالهم للقذافي، وإن داعية مصريا من مدينة مرسى مطروح قرب الحدود مع ليبيا هو من نسق إلحاق مصريين بالثوار الليبيين العام الماضي.
ويعتقد ذوو محمد أن الداعية نفسه، الذي أصبح الآن عضوا في البرلمان المصري عن التيار الإسلامي السلفي، هو من قام بالتنسيق لتسفير ابنهم إلى سوريا عبر ليبيا. لكن هذا الداعية أجاب عن أسئلة «الشرق الأوسط» بأنه لا علاقة له بالموضوع، رغم أنه أقر بتسفير الشاب نفسه من قبل «ضمن متطوعين مصريين في العمل الإغاثي إلى ليبيا». وأضاف مشترطا عدم الإشارة لاسمه، أن بعض المصريين يتسللون بالفعل إلى سوريا عبر الأردن والعراق وتركيا.
ويقول مصدر أمني مصري، عمل لسنوات ملحقا لبلاده في سوريا، إن أعمال العنف المستمرة هناك منذ أحد عشر شهرا، وسط مشاهد مروعة لأعمال القتل، تبدو غير كافية لإقناع المجتمع الدولي، خاصة روسيا والصين، على أخذ خطوات تلجم قوات الأسد، بسبب تعقيدات الوضع في سوريا، مشيرا إلى أن مسألة دخول متطوعين عرب أو إسلاميين إلى سوريا «لا يمكن مراقبتها بتلك الدقة.. البعض يحرص على نشر مثل هذا، وربطه بالخوف من تنظيم القاعدة، لأغراض سياسية.. هذا يقوم به نظام الأسد حاليا، وقام به نظام القذافي من قبل وخسر».
وبدأت الثورة السورية أولا باحتجاجات مدنية سلمية في مارس (آذار) الماضي، لكن عناصر من الجيش انشقت لحماية المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، ومنذ يوليو (تموز) الماضي أصبح يوجد في البلاد ما يعرف بـ«الجيش الحر»، تحت قيادة العقيد رياض الأسعد، ويعتمد هذا الجيش على الأسلحة التي انشق بها في الأغلب، تفتقر للآليات العسكرية الثقيلة المؤثرة.
ويأتي هذا وسط فوضى من حسابات متضاربة تتعلق بالأقليات المذهبية والعرقية وطبيعة علاقات سوريا الإقليمية والدولية مع طهران وتل أبيب وبكين وموسكو وحزب الله وتنظيم القاعدة. وأوضح المصدر، أن «هذا الوضع جعل حل الأزمة عربيا أو دوليا بعيد المنال في الوقت الحالي».
ويضيف «لا أعتقد أن تجربة ليبيا ستتكرر هناك، كما أن انضمام الجهاديين الأجانب إلى الثورة السورية سيعقد المشكلة». ويزيد موضحا، أن «الحل الفاعل، كما أرى، في تشديد الحصار الاقتصادي والسياسي على نظام الأسد، ولهذا يبدو الثوار السوريون أكثر ذكاء في التعامل مع القضية بقولهم، رغم كل شيء، إن الحل في أيديهم.. من الداخل».
ويقوم ناشطون غالبيتهم إسلاميون من دول بالمنطقة وأخرى مجاورة لسوريا بمحاولات لمساعدة الثورة السورية من أجل «وضع حد للهجمات الوحشية اليومية التي يقوم بها النظام ضد المواطنين»، لكن قيادات لجماعات إسلامية تقول، إن أعضاءها يعملون فقط على جمع التبرعات لا الانخراط في القتال داخل سوريا.
ويوضح الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الكثير من الشباب يجمعون أموالا للاجئين السوريين، وللأسف لا توجد حدود مباشرة بين مصر وسوريا لعمل ما هو أكثر. ويضيف، بشأن تقديم العون العملي المباشر: «أعتقد أنهم يكفلون إخوانهم المهاجرين أو اللاجئين من سوريا إلى الأردن».
وتشير تقارير غربية إلى تشديد الحكومة العراقية لإجراءاتها الأمنية على الحدود، لمنع دخول مقاتلين وأسلحة إلى ثوار سوريا، ومن بينهم جماعات من السنة يعتقد أن من بينهم مجموعات من «الإخوان المسلمين». ويعلق غزلان بقوله: «لا علم لي بهذا»، مشيرا إلى أن رؤية «الإخوان» للحل في سوريا تتلخص في «رحيل النظام.. وليس هناك حل غير هذا.. وأي حل توافقي أو إعداد دستور جديد أو تشكيل حكومة جديدة، كله كلام فارغ.. ما دام هناك شلال وتيار من الدم، فليس هناك حل إلا رحيل النظام».
وعن موقف المعارضة السورية من التقارير التي تتحدث عن دخول مقاتلين جهاديين لنصرتها ضد الأسد، خاصة من جانب العراق، وبعض الدول الأخرى، يجيب عماد حصري بالتشديد على أن مثل هذه الأقاويل «ما هي إلا نوع من ذر الرماد في العيون»، لكنه أوضح أن هناك «بالتأكيد بعض الناس ممن تهمهم القضية السورية، بغض النظر عن مشاربهم الفكرية، سواء كانوا إسلاميين أو قوميين أو يساريين، لكن هؤلاء عبارة عن أشخاص لا يزيد عددهم على العشرات».
ويضيف حصري، أنه على سبيل المثال كان هناك عدد من المقاتلين الجهاديين الذين جاءوا من الخارج ودخلوا إلى مدينة إدلب، ومكثوا عشرة أيام وعرضوا مساعداتهم، لكن الثوار والجيش السوري الحر رفضوا هذه المساعدة، ورفضوا أيضا استقبالهم، وأبلغوهم أنهم لا يتعاملون مع المتعصبين، لأن التعصب هو ترجمة للديكتاتورية، موضحا أنه كان لدى تلك العناصر القادمة من الخارج توجه جهادي، وكان عددهم لا يزيد على عشرة أشخاص، وأنهم غادروا سوريا بعد رفض الجيش الحر مساعداتهم.
وعن التقارير التي تقول، إن الجيش السوري الحر ليس بتلك القوة التي تمكنه من هز جيش الأسد، الذي أنفق على تسليحه مؤخرا أكثر من ثلاثة أضعاف ما أنفقه القذافي على جيشه، قال إن الجيش السوري الحر من الناحية العسكرية ومن ناحية العتاد، لا يقارن بالتأكيد مع الإمكانيات المتوفرة لجيش النظام السوري، الذي يملك المطارات والطائرات والطوافات وغيره.
وتابع قائلا، إن «الجيش السوري الحر، بالعتاد القليل الذي ينشق به عن جيش النظام السوري، لا يستطيع أن يسقط هذا النظام، لكن الميزة التي أعطاها للسوريين هي (ميزة معنوية) حتى الآن من خلال التشجيع على التخلي عن الأسد، والاستمرار في حماية المتظاهرين السلميين».
ويقول قادة في المعارضة السورية، إن مزيدا من الانشقاقات في صفوف جيش الأسد، كما يحدث حاليا بالفعل، ومزيدا من السلاح والتدريب كما هو مأمول، يمكن أن يعضد تأثير الجيش الحر في مجريات الأمور دون تدخل عسكري خارجي، وإن وجوده أسهم في تشجيع السوريين على تحدي النظام والتظاهر في العاصمة بشكل أكبر وأقوى عن ذي قبل.
ويرى حصري، أن «من يروجون لأقاويل عن دخول عدد كبير من الجهاديين أو غيرهم لمساعدة السوريين ضد النظام، ما هو إلا ترديد لرواية النظام السوري»، مضيفا، أن «شهداء سوريا الذين تجاوز عددهم ثمانية آلاف سوري ليس من بينهم اسم شهيد واحد لا يحمل الجنسية السورية».
نظام الأسد يجرد جنوده من القذائف الصاروخية خشية تمردهم

منشقون: الجيش يعتمد على القصف من خارج المدن

جريدة الشرق الاوسط..... القاهرة: هيثم التابعي ..... قالت مصادر في مدينة حمص السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن نظام الرئيس بشار الأسد أصبح يجرد جنوده من القذائف الصاروخية عند تقدمهم من المناطق المأهولة بالمدينة، خشية انشقاقهم، وإنه بات يعتمد على قصف عشوائي من خارج المدينة، وأفاد جنود منشقون حديثا من الجيش السوري النظامي التابع للأسد بأن السلطات قررت خفض تسليح جنودها في خطوط المواجهات مع الجيش السوري الحر قرب المدن الرئيسية ومنها حمص.
وأوضح الجنود أن الأسلحة الصاروخية الصغيرة وقذائف الـ«آر بي جي» (المضادة للدروع) تم سحبها من الجنود بشكل تام في المناطق التي تشهد مواجهات قرب المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في حمص، خشية انشقاق الجنود أو وقوع الأسلحة بأيدي الجيش الحر. وقبل أربعة أيام انشق نحو 2500 جندي سوري في منطقة سراقب بمحافظة إدلب الحدودية في شمال سوريا، وأظهرت مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» الجنود وهم يمسكون بأسلحتهم، ويرددون قسما خاصا بالولاء للثورة السورية في أحد أحياء إدلب وسط تشجيع المواطنين. وأوضح الجنود الذين انشقوا حديثا، وتحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مناطق متاخمة لمدينة حمص أمس، أن الأسلحة الخفيفة، ومنها القذائف الصاروخية، تم مصادرتها منهم فور الاقتراب من مدينة حمص قبل نحو 3 أسابيع، وأنهم تمركزوا على وحدات المدافع المرابطة خارج حمص بعد أن انضمت لهم راجمات الصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى مما استخدمت مؤخرا في حمص في محاولة لقمع الثورة التي تدخل شهرها الحادي عشر.
وقال الجنود، الذين انشقوا من منطقة القصير قرب مدينة حمص أثناء تبديل وحدات الجيش لمقاتليها ليلا، إن الجيش السوري أصبح أكثر اعتمادا على تكتيك مهاجمة المدن من الخارج، اعتمادا على الأسلحة الثقيلة بالمدافع وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات من على بعد يصل إلى 30 كلم، حتى يتجنب أي مواجهات مع الجيش السوري الحر، وبالتالي السماح للجنود النظاميين بالانشقاق. ولفت الجنود، الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرف السلطات على أسرهم والتنكيل بها، إلى أن الجيش السوري النظامي لا يقابل بترحاب في أي مكان؛ عكس ما كان يحدث في بداية الثورة حين كان الأهالي يمدونهم بالطعام والشراب، وهو ما قالوا إنه لم يعد يحدث على الإطلاق. ويعتمد الجيش السوري الحر في قتاله مع الجيش النظامي على أسلوب الكر والفر، وهو ما يتضمن سرعة الحركة والانقضاض الخاطف على وحدات الجيش السوري النظامي باستخدام أسلحة صاروخية خفيفة، وقذائف الـ«آر بي جي» التي تستخدم لإعطاب الآليات العسكرية خاصة الدبابات. ويقول مراقبون إن نظام الأسد يخشى من انشقاق الجنود بأسلحتهم الخفيفة حتى لا تذهب للجيش الحر. وقال مصدر سوري مطلع في القاهرة، إن وجود عناصر الأمن والاستخبارات السورية وسط الجنود السوريين تزايد في الفترة الأخيرة، وإن عناصر الأمن، التي تدين بالولاء المطلق لنظام الأسد، أصبحت نسبتها عنصرا أمنيا لكل 12 جنديا، خاصة على راجمات الصواريخ ومواقع المدفعية. وأوضح المصدر، الذي دخل حمص أكثر من مرة في الأيام الأخيرة، أن عناصر الأمن تلك لديها أوامر بقتل من يتردد في إطلاق الصواريخ أو المدافع، وهو ما شدد على أنه تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة وفقا لشهادات جنود منشقين.
أميركا قد تفتح باب تسليح المعارضة.. والاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على سوريا

المحافظون الجدد يطالبون أوباما بمعاونة الجيش الحر.. و«الصليب الأحمر» تدعو لوقف القتال ساعتين يوميا

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط».... فيما تزداد الترجيحات حول اتجاه الاتحاد الأوروبي نحو فرض عقوبات جديدة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بحلول الأسبوع المقبل، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن التوصل إلى حل سياسي هو أفضل السبل لتسوية الأزمة السورية، لكن إذا رفض الرئيس بشار الأسد هذا «فقد يكون علينا أن نبحث في اتخاذ إجراءات إضافية»، بينما خاطب عدد من قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس الرئيس الأميركي باراك أوباما في ضرورة وجود «تحرك عاجل وفعال للتخلص من الرئيس الأسد».. بينما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السلطات والمعارضة في سوريا إلى الاتفاق فورا على وقف لإطلاق النار ساعتين على الأقل يوميا للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين في المناطق الأشد تضررا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين أمس، بخصوص الموقف الأميركي الحالي من مسألة مساعدة المعارضة السورية عسكريا: «نحن نعتقد أن التوصل إلى حل سياسي لهذا هو أفضل السبل». وأضافت «نحن لا نعتقد أن من المنطقي المساهمة الآن في تكثيف الطابع العسكري للصراع في سوريا. فما لا نريده هو زيادة تصاعد العنف. لكن... إذا لم نستطع أن نجعل الأسد يستجيب للضغوط التي نمارسها جميعا، فقد يكون علينا أن نبحث في اتخاذ إجراءات إضافية». ويأتي ذلك بعد يومين من تصريحات لاثنين من قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس، هما السيناتور جون ماكين والسيناتور لندسي غراهام، بأهمية تقديم أسلحة إلى المعارضين السوريين، وقد أرسل عدد من المسؤولين السابقين وأعضاء بالأحزاب الرئيسية، أغلبهم من المحافظين، وخاصة الجناح اليميني المتطرف (حزب الشاي)، المعروفين باسم «نيوكون» (المحافظين الجدد)، خطابا إلى الرئيس أوباما عن أهمية «تحرك عاجل وفعال للتخلص من الرئيس الأسد».
وقال الخطاب: «لمدة أحد عشر شهرا حتى الآن، يموت الشعب السوري يوميا على أيدي حكومته لأنه يسعى للإطاحة بالنظام الوحشي لبشار الأسد. والأحداث التي وقعت مؤخرا في مدينة حمص، حيث لقي المئات من السوريين مصرعهم في غضون أيام قليلة، أظهرت أن الأسد لن يتوقف عن فعل أي شيء للحفاظ على قبضته في السلطة».
وأضاف الخطاب أنه «نظرا لفشل مجلس الأمن مؤخرا في التصرف، نحن نعتقد أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تأجيل مسؤولياتها الأخلاقية والاستراتيجية في سوريا. ما لم تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة والأفعال، إما منفردة أو بالتنسيق مع الدول التي تفكر مثلها، سوف يموت الآلاف من المدنيين السوريين، ومن المحتمل تحول الموقف إلى حرب أهلية مما يرجح اشتعال حالة عدم استقرار أوسع في الشرق الأوسط».
ومن بين الموقعين على الخطاب ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك شيني، وكانت مسؤولة عن مساعدات الشرق الأدني في الخارجية الأميركية، وكارل روف مستشار ومقرب من الرئيس السابق جورج بوش الابن. وبول بريمر حاكم العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003، وجون بودوريتز رئيس تحرير مجلة «كومنتاري»، وويليام كريستول رئيس تحرير مجلة «ستاندارد»، ومارتين بيريز رئيس تحرير سابق لمجلة «نيوريبابليك».
وطالب الموقعون أوباما بعدد من الخطوات العاجلة، منها «إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، بغية حماية المدنيين»، و«إقامة اتصالات مع الجيش السوري الحر، بهدف توفير مجموعة كاملة من المساعدات المباشرة»، و«تحسين التنسيق الأميركي مع جماعات المعارضة السياسية، للتحضير لما بعد الأسد في سوريا»، إضافة إلى «العمل مع الكونغرس لإصدار قوانين للعقوبات المتعددة الأطراف على الحكومة السورية».
وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس إن الاتحاد الأوروبي سيفرض على الأرجح الأسبوع المقبل عقوبات جديدة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال فسترفيلي لصحافيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك «سنتبنى مزيدا من العقوبات في أوروبا»، وأضاف «أعتقد أن العقوبات سيتم تشديدها الأسبوع المقبل لأن العنف مستمر».
ورفض فسترفيلي أن يذكر على وجه التحديد العقوبات محل الدراسة، لكن مسؤولا في مجموعة العشرين قال لوكالة «رويترز»، طالبا عدم ذكر اسمه، إن الاتحاد الأوروبي في طريقه إلى الاتفاق على إجراءات لتقييد قدرة البنك المركزي السوري على العمل.
وقال دبلوماسيون أوروبيون هذا الشهر إنهم يعملون على فرض جولة جديدة من العقوبات على سوريا ويأملون أن يضعوا اللمسات النهائية لها بحلول يوم 27 فبراير (شباط)، وستشمل هذه الجولة تجميد أصول البنك المركزي السوري بالإضافة إلى تجميد أغلب المعاملات معه. وصرح فسترفيلي بأن الوقت قد حان لزيادة الضغوط الدبلوماسية على سوريا، وأيدت الولايات المتحدة وبريطانيا ما قاله الوزير الألماني في المكسيك، وحثتا الصين وروسيا على فعل المزيد.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للصحافيين: «سنرسل رسالة واضحة إلى روسيا والصين ودول أخرى ما زالت مترددة بشأن طريقة مواجهة العنف المتزايد لكنها حتى الآن للأسف تتخذ الخيارات الخاطئة». وأضافت «علينا الاستعداد لإمكانية تعرض النظام السوري إلى ضغط متزايد، مما يعطينا جميعا مساحة أكبر لندفع قويا تجاه الانتقال.. وسنكثف جهودنا الدبلوماسية مع هذه الدول التي ما زالت تؤيد نظام الأسد». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس أنه ليس لديها أي مؤشرات على أن سفنا إيرانية قد رست في ميناء سوري في مطلع الأسبوع، وهو الأمر الذي يتناقض مع تقرير لوسائل إعلام إيرانية.
وكان تلفزيون «برس تي في» الإيراني قد قال إن سفينتين حربيتين إيرانيتين رستا في ميناء طرطوس السوري يوم السبت الماضي.. وأفادت أنباء بأن السفينتين تقومان بتقديم التدريب للقوات البحرية السورية. وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون «ليس لدينا أي دليل البتة من أي نوع كان على أن السفينتين الإيرانيتين قد رستا في موانئ سوريا»، وأضاف أن الولايات المتحدة ترى أن السفينتين «لم ترسوا في سوريا» في واقع الأمر. وقال ليتل إنه ليس ثمة أي شيء على ما يبدو «يسترعي الاهتمام بصورة استثنائية» بشأن التطور الخاص بالسفينتين.. ومضى يقول «يبدو أن هذا مجرد عبور روتيني نسبيا لقناة السويس».
إلى ذلك، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السلطات والمعارضة في سوريا إلى الاتفاق فورا على وقف إطلاق النار لمدة ساعتين على الأقل يوميا، للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين في المناطق الأشد تضررا مثل حمص. وقال رئيس اللجنة جاكوب كلنبرغر في بيان «كنا على اتصال مع السلطات السورية وأفراد من المعارضة على مدى الأيام الأخيرة لطلب هذا الوقف للقتال»، ودعا إلى صدور «قرار فوري لتنفيذ وقف مؤقت للقتال لأغراض إنسانية». وتابع «ينبغي أن يستمر (وقف إطلاق النار) ساعتين يوميا على الأقل حتى يتاح وقت كاف أمام موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري لتقديم المساعدات وإجلاء الجرحى والمرضى».
روائح كريهة تعم مناطق شمال لبنان القريبة من الحدود السورية وتتسبب بعوارض صحية

توقعات بأن مصدرها قصف مصفاة حمص أو احتراق مصنع للمواد الكيماوية

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... استفاق أهالي محافظة عكار في شمال لبنان على روائح كريهة تعم أرجاء المنطقة بأكملها بدءا من وادي خالد (الملاصق للحدود السورية) وحتى العبدة (بمدخل مدينة طرابلس) من دون معرفة أسبابها، وقد بدأت المراجع المسؤولة في لبنان في متابعة هذا الموضوع لمعرفة مصدر الروائح التي اشتكى منها الكثير من أبناء القرى والبلدات العكارية الساحلية والوسطية والجبلية، لا سيما أبناء وادي خالد وجبل أكروم والقبيات ومنطقة السهل على مجرى النهر الكبير.
وأوضح عضو كتلة المستقبل، النائب عن منطقة عكار، معين المرعبي، أن «هذه الروائح مصدرها المناطق السورية القريبة من الحدود اللبنانية». وأشار المرعبي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «المعطيات ترجح أن تكون الروائح ناتجة عن احتراق مصنع للكيماويات الزراعية أو أنبوب نفط أو خزانات نفطية في محيط مدينة حمص السورية»، لافتا إلى أن «هبوب الرياح من الجهة الشرقية أسهم في دفع هذه الروائح باتجاه لبنان بسرعة، بدليل أن الروائح في المناطق اللبنانية الواقعة قرب الحدود السورية قوية جدا، بينما تخف تدريجيا في المناطق الواقعة في العمق اللبناني».
إلى ذلك، توقع أحمد السيد، أحد أبناء منطقة وادي خالد، أن يكون «مصدر الروائح تفجيرا استهدف مصفاة النفط الرئيسية في مدينة حمص»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد هز المنطقة صوت انفجار هائل منتصف ليل أمس (أول من أمس)، ولدى استفسارنا من بعض من في الداخل السوري، أُفدنا بأن الانفجار وقع في مصفاة حمص، وفي الصباح استفقنا على هذه الروائح». كما أبلغ بعض سكان بلدات جبل أكروم، المتاخمة للحدود السورية، «الشرق الأوسط» بأن «الروائح الآتية من الجهة السورية قوية للغاية، وهي تسببت بأضرار صحية خصوصا لدى المرضى الذين يعانون الحساسية وأمراض الربو والجهاز التنفسي».
وإذا صحت المعلومات عن تفجير مصفاة حمص أو أنابيب نفطية، فإن هذا الحادث يأتي في سياق سلسلة تفجيرات مماثلة، بحيث اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية، الأسبوع الماضي، القوات النظامية بقصف أنبوب للنفط في حمص، مؤكدة أنه «تم قصف أنبوب النفط للمرة الثالثة في حمص، وهذه المرة (الثالثة) جرى قصفه بالطيران الحربي؛ إذ إن طائرتين حربيتين حلقتا فوق المنطقة ثم قصفتا الأنبوب». وسبق ذلك اتهام المعارضة السورية «الجيش النظامي السوري بقصف أنبوب النفط الذي يمر من حي بابا عمرو 3 مرات وتصاعدت منه أعمدة الدخان». أما السلطات السورية فألقت بالمسؤولية على عاتق «مجموعات إرهابية مسلحة تقوم بتفجير خطوط النفط في عملية تخريبية مدروسة».
موسكو ترفض المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس.. والصين ما زالت مترددة

الغنوشي: نرفض التدخل العسكري الأجنبي.. لبنان يعلن مقاطعته حتى لا يحسب مع أحد الأطراف

جريدة الشرق الاوسط.. موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم بيروت: يوسف دياب القاهرة: عبد الستار حتيتة... رغم تأكيدات راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي، أن تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر الجمعة المقبل «ألا يُتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا»، مشيرا إلى إمكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، أعلنت روسيا أمس رسميا عن رفضها المشاركة في المؤتمر، الذي من المقرر أن تحضره وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بينما ما زالت الصين تدرس الموقف دون أن تحسم قرارها. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا قالت فيه إن «روسيا تلقت دعوة للمشاركة في مؤتمر ما يسمى مجموعة أصدقاء سوريا، إلا أن هذه الفعالية تثير التساؤلات بقدر أكبر مما توفره من إجابات»، وأشارت إلى أن موسكو لا ترى إمكانية المشاركة لأنه لم يتم إطلاعها رسميا على قائمة المشاركين في المؤتمر وجدول أعماله.
وأشار ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، إلى خلو قائمة المشاركين في المؤتمر من ممثلي الحكومة السورية، بقوله إن «توجيه الدعوة إلى مجموعات معينة من المعارضة السورية وعدم توجيهها إلى ممثلي الحكومة يعني عدم تمثيل مصالح غالبية السكان السوريين الذين يدعمون السلطات في هذا المؤتمر».
وأعرب لوكاشيفيتش عن شكوكه تجاه أن يسهم اللقاء بمثل هذه التركيبة في إطلاق بداية الحوار الوطني الشامل من أجل البحث عن السبل الرامية إلى الخروج من الأزمة الداخلية الراهنة، وقال إن موسكو تعتقد أن الأمر يتعلق بتشكيل ائتلاف دولي يبدو على غرار «مجموعة الاتصال حول ليبيا»، بهدف دعم أحد الطرفين ضد الآخر في نزاع داخلي، على حد قوله.
وأشار إلى أن «هناك أسئلة جدية أيضا فيما يخص الوثيقة الختامية التي ستصدر عن هذا الاجتماع من جانب مجموعة مصغرة من الدول المشاركة، دون إطلاع غيرها من المدعوين الذين سيطلب منهم التوقيع على الوثيقة وحسب».
وأعلن لوكاشيفيتش عن أن روسيا تدعو كل أعضاء المجتمع الدولي إلى التصرف كأصدقاء لمجمل الشعب السوري؛ وليس لجزء معين منه، فيما وجه الدعوة إلى شركاء روسيا في الولايات المتحدة وأوروبا وفي المنطقة إلى «توحيد الجهود من أجل جمع ممثلي الحكومة والمعارضة حول طاولة المفاوضات دون أي شروط مسبقة، وحثهم على التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية إجراء الإصلاحات التي حان وقتها».
وقال إن موسكو تقترح إيفاد الأمين العام للأمم المتحدة لمبعوث خاص باسم أعضاء مجلس الأمن، من أجل تنسيق الجهود مع الحكومة السورية وكل الأطراف الأخرى بشأن القضايا الأمنية، وإرسال المعونات الإنسانية إلى سوريا.
من جهة أخرى، قالت بكين أمس إنها لم تحسم بعد أمر قبول دعوة للمشاركة في الاجتماع، وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحافية يومية «تلقت الصين بالفعل الدعوة المتعلقة بهذا الاجتماع، وهي لا تزال تدرس دور الاجتماع وآلياته وما إلى ذلك»، وتابع أن «الصين ترحب بكل الجهود التي يمكن أن تأتي بحل سلمي ومناسب للأزمة السورية».
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بلاده تريد أن يركز المؤتمر الذي سيعقد بحضور ما بين 70 و80 دولة، أهدافا ثلاثة هي: حشد الدعم لخطة الجامعة العربية للسلام في سوريا، والدفع باتجاه توحيد المعارضة السورية وحشد الدعم الدولي لها، وأخيرا إيجاد آليات لإيصال المساعدات للشعب السوري وللمناطق المنكوبة.. وهو ما بدأ الصليب الأحمر الدولي التداول بشأنه مع السلطات السورية.
وكشفت الخارجية الفرنسية عن أن الرئاسة المشتركة للمؤتمر الذي كانت باريس وواشنطن أول من دعا إلى عقده ستعود لتونس، البلد المضيف، وقطر التي ترأس الدورة الحالية للجامعة العربية. وعللت فرنسا هذا الخيار الذي تم التوصل إليه بـ«الإجماع» عبر التشاور، كما قالت، بالحاجة للإبقاء على «الدور المركزي» للجامعة العربية في الواجهة. وهذا التوجه يمكن فهمه باعتبار أن الغرض الأول للاجتماع هو توفير الدعم لخطة الجامعة العربية التي تدعو لحل سياسي في سوريا يمر عبر نقل السلطات أو جانب منها من الرئيس السوري إلى نائبه الأول وتشكيل حكومة مشتركة من المعارضة والحكم الحالي وإجراء انتخابات.
من جهة أخرى، حسم لبنان موقفه القاضي بعدم المشاركة في المؤتمر، واكتفت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول لـ«الشرق الأوسط»، «إن لبنان اتخذ موقفا نهائيا بعدم المشاركة في هذا المؤتمر»، بينما أعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بعد اجتماعه مع ميقاتي أمس، أنه تلقى دعوة من نظيره التونسي رفيق عبد السلام للمشاركة في المؤتمر، وأبلغه أن «لبنان مستمر بسياسة النأي بالنفس عن الأحداث الجارية في سوريا مراعاة لمصلحته العليا».
وتساءل منصور في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ماذا يريدون من لبنان؟ هل المطلوب أن نكون مع طرف ضد الطرف الآخر؟ لا لن نكون طرفا وسننأى بأنفسنا وسنكون مع سوريا الدولة والشعب، ولذلك لن نحضر هذا المؤتمر لأسباب معروفة وذلك مراعاة لمصلحة لبنان العليا وهذا موقف الحكومة اللبنانية وليس موقفي الشخصي، ونحن منسجمون مع أنفسنا».
وفي غضون ذلك، أكد راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي، أن تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا «ألا يُتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا»، مشيرا إلى إمكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الغنوشي «وزيرنا للخارجية (رفيق عبد السلام) اشترط لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا شروطا من جملتها ألا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، وأن تشارك كل الأطراف في المؤتمر بما في ذلك الروس والصينيون».
وأضاف الغنوشي «نحن نتفق مع طرح الجزائر بعدم التدخل العسكري الأجنبي في سوريا»، كما أجاب عن سؤال حول إمكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، بقوله «أتوقع أن تتجه السياسة التونسية إلى هذا».
أكبر المنشقين عن الجيش السوري رتبة: الأسد يريد تدمير حمص لإعلانها عاصمة لدولته الطائفية

العميد فايز عمرو قال لـ «الشرق الأوسط» إن النظام استخدم كل الوحدات العسكرية.. والجيش منهك ويعاني نقصا في الذخائر

أنطاكيا (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط»... أكد العميد الركن فايز عمرو، أكبر المنشقين رتبة عن الجيش السوري، أن النظام يعيش «مرحلته قبل الأخيرة»، وأن هدفه الأساسي الآن هو إحراق حمص من أجل إعلانها عاصمة لدولة طائفية رفض أن يسميها، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي تنتشر على الساحل السوري وفي قرى حمص.. وقدم العميد عمرو الذي كان يرأس المدرسة الفنية الجوية في حلب قبل انشقاقه ولجوئه مع أفراد عائلته إلى تركيا لـ«الشرق الأوسط» مشاهدات مثيرة عن الوضع داخل النظام السوري مفادها أن أعضاء في مجلس الشعب هم قيد الإقامة الجبرية، وأن جميع المسؤولين ممنوعون من دخول السفارات، وأن الجيش يعاني من الإرهاق ونقص الذخائر، كاشفا عن أن ذخائر ناقلات الجند قد نفدت فتوقفت عن القتال نحو أسبوعين قبل وصول شحنة ذخائر روسية. وأعلن عمرو أن الكثير من الضباط يرغبون بالانشقاق، لكن الأمن الذي ترك الشوارع والتحق بالوحدات العسكرية يحصي على الضباط أنفاسهم. وفي ما يأتي نص الحوار:
* متى اتخذت قرار الانشقاق عن النظام؟
- منذ لحظة استخدام الدبابات لأول مرة ضد المدنيين في درعا وحمص، اتخذت قراري، لكن كان بإمكاني أن أفيد الثورة من خلال موقعي. ولما وصلت الأمور إلى حد الاضطرار إلى إعطاء الأوامر بإطلاق النار على أبناء شعبي نفذت قراري، وهناك الكثير من الضباط الذين لديهم الموقف نفسه.
* كيف هو وضع الجيش حاليا؟
- الجيش في حال يرثى لها. كل قائد كتيبة دبابات، يوجد إلى جانبه الآن وفي مقر قيادته 3 أو 4 من أفراد الأمن الموثوقين من قبل النظام. هناك بعض الضباط من الطائفة العلوية كانوا على وشك الانشقاق لكن هذه المخاوف منعتهم. الأمن أصبح موزعا على كل تشكيلات الجيش إلى حد أنه لم يعد هناك من عناصر كافية لقمع المتظاهرين، فحتى كل مفرزة فيها عناصر من الأمن، وكل منطقة يقود العمليات فيها ضابط أمن عسكري أو ضابط أمن جوي.
* الجيش السوري يقول إنه يواجه عصابات مسلحة لا مدنيين! - أنا أتحدى أكبر استخبارات العالم أن تثبت أن هناك عصابات مسلحة. لم يصل إلى داخل سوريا أي قطعة سلاح غير الكلاشنيكوف التي حصلنا عليها من المنشقين عن النظام، أو التي اشتريناها من جنوده. هناك أسلحة سربت عن طريق حزب الله إلى المعارضين تتضمن خلطات فاسدة، كقذائف الـ«آر بي جي» التي لا تنطلق، والذخائر المحشوة بمادة الـ«تي آند تي» المتفجرة التي تنفجر بمطلق النار عند استعمالها.
حتى الشهر الخامس من الانتفاضة لم يكن ثمة سلاح في أيدي المدنيين، لكن النظام أجبرهم على ذلك. إنه يجهز لإنشاء إمبراطورية في الساحل، وهو يحرق حمص ليعلنها عاصمة لدولته هذه. حمص تواجه خطر إبادة حقيقيا.
* أنت كنت في حلب، فلماذا برأيك لم تشملها الانتفاضة حتى الآن؟
- لسببين، المجتمع الحلبي جاهل ومسحوق ثقافيا ودماغه مغسول. 90 في المائة من مجتمع حلب لا يمتلك الكفاءة. كل شيء مهيأ لهم، مجتمع بعيد كليا عن السياسة إلا النخبة التي لا يعول عليها. والسبب الثاني هو الفعاليات الاقتصادية، فالنظام سمح في حلب بالممنوع، لكن الناس بدأت تحس الآن باقتراب الضربة الأمنية منهم، وأتوقع أن تتغير الأمور في حلب جذريا في الأيام والأسابيع المقبلة. لكن علينا أن ننتبه أن ريف حلب مشتعل منذ اللحظة الأولى، لكن الإعلام لا يعطيه حقه.
* ما هي مشاهداتك من الداخل للوضع الأمني ووضع النظام؟
- هناك مجازر لا يعلم بها الناس في الخارج حتى الآن. في حمص أنا أجزم بأنه سقط خلال الانتفاضة الأولى للمدينة نحو 2000 شهيد. سيارات القمامة عملت خلال أربعة أيام على نقل الجثث، وإطفائيات حمص نظفت الشوارع، ثم تمت تصفية كل من ساهم بهذه العملية. أما مجزرة تل النصر، فقد سقط فيها نحو 190 شهيدا خلال تشييع 20 شهيدا.
* ماذا عن الوضع داخل النظام؟
- من خلال اجتماعاتي الشهرية مع كبار الضباط، لاحظت أن التفكير الأمني طاغ لدى هذا النظام. تفكيره أمني لدرجة أنه لم يعترف حتى الساعة بوجود حراك شعبي. وهذا النظام يهدد كل من معه، بأن المطلوب ليس فقط رأس بشار الأسد، بل النظام بأكمله.
* ما تأثيرات التطورات الدولية الأخيرة على موقف النظام؟
- إن كل موقف دولي يهز أركان النظام. فعندما تطلب الولايات المتحدة تنحي الأسد يهتز، لكن عندما تقول إنها ليست في وارد التدخل عسكريا يقوى. تصريح واحد منهم يقصر عمر نظامه أشهرا. النظام مهتز ولن يتمكن من الاستمرار طويلا، وأنا أدركت ذلك من خلال التعاميم التي يرسلها، ووضع الجيش مهزوز فحتى الطعام ينقصه أحيانا، والجنود باتوا يقبضون على المدنيين ويضعونهم معهم في الحواجز ليناموا معهم ليحتموا بهم من الضربات.
* ماذا قصدت بالتعاميم؟
- أنا أعرف أشخاصا من مجلس الشعب هم تحت الإقامة الجبرية الآن، ممنوع عليهم أن يغادروا من مكان إلى آخر إلا بتصريح من الأمن. السفر إلى الخارج قطعا ممنوع. منذ شهر ونصف الشهر صدر تعميم بـ70 مادة تمنع القيام بأي شيء تقريبا إلا بموافقة أمنية. الدخول إلى السفارات أصبح ممنوعا على أي كان.
* ماذا عن الوضع الميداني للجيش؟
- النظام يعيش المرحلة قبل الأخيرة، وهو مستعد لقتل 20 مليون سوري على أمل الاستمرار. قوته العسكرية منتشرة في كل أنحاء سوريا، لم تتبق وحدة عسكرية لم تتحرك، بما فيها وحدات التدريب الجامعي، وفي معسكر الضمير الجامعي تمت تصفية ضباط وجنود رفضوا المشاركة في قمع المظاهرات. الدفاع المدني استخدم، وكذلك الجيش الشعبي. والنظام يسحب قوات كبيرة نحو الساحل وفي رأسه شيء ما، ومعلوماتي شبه المؤكدة أنه يتجه لإعلان قيام دولة طائفية لا أريد أن أسميها.
* حكي هذا الكلام بشكل مباشر خلال الاجتماعات؟
- تلميحا، لكن أنا كقائد عسكري أفهم.
* هل هناك سلفيون يقاتلون إلى جانب الجيش الحر؟
- كل من يقول بوجود سلفيين في سوريا مخطئ..الجيش الحري قاتل ومعه بعض المدنيين المنضمين إليه.
* ومن «القاعدة»؟
- أعوذ بالله. ملف «القاعدة» المسؤول عنه في سوريا اللواء أديب نمر سلامة من أيام الغزو الأميركي للعراق، هو يؤمن سفرهم إلى هناك وعودتهم إلى سوريا.
* هل صحيح ما يقال عن نقص في الذخائر؟
- لو لم تأت الباخرة الروسية المحملة بالذخائر لكان النظام في أزمة. الآليات التي تحمل الرشاشات الثقيلة فقدت ذخيرتها من مخازن الجيش، ولم يستخدمها لنحو أسبوعين إلى أن وصلت الشحنة الروسية.
* هل صحيح ما يقال عن وجود مستشارين روس وإيرانيين في سوريا؟
- الروس موجودون، ولديهم عقود بمئات ملايين الدولارات لتطوير أنظمة في الجيش، والخبراء الإيرانيون موجودون. في محطة جندر (الكهربائية) وحدها يوجد 50 خبيرا وهي كلها لا تحتاج إلى خبير واحد. في حلب يوجد إيرانيون وفي بعض القرى الشيعية شمال حلب. حتى أنهم صاروا يحلقون لحاهم للتمويه، والرحلات القادمة إلى سوريا بمعظمها تحوي إيرانيين، وهناك قسم دخل عن طريق لبنان.
* هل من دور مباشر لهم؟
- قطعا، خصوصا في التعذيب. لقد استوردنا 3 أنواع من التعذيب منهم ككسر الرقاب والحرق والمساكب.
* كيف غادرت سوريا؟
- غادرتها برحلة استمرت 3 أيام كانت محفوفة بالمخاطر. كنت أود الذهاب عبر لبنان، لكن لبنان محكوم من حزب الله وعلمت بأنه جرى تسليم الكثير من الجنود المنشقين إلى النظام.
* وعائلتك؟
- استطعت تأمين إيصالهم إلى مكان آمن خارج سوريا قبل رحيلي.
* ما هي مخططاتك الآن.. هل ستكون رئيسا للهيئة الاستشارية للجيش الحر كما يقال؟
- لا أطماع لي، نحن نحاول رص الصفوف وتوحيد العمل. لست آتيا لأي منصب ولا لشيء.. نحن نحاول وقف المجازر اليومية المرتكبة بحق شعبنا.. هناك من يحاول إيجاد شرخ طائفي، كما حصل عند اغتيال الكاهن المسيحي في حماه، وأنا أجزم بأن النظام هو من اغتاله بعد مراقبة دقيقة.
* ما الدافع؟
- لقد كان يحاول تجنيد أبناء البلدة مع الشبيحة لقمع الانتفاضة.. لكن أحدا لم يقبل منهم.
 
البرلمان المصري يطالب الحكومة بسحب سفيرها من دمشق نهائيا.. وطرد سفير سوريا من القاهرة

قال لـ«الشرق الأوسط»: ليس لدينا معلومات عن عدد الرعايا المصريين في سوريا

القاهرة: عبد الستار حتيتة وسوسن أبو حسين.... في لغة تشير إلى عدم اقتناعه بموقفها تجاه الأزمة السورية، طالب البرلمان المصري من الحكومة أمس بالإعلان صراحة عن سحب سفير مصر في دمشق، وطرد سفير سوريا من القاهرة، وذلك وفقا لبيان أصدرته لجنة الشؤون العربية بالبرلمان الليلة الماضية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في البرلمان أن وزارة الخارجية المصرية وعددا من النواب يقفون وراء تأخير قرار صريح بسحب السفير المصري من دمشق، وعدم اتخاذ قرار حاسم بطرد السفير السوري من القاهرة، رغم تفاقم الأوضاع في سوريا بشكل خطير وقيام دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية بتطبيق توصيات الجامعة العربية بسحب سفرائها من دمشق.
وجددت مصادر في الخارجية المصرية أمس ما سبق وقاله وزيرها، محمد كامل عمرو، من أن عدم اتخاذ إجراءات مصرية دبلوماسية قوية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى رأسها سحب السفير المصري بشكل صريح، يرجع إلى خوف القاهرة على عمالتها وجاليتها في سوريا، رغم إفادة مسؤول في الحكومة المصرية بأن حال المصريين في سوريا ليس بالخطورة التي أشارت إليها بيانات الخارجية المصرية أخيرا.
ورغم أن نوابا في لجنة الشؤون العربية بالبرلمان كانت لهم رؤية في اجتماع عقد أخيرا بأن تأخير سحب السفير المصري لم يكن هناك ما يبرره، خاصة بعد قرار دول الخليج، بدا من حديث مصادر في البرلمان أمس وجود خلافات في الرؤى بين عدد من القيادات السياسية والنواب ووزارة الخارجية من جانب، ولوبي تتزعمه جماعة الإخوان من جانب آخر، مشيرة إلى أن نواب الإخوان دفعوا في طريق تصعيد الموقف ضد سوريا إعلاميا، بسبب غضب الشارع المصري، ما اضطر الخارجية المصرية لـ«الإبقاء» على سفيرها في دمشق في القاهرة، مؤقتا، دون الإعلان عن سحب السفير صراحة، ودون الإعلان أيضا عن طرد السفير السوري، والاكتفاء بالقول: إن دمشق هي من طلبته.
وردا على أسئلة «الشرق الأوسط» قال رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، محمد السعيد إدريس، إنه لا توجد معلومات لدى البرلمان عن العمالة والجالية المصرية في سوريا. وأوضح: «ليست لدينا معلومات لأن مجلس الشعب (البرلمان) بدأ عمله حديثا، ومصادر معلوماتنا من الحكومة.. مثل هذه المعلومات تكون في وزارة الخارجية لا مجلس الشعب. وليس كل المصريين في الخارج يسجلون أنفسهم».
ورغم قيام لجنته بإصدار عدة بيانات دعت فيها إلى سحب السفير المصري وطرد السفير السوري، تساءل إدريس مستنكرا الدعوات لسحب سفير مصر من سوريا، قائلا: «هل قطع العلاقات مع سوريا لمصلحة الثورة السورية أم لا؟.. أن نصدر بيانات ونعلن عن بيانات، ماذا يفيد الثورة السورية»، مشيرا إلى أن «البعض كانت له وجهة نظر، وأنه كان هناك حوار حول هذا الموضوع. السؤال هو إلى أي حد إغلاق السفارة المصرية يخدم هذا الهدف؟ هذا يجعل مصر تتفرج من بعيد، بينما أطراف أخرى تعمل.. هل تركيا سحبت سفيرها من دمشق أو طردت السفير السوري من أنقرة. لم يحدث. بعضنا يهوى البيانات».
وفي وقت لاحق من الليلة الماضية أصدرت لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب ثالث بيان لها بشأن الأزمة السورية، وطالبت الحكومة المصرية بتصعيد المواجهة مع النظام السوري بأن يكون سحب السفير المصري من دمشق سحبا كاملا، وطرد السفير السوري من القاهرة كإعلان صريح على أن مصر لا يمكن أن تصمت على جرائم هذا النظام ضد الشعب السوري.
كما طالبت اللجنة في بيان تلاه إدريس أمام نواب المجلس خلال جلستهم المسائية بتجميد كافة أشكال التعاون مع النظام السوري والتأكيد على أن هذه الخطوات وغيرها يجب أن تكون مصحوبة بتكثيف كل أنواع الدعم للثورة السورية.
وقال البيان: «إن مصر مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بأن تقوم بواجبها الوطني نحو سوريا، وأن تقود عملا جادا لنصرة الثورة السورية والضغط على النظام لإجباره على الاستجابة لمطالب الشعب».
وأكد البيان أن الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام السوري تضع الثورة السورية أمام طريق مسدود، وخاصة ما يتعلق بحرص الثوار على رفض التدخل الأجنبي، ورفض عسكرة الثورة، ورفض الانقياد نحو الحرب الأهلية والطائفية وما يفرض ذلك من ضغوط مشروعة لتجاوز كل المحاذير.
وأضاف أنه تدعيما لقرار مجلس الشعب بتجميد العلاقة مع مجلس الشعب السوري سيتم العمل على محاصرة وإقصاء ممثلي هذا المجلس في كافة المحافل البرلمانية العربية والإسلامية والدولية والتنسيق مع النواب الذين ثاروا على هذا المجلس وانضموا إلى صفوف الثورة في كل ما من شأنه دعم الثورة في سوريا.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أنه تم استدعاء السفير المصري من دمشق إلى حين إشعار آخر «دون تسمية ذلك بسحب أو تصنيف أو ربطه بعمالة مصرية في سوريا».
وأشارت المصادر إلى أن الموقف المصري الرسمي تجاه سوريا مبني على التطبيق الفوري والكامل والأمين لكافة بنود خطة العمل العربية، والتأكيد على أولوية الحل العربي ورفض التدخل العسكري في سوريا. وضرورة إحداث تغيير سلمي وحقيقي يستجيب لطموحات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.
 
محاصِر حمص محاصَر!

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط... بينما يحاصر بشار الأسد وقواته حمص طوال أربعة عشر يوما، بالنار والحديد، حاصرته دمشق، وقلبت الطاولة عليه، وأجبرت الجميع أن يرقصوا على إيقاع دمشق، كما قلنا أمس، فبات الأسد نفسه محاصَرا اليوم في عاصمته بعد أن كان هو من يحاصر السوريين في مدنهم وقراهم!
فعندما ترى ربكة النظام الأسدي، وانحسار المدافعين عنه إعلاميا، وترى الدول، إقليميا ودوليا، تغير مواقفها، أو تلمح إلى ذلك، فهذا يعني أن الأسد هو المحاصَر اليوم، وليس حمص، أو حماه، أو درعا، أو الزبداني، أو إدلب. وعندما ترى «علم الاستقلال» السوري يرفع في دمشق، فإن ذلك يعني أن الأسد هو المحاصَر، وليس الثوار الذين فاجأوا العالم، لكنهم لم يفاجئوا من يعرف سوريا، وبطش النظام الأسدي. وعندما تسمع الأمين العام للجامعة العربية - نعم الأمين العام - يقول إنه بات يلمس تغيرا في الموقف الروسي والصيني، ويقول إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس سيكون من أجل مزيد من الضغط على النظام الأسدي، فهذا يعني أن الأسد، ونظامه، هم من باتوا تحت الحصار اليوم، وليس السوريون.
وبالطبع، عندما تسمع الخارجية التونسية تتراجع وتقول إن المعارضة السورية، والمجلس الوطني، سيكونان مشاركين في مؤتمر «أصدقاء سوريا» بتونس، فحينها ستتأكد أن النظام الأسدي هو من بات تحت الحصار اليوم، سياسيا، واقتصاديا. فمظاهر التحدي في دمشق، وكذلك حلب، كلها تعني، ومن دون شك، أن النظام الأسدي بات في أصعب مراحله، وبدأ الحبل يطوق عنقه، فما يحدث بدمشق من مظاهرات يدل على أن ما يقوم به الثوار السوريون هو عمل منظم، وممنهج، يعتمد على عنصر المفاجأة، ويتسم بالدقة، وليس عملا عشوائيا، أو مجرد رغبة في الانتقام من النظام الأسدي. فالواضح أن الهدف من مظاهرات دمشق هو إحراج الأسد ونظامه، ومن أجل شق صفوفه كذلك، بل وصفوف من كانوا على الحياد تجاهه، دوليا وإقليميا، أو من هم معه قلبا وقالبا، مثل موسكو والصين.
والحقيقة أن حصار الدمشقيين للأسد لم يسقط فقط حجج النظام نفسه، بل وحجج المتبجحين بأن هناك مخططا خليجيا لإسقاط الأسد، في حالة تزوير مفضوحة، فها هي مصر تكسر صمتها ضد نظام الأسد، ومثلها الأمين العام للجامعة العربية، وقبلهما كانت دمشق وحلب، فكيف يقال بعد كل ذلك إن الخليجيين هم من أرادوا إسقاط الأسد؟ بل ألا يخجل هؤلاء وهم يرون قوات الأسد وهي تحيط السفارة الإيرانية في دمشق بتعزيزات أمنية مكثفة لحمايتها من السوريين، بينما تعرض منزل القنصل البحريني للاعتداء، وقبله السفارة القطرية بدمشق؟ فالواضح اليوم أيضا أن سفارة طهران، التي قامت بإرسال سفينتين حربيتين لسوريا، هي نفسها تحت الحصار أيضا بدمشق مثلها مثل الأسد، الذي توافق السوريون على إسقاطه وليس الخليجيون، ولذا ثارت دمشق ومعها حلب، نصرة لحمص، وحماه، وإدلب، والزبداني، ودرعا، وغيرها، وذلك للإطاحة بالأسد. ولذا، فإن جميع الحقائق على الأرض، وخصوصا ما يحدث في دمشق وحلب، يقول لنا إن المحاصَر فعليا اليوم هو الأسد نفسه، وليس حمص أو غيرها من المدن السورية.
 
مأزق القوميين العرب!

عبد المنعم سعيد... جريدة الشرق الاوسط... لا أدري ما إذا كان ممكنا اعتبار الأستاذ محمد حسنين هيكل واحدا من القوميين العرب أم لا، لكن على الرغم من بعده التنظيمي فإن هؤلاء اعتبروه دائما واحدا منهم باعتبار علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر، ونتيجة أنه كان دائما من معارضي فكرة «مصر أولا» التي تعطي للوطنية المصرية بعدا أعمق بين المصريين مما كانت تعطيه «القومية العربية». لكن أيا ما كانت العلاقة بالحركة في اتجاه واحد، أو بالهوية الفكرية، فإن القوميين العرب باتوا يشعرون بحيرة بالغة إزاء ما بات يسمى في الولايات المتحدة، والغرب عموما، الربيع العربي، وبغض النظر عن التسمية، تبدو إرهاصات الثورات العربية التي انفجرت خلال العام الماضي في بلاد أخرى خلال العام الحالي. هذه الثورات السابقة، وتلك التي توشك أن تكون لاحقة، لم تستثنِ بلدا عربيا، ملكيا كان أو جمهوريا، سواء أخذت شكل انفجار كامل، أم قلاقل ومظاهرات وإضرابات. وهي كذلك لم تستثنِ أحدا مهما كانت هويته، محافظة أو حتى ثورية، على اعتبار أن «الثورية» في القاموس العربي ارتبطت دوما بالقوميين العرب الذين، مثلهم مثل الحركات الكبرى، كانوا مساحة ممتدة بين يمين ويسار. هنا فإن الثورة الليبية من قبل، والأخرى في سوريا الآن، وبينهما داخل ادعاءات شتى، كانت الثورة في اليمن، طالت من كانوا يدعون «الثورية» و«الوحدوية» و«القومية العربية».
«الربيع العربي» جاء بشكل ما، وأحيانا ثورة على الثورة؛ لأنها استبدادية وديكتاتورية، وفيها من الفاشية ملامح عدَّة، لكن الأستاذ محمد حسنين هيكل، في حديث مطول للغاية (13 صفحة على 3 أيام في صحيفة «الأخبار» القاهرية الغراء مع الأستاذ ياسر رزق)، وجد نفسه في ذلك المأزق بين الثورة الجديدة وتلك القديمة، وما بين الاستبداد القائم، وما يتخوف منه القومي العربي التقليدي بأنه ما من ثورة على الثورة العربية إلا وكانت جزءا من مؤامرة عربية استعمارية وصهيونية، تماما كما يقول بشار الأسد الآن، ومعمر القذافي من قبلُ. فبعد تشريح طويل وعميق لكل أجزاء الثورات العربية، خاصة المصرية، وأركانها، وأبعادها، وماذا فعل هذا، وما لم يفعله ذاك، مع تمزيق للنظام القديم وكل ما كان فيه، فإنه يقبل فجأة على مأزقه التاريخي على الوجه التالي: «لا أحد في مقدوره أن يقنعني أن البستاني الموهوب في فردوس (الربيع العربي) هو الرئيس الأميركي باراك أوباما، أو وزيرة خارجيته الطموح هيلاري كلينتون، أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أو رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون»!! (علامتا التعجب موجودتان في الأصل). ثم يضيف: «لا البنتاغون بستاني الربيع العربي، ولا مجلس التعاون الخليجي هو قيادة ثورة الديمقراطية في العالم العربي».
هنا يخلع القومي العربي قفازه، ملمحا إلى أن الثورة العربية الجديدة ليست الأصالة التي يتصورها صانعوها، بل إنها، على الأرجح، صناعة أجنبية، سواء أجاءت من قلاع الإمبريالية أم من المحافظين العرب، حتى لو كان الأستاذ يحترم الكثيرين في مجلس التعاون الخليجي، كما قال، لكن ما كان تلميحا يظهر فورا في شكل تصريح، فالواقع «أن هناك حالة ثورة في سوريا، لكن هناك من يحاول الاستيلاء من الخارج على الثورة في سوريا!!». ماذا يكون الموقف إذن عندما تكون لديك ثورة، لكنها معرضة للإغارة وفقدان الاتجاه نحو العدو الأصلي القادم من الغرب؟ هنا فإن القومي العربي يصل إلى قمة مأزقه؛ لأن تعريفه لذاته ليس مع «العربي» أو مع «الأمة»، لكنه قائم على ما هو ضده من غرب وإسرائيل. وهنا جرى استحضار الذاكرة التاريخية للثورة العربية الكبرى التي جرت في الشام أيضا، لكنها أخطأت لأنها اعتمدت على الشريف حسين، الذي اعتمد على الكولونيل لورانس، الذي سلمها إلى المارشال اللينبي، الذي دفع ثورة الشام إلى سيطرة فرنسا وبريطانيا، إثر اتفاقية «سايكس بيكو» القديمة. ولكي يتم حل هذا المأزق الأخلاقي والتاريخي فإن صاحبنا يعلن: نعم، نحن مع الشعب السوري في ثورته، لا يأخذها أحد غيره. وترجمة ذلك أن يقف الشعب السوري دون عون أمام 4000 دبابة، و220 ألف جندي، ومئات الطائرات، ويقبل المجزرة ومعها الشهادة وانتهاء الثورة التي شرط طهارتها أن تنجح دون معاونة من أحد، لا من الإقليم ولا من العالم. والحقيقة أنه لو كان الحال كذلك في ثورات العالم كلها لما نجحت واحدة منها.
على أي الأحوال، فإن الأستاذ هيكل يحسم الموضوع كله باستحضار كتاب عن الثورة الليبية تحت عنوان «الحرب من دون أن تحبها»، نشره في باريس برنارد هنري ليفي، صديق ساركوزي - وهذه تهمة من ناحية - وعاشق للدولة الصهيونية من ناحية أخرى - وهذه تهمة أعظم وأكبر من ناحية أخرى. التاريخ هنا يعيد نفسه، فما جاء في كتاب ليفي هو «بالضبط» ما جاء في كتاب «أعمدة الحكمة السابعة» الذي ألفه لورانس العرب، وعلى الرغم من الفروق هنا وهناك فإن البريطاني كان صانعا للثورة العربية الكبرى، أما اليهودي ليفي فقد كان صانعا للثورة الليبية.
هل يمكن بعد ذلك كله ألا نبكي على سقوط القذافي الذي أذاق الشعب الليبي كل صنوف العذاب، وأعطى للشعوب العربية كل أسباب العار، وألا نقف جميعا صفا واحدا مع بشار الأسد كما فعل «الفيتو» الروسي والصيني الذي لم يكن من أجلنا - والكلام للأستاذ هيكل - لكنه أيضا لم يكن ضدنا؟ «بل إنه ليس ضد الثورة في سوريا إذا كانت الثورة في سوريا قادرة ومستغنية بقوى شعبها». وذلك كله يأتي ممن على علم كامل بقوة الأسلحة الحديثة، وفضيحة «التوريث» السوري من الأب إلى الابن، والعنت والظلم والجحيم التي عاشها الشعب السوري عاما بعد عام، لكن ذلك كله أمر في دمشق، لكنه في القاهرة أمر آخر. في مصر كل ما جرى مقبول ولو عليه ملاحظات وتحفظات وحتى تخوفات، لكنه في الشام وليبيا، حيث الحكام من طينة مختلفة هذه المرة فإن الملاحظات والتحفظات والتخوفات تجري في الطريق المضاد، حيث الثورة أقرب إلى الخيانة العظمى. وفي الخاتمة لفتت نظري فقرة في حديث هيكل؛ حيث هناك موعد مع حقائق الأزمة الاقتصادية «على الرغم من مرونة في المقاومة أدهشت كثيرا من المراقبين فقد كانوا يتوقعون لحظة الانفجار الكبرى أمس ولم يحدث، وتوقعوها اليوم، ثم بدا أنها مؤجلة، وسمعت بنفسي من أكبر الخبراء أن مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على المقاومة مدهشة». بعد ذلك يصف الأستاذ عدم انهيار الاقتصاد المصري بأنه «معجزة»، لكنه يرى في المعجزات ظواهر استثنائية، وهو ليس على استعداد، إطلاقا، لأن يعطي نظاما سبق بعض فضل فإنه ترك اقتصادا متنوعا، وفيه من الاحتياطيات والقدرات ما يجعله يصمد في وجه 28 مليونية وتوابعها من اعتصامات وإضرابات، ومعه - على عكس ما قال في مكان آخر - طبقة رأسمالية لديها أرصدة أكثر مما يعتقد الأستاذ الكبير.
 
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,342,941

عدد الزوار: 7,755,139

المتواجدون الآن: 0