استهداف دار الفتوى الإسلامية في لبنان لعب بالنار

تاريخ الإضافة الجمعة 18 شباط 2011 - 8:23 ص    عدد الزيارات 588    التعليقات 0

        

يعلن إعلام حزب الله تأييده ودعمه لانتفاضة شعب مصر وتونس والبحرين واليمن لتحقيق العدالة والحرية والديمقراطية ولتطوير النظام السياسي في هذه الدول، ويقوم إعلام حزب الله ومحطته الفضائية بتغطية شاملة وواسعة لما يجري في مملكة البحرين من تحركات شعبية تقودها القوى السياسية الشيعية، مما يدفع المواطن اللبناني والعربي للظن أن حزب الله هو حزب سياسي ديمقراطي يسمح بتداول السلطة وتحكمه المؤسسات ويمتلك رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية لإصلاح الوضع اللبناني وكذلك العربي، ولكن عندما نرى تجاهل إعلامه لما يجري في طهران من تحركات شعبية وشبابية في مختلف الشوارع وكذلك في العديد من المدن الإيرانية حيث تجري تحت نفس العنوان والشعار وهو إصلاح النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمطالبة بحريات سياسية وإعلامية أوسع في دولة إيران، ندرك حقيقة كذب هذا الإعلام وعدم موضوعيته وكذلك مصداقية هذا الحزب الذي يرعى هذا الإعلام ويقوده.. فالمطالبة بالحرية واحدة لا تتجزأ، ولا يمكن أن يكون المتظاهرين في شوارع القاهرة مناضلين في حين أن المتظاهرين في شوارع طهران منافقين وعملاء.. وقادة هذه الانتفاضة من أهل الصلاح، في حين أن قادة المظاهرات في إيران يستحقون الإعدام..؟ فكليهما أي المتظاهرين وقادتهم يسعى لتحقيق مطالب محقة وعادلة وموضوعية..!! ولكن الذي يدفع هذا الإعلام للتمييز في تغطيته وتعاطيه مع الحدثين هو الارتباط بالمشروع الإيراني، والسير في ركب نظام فارسي، يسعى للسيطرة والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.. والمقاومة والممانعة هي عنوان وشعار وراية ويافطة تخفي وراءها حقيقة الأهداف والمطامع..


كذلك عندما اجتمع أركان الطائفة السنية في دار الفتوى وأطلقوا وثيقة الثوابت السياسية الوطنية التي لم تعجب حزب الله وأربكت مشروعه لتأليف حكومة اللون الواحد، لاحظنا حينها وشاهدنا بعضاً من هؤلاء المعممين يتحلقون في فندق (الغلوريا) في بيروت يرفعون شعارات وعناوين إصلاحية في وجه سماحة المفتي ودار الفتوى... وقد أدركنا عدم مصداقية هؤلاء في طرحهم وعدم جدية شعاراتهم واتهاماتهم، لأنهم خرجوا من المدرسة عينها التي تحاسب الجميع ولا تقبل أن يحاسبها احد.. ولأنهم بعد أن أيدوا ثورة الشعب المصري، قاموا قبل أيام بتكريم السفير الإيراني في لبنان تحت اسم تجمع العلماء المسلمين في لبنان ومعظمهم أعضاء في هذا التجمع، بمناسبة انتصار الثورة الإيرانية، التي يثور الشعب الإيراني اليوم للتخلص من ظلمها وجبروتها وتسلطها على موارد الشعب الإيراني ومقدراته وإنفاقها حيث لا يجب أن تنفق.. معظم المشاركين في هذا اللقاء هم أعضاء في تجمع العلماء المسلمين الذي يقوده ويديره الشيخ حسان عبد الله المسؤول في حزب الله ويقول بعض أعضاء هذا التجمع أن كل تحرك أو ممارسة أو لقاء لا بد أن يكون بموافقته وإشرافه، وكان ملفتاً للنظر أن رئيس مجلس أمناء التجمع الشيخ احمد الزين موجوداً ومشاركاً، ونائب رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ زهير الجعيد موجوداً أيضاً...

تحدث بعض هؤلاء المعممين عن الفساد في مؤسسات الطائفة السنية، وهذا مطلب محق إذا كان هناك فساد...ولكن لتعميم الفائدة وتبيان الحرص على حقوق الناس، لماذا لا يسألون حزب الله، عن صلاح عزالدين وفساده، ولماذا لا يطالبونه بإرجاع مئات الملايين من الدولارات للمودعين المغرر بهم من المواطنين اللبنانيين الأبرياء، رغم أن حزب الله قد وزع استمارات على المودعين للتبليغ عن حجم إيداعاتهم والمبالغ التي تم خسارتها.. بدعوى التعويض عليهم.. رغم أن ذلك لم يحصل بعد..؟؟؟ وهل يتفضل هؤلاء الذين كانوا قابعين في فندق (الغلوريا) ويحاضرون فيه عن الجهاد والمقاومة.. بان يتقدموا من المواطنين اللبنانيين عموماً ومن أبناء الطائفة السنية على وجه الخصوص بسيرتهم الذاتية عن جهادهم ومقاومتهم.. ولن اخص بالذكر أحدا منهم...فالكل مطالب حتى نصدق ما نراه وما نسمعه..؟؟

وهل من الممكن أن يتفضل كل واحدٍ من هؤلاء بتقديم جردة حساب بثروته الشخصية وممتلكاته العينية، وليشرح لنا من أين له هذا، لنزداد يقيناً بصدق نواياهم ونظافة كفهم..؟؟

يطالبون دار الفتوى وسماحة المفتي بأن يكون على مسافة واحدة من الجميع.. وهل هم على مسافة واحدة من الجميع يا ترى..؟؟ ومن الذي يمول ممارساتهم ويغطي تصريحاتهم، ومن الذي يطلب منهم الدفاع عن كل الممارسات المشينة التي يقوم بها الطرف الآخر وخاصة تلك التي قام بها في السابع من أيار/مايو من عام 2008... وهل استنكر هؤلاء قرار عزل المفتي السيد علي الأمين من إفتاء صور دون وجه حق أو مسوغ قانوني.. وهل كان الشيخ عبد الأمير قبلان على مسافة واحدة.؟؟؟

في بيان الثوابت الذي ألقاه احدهم جاء فيه.. (إن اختزال طائفة بأسرها بشخص واحد) والمقصود هو الطائفة السنية باعتبارها الهدف والغاية...( من يختزل الطائفة السنية وها هم يصرخون ويشتمون واحدهم لا يتوانى عن ذكر قدمه في كل خطبة جمعه في معرض التشبيه والوصف).. والميقاتي قبل التكليف وأحمد كرامي وافقه وأيده ومع ذلك تم استقباله في دار الفتوى إلى جانب المجلس الشرعي وسائر القيادات... فمن يختزل الطائفة بشخصه... الطائفة السنية.. أم أولئك الذين يرفضون حتى السماح برفع يافطة سياسية في ساحاتهم ومناطق نفوذهم ومربعاتهم الأمنية.....؟؟؟؟ فكيف بمن يخالفهم الرأي..؟؟؟

وأضاف احد المعممين في معرض إدانته لدار الفتوى: (كيف نُستبعد عن دار الفتوى التي هي دارنا بينما يستقبل فيها سمير جعجع قاتل رئيس وزرائنا رشيد عبد الحميد كرامي وأحد أخطر أمراء الحرب الأهلية وأحد أبرز الذي تعاونوا مع العدو الصهيوني).. وكيف يجلس هو وكامل الحاضرين مع أركان النظام السوري الذي دمر مدينة طرابلس مرتين وقتل من أهلها المئات وجرح الآلاف.. ومع ميشال عون الذي شن حرب التحرير الوهمية فقصف مدينة بيروت والجبل وتسبب بقتل المئات وجرح الآلاف ونزوح شبه كامل للسكان..وكيف يدفعون بالسيد نبيه إلى مصاف المقاومين والوطنيين وهو بطل حرب المخيمات ضد الشعب الفلسطيني...وكيف يجلسون إلى جانب الحزب القومي السوري الذي يجاهر بأنه قتل رجل الاستقلال الشهيد رياض الصلح.. ؟؟

إنها الكيدية والكيل بمكيالين صحيح أن قتل الشهيد رشيد كرامي جريمة أصابت كل اللبنانيين ولكن ماذا عن باقي الجرائم..؟؟؟ أما المطالبة بتوسيع الهيئة الناخبة فهو مطلب محق لا شك.. ولكن ماذا لو جاءت النتائج على غير شاكلتهم ولن تكون، فسيصدرون حينها البيانات متهمين هذا الفريق أو ذاك بالغش والرشوة..

الجميع يعلم أن المطلوب فتنة بين أبناء الطائفة السنية في لبنان، ولما فشلت محاولة شق صف الطائفة عبر تكليف الرئيس ميقاتي بطريقة غير لائقة.. واستجاب الرئيس ميقاتي لدعوة دار الفتوى وسماحة المفتي وحضر الاجتماع ووافق على البيان الوثيقة، كان لا بد من استصدار بيان يقبل بتبنيه من لا يهمه أمر المسلمين والطائفة السنية ولو أدى هذا الأمر إلى فتنة، فكان هؤلاء على استعداد... ولو كان هؤلاء المجتمعين يهتمون لأمر الطائفة السنية وممتلكاتها لطالبوا باسترجاع مسجد الظاهر بيبرس المحتل في مدينة بعلبك.. والأراضي المغتصبة في أكثر من مكان وهي ملك لدار الأوقاف الإسلامية السنية... وليتوقف احدهم عن إصدار الأحكام القضائية في أمور الزواج والطلاق بصورة غير قانونية وبطريقة مخالفة للقوانين المطبقة في المحاكم الشرعية .. والمستندات موجودة في المحكمة الشرعية السنية..لمن يريد المراجعة، ولكن لا حساب ولا مراجعة بسبب قوى الأمر الواقع التي تمنع الحساب والمحاسبة.. وفي نفس الوقت تسأل هذه العمائم عن دولة القانون.. أما المال العام الذي يسألون عنه، فهم يعلمون علم اليقين انه انفق في مساره الطبيعي والقانوني، ولكن من أين لهؤلاء المال لشراء الشقق والمحلات والأراضي والسيارات..؟؟ واحدهم يصدر البيانات مطالباً بوقف التوريث في السلطة في مصر ولكنه يوافق عليها في سوريا، وهو شخصياً ورث حزب والده ولا بأس بذلك.؟؟؟ وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن يعلمها المواطن اللبناني عن هؤلاء....!!

من يريد السلم الأهلي في لبنان، فليبقي الحوار والنقاش والخلاف ضمن إطاره السياسي، ولا يقوده نحو مهالك الاتهامات والتخوين، وليبتعد هؤلاء عن العبث برموز هذه الطائفة أو تلك، ولا ينفع التلطي خلف عمائم أو أقلام أو لقاءات وهمية وشكلية يصدر عنها بيانات أو اتهامات وادعاءات... وليحترم بعضنا بعضاً ولنتناقش حول خلافتنا بموضوعية وهدوء، لا بإطلاق الاتهامات ورفع الأصابع وقطب الحاجبين والصراخ، وادعاء ما لسنا نحن عليه... وإلا فإن الرد سيكون بمستوى الاتهام بل أقسى من هذا وذاك وحينها نكون قد أصبحنا وقوداً للفتنة لعن الله موقظها ومشعل نارها والمساهم فيها....

حسان القطب

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,425,362

عدد الزوار: 7,756,879

المتواجدون الآن: 0