بو عزيزي : لا ترحل حتى ننجز المهمة
بو عزيزي : لا ترحل حتى ننجز المهمة
انطلقت ثورة تونس , ثورة الحرية إثر شرارة العزة التي نالت من جسد البطل بو عزيزي ، الذي ضحى بنفسه , عندما انعدمت سبل الحرية والكرامة ولم يبق إلا سبيل الموت للخلاص .
في مشهد تغيب فيه العدالة الإجتماعية ويضيق بالفساد والمفسدين , طلبت الروح باريها .... طلبت الحياة بعد موت, أضاءت بنورها ليل تونس في انفجار نووي ، امتدت انواره الى كل الوطن العربي ليمر بطريقه على شعب الكنانة في مصر شعب العز بن عبد السلام وأحفاد قطز وبيبرس .
في مرحلة انتقالية ... وفي الأيام الأخيرة للعقد الأول وبداية العقد الثاني من الألفية الثالثة من تأريخ البشرية ، صحونا على موعد مع حدث عظيم ، موعد مع الحياة ، موعد مع غرائب القدر يقود به الشهداء الأحياء في الشوارع والطرقات ! ، يحشدون الجموع , يهتفون بهم للحرية , ثوروا أو كما متنا موتوا , ما معنى الحياة ؟ ما معنى الوجود ؟ ما معنى البقاء تحت سياط الذل والقهر والمهانة ؟ ثوروا أو كما متنا موتوا .
في أقل من شهر من الثورة الجماهيرية ، وفي انتفاضة شعبية صادقة ، وفي توحد شعبي زالت فيه الفروقات ، وفي توجه جماعي واضح الهدف يرفض الظلم و يرفض الاستعباد ، يصرخ لا تفاوض مع فرعون , إما المغادرة أو أعواد المشانق , إنها مطالب الحق الذي عانى من تسلط الباطل , ومعادلة العدل لمن غاب عنهم العدل .
أيام قليلة , من كان يتوقع ؟ أيام قليلة ، من كان ينتظر ؟ بقليل من التضحيات ,قليل من الجهد والوقت , زال فيها حكم فرعون تونس , ثار الشعب , وثارت خلفه الأمة , ولا زالت ثـائرة تنتـفـض و تتململ للخلاص من العـبودية ,وهي ترقب , تبحث عن قيادة لها تنبأت بالخلاص والتحرر، ونشرت فكر الحرية والثورة ، وعملت على حشد ودفع طاقاتها و كوادرها للوصول إلى حالة الاصطدام الطبيعي مع هذه النظم التي أفسدت حياتنا واّخرتنا لتتحمل مسؤوليتها لاستكمال مشوار الحرية .
أيام قليلة بعد تونس وانتشرت النار في هشيم الاهرامات , انه جسد بو عزيزي ينمو , لا زال حيا يتحرك وقد اشتعلت فيه نار البحث عن العدالة , ها هو يطرق أبواب قصور فرعون مصر يعبر الأنهار التي تجري من تحته ، يطوف المدن والـقرى يطرق الأبواب ساعة بعد ساعة ، ينعش القلوب الباردة ، يبعث الروح فيها ، لتنادي بصوتها المرتفع في صعيد واحد لا للظلم ....لا للفرعنة .
لله درك بو عزيزي , لله در الأم التي ولدت وأرضعت , أين أنت بوعزيزي ؟ تبحث الشعوب عنك باتت بانتظارك , أخبرنا متى تمر بيباس عشبنا , نحن نرى وميض شعلة نارك من بعيد ، تبتعد تارة إلى مصر , تقترب تارة من الجزائر , تمر مسرعة عبر ليبيا ، متى يستقر لهيب نارك بين أضلعنا ؟ متى تضيء روحك ظلمات طرقاتنا وبيوتنا ؟ أترى عروش الظلم في الوطن كيف تتهاوى ؟ بو عزيزي قد تتأخر عنا لكن لا ترحل حتى ننجز المهمة .
د. عبدالله الحسيني
9/2/2011