الثورة العربية تتجه نحو القدس

تاريخ الإضافة الجمعة 22 نيسان 2011 - 10:35 ص    عدد الزيارات 573    التعليقات 0

        

 


ثلاثة مشاريع تتصارع على المنطقة -3-

 

الثورة العربية تتجه نحو القدس

 

على الرغم من القوة الجارفة للثورة العربية التي بدأت من تونس مع نهاية عام 2010 ومن ثم اشتعالها بمصر مع بداية عام 2011  وتوقدها في ليبيا واقتراب نجاحها في اليمن وانفجارها في سوريا وتمللها وتحركها في كل المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج بفعل مجموعة من العوامل التي شكلت قوة دافعة للشعب العربي للانتفاض الشامل على نفسه الراكدة وعلى نظمه المتسلطة ومن هذه الدوافع :

 

1-    واقع الحال المزري الذي وصل إليه الإنسان العربي سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإعلاميا بفعل تبعية النظم الحاكمة.

2-    نهب أموال الامة الشامل من قبل المؤسسات الحاكمة وإفقار الشعب العربي .

3-    تغييب  الحقيقة وسرقتها حول ما يجري من أحداث في المنطقة العربية والعالم.

4-    تغييب الجماهير العربية عن الفعل السياسي من خلال تزوير الانتخابات .

5-    العمل على توريث مؤسسات الحكم للأبناء والأحفاد  .

6-  تعامل الأنظمة مع قضايا الامة  بلا مسئولية بل وتآمرهم على القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية والعراقية والسودانية واليمنية والصومالية وكل القضايا الطارئة في واقع امتنا .

7-  غياب حقوق المواطن العربي والتعامل الدموي معه وامتلاء السجون لسبب ودون سبب للمفكرين والدعاة وحملة الشهادات من الأدباء والشعراء والمهندسين والأطباء وغيرهم .

8-  انتشار الأمراض النفسية بين المواطنين  وغياب الشعور بالثقة نتيجة الخوف من الأمن حتى أصبح الفرد غير قادر على التعبير عن نفسه وعن ما يريد .

9-    وأخيرا غياب الحكم بما انزل الله عن كامل الأرض

 

كل هذا وغيره من اليوميات شكلت طاقة التنشيط لانفجار المواطن العربي على أنظمة  لم يعد لوجودها أي مبرر .

 

وبالرغم من نجاح الثورة في تونس بإسقاط زين العابدين وفي مصر بإسقاط مبارك في لحظة تاريخية سريعة ومفاجئة للمجتمع الأوروبي والعربي والعالم ومن واقع الامة ودون الاستعانة بالأنظمة العالمية الكبرى ! إلا أنها أيقظت العالم إلى إمكانية التحرر السريع في الوطن العربي ومقدار الطاقة الكامنة في حضارة هذه الامة .لذا عمدت المنظومة الغربية بالتعاون مع النظام العربي في منطقة المغرب العربي إلى إشعال الحرب في ليبيا , وتشكيل المجلس الوطني الليبي الدائم الاتصال بالمنظومة الغربية , وتحريك السفن الحربية إلى السواحل الليبية واخذ الموافقة من المجلس الوطني للمشاركة في المعارك ضد القذافي, وفتح قنوات اتصال مع القذافي من اجل استمرار الحرب,  في محاولة منهم لوقف امتداد  نار الثورة العربية الذاتية باتجاه الغرب ولكسب الوقت لترتيب الأوراق في المنطقة العربية ومن اجل إيجاد حلول تخدم المشروع الغربي وتطلعاته في المنطقة .

 

إلا أن انفجار الثورة السورية على الواجهة الشرقية العربية  وانكشاف الموقف الغربي والية تعامله مع الثوار في ليبيا أعاد خلط  الأوراق مرة أخرى وحسن من شروط استمرار الثورة العربية واظهر تصميم العربي على الخروج من الاستعباد بكافة  أشكاله .

 

 ومع أن سورية دولة حدودية مع الكيان الإسرائيلي إلا أنها تعتبر أكثر الحدود الآمنة مع العدو ورغم الضربات المؤلمة للشعب السوري قيادة وشعبا من قبل العدو الإسرائيلي على مدار أربعين عاما واحتلال مرتفعات الجولان  وضرب مشروع المفاعل النووي واغتيال قيادات للمقاومة على الأرض السورية إلا أن الجواب الشهير للنظام ألصفوي العلوي السوري " سنرد في الزمان والمكان المناسبين " ولم يأت الزمان والمكان المناسبين رغم السنين الطويلة .

 

وعلى عكس ذلك فان سورية الأسد أوغلت بالدم السوري  و الفلسطيني منذ منتصف السبعينيات وقتلت عشرات ألاف من المسلمين في حلب وحماة وتدمر , وسجنت حتى الموت الآلاف منهم إضافة إلى سجلها الأسود في لبنان واحتوائها المقاومة الفلسطينية من اجل تذويبها واستخدامها كأوراق ضغط على المنطقة وكشفها وبيعها للمشاريع الكبرى  كلما لزم . وهي بذلك  لا  تختلف كثيرا عن باقي الأنظمة إلا في الدور الذي تلعبه كمركز ثقل  في المشرِوع الشرقي ألصفوي الفارسي  وكأداة مستخدمة من قبل المشروع الغربي في إضعاف المنطقة العربية  وقد كنت طفلا عندما قرأت في احد المجلات مقالة بعنوان " كلما أوشك الأسد على السقوط جاءت يد أمريكيا لترفعه" و كانت سوريا في وقتها محسوبة على الحلف الاشتراكي .

 

وبموازاة ثورة العرب السنة في وجه الطاغية النصيري في سوريا من المنطقة العربية الأسيوية  يوجد ثورة أخرى في أقصى جنوب الجزيرة العربية في اليمن في المرحلة الأخيرة من نهاية ظالم آخر يتحكم في رقاب اليمنيين ولا ادري ما سبب تأخير اليمنيين حتى هذه اللحظة من الذهاب إلى القصر في صنعاء وإخراجه منه وخاصة أن الغرب لم يعد قادرا على ترتيب أوراقه مع سرعة انتفاضة العرب  في كل مكان .

 

وبالعودة إلى أهمية انتفاضة شعبنا السوري وضرورة دعمها بكل الوسائل الممكنة حتى تحقيق أهدافها باستعادة سوريا إلى الحاضنة العربية وحاضنة أهل السنة  فان ذلك سيؤدي لا محالة إلى:

 

-         تراجع المشروع الشرقي  ألصفوي الإيراني عن المنطقة  وانكماشه على نفسه

-    ضعف الأذرع الإيرانية مثل حزب الله و حماس والحوثيين وغيرهم مما قد يؤدي إلى عودة ارتباطهم بأمتهم العربية والإسلامية  ورفد قدراتهم لصالح الامة .

-    انشغال المشروع ألصفوي  بداخله بسبب ارتفاع شعبية الإصلاحيين ومساندة العرب والسنة والبلوش والأكراد لهم  في مشروعهم غير المعادي للعرب والمسلمين .

-         يساعد انكفاء المشروع ألصفوي على ذاته بالتفرغ لمواجهة المشروع الغربي وقاعدته المتقدمة إسرائيل.

 

إذن فنجاح الثورة السورية في إسقاط النظام سيفتح الباب على مصراعيه لانتفاضة في إيران وبموازاتها انتفاضة في العراق تسعى للتوحد في إطار المشروع العربي وعلى أساس من الانتماء للامة الإسلامية وهذا الأمر سيقوي من عزيمة  العرب والسنة لاستكمال مشروعهم الأوسع باستعادة الخليج العربي إلى الحاضنة العربية و إشعال الثورة في السعودية والتوحد مع اليمن الذي اقترب من انجاز مهمة التحرر من الظلم وتحرر باقي مشيخات الخليج الذي سيكون له اثر كبير في زيادة ضعف المشروع الغربي وانكفائه وعندها سيكون من السهل حشد الامة وتوجيهها  عبر الأردن  ومصر لإسقاط العدو الإسرائيلي مهما تكلفت الامة من أثمان .

 

كما أن استمرار الثورة في ليبيا حتى إسقاط المشروع الغربي بشقيه المجلس الوطني والقذافي سوف يؤدي حتما إلى إضعاف المشروع الغربي في المنطقة ولكي تنجح  الثورة الليبية لا بد من انطلاق الثورة الجزائرية لتخفيف دعم النظام الجزائري للقذافي سواء بالمال أو الجند وإشغال منظومة الحكم في الجزائر بذاتها بدلا من انشغالها في وأد الثورة الليبية وهذا سيفتح الباب لاستكمال ثورة العرب في جميع بلدان المغرب العربي .

 

ومع بوادر ظهور الضعف في المشروع الغربي  اقتصاديا وعسكريا وامنيا  وسياسيا وتراجع في هيبته أمام الدول خاصة بعد خسارته في حربه على أفغانستان والعراق بفعل ضربات المجاهدين التي لن تتوقف إلا بطرد الغرب عن أرضنا وطرده والاستيلاء على قواعده العسكرية في الخليج وإمكاناته بعدما طرح منظومة مفاهيميه للسيطرة على العالم والتي شملت حربا صليبية على الأمة الإسلامية وقلبها العربي من خلال الفوضى الخلاقة لتقسيم المنطقة حسب خارطة شرق أوسط جديد وإنتاج الحكومات الطرية بشعار من ليس معنا فهو ضدنا . وظهور بوادر الضعف في المشروع ألصفوي وضعف اذرعه في المنطقة فالحوثيوون لم ينجزوا انتصارا لمشروعهم في اليمن ولم يتمكن شيعة البحرين من السيطرة على السلطة وبدأ سنة لبنان بالتجمع والتوحد بعد انكشاف طائفية  مشروع المقاومة , وها هي سوريا فرس الرهان للمشروع الإيراني تعاني تحت الحراك السني من اجل استعادتها لواقعها العربي وها هي العراق تتلمس طريقها من خلال الخيار السلمي الشعبي في المظاهرات ,  وحماس والجهاد في حالة قلق حول خيارتهما في المرحلة المقبلة إضافة إلى التحرك والتململ لدى العرب والسنة في إيران من اجل المطالبة بحقوقهم وحريتهم.

 

 ومع هذه التصورات والتغيرات التي تجري  في المنطقة العربية  إلا أن الامة العربية وأهلها من السنة ليسوا الوحيدين على الأرض فالمشروع الغربي  يعمل ضمن آلية تقسيم المنطقة إلى دويلات  اصغر حسب خارطة شرق أوسط جديد وكذلك المشروع الشرقي الذي يريد تصدير الثورة والسيطرة عليها والجميع يعمل لتحقيق أهدافه ونجاح مشروعه .

 

ولذا فاننا في حال تقسمت الدول العربية إلى أجزاء اصغر مما هي عليه في إطار خارطة شرق أوسط جديد فان المشروع الغربي  سينجح في تحقيق برنامجه وخطته على الأرض, وإذا رأينا تمدد إيران عبر الأرض العربية فان المشروع الشرقي سينجح وإذا ما تحققت رؤانا عن الأحداث فان المشروع العربي سينجح وبالتالي فان الحكم على نجاح أي من المشاريع الثلاثة فلا بد من انتظار النتائج التي ستظهر قريبا ولا بد من لانجاح المشروع العربي من :

 

1-  استمرار الثورة العربية حتى تستكمل دورتها ومهما كانت التضحيات في كل من العراق وجزيرة العرب والمغرب العربي وفتح ثورات جديدة في العالم الإسلامي في باكستان وإيران وانجاز النصر في أفغانستان والصومال واستنهاض السودان واريتريا وموريتانيا....

2-  توحد التكتلات العربية بقيادة واحدة والتخلي عن الإعلام ودمج الجيوش وخطط التحرك فالمغرب العربي تكتلا واحدا والجزيرة العربية تكتلا وبلاد الشام وهكذا.

3-  التخلص من الحدود الوهمية بين الدول العربية والسماح بحرية الحركة والتنقل والتجارة بينها  وتشكيل الدولة الموحدة الراشدة في إطار الخلافة الإسلامية .

4-    استخدام معادن المنطقة كعامل من مدخلات المعركة الشاملة  مع الغرب والشرق.

5-  تحول إيران إلى منظومتها الإسلامية وتوقفها عن محاولات إضعاف المنطقة بإثارة القلاقل وبناء التنظيمات التي تحدث خرابا لا يخدم إلا المحتل الغربي ويطيل من أمد الاحتلال الصهيوني  ونحذرها من التعاون مع المشروع الغربي في مثل هذه اللحظات الحرجة حتى لا تصمم الامة على دخول طهران كما دخل العثمانيون تبريز  .

6-    رجوع التنظيمات التي تعمل ضمن محاور إقليمية حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس لحضن الامة وخدمة مشروعها.

7-    التزام الأقليات في الوطن العربي بعروبتهم  التي حمت وجودهم على مدار عقود طويلة.

8-  دمج الدور التركي بالمنظومة العربية  وحراكها الثوري وتحذيرها من المشاريع الخارجية التي لم تقدم لها سوى المهانة والذلة على مدى قرنين من الزمان .

9-    استعداد القدس وأهلها لاستقبال المجاهدين من كل مكان والتهيؤ لإعلان القدس عاصمة للخلافة الإسلامية .

"ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا "

د. عبدالله الحسيني

بتاريخ 21/4/2011

 

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,528,395

عدد الزوار: 7,760,050

المتواجدون الآن: 0