حمدان لـ «الحياة»: للخروج من دوامة «التوطين» ندعو الى ميثاق سياسي فلسطيني - لبناني

تاريخ الإضافة الأحد 6 حزيران 2010 - 8:00 ص    عدد الزيارات 874    التعليقات 0

        

حمدان لـ «الحياة»: للخروج من دوامة «التوطين» ندعو الى ميثاق سياسي فلسطيني - لبناني

 

الأحد, 06 يونيو 2010
الدوحة - محمد المكي أحمد

دعا مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أسامة حمدان إلى ميثاق وطني فلسطيني وميثاق سياسي فلسطيني - لبناني للخروج من «دوامة قضية توطين الفلسطينيين في لبنان»، مشدداً على أهمية أن يتضمن الميثاق المقترح حق العودة للفلسطينيين مع أهمية منح الفلسطينيين في لبنان حقوقهم الإنسانية كحق العمل والتملك والصحة والتعليم. وعن المصالحة الفلسطينية، قال إن مدخلها هو لقاء بين قيادتي «فتح» و«حماس»، مؤكداً أن المصالحة يجب أن تفتح باب الشراكة لكل القوى الفلسطينية.

وشدد حمدان في حديث الى «الحياة» على هامش مشاركته في «منتدى الجزيرة الخامس» (قبل أزمة أسطول الحرية) على أن الحركة «لا تقبل أن يكون موضوع المخيمات الفلسطينية في لبنان نقطة إثارة». ودعا إلى معالجة موضوع السلاح الفلسطيني في لبنان ضمن قضايا أخرى تنبغي معالجتها. كما رأى أنه «آن الأوان أن يقول الفلسطينيون (جميعاً) إن برنامجنا هو برنامج تحرر وطني لا برنامج بحث عن حلول أو تسويات»، مشدداً على حرص «حماس» على المصالحة، لكنه قال إن «الأمر في ملعب رام الله» في إشارة إلى السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.

واعتبر أنه لا يمكن إغلاق ملف المصالحة، وأن «حماس» ستظل حريصة على إبرام المصالحة، وهذه مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل القوى الفلسطينية. وتابع: «ربما من يعتبر نفسه قوة أساسية (يقصد فتح) عليه أن يتحمل مسؤولية أكبر في ذلك، ولا شك في أن الفيتو الأميركي عطل المصالحة حتى الآن. لكن الخطورة ليست في الفيتو فقط، فالفيتو يجد له صدى عند بعض الفلسطينيين وله صدى عند بعض الإقليم، فمواجهة الفيتو الأميركي باتت أمراً مطلوباً».

وأشار إلى أن آخر محاولة لإنجاز المصالحة الفلسطينية عملياً سبقت القمة العربية (في سرت في ليبيا) ولم تنجح على رغم وجود دعم لها. وقال حمدان إن مبادرة «حماس» قبيل القمة العربية الأخيرة حددت إطاراً واضحاً للمصالحة التي يجب أن تقوم على فتح باب الشراكة لكل القوى الفلسطينية في إدارة الشأن الفلسطيني، وأنه يمكن ترجمة ذلك عملياً من خلال ثلاثة عناوين أساسية، العنوان الأول هو تشكيل إطار قيادي فلسطيني غير قابل للتعطيل وقراراته أيضاً غير قابلة للتعطيل. المسألة الثانية هي أنه طالما أن الشعب الفلسطيني يخوض مقاومة وهناك أجهزة أمنية فلا بد من تشكيل مرجعية أمنية فلسطينية عليا تعيد بناء الأجهزة وتديرها. أما المسألة الثالثة فتتعلق بالتوافق على تشكيل هيئة مستقلة لإدارة الانتخابات الفلسطينية في ما يتعلق بمنظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية.

ونفى وجود سقف زمني حيث ترتبط المصالحة باتفاق الإرادات، مؤكداً أن «حماس» مستعدة في أي لحظة للقاء (القيادي مع «فتح»)، وأن الأمر في ملعب فريق رام الله. وأوضح أن أهمية اللقاء تكمن في أن يرى العالم المشهد الفلسطيني موحداً، والفكرة الأهم أن يلتقي من يحمل مسؤولية القرار، «لأن تجربتنا في بعض الحوارات أننا كنا نحاور أشخاصاً في مواقع قيادية ثم يقال إنهم غير مخولين أو مفوضين، نحن نحترم ذلك على رغم أنه يجب أن يكون كل مفاوض مخولاً، وحتى نتجاوز هذه العقدة دعونا للقاء قمة قيادي (بين فتح وحماس)، وما زالت هذه الدعوة قائمة».

وقال إن الرسالة التي يمكن توجيهها الآن محددة وفي اتجاهين: أولاً لا يوجد رابح من استمرار الانقسام، ومَن يظن أنه يحقق مكاسب من استمرار الانقسام هو الخاسر الأكبر في المعادلة، وحتى نبدأ بتحقيق مكاسب لا بد من أن تتحقق المصالحة (الفلسطينية). أما المسألة الثانية فهي أن المصالحة تتحقق بمعايير وطنية وليس بشروط خارجية ولا بمعايير أجنبية.

وعن الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق المصالحة، أعرب حمدان عن أمله في أن تنجح مصر في وساطتها، معتبراً أن الورقة المصرية لم تأخذ النقاط التي طرحتها «حماس» في الاعتبار على نحو كاف. وقال: «في النهاية إذا حدث اتفاق فلسطيني - فلسطيني فنحن يسعدنا أن يكون الأشقاء في مصر هم رعاة هذا الاتفاق وهم الضامنون له».

وتحدث عن مبادرة تقوم بها بعض الشخصيات الفلسطينية المستقلة، وقال إن «حماس» شجعت المبادرة تلك وتجاوبت معها وما زالت تنتظر الردود من الجانب الآخر. ورأى أن القضية الفلسطينية تعيش مرحلة تحول بين فشل التسوية وما بعد الفشل، ولا بد من إعادة تقويم مسار التسوية ووضع الإصبع على الجرح للقول بكل صراحة إن التسوية الحالية فشلت، وتقديم البديل كفلسطينيين «حتى لو كان البديل مؤلماً». وقال إن «حماس» تعتقد أن البدائل موجودة، سواء في المقاومة أو في إدارة الشأن الداخلي، معرباً عن اعتقاده بأن العالم قد يمارس ضغوطاً لمنع حدوث مثل هذه النقلة لكن في نهاية الأمر إذا أصر الشعب الفلسطيني وأصرت قيادته على تحقيق هذا الأمر فسينتقل الأمر الى مرحلة جديدة وأن الحركة منفتحة على سماع الانتقادات والاتهامات والإجابة عليها وتوضيح موقفها مسألة مهمة.

وعن توطين الفلسطينيين، خصوصاً في لبنان، اعتبر حمدان انه ربما كان مقبولاً قبل ثلاثة أو أربعة عقود أن يصدق الإنسان وجود مشاريع للتوطين، وعندما انطلقت التسوية جرى حديث مرة أخرى عن التوطين لأن الكل يعرف أن الهدف الإسرائيلي هو إسقاط حق العودة وإسقاط حق ستة ملايين فلسطيني خارج وطنهم ومنحهم صفة أخرى غير المواطنة الفلسطينية وهذا مرفوض فلسطينياً. ورأى أن ثمة إثارة اليوم لقضية التوطين من زاويتين، الزاوية الأولى تتعلق بأزمة فلسطينية داخلية، وثانياً هناك وضع لبناني داخلي يحتم إثارة موضوع التوطين أحياناً، وأعرب عن اعتقاده بأهمية الخروج من هذه الدوامة بميثاق وطني فلسطيني وميثاق فلسطيني - لبناني، لإنهاء حالة الشكوك واستخدام هذا الملف حيث يحاول البعض أن ينال عبره من القضية الفلسطينية. أما المسألة الثانية فهي أن الفلسطينيين في لبنان يعانون معاناة غير عادية.

وأوضح أن الأوان قد حان للخروج من هذه القضية باتجاه تنظيم العلاقة الفلسطينية - اللبنانية من خلال ميثاق سياسي يتعلق بحق العودة ومن خلال منح الفلسطيني أيضاً حقوقه كإنسان ليتمكن من العمل والتملك والطبابة والتعليم في شكل صحيح، ولا بد من استكمال هذا من خلال أن يعود إلى أرضه لأن واقع المخيمات الأمني غير مرض ولا نقبل أن تكون المخيمات نقطة إثارة، ومن ضمن ذلك موضوع السلاح الفلسطيني الذي ينبغي أن يعالج ضمن جملة ما يحتاج الى علاج من قضايا الشعب الفلسطيني.

وعن حصول اتصالات بين الولايات المتحدة و«حماس»، قال انه يستطيع الحديث عن اتصالات مستقرة سياسياً، لكن الحركة تلمس من خلال اتصالات عدة ولقاءات أن هناك إدراكاً يزداد يوماً بعد يوم بالخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي تجاه «حماس»، وأن هذه خطوة صغيرة في بداية الطريق، لكنها غير كافية داعياً إلى تصويب هذا الخطأ وسيشكل ذلك البداية الحقيقية لتحقيق شيء ما في المنطقة.

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,506,816

عدد الزوار: 7,759,667

المتواجدون الآن: 0