ليتك لم تُخبريني يا هدهد..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 تموز 2024 - 7:05 ص    عدد الزيارات 330    التعليقات 0

        

ليتك لم تُخبريني يا هدهد..

العميد(م) حسين الشيخ علي..

بثت المقاومة الإسلامية بتاريخ 18 حزيران 2024 شريط فيديو لطائرة مسيّرة تدعى هدهد، وذلك ضمن سياق التهديد وسياسة الردع المتبادل في الحرب الدائرة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة في جنوب لبنان. أثبتت هذه الطائرة بمميزاتها التقنية قدرتها على إختراق أجواء فلسطين المحتلة والعودة دون أن تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من إكتشافها، وعادت بصيد ثمين من الصور الجوية الدقيقة لعدة مدن أهمها مدينة حيفا ومينائها وللقواعد البحرية العسكرية من زوارق حربية وسفن وغواصات، ومصانع أسلحة ومخازن لأهم الشركات الإسرائيلية المُصنعة من ضمن الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ومنشآت إقتصادية وبتروكيميائية ومراكز تجارية ومناطق سكنية، ومن تنظيم للطرقات والمباني والبيئة.

فاجأت هذه المعلومات الصديق والعدو الذي أطلق مسؤولوه تصريحات أكدت حداثة المعلومات الملتقطة، وتهديدات بتدمير لبنان في حال قيام المقاومة بضرب هذه الأهداف. أما المقاومة فقد أثبتت قدرتها على إمتلاك التكنولوجية والوسائل التي مكّنتها من جمع المعلومات عن مورفولوجيا مجتمع المعرفة عند العدو، والمتمثل في كل هذه المؤسسات والمصانع وانشارها والتكنولوجيا القائمة على العلم والتنظيم وشبكات التواصل والبرامج اللإلكترونية. التي تُسرُّ لها عين المشاهد ويدغدغه حلم العيش في مجتمع متطور مشابه لما يراه.

على الرغم من النواحي الإيجابية لإمتلاك المعلومات عن العدو وتوظيفها في الصراع معه، إلاّ أنه تظهر بوادر إحباط من حالة المجتمع الذي نعيش فيه مقارنة مع ما أخبرتنا به هدهد من تطور عند العدو. فما زلنا حتى الآن في إطار التهديد بتدمير حضارة العدو إذا إعتدى علينا، ونفتخر في امتلاكنا الوسيلة لذلك.

لكن مسؤولينا لم يخبرونا لماذا هذا الفارق الزمني بيننا وبين عدونا؟، مع أننا قد نلنا استقلالنا قبله، ونملك راسمال بشري يضاهيه ذكاءاً وعلماً. وعلى افتراض أن عدونا لن يهاجمنا ولم ندمّر له ما حققه من تطور وحضارة، فماذا فاعلون نحن في بلدٍ توجد به كل هذه الأمراض الطائفية والسياسية وهذا الكم من الفساد؟ الذي يشكل حاجزاً قوياً يحول دون تفكيرنا في تحصيل المعرفة.

مما يدفعنا الى طرح السؤال: فهل نحن منتصرون في المستقبل فعلاً؟ ونحن لا نستطيع معرفة ما يمتلكه عدونا من تكنولوجيا فعلية، لأن مجرد ما نمتلكه فعلاً هو صورة لمباني ومواقع ظاهرة فوق الأرض، أين منها تفكير العدو وخططه وبرامجه. كان علينا أن نأخذ العِبر والدروس من الحروب الكثيرة التي خضناها معه على مدى قرن من الزمن، فهو يمنعنا من مراكمة القوة بعد كل فترة من الزمن ونحن لا نعرف كيف نتجنب ذلك، لإنه تنقصنا المعرفة التي تُوقِعنا كل مرة في سوء التقدير فنمنحه الحجة لتدميرنا، فنخسر ما لدينا من قوة ونعود في الزمن عشرات السنين الى الوراء، دون أن نصبر للوصول الى توازن يمنعه من ذلك، ومن هنا يبدأ التفكير في الإنتصار عليه دون وجود فجوات زمنية وعلمية ومعرفية لا تردمها الإنفعالات والصراخ في المحافل الدولية. لو كان لهدهد لساناً لأخبرتنا عن هذا الفرق الذي شاهدته في رحلتها بين مجتمعنا ومجتمع عدونا ولو كانت لها عينٌ لدمعت على حالنا.

كلما عرفت كم هو عدوي متطور كلما زاد ألمي وتضاءل أملي بالنصر عليه.

فيا ليتك لم تُخبريني يا هدهد.

8/7/2024

 

 

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,340,835

عدد الزوار: 7,755,076

المتواجدون الآن: 0