أخبار لبنان..مصدر عسكري رفيع المستوى يرى أن «ساعة نصرالله قادمة..وليس في الأفق البعيد»..تسوية هوكشتاين لم تمرّ: خيَم "حزب الله" مقابل الجدار الحدودي..مصرف لبنان يدخل الإثنين المرحلة الإنتقالية.. ومهمة لودريان مهدَّدة!..«لجنة ثلاثية» لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل..واشنطن لا تتدخل..و«حزب الله» لا يصعّد..بو صعب ينفي وجود وساطة أميركية..ولا مؤشرات على توتر أمني..صفحة جديدة بين باسيل و«حزب الله»..و«التيار» يعوّل على مرشح ثالث للرئاسة..الحوار في المجلس واقتراح فرنسي لجدول الأعمال..من الدوحة إلى بيروت: الحلّ «التنفيذي» معلّق..عدوان تموز وهاجس حزب الله الرئاسي..

تاريخ الإضافة الجمعة 14 تموز 2023 - 5:38 ص    عدد الزيارات 863    التعليقات 0    القسم محلية

        


مصدر عسكري رفيع المستوى يرى أن «ساعة نصرالله قادمة..وليس في الأفق البعيد»

إسرائيل: «حزب الله» معني بحرب خاطفة لاستعادة جزء من مزارع شبعا... ومكانته

الراي..| القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

- الجيش الإسرائيلي لن يسمح لنصرالله بالاستفادة من ضبط النفس لفترة طويلة

- مشروع «الحجر المتشابك» الحدودي يُقلق «حزب الله»

قالت محافل أمنية وعسكرية إسرائيلية، إن «حزب الله يسعى لحرب خاطفة لاستعادة مكانته في المنطقة، ولفرض قواعد اشتباك جديدة». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن المصادر أن «حزب الله يهدف إلى استعادة جزء من مزارع شبعا الحدودية، وبالتالي يعتقد أن بإمكانه إقامة مواقع متقدمة له داخلها». ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري رون بن يشاي، ان «حزب الله فسّر التصرفات الإسرائيلية الأخيرة على أنها ضعف، وبالتالي فهو يحاول استفزاز إسرائيل عبر خطوات من شأنها تشكيك المواطن الاسرائيلي بقوة حكومته الحالية، وذلك بالتنسيق مع إيران». وعدد المحلل «تصرفات عدة للحزب خلال الفترة الأخيرة، والتي اعتبرها تدل على رغبته بالاستفزاز والاستعداد لخوض معركة مصغرة، سعياً لفرض قواعد لعبة جديدة، ومن بينها نصب خيام عدة داخل الأراضي المحتلة من مزارع شبعا». كما عدد بن يشاي، أسباباً داخلية تدفع الحزب للسعي لمواجهة محدودة، منها الأزمة السياسية، إضافة للمأزق الاقتصادي في لبنان، حيث يعتقد أن بإمكانه استعادة مكانته حال وقوع مواجهة لأيام مع إسرائيل، لكن تل أبيب، ولأسباب مختلفة، ليس لديها مصلحة في منح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، مراده. ونقل موقع «واينت» عن مصدر عسكري رفيع المستوى، ان «ساعة نصرالله قادمة، وليس في الأفق البعيد». إضافة إلى ذلك، فإن هدف نصرالله هو تعطيل مشروع «الحجر المتشابك» الذي تبنيه إسرائيل على طول الحدود اللبنانية، من أجل منع أو على الأقل إبطاء، تسلل قوات خاصة، إلى الأراضي الإسرائيلية، خلال أي معركة مستقبلية. وبحسب «واينت»، فإن ما لا يقوله نصرالله ولا ينشره حزبه، هو أن «الحجر المتشابك» يقلقهما كثيراً. فالمشروع الذي يجمع بين سياج فولاذي عالٍ، وجدار في أقسام معينة، وتحذير متطور وإجراءات المراقبة، قد يحبط أي هجوم مُحتمل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يتضمن منحدرات صناعية عالية جداً سيتعين على وحدات «حزب الله» تسلقها وقضاء ساعات طويلة، إذا أرادت الاقتراب من المستوطنات. وسيستخدم الجيش الإسرائيلي هذا الوقت للتحضير لإحباط الهجوم وشن هجوم مضاد. وبالتالي فإن المشروع الذي شارف على الاكتمال، سيحبط إلى حد كبير، هجوماً لـ «قوات الرضوان» الخاصة. وأضاف الموقع أن «حزب الله يواصل استخدام التظاهرات المدنية بهدف إبطاء وتعطيل العمل في مشروع الحجر المتشابك، للسماح للرضوان بمهاجمة الأراضي الإسرائيلية». وتابع «لم يتصرف الجيش الإسرائيلي حتى الآن بقوة ضد هذه الاستفزازات، خصوصاً بسبب الردع المتبادل. وبحسب معادلة الردع، التي صاغه نصرالله، سيتم الرد على كل قتيل لبناني بإطلاق الصواريخ على المستوطنات الشمالية، والصواريخ المضادة للدبابات على قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية». لكن وفي حين قبلت تل أبيب، «ضمنياً» قواعد نصرالله للعبة، التي تندرج من ضمنها الاستفزازات الأخيرة، إلا أن هذه المرة تعد استثنائية إذ تحمل هدفاً عسكرياً، وبالتالي لن يسمح الجيش للأمين العام، بالاستفادة من ضبط النفس لفترة طويلة، بحسب «واينت»....

تسوية هوكشتاين لم تمرّ: خيَم "حزب الله" مقابل الجدار الحدودي

"قلق" أميركي ودولي على الجنوب وإسرائيل تهدّد: "وقت نصرالله آتٍ"!

نداء الوطن...تحوّلت أمس الخيمتان اللتان نصبهما «حزب الله» في مرتفعات شبعا قبل أسابيع قضية ملتهبة، إذ صدرت مواقف إسرائيلية تهدد باللجوء الى القوة لحسم أمر الخيمتين، وذلك بعدما هدّد الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله بالردّ على أي عمل اسرائيلي يستهدف إزالتهما. وبدا من هذه التهديدات أن الخيمتين تحولتا عملياً الى إختبار لقواعد الاشتباك، ما يزيد التطورات الجنوبية الأخيرة غموضاً. في المقابل، برز اهتمام اميركي ودولي، منبهاً الى خطورة ما سيؤدي اليه التوتر الراهن. ففي واشنطن، عبّر مصدر في الخارجية الأميركية عن «قلق الولايات المتحدة إزاء أي انتهاكات للخط الأزرق وتأثيرها على الاستقرار والأمن في كل من لبنان وإسرائيل». ودعا الأطراف المعنيين إلى «الامتناع عن الأعمال الاستفزازية التي تقوّض الأمن والسلام». .. أما في صور، فأعلنت نائبة مدير المكتب الاعلامي لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» كانديس أرديل، أنه «بالنظر الى التوترات الأخيرة على طول الخط الأزرق، جاءت حادثة الأمس والتقارير حول اصابات في وقت بالغ الحساسية، ولحسن الحظ ان الوضع اليوم هادئ». والحادثة التي أشارت اليها أرديل، هي تلك التي جرح فيها اول من امس ثلاثة عناصر من «حزب الله» بنيران إسرائيلية قرب «بركة ريشا» الواقعة بين قريتي البستان ويارون. وأضافت أرديل أنّ رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو «يواصل الاتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق، ويواصل جنود حفظ السلام مراقبة الوضع، ونحن نحقق في الأحداث الاخيرة». وخلصت الى القول: «هذا دليل على التزام السلطات على الجانبين بعدم التصعيد أمس. ومع ذلك، رأينا أن الأحداث يمكن أن تتطور بسرعة، ونحض الجميع على الاستمرار في تجنب فعل أي شيء قد يزيد التوترات». ما ذكرته نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الاعلامي عن «التزام السلطات على الجانبين بعدم التصعيد»، ينطبق فقط على الواقع الميداني. أما في الواقع السياسي، فتصاعدت التهديدات الاسرائيلية التي أطلقها تباعاً وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اهارون هافيلا. وتعليقاً على هذه التهديدات أورد الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» أنّ المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن «استفزازات نصرالله تهدف إلى تعطيل بناء الجدار الذي من شأنه أن يعيق قوات النخبة التابعة له من مهاجمة المجتمعات الحدودية. ويتحلّى جيش الدفاع الإسرائيلي بضبط النفس، ولكن الصبر بدأ ينفد». وقال مسؤول اسرائيلي رفيع للموقع :»سيأتي وقت نصرالله، وليس في المستقبل البعيد». وأضافت «يديعوت احرونوت»: «إنّ مشروع هندسة الجدار الحدودي للجيش الإسرائيلي على وشك الانتهاء. وهو يجمع بين السياج الفولاذي العالي وأنظمة الإنذار والمراقبة المتقدمة، ولديه القدرة على إحباط خطط هجوم «حزب الله» بالكامل. ويتضمّن عوائق مصطنعة طويلة جداً سيتعيّن على «حزب الله» تسلقها، ما يضيع وقتاً ثميناً إذا كان عناصره يعتزمون مهاجمة المستوطنات أو المواقع الإسرائيلية. خلال هذا الوقت، يمكن للجيش الإسرائيلي الاستعداد للدفاع وبدء هجمات مضادة». ولفتت الى أنّ نصرالله «يحاول تقويض استكمال هذه العقبة وتعطيلها من خلال الاستفزازات التي تنطوي بشكل أساسي على تدمير السياج الحديدي و(استخدام) الإكراه الديبلوماسي». وخلصت الصحيفة الى أن نصرالله «كشف أخيراً نواياه بمناسبة زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي حمل خطة التسوية التي ستغيّر فيها إسرائيل مسار الجدار في منطقة الغجر، وفي المقابل، يقوم «حزب الله» بتفكيك الخيم». لكن هذه «التسوية» لم تمر، وهذا ما تفسره الزيارة القصيرة التي قام بها هوكشتاين لإسرائيل . من ناحيته، أبرز «حزب الله» أهمية موضوع الخيمتين غداة الإطلالة الأخيرة لنصرالله. فقد قالت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»الحزب» في مقدمة نشرتها المسائية امس:» بالحديث عن الخيمة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، أيقن الصهاينة من خبراء أمنيين ومحللين سياسيين ان لا خيمة تقي جنودهم ومستوطنيهم حر سوء الخيارات إن اقدمت عليها حكومتهم، وإن المعادلة التي يفرضها «حزب الله» ستكون حقيقة يجب على الكيان العبري التعامل معها».

مصرف لبنان يدخل الإثنين المرحلة الإنتقالية.. ومهمة لودريان مهدَّدة!

«تغريدات كلامية» بمواجهة القرار الأوروبي.. وفرنجية محور تجدُّد الحوار بين الحزب وباسيل

اللواء...في آخر يوم عمل لأسبوع منتصف تموز، الذي يصادف ذكرى 14 تموز العيد الوطني الفرنسي، حيث ستتوافد الشخصيات الرسمية والحزبية والسياسية الى قصر الصنوبر، للتأكيد على عُرى الصداقة والعلاقة، على الرغم من جرح قرار البرلمان الأوروبي بالتصويت لصالح بقاء النازحين السوريين في لبنان، وفي وقت لم تأتِ معلومات جديدة عن حركة المبعوث الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون الى لبنان جان- ايف لودريان، الذي اجرى محادثات امس الاول في المملكة العربية السعودية مع المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا حول العلاقات الثنائية ولبنان، ووسط تأكيدات على مشاركته (اي لودريان) في الاجتماع الخماسي، الذي سيُعقد الاثنين في الدوحة حول كيفية معالجة استمرار خلافات اللبنانيين حول كيفية انتخاب رئيس جديد للجمهورية. رسمت مصادر سياسية صورة تشاؤمية بخصوص مسار الانتخابات الرئاسية، استنادا إلى مواقف الاطراف السياسيين الأساسيين، وحراك الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بين المملكة العربية السعودية وقطر، واعتبرت ان بقاء الانقسام السياسي الحاصل بالداخل اللبناني على حاله، وعدم استعداد اي طرف من الطرفين للتقدم خطوة الى الامام بإتجاه الطرف الآخر، مؤشر سلبي، لا يساعد الى التوصل للاتفاق على مرشح توافقي مقبول، يتم انتخابه رئيسا للجمهورية، بل يُبقي الملف الرئاسي مجمدا حتى اشعار آخر، بانتظار مسار الحراك الفرنسي ونتائجه وقدرته على تضييق شقة الخلاف الحاصل وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، باتجاه انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. واشارت المصادر إلى ان لبنان لم يتبلغ بعد اي موعد رسمي ونهائي لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان بعد، وكل ما يتردد بهذا الخصوص، يستند إلى توقعات ووعود، بعودته بعد جولة المشاورات والاتصالات التي يجريها بالرياض ومع اعضاء دول اللقاء الخماسي، لوضعهم في حصيلة زيارته للبنان والانطباعات التي خلص اليها، لرسم خارطة تحركاته المستقبلية ومواصلة مهمته الرئاسية، وكشفت انه لم يتم وضع اي تصور لدى اللقاء المذكور منذ اجتماعه مطلع شباط الماضي، لمناقشته مع لودريان، بل على الارجح سيكون اللقاء مناسبة، لجوجلة الافكار واستخلاص كيفية مقاربة الازمة وسبل المساعدة على حلها، والتي ماتزال معقدة حتى الان، في حين تشير المصادر إلى ان الموفد الرئاسي الفرنسي، سينتقل إلى باريس للقاء الرئيس ماكرون واطلاعه على خلاصات مهمته بلبنان والسعودية وقطر، وبنتيجتها سيتقرر، كيفية تحرك لودريان، وما اذا كان سيسرِّع الخطى ام يتريث لاستكمال مشاوراته مع دول واطراف اخرين،كإيران مثلا لتذليل العقبات والعراقيل القائمة في طريق مهمته. وفي الداخل، لم تسجل المصادر تحولات ملفت ومؤثرة بالمواقف، من شأنها ان تحدث تبدلات بالاستحقاق الرئاسي، واعتبرت اعادة فتح الحوار بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحزب الله، بانه كان متوقعا، ولم يفاجىء احدا، لان كلا الطرفين يحاول الإستفادة منه، بالرغم من الندوب التي تسببت بها انتقادات باسيل الحادة ضد قياديي الحزب وقالت: ان باسيل لم يستطيع أن يجد مكانا له في صفوف المعارضة، لانعدام الثقة به بالمطلق، وبقي يغرد وحيدا، ولو انه تلاقى على تأييد مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور في جلسة الانتخابات الرئاسية الاخيرة، في حين يبدو أن فتح الحوار مجددا مع الحزب، مشروط باعتذار عن الانتقادات التي وجهها مباشرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وكشفه لفحوى لقاءاته به، ولوقف حملاته على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واعتباره من ضمن المرشحين الرئاسيين الذين يتم التداول بأسمائهم في اي لقاء حواري او تشاوري حول اختيار رئيس توافقي مقبول بالمرحلة المقبلة. وفي المقابل تعتبر المصادر ان هناك مصلحة للحزب باعادة العلاقات مع باسيل، من زاوية ابعاده عن المعارضة وتحديدا عن القوات اللبنانية، لاضعاف موقفها وخلخلة الاجماع المسيحي ضد ترشيح فرنجية او اي مرشح اخر، في الانتخابات الرئاسية والاستمرار في إبقاء التيارالوطني الحر كطرف مسيحي يدعم توجهات الحزب وسياساته. اما بالنسبة لزيارة باسيل للبطريرك الماروني بشارة الراعي، اشارت المصادر إلى ان باسيل اطلع البطريرك على توجهه اعادة فتح الحوار مع حزب الله، وتأثيره في تحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ومبينا الاسباب التي دفعته لاعادة موقفه من الحوار، باعتباره يتركز على ملف الانتخابات الرئاسية ولايتناول اي مسائل وقضايا اخرى لها علاقة بالنظام السياسي اوتعديل الدستور. ولئن بدا ان الاستعصاء الرئاسي يجعل من فكرة الحوار التي يسعى الى بلورتها الدبلوماسي الفرنسي السابق، بلا آلية عملية، مع انتصاب متاريس رفض الحوار بين الكتل، سواء في مجلس النواب او قصر الصنوبر، فإن ثمة متابعة للحوار المستجد بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي ينطلق من مسلّمتين:

1 - لا احد بإمكانه فرض مرشحه.

2 - عدم التخلي المسبق عن النتائج التي آلت اليها جلسة 14 حزيران، ولم تؤدِ الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد بروز «معادلة التوازن» السلبي بين الاصوات التي نالها المرشحان سليمان فرنجية (51 صوتاً) وجهاز ازعور (59 صوتاً).

وحسب المعلومات، فإن حزب الله يحاور التيار من زاوية عدم التفريط «بالصداقة» معه، وعدم اسقاط مرشحه فرنجية، بل هو من ضمن الاسماء المطروحة، ضمن مسلًّمة الحزب للرئاسة الاولى، لرئيس بشخصه لا يطعن المقاومة في الظهر. وحسب مسؤول مقرَّب من قيادة الحزب، فإن عودة باسيل الى الحوار هي طبيعية، ومكانه تحت راية «تفاهم مار مخايل». وحسب المسؤول المقرَّب، «مخطىء من يعتقد ان اي منهما غير موقفه او تنازل عن قناعاته الرئاسية.. كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تمسكه بفرنجية كخيار رئاسي ثابت وكمرشح لا يطعن المقاومة بالظهر هو القاعدة التي سينطلق منها التفاوض مع باسيل من اجل «ايجاد الظروف المناسبة والارضية المشتركة لاقناعه بفرنجية»...

باسيل في الديمان

وتطرق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال لقائه مع النائب باسيل الى النتائج التي يمكن استخلاصها من جلسة 14 حزيران، واستئناف الحوار مع حزب الله، والامتناع المشترك للطرفين، بعد ثلاثة اجتماعات بأن لا مفرَّ من الحوار للاتفاق على رئيس قبل دعوة مجلس النواب مجدداً لعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. فقد سجلت في الحركة السياسية امس، زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرافقه النائب جورج عطالله والمستشار انطوان قسطنطين، الى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في مقرّه الصيفي في الديمان وعرض معه للاوضاع وللاتصالات الجارية بشأن الاستحقاق الرئاسي. واكتفى النائب باسيل الذي «بدا مرتاحا جدا»، بعد اللقاء، بالقول: أترك ما تم تداوله في عهدة أبينا البطريرك. وما تم تداوله أهم بكثير من اي كلام للاعلام. وما قلناه لا يقال للاعلام. وافادت مصادر اطلعت على اجواء لقاء البطريرك الراعي مع باسيل ان الزيارة تقليد سنوي اعتمده باسيل مع انتقال الراعي الى الديمان، مؤكدة ان التواصل دائم بين الطرفين. وقد وضع رئيس التيار الراعي في اجواء جلسة الحوار التي عقدها مع حزب الله، واعتبر ان المشكلة مع الحزب في الملف الرئاسي في حصرية ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما يأخذ الحزب على باسيل رفضه فرنجية وعدم طرح اي اسم آخر في المقابل. واشارت المصادر الى ان الراعي يشجع كل حوار  يمكن ان يوصل الى نتيجة  تخدم الوطن، وتمنى على باسيل استكمال الحوار مع الحزب، على امل الوصول الى مشروع اتفاق من شأنه ان يفضي الى طرح سلة اسماء يمكن الاتفاق على واحد من بينها. كما التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل السفير القطري في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي في زيارة وداعية، جرى في خلالها بحث آخر المستجدات لاسيما ملف الاستحقاق الرئاسي. رئيس الكتائب شدد امام زائره على «رفض وصول رئيس يفرضه حزب الله على اللبنانيين، وان لبنان يحتاج في الظروف التي يمر فيها الى رئيس يحمل مهمّة واضحة لإخراجه من الوضع الحالي ويكون متحرراً من اي شروط قد تقيده في تنفيذ مهمته». من جهة ثانية، قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق: إننا نُرحب بإعادة الحوار بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وهو نموذج للحوار غير المشروط، الذي طالما دعونا إليه، وخطوة في الاتجاه الصحيح بما ينفع لبنان للخروج من أزماته.

حركة منصوري

وإذ، بات بحكم المؤكد ان النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، وقبل اسبوعين من انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، سيتولى المسؤولية في ادارة المصرف، فهو، حسبما كشف، سيبدأ تحركاً مع القوى السياسية والحكومة ومجلس النواب لعرض خارطة طريق للخروج من الازمة، عبر انتقال منتج من حالة الى حالة. وعلم ان منصوري طلب موعداً لزيارة بكركي ولقاء البطريرك الراعي. وفي الاطار، جدد الرئيس بري التأكيد خلال ترؤسه إجتماعا للقطاع الاغترابي في حركة «أمل» على «تمسك «الحركة» بوجوب ان تشمل أي خطة للتعافي الإقتصادي والمالي حفظ حقوق المودعين، كل المودعين كاملة وتحديدا ودائع المغتربين اللبنانيين». وبشأن التصرف في مرحلة الفراغ، حول تعيين قائد جديد للجيش، اعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف موريس سليم انه عندما يحدث توافق على هذه الخطوة، اقدّم اسماء لمنصب قائد الجيش.

النزوح والقرار الأوروبي

والواقع، إنشغل لبنان خلال اليومين الماضيين بقرار البرلمان الاوروبي الداعي الى بقاء النازحين السوريين ومنع ترحيلهم، وصدرت مزيد من المواقف المستنكرة للقرار، بإنتظار تحرك الحكومة اللبنانية لمعالجة الموضوع، مع انه غير ملزم ولا صفة قانونية دولية له، لكن ترك تأثيراً خطيراً على خطة لبنان لإعادة النازحين مضافاً اليه مواقف مفوضية شؤون اللاجئين الدولية الممثلة للموقف الاوروبي، وعدم تعاونها مع لبنان بما يكفي لتخفيف عبء النزوح على الاقل. وصدرت في بيروت الكثير من المواقف الرافضة للقرار الاوروبي من النزوح السوري الى لبنان، لكن البارز فيها موقف وزير شؤون المهجرين المعني بالملف، حيث قال في بيان: أن قرار البرلمان الأوروبي هو قرار تعسفي ومرفوض، وقرار للضغط على لبنان لعدم الذهاب بوفد وزاري رسمي إلى سوريا بهدف البدء بوضع بروتوكول، وتنفيذ آلية للاعادة الآمنة للنازحين إلى ديارهم.  واعتبر شرف الدين القرار يشكّل «تدخلًا سافراً بشؤوننا الوطنية الداخلية»، وقال: طالبت بعقد جلسة طارئة لحكومة تصريف الأعمال، للتنديد والإستنكار بهذا القرار المجحف بحق لبنان، الذي يعاني الكثير  إقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا وبيئيا، وقد يعاني مستقبلاً ديموغرافيا من جراء هذا الملف، علماً أننا رحبنا بالأخوة النازحين بقلوب كبيرة في أيام الحرب على سوريا، ولكن مع تغيّر الأوضاع وتبدل الظروف نحو الأفضل وانتفاء الأسباب الموجبة فالعودة الكريمة والآمنة أصبحت أمرا الزاميا. كما اكد جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية انه «لم يعد باستطاعة لبنان تحمل أعباء اللجوء نتيجة أوضاعه السياسية والاقتصادية- الاجتماعية والديمغرافية. لذا ندعو الغيارى على حقوق الانسان وكرامته في المجتمع الدولي العمل مع لبنان على عودة اللاجئين الى بلادهم والضغط على النظام السوري لتسهيلها، أو إعادة توطينهم في بلدٍ ثالث، أي نقلهم من لبنان إلى بلدانٍ أخرى قد تكون أوروبية أو عربية، توافق على السماح لهم بالدخول، وتمنحهم الإقامة الدائمة والحياة الكريمة».

عودة الهدوء إلى الجنوب

وبعد يوم حافل بالتوترات، عاد الهدوء الى الحدود الجنوبية، ولم تسجَّل اي حوادث، واستمرت اليونيفيل بتسيير دوريات بالتنسيق مع الجيش اللبناني في المناطق التي شهدت احتكاكات بين جنود الاحتلال وشبان جنوبيين. وبعد التصعيد الحدودي حول بلدة الغجر والشريط الحدودي، دعا وزير «الأمن القومي الإسرائيلي» إيتمار بن غفير، «الجيش الإسرائيلي للتحرك ضد الخيم التي أقامها حزب الله قرب الحدود». وأعلنت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، أنه «بالنظر الى التوترات الأخيرة على طول الخط الأزرق، جاءت حادثة الأمس (الاول) والتقارير حول اصابات في وقت بالغ الحساسية، ولحسن الحظ ان الوضع اليوم هادئ». وقالت: يواصل رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو  الاتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق، ويواصل جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل مراقبة الوضع، ونحن نحقق في أحداث الأمس. اضافت: هذا دليل على التزام السلطات على الجانبين بعدم التصعيد أمس. ومع ذلك، رأينا أن الأحداث يمكن أن تتطور بسرعة، ونحث الجميع على الاستمرار في تجنب فعل أي شيء قد يزيد التوترات. وفي واشنطن، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أي انتهاكات للخط الأزرق وتأثيرها على الاستقرار والأمن في كل من لبنان وإسرائيل، داعيا الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية التي تقوض الأمن والسلامة». وقال في حديث صحافي: ندعو لبنان إلى العمل من خلال اليونيفيل لحل أي انتهاكات من هذا القبيل. وتؤكد هذه الانتهاكات فقط حاجة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق المهمة الرئيسية على طول الخط الأزرق، وهذا الأمر حاسم لمنع دورات التصعيد. وحول زيارة آموس هوكشتين لاسرائيل وعما اذا كانت تضمنت نقاشا حول الملف اللبناني، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: ليس لدينا أي تعليق على المحادثات الدبلوماسية الأميركية الخاصة التي ربما حدثت أو لم تحدث.

«لجنة ثلاثية» لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل

واشنطن لا تتدخل..و«حزب الله» لا يصعّد

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. استقرّت الخيارات اللبنانية لمعالجة خروقات إسرائيل للحدود البرية مع لبنان، على الاتفاق على عقد اجتماعات للجنة الثلاثية المؤلفة من ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوات «يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، مع استبعاد تصعيد ميداني، حتى اللحظة، ما دامت «قنوات التواصل مفتوحة عبر الأمم المتحدة لإنهاء إشكالية خروقات الحدود». ولم تظهر أي مؤشرات على تدخل أو وساطة أميركية في النزاع على الحدود البرية يشبه الانخراط السابق في جهود ترسيم الحدود البحرية، كما لم تخرج التحركات المحدودة للجانب الأميركي عن الحث على ضرورة الالتزام بالمسارات المعمول بها، ومن ضمنها عبر «يونيفيل»، لتجنب أي توتر ناتج عن الأزمة الأخيرة، وضرورة تثبيت الاستقرار، ومنع أي استفزازات على جانبَي الحدود، رغم تعويل لبنان الدائم على أن التحركات الأميركية يمكن أن تشكل عاملاً مساعداً للضغط على تل أبيب. وارتفعت التوقعات اللبنانية لدور أميركي، إثر زيارة كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكستاين، إلى تل أبيب. لكنَّ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، نفى علمه بوجود وساطة أميركية في ملف معالجة ترسيم أو تحديد الحدود البرية الجنوبية بسبب الأزمة الأخيرة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا الأميركيون اقترحوا التوسّط، ولا لبنان طلب أي جهد أميركي في هذا الملف بالتحديد». وإلى جانب نفي بوصعب، نفت مصادر لبنانية أخرى أن يكون اللواء عباس إبراهيم مضطلعاً بأي جهد تفاوضي مع الجانب الأميركي، قائلة إن إبراهيم لم يُكلف من أي جانب بالتواصل مع الأميركيين في هذا الملف، وذلك حسماً لمعلومات شاعت في بيروت عن توليه جانباً من التواصل التفاوضيّ. لكنَّ المصادر المنخرطة في اللقاءات مع المسؤولين الدوليين، أكدت أنه «لو كان هناك تفاوض، لكان ذلك من صلاحيات الرئيس حكماً، لكن ما يمضي فيه لبنان الآن هو استمرارية العمل باللجنة الثلاثية لمعالجة الخروقات وتثبيت الحدود البرية بشكل كامل ونهائي». ورغم التوتر «المحدود» الذي ساد المنطقة الحدودية في حادثين منفصلين الأربعاء، ارتفعت مؤشرات التهدئة وعدم التصعيد من خلال تصريح الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الذي لم يهدد باستخدام القوة لمعالجة الأزمة الأخيرة.

لجنة تضم «اليونيفيل» وجيشَي لبنان وإسرائيل لمعالجة النزاع الحدودي

بو صعب ينفي وجود وساطة أميركية..ولا مؤشرات على توتر أمني

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. استقرّت الخيارات اللبنانية لمعالجة خروقات إسرائيل للحدود البرية مع لبنان، على اجتماعات اللجنة الثلاثية المؤلفة من ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، مع استبعاد تصعيد ميداني، حتى اللحظة، ما دامت «قنوات التواصل مفتوحة عبر الأمم المتحدة لإنهاء إشكالية خروقات الحدود». وتصاعد التوتر خلال الأسابيع الأخيرة في الجنوب، بعد رفع الجيش الإسرائيلي إنشاءات معدنية وتقنية في منطقة الغجر الحدودية التي ضمتها إسرائيل في عام 2006، ومنعت اللبنانيين من الوصول إليها، في مقابل نصب «حزب الله» خيمتين في منطقة حدودية متنازع عليها في مزارع شبعا، بجنوب شرقي لبنان. ولم تظهر أي مؤشرات على وساطة أميركية في الملف تشبه الانخراط السابق في جهود ترسيم الحدود البحرية، كما لم تخرج التحركات المحدودة للجانب الأميركي عن إطار الحث على ضرورة الالتزام بالمسارات المعمول بها، ومن ضمنها عبر «اليونيفيل»، لتجنب أي توتر ناتج عن الأزمة الأخيرة وضرورة تثبيت الاستقرار ومنع أي استفزازات على جانبي الحدود، رغم تعويل لبنان الدائم على أن التحركات الأميركية يمكن أن تشكل عاملاً مساعداً للضغط على تل أبيب. وارتفعت التوقعات اللبنانية بدور أميركي، إثر زيارة كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكستاين إلى تل أبيب الثلاثاء. لكن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب نفى بشكل كامل، علمه بوجود أي وساطة أميركية في ملف معالجة ترسيم أو تحديد الحدود البرية الجنوبية بسبب الأزمة الأخيرة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا الأميركيون اقترحوا التوسّط، ولا لبنان طلب أي جهد أميركي في هذا الملف بالتحديد». وكان بو صعب على صلة وثيقة مع آموس هوكستاين خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في العام الماضي، وأشار إلى أن معلوماته تفيد بأن زيارة هوكستاين إلى تل أبيب «لا علاقة لها بالملف اللبناني». وإلى جانب نفي بو صعب، نفت مصادر لبنانية أخرى أن يكون اللواء عباس إبراهيم مضطلعاً بأي جهد تفاوضي مع الجانب الأميركي، قائلة إن إبراهيم لم يُكلّف من أي جانب بالتواصل مع الأميركيين في هذا الملف، وذلك حسماً لمعلومات شاعت في بيروت عن توليه جانباً من التواصل التفاوضيّ.

* آلية متاحة

ويمضي لبنان بالآلية الدبلوماسية والعملية المتاحة لمعالجة التطورات الأخيرة. وقالت مصادر لبنانية منخرطة في اللقاءات بين مسؤولين لبنانيين ودوليين لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطلوب اليوم العودة إلى العمل من خلال اللجنة الثلاثية واستمرار العمل بها؛ لأن من صلب مهامها معالجة الخروقات في الحدود البرية»، في إشارة إلى اللجنة التي تجتمع بشكل شهري و«عندما تدعو الحاجة» في مقر الأمم المتحدة في الناقورة في أقصى جنوب غربي لبنان، برئاسة قائد «اليونيفيل»، وتضم ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي. وتعدّ الأمم المتحدة اجتماعات اللجنة بمثابة آلية أساسية لبناء الثقة بين الطرفين تهدف إلى تعزيز الارتباط والتنسيق، فضلاً عن معالجة المسائل الأمنية والعسكرية العملياتية الرئيسية. ومن بين المواضيع الأخرى التي يتم التباحث فيها، القضايا ذات الصلة بتنفيذ القرار (1701)، وخروقات الخط الأزرق، ونتائج تحقيقات «اليونيفيل» في الحوادث. ولا يتعارض استمرار العمل بهذه الآلية مع غياب رئيس جديد للجمهورية؛ لأن استمرارها لوضع حد للخروقات، لا يعني أن هناك اتفاقات ومعاهدات دولية سوف تُوقّع، وهي واحدة من الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية. وقد آثار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هذه المسألة يوم الأربعاء. لكن المصادر المنخرطة في اللقاءات مع المسؤولين الدوليين، أكدت أنه «لو كان هناك تفاوض، لكان ذلك من صلاحيات الرئيس حكماً، لكن ما يمضي فيه لبنان الآن هو استمرارية العمل باللجنة الثلاثية لمعالجة الخروقات وتثبيت الحدود البرية بشكل كامل ونهائي». والتوتر الحدودي الأخير في جنوب لبنان، ليس وليد الساعة، وهو ناتج عن تراكمات منذ عام 2006؛ إثر وجود 13 نقطة نزاع حدودي في البر، تُضاف إلى إشكالية القسم الشمالي من بلدة الغجر التي أعادت إسرائيل ضمها في عام 2006، فضلاً عن النزاع العالق في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا منذ عام 2000. وحاول رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ضم ملف الحدود البرية إلى ملف الحدود البحرية؛ لإنهاء الملفين في سلة واحدة في عام 2020، عندما نص «اتفاق الإطار» على تلازم المسارين. وعلى مدى عامين، حتى التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان بري يصرّ في محادثاته على العودة إلى اتفاق الإطار لتلازم المسارين، وهو ما لم يتحقق، حيث أُنجِز ملف الحدود البحرية دون البرية. وتنظر قوى سياسية لبنانية إلى أن عدم الالتزام الكامل باتفاق الإطار، أدى إلى انفجار التوتر الحدودي أخيراً.

* تهدئة «حزب الله»

ورغم التوتر «المحدود» الذي ساد المنطقة الحدودية في حادثين منفصلين، الأربعاء، ارتفعت مؤشرات التهدئة مع تصريح الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الذي لم يهدد باستخدام القوة لمعالجة أزمة بلدة الغجر؛ إذ قال إن الخيمتين اللتين أقامهما الحزب؛ واحدة شُيّدت داخل الأراضي اللبنانية والثانية داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا، «أضاءتا من جديد على كل الوضع عند الحدود». وفي موضوع قرية الغجر، قال: هذه أرض لبنانية أعاد العدو احتلالها، ولا يجوز السكوت عن هذا الموضوع»، وأضاف: «يجب أن يكون الموقف اللبناني حاسماً في قرية الغجر، هذه بيوت وأرض لبنانية يجب أن تعود إلى لبنان بلا قيد وبلا شرط، وتحريرها مسؤولية الدولة والشعب والمقاومة، وبالتعاون بين الدولة والمقاومة وإسناد الشعب نستطيع أن نستعيد أرضنا المحتلة في بلدة الغجر».

«اليونيفيل» كثفت دورياتها لضمان الهدوء على حدود لبنان الجنوبية

بيروت: «الشرق الأوسط».. كثفت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) تحركاتها الميدانية، لضمان الاستقرار على طول الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل، غداة «توتر محدود» في المنطقة الحدودية، وبموازاة استعدادات مجلس الأمن لتمديد مهام اليونيفيل لسنة إضافية. وقالت مصادر ميدانية إن السكان في جنوب لبنان لاحظوا حركة مكثفة لقوات «اليونيفيل» في القطاعات الثلاثة، فيما أفادت وسائل إعلام لبنانية محلية بأن مروحية تابعة لقوات «اليونيفيل» جالت فوق الخط الأزرق ونفذت طلعات استكشافية على علو منخفض. وذكر موقع «النشرة» اللبناني أن «فريقاً من ضباط قوات (اليونيفيل) جال على الخط الأزرق في القطاع الشرقي من جنوب لبنان انطلاقاً من محور تلال العديسة وحتى محور عين عرب الغجر والوزاني مستقلاً مروحية، وقد جالت فوق هذا الخط امتداداً حتى تخوم مزارع شبعا مروراً بتلال سدانة وبركة النقار في خراج بلدة شبعا في جنوب شرقي لبنان. وتعد دوريات اليونيفيل، بما فيها الدوريات الجوية، اعتيادية، وغالباً ما يلحظها سكان جنوب لبنان». وأشار وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إلى أن هناك عملاً على الأرض بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وعلاقة بينهما، وقال بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «نحن نريد أن تقوم قوات اليونيفيل بواجبها من دون مشكلات، ولذلك والأفضل لها، وهي على قناعة بذلك، أن يواكبها الجيش اللبناني». ولفت إلى «أن الجيش اللبناني ليس لديه هذه الإمكانات بعد، وهو يزيد عديده في الجنوب ولكنه يهتم بالأمن في كل البلد. هناك تعاون كامل في الجنوب، ونحو 80 في المائة من دوريات الأمم المتحدة تتم بوجود الجيش اللبناني، ونريد أن تكون النسبة أكثر كي لا يواجهوا مشكلات، لأن الأهالي يشعرون براحة أكثر بوجود الجيش». وكانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونِتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا، قدما الأربعاء إحاطة إلى مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701. وأكدت المناقشات في مجلس الأمن «الأهمية البالغة للقرار 1701 لأمن واستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة، بينما لا تزال بعض مندرجات القرار بعيدة عن التطبيق من كلا الطرفين»، ورحبت المنسقة الخاصة بـ«التزامهما بالقرار وبالخطوات المتخذة بالتنسيق مع اليونيفيل للحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق». وإذ جددت مع أعضاء مجلس الأمن إدانتهم لـ«مقتل أحد جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل في منطقة العاقبية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي»، شددوا على «أهمية تقديم الجناة إلى العدالة». ورحّبت بـ«الإجماع داخل مجلس الأمن على تعزيز سلام لبنان وأمنه واستقراره واستعداد المجتمع الدولي لتقديم الدعم المطلوب»، ولكنها شددت على أن «الحلول المستدامة الطويلة الأمد يجب أن تكون بقيادة وطنية وتعتمد على القادة اللبنانيين». وكان رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع دعا الأمم المتحدة، الأربعاء، إلى إصدار قرار حاسم حول المسألة الحدودية الجنوبية الشائكة، باعتبار أنها الجهة الوحيدة القادرة على حسم هذه المسألة، ناهيك ببلورة الحقيقة أمام الرأي العام اللبناني.

صفحة جديدة بين باسيل و«حزب الله»..و«التيار» يعوّل على مرشح ثالث للرئاسة

نصر الله يريد حواراً «بلا شروط» لا يستبعد اسم فرنجية

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. فتح «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» صفحة جديدة في مسار علاقتهما التي وصلت في المرحلة الأخيرة إلى تأزم غير مسبوق، وارتفع نتيجتها سقف المواقف، لا سيما من قبل النائب جبران باسيل الذي عاد وأعلن قبل يومين عن عودة الحوار بين الطرفين دون شروط مسبقة، وهو ما عاد وأكده أول من أمس أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. ويأتي ذلك بعدما كان «التيار» يربط هذا الحوار بإسقاط «حزب الله» دعمه لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وهو ما كان يرفضه الحزب، وبالتالي فإن استئناف التواصل بينهما يطرح علامة استفهام مرتبطة بمقاربة كل منهما لرئاسة الجمهورية وإمكانية تراجع أحدهما أو كليهما عن دعم مرشحه، أي الاتفاق على مرشح ثالث، بعدما كان «التيار» اتفق مع المعارضة على دعم الوزير السابق جهاد أزعور. وهو ما أشار إليه النائب في «التيار» سيزار أبي خليل، معدّا أن «الحوار يعني نيّة الالتقاء مع الآخر على أمر يرضي الطرفين، وبالتالي الاتفاق على مرشّح ثالث». وفي المقابل ومع تأكيد نصر الله عودة الحوار مع التيار بدا واضحا استمرار تمسكه بترشيح فرنجية، منتقدا كذلك وضع شروط للحوار، وقال: «ليس شرطاً أن يلزم أحد ‏الآخر ليأخذ منه جواباً أو ليصل لنتيجة بسرعة...». وأضاف نصر الله «عندما تقول لي حوار بشروط هذا لم يعد حواراً، أنا أقول لك نحن الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وبقية ‏حلفائنا عندما نأتي إلى طاولة الحوار صحيح عندنا اسم واحد هو سليمان فرنجية ولكن سنتناقش، نرى ‏الأسماء التي لديكم، نتحدث عنها... نتحدّث عن الضمانات، ‏نتناقش، يمكن أن تقنعونا، ويمكن أن نقنعكم. أما أن نتناقش بشرط أن نتخلى عن مرشحنا، هذا ليس حواراً، هذا يعني أن هناك شخصاً يريد فرض رأيه على الآخر». ‏ من جهته، يذكّر النائب سيزار أبي خليل بالاختلافات التي سجّلت بين الطرفين في مواضيع عدة، أبرزها الخلاف الكبير حول عمل الحكومة الذي يؤيده الحزب فيما يعتبر «التيار» جلساتها «غير دستورية وفاقدة للشرعية»، إضافة إلى الخلاف في مقاربة ملف الرئاسة، ورفض باسيل دعم فرنجية، لكنّه يثني على موقف «الحزب» في رفضه التعيينات التي كانت الحكومة تعدّ لإنجازها. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاتصالات لم تنقطع مع كل الأطراف وإن بوتيرة مختلفة في ما بينها، أما بالنسبة إلى الرئاسة فموقفنا معروف، واستئناف الحوار مع الحزب يأتي من دون شروط مسبقة، وليس على شخص معيّن، إنما على برنامج وعلى شخصية غير استفزازية لأي طرف»، مضيفا «نتائج جلسة الانتخاب الأخيرة أظهرت أن التوازنات واضحة ولا قدرة لأي فريق أن يوصل مرشحّه، وبالتالي لا بد من الاتفاق بين الجميع على شخصية قادرة على إنقاذ البلد وحمايته». ويعد أبي خليل أن الخروج من أزمة الرئاسة يكون بحلّين، الأول فتح جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية وليفز من يحصل على الأكثرية، رغم أن هذا الأمر قد يكون له تداعيات ميثاقية ومحاذير مرتبطة بمقاطعة فريق لرئاسة الجمهورية، أما الحل الثاني فهو الحوار بين كل الأفرقاء، والقبول بالحوار يعني أن هناك نية للتوصل إلى حل يرضي الأطراف المتحاورة. من جهة أخرى يقول المحلل السياسي المقرب من «حزب الله» قاسم قصير لـ«الشرق الأوسط» إن «عودة الحوار بين التيار والحزب تمت من خلال الاتفاق على رؤية جديدة تقضي بطرح مجموعة من الأسماء بينهم فرنجية للبحث بها»، مشيرا إلى أن أهميته تكمن في التخفيف من أجواء التوتر الداخلي والدعوات المتطرفة. في المقابل، لا تبدو المعارضة متفاجئة من عودة اللقاء بين «الوطني الحر» و«حزب الله»، وهو ما عبّرت عنه مصادر نيابية في «القوات» قالت لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اللحظة الأولى أكدنا أن التقاطع بين باسيل والمعارضة يتعلق حصراً حول المرشح أزعور ونعرف أن علاقة باسيل مع الحزب لم تنقطع لذا لم يكن لدينا أي رهانات»، لكنها ترى أن الحوار بينهما لا يزال عند نقطة الخلاف نفسها، بحيث يتمسك الحزب بفرنجية، ولا يتراجع باسيل عن موقفه الرافض له، وتؤكد «ندرك جيدا أنه في اللحظة التي يتخلى فيها الحزب عن فرنجية سيكون التيار على أتم الاستعداد ليتقاطع معه». من هنا، تشير المصادر إلى أنه لا تأثير لحوار «التيار - حزب الله» على التقاطع بين التيار والمعارضة على ترشيح أزعور، وتعتبر أن الجميع بات يدرك أن الحل لن يكون إلا بالذهاب إلى مرشّح ثالث، لكنها تسأل في الوقت عينه عن موقف حليف الحزب، رئيس البرلمان نبيه بري الذي أعلن مرارا تمسكه بترشيح فرنجية.

هوكشتين يشارك في إطلاق عملية الحفر جنوباً منتصف آب المقبل: الحوار في المجلس واقتراح فرنسي لجدول الأعمال

الأخبار .. هوكشتين يشارك في إطلاق عملية الحفر جنوباً منتصف آب المقبل: الحوار في المجلس واقتراح فرنسي لجدول الأعمال

«الستاتيكو» السياسي على حاله: انتظار لعودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، واتصالات جانبية تتعلّق بالحوار حول الملف الرئاسي المفترض أن توجه الدعوة إليه. فيما استمر الاهتمام بالوضع جنوباً، مع ارتفاع منسوب الاستفزازات الإسرائيلية. في الملف الأول، علمت «الأخبار» أن النقاش لا يزال مستمراً حول مكان انعقاد الحوار الذي يُرجح أن يدعو لودريان القوى اللبنانية إلى خوضه. ورغم أن الرئيس نبيه بري أبلغ الفرنسيين بأن مصلحة الجميع أن تُعقد اجتماعات الحوار في المجلس النيابي، هناك من يشير إلى «فعالية أكبر» لحوار يُعقد في قصر الصنوبر، مركز السفارة الفرنسية في بيروت. لكنّ مصادر عين التينة ترجّح أن الجلسات، في حال اتُّفق على الحوار، ستلتئم في المجلس النيابي، وأن النقاش هو حول شكل المتابعة الفرنسية له، لناحية حضور مندوب فرنسي من دون أن يرأس الجلسات. وقالت المصادر إن الحوار يُفترض أن يجري على مستوى رؤساء الكتل النيابية، ما يعفي قيادات سياسية كثيرة من هذه المهمة، علماً أن بري أبلغ الجميع أنه لن يحضر شخصياً وسينوب عنه من يرأس وفد كتلة التحرير والتنمية. ورغم ترحيب غالبية القوى بالحوار، بقيت القوات اللبنانية على موقفها الرافض، وهو ما أكّده قائدها سمير جعجع أول من أمس، موجّهاً نصيحة إلى الفرنسيين بعدم الإصرار على هذه الفكرة، وحثّ رئيس المجلس وبقية القوى على عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية. لكنّ مصادر مطّلعة أعربت عن اعتقادها بأن القوات لن تتخلّف عن المشاركة في حال حظيت الدعوة إلى الحوار بموافقة غالبية القوى المعنية، وبدعم من البطريركية المارونية. يبقى أن الغموض لا يزال يحيط بجدول أعمال الحوار، مع انتظار الجميع لاقتراح يعرضه الموفد الفرنسي، يأخذ في الاعتبار نتائج اتصالاته الخارجية مع دول اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، وخصوصاً الجانب السعودي.

لا ترسيم للحدود

من جهة أخرى، قالت مصادر دبلوماسية إن ملف «الترسيم البري» ليس موضوعاً على نار حامية كما أشيع في اليومين الماضيين. وأوضحت أن السفارة الأميركية في بيروت سمعت كلاماً من مسؤولين عن الملف، لكنها تثبّتت من أن الحكومة اللبنانية لا تطالب بوساطة أميركية لحسم ملف الحدود البرية. وأضافت أن الأميركيين أبلغوا مسؤولين لبنانيين، أن الإدارة الأميركية منشغلة بملفات أخرى، ولا ترى في الوضع خطورة تستوجب التحرك سريعاً. كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تطلب وساطة للبتّ في الحدود البرية مع لبنان. وأبلغ مسؤولون لبنانيون الجانب الأميركي وممثلين أمميين أن لبنان لا يعتبر أن هناك حاجة إلى مفاوضات حول ترسيم الحدود، وأن على العدو إخلاء كل النقاط المتحفّظ عنها، وما يريده لبنان هو تحديد الحدود الدولية مع فلسطين وفق النقاط المعترف بها منذ عام 1923. ولفت هؤلاء إلى أن النقاش حول الحدود لا يمكن خوضه وفق المعادلة الإسرائيلية التي تعتبر لبنان غير معنيّ بمزارع شبعا المحتلة، إذ يرى لبنان أن المزارع نقطة جوهرية في أي بحث، وأن الخلاف حول حدودها هو مع سوريا وليس مع كيان العدو. وقال مصدر رسمي إن الحديث عن اتصالات جارية بواسطة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين لا يتصل بهذا الملف، وإن الأخير زار تل أبيب قبل أيام، في سياق مهمة تتعلق بالمساعي الأميركية لإنجاز عملية تطبيع بين العدو والسعودية، وهو كُلّف بهذه المهمة إلى جانب عمله في قطاع الطاقة، كما أنه مهتم بالاتصالات لترتيب الأمور بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية. أبلغ لبنان المعنيين أن المزارع نقطة جوهرية في أي بحث وأن الخلاف حول حدودها هو مع سوريا وليس مع كيان العدو أما بشأن زيارة هوكشتين المرتقبة للبنان، فقد عُلم أن التوقيت المبدئي هو منتصف الشهر المقبل، وهو الموعد المفترض لبدء أعمال الحفر في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الجنوبية. وقال مصدر على تواصل مع الأميركيين إن هوكشتين سيكون في لبنان، بالتزامن مع وصول الحفّارة التي وفّرتها شركة توتال الفرنسية، والتي ستبدأ العمل في النصف الثاني من آب المقبل، على أن تنجز المرحلة الأولى من عملها أواخر العام الجاري، وهو سيكون من ضمن شخصيات ووفود ستشارك في إطلاق عملية الحفر. ولم يستبعد مصدر رسمي أن يجري البحث في أمور أخرى على هامش الزيارة. وأشار المصدر إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا سبق أن أبلغت الرئيس ميقاتي أن بلادها لا تريد أي توتر في جنوب لبنان، وأنها نقلت رسالة إسرائيلية واضحة بأن تل أبيب لا تريد أي تصعيد. وقالت شيا إن حكومتها تفترض أن من مهمة قوات الطوارئ الدولية التنسيق مع الجيش اللبناني لمعالجة كل نقاط التوتر، في إشارة إلى الخيم التي يريد العدو من المقاومة إزالتها من نقطة تمركزها في أراضٍ لبنانية محتلة. ولفت المصدر إلى أن الأميركيين شدّدوا على أنهم لا يريدون أي طريقة عنيفة في إزالة الخيم، لأنهم لا يريدون نشوب مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل.

من الدوحة إلى بيروت: الحلّ «التنفيذي» معلّق

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. من يعرف الوزير الفرنسي السابق جان إيف لودريان عن كثب يتحدث عن الفارق بين مهمته ومهمات الموفدين العاديين الذين غرقوا في جولات مكوكية طويلة. أسلوب عمل السياسي الفرنسي لا يحتمل لقاءات متعددة وسجالات مطوّلة حول الفكرة نفسها أو الملف نفسه. وما لم يكن هناك جديد «تنفيذي»، لا يمكن للودريان أن يواصل مهمة عبثية من دون طائل، ولا سيما أنه يتعاطى مع شخصيات سياسية سبق أن قال موقفه منها بصراحة، وحمّلها تبعات ما وصل إليه لبنان. لذا يفترض، بحسب عارفيه، التنبه إلى أن الوقت أساساً ليس في مصلحة لبنان، وهو كلام سبق أن ردّده لودريان نفسه، كما أن كل ما يُفترض قوله من جانب اللبنانيين قيل، وكل الأفكار طُرحت، أياً كان الإطار الذي طُرحت فيه، وليس هناك من فكرة جديدة تخرج لبنان من مأزقه. لذا لا يمكن تفسير عودة لورديان أكثر من مرة بأنها استمرار للمراوحة السابقة، إذا لم يكن يحمل في جعبته إعلان موقف واضح من اقتراحات الحل للأزمة اللبنانية. بذلك، يصبح لقاء الدوحة إحدى المحطات الضرورية التي يُفترض أن تشكّل نقلة بين مرحلتين، وليس محطة فاصلة، لأنها تحمل شكلاً من أشكال ترجمة الخلافات التي تشهدها العواصم المشاركة في اللجنة الخماسية، والتي تحمل كل منها فكرة حل مختلفة. تماماً كما هي حال أفرقاء الداخل الذين عبّروا تباعاً، في الأيام الأخيرة، وكلّ على طريقته، عن هواجسهم ورؤاهم، قبل عودة الوزير الفرنسي، ليخلص الجميع إلى فكرة التسليم ضمناً بالشغور الطويل، بعدما أبدى كل من المعارضة والتيار وحزب الله تمسّكه بموقفه، ما خلا فروقات ظهرت أخيراً يمكن أن تشكّل إشارات معبّرة. حدّد حزب الله والقوات اللبنانية، بصراحة، موقفهما كلّ من مرشحه. لكنّ التمايز حصل عند فكرة الحوار التي رفضتها القوات مسبقاً، كما رفضت سابقاً كل الحركة الفرنسية، وأي لقاء في باريس يوم كان فريق الإليزيه يبلور أفكار التسوية الرئاسية الحكومية، قبل انتقال الملف إلى لودريان. والقوات تظهر هذه المرة أكثر حدّة في التمسك برفضها لحوار يشارك فيه حزب الله بناءً على التجارب السابقة. لكنها أيضاً توجّه رسائل إلى التيار الوطني الحر استباقاً لأي مناورة رئاسية. منذ التفاهم بين المعارضة والتيار على المرشح جهاد أزعور، ظل عامل الثقة مفقوداً، ولا سيما من جهة المعارضة والقوات تحديداً، والتشكيك في استخدام التيار الاتفاق مع المعارضة لإعادة مدّ جسور الحوار مع حزب الله. ما حصل في الأيام الماضية من استعادة اللقاءات العلنية بين التيار والحزب لم يثر «نقزة» المعارضين لسبب أساسي، وهو أن رئيس التيار جبران باسيل ذهب بعيداً في رفض مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى الحد الذي لا يمكن معه التراجع بسهولة عن هذا الموقف، لا أمام تياره الذي وقف بعض نوابه ضده في التوافق مع المعارضة على أزعور، ولا أمام الشارع المسيحي الذي زيّن له باسيل موجبات رفض فرنجية والتذكير بمرحلة 1990 - 2005. لكن، في المقابل، يُفترض التوقف ملياً عند ما جرى، لأن أي حوار مماثل يعني رسم احتمالات التنسيق بين الطرفين، إذا ما رست التسوية على مرشح الخيار الثالث. واحتمال أن يكون قائد الجيش العماد جوزف عون مرشحاً ثالثاً مطروحٌ في ظل لقاء اللجنة الخماسية وتراجع باريس عن دعم فرنجية، إذ ظهرت إلى المعارضة بعض ملامح احتمالات وصول التيار إلى هذا الخيار، تحت ضغط خارجي، مرفقاً بإغراءات عملانية تتعلق بموقعه في العهد المقبل. لا يعني ذلك تسليماً مبكراً من باسيل بقائد الجيش، خصوصاً أنه يلوّح دوماً له، عبر وزير الدفاع، بملفات عسكرية مخالفة للقانون وبأنه قائد انقلاب ضد العهد السابق. لكن رفعه السقوف العالية، مثله مثل رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، يحتمل أوجه المساومة لقبض ثمن أعلى في أي تسوية حين يحين موعدها، ولا سيما أن احتمال القبول بقائد الجيش يبقى أقل ضرراً من الالتفافة نحو فرنجية، بمجرد قبول القوات به. لكن سوء هذا السيناريو أنه يحمل أوجه المقايضات المبكرة التي تكرر تجارب تشكيل الحكومات والمحاصصة في العهد المقبل أسوة بما جرى في العهد الماضي، وتعيد إنتاج ظروف أكثر سوءاً من دون أي خطة إنقاذ حقيقية على المستويات السياسية والاقتصادية. وإذا كان مبكراً الحكم على الحوار المتجدد، في شقّه الرئاسي، فإن إنتاج أي تفاهم ثنائي بين الحزب وباسيل من دون رضى الرئيس نبيه بري، لا يمكن التعويل عليه بالمطلق لترجمته في صورة رئاسية، أو إنتاج ترتيبات بين الطرفين تتعلق بتفاصيل تندرج تحت خانة الحكومة ومجلس النواب على السواء. فموقف بري من التيار ورئيسه لا علاقة له بالاستراتيجيا، بل يشبه موقف التيار من فرنجية، ومن الصعب على كليهما التراجع عنه بسهولة. وهذا يفضي إلى أن كل الحراك المحلي لا يزال دون السقف المطلوب ترجمته للوصول إلى إنتاج حل رئاسي. ولن يكون ذلك في وقت قريب، لا في لقاء الدوحة ولا في زيارة لودريان المقبلة.

عدوان تموز وهاجس حزب الله الرئاسي

الاخبار..غسان سعود .. كان كل شيء محسوباً: لم تخطئ المقاومة في تقدير حجم الرد الإسرائيلي وطبيعته، لكنها أساءت - كما تقول مصادرها - تقدير حجم الانخراط الأميركي وطبيعته في الحرب، وحجم الانصياع اللبناني الرسمي وطبيعته للأوامر الأميركية. فبعد أيام على عدوان تموز، كانت موازين القوى قد باتت واضحة للجانبين، وبدأ الإسرائيلي البحث عن سبل لوقف النار، وإذا بموقف الرئيس فؤاد السنيورة يأخذ منحاه التصاعدي: لا وقف لإطلاق النار (الإسرائيلي على لبنان) قبل رضوخ حزب الله وقبوله بسلّة حل شامل. كان كل يوم من أيام العدوان يلحق أذى هائلاً بهيبة إسرائيل وقدرتها الردعية والهجومية، ويتسبب بسقوط عشرات الشهداء اللبنانيين، وتنقلب موازين القوى لمصلحة لبنان. لكن رئيس الحكومة اللبنانية تحوّل في سراياه الحكومية إلى ناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي بدل أن يكون ناطقاً باسم الدولة اللبنانية، طارحاً ما لم يطرحه العدو نفسه ضمن «الحل الشامل»: تسليم الحزب كل أنواع السلاح الذي في حوزته، إيجاد حل نهائي للحدود والأسرى وكل القضايا العالقة التي تحول دون العودة الفورية إلى اتفاقية الهدنة، انتشار قوات متعددة الجنسية وفق الفصل السابع تتجاوز بصلاحياتها قوات اليونيفيل لتصادر سكاكين المطابخ من منازل الجنوبيين (سمّى السنيورة «العويسي» بالاسم، في إشارة إلى التعبير الجنوبيّ عن السكاكين). لم يكن السنيورة وحيداً. كان معه، يومها، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، ووزير العدل شارل رزق، ومستشاره السياسي وصلة وصله المباشرة مع الإدارة الأميركية الوزير السابق محمد شطح، ورئيس فرع المعلومات وسام الحسن الذي كان يصرّ على إضافة بند إلى سلة السنيورة يتعلق بالمحكمة الدولية... وخلفهم جميعاً ماكينة 14 آذار المعروفة. كانت الحرب الميدانية المباشرة مع إسرائيل شيئاً، والعدوان الداخلي شيئاً آخر أكثر صعوبة وتعقيداً ومرارة، والأسوأ أنه لم يكن متوقعاً بالكامل. وإذا كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قد سجل إلى «يوم الدين» موقف الرئيس ميشال عون يومها - بعيداً عن «هبل» مواقع التواصل الاجتماعي في «التمنين» - فإنّ المكانة التي أُعطيت للموقف العوني ما كانت لتكون نفسها لو لم تكن مواقف الأفرقاء الآخرين بهذا الشكل المخزي. وحتى بعد إعلان وقف إطلاق النار وصدور القرار 1701، أصرّ السنيورة على تفسيره الخاص للقرار. كانت تلك ساعات عصيبة واستثنائية وخيالية، صاحبها توتر هائل كاد يفجّر حرباً أهلية لو لم ينجح الرئيس نبيه بري في إلغاء جلسة مجلس الوزراء التي كان الوزير محمد فنيش سيحضرها ليسلّم رئيس الحكومة فيها عبارة مقتضبة جداً قبل أن يغادر: «إن التعاطي مع سلاح المقاومة بهذا الشكل دونه خوض اللجج وبذل المهج». .... هذا الجانب من حرب تموز لم يكن محسوباً في حينه، لكنه لا يفارق حسابات المقاومة اليوم. ففي ظل المتغيرات الكبيرة في المنطقة، تبدو المقاومة مطمئنة جداً وواثقة بتوازن الردع، لكنها لا تسقط ولو لجزء من الثانية احتمال الحرب. الحرب مستحيلة وفق التقديرات الميدانية وأبعد ممّا يمكن للحسابات أن تتخيّل، لكنها موضع محاكاة يومية بالنسبة إلى الحزب في كل الميادين، بما في ذلك الميدان السياسي. يمكن أن تتكرر الحرب، لكن لا يمكن لما حصل في تلك الحرب أن يتكرر. ولا بدّ أن يكون موقف لبنان الرسمي، في أقل تقدير، متناغماً مع موقف المقاومة، لا مزايداً على إسرائيل. وهذا ما يحكم تعاطي الحزب مع الاستحقاقات السياسية. فبمعزل عن رأي الحزب وجمهوره في أداء الرئيس نجيب ميقاتي، لا يُسأل الحزب عن موقف ميقاتي من ترسيم الحدود البحرية أو البرية أو عمل المقاومة أو غيره إلا ويسمع الجواب الواثق نفسه: «ميقاتي ينسّق معنا، ولا يخطئ في هذه القضايا». وهو ما يوصل إلى الاستحقاق الرئاسي: في حرب تموز، كان إميل لحود رئيساً للجمهورية، لكنه لم يستطع وقف فؤاد السنيورة عند حدّه، فكان لا بد من زخم ميشال عون الشعبي للموازنة بين قدرات المقاومة والموقف اللبناني الرسمي والموقف الشعبي الذي عدّل عون في مزاجه. وهذا ما يقود الحزب إلى التمسك اليوم برئيس يحمي ظهر المقاومة في الداخل اللبناني من المزايدات الرسمية على اسرائيل، وخصوصاً أن رئيس الجمهورية هو الناطق الرسمي باسم الدولة ويحصر الدستور به توقيع المعاهدات الدولية، وهو الممر الإجباري لتكليف رئيس للحكومة والتوقيع على التشكيلة الحكومية. لكن لا يكفي مبدأ الرئيس «الموثوق به». إذ لا بد أن يتمتع هذا الرئيس بحاضنة شعبية مسيحية لا تزال بالنسبة إلى حزب الله هي التيار الوطني الحر. من هنا، تتحول مقاربة الاستحقاق الرئاسي من بند ثانوي في حسابات الحزب بالنسبة إلى كثيرين إلى بند أساسي جداً يمثّل جزءاً لا يتجزّأ من الحسابات الاستباقية، والاتّعاظ من دروس التجربة السابقة، مع العلم أن مقاربات الحزب، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالحرب مع إسرائيل، تنطلق من أخذ كل الاحتمالات في الحسبان. إذ لا يمكن التسليم بعدم وجود سيناريو حرب اليوم، ويمكن أن يتغيّر الوضع ليجد الحزب نفسه في مواجهة تحديات جديدة - قديمة مع رئيس جمهورية مماثل لميشال سليمان. من هنا، يُفهم أكثر موقف الحزب: يريد سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لكنه لا يريده «رئيساً مفروضاً»، أو رئيساً شاء التيار الوطني الحر أو لم يشأ، بل يصرّ على التفاهم مع التيار الوطني الحر في شأنه. لا يريد رئيس جمهورية فقط، بل رئيس جمهورية مع حاضنة شعبية. في تموز، لم يكن خطر الداخل أكبر من خطر الخارج، لكنه مثّل جزءاً أساسياً من العدّة القتالية لهذا الخارج. وإذا كانت الآلة الاسرائيلية وسيلة القتل المباشر يومها، فإنّ الموقف الملتبس لحكومة السنيورة يتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد العدوان وتضاعف عدد الشهداء. لم يكن ما فعله السنيورة اختلافاً في الرأي أو موقفاً سياسياً أو وجهة نظر أو سوء إدارة. وهو ما دفع الحزب إلى الالتفات بعيد حرب تموز إلى أهمية السلطة السياسية للحؤول دون إيصاله مجدداً إلى شفير الحرب الأهلية.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..التليفزيون الروسي يؤكد وفاة جنرال رفيع المستوى في هجوم أوكراني..G7 تَعِد أوكرانيا بدعم طويل..و«الناتو» يفعّل الردع النووي..زيلينسكي: أوكرانيا لن تقبل بوضع «مجمد» مع روسيا..القوات الجوية الأوكرانية تسلَّمت صواريخ «سكالب» جو - أرض الفرنسية بعيدة المدى..النرويج تعتزم تزويد أوكرانيا مسيّرات وأنظمة دفاع جوي..ماكرون: روسيا ضعيفة سياسياً وعسكرياً وأظهرت بوادر انقسامها..«الناتو» يُصادق على 3 خطط للدفاع الإقليمي..وزير الدفاع البريطاني لأوكرانيا: لسنا «متجر أمازون» لإمدادات الاسلحة..الروس يسعون لاختراق الغربيين الكترونياً..«اختراق صيني» لحسابات حكومية أميركية حسّاسة..الصين تناور حول تايوان..وتحذر الغرب من استفزازها..كوسوفو تقلل وجود الشرطة في الشمال..مجلس حقوق الإنسان يعتمد مشروع قرار يدين الكراهية الدينية..9.2 في المئة من سكان العالم.. جاعوا العام الماضي..قضية مالي تتفاعل ورد الخارجية على رسالة الكونغرس عد ازدراءً لدوره..

التالي

أخبار سوريا..لستة أشهر.. دمشق تسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر تركيا..بين "ذل" البقاء و"رحلات الموت" والعودة لحكم الأسد.. "خيارات" اللاجئين السوريين في لبنان..القصير.. ترميم جزئي للحياة اليومية لبعض أهلها العائدين..تدهور قيمة الليرة يجبر العائلات السورية على العزلة..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,061,620

عدد الزوار: 7,658,075

المتواجدون الآن: 0