بو عزيزي : لا ترحل حتى ننجز المهمة

تاريخ الإضافة السبت 12 شباط 2011 - 4:20 م    عدد الزيارات 602    التعليقات 0

        

 

 

بو عزيزي : لا ترحل حتى  ننجز المهمة

 

 انطلقت ثورة تونس , ثورة الحرية  إثر شرارة العزة التي نالت من جسد البطل بو عزيزي ، الذي ضحى بنفسه ,  عندما انعدمت سبل  الحرية والكرامة ولم يبق إلا سبيل الموت للخلاص  .

 

في مشهد تغيب فيه العدالة  الإجتماعية  ويضيق  بالفساد والمفسدين ,  طلبت الروح باريها .... طلبت الحياة بعد موت,  أضاءت بنورها ليل  تونس في انفجار نووي ، امتدت انواره الى كل  الوطن العربي  ليمر بطريقه على شعب الكنانة في مصر شعب العز بن عبد السلام  وأحفاد قطز وبيبرس .

 

 في مرحلة انتقالية ...  وفي الأيام الأخيرة  للعقد الأول وبداية العقد الثاني من الألفية الثالثة من تأريخ البشرية ، صحونا على موعد مع حدث عظيم ، موعد مع الحياة ، موعد مع  غرائب القدر  يقود به الشهداء الأحياء في الشوارع والطرقات ! ، يحشدون الجموع  , يهتفون بهم   للحرية  , ثوروا أو كما متنا موتوا , ما معنى الحياة ؟ ما معنى الوجود ؟  ما معنى البقاء تحت سياط الذل والقهر  والمهانة ؟ ثوروا أو كما متنا موتوا .

 

    في أقل من شهر من الثورة  الجماهيرية ، وفي انتفاضة شعبية صادقة ، وفي توحد شعبي زالت فيه الفروقات ، وفي توجه جماعي واضح الهدف يرفض الظلم و يرفض الاستعباد ، يصرخ لا تفاوض مع  فرعون , إما المغادرة أو أعواد المشانق  , إنها مطالب الحق  الذي عانى من تسلط  الباطل , ومعادلة  العدل لمن غاب عنهم العدل .

 

     أيام  قليلة , من كان يتوقع ؟ أيام قليلة ، من كان ينتظر ؟ بقليل  من التضحيات ,قليل من الجهد والوقت , زال فيها حكم  فرعون  تونس , ثار الشعب  , وثارت خلفه الأمة , ولا زالت ثـائرة  تنتـفـض و تتململ  للخلاص من  العـبودية   ,وهي ترقب , تبحث عن قيادة لها  تنبأت بالخلاص والتحرر، ونشرت فكر الحرية  والثورة ، وعملت على حشد ودفع طاقاتها و كوادرها  للوصول إلى حالة الاصطدام الطبيعي  مع هذه النظم التي  أفسدت حياتنا  واّخرتنا  لتتحمل مسؤوليتها  لاستكمال مشوار الحرية  .

    أيام قليلة  بعد تونس  وانتشرت النار في هشيم  الاهرامات  , انه جسد بو عزيزي ينمو ,  لا زال حيا يتحرك وقد اشتعلت فيه نار البحث عن العدالة ,  ها هو يطرق أبواب قصور فرعون مصر  يعبر الأنهار التي تجري من تحته ، يطوف المدن والـقرى  يطرق الأبواب ساعة بعد ساعة ، ينعش القلوب الباردة ، يبعث الروح فيها ، لتنادي بصوتها المرتفع في صعيد واحد لا للظلم ....لا للفرعنة .

 

لله درك بو عزيزي ,  لله  در الأم التي ولدت وأرضعت , أين أنت بوعزيزي ؟ تبحث الشعوب عنك  باتت بانتظارك , أخبرنا متى تمر بيباس عشبنا , نحن  نرى  وميض شعلة نارك من بعيد ، تبتعد تارة إلى مصر , تقترب  تارة من الجزائر , تمر مسرعة عبر ليبيا ، متى  يستقر لهيب نارك  بين أضلعنا ؟ متى تضيء روحك ظلمات طرقاتنا وبيوتنا ؟ أترى عروش الظلم  في الوطن كيف تتهاوى ؟  بو عزيزي قد تتأخر عنا لكن لا ترحل حتى ننجز المهمة .

د. عبدالله الحسيني

 9/2/2011


 

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,413,655

عدد الزوار: 7,756,497

المتواجدون الآن: 0