من هم أقباط مصر؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 كانون الثاني 2011 - 7:46 ص    عدد الزيارات 636    التعليقات 0

        

من هم أقباط مصر؟


 

جيروم شاهين

تُجمع معظم الإحصاءات على أن نسبة المسيحيين الأقباط بمصر لا يتجاوز الـ10% من إجمالي عدد سكان مصر. في حين أنه حسب إحصاء ذاتي أعلن عنه البابا شنودة الثالث طبقاً لسجلات الافتقادات الكنسية يقدر عدد المسيحيين بأكثر من 12,7 مليون داخل مصر؛ هذا بالإضافة إلى 2 مليون خارج مصر ويتركز معظمهم في الولايات المتحدة فيقدر تعدادهم 900 ألف نسمة بكل الولايات فضلاً عن أقباط النوبه والسودان وليبيا وأثيوبيا.
بينما تذهب الإحصائيات المحايدة إلى أن عدد المسيحيين أقل من ذلك بكثير. فبحسب تقدير وكالة الاستخبارات الأميركية فإن نسبة المسيحيين لا تزيد عن 9 % من تعداد سكان مصر. وبحسب المعلومات الواردة في كتاب "أطلس معلومات العالم العربي" من إصدار المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية بفرنسا، تحرير كل من فيليب فاريج ويوسف كرباج ورفيق البرستاني فإن نسبة المسيحيين في مصر تبلغ نحو 5,6 % من تعداد السكان.
وهنا يجب أن ندرك أن الخلاف على تعداد المسيحيين سببه محاولة الكنيسة الحصول على محاصصة سياسية تعادل النسبة التي تذكرها.
ويشكل الأقباط الأرثوذكس برئاسة بطريرك الأقباط الأرثوذكس والكرازة المرقسية في مصر الأنبا شنودة الثالث الغالبية في هذه الطائفة التي تعد أيضاً 165 ألف قبطي كاثوليكي يتبعون روما ويرأسهم البطريرك انطونيوس نجيب الذي رفعه البابا بنيديكتوس الـ16 كاردينالاً في 20 تشرين الثاني الماضي.
وتضرب جذور الأقباط عميقاً في تاريخ المسيحية، في الحقبة التي كانت فيها مصر جزءاً من الامبراطورية الرومانية ثم الامبراطورية البيزنطية، بعد زوال البطالمة آخر الأسر الفرعونية، اليونانية الأصل.
الكلمة العربية قبط ترجع لقبط بن مصرايم بن حام بن نوح، فقبط هو أول من سكن مصر وينطق بالعربية قبط، أما بالعبرية فتنطق قفطايم، وكان العرب يسمون مصر في القديم بلاد القبط، فأصبحت كلمة قبط إشارة إلى المصريين منذ عهد الفراعنة إلى اليوم، فتأتي كلمة قبطي لتعبر عن المصريين القدماء.
عرفت مصر في الشعوب السامية المجاورة لها باسم مصر في الآشورية والعربية، ومصرين في الآرامية، ومصرايم في العبرية، وفينيس في اللاتينية وايجبتوس في اليونانية، وكيمي أي السواد بمعنى الأرض السوداء في المصرية.
من المعروف أن الكنيسة الأرثوذكسية والقبطية على وجه التحديد لها الثقل الروحي والتاريخي لجميع المسيحيين في العالم كله ويأتي ذلك نتيجة للأدوار التي لعبها أبناء تلك الكنيسة في تاريخ المسيحية والايمان المسيحي ويوجد بها أقدم كنائس العالم وبها أول وأكبر دير في العالم بالإضافة إلى كونها أكبر كنيسة للشهداء المسيحيين في العالم والقديسين المؤثرين في التاريخ المسيحي.
وقد عانت الكنيسة دائماً من الاضطهاد الديني على يد السلطات والممالك المختلفة على مر التاريخ فترى أن المسيحية في البداية عانت من كونها ديناً جديداً على خلاف الديانات الوثنية الفرعونية واليونانية المنتشرة في ذلك الوقت وبعد ذلك أيضاً من الاضطهاد الديني على يد الحكم الفارسي ثم الرومان الذين اعتبروا المسيحيين درجة ثانية وسخروهم في الوظائف المهينة وألبسوهم السلاسل الثقيلة، ما أدى إلى ظهور معظم أجسادهم باللون الأزرق نتيجة للألم الحاد من تلك السلاسل حتى عرفوا بأصحاب (العظمة الزرقاء) هذا إلى جانب تخريب الكثير من الأديرة والكنائس في الوجه البحري والصعيد وتشريد آلاف عائلات المسيحيين في جميع أنحاء القطر المصري. وأدى ذلك الاضطهاد من الرومان للمصريين (الأقباط) إلى أن أعان الأقباط الفتح الإسلامي لمصر ليتخلصوا من تمييز الرومان ضدهم. ويمكن قراءة ذلك بوضوح في الكتب التي ترصد التاريخ المصري على يد كتاب كبار مثل المقريزي. بدأ الأقباط التراجع في مصر منذ الغزوات العربية خلال القرن السابع وانتشار الإسلام تدريجاً في البلاد. وهم يتوزعون حالياً في مناطق مختلفة، إلا أنهم يتركزون خصوصاً في مصر الوسطى. ويتحدرون من مختلف الطبقات الاجتماعية.
وفي العقود الأخيرة، تراجع كثيراً عدد النواب الأقباط في مجلس الشعب المصري، فبعدما كانت نسبتهم أكثر من عشرة في المئة في مجلس الشعب عام 1942، سجلت أدنى انخفاض لها في مجلس الشعب السابق، إذ لم تتجاوز واحداً ونصف في المئة فقط من النواب، وغالباً ما يُعيّن الأقباط بقرارات جمهورية سواء في مجلس الشعب أو مجلس الشورى للتغلب على مشكلة العدد القليل للأعضاء المنتخبين.
وفي كانون الأول الماضي، أصدر الرئيس المصري حسني مبارك قراراً بتسمية سبعة نواب أقباط، إضافة إلى ثلاثة أقباط ينتمون إلى الحزب الوطني الديموقراطي دخلوا المجلس بالانتخاب، ليرتفع إلى عشرة عدد النواب المسيحيين في مجلس الشعب، أي أقل من 1,9 في المئة من العدد الإجمالي للنواب البالغ 518.
ويشكو الأقباط من إبعادهم عن المناصب القضائية والجامعات والشرطة. فضلاً عن قانون ملزم في شأن بناء الكنائس، بينما يعتبر نظام بناء المساجد ليبرالياً جداً.
وكان وقف بناء كنيسة سبباً في مواجهات حادة في تشرين الثاني الماضي بين الشرطة ومتظاهرين أقباط في القاهرة سقط فيها قتيلان.
وليس حادث الاسكندرية الأول الذي يستهدف المسيحيين. ففي السادس من كانون الثاني 2010 قتل ستة أقباط لدى خروجهم من قداس الميلاد في مدينة نجع حمادي بالصعيد.

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,372,671

عدد الزوار: 7,755,746

المتواجدون الآن: 0